الاستواء فى الإسلام
الاستواء فى القرآن :
استخدمت الكلمات المأخوذة من جذر سوى كثيرا وقد اقتصرنا فى الموضوع هنا على الاستواء الإلهى وعدم استواء الكفار بالمسلمين وعدم استواء المسلمين ببعضهم
القاعدون والمجاهدون لا يستوون :
وضح الله أن القاعدين من المؤمنين وهم المتخلفون عن الجهاد من المصدقين بحكم الله لا يتساوون فى الثواب مع المجاهدين فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وهم المحاربين لنصر دين الله بالتبرع بأملاكهم وذواتهم ويستثنى الله من القاعدين أولى الضرر وهم أصحاب العجز أى العاهات التى تمنعهم من الجهاد ، وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم "
الخبيث والطيب لا يتساوون:
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس لا يستوى الخبيث والطيب أى الخبيث وهو الكافر أى صاحب النار لا يتشابه فى الأجر مع الطيب وهو المسلم صاحب الجنة ،ويبين له أنهم لا يتساوون حتى لو أعجبته أى استحسنت نفسه كثرة الخبيث والمراد كثرة عدد الكفار لأن العدد لا يدل على الفريق الفائز وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث"
الأعمى والبصير لا يتساوون:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس هل يستوى الأعمى والبصير والمراد لا يتساوى فى الجزاء الخبيث وهو الكافر أى الأعمى الذى يعمى عن البصائر والطيب وهو المسلم أى البصير الذى يستخدم بصيرته وهى عقله فيبصر البصائر من الرب لنفسه مصداق لقوله بسورة الأنعام "قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون"
الظلمات والنور لا يتساوون:
طلب الله من نبيه(ص)أن يسأل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور والمراد هل يتساوى فى الجزاء المسلم والكافر ؟أم هل يقبل الله الجهالات والإسلام ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن المسلم وهو البصير لا يتساوى بكافر وهو الأعمى فى الجزاء كما أن الله لا يقبل الظلمات وهى الجهالات ويقبل النور وهو الإسلام ، وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد :
" قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور"
البحران لا يتساوون:
وضح الله أن البحران والمراد البحر والنهر بألفاظ الناس وهما الماءين لا يتساويان فهذا عذب فرات سائغ شرابه والمراد مقبول حلو مقبول طعمه أى مذاقه وهذا ملح أجاج أى طعمه مالح لاذع وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
"وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج"
الأحياء والأموات لا يتساوون:
وضح الله أن ما يستوى أى ما يتماثل أى ما يتطابق كل من الأعمى وهو الضرير الذى لا يرى والبصير وهو الرائى للأشياء ،الظلمات وهى السوادات والنور وهو الضياء،والظل وهو المكان غير المشمس أى الذى له خيال والحرور وهو المكان القائظ المشمس،ومن ثم فلا يستوى الأحياء ولا الأموات والمراد وما يتماثل فى الجزاء العائشون وهم المسلمون والهلكى وهم الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
"وما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوى الأحياء ولا الأموات"
لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون:
سأل الله هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون والمراد هل يتساوى الذين يطيعون حكم الله والذين لا يطيعونه فى الجزاء؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن المسلمين فى الجنة والكفار فى النار وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر :
"قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون "
لا يستوى الذين آمنوا و المسيىء:
وضح الله للناس أن الأعمى وهو الضرير ويقصد به الكافر وهو المسيىء أى مرتكب الخطأ والبصير وهو الرائى ويقصد به المسلمون وهم الذين آمنوا أى صدقوا الوحى وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات ما يستوون أى لا يتساوون فى الجزاء وفى هذا قال تعالى بسورة غافر :
"وما يستوى الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيىء"
لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح بمن بعده :
وضح للمؤمنين أن من أنفق من قبل الفتح وقاتل وهو الذى عمل أى صرف ماله وجهده من قبل النصر فى مكة وجاهد العدو لا يستوى أى لا يتساوى مع من أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا وهم من عملوا للإسلام بعد نصر مكة وجاهدوا العدو وفى هذا قال تعالى بسورة الحديد:
لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة:
وضح الله للمؤمنين أن أصحاب النار وهم سكان الجحيم لا يستوون أى لا يجازون نفس جزاء أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة لأن أصحاب الجنة وهى الحديقة هم الفائزون أى المفلحون أى المرحومون وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر:
"لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون"
الاستواء للسماء :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات"وهو ما فسره بقوله بسورة فصلت"فقضاهن سبع سموات "وقوله بسورة النبأ"وبنينا فوقكم سبعا شدادا"فسواهن هو قضاهن هو بنينا سبع طبقات والمعنى وملك السماء فبناهن سبع طبقات وهذا يبين أن السماء كانت طبقة واحدة فوسعها وزادها إلى سبع سموات
الاستواء على العرش :
وضح الله أن ربنا وهو خالقنا أى إلهنا هو الله الذى خلق أى فطر السموات والأرض والمراد هو الذى أنشأهما ثم استوى على العرش أى أوحى إلى الكون أنه مالكه وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام:
"إن ربكم الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش"
الاستواء للتدبير :
بين الله للناس أنه ربهم وهو إلههم أى خالقهم الذى خلق أى أنشأ والمراد فطر السموات والأرض وقد خلقهم فى ستة أيام والمراد ستة آلاف عام بحساب البشر وبين أنه استوى على العرش والمراد أن الله أوحى إلى الكون عند خلقه للسموات والأرض أنه ملك المخلوقات كلها يدبر الأمر أى يحفظ حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"إن ربكم الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر"
معنى الاستواء على العرش :
وضح الله أنه هو الذى رفع السموات بغير عمد يرونها والمراد حمل السموات على الأرض بغير أعمدة يشاهدونها وهذا يعنى وجود أعمدة خفية تحمل السموات فوق الأرض ،وبين لهم أنه استوى على العرش والمراد أوحى إلى الملك وهو الكون أنه مالكه الواجب الطاعة وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد :
"الله الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش"
الرحمن استوى :
وضح الله أنه هو الرحمن أى النافع استوى على العرش أى أوحى إلى الملك والمراد نزل على الكون الوحى وفى هذا قال تعالى بسورة طه :
"الرحمن على العرش استوى"
الاستواء والستة أيام :
وضح الله أنه الذى خلق أى أنشأ أى فطر السموات والأرض وما بينهما وهو الجو الذى بين السموات والأرض فى مدة قدرها ستة أيام أى ستة آلاف عام بحساب البشر ثم استوى على العرش والمراد وقد أوحى إلى الكون وقت خلقه له أنه ملك الكون الواجب طاعته وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان :
"الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش"
الخلق والاستواء :
وضح الله أنه الذى خلق أى أنشأ أى فطر السموات والأرض وما بينهما وهو الجو وسطهما وكانت مدة الخلق ستة أيام ثم استوى على العرش والمراد أى أوحى إلى الملك وهو الكون أنه مالكه واجب الطاعة وفى هذا قال تعالى بسورة السجدة :
"الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش"
الاستواء للسماء وهى دخان :
وضح الله للناس أن الله استوى إلى السماء والمراد أن الله قال للسماء وهى دخان أى على شكل بخار متصاعد فقال لها وللأرض :ائتيا طوعا أو كرها والمراد أطيعا حكمى رغبة أو جبرا فكان ردهما :أتينا طائعين والمراد أطعنا راغبين فى طاعتك وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت :
"ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين"
خلق السموات والأرض والاستواء على العرش :
وضح الله أنه الذى خلق أى أنشأ والمراد فطر السموات والأرض فى ستة أيام والمراد فى مدة قدرها ستة أيام إلهية أى ستة آلاف سنة بحساب البشر ثم استوى على العرش أى أوحى إلى الكون والمراد قال للمخلوقات أنا ملك الخلق وفى هذا قال تعالى بسورة الحديد :
"هو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش"
وعند الفقهاء استخدموه في الاستواء قفلا لبميراث بمعنى :
أن يرث كل واحد مقدار مماثل للأخر كالبنتين والأخين والأختين والعمتين والعمين
كما استخدموه في الاستواء في حركات الصلاة كما في حديث :
"إِذَا رَفَعَ الْمُصَلِّي رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ اسْتَوَى قَائِمًا"
كما استعملوه فى استواء الشمس والمراد :
وقوفها فى وسط السماء وطبقا للأحاديث من بين الأوقات التى تكره فيها الصلاة وقت الاستواء وما قرب منه فقد روع عن عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍق الحديث التالى :
" ثَلاَثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، وَأَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيل الشَّمْسُ، وَحِينَ تُضِيفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ "والخطأ هنا النهى عن الصلاة والدفن فى ثلاثة أوقات وهو يخالف أن الله لم يحدد وقتا للدفن أو لصلاة الجنازة فى قوله بسورة التوبة:
"ولا تصل على أحد مات منهم أبدا ولا تقم على قبره "
وهذا يعنى أن الصلاة والدفن يجوزان فى أى وقت
كما أن الثلاث ساعات المذكورة ليس فيها ما يعيبها أو يميزها عن غيرها من الساعات زد على هذا أن الله أقسم بالفجر والصبح والضحى وهو من المنهى عنه هنا فهل يقسم الله بما يكره ؟
وهو يناقض قولهم :
"أربع أحيان تكره فيها الصلاة " رواه زيد
فهنا أربعة وفى القول ثلاثة
اجمالي القراءات
108