الإثنين ٠١ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
1 ـ ( الظهار ) أن يقول الزوج لزوجته (أنت علىّ حرام كظهر أمى ) أو بأى عبارة يجعل فيها زوجته حراما عليه مثل حرمة أمه أو أخته أو باقى المحرمات عليه فى الزواج . ومثل ذلك أن يقسم على أن تكون زوجته حراما عليه مطلقا ـأو إن فعلت كذا تكون حراما عليه ، أى يعلق تحريمها عليه لو فعلت كذا . هذا هو ما يعرف بالظهار .
حين يقع الظهار يكون الأمر بين إثنين : أن يراجع نفسه أو لا ..
2 ـ إن تراجع فعليه الكفارة حتى يتحلل من قسم الظهار . بتقديم كفّارة ، وهى عتق رقبة ( ولم يعد ذلك موجودا ) لذا فالخيار الأول الآن هو صيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا . وعليه أن يفعل ذلك ( أحد الكفارتين ) قبل أن يقترب من زوجته . والتفصيل جاء فى قوله جل وعلا : ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( المجادلة 1 : 4 )
وواضح فى الآيات الكريمة تنديد رب العزة بالوقوع فى الظهار وكلمة الظهار : (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا )، وعن تغليظ العقوبة عليه قال رب العزة جل وعلا : ( ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ). هذا كله لو أقسم بالظهار أو أعلنه لزوجته ثم عاد ورجع .
3 ـ أما لو قالها ورجع فالتفصيل القرآنى يقول : ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) هنا الآية الكريمة تتكلم عن العلاقة الحميمة الجنسية بين الزوجين . ولهذه العلاقة خصوصيتها فلا يصح أن تكون مجالا للخلافات الزوجية بحيث تتهدد بترمومتر المشاحنات الزوجية المعتادة ، ولا يصح أيضا أن نجعل القسم باسم الله جل وعلا مضغة فى أفواهنا بأن نقسم باسم الله فى كل شىء ، يقول جل وعلا :( وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) والله جل وعلا يجعل الأمر فى نية الفرد حين القسم ، هل يقسم لغوا وبدون نية حقيقية أم يقسم جادا وعازما (لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) فى حالة الجد يكون من أقسم مؤاخذا أمام الله جل وعلا بما عاهد عليه نفسه . ومن الطبيعى أن تكون العلاقة الزوجية وما يختص بها ضمن الموضوعات الخطيرة والهامة التى لا يقترب منها الفرد بالقسم إلا إذا كان جادا . وعليه فلو أقسم ألا يقترب جنسيا من إمرأته بأى صيغة ـ ومنها صيغة الظهار ـ فعليه الكفارة لو أراد الرجوع ، فإن لم يرجع يتم تطبيق تشريع الايلاء عليه ، وهو قوله جل وعلا : ( لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( البقرة 223 : 227 ). أى عليه الانتظار أربعة أشهر يراجع فيها نفسه ويرجع فيها الى فراش الزوجية ، فإن مرّت الأشهر الأربع وانتهت فترة الايلاء تدخل العلاقة الزوجية غرفة الانعاش أو اجراءات الطلاق إذ لا يصح أن يحتفظ بزوجته مثل بيت الوقف مهملا اياها ومنكرا عليها حقوقها فى الفراش والاهتمام .
وقد قلنا فى مبحث الطلاق انه ليس مرحلة قطع العلاقة الزوجية بل هو فرصة أخيرة لانقاذها ، وإلاّ فبعده يأتى الانفصال وإطلاق السراح أو تجدد العلاقة الزوجية .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5217 |
اجمالي القراءات | : | 61,204,224 |
تعليقات له | : | 5,495 |
تعليقات عليه | : | 14,893 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الورد والرفد : جاء فى سورة ( هود ) كلمة الورد وكلمة الرفد فى...
الله أكبر: اعتدن ا عند الصلا ة أن نكبر قائلي ن الله...
الصحابة..الصحابة ..: مرحبا اهل القرا ن رايي بالنس بة للخوض في...
الخلط فى المصطلحات: إن التشر يع بالزو اج بين المسل مين ...
زبيبة السجود : لو سمحت سؤال شخصى عن حضرتك . فى الفيد يوهات ...
لبيتزا البيتزا: فى عملى فى نيويو رك اعتدت على طلب الوجب ات ...
يا حسرة على الاسكيمو: اين موقف الاسل ام من سته مليار ات لا يدينو ن ...
حلال العمل فيها: هل العمل في البنو ك حرام ام حلال...
الزنا والشرك: سؤال عن معنى هذه الايه (ٱل زَّان ِی لَا...
نزول المسيح: كانن ي قرات لك شئيا عن نزول عيسى ، فهل لك راي...
القبر المزور للنبى : ذكرت في احد الفتا وى بأن قبر الرسو ل ...
المصحف فى الصلاة: قلت: «لا تجوز القرا ءة في المصح ف حين...
يقنت ، قانت ، قانتون: السيد الفاض ل احمد صبحي منصور المحت رم ...
هل طلق النبى زوجة له: هل طلق النبى زوجة من ازواج ه ؟ ...
ملتحد / ملجأ: ما معنى ملتحد ا في الاية 27 من سورة الكهف ؟ ...
moreف 3 : ثورات الخوارج فى خلافة معاوية ( 41 : 60 )
ف 2 : الخوارج يقتلون عليا ويفشلون فى قتل معاوية وعمرو بن العاص
ف 1 : بداية الخوارج وصراعهم مع (على )
دعوة للتبرع