من دفتر فقراء مصر -نجع «الحروبة»: بيوت من «طين».. و«غلابة منسيين»

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٣ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الوطن


من دفتر فقراء مصر -نجع «الحروبة»: بيوت من «طين».. و«غلابة منسيين»

نجع «الحروبة»: بيوت من «طين».. و«غلابة منسيين»

اليوم AM 11:24
كتب : رجب آدم
 

نجع «الحروبة»: بيوت من «طين».. و«غلابة منسيين»

عدد من أطفال النجع يبحثون عن المياه

نجع الحروبة بمركز دشنا بشمال قنا، بيوت مبنية من الطوب اللبن والأبيض، مغطاة بأعواد الذرة، وأشخاص يعيشون بلا أى مقومات، بيوت النجع يسكنها الفقر والعوز، الأمراض تريح من تصيبه من أهل النجع بالموت فى النهاية، الموت عندهم أمل وغاية لتوديع فقر حوّل أيامهم إلى مأساة، باختصار هم يعيشون على ما يبيعون من «الشطة والكمون» وباقى أنواع العطارة.

الأهالى يعملون فى العطارة ويبيعون «الشطة والكمون» ويعيشون «برّه الدنيا».. وكل منازل النجع لا تصلح لإقامة البشر

أكثر من 300 أسرة هم سكان «الحروبة»، من عرب قبيلة بنى «حرب»، التى أتت مع الفتح الإسلامى لمصر، يعملون فى بيع العطارة، والعمل عند أصحاب الأراضى الزراعية مقابل جنيهات قليلة لا تكفى لإطعامهم، «الوطن» زارت القرية لرصد مأساتهم.

يقول عيد العبد صابر، 31 عاماً، إن أهالى القرية يعانون كل المعاناة مع المسئولين فى المطالبة بحقوقهم، لافتاً إلى أن النجع لا توجد فيه مدرسة ولا وحدة صحية، وأهاليه يعملون فى العطارة أو عند الغير بمقابل مادى زهيد، كما أن أغلب أهالى النجع يموتون من المرض لأنهم لا يملكون مالاً لشراء دوائهم، والدولة خدماتها بطيئة تقتل كل من يطلبها بسبب طول الانتظار والإهمال.

وتابع أنه يعيش مع والده ووالدته و8 شقيقات، ويعمل فى بيع العطارة بالتجول فى القرى المجاورة، ووالده مريض لا يستطيع العمل، زوّج 3 منهن وتتبقى 5 فتيات جاء موعد زواجهن، وكل عريس يأتى نرفضه لعدم وجود مال للتجهيز، كما أننى لم أفكر فى الزواج بسبب عدم قدرتى على تدبير حالى وانشغالى بتدبير قوت والدى ووالدتى وأشقائى.

عبدالراضى أحمد، 55 عاماً، طريح الفراش، يعالج من سرطان الرئة، أصبح لا حول له ولا قوة بسبب عدم قدرته على كسب العيش بيده من العطارة، بعدما أصابه المرض، يقول «عبدالراضى»: «زى ما انت شايف آدى حالى، مرمى على كنبة متهالكة فوقها ستارة من (البوص) تحيطنى الطيور التى تتعايش بها الزوجة والبنات، وغرفة معيشة ينام فيها الزوجة و7 بنات وطفل صغير، 14 عاماً، كلهم متسربين من التعليم»، مشيراً إلى أنه منذ إصابته بهذا المرض لا يستطيع حتى إطعام نفسه، نعيش على المساعدات من الغير إن وجدت، وأذهب يوماً كل أسبوع للحصول على جرعة الكيماوى بمعهد الأورام بمدينة سوهاج، ويتكلف نقلى 300 جنيه أتقاضاها من وزارة التضامن شهرياً، مشيراً إلى أن لديه 3 فتيات على «وش زواج» ولا يملك تجهيزهن.

حسانة عبداللاه فرغلى، طريحة الفراش منذ 3 سنوات، بسبب العمليات الخاطئة فى ظهرها والتى أجرتها فى المستشفيات الحكومية، تقول إنها تطلب الموت اليوم قبل الغد بسبب شدة الآلام، فضلاً عن قلة الزاد.

وقال محمد أحمد، شاب عمره 36 عاماً، لديه 3 بنات وولد أصم، إن أهالى النجع يعيشون فى منطقة جبلية، ولا يملكون أرضاً ولا زرعاً الكل يعيش من بيع الدقة والشطة وغيرهما من البهارات والعطارة، نجلبها من تاجر مشهور والسداد يكون بعد بيع البضاعة بالتجول فى القرى، أهالى المنطقة منعونا من زراعة الجبل فأخذوا الأرض الجبلية التى تحيط بنا، لأن الحكومة تدعمهم لنفوذهم، ولا يوجد مياه منذ عام، ويتجول أطفالنا فى القرى المجاورة بالجراكن لتوفير احتياجاتنا منها.

وقال محمد وصفى، أحد أعضاء «صناع الحياة» الخيرية بقنا، إن نجع الحروبة يحتاج إلى عملية إنقاذ شاملة؛ لأن أهله يحتاجون إلى جميع الخدمات، فهم يحتاجون إلى الزاد لإطعام أبنائهم المتسربين من التعليم، ويحتاجون إلى ملابس وغطاء من برد الشتاء الشديد.

وقال بسام عزام، رئيس مجلس مدينة دشنا، إنه سوف يدرس احتياجات النجع، وبخاصة مياه الشرب، وتوفير الرعاية الصحية لأبنائهم، وذلك فى حدود إمكانيات الدولة.

اجمالي القراءات 2309
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق