بعضهم يجهل أسماء عواصم الدول.. دبلوماسيون يحملون التعليم مسئولية تدهور مستوى المتقدمين لمسابقة الخار
انتقد سفراء ودبلوماسيون، التدهور الشديد في المستوى الثقافي لخريجي الجامعات المصرية، وهو الأمر الذي عكسه نتيجة مسابقة وزارة الخارجية، التي لم ينجح فيها سوى ثلاثة متقدمين من أصل 417 خريجًا.
ولفتوا في انتقاداتهم خاصة إلى عدم تمتع المتقدمين بالثقافة السياسية والاقتصادية وتدني مستوى لغتهم الأجنبية اللازمة لأي دبلوماسي، وهو ما عزوه إلى ضعف الأسس التعليمية في مصر، التي قالوا إنها لا تصلح لتأهيل دبلوماسي بالشكل المطلوب، حتى بين خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وكان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية قد أعلن في إحدى الندوات أخيرًا أنه من أصل 417 متقدمًا لمسابقة الخارجية لم ينجح سوى ثلاثة متقدمين، وهو ما دفع الوزارة لاستخدام الرأفة مع عشرة منهم للحصول على العدد المطلوب وهو 13 خريجًا.
وانتقد السفير أحمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية السابق، المستوى العلمي الثقافي لخريجي الجامعات المصرية، الذين قال إن مستواهم قد تدنى بشكل كبير، ونصفهم على الأقل أميون، خاصة فيما يتعلق بإتقان اللغات الأجنبية المطلوب توافرها في الدبلوماسي.
وأوضح أن الكثير من المتقدمين لاختبارات الخارجية يخطئون في الإجابة عن الأسئلة الخاصة بعواصم الدول مثلاً، مضيفًا أن هذه النتائج لا تعكس صعوبة الامتحانات ومسابقات وزارة الخارجية.
وأكد أبو الخير أهمية إتقان الراغبين للالتحاق بالعمل بوزارة الخارجية للغات الأجنبية، والثقافة العامة، والإلمام بالمعلومات السياسية الكافية عما يحدث على الساحة السياسية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ذلك أنه من المفترض أن الدبلوماسي يعكس صورة مصر بالخارج ويمثلها .
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أنه عندما عمل سفيرًا بالأمم المتحدة خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي كان الدبلوماسيون الغربيون يمتدحون الدبلوماسية المصرية، ويثنون على المستوى المهني والسياسي الذي يتمتع به العاملون بها في ضوء كفاءتهم وتحركاتهم النشطة.
من جهته، رأى السفير رضا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية أن تصريحات وزير الخارجية تعكس تدني المستوى العام للثقافة السياسية والاقتصادية لخريجي الجامعات الذين يتقدمون لشغل وظائف بالخارجية.
وقال إن هذا الأمر ناتج بالأساس عن أسلوب التعليم التلقيني للطلاب، الذي يعتمد في الأساس على الحفظ وعدم إهمال العقل أو النقد وملكات الإبداع لدى الطلاب.
وأوضح أنه كان يدرس ثلاث كتب في القانون الدولي في وقت واحد أثناء دراسته الجامعية، أما الآن فتكتفي الجامعات بتدريس كتاب واحد، يكون هو المرجعية الوحيدة للطلاب، فضلاً عن عدم رغبة الطلبة في التزود بالثقافة عبر الإطلاع على الأحداث الخارجية والقضايا السياسية والاقتصادية المختلفة.
ولفت مساعد وزير الخارجية السابق إلى أنه عندما تقدم لمسابقة الخارجية في عام 1966 كان هناك نحو 450 متسابقًا، وقد استطاع 75 متقدمًا اجتياز الاختبارات التحريرية والشفهية والمقابلات وهو ما يؤشر على ارتفاع المستوى العلمي والسياسي في ذلك الوقت، رغم أنه لم يكن متاحًا في هذا الوقت للمتقدم دخول الامتحان أكثر من مرتين بخلاف الوقت
الراهن الذي يسمح التقدم للامتحانات خلال ستة سنوات أي من عمر 21 عامًا وحتى 27 عامًا.
فيما رأى السفير أمين يسري الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي أن هذه النتيجة لا ترجع إلى صعوبة الامتحانات كما يشاع، بل تعكس التدهور الذي أصاب التعليم المصري وخارجية التعليم الجامعي، بما في ذلك خريجي وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، التي تعتبر من كليات القمة، التي يتقدم أغلب خريجيها لمسابقات وزارة الخارجية لشغل الوظائف الدبلوماسية.
وأشار خاصة إلى تدهور مستوى الطلاب في إتقان اللغات الأجنبية اللازمة لأي دبلوماسي، بسبب تدهور تعليم اللغات حتى في المدارس الخاصة التي تتقاضي مبالغ طائلة من أولياء الأمور نظير تعلم أبنائهم.
اجمالي القراءات
3788