تحول سجن برج العرب المعروف بـ«الغربانيات» إلى ثكنة عسكرية، عقب نشر «المصرى اليوم» صور الرئيس المعزول محمد مرسى بملابس السجن البيضاء، وتم تعزيز التواجد الأمنى من القوات، فيما تسعى وزارة الداخلية لمعرفة كيفية وصول الصور إلى الجريدة، خاصة أنه تم التقاطها كإجراء روتينى، وفقا للائحة السجون، عندما تم إيداع المعزول السجن يوم 4 نوفمبر الجارى، على ذمة قضية أحداث الاتحادية باتهامات تتعلق بقتل المتظاهرين والتحريض على أعمال العنف.

وفرضت قوات الأمن أمس إجراءات أمنية مشددة، وجعلت المكان المخصص لإقامة المعزول بمثابة ثكنة عسكرية ممنوع الاقتراب منها. وقالت مصادر إن مرسى أصيب بغضب شديد بعد إطلاعه على صوره فى «المصرى اليوم»، إذ بدا متوترًا للغاية، إلا أنه فى الوقت نفسه ضحك بصوت مرتفع وقال للضباط: «دى صورة عادية، وأنا الرئيس الشرعى والمنتخب الأول فى مصر».

سجن برج العرب الذى يحل به الرئيس المعزول محمد مرسى من بين السجون القليلة التى فشلت محاولات «الإخوان» فى اقتحامها أثناء ثورة 25 يناير، وهو الأشد حراسة، وتم بناؤه وفق قواعد حقوقية، وبمجرد اقترابك من السجن، تكتشف الإجراءات الأمنية المشددة التى فرضتها قوات الجيش والشرطة على بعد 17 كيلومترا، حيث تنتشر القوات ولا تسمح بالمرور إلا للعاملين بالسجن فقط.

وتبلغ مساحة السجن أكثر من 50 فدانا، ويقع فى منطقة بعيدة عن الكتلة السكنية بنحو 190 كيلومترا شمال غربى العاصمة، وعلى أطراف الإسكندرية. وفشلت محاولات اقتحامه أثناء ثورة 25 يناير بعد أن تعرض لهجوم لمدة 10 ساعات، لكن قوات الحراسة نجحت فى حمايته.

فى المقابل، أفادت مصادر بأنه يوجد بالقرب من السجن مطار برج العرب على مسافة 20 كيلومترا ويمكن استخدامه لهبوط الطائرات فى أى وقت، مشيرة إلى أن منطقة سجون برج العرب ليست سجنا واحدا، لكنها 3 أقسام: الأول كتيبة الأمن المركزى المكلفة بحماية وتأمين السجن، وتضم مساحة شاسعة من الأراضى، والقسم الثانى يضم سجن برج العرب الاحتياطى، والقسم الثالث يضم ليمان برج العرب، وهو مخصص لمن يحاكمون على ذمة القضايا، ويوجد داخل المنطقة سجن شديد الحراسة وغرفة لتنفيذ أحكام الإعدام، ويتكون من عنبر شديد الحراسة من قسمين: الأول مخصص لاستقبال المحكوم عليهم بالإعدام للإقامة به حتى تنفيذ الحكم، ويتكون من خمسين زنزانة صغيرة، والقسم الثانى هو قسم التأديب ويتكون من 50 زنزانة موزعة.

وليمان برج العرب الذى يطلق عليه «سجن برج العرب المشدد» مخصص للمحكوم عليهم بعقوبة السجن المشدد التى كانت فى السابق تعرف تحت اسم «الأشغال الشاقة»، ويتكون من 5 عنابر فقط ومبنى إدارى ومستشفى وعنبر للتأديب. ومنطقة سجن برج العرب يحيطها سوران مرتفعان، يعلوهما عدد من أبراج المراقبة، ويحيط السور الأول بمنطقة سجون برج العرب ويطوقها من الخارج، بينما يحيط الثانى بسجن برج العرب الاحتياطى وليمان برج العرب، الأمر الذى يصبح معه مجرد التفكير فى الهرب من السجن عن طريق تسلق الأسوار مهمة مستحيلة جدا لصعوبة تسلق الأسوار التى يقدر ارتفاعها بنحو 7 أمتار، وأيضا لانتشار عناصر المراقبة المسلحين داخل الأبراج والمكلفين بإطلاق الرصاص على أى سجين يحاول الهرب.

صورة من انفراد «المصرى اليوم» أمس

ومن الداخل، يبدو سجن برج العرب متضمنا 5 مجموعات من العنابر المخصصة للسجناء، بواقع 5 عنابر بكل مجموعة، إضافة إلى عدد من المبانى الأخرى، منها مبنى الإدارة والزيارات وحوش الإيراد، والمقصود به منطقة استقبال السجناء الجدد. وفى سجن برج العرب توجد قاعة للزيارات، ومستشفى مجهز بالأسرة والأجهزة والمعدات الطبية والأدوية والأطباء والممرضين المتواجدين دائما للتعامل مع الحالات المرضية العادية والطارئة، وهناك عيادات للتخصصات الطبية المختلفة.