"خروج الروح" أمر لايجوز الاجتهاد فيه
القاهرة: تمادى الناس في الآونة الأخيرة في مناقشة الغيبيات وما لا يتحمله عقل بشري، وتأتي الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، لتدلي برأيها حول مسألة أن هناك روح تخرج مكان القتيل وتعيش فيه.
فتقول بحسب مجلة عقيدتى : "هذه المسائل من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله ولا يجوز الاجتهاد فيها وإنما يفوض أمرها إلي الله سبحانه وتعالى لقوله: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" سورة الإسراء: آية 85 .. أما تفسير قوله تعالى: "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين" سورة الزخرف: آية 36 .
فالقرين هنا هو الشيطان الذي يوسوس للناس ويزين لهم شرور أعمالهم وذلك عند لحظة الضعف البشرية حينما يقبل الإنسان على الدنيا وشهواتها وينسى ذكر الله وهذا ما حدث لسيدنا آدم عليه السلام حينما كان في الجنة ووسوس إليه الشيطان كي يأكل من الشجرة المحرمة حتى إذا أكلا منها بدت لهما سوءاتهما كما ذكر القرآن الكريم في قوله: "وعصى آدم ربه فغوي" سورة طه: آية 121 وقوله: "فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك علي شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" سورة طه: آية 120-.121 .
وعلى الإنسان أن يجاهد نفسه دائماً بذكر الله تعالى ويعلم أن الله سبحانه وتعالى أقرب لعباده من حبل الوريد حيث يقول عز وجل: "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" سورة ق: آية .16
وعليه أن يتذكر لحظة الندم والحسرة حينما يفرط في جنب الله يقول سبحانه وتعالى: "أن تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين تري العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين" سورة الزمر: آية 56-59 وفي آية أخرى: "يوم يعض الظالم علي يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا" سورة الفرقان: آيات 27-29.
اجمالي القراءات
6859
ولكن.... هل تضع الدكتورة سعاد صالح الأمور في نصابها في كافة الفتاوي؟؟....
بالطبع فإن كل من يطلع علي فتاواها وإدلائها في أكثر المواضيع تكون إجابته بالطبع (لا وألف لا...)، ثم إن الفقه الذي تقوم بتدريسه في الجامعة مبني أساساً علي روايات الآحاد ظنية الثبوت، وبالتالي فهو ليس فقه إسلامي ولا يمت للإسلام بصلة، إن الفقه القرآني يجب أن يحل محل هذا الفقه البعيد عن الدين، كما يجب أن تتضافر جهود النابهين من أولي العلم لإثراء ذلك الفقه ووضع حجر الأساس له، وهذه أهم خطوة لنحظي بتطبيق حقيقي للإسلام في كافة ميادينه ومناحيه....