اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٣ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه
من كلاشينكوف العصر الحجري للقنبلة النووية: كيف طوّر البشر أسلحتهم على مر التاريخ؟
استخدم البشر الأسلحة في الحرب، والصيد، والدفاع عن النفس، وتنفيذ القانون، والنشاط الإجرامي منذ آلاف السنين. كما خدمت الأسلحة العديد من الأغراض الأخرى في المجتمع، بما في ذلك استخدامها في الألعاب الرياضية، ومجموعات تقديم الاستعراضات، والعروض التاريخية، والمظاهرات، ومع تطور التكنولوجيا عبر التاريخ تغيرت الأسلحة معها.
وشملت الابتكارات الرئيسية في تاريخ الأسلحة اعتماد مواد مختلفة، من الحجر والخشب إلى معادن مختلفة، ومواد صناعية حديثة مثل اللدائن، كما تطورت أنماط مختلفة من الأسلحة إما لتلائم التضاريس أو لدعم أو مواجهة ساحة معركة مختلفة وتكتيكات ومعدات دفاعية مختلفة.
بداية استخدام الإنسان للأسلحة جاءت مع وجوده على سطح الأرض، بشكل رئيسي لحماية نفسه من الحيوانات المفترسة؛ بدأت الأسلحة غالبًا بما توافر له من جذوع الشجر أو العصي البسيطة أو الحجارة وغيرها. وأول دليل على استخدام البشر للرماح المصنوعة من جذوع الأخشاب المدببة، ظهر في ألمانيا، بالقرب من منطقة شكونينغن، حيث استعملت تلك الرماح منذ أكثر من 400 ألف سنة قبل الميلاد.
هذا بالنسبة للإنسان، لكن الحيوانات كانت قد سبقت الإنسان في استخدام هذا السلاح بالفعل، فقد استخدمت بعض أنواع الشمبانزي الحديثة (أنواع من الشمبانزي التي كانت موجودة في نفس وقت وجود الإنسان البدائي) في السنغال الرماح لمطاردة حيوانات الجلاجو المعروفة باسم أطفال الأدغال، مما يشير إلى أن هذه التكنولوجيا استخدمتها الحيوانات قبل الإنسان نفسه.
أول سلاح اعتمد على تكنولوجيا أكثر تطورًا ظهر في الفترة من 40– 25 ألف سنة قبل الميلاد. كان يطلق عليه اسم أتلاتل، أو قاذف الرمح، وأحيانًا يطلق عليه المحدثون اسم كلاشينكوف العصر الحجري، وهو أول سلاح من نوعه يتميز باستخدام تقنية لإصابة الهدف على بعد مسافات كبيرة نسبيًّا، دون الاعتماد فقط على العضلات البشرية. هذا السلاح كان بإمكانه أن يقتل غزلان على بعد 40 مترًا، وقد بدأ استخدامه في شمال إفريقيا، قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم، ثم استُبدِل في وقت لاحق بالقوس والسهم.
هل سبق أن شاهدت مسلسل الأطفال الشهير ماوكلي؟ هل شاهدت تلك الأداة المنثنية أو الملتوية من الخشب التي يستخدمها في إصابة الأهداف، ثم تدور وتصل إليه؟ هي تسمى «كيد مرتد» أو «بمرنج»، وقد ارتبطت بقوة مع السكان الأصليين في أستراليا، لكنها أيضًا استخدمت بالفعل كأسلحة صيد في جميع أنحاء أوروبا وإفريقيا، ومعظم هذه الأسلحة لم تكن ترتد إليك بعد إلقائها.
أقدم بمرنج يعود إلى عام 23 ألف قبل الميلاد، وكان مصنوعًا من ناب حيوان الماموث، واكتشف في كهف ببولندا.
ويعود اكتشاف أقدم سهم إلى عام 20 ألف قبل الميلاد، مما يشير إلى أن الأقواس والسهام كانت قيد الاستخدام في ذلك الوقت، ويعتقد البعض أنها اخترعت بالفعل في وقت سابق بكثير، في إشارة إلى حجر يبلغ من العمر 60 ألف سنة، تدور الشكوك حوله ما إذا كان رأس سهم أم لا.
استخدمت الأقواس والسهام في الحروب. كان القوس والسهم مفضلين على الرماح لأنهما كانا أسهل في التعامل، إذ وفرا قدرًا أكبر في التنقل، وكانا أكثر دقة، ولم يتطلبا الكثير من المواد الخام.
ويشير تحليل دقيق لنقاط القذائف من الحفريات الأثرية حول العالم إلى أن الأسلحة المقذوفة لم تكن مستخدمة على نطاق واسع قبل 50 ألف سنة مضت.
بداية عملية استئناس الإنسان للخيول كانت في سهول كازاخستان، وفضلًا عن ثورة النقل بشكل عام التي أحدثها هذا الأمر، فالخيول كانت مفيدة في تاريخ الحروب. فقط في القرن الـ 20، مع ظهور الأسلحة النارية السريعة مثل المدافع الرشاشة، ابتعدت الجيوش تدريجيًّا عن الاعتماد على الخيول، وهو ما يعني مرور أكثر من سبعة آلاف عام والخيول مستخدمة في الحروب بشكل أساسي.
بينما اكتشف البشر موارد طبيعية جديدة تحت سطح الأرض، جرى استبدال الأسلحة التقليدية بأخرى أفضل مع تطور صناعات المعادن، وقد ساهم النحاس بشكل كبير في العالم القديم، وساعد ثقافات بلاد ما بين النهرين ومصر واليونان وروما والصين على الازدهار. كان النحاس لفترة طويلة هو المعدن الوحيد المعروف للبشر، وجرى بسببه استبدال الأسلحة الحجرية به.
بهذا يكون البشر قد انتهوا من العصر الحجري ودخلوا إلى العصر البرونزي، وذلك منذ عام 5000 قبل الميلاد. خلال عصر النحاس ازداد الطلب على قضيب وعصي الصولجان، التي تدل على السلطة في ذلك الوقت.
وكان السومريون أول الناس المسجلين في استخدام الأسلحة النحاسية، واستخدم الأمريكيون الأصليون في الغالب الرمح الصوان والسكاكين، ولكنهم لم يستخدموا النحاس بشكل واضح سوى للاحتفالات والزينة المعقدة.
وبعد اكتشاف النحاس النقي في الأناضول، حوالي سنة 6000 قبل الميلاد، انتشرت المعادن النحاسية في مصر وبلاد الرافدين، وفي حوالي 3500 قبل الميلاد انتشر فن المعادن في الهند والصين وأوروبا، لكن سرعان ما اكتشف الحرفيون القدامى عيوب النحاس لإنتاج الأسلحة، ففي حين أن الأسلحة المصنوعة من النحاس يمكن شحذها بسهولة، فإنها لم تكن قادرة على الاحتفاظ بصلابتها.
البرونز، وهو سبيكة من النحاس والقصدير، استخدم في وقت يعود إلى عام 4500 قبل الميلاد، تميز بأنه أكثر صلابة بكثير من النحاس النقي، وقد استخدم على نطاق واسع في آسيا، إذ ازدهرت حضارة وادي السند نتيجة لتحسن صناعة المعادن، وقد جرى إنتاج البرونز على نطاق واسع في الصين للأسلحة، بما في ذلك الرماح، والخناجر القائمة، والأقواس المركبة، والخوذات البرونزية.
وساهم النحاس في اختراع الخناجر المعدنية بعد أن كانت مصنوعة من الحجارة، ثم اختراع السيوف في وقت لاحق، وبحلول عام 1000 قبل الميلاد، تشابكت السيوف مع أساطير السلتيك والطقوس في بريطانيا؛ مما عكس أهميتها في المجتمع.
الدبابات والمدافع والصواريخ هي جزء لا يتجزأ من سلاح أي جيش حاليًا، وهي تمثل نواة قسم الأسلحة الثقيلة. لكن متى بدأ الإنسان يتعرف على السلاح الثقيل؛ السلاح الذي يمكنه هدم المباني والأسوار؟
حتى قبل عام 500 قبل الميلاد، كانت جميع الأسلحة في أيدي البشر هي أسلحة لقتل الإنسان مباشرة، لكن لم تظهر أسلحة لهدم الأسوار والمنشآت واقتحام القلاع أو تدميرها فوق رأس سكانها.
يعتقد أن المنجنيق المتحرك ظهر عام 500 قبل الميلاد في الصين، وكان مدعومًا من فرقة تتكون من 12 رجلًا للجر والإعداد. هذا السلاح كان يمكنه إلقاء كرات من الصخور لمسافة تصل إلى 125 مترًا. في نفس الوقت تقريبًا، طور الإغريق القدماء سلاح فك الحصار الخاص بهم، وهو الباليستا أو العرادة، وهو نوع من السهم والقوس كبير الحجم.
وقد اعتبر المنجنيق المتحرك في نظر المحدثين لفترة طويلة مجرد فولكلور شعبي، حتى تم بناء نموذج عمل في عام 1991، وتبين أنه فعال. لاحقًا استُبدِل في نهاية المطاف بالمنجنيق ذي الثقل، والذي يعتمد على إلقاء وزن ما لمنح القذيفة قوة الدفع الملائمة بدلًا من الاعتماد على القوى العاملة البشرية، وذلك في العصور الوسطى.
ظل الوضع قائمًا على ما هو عليه حتى انتهى عصر ما قبل الميلاد، ومرت حوالي 800 سنة بعد مولد المسيح. في ذلك الوقت اختُرِع البارود في الصين. هذا الاختراع تطور بسرعة إلى نشأة وتطوير سلاح ناري بدائي، يسمى «الحربة النارية»، وهو الأب الروحي لجميع الأسلحة النارية. كما تطورت أيضًا أسلحة أخرى مثل السهم الناري – بمثابة الأب الروحي لتكنولوجيا الصواريخ- والقنابل البدائية، وذلك في عهد أسرة سونغ (960- 1279م)، وهي التكنولوجيا التي تطورت مدفوعة جزئيًّا بعدوانية الجيران مثل أسرة جين في الشمال.
أنقذ العصر الذهبي للإسلام (600 إلى 1600م) عملية تقدم الحضارات الكلاسيكية، بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية. تطورت في ذلك الوقت تكنولوجيا الأسلحة النارية بسرعة، وكان الجنود المصريون هم أول من استخدم المدافع اليدوية والأسلحة النارية الصغيرة الأخرى في معركة عين جالوت عام 1260 ميلادية.
وقال المؤرخون إن العالم الإسلامى قد تقدم بالفعل أمام الآخرين فى الهندسة العسكرية، وتعود الأسباب الرئيسية لذلك إلى العلاقات التجارية مع الصين، وقد عرف العالم الإسلامي أن التكنولوجيا الصينية متفوقة على حضارات اليونانيين أو الرومان.
كان «جنرالات» الجيش العربي يشجعون على استخدام التكنولوجيا الجديدة، كما ورثوا تقاليد متطورة للغاية، خاصةً فيما يتعلق بحروب الحصار، وقيل إن المنجنيق البدائي المتحرك القادر على رمي الحجارة الكبيرة وأكوام الصخور، اخترع في الشرق الأوسط من قبل المهندسين المسلمين. ربما جرى نسخ المنجنيق من السلاح الصيني المشابه والذي اعتمده المغول وحملوه إلى العالم الإسلامي وقت غزو التتار.
وفي عام 1452م، قامت الدولة العثمانية تحت قيادة السلطان محمد الفاتح ببناء مدفع هو الأحدث من نوعه يسمى مدفع الدردنيل، وقد بني هذا المدفع خصيصًا لدك أسوار القسطنطينية الإسطورية في ذلك الوقت، والتي استطاعت عبر العصور صد الهجمات الغازية. وبنى هذا المدفع مهندس مجري يدعى أوربان، والذي تمكن من إقناع محمد الفاتح ببنائه، مؤكدًا أنه قادر على اختراق أسوار مدينة بابل القديمة نفسها.
استغرق بناؤه 3 أشهر، واستعمل فيه إمكانات هائلة، ثم جرى نقله من العاصمة أدرنة إلى القسطنطينية (إسطنبول اليوم)، ويقال إنه جرى استخدام حوالى 200 ثور لنقله عبر طريق مهد خصيصًا لنقل هذه المدافع الثقيلة.
واستخدمت بعض العشائر المسلمة المنجنيق لرمي الخيول الميتة إلى المدينة المحاصرة لنشر المرض، وهي التقنية التي يمكن أن نقول إنها الصورة البدائية لضرب المدن بصواريخ الأسلحة البيولوجية. لكن العلوم الإسلامية أخذت في الانخفاض بشكل ملحوظ بدءًا من القرن السابع عشر فصاعدًا.
في المقابل، وفي الطرف الأقصى للعالم، قادت أسرة مينغ الصينية تكنولوجيا الأسلحة النارية خطوات إلى الأمام في الفترة بين 1368 – 1644م، وشملت التطويرات اختراع فتيل البندقية، مما يلغي الحاجة لإطلاق النار من بندقية مع ضرورة إمساك عود ثقاب باليد الأخرى.
ومن بين التطورات الأخرى التي أضافتها هذه الأسرة كان سلاح الفرسان، والألغام البحرية، وجرت عملية تجميع التكنولوجيات الجديدة لهذه السلالة في نهاية المطاف في كتاب «هولونغجينغ»، وهو أطروحة عن الحرب من قبل جياو يو وليو جي.
منذ منتصف القرن الـ18 وخلال القرن الـ19، أصبحت الصواريخ لاعبًا أساسيًّا دائمًا في ساحة المعركة. السلطان الهندي فاتح علي تيبو تمكن بنجاح من نشر المدفعية الصاروخية ضد البريطانيين، وهو ما دفع المخترع الرائد السير وليام كونغريف لتطوير نسخته البريطانية الخاصة، وهي صواريخ كونغريف.
في عام 1803، بدأ الجيش البريطاني في استخدام قذائف الشظايا «shrapnel shells» (اخترعها في وقت سابق الصينيون)، وجرى تسميتها على اسم مخترعها هنري شرابنيل. تحتوي هذه القذائف على عدد كبير من الرصاصات التي يطلق سراحها بسرعات عالية عند التفجير، وجرى استبدالها في نهاية المطاف بقذائف شديدة الانفجار خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي عام 1836، حصل المخترع الأمريكي صموئيل كولت على براءة اختراع المسدس الدوار، والذي أدخل العديد من التحسينات على التصاميم السابقة، وتتميز هذه النوعية من المسدسات بأنها الأسرع في إعادة التحميل من أي سلاح ناري آخر، وظل هذا السلاح شعبيًّا ومشهورًا حتى يومنا هذا.
بين عامي 1851– 1861، ظهرت البنادق الآلية لأول مرة. البداية كانت ببندقية غاتلينغ «Gatling gun»، وهي أول بندقية يمكنها إطلاق النار بشكل مستمر، اخترعها الأمريكي ريتشارد غاتلينغ، والتي استخدمت بصورة واضحة بواسطة قوات الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية في ستينيات القرن الـ19، وسرعان ما أتبع الجيش البلجيكي هذه البندقية بأخرى متعددة الماسورة، والتي تسمى ميترايليوس.
وفي عام 1884، نجح هيرام ستيفنز مكسيم في إنتاج أول رشاش أوتوماتيكي بالكامل، والذي عرف باسم بندقية مكسيم، وفي عام 1890، بعد اغتيال عمدة شيكاغو، قام الكاهن المحلي كاسيمير زيغلن بصناعة أول سترة مضادة للرصاص التي صنعت مع لوحات ثقيلة من المعدن، وهي مصنوعة إلى حد كبير من الحرير المنسوج، ولكنها لم تشهد نجاحًا مميزًا في ذلك الوقت.
