كيت بيجلو: لم يتمكن أي بهائي من استخراج بطاقة هوية دون أن يدعي أنه مسلم أو مسيحي

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠١ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق


قالت مديرة العلاقات الخارجية للجمعية الروحية للبهائيين في الولايات المتحدة إن البهائيين المصريين لا يطلبون شيئاً من الحكومة سوى السماح لهم بالحصول على بطاقات الهوية. وأكدت كيت بيجلو عدم تمكن أي بهائي من استخراج بطاقة هوية بدون أن يدعي اعتناقه الإسلام أو المسيحية.



وأشارت بيجلو بحسب صحيفة "المصري اليوم" إلى أن الحكومة المصرية لم تنفذ حتى الآن الحكم الصادر من قبل محكمة القضاء الإداري بحق بهائيي مصر في استخراج بطاقة شخصية مع عدم الإشارة إلى ديانتهم. وقالت إن البهائيين سيكونون "ممنونين" في كل الأحوال سواء وضعت الحكومة في خانة الديانة "شرطة" أو تركتها فارغة أو كتبت الديانة الحقيقية لهم، أو وضعت كلمة "أخري".


وطالبت بمساواة البهائيين بغيرهم من المواطنين في مصر حتى يتسنى لهم ممارسة شؤون حياتهم بشكل طبيعي. وقدرت بيجلو عدد البهائيين في مصر بحوالي 2000 وفي الولايات المتحدة بنحو 160 ألفا.


وذكرت بيجلو أن التعاليم البهائية تحرم على البهائيين الانضمام إلى أي أحزاب سياسية، لكنها قالت بأنهم يصوتون في الانتخابات.


وعن طموح البهائيين قالت بيجلو أنه يكمن في توحيد الأسرة الدولية لوقف الحروب، كما شددت على حرص البهائيين على "عدم الانخراط" في أي صراعات سياسية أو عسكرية.


وأعربت عن أملها في أن تتم "تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، حتى يتوقف سفك الدماء والمعاناة للبشر"، مؤكدة حرص البهائيين على "عدم الانحياز" لهذا أو ذاك في هذا الصراع.


وفيما يتعلق بقوانين الميراث في البهائية، قالت كيت بيجلو - التي تتحدث باسم البهائيين في المحافل الدولية، خاصة الأمم المتحدة وجلسات الكونجرس "على الشخص أن يكتب وصيته قبل وفاته، بحيث يمكنه أن يوزع ثروته بالشكل الذي يختاره، دون وجود نسب ملزمة، وفي الوقت الحالي لا تفرض البهائية على أتباعها أن يلتزموا بهذا الأمر، إذ يعتقد البهائيون أنه في المستقبل غير البعيد ستكون هناك حضارة تلتزم بهذه المبادئ، إلا أنه في الوقت الحاضر على البهائيين أن يسيروا أمورهم، حسب القوانين الوضعية السائدة".


وشكل "الكتاب الأقدس" الذي يعتبره البهائيون المصدر الأم لشريعتهم، مزيجاً من القوانين والرشاد الروحي، وقدرّت بيجلو عدد البهائيين في العالم كله بحوالي ستة ملايين شخص، موضحة أن البهائيين يطبقون كل المسائل الخاصة بالزواج والصيام والطلاق حالياً، فيما عدا قوانين الميراث التي تتضمن أنصبة للأبناء والبنات والأقارب المعلمين الذين يتمتعون بمكانة عالية في البهائية، ولذا يكون لهم نصيب في ميراث المتوفي. وأكدت بيجلو أن البهائيين ينكرون أن محمداً هو خاتم الأنبياء والرسل


وينفي البهائيون انشقاقهم عن الإسلام، ويعتقدون أن عقيدتهم تشكل "تطوراً طبيعياً للأديان". وفي هذا الصدد يقول آرون إيميل، المسؤول عن حقوق الإنسان لدي الجمعية الروحية للبهائيين في الولايات المتحدة "مثلما كانت شريعة المسيح عيسى (عليه السلام) تطوراً لرسالة موسى، فقد كانت رسالة البهاء تطوراً ومصداقاً لشريعة محمد (عليه الصلاة والسلام)، لأنه لكل رسول وعداً ينبغي الوفاء به".


وأضاف "إن وعد نبي الإسلام بأن العالم سيتوحد هو الوعد الذي يعمل البهاء على تحقيقه".


وقد عاش مؤسس هذه الديانة، الميرزا حسين علي النوري، الملقب بـ"بهاء الله" في القرن التاسع عشر في الفترة من 1817 إلى 1892 وحسب روايات البهائيين فقد تلقى بهاء الله "الوحي من الله"، وهو في السجن بإيران، ثم ما لبث أن تم نفيه إلى بغداد، ثم إلى القسطنطينية، ثم إلى أدرنة، ومنها نفاه السلطان العثماني إلى بلاد الشام، حتى استقر في "عكا" التي أصبحت حالياً جزءاً من دولة إسرائيل.


ودفن الميرزا حسين في شمال حيفا، التي أصبحت مقراً للبهائية، كما أضحت القبلة التي يتوجه إليها البهائيون في صلاتهم.


ويعتقد البهائيون أن بهاء الله ليس آخر الأنبياء، بل إن النبي القادم سيأتي بعد نحو 850 عاماً، وذلك مصداقاً لقول نبيهم المزعوم بأنه على العالم أن «"يتوقع مجيء نبي كل ألف عام"، وأن كل من يدعي النبوة قبل مرور هذه المدة فهو "دجال كذاب".


وتنتقي البهائية من كل الأديان وتعدل ما تشاء، بحيث تتسق تعاليمها في النهاية مع الهدف الأعظم الذي تدعيه، وهو "توحيد العالم في مجتمع مسالم".


ويجاري البهائيون، أو يتكيفون مع، القوانين والتقاليد السائدة والثقافات في المجتمع الذي يعيشون به، ولا يحاولون أن يشذوا عنه، ولذا فرغم تدخل الجمعية الروحية للبهائيين في حسم مسائل الزواج والطلاق بين البهائيين، إلا أنها تؤطر قراراتها بتكريس سلطة القوانين الأمريكية التي لا تسمح للجمعية، على سبيل المثال، بأن تكون الجهة المُحكِّمة النهائية في إقرار الطلاق بين أصحاب هذه العقيدة. ولا يشترط البهائيون لزواج المطلقة أو الأرمل انقضاء العدة.


وليست هناك سلطة دينية في البهائية، لكن بيت العدل الأعظم، الذي يتخذ من حيفا مقراً له، يعد المرجعية الدينية التوجيهية الأعلى للبهائيين في العالم، وقد حرّم بيت العدل على البهائي إنكار دينه، إلا في حالات القمع والاضطهاد، عملاً بمبدأ التقية الشيعي.

اجمالي القراءات 4219
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق