واشارت المجلة البريطانية - في تقرير لها الأحد - الى أن المظاهرات الغاضبة التي تنتشر في ربوع مصر بعيد الانتخابات اصبحت تضم تحت لواءها قوى كانت أبعد ما تكون عن التوحد مثل الاسلاميين من جماعة الاخوان المسلمين والعلمانيين الليبراليين من أنصار حزب الوفد بالاضافة الى كافة الحركات الاحتجاجية مثل حركتي كفاية و6 ابريل.
واضافت المجلة أن الغضب من الانتخابات الاخيرة يشمل اناسا من داخل الحزب الوطني الحاكم بالاضافة الى أحزاب أخرى تعد "صديقة للنظام."
وابرزت التايمز تصريحات لوائل نوارة من حزب الغد قال فيها "ان النظام قد نجح في فرض العزلة على الجميع بما فيهم الاحزاب التي عقد الحزب الحاكم صفقات معها".
وأضاف نوارة الذي كان يتظاهر جنبا الى جنب مع أحد الغاضبين من صفوف الحزب الوطني الحاكم "ان الانتخابات كانت الاسوأ في تاريخ البلاد."
وابرزت المجلة رأي الخبير والمحلل في شئون الشرق الاوسط بمركز كارنيجي للبحوث والدراسات عمرو حمزاوي حيث قال "ان المسألة الان تخطت فكرة مقاطعة الانتخابات" لان ما حدث في الانتخابات الاخيرة قد يصل بالمعارضة الى الكفر بالقنوات السياسية الرسمية."
ورأى حمزاوي أن ما حدث في الانتخابات الاخيرة قد ينتصر للجبهة القائمة داخل صفوف الاخوان المسلمين التي ترى بضرور ة البعد عن السياسة واللعبة الانتخابية واللجوء الى العمل الاجتماعي والدعوي وهذا ما كان يريده النظام للجماعة.
وقالت المجلة أن ما حدث في الانتخابات قد فاق توقعات كل قوى المعارضة ومنهم حزب الوفد الذي كان يتوقع مكاسب من "تربص النظام بالاخوان المسلمين قبيل الانتخابات."
وأبرزت المجلة في هذا السياق تصريحات لمصطفى الجندي عضو حزب الوفد الذي كان يتظاهر بجوار أحد أعضاء حزب الكرامة قال فيها" كنا نظن ان الاخوان هم المقصودون بما يفعله النظام لكننا توصلنا الى أن كل من يستطيع أن يقول لا هو مستهدف."
واشارت التايمز الى أن التزوير الفاضح الذي شهدته الانتخابات فاق حتى توقعات "قيادات الحزب الحاكم نفسه" حتى انه لجأ الى التخفيف من وطأة التزوير في الجولة الاولى الذي أعطاهم 96% من المقاعد بتزوير الجولة الثانية لصالح بعض أعضاء قوى المعارضة.
وركزت المجلة أيضا على تصريحات الجندي التي رأى فيها "ضرورة نزول الاحزاب للشارع وترك المكاتب" من أجل أن "يسببوا صدمة للشعب تدفعه للتحرك خلفهم وان هذا هو التحدي الحقيقي القادم".
ولكن المجلة ذهبت في الاخير الى أن تاريخ المعارضة المصرية العامر بالانشقاقات والخلافات الداخلية في صفوف كل تلك القوى و الاحزاب يجعل من المحافظة على الوحدة بين صفوف المعارضة "تحديا صعب التحقيق."
