انتحار اللاجئين» ..موتٌ آخر يواجهه السوريون في المهجر

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٦ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


انتحار اللاجئين» ..موتٌ آخر يواجهه السوريون في المهجر

حسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ حالات الانتحار التي ارتفعت في الآونة الأخيرة في العالم ككل، ترتفع بشكلٍ خاص بين الفئات المستضعفة التي تعاني من التمييز، مثل اللاجئين، والمهاجرين، والشعوب الأصلية، والمثليين… إلخ. وقد شهدت سوريا بعد أزمتها ارتفاع معدلات الانتحار عن مستوياتها ما قبل الربيع العربي، خاصةً بين اللاجئين السوريين حول العالم.

اللاجئون السوريون حول العالم

وفقًا لمنظمة العفو الدولية، فإن واحدًا من بين شخصين ممن يعبرون البحر المتوسط في السنة –أي نصف مليون شخص- هم سوريون فروا من النزاع في بلدهم. وهناك 6 ملايين شخص نزحوا من سوريا إلى خارج البلاد في الفترة بين 2011، ونهاية 2015، توزع منهم ما يزيد على 4,5 مليون لاجئ سوري على خمسة بلدان فقط، هي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. حيث يبلغ عدد اللاجئين في تركيا 2,5 مليون لاجئ، ولبنان 1,1 مليون، والأردن 635324 لاجئًا، وهو ما يعادل 10% من السكان، بينما يستضيف العراق 245022 لاجئًا سوريًّا، ومصر 117658 لاجئًا. ويعتبر السوريون الأسوأ حالًا في لبنان لا يتلقون سوى ما يعادل 60 دولارًا أمريكيًّا للفرد شهريًّا، أو نحو 70 سنتًا أمريكيًّا كمعونة غذائية في اليوم. وهو ما يقلّ عن خط الفقر الذي قررته الأمم المتحدة وهو 1,90 دولار. ويعيش 86% من اللاجئين السوريين في حضر الأردن تحت خط الفقر بالمعايير المحلية. أما أوروبا، فقد نزح إليها ما لا يقل عن 500 ألف لاجئ سوري.

وأظهرت دراسة صندوق الأمم المتحدة للسكان على اللاجئين السوريين في لبنان، أن نحو 41% من الشباب السوري في لبنان سبق لهم التفكير بالانتحار، من بينهم 17% تمكنت منهم الفكرة لمدة طويلة، بينما شعر 24% أن الانتحار خيار لديهم عندما تصبح جميع الأبواب مغلقة.

وفي السطور التالية نستعرض بعض حالات ومحاولات انتحار اللاجئين السوريين حول العالم، عام 2016 ،التي كانت دوافعها دائمًا الظروف التي يمرون بها في بلاد مهجرهم، سواء الظروف المادية وضيق الحال، أو عدم القدرة على الحصول على فرصة عمل، وكذلك صعوبة الحصول على إقامة في بعض الدول الأخرى، إلى جانب الصدمات والأزمات النفسية التي يعانون منها، وحزنهم على حال الوطن وفراق الأهل.

الانتحار

في 25 مايو (أيار)، انتحر محمد شيحة، شاب سوري من مدينة حلب، في أحد تجمعات اللجوء في مدينة ميربولنغا التابعة لمقاطعة كالمار جنوب السويد. وقد قال الإعلامي حازم داكل إن انتحاره كان بسبب نبذ عائلته وأصدقائه له بعد تغيير ديانته إلى المسيحية، وقد فعل ذلك بعد تلقيه وعودًا من الكنيسة بالمساعدات المادية والمعنوية، ولكن مقربين له أكدوا أن هذه الوعود لم تنفذ، ورجحوا أن يكون انتحاره نتيجة حالة إحباط تعرض لها.

وفي 23 من الشهر ذاته انتحر طالب لجوء سوري يبلغ 28 عامًا في أحد تجمعات ميربولنغا أيضًا، وذكر أصدقاؤه أنه في الأيام الأخيرة كان يبدو عليه الحزن والعصبية، وكان منطويًا على ذاته لا يتحدث إلى أحد، وقد واجه كثيرًا من الضغوط والمشكلات قبل وفاته، منها تأخر حصوله على الإقامة رغم وجوده مع عائلته في السويد منذ سنة وشهرين قبل وقت الحادث، دون أن تجرى معه أي مقابلة من دائرة الهجرة، بالإضافة إلى بعض المشاكل العاطفية التي واجهها.

