الإعلام المصري يشن حملة شبه مشتركة ضد الإسلام السياسي

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٠ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


الإعلام المصري يشن حملة شبه مشتركة ضد الإسلام السياسي

يصدح صوت ام كلثوم بقصيدة "مصر" على شاشة القناة الحكومية الاولى، بينما تبث مشاهد لمعارك جديدة وقديمة تخوضها القوات المصرية، في واحدة من مظاهر الدعم الاعلامي للسلطة في مواجهة قوى الاسلام السياسي.


القاهرة: مع توقف الاعلام الاسلامي بعد حظر الكثير من القنوات والصحف الناطقة باسم هذا التيار، تضع مؤسسات الاعلام الرسمي والخاص، المواجهات اليومية مع متظاهري جماعة الاخوان المسلمين في خانة "الحرب ضد الارهاب"، فيما يجد الاعلام الغربي العامل في البلاد نفسه محل غضب شارع يتهمه بالتعاطف مع الاسلاميين.

ويقول الكاتب والمعلق السياسي المستقل هشام قاسم لوكالة الصحافة الفرنسية إن "ما نراه في الاعلام المصري اليوم هو حملة مشتركة تشنها مؤسسات هذا الاعلام ضد الاخوان والتيارات السياسية الاسلامية الأخرى".

واعتبر قاسم أن الاعلام ربما يثأر بذلك من الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي الذي "احال خلال سنة من فترة حكمه صحافيين الى التحقيق اكثر مما احيل في 185 سنة، أي منذ نشأة الصحافة المصرية، ومن الطبيعي أن يستغل الاعلام وضع الجماعة اليوم ويرد لها الصاع صاعين".

وتعتمد غالبية القنوات التلفزيونية المصرية الرسمية والخاصة، وبينها "النيل" و"اون تي في"، شعارًا موحدًا يتصدر الجزء الاعلى من شاشاتها، وهو "مصر تحارب الارهاب"، أو "مصر تواجه الارهاب"، وقد كتب باللغة الانكليزية.

وتنقل هذه المحطات طوال ساعات النهار الاحداث والتطورات المرتبطة بالمواجهات التي تخوضها القوات الأمنية بشكل يومي مع المتظاهرين المناهضين للسلطة، في اطار حملة دامية قتل فيها منذ الاربعاء نحو 800 شخص في انحاء متفرقة من مصر.

وتعرض مقاطع فيديو مؤيدة للقوات المسلحة، ومقاطع أخرى معارضة لجماعة الاخوان، بينها فيديو كليب يستعرض تاريخ الجماعة من ايام جمال عبد الناصر، الى اغتيال انور السادات، وصولًا الى التظاهرات الحالية التي يجري خلالها التركيز على مشاهد عنف.

بدورها، تعتمد الغالبية العظمى من الصحف اليومية استراتيجية مماثلة، تضع المواجهة بين السلطة والاخوان ايضًا في اطار "المواجهة مع الارهاب". وخصصت صحيفة "الاهرام" الحكومية الصادرة الاثنين كل صفحتها الاولى لنقل تصريحات الفريق اول عبد الفتاح السيسي النائب الاول لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، عبر تسعة عناوين عريضة وصورة كبيرة.

كما عنونت المصري اليوم المستقلة "السيسي: حماية الشعب أعز من الحكم" فيما عنونت التحرير، المستقلة ايضاً "نهاية الاخوان". وكانت هذه أولى تصريحات للسيسي، الذي يتهمه الاسلاميون بقيادة "انقلاب على الشرعية" بعد عزله مرسي في تموز/يوليو، منذ فض الاعتصامين المؤيدين للاسلاميين في القاهرة الاربعاء الماضي في عملية قتل فيها المئات.

ويقول رئيس تحرير صحيفة "صوت الامة" الخاصة عبد الحليم قنديل إن "قلة الاختلاف بين المؤسسات الاعلامية تعود الى الطابع الوطني الذي تنتهجه حاليًا، اذا ان البلاد تعيش في هذه الفترة معركة وطنية، وفي المعارك تقل حدة الاختلاف".

ويرى قنديل أنه على عكس الاعلام المصري "يجمع الاعلام الغربي بالنسبة الى المصريين، الصغير والكبير، بين نقيضين في ظاهرة غريبة جداً، هما كره الاسلام والمحبة التي يبدونها تجاه الاخوان".

واعتبر أن "الاعلام الغربي ينظر بعطف كبير جداً الى الاخوان ما يولد نفورًا كبيرًا جداً لدى المصريين، ويخلق لديهم ريبة كبيرة تجاه هذا الاعلام"، مشيرًا الى "الحملة التي تشن في اميركا، والتي تعزز الشعور الوطني وتزيد من هذه الريبة". في المقابل، ومنذ عزل مرسي يواجه الصحافيون الاجانب وخصوصًا في القاهرة، صعوبة في أداء عملهم حيث يتعرضون احيانًا لمضايقات في الشارع.

ويقول مصور صحافي أجنبي رفض الكشف عن هويته يعمل في القاهرة منذ حوالي سنة ونصف "أشعر بالخوف من الخروج الى الشارع وأنا أحمل آلة التصوير منذ أن سمحت وزارة الداخلية باستخدام الرصاص الحي" الاسبوع الماضي.

ويضيف "اليوم التقطت بعض الصور من داخل السيارة، وبالامس خرجت من السيارة لـ 45 ثانية فقط لالتقاط صور. السلطة التي تقول في بياناتها إن الاعلام الغربي غير متوازن، هي التي تدفع الناس نحو كراهيتنا".

ويروي المصور الصحافي أن "زميلين مصورين ايضاً تعرضا للضرب قبل ايام على أيدي عصابة من الشبان بعدما التقطوا صوراً داخل مبنى حكومي، وقد استقبلوا وهم يخرجون من المبنى بهتافات جواسيس، جواسيس قبل أن يتعرضوا للضرب".

وفي مشرحة زينهم في منطقة السيدة زينب في القاهرة، واجه فريق عمل وكالة أنباء أجنبية الاثنين تهديدات وتعرض الى تحرشات، بينما كان يحاول التحدث الى اهالي اقرباء ضحايا معظمهم من جماعة الاخوان.

وقال احد اعضاء الفريق الصحافي "تقدم نحوي بعض الشبان عندما رأوا انني أتحدث مع احد اقارب القتلى، وحاولوا اخذ الكاميرا من يدي، وبدأوا يدفعونني، حتى وصل آخرون بدوا وكأنهم من اقرباء الضحايا، وأمنوا لي طريق الخروج". وقتل في مصر ثلاثة صحافيين على الاقل بينهم مصور يعمل لدى شبكة "سكاي نيوز" البريطانية منذ يوم الاربعاء الماضي.

- See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/830987.html?entry=Egypt#sthash.zCXaWTiJ.dpuf

اجمالي القراءات 3615
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق