ق1 ب 2 : الصدام المسلح الأخير ونهاية الاخوان الوهابيين فى عهد عبد العزيز

آحمد صبحي منصور Ýí 2014-06-01


كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين )

القسم الأول : القسم الأول : المعارضة في عهد عبد العزيز آل سعود : الإخوان وعبد العزيز

الفصل الثاني : معارضة الأخوان الوهابيين لعبد العزيز في تقرير تاريخي

الصدام المسلح الأخير ونهاية الاخوان الوهابيين فى عهد عبد العزيز

المزيد مثل هذا المقال :

عودة التمرد :

علي غير المتوقع تم شفاء فيصل الدويش ،وظن ان ابن سعود قد يقبض عليه ويسجنه كما حدث مع ابن بجاد وجماعته ،فترك الارطاوية واستقر بين الكويت والاحساء ،وواتته فرصة العودة للتمرد بعد ان انضم إليه العجمان بسبب حادث طارئ لم يكن في الحسبان يتعلق بآل حيثيلين -وكان ضيدان بن حيثيلين في حالة تمرد سلبي ،لم يشارك في معركة السبلة -وقد نجح الملك في تقسيم العجمان كما فعل مع قبيلة عتيبة ،وكما انضم إليه الشيخ الربيعان العتيبي بمعظم عتيبة ،كذلك انضم إليه نايف بن حيثيلين بجزء من العجمان ،مما اضعف جبهة ضيدان وعندما انهزم الأخوان في السبلة فر ضيدان بن حثيلين الي الكويت ووجد ترحيبا به هناك ،الا انه لم يلبث ان عاد الي الاحساء واستقر في هجرته في السّرار ،ولما كان امير الاحساء عبد الله بن جلوى مكلفا من الملك بتأديب العجمان الثائرين ،فان الأمير عبد الله أرسل ابنه فهد لأسر ضيدان ،وارسل معه قوة من العجمان يقودها نايف بن حيثيلين مع قوة أخرى من الحضر معظمهم من اهل الهفوف الي هجرة السّرار حيث استقر ضيدان ،وأرسل فهد الي ضيدان رسالة يخبره انه يريد ان يتحدث معه في إمكانية غزو بعض المتمردين في المنطقة ،فدعاه ضيدان الي دخول الهجرة ،فرفض فهد وطلب من ضيدان ان يقابله في المعسكر ،وحذر مستشارو ضيدان رئيسهم من ان يذهب الي معسكر الأمير السعودي ،ولم يعمل ضيدان بمشورتهم فذهب الي معسكر فهد حيث امر فهد بتقييده بالسلاسل ،وعندما لم يعد ضيدان في تلك الليلة تألب العجمان علي كلا من فهد ونايف ابن حثيلين ،وحدث اشتباك مع  العجمان فأمر فهد وقتها بقتل ضيدان ،ولما رأي نايف ابن حثيلين ابن عمه ضيدان قتيلا في خروج علي قواعد الضيافة العربية ،انقلب علي فهد وانضم الي اهله العجمان ،وانضم معه كل العجمان وقتل فهد بن عبد الله بن جلوي ،واستولي علي كل المؤن وابيدت معظم قوات فهد ، وتوحدت قوات العجمان واتجهت شمالا للانضمام الي اتباع فيصل الدويش ،وانضم اليهم عشائر من عتيبة ومطير  من الغطغط و الارطاوية ،وانضم اليهم فرحان بن مشهور احد فرسان الرولا ،وكان مشهورا بخدمة الإنجليز والفرنسيين، وفي هذا الوقت وبعد معركة السّرار ومقتل الامير فهد بن جلوي ،مرض ابوه عبد الله بن جلوي ،فعزله الملك وولي مكانه الأمير سعود بن عبد العزيز .

وعاث المتمردون فسادا في الجنوب والشمال ،ولم يقتصر امرهم علي السلب والنهب ،بل تعدي الي قتل النساء والاطفال والشيوخ ،وانتشرت الثورة لتفصل بين نجد والحجاز ،وتقطع الطريق بين مكة والرياض وخليج فارس ،بينما استمر علي الولاء للملك اهل الحضر في نجد ،خصوصا وهم يكرهون الاخوان وكانوا ينقمون علي الملك تساهله معهم .

كان الملك مقتنعا بأن الدويش لن يعيش طويلا ،فبهذا اقنعه طبيبه الخاص الذي كلفه الملك بإنقاذ حياة الدويش حين كان جريحا ،ولذلك كانت مفاجأة للملك ان يعيش الدويش ،ثم يهرب من الارطاوية ،وجاءته الانباء الاخري بمقتل ضيدان وظروف مقتله وثورة العجمان ،وتحالفهم مع الدويش ،وقرر ان يضع حدا لتمرد الإخوان باللجوء الي كل إمكاناته العسكرية والديبلوماسية .

ومن هنا استطاع بالتفاوض مع الإنجليز في جدة ان يحصل منهم علي وعود بأنهم لن يجعلوا الكويت والعراق والاردن تساعد الأخوان ،وانه اذا سمحت تلك البلاد للإخوان باللجوء اليها فان من حقه ان يطارد الأخوان داخل تلك البلاد ،واشترط عليه الإنجليز الا يقتل أحدا من الأخوان اذا تمت اعادته إليه عن طريق الإنجليز ،ووافق عبد العزيز بتحفظ مؤداه محاكمته حسب الشرع مع الابقاء علي حياته ،والواقع ان الهاشميين في العراق والأردن بالإضافة الي حكام الكويت كانوا يريدون إضعاف ابن سعود ويريدون تنصيب فيصل الدويش علي إمارة صغيرة في المنطقة المحايدة ،ولعل هذا يفسر الأموال التي انهالت علي فيصل الدويش عن طريق الكويت، وقد ارسل الملك عبد العزيز صديقه الرحالة الصحفي النمساوي محمد أسد في رحلة سرية ليستقصي له عن حقيقة الاشاعات التي تؤكد ان الدويش تأتيه اموالا كثيره ،وتأكد محمد اسد من صحة هذا الخبر ،وحكاه في كتابه (الطريق الي مكة ) .

ونعود الي ابن سعود عندما علم بأنباء التمرد الثاني وكان قد سّرح قواته بعد معركة السبلة ولم يستبق منها الا بعض الحاميات ،وبعد تخليه عن الاخوان وتسريح جيشه فقد اضطر لتجنيد جيش جديد والبحث عن المال والسلاح ،وطلب المساعدات والمال من إنجلترا ،كما ارسل الي القبائل ليجتمع بهم في مدينة الدوادمى [19].

بعد هزيمة الاخوان الوهابيين :

   مؤتمر الدوادمى :9 يوليه1929

حضر هذا المؤتمر حوالى الفين من قبائل عتيبة يقودهم مشايخهم ابن الربيعان وشيخ الروقة و جحيجح شقيق ابن بجاد، ومناحي الحيضل ،وسلطان ابو العلا شيخ الاسماح ،وخالد بن جميع شيخ الروضان ،وكشف لهم الملك عن خططه في الهجوم علي العجمان ،وطلب منهم المساندة او علي الاقل الحياد،حيث كانت قبيلة عتيبة موزعة علي اكثر المناطق اهمية في المملكة من اقصي الشرق في الحجاز الي غرب نجد،ومن الممكن اذا ثارو عليه اثناء هجومه علي العجمان في الاحساء ان يهددوا سيطرته علي الحجاز ،وقال لهم ان بينهم ثلاث مجموعات :الاولي مخلصة له وللدين ،والثانية انتهازية،والثالثة وهي الاصغر وهي التي تنوي التمرد .ثم اوضح لهم دقة موقفه بعد معركة السبلة فاما ان يتفرغ لمواجهة الأخوان ويفوته الحج ،وهذا ما لا يليق بامامته ،واما ان يحج ويترك التمرد يستفحل ،وآثر ان يذهب للحج ،وقال انه قرر ان يهاجم العجمان عند طلوع هلال ربيع الأول 7/8/1929 ولن يعفو عمن اشترك في موقعة السبلة وهدد بقتل من لا يشترك معه في القتال بدون عذر شرعي او يسحب منه اسلحته وحصانه ،ثم عفي الملك عن متمردي قبيلة عتيبة الذين حضروا الاجتماع ،واستجابة لرجائهم عفي ايضا عن الغائبين منهم بشروط:اصلاح المجرم منهم بالقول ،واذا رفض الاصلاح فتتم محاكمته بالشرع، وحق الدولة في معاقبة المجرمين الذين يقطعون الطريق ، و معاقبة المتخلفين عن الجهاد بدون عذر شرعي ،وان يتم العقاب قبل مواجهة العدو[20].

ولم يفلح مؤتمر الدوادمي في انهاء تمرد عتيبة .اذ مالبثت ان عادت الي التمرد فعقد لهم مؤتمرا اخر في الشعراء بين مكة والرياض .

مؤتمر الشعراء 6/9/1929:

حضره مشايخ قبائل اخرون بالاضافة الي انصاره من عتيبة ،وقال لهم انه عفي عن عتيبة عدة مرات وكل مرة تتمرد عليه بعد أن تتعهد له بالولاء ،وبعد مشاورات مكثفة اتخذوا في صباح اليوم التالي القرارات التالية :

1-لا بد من هزيمة متمردي عتيبة ومطير .

2- تجريد من شارك في التمرد من السلاح ومحاكمته طبقا للشرع .

3- تجريد المساندين لهم من سلاحهم وخيالهم وجمالهم .

4- احتفاظ المقاتلين بأسلاب الحرب .

5-إرسال حملة الي شقراء- حيث تجمع المتمردون لاصلاح الفساد طبقا للشرع والصالح العام .

إخلاء كل هجرة متمردة ،وتوزيع سكانها بين القبائل ولا يسمح لهم بالتجمع في مكان واحد .

7- إرسال قوة لتنفيذ هذه القرارات اثناء وجود الملك في الشعراء ،وخلال مدة لا تزيد عن عشرة ايام

8-بعد تنفيذ تلك المهام تتجمع القوات في منطقة الحدود لمواجهة متمردي العجمان وآل الدويش [21].

وفي يوم 25/نوفمبر/1929 تحركت قافلة سيارات بالملك عبد العزيز وبعض اسرته وكبار انصاره في اكثر من ثلاثين سيارة ،وسارت الي الخفس علي بعد 115كم من الرياض ، حيث كان ينتظره ابنه الاكبر محمد ،وقضي الملك ومن معه الليلة في هذا المكان ،ثم رحل الي الشوكي التي تبعد ثلاثين كيلوا عن الخفس .( 22 )

ويقول حافظ وهبة ان الملك عبد العزيز هزم متمردي عتيبة هزيمة قاسية وصادر جمالهم وسلاحهم وترك لهم الضرورى لحياتهم ،والتقي امير حائل ابن مساعد بعبد العزيز بن فيصل الدويش في معركة ابن الرضمة فانهزم ابن الدويش وقتل ،وابيد معظم جيشه ،وكانوا من افضل محاربي مطير،مما اوقع اليأس بفيصل الدويش .

وفي 30/12/1929 هجم علي الدويش بعض خصومه منهم محسن الفرم من حرب ،وهو من الاخوان ،ومعه عربان العراق- ابن طواله وابن سويط -فنهبوا خيام الدويش واحرقوها ولم يكن عندهم علم ان الملك عبد العزيز موجود قرب الصافة . ويقول حافظ وهبة انه علم بوجود عبد العزيز في الصافة عندما كان في الكويت يمثل الملك ،وقد اذاع هذا النبأ واعلن الدويش تكذيب النبأ حتي لا ينفض انصاره من حوله وينهبوا خيامه .

ومع ذلك عرف انصاره  بالخبر وايقنوا انه ليس في امكانهم مواجهة الملك ،فتفرقوا من حول الدويش ولجأ بعضهم الي الحدود العراقية .وبعث الدويش يطلب الامان من الملك الذي اصر علي ضرورة التسليم بدون قيد او شرط .ثم الخضوع لحكم الشريعة ،وانه يعد فقط بالعفو عن حياته .[23]

واستمرات المراسلات بين الدويش وعبد العزيز ، ويقول عبد العزيز في رده علي الدويش (ان دوافعك كانت واحدة من الدوافع الاتية او كلها جميعا:1-انك تطلب العفو مني بعد ان اوصدت كل الأبواب في وجهك من جديد ،وانا افهم حقيقة ضعفك وارثي له ،وليس امامك من ألاعيب اخري تتلاعب بها معي ،سوي ان تأتي لي مهرولاً تطلب العفو ،2-انت بارع ومخادع وسوف تقول للناس فيما بعد انك تفعل ما تشاء وانك بوسعك ان تعود الي صف ابن سعود وتطلب منه ما تريد 3-انت تريد ان تكسب الي جانبك أولئك الذين طلبت منهم ان يساعدوك    و انك تقول لمن لم يساعدوك انك سوف تتصالح معي ،4-انت تريد من بقائك علي قيد الحياة ان يغضب أولئك المسلمون الذين قتلوا بعضهم بعضا بسببك ،وتريد منهم ان يعفو عنك.5-ربما كان من الافضل لك ان لا تصلني رسالتك ولا الوفد الذي ارسلته ،ولكن طالما حضر الوفد فاني اضمن لك ومن معك ان تشملكم حمايتي ،واني لن اهدر دمك .)

وعندما تسلم الدويش رد الملك كتب يقول له( اشكرك علي ردك ،وعلي كل حال اود ان ابلغك ان الابواب لم توصد في وجهي كما تظن ،لأن حكومات بعينها بعثت لي تعرض علي فرصة ان اكون واحدا من رعاياها ،وبوسعي ان اقبل هذه الدعوة الا ان ديني لا يعطني الحق في ان الجأ الي بلد يحكمه الكفار ،فالعودة إليك يا إمام المسلمين افضل من العودة الي الآخرين )[24].

وعندما وصل الخبر الي المتمردين في الاحساء، تفرق كل منهم يحاول تأمين أسرته ونفسه ،وكانت انجلترا قد حددت موقفها بالزام الكويت بعدم مساعدة المتمردين ،ولهذا لم ينجح الأخوان في جعل نسائهم واولادهم يلجأون للكويت ،وفشل فيصل الدويش في مقابلة امير الكويت رغم الحاحه ،بل وبدأت الطائرات البريطانية تطارد الأخوان حين بدأوا في التسلل الي الكويت طلبا للحماية ،مما اضطرهم للتكدس في المنطقة المحايدة ،مما جعل فيصل الدويش يسمح بالانصراف  لمن أراد منهم ان يلحق بابن سعود يطلب منه العفو،فانصرف كثيرون ولم يعد أمام الدويش الا الحرب والفرار .

وفي يناير 1930 استسلم نايف بن حيثيلين الي القوات البريطانية ثم في يوم 10/يناير /1930 استسلم فيصل الدويش وجاسر بن لامي.  واصبح علي بريطانيا الوفاء بعهدها في تسليمهم لابن سعود بعد ان نقلت بريطانيا الزعماء الثلاثة بالطائرة الي البصرة، ومنها الي البارجة لوبن التي كانت ترسو في ميناء شط العرب. اما بقية المتمردين فقد تم تجميعهم علي مسافة 15كم من الحدود الكويتية ،وقامت بحراستهم العربات المدرعة البريطانية الي ان يتم تسليمهم الي ابن سعود.[25]

انجلتوة تسلم فيصل الدويش لعبد العزيز

   وفي 17/يناير/1930 اوفدت الخارجية البريطانية كل من بسكو وديكسون وبيروت  لمناقشة ابن سعود في مصير الزعماء الثلاثة علي اساس التعليمات الاتية :الابقاء علي حياة الزعماء واقاربهم ،عدم المبالغة في العقاب ،انهاء معاناة العراق والكويت من هجمات الاخوان .

واجتمع ديكسون مع الملك وتحدث عن دور انجلترا في مساعدته ضد المتمردين ،واعطي عبد العزيز ضمانات بحياة المتمردين مع احتفاظه بمحاكمة عادلة لهم واسترداد ما سلبوه من الغير .واشترك حافظ وهبة في هذه المفاوضات ،وتسلم باسم عبد العزيز المتمردين الثلاثة ،وكان ذلك يوم 28/1/1930 بالقرب من خباري واضحة ،ونقلوا بالسيارة الي خيمة الملك عبد العزيز .