وفي عام 1909، تمكن ابن هيرام ستيفنز مكسيم، هيرام بيرسي مكسيم، من الحصول على براءة اختراع لأول كاتم صوت للبندقية، ويذكر أن أول دبابة ظهرت في التاريخ كانت من خلال الجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى، وتحديدًا عام 1914.
شهد عام 1775 لحظة تاريخية في تطوير الأسلحة البحرية، حتى قبل هذا العام كانت الحروب البحرية تدور فوق سطح الماء عبر مختلف أنواع السفن الحربية، لكن الأمريكي ديفيد بوشنيل تمكن في هذا العام من إنشاء أول غواصة مستخدمة في معركة في التاريخ، وأطلق عليها اسم السلحفاة.
وظلت التكنولوجيا المستخدمة في صناعة هذه الغواصة بسيطة وغير آمنة لعدة عقود، على الرغم من أن العديد من الغواصات استخدمت بالفعل في الحرب الأهلية الأمريكية (1861- 1865).
في عام 1862، جرت عملية إطلاق المدمرة «يو إس إس مونيتور»، وهي أول سفينة حربية مكسوة بالحديد، من مدينة نيويورك. نعم، قبل هذا كانت غالبية السفن الحربية مصنوعة من الخشب بشكل كامل، أو مطعمة بالحديد.
جرى تصميم هذه المدمرة بواسطة المهندس السويدي جون إريكسون، الذي تعاون على تصميم قاطرة البخار «نوفيلتي»، والتي تنافست في تجارب رينهيل على سكة حديد ليفربول ومانشستر، التي فاز بها صاروخ جورج ستيفنسون رغم أن إريكسون كان على وشك هزيمته، وكانت المسابقة سببًا في شهرته.
في أمريكا، صمم إريكسون أول فرقاطة بخار تابعة للبحرية الأمريكية «يو إس إس برينستون»، بالشراكة مع الكابتن روبرت ستوكتون، الذي ألقى باللوم عليه على نحو غير عادل بسبب حادث مميت. وأدت شراكة جديدة مع كورنيليوس ديلامتر إلى إنتاج أول سفينة مدرعة مع برج دوار، يو إس إس مونيتور، الأمر الذي
أنقذ بشكل كبير سرب البحرية الأمريكية المحاصر من الدمار من قبل السفينة الحديدية، سي إس إس فيرجينيا، وهي السفينة المميزة الخاصة بأسطول بريطانيا، في مارس (آذار) 1862.
وبين عامي 1876 و1883، بنى جون هولاند سلاحًا مميزًا، وهو الغواصة العسكرية فينيان رام «Fenian Ram»، لفرق من المتمردين الأيرلنديين في الولايات المتحدة، وعلى عكس أي غواصة سابقة، كان لهذه الغواصة شكل انسيابي. ومع ذلك، فإن المتمردين هم رجال أعمال لا يمكن الوثوق فيهم بشكل كبير في ذلك الوقت؛ لأنهم قد يبيعون السلاح إلى أي جهة تدفع المال، وهو ما جعل هولاند يتركهم، وبالتالي لم تستخدم الغواصة في أي حرب فعلية أو عمل عدائي.
الطوربيدات البحرية بدأت في الظهور بشكل واضح منذ القرن التاسع عشر من خلال البريطانيين، لكن التقدم الأكبر والأهم لهذا السلاح هو عندما بدأ الاتحاد السوفيتي في تطوير طوربيد سوبيركافيتاتينغ في ستينيات القرن العشرين، من خلال استغلال طريقة تشكل فقاعات المياه حول الأجسام سريعة الحركة، كان من الممكن لطوربيد «Shkval» السفر بسرعة 500 كيلومتر في الساعة. لكن لم يكتمل إنشاء هذا الطوربيد إلا في أوائل التسعينات. في التسعينيات أيضًا تمكنت البحرية الأمريكية من تطوير الطوربيدات البحرية المتطورة الخاصة بها تحديدًا في عام 1997.
في عام 1942، أعلنت الولايات المتحدة عن أخطر مشروع حربي في التاريخ، مشروع مانهاتن، في محاولة لبناء أول قنبلة نووية، تحت إشراف روبرت أوبنهايمر، وفي عام 1945، أجري أول اختبار ناجح لقنبلة نووية في نيو مكسيكو في 16 يوليو (تموز)، وفي 6 و9 أغسطس (آب)، أسقطت قنابل نووية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، مما أدى إلى إنهاء الحرب العالمية الثانية وإطلاق عصر جديد من الأسلحة النووية.
في عام 1952، تطور الأمر بصورة أكثر خطورة بكثير، فقد تم اختبار أول انصهار نووي أو أول تفاعل اندماجي، إذ جرى تفجير أول قنبلة هيدروجينية من قبل الولايات المتحدة في جزر مارشال. في هذه القنبلة المخيفة، استخدم العلماء الأشعة السينية الناجمة من انفجار انشطار نووي لتحريك تفاعلات الاندماج النووي بين ذرات التريتيوم، نظائر الهيدروجين، مثل تلك التي تحدث داخل الشمس،
ويمكن للرأس الحربية الواحدة من هذه القنبلة أن تكون أقوى آلاف المرات من قنبلة هيروشيما.
اقرأ أيضًا: ليست فقط قنبلة انشطارية أو هيدروجينية! تعرف على أنواع أخرى من القنابل النووية
في عام 1953، جرى إنشاء أول «maser» (تضخيم الميكروويف بواسطة الانبعاث المحفز للإشعاع) في جامعة كولومبيا، وهو ما نتج منه شعاع ضيق من أشعة الميكروويف، وجرى وصفه بأنه «بندقية إشعاع»، لكن لم يثبت إمكانية استخدامه كسلاح بشكل عملي، وفي عام 1960، ظهر الليزر (تضخيم الضوء عن طريق الانبعاث المحفز للإشعاع) للمرة الأولى، ووجد الليزر عددًا لا يحصى من الاستخدامات في المجتمع، وفي الحرب استخدم من أجل توجيه الصواريخ وغيرها من الأسلحة، وبديلًا للرادار، ويجري حاليًا تطوير أسلحة ليزر نموذجية مختلفة.
ونفذت الولايات المتحدة عام 1997، أول اختبار لها لليزر المضاد للأقمار الصناعية، وفي عام 2001، جرى اختبار نظام الإنكار النشط، وهو سلاح موجه للطاقة يقصد به دفع الناس بعيدًا عن الضرر، من قبل الحكومة الأمريكية. يستخدم الجهاز شعاع الميكروويف لإنتاج ضجة كبيرة من الحرارة الشديدة، مما اضطر الناس إلى الابتعاد، وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بالسلامة، فقد جرى طرح نسخ محمولة للشرطة.
وفي عام 2002، لأول مرة يتم استخدام الليزر عالي الطاقة لإسقاط نيران المدفعية، كما جرى تطوير قذيفة الطاقة النابضة «Pulsed Energy Projectile»، وهي عبارة عن ليزر يمكنه الارتطام بك وإزالتك من مكانك.
وفي عام 2008، ظهر تطور مثير يتعلق بالليزر عالي الطاقة، فقد جرى إطلاق الليزر المحمول جوًّا من طائرة لأول مرة عبر الولايات المتحدة. أيضًا، بدأ اختبار «الفوتونيكس ستيلار»، نظام درع البلازما الصوتية التجريبي، الذي يولد سلسلة من الانفجارات في الهواء عن طريق تفجير كرات من البلازما مع الليزر عالي الطاقة، وما تزال هناك العديد من الاختبارات التي تحدث في جميع أنحاء العالم لتطوير المزيد من أشكال الأسلحة.
دعوة للتبرع
الطهارة من الحيض: ما معنى قوله تعالى : وَلَا تَقْر َبُوه ُنَّ ...
نصيحة زوجية : انا يا استاذ عشت ايام سودة مع زوجتى ،...
الدروس الخصوصية : الدرو س الخصو صية هل هى حرام أم حلال ؟...
سؤالان : عندي سؤال حول الصلا ة على النبي : انا استمع ت ...
طائف: هل ( طائف ) من ( طائفة ) أو من طائف بالكع بة ؟ ...
more