آن باترسون... وداعًا!

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٣ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ايلاف


آن باترسون... وداعًا!

على خلفية كراهية المصريين الشديدة للسفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون، تدرس الإدارة الأميركية تغييرها، على أن يخلفها روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في دمشق، لكنّ المصريين يرفضونه أيضًا، لأن يديه ملطختان بدماء عربية.



صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تدرس الإدارة الأميركية تغيير سفيرتها في القاهرة، آن باترسون، وترشيح المبعوث الأميركي لسوريا روبرت فورد لخلافتها. يأتي القرار إستجابة لحملات شعبية أطلقت في مصر تطالب بطرد باترسون، لاسيما بعدما أجمع المصريون من كل الأطياف السياسية على كراهيتها. إلا أن فورد أيضًا يلقى اعتراضًا من بعض القوى السياسية والدوائر الحقوقية.
ومنذ قدوم باترسون والهجوم ضدها لا ينقطع، لاسيما أنها لم تهدأ لحظة، منذ أن وطأت أقدامها أرض مصر في شهر أيار (مايو) 2011، أي بعد نجاح ثورة 25 يناير، في إسقاط حكم حسني مبارك بثلاثة أشهر. وهي تحظى بقسط وافر من كراهية القوى السياسية في مصر، سواء الإسلاميين أو الليبراليين والعلمانيين، ويرى كل طرف أنها تساند خصمه ضده.
وأطلق ضدها العديد من الحملات، التي تدعو إلى طردها من البلاد. وزادت معدلات الكراهية لباترسون والرئيس الأميركي باراك أوباما ولأميركا كلها بعد إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي، فحمّلها الإسلاميون مسؤولية إسقاط مرسي، عبر مباركة انقلاب عسكري، فيما اتهمتها الأطراف السياسية المشاركة في أحداث 30 يونيو بدعم الإخوان وتدبير الخطط من أجل إعادتهم إلى الحكم.
مساعد وزير الخارجية
أمام موجة الكراهية التي حظيت بها باترسون، كشفت تسريبات إعلامية أن الإدارة الأميركية تبحث تغييرها وتعيينها في منصب نائب وزير الخارجية، وترشيح السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد خلفًا لها، إلا أن اسم فورد قوبل بالاعتراض من القوى السياسية والدوائر الحقوقية في مصر.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، فإن باترسون سترحل عن مصر، على أن تتولى منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، لاسيما أنها عملت سنوات طويلة سفيرة في دول شرق آسيا، ولديها خبرة واسعة في هذه الدول.
وأضاف التقرير أن باترسون دبلوماسية ماهرة نفذت السياسة الأميركية في مصر بفعالية في أشد الظروف. ودافع التقرير عن دورها في مصر في وجه حملة الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها، وقال: "رغم أن معظم السفراء نادرًا ما يتصدرون الاهتمام الإعلامي، إلا أن باترسون كانت حاضرة بقوة في احتجاجات 30 يونيو، حيث رفع المتظاهرون صورها عليها علامة (x) وعبارات مهينة، وصفتها الخارجية الأميركية بأنها بغيضة، وتستحق الشجب".
إحترام أميركا
وأوضح التقرير أن باترسون مازالت تحظى باحترام الإدارة الأميركية، رغم كراهية المصريين لها، وقال: "أثارت غضب المتظاهرين، بعد ترتيب اجتماعها مع قيادات الإخوان المسلمين، ومعارضتها مظاهرات الشوارع التي كان يتم الترتيب لها، وقالت إن البعض يقول إن العمل من خلال الشارع سيؤدي إلى نتائج أفضل من الانتخابات، وللأمانة أنا وحكومتي نشك في ذلك بشدة".
أضاف: "لم يثبت حتى الآن خطأ ما قالته السفيرة الأميركية في ظل استمرار محاولة الحكومة الموقتة استعادة السيطرة على البلاد". وأشارت صحيفة مونيتورالأميركية أن المبعوث الأميركي لسوريا، روبرت فورد، هو المرشح الأقوى لخلافة باترسون، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يدعم ترشيح فورد للمنصب الجديد. ورغم ترحيب القوى السياسية في مصر برحيل باترسون، إلا أنها رفضت ترشيح فورد لخلافتها.
وقال محمد عبد النعيم، رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، إن يد روبرت فورد ملطخة بالدماء العربية. وأوضح في تصريح له، تلقت إيلاف نسخة منه: "منذ تواجد فورد في البحرين، عمل على تكوين الجماعات الإرهابية الشيعية، والتي انتهت بحملة تمرد في البحرين، التي تقودها جمعية الوفاق، حتى ينقلب على الحكم السني، ويستبدله بالحكم الشيعي، في مخطط قذر لإنهاء الحكم السني، وتفكيك دول الخليج العربي".
وحسب وجهة نظر عبدالنعيم، فإن السفير روبرت فورد له تاريخ طويل غير مشرف مع الدول العربية، مثل الجزائر والعراق وسوريا، من ظهور لتنظيم القاعدة الإرهابي وبحور الدم التي سفكت على يده جراء المخططات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي دعمتها أميركا بقيادته. ودعا وزارة الخارجية المصرية إلى عدم استقباله، وقال: "الوضع الحالي لا يحتاج مجازفات من هذا النوع ومن هذا الصنف تحديدًا".
وأبدى الكاتب والناشط السياسي يوسف زيدان إعتراضه على ترشيح فورد، وقال في تدوينة له عبر صفحته في موقع فايسبوك: "إذا قَبِلَ رئيس الجمهورية الموقّت أوراق روبرت فورد سفيرًا لأميركا في مصر فهذا يعني عندي التواطؤ، وابتداء السقوط، واحتقار المصريين المُنذر بسوء المصير". وأضاف: "مصر وتونس أيضًا لن تسيران على درب سوريا السائرة على درب العراق، وليُدرك الله برحمته ليبيا واليمن".
حملات لطرد باترسون
إنطلقت في مصر حملات عديدة تدعو إلى طرد السفيرة الأميركية، واعتبارها شخصية غير مرغوب فيها. وقال جورج إسحاق، القيادي في جبهة الإنقاذ، إن باترسون عملت منذ أن وصلت إلى القاهرة على حشر مناخيرها في الشؤون الداخلية المصرية.
وأضاف لـ"إيلاف": "السفيرة الأميركية تتجول في البلاد، وتعقد لقاءات مع الجميع، وتدعم جماعة الإخوان المسلمين ضد ثورة 30 يونيو، وذلك يخالف جميع الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، فهي شخصية لم يعد مرغوبًا فيها في مصر، بعدما حظيت بكراهية جميع المصريين، بمن فيهم التيار الإسلامي".
وتبنى شباب الثورة حملة أطلقوا عليها اسم "أطردوها"، تدعو إلى رحيل السفيرة الأميركية. وتهدف الحملة إلى جمع توقيعات المصريين على استمارة موجّهة إلى وزارة الخارجية لطرد باترسون على طريقة حملة "تمرد"، التي ساهمت في الإطاحة بنظام حكم الإخوان.
وقال محمد سامي، عضو حملة "أطردوها"، لـ"إيلاف" إن السفيرة الأميركية في القاهرة تخطت الأعراف الدبلوماسية، ومارست دورًا أكبر من كونها سفيرة ترعى مصالح المواطنين الأميركيين في مصر، "فهي تظنّ نفسها المندوب السامي الأميركي في مصر، وتسعى إلى التدخل بقوة في الشأن الداخلي لمصر، وتوجيه دفة الأمور إلى ما يخدم مصالح أميركا على حساب مصالح الشعب المصري".
ولفت إلى أن الحملة سوف تتطور بعد الأنباء التي تتحدث عن رحيل باترسون إلى المطالبة بعدم استقبال فورد، أو غيره، إلا بعد موافقة المصريين على أي سفير أميركي، وأن يتعهد بالتزام مهام منصبه وألا يتجاوزها.

على خلفية كراهية المصريين الشديدة للسفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون، تدرس الإدارة الأميركية تغييرها، على أن يخلفها روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في دمشق، لكنّ المصريين يرفضونه أيضًا، لأن يديه ملطختان بدماء عربية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تدرس الإدارة الأميركية تغيير سفيرتها في القاهرة، آن باترسون، وترشيح المبعوث الأميركي لسوريا روبرت فورد لخلافتها. يأتي القرار إستجابة لحملات شعبية أطلقت في مصر تطالب بطرد باترسون، لاسيما بعدما أجمع المصريون من كل الأطياف السياسية على كراهيتها. إلا أن فورد أيضًا يلقى اعتراضًا من بعض القوى السياسية والدوائر الحقوقية.

ومنذ قدوم باترسون والهجوم ضدها لا ينقطع، لاسيما أنها لم تهدأ لحظة، منذ أن وطأت أقدامها أرض مصر في شهر أيار (مايو) 2011، أي بعد نجاح ثورة 25 يناير، في إسقاط حكم حسني مبارك بثلاثة أشهر. وهي تحظى بقسط وافر من كراهية القوى السياسية في مصر، سواء الإسلاميين أو الليبراليين والعلمانيين، ويرى كل طرف أنها تساند خصمه ضده.

وأطلق ضدها العديد من الحملات، التي تدعو إلى طردها من البلاد. وزادت معدلات الكراهية لباترسون والرئيس الأميركي باراك أوباما ولأميركا كلها بعد إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي، فحمّلها الإسلاميون مسؤولية إسقاط مرسي، عبر مباركة انقلاب عسكري، فيما اتهمتها الأطراف السياسية المشاركة في أحداث 30 يونيو بدعم الإخوان وتدبير الخطط من أجل إعادتهم إلى الحكم.

مساعد وزير الخارجية
أمام موجة الكراهية التي حظيت بها باترسون، كشفت تسريبات إعلامية أن الإدارة الأميركية تبحث تغييرها وتعيينها في منصب نائب وزير الخارجية، وترشيح السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد خلفًا لها، إلا أن اسم فورد قوبل بالاعتراض من القوى السياسية والدوائر الحقوقية في مصر.

ووفقًا لتقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، فإن باترسون سترحل عن مصر، على أن تتولى منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، لاسيما أنها عملت سنوات طويلة سفيرة في دول شرق آسيا، ولديها خبرة واسعة في هذه الدول.

وأضاف التقرير أن باترسون دبلوماسية ماهرة نفذت السياسة الأميركية في مصر بفعالية في أشد الظروف. ودافع التقرير عن دورها في مصر في وجه حملة الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها، وقال: "رغم أن معظم السفراء نادرًا ما يتصدرون الاهتمام الإعلامي، إلا أن باترسون كانت حاضرة بقوة في احتجاجات 30 يونيو، حيث رفع المتظاهرون صورها عليها علامة (x) وعبارات مهينة، وصفتها الخارجية الأميركية بأنها بغيضة، وتستحق الشجب".

إحترام أميركا
وأوضح التقرير أن باترسون مازالت تحظى باحترام الإدارة الأميركية، رغم كراهية المصريين لها، وقال: "أثارت غضب المتظاهرين، بعد ترتيب اجتماعها مع قيادات الإخوان المسلمين، ومعارضتها مظاهرات الشوارع التي كان يتم الترتيب لها، وقالت إن البعض يقول إن العمل من خلال الشارع سيؤدي إلى نتائج أفضل من الانتخابات، وللأمانة أنا وحكومتي نشك في ذلك بشدة".

أضاف: "لم يثبت حتى الآن خطأ ما قالته السفيرة الأميركية في ظل استمرار محاولة الحكومة الموقتة استعادة السيطرة على البلاد". وأشارت صحيفة مونيتورالأميركية أن المبعوث الأميركي لسوريا، روبرت فورد، هو المرشح الأقوى لخلافة باترسون، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يدعم ترشيح فورد للمنصب الجديد. ورغم ترحيب القوى السياسية في مصر برحيل باترسون، إلا أنها رفضت ترشيح فورد لخلافتها.

وقال محمد عبد النعيم، رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، إن يد روبرت فورد ملطخة بالدماء العربية. وأوضح في تصريح له، تلقت إيلاف نسخة منه: "منذ تواجد فورد في البحرين، عمل على تكوين الجماعات الإرهابية الشيعية، والتي انتهت بحملة تمرد في البحرين، التي تقودها جمعية الوفاق، حتى ينقلب على الحكم السني، ويستبدله بالحكم الشيعي، في مخطط قذر لإنهاء الحكم السني، وتفكيك دول الخليج العربي".

وحسب وجهة نظر عبدالنعيم، فإن السفير روبرت فورد له تاريخ طويل غير مشرف مع الدول العربية، مثل الجزائر والعراق وسوريا، من ظهور لتنظيم القاعدة الإرهابي وبحور الدم التي سفكت على يده جراء المخططات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي دعمتها أميركا بقيادته. ودعا وزارة الخارجية المصرية إلى عدم استقباله، وقال: "الوضع الحالي لا يحتاج مجازفات من هذا النوع ومن هذا الصنف تحديدًا".

وأبدى الكاتب والناشط السياسي يوسف زيدان إعتراضه على ترشيح فورد، وقال في تدوينة له عبر صفحته في موقع فايسبوك: "إذا قَبِلَ رئيس الجمهورية الموقّت أوراق روبرت فورد سفيرًا لأميركا في مصر فهذا يعني عندي التواطؤ، وابتداء السقوط، واحتقار المصريين المُنذر بسوء المصير". وأضاف: "مصر وتونس أيضًا لن تسيران على درب سوريا السائرة على درب العراق، وليُدرك الله برحمته ليبيا واليمن".

حملات لطرد باترسون
إنطلقت في مصر حملات عديدة تدعو إلى طرد السفيرة الأميركية، واعتبارها شخصية غير مرغوب فيها. وقال جورج إسحاق، القيادي في جبهة الإنقاذ، إن باترسون عملت منذ أن وصلت إلى القاهرة على حشر مناخيرها في الشؤون الداخلية المصرية.

وأضاف لـ"إيلاف": "السفيرة الأميركية تتجول في البلاد، وتعقد لقاءات مع الجميع، وتدعم جماعة الإخوان المسلمين ضد ثورة 30 يونيو، وذلك يخالف جميع الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، فهي شخصية لم يعد مرغوبًا فيها في مصر، بعدما حظيت بكراهية جميع المصريين، بمن فيهم التيار الإسلامي".

وتبنى شباب الثورة حملة أطلقوا عليها اسم "أطردوها"، تدعو إلى رحيل السفيرة الأميركية. وتهدف الحملة إلى جمع توقيعات المصريين على استمارة موجّهة إلى وزارة الخارجية لطرد باترسون على طريقة حملة "تمرد"، التي ساهمت في الإطاحة بنظام حكم الإخوان.

وقال محمد سامي، عضو حملة "أطردوها"، لـ"إيلاف" إن السفيرة الأميركية في القاهرة تخطت الأعراف الدبلوماسية، ومارست دورًا أكبر من كونها سفيرة ترعى مصالح المواطنين الأميركيين في مصر، "فهي تظنّ نفسها المندوب السامي الأميركي في مصر، وتسعى إلى التدخل بقوة في الشأن الداخلي لمصر، وتوجيه دفة الأمور إلى ما يخدم مصالح أميركا على حساب مصالح الشعب المصري".

ولفت إلى أن الحملة سوف تتطور بعد الأنباء التي تتحدث عن رحيل باترسون إلى المطالبة بعدم استقبال فورد، أو غيره، إلا بعد موافقة المصريين على أي سفير أميركي، وأن يتعهد بالتزام مهام منصبه وألا يتجاوزها.

- See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/827797.html?entry=USA#sthash.PoxCDnQs.dpuf
اجمالي القراءات 4619
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق