تأهب على الحدود بعد تحذيرات فلسطينية من تكرار ثورة الجياع
كتب حسين البربري ومحمد عطية (المصريون): : بتاريخ 9 - 4 - 2008
أكدت مصر أنها لن تتهاون في حماية حدودها ضد أي محاولات لاقتحامها، غداة تصريحات أدلى بها قياديان بحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لوحا فيها باجتياز الحدود في ظل استمرار الحصار، كما حدث في أواخر يناير الماضي عندما عبر مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية للتزود بالمواد الغذائية.
وأعرب مصدر مسئول في وزارة الخارجية المصرية في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن بالغ دهشته واستنكاره للتلويح باقتحام الحدود، مؤكدا رفض مصر القاطع لأية محاولات للابتزاز أو الضغط من جانب أي طرف مهما كان.
وحذر من أن أية محاولة لانتهاك حرمة الحدود المصرية بالقوة أو المس بخط الحدود المصرية بشكل غير قانوني ستقابل بالجدية والحزم المناسبين وبما يكفل صون تلك الحدود والحفاظ على حرمتها.
واعتبر "أن تلك التصريحات غير المقبولة تتناقض بشكل صارخ مع الجهد الذي تعهدت مصر أن تبذله وتقوم به من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة والتوصل إلى تهدئة تتيح استئناف الفلسطينيين في القطاع لحياتهم الطبيعية".
وألمح المصدر إلى وجود علاقة بين تلويح "حماس" وما تشهده مصر حاليا، قائلا: إن المساعي لافتعال أزمات على الحدود المصرية بالتزامن مع مشكلات مفتعلة داخل مصر، أمر يدعو إلى الارتياب والشك في الدوافع الحقيقية وراء خروج تصريحات قياديي التنظيمات الإسلامية الفلسطينية بالشكل الذي خرجت به.
وكان خليل الحية القيادي في "حماس" حذر في مؤتمر صحفي في غزة أمس الأول الثلاثاء من "انفجار وشيك وغير مسبوق" في قطاع غزة، واستبعد الدخول في مواجهات مع القوات المصرية على الحدود.
وقال ردا على سؤال عن إمكانية حدوث مواجهات مع القوات المصرية إذا تم هدم الجدار الحدودي مع مصر مجددا، "لا أتوقع أن تحدث أي مواجهة الا إذا أرادت الشقيقة مصر وجيشها ان تقف في وجوه الجياع لتكسر مطالبهم".
وطالب الحية مصر بفتح معبر رفح والذي يتسبب استمرار إغلاقه في تحويل غزة لسجن كبير، مشيرا إلى "الجهود التي بذلناها مع المسئولين المصريين لفتح معبر رفح لكنها للأسف لم تنجح حتى الآن".
من جهته، لفت القيادي بحركة "الجهاد الإسلامي"، الدكتور محمد الهندي إلى أنه أبلغ المصريين في لقائه الأخير معهم، "أنه إذا ما تهيأت الأجواء لانفجار شعبي جديد في غزة بسبب الحصار، فإنه سيكون باتجاه مصر مهما فعلت للحيلولة دون ذلك".
وقال للصحفيين بمدينة غزة، أمس: "مصر تواجه وضعا صعبا للغاية بسبب حصار غزة.. فخياراتها صعبة، ولا تستطيع بحكم أنها الحاضنة وعلاقتها التاريخية المميزة أن تطلق النار على الفلسطينيين إذا ما اجتازوا الحدود"، موضحا أن مصر بين خيارين، إما أن تفتح الحدود وأن تطلق النار على المواطنين.
إلى ذلك، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مصدر أمني بالسلطة الفلسطينية لم تسمه قوله، إن رجال ينتمون لحركة "حماس" قاموا أمس بزراعة ألغام على الجدار الحدودي بين مصر والقطاع تمهيدا لتدمير الجدار بين الجانبين في غضون الأربع وعشرين ساعة القادمة.
وأضافت نقلا عن المصدر الذي لم تذكر اسمه، أنه وفقا لمعلومات استخباراتية فلسطينية فإن هناك تخوفات من أن يتم تدمير الجدار خلال اليوم الخميس، مضيفا أن قوات الأمن المصرية اتخذت عدة خطوات لإفشال خطة "حماس".
ونسبت الصحيفة إلى ما وصفتها بأنها مصادر مقربة من "حماس" قولها، إن الأيام الماضية شهدت توافد عشرات الفلسطينيين من أنحاء القطاع استعدادا لاختراق الحدود مع مصر كما حدث في 23 يناير الماضي، عندا قام مسلحون فلسطينيون بتفجير جزء من الجدار مما سمح لمئات الفلسطينيين بدخول الأراضي المصرية.
وأضافت أن حالة من التوتر تسود حاليا العلاقات بين "حماس" ومصر، مستشهدة بتصريحات خليل الحية وتهديده باقتحام الفلسطينيين الحدود المصرية.
ووفق ما أفاد شهود عيان لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فإن مدينة رفح المصرية جنوب قطاع غزة، تشهد تحركات غير اعتيادية لقوات الأمن المصرية المنتشرة على طول الحدود.
وقال الشهود: "إن قوات الأمن المصرية تعمل على تعزيز تواجدها على الحدود بصورة يومية في خطوة غير مسبوقة، وذلك تخوفا من توجه المواطنين الفلسطينيين لهدم الجدار بعد اشتداد الحصار ومنع الاحتلال تزويد القطاع بالوقود والمواد التموينية".
وأضافت الصحيفة أن مصر تقوم بزيادة عدد قواتها على الحدود مع غزة منذ هدم الجدار الفاصل بين الحدود الفلسطينية والمصرية أواخر يناير الماضي، وتمكن عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الوصول إلى مدن شمال سيناء للتزود باحتياجاتهم التي غيبها عنهم الحصار.
ويعاني قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس" من وطأة حصار إسرائيلي مشدد مستمر منذ شهور، وهو ما تسبب في معاناة إنسانية نتيجة النقص الحاد في المواد والسلع الغذائية، فضلاً عن تقليص كميات الوقود.
من جانب آخر، نفى نائب وزيرة الخارجية الإسرائيلية مجلي وهبة أن تكون إسرائيل قد استبدلت مصر بدولة قطر في المفاوضات مع "حماس" حول صفقة تبادل الأسرى.
وقال وهبة في تصريح لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس إن شيئا لم يتغير في التوجه الإسرائيلي الرسمي في هذا الشأن.
يذكر أن مصر كانت قد باشرت بناء جدار على طول الحدود مع قطاع غزة لتفادي تكرار تدمير الجدار الحدودي في يناير كما حدث من جانب ناشطين فلسطينيين في يناير الماضي.
وفي سياق متصل ، كشف مصدر أمني سابق لـ "المصريون" عن وجود مخطط أمريكي إسرائيلي لتطويق مصر عبر شبه جزيرة سيناء ، ويرتكز على قيام إسرائيل بخنق الشعب الفلسطيني من خلال ثلاثة محاور لإجباره على فتح المحور الرابع بالقوة وهو مصر ، وبالتالي تستشعر الأخيرة أهمية وحتمية وجود قوات عربية داخل قطاع غزة على الشريط الحدودي .
وأضاف أن المخطط يعول على أنه بمرور السنوات يمكن استبدال القوات العربية بقوات أجنبية ، تعمل على زعزعة الاستقرار في مصر وتكرار ما يحدث في العراق ، وخاصة إذا حدثت للنظام المصري أية هزة قوية يشعر خلالها الأمريكان أو الإسرائيليون بأن مصر أصبحت لقمة سائغة ، ومن السهل ابتلاعها وصعود الإخوان المسلمين للحكم.
وكانت المصريون قد نشرت منتصف العام الماضي بحثا أكد أن الولايات المتحدة تنفذ مخططا يستهدف احتلال مصر ، ويبدأ باحتلال دارفور عبر وضع قوات دولية مدعومة من الأمم المتحدة ليكون الإقليم السوداني قاعدة عسكرية أمريكية. وأشار البحث إلى المخطط يتضمن أيضا إثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ليعلن عن حاجته لنشر قوات دولية بقطاع غزة لحماية السلطة الشرعية من حماس ، وبذلك يتم تطويق مصر من الشمال والجنوب.
اجمالي القراءات
2811