لماذا تتأخر الدول العربية برغم عقولها وثرواتها
لماذا تتأخر الدول العربية برغم عقولها وثرواتها
9/9/2011 8:46 PM
كتب - أحمد إبراهيم مرعوه
تأخُر الدول العربية ليس بسبب تأخر عقولها، ولا قلة مواردها ولا ثرواتها.. بل بسبب نظمها الفاسدة في معظم بلدانها، وحكامها الفاسدين الذين يعيثون في الأرض فسادا حتى مُلئت ظُلما وقهرا وأصبحت الغالبية العظمي من أفراد الشعوب تشكوا العوز والحاجة، وتدهورت الأوضاع كلها وتدهورت علي إثرها أشياء كثيرة منها علي سبيل المثال لا الحصرـــــ تدهور الصحة وتدهور مستشفياتها التي تدخلها بمرض واحد فلا تخرج منها إلا وتحمل معه أمراضا جديدة كانت عالقة بالمستشفى وجدرانها، وبالأجهزة بعد عدم تعقيمها، ونقص الأدوية وسوء تخزينها، والطبيب المهمل الفاقد للضمير بعد تَركِه في عيادته الخاصة لبيعه حسب كل عملية يجريها بعد أن حولها من المستشفى لعيادته وليس العكس فصار الوضع غريبا ومريبا فلا الجِراحُ تداوت ولا الضمائر أُيُقظت من غفوتها بل تهاوت النفوس في أعماق سحيقة وراء جمع المال من الموتى الذين دخلوا عياداتهم راجين رحمة ربهم فخرجوا منها محمولين علي الأعناق وعيونهم تفيض دمعا وأسي بعدما مُزقت جيوبهم ما بين الدواء المغشوش تارة ،والبديل تارة ، والثلاث عُلب المنحاة جانبا.. للوجهاء، أو إن شئت فقل لقوم تبع والذين من بعدهم ..علي أمل الشفاء!
وهذا جانب من الحياة التعيسة ، أما البقية فمنها تدهور المباني وانهيارها فوق سكانها، وصرف بضع ألاف للمتوَفيَ بدلا من المطالب الكثيرة التي كانت ستكلفهم لو بقي المُتَوفي علي قيد الحياة .
وبلطجة الشوارع وانتشارها، وانتشار الرذيلة واتساعها، وانتشار النصب والاحتيال بين المستويات العليا من أفراد الشعب بداية من الوزراء/ الدكاترة والمهندسين.. النابغين في السرقة والنصب والاحتيال ولا شيء غير ذلك، اللهم إلا إذا كانوا يتدربون من جديد في دورات تدريبية جديدة لتعلم نظم المعلوماتية الحديثة في السرقة بجهاز تحكم عن بعد ، فبدلا من نُبوغِهم في إخراج البلاد مما هي فيه .. من فقر جَلب التخلفَ وتَخَلُف جَلبَ الفقر فإذا بهم أحكموا قبضتهم علي كل وسائل الحياة، فازداد الفقراء فقرا مع سابق فقرهم و الطبقة المتوسطة أنزلوها درجات ودرجات لتلحق بالفقيرة، والغني زادوه من النعيم.. فلا ضرائب دُفعتْ ولا أموال حُصْلَتْ، بل عمال شُردتْ ، وسبب السكوت علي ذلك (تلك المِنحُ والعطايا التي قُدمت لهم في شكل شقق وقصور وبعض من القبور الفخمة التي تناسبهم أيضا بعد الممات في نظير التغاضي عن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبوها ومازالوا ( مثل الأراضي التي تعطي لهم بجنيات معدودة ، ثمن بخس لبناء مصانع كان الغرض منها جذب العمالة المشردة في كل أرض مصر، بل في كل بقاع العالم ،وكل بقاع البحار والمحيطات، واسألوا البحر الأبيض المتوسط وجارته إيطاليا... كم من أنُاسٍ ابتلعت يا بحر وهم يحاولون عبورك.. ليعبروا بذلك بر الهزيمة للحكومات الهزيلة ( بعد أن بسط الفرعون الأكبر الوليد بمصعب يده علي كل مناحي الحياة ) فإذا بهم يحولونها تحت بصر هذه الحكومة الهزيلة بكل أجهزتها وبخاصة الأمنية منها لمبان يسرقون من ورائها مئات الملايين من الجنيهات بل الدولارات، وطبعا ولا يخفي علي أحد أن الحق محفوظ ل ... ( إن وأخواتها) التي تنصب المبتدأ من الوزير الفلاني فَتُنَصِبُه النصيب الذي يرضيه ويشبع غرائزه فَيُغْرقه في النعيم ،أما خبرها فترفعه وترفع معه الفقراء من القائمة لتلقي بهم في الجحيم .. فلا نصيب لهم إلا التشرد والضياع .
(هكذا هم خُلقوا ولو أراد الله بهم خيرا لرزقهم !) كما يقولون دوما الجهلاء الأغبياء.!
وحدث هذا وذاك ولم نسمع يوما ما عالما من علماء الدين أن قال لهم ارفعوا أيديكم عن الفقراء وكفي بهم ظلما وعدوانا خوفا علي فقدان المناصب وخوفا علي الدنيا الفانية بعدما شجعونا علي عدم النسل خوف الإملاق وهم لها عشاق لإرضاء الحاكم الذي لا خير فيه والذي ربما يرحل عن الدنيا قبلهم ، الحاكم الذي لا يحكم بأمر الله ، وإنما لأمر الطاغوت الذي يضغط عليه لعدم الإنجاب ، مع أن بلده تعج بمئات الملايين من الناس فما رأيناهم ماتوا جوعا، فلماذا يموت الناس جوعا في بلادنا، وبدلا من استزراع الأرض والصحاري لنسد الفجوة نُدخلُ الناسَ القبور وهم أحياء مع إن مثل هؤلاء الشيوخ صدعوا رؤوسنا بعدم الإسراف في المياه.
ولا بأس.. فالكلام المحمول علي مجمل الإطلاق أو إطلاقه جميل!
أما إذا كانت الصحاري تعج بالمياه الجوفية والأراضي الأخرى .. فما الداعي أن يقولوا لنا ذلك ويتركون من يهربون مئات الملايين للخارج( داعي حقوق الإنسان عندما تصيبه هو في مقتل ،وناقضها عندما تكون علي غير هواه) ولا يقولون لهم من الأولي أن تنفق في إخراج المياه وتعمير الصحراء واستسقاء الزروع بدلا من الذل والخضوع والخنوع لمن يوجه سياستنا من الخارج حتى تَدخَل في كل شيء من تقصير لحي وحف شوارب خوفا من وصولها إلي الجوارب .. وما يدريك ما المخبوء في القوارب!!
فالعقول العربية التي لم تجد لها مجالا في وطنها، تركت المكان ورحلت، فمنها ما رحل عنوة بحثا عن مكان آمن، ومنها ما رحل ليكمل المشوار العلمي في البلد الذي يهتم بالعلماء ويهيئ المجال لهم ليقدموا ما أفاء الله عليهم ليخدموا البلاد ،بعكس بلدانهم التي تدفعهم للهروب بعيدا.
أما الأراضي العربية فهي مليئة بالخيرات التي تعج بها (من بترول وغاز ومعادن وخامات ومياه جوفية، ومرتفعات وهضاب وسهول ووديان وأنهار وبحار وخلجان وقنوات، وملاحة وسياحة وآثار وعلاج طبيعي بالرمال وخلافه وزد علي ذلك الأعداد الهائلة من البشر التي تقدر علي صنع المعجزات لو سُمح لها باستخدام واستغلال هذه الموارد استغلالا حقيقيا) .
إنما يأتي التأخر الحقيقي دوما علي أيدي بعض حكامها المستبدين، والسلطة المطلقة للفرد الواحد والحاكم الواحد حتى يصير الفرعون الأكبر فيختار فراعنة متغطرسين ليكونوا بطانة له تعاونه علي الإثم والعدوان
وإيداع من يخالفهم في الرأي أو الفكر في غياهب النسيان حتى يتسنى لهم نهب الثروات والأموال وتهريبها خارج البلاد، إلي البلاد التي تقبل الأموال وهي تعلم تمام العلم أنها أموال منهوبة وبسببها تتأخر شعوبها وتتخلف ، لكنها تقبلها لتخدم حاكم فاسد.. والمقابل معلوما، والخدمات تتبادل والشعوب تنتحر، المهم ملء خزائنها هي لينمو اقتصادها وينعم شعبها في الرخاء والنعيم ويذهب أصحاب هذه الأموال إلي الجحيم، حتى إذا ما دارت عليهم الدوائر وانكشف أمرهم فروا إليها هاربين لينعموا بحرامها، ويحرم منها البائس المحروم من الشعوب المطحونة المنهوبة فيسيروا في الأرض عرايا كرامتهم مهدورة يعانون البؤس والحرمان علي أيدي الجبابرة من الحكام الطغاة .... وأي طغاة !!
اجمالي القراءات
4688