بعد أن أجرى المرشحان لانتخابات الرئاسة المصرية عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي حوارات مع وسائل الإعلام الأجنبية باللغة الإنجليزية، قارن المصريون بخفة دمهم المعهودة بين لغة السيسي وصباحي الإنجليزية وبين اللغة التي كان ينطق بها الرئيس المعزول محمد مرسي وتضمنت التعليقات سخرية وانتقاداً لإنجليزية مرسي وبعضاً من الاستحسان لإنجليزية السيسي وصباحي.
- عبدالناصر ......بين الحقيقة والخيال - الجزء الثاني
- الرسول يتحدث عن عبدالناصر والسادات!
- هل نطق رسول الله الشهادتين؟؟
- كيف تتم صناعة الإرهاب الديني و كيف نتخلص منه ؟
- لا حظوا أعزائي كيف يتهم البخاري الرسول أنه قال: مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ
- الفرق بين الروح والوحي والنفس
- الدخول في دين الله.
- لا أريــد من رئـيس الدولة أن يدخـلــني الجنـة....!!
- فضيحة الملابس الاوليمبية المصرية
ثقافة عبدالناصر والسادات
نطق رؤساء مصر للإنجليزية اختلف من رئيس لآخر حسب خلفيته الثقافية والتعليمية والمهنية، فعبدالناصر كان متحدثاً إياها بطلاقة وكانت إجادته لها ترجع لشغفه بقراءة الصحف والمجلات الأجنبية، إضافة إلى تلقيه دورات عسكرية في الخارج.
وكذلك السادات الذي كان يهوى قراءة روايات وليام شكسبير وتشارلز ديكنز, وأتاحت له فترة اعتقاله بالسجن الحربي مطالعة الأدب الإنجليزي حتى أتقن اللغة، بل إنه عندما قام بخطبة زوجته جيهان السادات نجح في انتزاع موافقة والدتها الإنجليزية الأصل بعدما تحدث معها بلغتها وتناقش معها كثيراً في الأدب الإنجليزي.
وكان عبدالناصر حريصاً على مطالعة إنتاج مطابع ومكتبات الغرب أولاً بأول، وكان مهتماً بقراءة مقالات الكتاب الذين يقرأ لهم قادة الغرب وساسته حتى يتفهم مواقفهم وطريقة تفكيرهم ورؤيتهم لمنطقة الشرق الأوسط والصراعات فيها وحركات التحرر الوطني.
أما السادات فبعد توليه الرئاسة، كان شغوفاً بالإعلام الغربي ولذلك طلب تزويد قصر الرئاسة بسينما يشاهد من خلالها كافة الأفلام الأجنبية في نفس توقيت بثها في أميركا وأوروبا.
وفى حديث له مع صحافي أجنبي، أجاب عن سؤال وجهه له المذيع: "ماذا تريد أن يكتب الناس عنك بعد رحيلك؟" فأجاب: "أود أن يكتب على قبري: عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ". وكان يريدها أن تكتب بالعربية والإنجليزية معاً.
كان السادات أيضاً يتعمد أن يجري مباحثاته مع قادة الغرب في الخارج باللغة الإنجليزية، أما الحالة الوحيدة التي تعمد أن ينطق فيها بالعربية خارج مصر فكانت خلال خطابه الشهير بالكنيست الإسرائيلي.
أما حسني مبارك، فلم يكن مختلفاً عنهما فقد كان مستمعاً جيداً للإنجليزية وكان ينطقها بإتقان وأتاحت له فرصة سفرياته المتكررة للخارج لتلقي دورات عسكرية في إجادة اللغة. وعندما كان يجري لقاءات ومقابلات إعلامية مع صحافيين أجانب كان يتحدث بالإنجليزية دون غيرها، معللاً ذلك بقوله: "لابد أن تصل الرسالة للخارج بلغته". لكن في سنواته الأخيرة كان مبارك يستخدم سماعة الترجمة الفورية لضعف أذنه وعدم قدرته على الإنصات جيداً بسبب تقدمه في السن.
مرسي وكلمته الشهيرة "دونت مكس"
الرئيس السابق محمد مرسي كان على النقيض من ذلك، فبالرغم من أنه عاش فترة في أميركا للحصول على الدكتوراه في الهندسة، فإن نطقه للإنجليزية كان مثاراً لسخرية المصريين ومادة كوميدية قدمها الإعلامي الساخر باسم يوسف.
فخلال زيارة له إلى برلين جلس مرسي يتحدث إلى الألمان، وقرر أن يضع بصمته الخاصة في وسط حديثه ليقول الجملة الأشهر على الإطلاق "جاز أند ألكهول دونت مكس".
ولم تهدأ صفحات التواصل الاجتماعي بعد حديث مرسي، فهاجمه معارضوه وسخروا من نطقه للإنجليزية، بينما دشن المؤيدون له صفحات بررت طريقته في الكلام بقولهم: "إن الدول الغربية تلقي القبض على من يقود سيارته مخموراً، وإن عبارة مرسي في ثقافة المجتمعات الغربية هي عبارة محلية دارجة وتعبر عن قانون ثابت عندهم فلا يمكن أن يختلط الكحول بالجاز".
وهاجمت الصفحات المؤيدة لمرسي الساخرين منه وردوا عليهم بقوله إن المجتمعات الغربية تُعجب بمن يتحدث بلهجتها المحلية.
ماذا عن السيسي وصباحي؟
أما عبدالفتاح السيسي، المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية، فقد بدأ حواره مع إحدى القنوات الأجنبية بالترحيب بالمذيعين أعقبها جملة أكد فيها أنه يحرص على إقامة دولة الديمقراطية بواسطة الحريات والقانون.
السيسي نطق الإنجليزية في الحوار بطريقة تبدو نوعاً ما جيدة، وكما قال أقاربه ومعارفه فقد تعلم اللغة من خلال السائحين الذين كانوا يتوافدون على محل والده تاجر الصدف والأرابيسك في حي خان الخليلي جنوب القاهرة، إضافة لسفرياته المتكررة لأميركا وأوروبا لتلقي دورات عسكرية.
أما حمدين صباحي، المرشح المنافس، فيعترف بأنه يتحدث الإنجليزية من غير إجادة أو طلاقة ويحتاج لمترجم أحياناً لينقل له ما يقوله ضيوفه الأجانب.