قارئ مصري يكتب:ما بين الدين والحب والسياسة
القارىء باهر دخان يكتب: ما بين الدين والحب والسياسة
إن قدرتنا على النظر إلى الماضي، إعادة النظر في التاريخ، وتصوير الوقائع من منطلق آخر، يعد جريمة تزييف بحق الوجدان لا تقل فداحة عن جرائم تجريف الأرض. لكن أحيانا يكون لدينا القدرة على تفصيل مفاهيم مرحلية و قولبة أعراف منطقية معلومة من الرشد بالضرورة. وقتها يكون من حقنا إثبات الحقائق وفصل الفعل عن الفاعل والإرادة والنية عن العزيمة والتلبس تجنبا للاتباس الحاصل بشأن الدين والسياسة والحب.
يتردد سؤال لماذا نحب؟ الإجابة في غالب الأحيان ليست هينة ولا واضحة. هناك أسباب كثيرة تجعلنا نحب، لكن ما أود ألفت نظر القارئ الكريم إليه هنا هو أن الحب كيان مستقل عن الجسد فالجسد له لغة تختلف عن الحب والعقل. لغة الجسد هي الغريزة والحاجة للبقاء. أما لغة الحب فهي لغة الروح والنقاء والكمال. وشتان ما بين الاثنين. أرى لغة الحب أقرب للدين بينما لغة الجسد أقرب للسياسة. فالحب يعترف بالروح والمشاعر ويستمد منهما وهجه وقوته وعنفه بل وضعفه أيضا. بينما لغة الجسد تعترف بالتعايش والتبادلية والتشارك والمصالح المشتركة. هي تعترف بالغريزة والحاجة للبقاء والديمومة تقاوم الفناء بالبقاء المرحلي. كذلك السياسة تعرف التفاوض والمساومة والمرحلية وتعتمد على الغريزة والحاجة للبقاء لتسطر منها خطوط توجهاتها العامة والمرحلية.
أخلص من كل ذلك إلى أنه حينما يدخل الدين في السياسة يكون كما تلبس الحب بالجسد، يخلق لنا كيانا جديدا منفصلا عن كل من الدين والسياسة له خصائص جديدة تدعم وجوده بمادية السياسة وروحانية الدين. فيصبح الفاعل الديني رمزا سياسيا والرمز السياسي مدعوما بالأثير الديني. ذلك الكيان ينفصل تماما في شروط بقاءه ووجوده عن وجود الدين والسياسة معا، عن وجود الحب والجسد معا. إنه الطفل الجديد القادم إلى عالمنا به براءة الأطفال وضحكتهم التي تنسيك همومك لكن السؤال الملح الذي يطرح نفسه هو:
"هل هذا الطفل شرعي أم لا؟" هل الطفل معترف به من أبويه أم تم تبنيه؟ هل اعترف الحب والجسد به؟ هل أقره الدين والسياسة؟ أم أننا إزاء طفل لقيط جاء سفاحا يبحث عن أبويه في مجتمع لا يزال يري الليبرالية سفاحا والديمقراطية رفضا لحكم الله ورسوله.
اجمالي القراءات
3449