وكان لقاءا دراميا بين المتمردين والملك ،اذ بكي الجميع وسمح لهم الملك بأن يقبلوه علي انفه علي الطريقة البدوية [26]وسجل هذا الموقف حافظ وهبة الذي قارن بين مكانة فيصل الدويش مع عبد العزيز ايام العز ،وذلته امامه وامام حاشيته الذين كانوا من قبل دونه في المنزله .وسجل حافظ وهبة ما قاله عبد العزيز للدويش (انك تعلم يافيصل ما عملت معك في الماضي ،ما قصرت في حقكم في شئ، لقد كنت في حرب دائمة مع اهل نجد من اجلكم .فهل هذا جزائي منكم ؟هل كنتم تريدون الملك ،لقد كنتم كلكم ملوكا في الجهات التي كنتم فيها ،من منكم له الفضل علي؟ الفضل لله وحده ،من منكم لم اخذه بسيفي ؟ليس منكم الا من قتلت اباه او اخاه ،ولم اخضعكم الا بالله ثم بالسيف .قد كنت انفذ رغائبكم ،فقد كنت اشقي من قبلكم واواصل الليل بالنهار لراحتكم وسعادتكم ،الا تخاف الله حين تكتب لجلوب :انك تريد الهجرة للعراق وانك تحب ان تكون تابعا له ؟فهل تظن انك كنت ستكون في منزلة اعلي مما كنت ستكون عندي فيها ؟) فرد الدويش فقال(يعلم الله يا عبد العزيز انك لم تقصر معنا ،وقد فعلت كل ما يبيض وجهك وقد قابلنا معروفك بالاساءة ،لقد فررنا من وجهك الي الكفار فحملونا اليك في طيارة من طياراتهم ،ويكفي ما اشعر به من الهوان والصغار امام الاخوان بعدما كنت عزيزا محترما .قاتل الله الشيطان لقد اغرانا وزين لنا سوء اعمالنا ،فأوصلنا الي ما اصبحنا فيه الان ..)فأمر الملك بنقل الدويش وزملائه الي خيمة قريبة تحت الحراسة ،ثم نقلوهم الي الرياض بعد ذلك بثلاثة ايام حيث اعتقلوا فيها [27]. وكان الإنجليز يعتقدون ان عبد العزيز سيحنث بوعده في ضوء ما عاناه من الجميع من فيصل الدويش وإخوانه الي حد قتل المدنيين والنساء والأطفال ،الا ان هؤلاء المتمردين الثلاثة لم يتعرضوا للتعذيب في سجنهم ، وحين مرض الدويش واشرف علي الموت ارسله عبد العزيز الي الارطاوية ليموت وسط أهله [28].

وساعد الإنجليز عبد العزيز في مطاردة معظم المطلوب القبض عليهم ،واوقع عقوبات مالية علي الزعماء الثلاثة واتباعهم ،فصادر كل ابل وخيول فيصل الدويش ، وصادر نصف ابل عشيرته من الدوشان وجميع خيولهم ،وصادر ثلثي خيول قبيلة مطير ،وعاقب المتمردين العجمان بقسوة .وبعد أن إستراح من الاخوان الوهابيين  قال كلمته المشهورة (من الان سنحيا حياة جديدة )وبانتهاء عصر الأخوان دخلت المملكة في عصر التحديث ،ومع ان بقية الأخوان اصبحوا كشأن باقي الرعية ،فإن الملك عفا عن بعض زعمائهم واسند لهم بعض الوظائف ،مثل فيصل الشبلان أحد مشايخ الأخوان في مطير الذي استسلم لابن سعود فأصبح مسئولا عن ابل الملك كلها .وماجد بن حيثيلين صاحب الرسالة المشئومة، اسند إليه الملك فيما بعد مهمة تشكيل بقايا الاخوان في تنظيم جديد باسم الحرس الوطني .ولا يزال اعضاء اسرة الدويش يحكمون الارطاوية، ولا يزال زعماء اسرة الشعلان في قبائل الرولا يحتفظون بمناصبهم في الجوف ،مع انهم شاركوا في التمرد الثاني .واكتسب ابن سعود بسياسته الكثير من الانصار وضمد جراح الاعداء القدامي بترفعه عن الانتقام [29].

وانتهت بذلك معارضة الاخوان   .  

 الهوامش

19- المختار : المرجع السابق 2/446،449،450.

       محمد أسد : الطريق الي مكة ،265،289:266.

       ابو عالية :المرجع السابق   136،137.

DICKSON  , OP.  CIT  P.  305.

الهوامش

  20-أم القري :العدد 239 في 31/7/1929.

      حبيب :    236:234.

21- أم القري: العدد 252 في 18/10/1929.

22- أم القري :العدد 293 في 18/7/1930.

23- وهبة :الجزيرة العربية في القرن العشرين،298:297.

24-الخطيب :الإمام العادل عبد العزيز   180،181  ط. القاهرة 1951.

25-

DICKSON  :KUWAIT  AND HER NEIGHBORS  . LONDON 1956 , P. 320

26-جون حبيب :المرجع السابق : 243:240.

27-حافظ وهبة :المرجع السابق : 300:298.

28- محمد أسد : الطريق الي مكة :  292.

29-وهبة :الجزيرة :المرجع السابق :301،

 حبيب : المرجع السابق :249:244.

DICKSON  .OP. CIT  ,PP. 325:329.

اجمالي القراءات 9316

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5094
اجمالي القراءات : 56,260,320
تعليقات له : 5,426
تعليقات عليه : 14,784
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي