«مناحى» يعيد السينما إلى السعودية.. و«الأمر بالمعروف» تهاجمه ثم تتراجع

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


«مناحى» يعيد السينما إلى السعودية.. و«الأمر بالمعروف» تهاجمه ثم تتراجع

كتب أحمد الجزار ٢٣/ ١٢/ ٢٠٠٨


أيمن الحلوانى
أثار الفيلم السعودى «مناحى» حالة جدل واسعة فى الوسط السعودى بعد أن تم عرضه سينمائيا فى مدينتى جدة والطائف خلال إجازة عيد الأضحى.

مقالات متعلقة :


شهد الفيلم الذى تسبب فى عودة السينما مرة أخرى إلى السعودية منذ أن أغلقت فى نهاية السبعينيات، إقبالا جماهيريا كبيرا مما اضطر شركة روتانا المنتجة للفيلم إلى عرضه ثمانى مرات فى اليوم الواحد.

وشهدت هذه الخطوة هجوما كبيرا من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السعودية، ووصفها رئيسها الدكتور إبراهيم الغيث خلال فعاليات الملتقى السنوى الثانى «خير الأمة» بأنها «شر ومفسدة»، واعتبر الغيث أن السينما الشر الكبير

وقال: «لم يتم أخذ رأينا فى الموضوع، وموقفنا تجاه ذلك واضح وهو المنع لأن السينما شر ولسنا بحاجة إليها، ويكفى الشر الذى لدينا، ثم خفف الغيث موقفه فى اليوم التالى أثناء تصريحاته لبعض الصحف وقال: «ليس هناك ضرر فى السينما مادام ما يعرض يتماشى مع تعاليم الإسلام»، دون أن يوضح سبب تغير موقفه.

وقد تسبب إيقاف عرض الفيلم بعد اسبوع من عرضه فى الطائف فى ضجة إعلامية كبيرة بسبب الشعبية التى حازها الفيلم وتكهنت بعض وسائل الاعلام بأن جهات عليا كانت وراء وقف عرض الفيلم.

وقال أيمن الحلوانى، المسؤول عن الإنتاج بالشركة المنتجة فى تصريحات خاصة لـ «المصرى اليوم» إن الفيلم تم عرضه على مدى ثمانية أيام متواصلة فى مركزين ثقافيين فى جدة والطائف وتم تجهيز هذه القاعات ببعض أجهزة الصوت والشاشات المتنقلة حتى يتاح عرض الفيلم للجمهور بشكل جيد.

ونفى الحلوانى وجود أى ضغوط وراء وقف عرض الفيلم فى منطقة الطائف. وقال: السبب الوحيد هو ضيق القاعة لأنها تحتوى على ٢٥٠ كرسيًا فقط وقد قررنا وقف العرض حتى لا نتسبب فى إثارة المشاكل لأن القاعة شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا بالإضافة إلى وجود مشاكل فنية أخرى خاصة بطبيعة العرض بينما تم عرض الفيلم ثمانية أيام كاملة فى جدة لأن القاعة كانت تحتوى على ١٣٠٠ كرسى..

ووصف الحلوانى الخطوة التى اتخذتها الشركة بعرض الفيلم سينمائيا بأنها كبيرة ومفيدة لأن الجمهور السعودى متعطش لمشاهدة الأفلام السينمائية على أرضه بالإضافة إلى أن هذا الجمهور أحق بمشاهدة الأفلام السعودية لأننا عرضنا الفيلم السعودى «كيف الحال» فى دول الخليج وبعض الدول العربية دون أن يشاهده الجمهور السعودى على أرضه.

وأكد الحلوانى أنه لا توجد أى أهداف مادية وراء عرض الفيلم لأن الإيرادات التى حققها تم صرفها على الدعاية وقاعات العرض. وقال: قررنا عرض الفيلم لاعتبارات أدبية وثقافية لأن الجمهور السعودى من حقه مشاهدة أفلامه على أرضه بدلاً من مشاهدتها فى دول أخرى.

وحول موقف الشركة من تصريحات الدكتور إبراهيم الغيث قال الحلوانى: لا توجد مشكلة إذا كانت الأفلام التى ستعرض على الجمهور السعودى ملتزمة بالشريعة الإسلامية، ونحن لم نعرض الفيلم على الجمهور من تلقاء أنفسنا بل حصلنا على التصاريح اللازمة لهذا العرض، ومنها الرقابة التى وافقت على عرض الفيلم دون أى حذوفات لأن الفيلم تدور أحداثه فى إطار كوميدى حول مغامرات بدوى ساذج ولا توجد أى مشاهد خارجة، كما حصلنا على تصريح وزارة الإعلام، وتصريح من إمارة مكة المكرمة.

وعن وجود خطة لدى الشركة ببناء دور عرض مجهزة فى السنوات القادمة قال الحلوانى: الشركة لا تملك خطة واضحة بخصوص ذلك حتى الآن لأنه ليس من دورنا بناء دور عرض، ولكن نكتفى ببيع أو توزيع الأفلام فقط.

وعلى جانب آخر، أكد بعض المحللين السعوديين أن الأمير الوليد بن طلال لن يمضى فى مشروع دون مباركة أفراد العائلة الحاكمة، خاصة بعد أن طلب العاهل السعودى عبدالله بن عبدالعزيز ضرورة إدخال إصلاحات على المجتمع،

بينما لم يعلق مفتى السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على الأمر حتى الآن وأصدرت شركة «روتانا» بيانا وزعته على وسائل الإعلام السعودية قالت فيه: «هذا الحدث التاريخى، المتمثل فى إطلاق عروض سينمائية رسمية فى المملكة، هو امتداد لخطواتنا السابقة فى تبنى إنتاج الأفلام المحلية ورعاية مهرجان جدة السينمائى الأول»، كما أكد البيان أن الإيرادات التى سيحققها الفيلم ستتجه لصالح الدورة المقبلة من مهرجان جدة السينمائى.

وقد تعاقدت الشركة «العربية» مؤخرًا مع شركة «روتانا» على توزيع عرض الفيلم فى مصر.

وفى الوقت نفسه، شهد موقف الغيث حالة رفض عامة من بعض الشباب السعودى الذى أعلن موقفه على شبكة الإنترنت، فقد أعلن أكثر من ٤٠٠ شاب عن رأيهم خلال موقع «العربية نت»، وقال أحدهم: «الغيث لن يعجبه شىء من التطور وكل تقدم يسميه (فسق)، ولا ننسى ما قاله عن جوال الكاميرا فكان أكثر مما قاله عن السينما، واقتراحى تحديد مسؤولية الغيث»، بينما رفض شخص آخر تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى هذا الأمر، لأنهم ليسوا أوصياء على المجتمع السعودى.

اجمالي القراءات 4333
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق