- فريدمان في رسالة لإدارة أوباما بعد لقائه بـ الأسواني وعصام العريان والبرادعي وساويرس وحرب ..انتبه مصر أكثر أهمية من ليبيا
- أدعو المصريين أن يضيفوا لجرائم مبارك أنه أفقر نصف الشعب وأصبح 20% عاطلين وجعل مصر تستورد السلع الرخيصة من الصين
- الثورة المصرية تركت مرحلة الشارع المثيرة.. ودخلت المرحلة المملة لكنها الأكثر أهمية وهي من سيكتب قواعد مصر الجديد
ترجمة – شيماء محمد :
تحت عنوان ” انتبه ” كتب توماس فريدمان مقالا لـ نيويورك تايمز عن الثورة المصرية وجرائم مبارك والانتخابات القادمة وحكم العسكر ومن يكتب دستور مصر الجديدة .. قابل فريدمان ممثلين للإسلاميين والليبراليين لاستطلاع رأيهم حول الأوضاع.. قابل علاء الأسواني وعصام العريان والبرادعي و نجيب ساويرس وأسامة الغزالي حرب وبعدها كتب مقاله الذي جاء أقرب لرسالة للإدارة الأمريكية يقول لها أن تنتبه لمصر لأنها أهم من ليبيا .. فماذا قال فريدمان في مقاله المثير للجدل ..البديل تنشر نص المقال لفتح حوار حوله نكشف من خلاله كيف يرانا الأخر وكيف يمكن أن نتعامل معه فإلى نص المقال :
كان لدى بعض الوقت في مطار القاهرة لذلك فتشت في محل ” العاديات المصرية”. لم أكن أهتم كثيرا بورقة توت عنخ آمون وطفايات السجائر ولكن كنت مهتما بالجمل المحشو، الذي إذا ضغطت سنامه ، ينبعث منه صوت الجمل. عندما أدرته لأرى أين تم تصنيعه : قرأت “صنع في الصين ” . الآن قرروا تقديم الرئيس السابق حسنى مبارك للمحاكمة ، و آمل أن يضيف المصريون إلى لائحة الاتهامات الموجهة إليه , أنه ترأس بلدا لمدة 30 عاما فأصبح ما يقرب من نصف سكانها يعيشون على 2 دولار فى اليوم وصار 20 % منهم عاطلون عن العمل بينما صارت تستورد السلع المصنعة ذات السعر المنخفض من الصين – كالجمل المحشو -. هذا ليس إحراج لمبارك فقط ولكن لأمريكا أيضا، التي تبرعت بنحو 30 مليار دولار من المساعدات لتحديث الاقتصاد المصري على مدى السنوات الـ 30 الماضية . ووعد الرئيس أوباما بـ 2 مليار دولار أكثر . فالاقتصاد المصري قد تراجع بشكل حاد منذ بدء الانتفاضة ، والحكومة الجديدة في حاجة حقا إلى المال للبقاء واقفة على قدميها . ولكن أنا آمل أن يفهم أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فقط هذا الحق الآن . مصر تحتاج من واشنطن الى ما هو أكثر من المال : وهو مشاركة هادئة من وراء الكواليس مع الجنرالات الحاكمين في مصر حول كيفية استكمال الانتقال إلى الديمقراطية فى مصر .
بعد الإطاحة بالرئيس مبارك في فبراير، تم نقل سلطاته الرئاسية إلى المجلس العسكري ، بقيادة وزير الدفاع . إنها حالة فردية ، أو كما قال لي الروائي المصري علاء الأسواني ، مؤلف كتاب “عمارة يعقوبيان”، : ” كان لدينا هنا الثورة التي نجحت - ولكن لم تصل للسلطة . لذلك فأنه أهداف الثورة يتم تحقيقها عبر وكيل، هو الجيش، الذي أعتقد أنه صادق في رغبته في إيصال لأمور إلى نصابها الصحيح ، ولكن ليس بطبيعة ثورية ”.
لإثبات مصداقيتهم ، انتقل الجنرالات المصريون بسرعة لوضع خارطة طريق إلى الديمقراطية : قاموا بتحديد موعد انتخابات البرلمان الجديد في سبتمبر، وهذا البرلمان سيشرف بعد ذلك على كتابة دستور جديد، ومن ثم سيتم انتخاب رئيس مدني جديد .
هذا يبدو رائعا على الورق ، وتم أقراره من قبل استفتاء ، ولكن هناك مشكلة واحدة كبيرة : ثورة ميدان التحرير كانت تلقائية إلى حد كبير ، من أسفل إلى أعلى . لم يقدها حزب أو زعيم. ويجري تشكيل الأحزاب الآن فقط . ولو جرت انتخابات برلمانية في سبتمبر ، الجماعة الوحيدة في مصر التي كان لديها شبكة حزب حقيقي جاهز للتحرك لكنه كان يعمل تحت الأرض هي الاخوان المسلمين والتي أصبحت ، الآن قانونية .
وأكد لي عصام العريان ، أحد قادة حزبها الجديد ، أن ” الليبراليين يشعرون ببعض المخاوف أنهم صنعوا الثورة وجماعة الإخوان المسلمين يمكن أن تأخذها الآن . وهذا ليس صحيحا ”، .
هذا هو بالضبط الخوف الذي يشعر به المدنيين والمعتدلين العلمانيين ، الذين كانوا فى الواقع رأس الحربة في ثورة التحرير . هم الآن لا زالوا يشكلون الأحزاب و يحاولون بناء شبكات يمكنها أن تصل إلى الملايين من المصريين التقليديين الذين يعيشون في الريف وإقناعهم بالتصويت لأجندة الإصلاح وليس فقط : ” للإسلام هو الحل”.
” الأحزاب الليبرالية بحاجة إلى مزيد من الوقت للتنظيم” – قال نجيب ساويرس – الملياردير المصري الذي يرأس أحد أفضل الأحزاب الليبرالية تنظيما ، ويحث كافة الجماعات الليبرالية للعمل تحت شعار واحد وعدم تقسيم أصواتهم .
إذا حدثت الانتخابات فى سبتمبر وفاز الإخوان بالأغلبية , فهذا سيكون له تأثير مبالغ فيه على كتابة أول دستور حقيقي حر لمصر ، ويمكن إدخال قيود على وضع المرأة، وشكل الملابس، والعلاقات بين الدين والدولة.
قال لي محمد البرادعي , الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيخوض انتخابات الرئاسة على جبهة الإصلاح , ” سوف يكون لديك برلمان غير مثل لكل القوى يكتب دستور لا يمثل كل المصريين “.
ويضيف أسامة الغزالي حرب , زعيم حزب إصلاحي آخر , ” لأن جماعة الإخوان المسلمين مستعدة ، فإنهم يريدون الانتخابات أولا “، وأضاف ” نحن كقوى علمانية نفضل البقاء بعض الوقت لتعزيز أحزابنا . ويجب علينا أن نشكر الجيش للدور الذي لعبه . ولكنها كانت ثورتنا، وليس انقلاب. ويشير في ظل انتخابات نزيهة فإن الإخوان المسلمين سيحصلون فقط على 20 % ”.
الانتخابات الحرة نادرة في العالم العربي ، لذلك عندما يحدث ذلك ، فان الجميع يحاول التصويت - وليس فقط المقيمين فى هذا البلد . يمكنك التأكد من أن الأموال سوف تتدفق إلى هنا قادمة من المملكة العربية السعودية وقطر لمساندة الاخوان المسلمين .
أمريكا ، على الرغم من ذلك ، لا تستطيع أن تتدخل علنا في مناقشة الانتخابات المصرية . هذا سيضر فقط بالإصلاحيين ، الذين أتوا ، بسرعة ، وقاموا بجفاء الجنرالات المصرية . فمن المهم أن يشارك مسئولين كبارا في الولايات المتحدة بهدوء مع الجنرالات وتشجيعهم لكي يعطوا انتباها للعديد من الأصوات المصرية التي تثير قلقا مشروعا حول جولة نهائية سابقة لأوانها .
باختصار ، فإن الثورة المصرية لم تنته بعد. أنها تركت مرحلة الشارع المثيرة والآن تسير في مرحلتها التي تبدو مملة ولكنها ضرورية تماما لتقرير من الذي سيكتب القواعد لمصر الجديدة.
أن تطور مصر سوف يؤثر على العالم العربي بأكمله . لهذا أتمنى فقط أن يعطي فريق أوباما اهتماما لما يجري فيها . فهو أكثر أهمية بكثير عن ليبيا.