وفي 22 يونيو (حزيران)، قفز اللاجئ السوري حسن رابح من الدور السابع بإحدى أبنية منطقة الحمرا ببيروت، حيث كان يعيش. وكان رابح راقصًا محترفًا من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وشارك في عروض فرقة سيما التي شاركت في برنامج Arab Got Talent في الموسم الثالث، وكانت آخر منشوراته على موقع فيسبوك تتحدث عن الصعوبات التي واجهته في حياته مؤخرًا، ومنها صعوبة الحصول على أوراق نظامية للإقامة في لبنان، كما كتب كذلك اعتذارًا لأهله وأصدقائه، ويقول صديقه المدون محمد النايل عن أسباب انتحاره: «لم يستطع تحمل الإهانة في بيروت، ويمكنني القول بأن بيروت كانت تتسبب في تآكل نفسه وروحه». وعلى عكس المتوقع من شجب وإدانة هذا الانتحار، نشر عدد من التدوينات التي ترى انتحاره تحديًا للوضع القائم للاجئين السوريين، وما يعانونه من اضطهاد وقيود سواء في لبنان، أو في غيرها.

أما في مصر، ففي 18 فبراير (شباط) لقي شاب سوري مصرعه في مدينة المحلة، إثر تناوله مادة سامة، بعد مروره بحالة اكتئاب؛ حزنًا على فقدانه الأسرة التي لم يلقاها منذ جاء إلى مصر، حيث رفضت أسرته الرحيل معه، وحزنًا على الوطن وسوء الأحوال الأمنية في بلاده.

وفي نهاية العام الحالي، تحديدًا في 11 ديسمبر (كانون الأول)، أقدم مواطن سوري يبلغ من العمر 26 عامًا، على الانتحار شنقًا في شقته بمدينة 6 أكتوبر لمروره بضائقة مالية، وفشله في الحصول على فرصة عمل.

أما في تركيا فقد انتحر شاب سوري في 22 فبراير (شباط) داخل دورة مياه أحد المساجد التركية بمدينة مرسين شنقًا بحبل، في منطقة أكدينيز بجامع سيدنا عمر، وقد أبلغ مواطن تركي الشرطة، ولم تعرف أسباب انتحاره حتى الآن.

وفي أول مارس (آذار)، تحديدًا في اليوم العالمي للمرأة، انتحرت (طفلة) سورية تبلغ من العمر 15 عامًا، بعد مرورها بتجربة زواج فاشلة. وقالت الشرطة التركية أن الفتاة انتحرت بطلق ناري من بندقية صيد كانت موجودة حيث يقيم أهلها في مزرعة مواشي بمنطقة الشهيد كامل في غازي عنتاب، بعد عودتها من مدينة قيصري، حيث كانت تقيم مع زوجها السوري الذي تزوجها في حلب قبل أن تنتقل إلى تركيا.

وتلجأ الأسر السورية لتزويج بناتها القاصرات بسبب ظروف الحرب التي يعاني منها السوريون، ويؤدي نزوح العائلات إلى خارج البلاد لمرورهم بأزمات مالية شديدة؛ مما يجعلهم متساهلين في تزويج فتياتهم القصر. وفي الـ21 من نفس الشهر، انتحرت فتاة سورية تبلغ من العمر 23 عامًا «ميديا حسن»، من مدينة حلب، بإلقاء نفسها أمام قطار في مقاطعة طرسوس التابعة لمدينة مرسين، وظلت حتى الآن أسباب انتحارها مجهولة.

أما في السجن، فقد انتحر المتهم السوري نديم بالوش (35 عامًا) شنقًا في زنزانته بسجن هاتاي في أبريل، بعد مرور أسبوع على اعتقاله بتهمة الانتماء لتنظيم داعش. وقد خرج بالوش من سجن صيدنايا عام 2011، ويتهمه ناشطون بقتل الضابط المنشق رياض الأحمد في تركيا عام 2013، وقد اعترف النظام السوري باختطاف الضابط المنشق في ذلك الوقت.

 

 

 

 

أما في الأردن، ففي 4 أبريل (نيسان)، انتحرت طفلة سورية (13 عامًا) في مخيم الزعتري الذي تقيم فيه، حيث قامت بشنق نفسها بشال داخل الكرفان الذي تسكنه. وأوردت المصادر أن السبب الذي دفع الفتاة للانتحار هو مشادة بينها، وبين والدتها حول جلي الصحون.

في 24 من نفس الشهر، أقدم شاب سوري على الانتحار بمنطقة وسط البلد في العاصمة عمَّان، حيث قام بشنق نفسه في محل ملابس يعمل به هناك، ولم تعرف الأسباب التي دفعته لذلك.

وفي 18 يوليو (تموز)، انتحرت (طفلة) سورية تبلغ من العمر 16 عامًا في مخيم الزعتري بالأردن، وذلك بعد تناولها كمية من الأدوية العلاجية في المخيم، ورغم إسعافها في مستشفى المفرق الحكومي، إلا أنها توفت قبل الوصول إلى المستشفى. ولم ترد أي تفاصيل عن أسباب انتحارها.

في 23 مايو (أيار) نشرت القبس الكويتية خبر انتحار طفل سوري عمره 14 عامًا، حيث أقدم على الانتحار شنقًا في منطقة حولي، بسبب مشاكل نفسية وعائلية. ولم يكد يمر يومان حتى نشرت نفس الجريدة خبر انتحار شاب سوري (20 عامًا) في منطقة صباح السالم، وذلك عن طريق خنق نفسه مستخدمًا كيسًا وغاز ولاعة. ولم يتم التعرف على دوافع انتحاره.

ومحاولات انتحار لم تنجح

غير حوادث الانتحار، فهناك عدة محاولات انتحار أقدم عليها اللاجئون السوريون، منها محاولة أحد اللاجئين حمزة (22 عامًا) الانتحار في اليونان بعد علمه بوفاة شقيقته بإحدى الغارات على مدينة حلب، ويقول الطبيب الذي كان يعالجه إنه شهد كثيرًا من حالات اللاجئين الذين أصابهم مرض شديد، وحاولوا إيذاء أنفسهم بسبب وفاة ذويهم، وقد قال له أحد المرضى: «نحن نموت هنا كما كنا نموت في سوريا تمامًا، ولكنه موت بطيء».

وفي ألمانيا بتاريخ 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، قامت لاجئة سورية في مدينة لونن بولاية شمال الراين فستفالن بقتل طفليها طعنًا بالسكين، ثم حاولت الانتحار بعدها. كان عمر أحدهما «حامد» عامًا واحدًا، أما الأخرى فهي «جينا» وعمرها 4 أعوام، وقد اعترفت الأم بقتلها طفليها بسبب خلافات أسرية حسب أقوالها.

وفي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) في مصر، حاول أحد السوريين المحتجزين في مركز شرطة كرموز بالإسكندرية الانتحار، بعدما قررت السلطات المصرية ترحيل مجموعة من السوريين إلى سوريا. أمَّا في سبتمبر (أيلول)، حاول الشاب أحمد حمادة (24 عامًا) الانتحار بإحراق جسده في شارع الجلاء في غزة. وهو متزوج ولديه طفل عمره سنتان، وكان قد جاء إلى غزة بصحبة فلسطينيين آخرين من ليبيا، وأشار أحمد إلى أن سبب انتحاره هو الظروف التي يعيشونها هو ومن مثله من اللاجئين، والتي وصفها بأنها «أصعب مما يتصوره أحد».

وهناك 456 أسرة، معظمها أسر فلسطينية الأصل، استقر الحال بها في غزة بعد لجوئها من سوريا واليمن وليبيا منذ عام 2011، وحتى عام 2015، قبل أن تغلق السلطات المصرية المعابر مع غزة. وتعيش تلك الأسر ظروفًا معيشية صعبة بلا مأوى، أو دخل.

اجمالي القراءات 2771
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق