الترتيب القرآني:
إعجاز الترتيب القرآني في سورة الطارق

عبدالله جلغوم Ýí 2009-09-06


 

إعجاز الترتيب القرآني في سورة الطارق

 

مدخل إلى ترتيب القرآن :

من المعلوم أن عدد سور القرآن 114 سورة وأنها جاءت في مجموعتين :

29 سورة افتتحت بحروف هجائية نحو : ألم . حم . ن . ق ..

85 سورة خلت أوائلها من مثل تلك الحروف . هذا العدد يساوي 5 × 17 .

هذه الملاحظة والتي لا تخفي على أحد مدخل مهم للكشف عن كثير من أسرار الترتيب القرآني . ومن تلك الأسرار ظاهرة ترتيب سورة الطارق .

 

لماذا سورة الطارق :

بشيء من التدبر يمكننا أن نلاحظ ارتباط سورة الطارق بالعددين 29 و 17 . فهي السورة الوحيدة بين سور القرآن المؤلفة من 17 آية ، وهي السورة التي تتوسط سور النصف الثاني من القرآن ( السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف ) ، أي أنها السورة رقم 29 بهذا الاعتبار .

 

عدد آيات سورة الطارق :

عدد آيات سورة الطارق 17 آية ، ورقم ترتيبها في المصحف 86 .فهل هي مصادفة أن يكون عدد آياتها 17 وليس 16 مثلا ؟ وهل هي مصادفة أن يكون ترتيبها في الموقع الذي يتوسط سور النصف الثاني من القرآن ؟

( سور النصف الثاني : هي السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف )

موقع مميز لسورة الطارق :

تتوسط سورة الطارق سور النصف الثاني من القرآن ، هذا الموقع يجعلها تحتل موقعا مميزا بين هذه السور:

عدد السور قبلها 28 سورة ( من سورة المجادلة إلى سورة البروج ).

عدد السور بعدها 28 سورة ( من سورة الأعلى إلى سورة الناس ) .

بهذا الاعتبار فهي السورة رقم 29 أنى نظرت إليها ، ابتداء من سورة المجادلة أو من سورة الناس . ما وجه الإعجاز هنا ؟

للإجابة على هذا السؤال علينا أن نعد جدولا بسور النصف الثاني من القرآن يوضح لنا أعداد الآيات في هذه السور متخذين من العدد 17 عدد آيات سورة الطارق محورا للقياس . 

 

قليلا من التأمل في الجدول الذي أعددناه سنكتشف رائعة من روائع القرآن في ترتيب سوره وآياته ، وهي :

 

من روائع الترتيب القرآني :

لقد جاءت السور الـ 28 المرتبة قبل سورة الطارق :

6 سور عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية .

22 سورة عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية .

وجاءت السور الـ 28 المرتبة بعد سورة الطارق :

6 سور عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية .

22 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية .

( لاحظوا الترتيب : 6 و 22  : 22 و 6 )

 

مجموعتان من السور متماثلتان عدديا :

إن من السهل أن نستنتج هنا أن سور النصف الثاني من القرآن – غير سورة الطارق محور الترتيب -  مجموعتان :

عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية ( عدد آيات سورة الطارق ) هو : 28  ، كما أن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية هو : 28 أيضا .

إن ما نشاهده هنا يدل على أن هذه السور قد جاءت من أعداد محسوبة من الآيات , ورتبت في مواقع مخصوصة لتشكل في النهاية نظاما في غاية الإحكام والإتقان ، نظام يشير إلى مصدر القرآن وينأى به عن الشبهات .

هل هناك من تفسير آخر ؟

( هذا النظام هنا هو أحد الأنظمة الداخلية ، أي أن سور النصف الثاني تخضع لنظام داخلي خاص بها ، لكنها في الوقت نفسه تخضع للأنظمة العامة التي يشمل كل منها جميع سور القرآن ، نحو نظام التجانس والنظام العددي .. هذا النسيج الرقمي يجعل محاكاة الترتيب القرآني أمرا مستحيلا ..) .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :

هل كان الصحابة يعرفون شيئا عن هذه العلاقات  ؟ فرتبوا هذه السور على أساسها ؟

ولعله من الواضح أن زيادة أو نقصان آية في أي سورة هنا ، سيخل بهذا النظام المحكم . والسؤال: ما السر أن هذه السور قد وصلتنا بهذه الأعداد وبهذا الترتيب ؟ هل هي مصادفة ؟ لقد كان كافيا أي زيادة أو نقصان ليختفي هذا التوازن  ، فلماذا لم تتدخل المصادفة وتحدث هذه الزيادة المفترضة ؟  أليس في هذا ما يؤكد أن القرآن محفوظ بتعهد  من الله  ؟

الاختلاف في العدد   :

هذه العلاقة تؤكد أن عدد آيات سورة الطارق هو 17 وليس 16 ، وأن العدد 17 هو محور العلاقة الرياضية بين سور النصف الثاني .كل ذلك حسب  ما هو معتبر في مصحف المدينة النبوية . بعض من يجادلونني يحتجون بأن عدد آيات سورة الطارق في رواية أخرى ليست 17 وإنما 16 .. ويستدلون بذلك على فساد ما قلناه ، والحقيقة أن ما قلناه هو الصواب واستدلالهم هو الخطأ بعينه ؟ وسؤالنا لهم : هل كان عدد آيات سورة الطارق 16 آية وتدخلت المصادفة فجعلته 17 لينشأ عن ذلك هذا الإحكام ؟

نحن لم نتدخل في ترتيب هذه السور ولا في أعداد آياتها ، لقد وجدناها على هذا النحو من إحكام الترتيب ، فهل جاء هذا الإحكام بطريق الخطأ ونريد أن نصححه ؟

مشكلة حل الاختلاف في أعداد الآيات في بعض سور القرآن بين رواية وأخرى لا يكون برفض واقع ثابت ملموس في مصحف المدينة النبوية ..

قد يكون في تلك الأعداد الأخرى نظام آخر، ينتج عنه تعدد في الإعجاز ، وهذا مرهون بإجراء دراسة لتلك الأعداد .. ولعلنا نصل في النهاية إلى أن كل تلك الأعداد صحيحة باعتبار ضوابط العد  فيها ..

 

السر في العددين 22 و 6 :

لنعد الآن ونتدبر ترتيب سور النصف الثاني من القرآن . إنها السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف . ( المجادلة – الناس ) .

نلاحظ أن أولها سورة المجادلة المؤلفة من 22 آية ، وآخرها سورة الناس المؤلفة من 6 آيات .

هل هذه مصادفة ؟ أم هو الدليل المخزن بصورة في غاية الوضوح على نظام الترتيب القرآني في هذه السور.

 

 

اجمالي القراءات 28772

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ٠٨ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41922]

سبحان الله العظيم

هل كان الصحابة يعرفون شيئا عن هذه العلاقات ؟ فرتبوا هذه السور على أساسها ؟


ولعله من الواضح أن زيادة أو نقصان آية في أي سورة هنا ، سيخل بهذا النظام المحكم . والسؤال: ما السر أن هذه السور قد وصلتنا بهذه الأعداد وبهذا الترتيب ؟ هل هي مصادفة ؟ لقد كان كافيا أي زيادة أو نقصان ليختفي هذا التوازن ، فلماذا لم تتدخل المصادفة وتحدث هذه الزيادة المفترضة ؟ أليس في هذا ما يؤكد أن القرآن محفوظ بتعهد من الله ؟


طبعا هذا يؤكد مع أدلة أخرى تنكشف في وقتها ويجليها رب العزة بقدر، فسبحان الله العظيم إن تدبر القرآن يخرج لنا كنوزه كل يوم ، وما بال الذين كانوا يقولون بوجود آيتين لرجم الزاني ولكن تم فقدهما لسبب لا يصدقه عاقل وصدق الله العظيم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 وهي الآية الوحيدة التي يأتي بها محرك البحث عندما تكتب في البحث( نزلنا الذكر) تأتي لك آية واحدة .. فسبحان الله !!


2   تعليق بواسطة   عبدالله جلغوم     في   الأربعاء ٠٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41937]

شكرا لمرورك

الأخت الفاضلة


شكرا لمرورك ، ويسرني أن يكون هناك من يفهم الحقيقة ...


الإعجاز العددي في هذه السور لا يتوقف عند ما ذكرت ، فهذه السور ترتبط بسور القرآن الباقية بعلاقات محكمة ، كما أن السورة الواحدة لها ارتباطاتها أيضا ، دون ان يؤدي ذلك إلى أدنى تعارض .


لا أعلم سببا للخوف من الإعجاز العددي ( إعجاز الترتيب القرآني ) سوى الخوف من الحقيقة .


إن في وسعي أن أكتب كل يوم مقالة جديدة عن الترتيب القرآني وعلى مدار عام ، ولكن الاستمرار في الكتابة يتطلب غير الجهد والتدبر ... نسأل الله أن يوفقنا لما فيه خدمة القرآن ..وأن يعيننا على ذلك .


3   تعليق بواسطة   عبدالله جلغوم     في   الأربعاء ٠٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41938]

ملاحظة مهمة

ما ذكرته في هذه المقالة قابل للترجمة إلى أي لغة دون أن يفقد دلالاته . ومثله الكثير .


ماذا يعني ذلك ؟


إن في وسعنا أن نقدم إعجاز القرآن للآخرين  من خلال ترتيبه ، كما نقدمه من خلال وجوه إعجازه الأخرى ، كما نقدمه من خلال سلوكنا  ..ففي هذه المقالة يلزمنا إعداد جدول بسور النصف الثاني من القرآن نوضح فيه رقم ترتيب كل سورة وعدد آياتها ..


ومن ثم نوضح كيف تم ربط هذه السور بعلاقات رياضية تؤكد أن ترتيب هذه السور وأعداد آياتها محدد وفق نظام لا يمكن اسناده إلى اجتهاد بشري ، أو تعليله بالمصادفة .. ولا ننسى  أن نوضح الطريقة التي نزل بها القرآن ( مفرقا حسب الحوادث والحاجات وترتيبه على نحو مخالف لترتيب النزول ) ، والمعارف التي كانت متوفرة حينئذ .


أين المشكلة ؟


المشكلة أن العلماء مازالوا مختلفين في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال ، ومختلفين في أعداد الآيات في سبعين سورة من سوره ..


أنا شخصيا لو لم أكن مسلما ، وقرأت ما هو موجود في كتب التراث عن ترتيب القرآن فلن أقتنع بشيء منها .


ولعل السؤال المؤلم هنا : كيف سنقنع الاخرين بشيء نحن غير متفقين عليه ولا مقتنعين به ؟ أليس الأولى ان نقتنع به ونتفق عليه أولا حتى نستطيع أن ننقله إلى غيرنا وأن ندافع عنه ؟


الاعجاز العددي هو القادر على تفسير الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله  .. ولكن لا حياة لمن تنادي ..


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-07-04
مقالات منشورة : 63
اجمالي القراءات : 1,740,788
تعليقات له : 228
تعليقات عليه : 370
بلد الميلاد : jordan
بلد الاقامة : jordan