سؤالان

الجمعة ٠٢ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول عن : التوسل بالنبى عند النسيان : ( والدى كان راجل متدين ومات ، الله يرحمه . أتذكر انه كان لما ينسى وعيز يفتكر يقول : اللهم صلى على سيدنا النبى صاحب الريحة الزكية . هل هذا يتفق مع الاسلام ؟ ) السؤال الثانى عن : أعيش فى عذاب مقيم : ( أنا كنت موجه فى التعليم الثانوى ، وخرجت معاش من عشر سنين . معاشى لم يكن يكفى فى أول سنة . فكنت أضطر للنزول للعمل متخفى متنكر من الخجل ، حتى لا يتعرف على الناس . عملت كاتب فى مخبز فى منطقة بعيدة عن حارتنا . وكانت معى صحتى . هاجمتنى الأمراض فقعدت فى البيت ، واصبح المعاش هو الدخل الوحيد ، ولم يعد يكفى لا العلاج ولا الايجار ولا المصاريف ، وبقيت فى ضنك حتى بقيت أحمد ربنا إن مراتى ماتت من زمان عشان وفرت على فلوس الأكل واللبس والعلاج . ولادى كبروا وهاجروا واخدتهم الهجرة وبلادهم ونسيونى ، وأنا كمان نسيت اشكالهم . ربنا يسامحهم . تعرف يا دكتور ان المريح لى هو تمنى الموت . الموت بقى راحة . الناس الطيبة المحترمة راحت ، والناس دلوقتى غاية فى السوء . بقيت بدون دواء وبدون علاج ، دوايا الصبر . واللى خلانى أكتب لك انى قرأت لك عن الصبر الايجابى للرسول عليه الصلاو والسلام . أتمنى يكون صبرى إيجابيا ، ولكن لا استطيع . فقط أتمنى . أنا فى إختبار صعب ، ويمكن كلمة من حضرتك تريحنى .
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ هذه إحدى مظاهر تقديس الاله الذى صنعه المحمديون وأسموه ( محمدا ) ، وهم يستغيثون به على حد ما قاله عبد الوهاب فى أغنيته ( أغثنا أدركنا يا رسول الله ) . يذهبون للحج وفى قلوبهم الحج الى القبر الرجسى فى معبده فى المدينة التى وصفوها ب ( المنورة ) ، يعنى هى منيرة بهذا الرجس المعنوى ، حتى مع أو بدون الكهرباء . ومن تقديسهم إستغاثتهم به عند النسيان كما إعتاد والدك الراحل .

2 ـ من القرآن الكريم نعرف أن النبى محمدا عليه السلام كان ينسى . قال له ربه جل وعلا :

2 / 1 : ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى (6)   الأعلى )

2 / 2 : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) (24) الكهف ).

3 ـ بمناسبة النسيان : فهو صفة للكافرين الذين هم عن القرآن واليوم الآخر غافلون معرضون  ناسون . ينطبق عليهم قوله جل وعلا :

3 / 1 : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)   طه ).

3 / 2 : ( وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14) السجدة )

 إجابة السؤال الثانى

1 ـ أقول لك عن تجربتى : عشت أصعب أوقاتى وأنا فى مصر على حافة الجوع مع أطفالى وخصومى ـ الذين لا يرقبون فى مؤمن إلّا ولا ذمة ـ  يطاردوننى بالاشاعات عن الملايين التى تأتينى ، ويطاردوننى فى رزقى،  ومعهم ( أمن الدولة ) يترصدنى ويتابعنى بالاستدعاءات ، والتهديد المستمر بالسجن ، وقد جربته مرتين من قبل . لم أكن أخشى الاغتيال ، وهم يمهدون له بما يسمى بالاغتيال المعنوى باتهاماتى بالكفر ، وكنت أعيش فى المطرية المليئة بالارهابيين . التفكير فى الموت كان راحة لى . وكنت ــ  ولا زلت  ــ أتمنى الموت المفاجىء .

2 ـ  أنت مثلى الآن ، فى وقت مناسب للموت ، يعنى إن نهاية معاناتك قريبة . ومعاناتك قد تكون طريقا للتكفير عن ذنوبك ، و مع الصبر وذكر الله جل وعلا وتقواه  ستنال ثواب معاناتك برحمة الله جل وعلا . أنت بصبرك على البلاء سيكون معك ربك ، وهو جل وعلا مع الصابرين . وعليك أن تدعو ربك جل وعلا أن يجزيك يوم القيامة نعمة بدون حد أقصى ، أى بدون حساب . وأن تكون فى الجنة تدخل عليكم الملائكة تسلم عليكم بما صبرتم .

3 ـ ليس بينك وبين هذا إلا ما تبقى لك فى حياتك الدنيا من زمن ، وهو قليل فأنت فى السبعين ، يعنى لو جاء وقت موتك بعد بضعة شهور أو بضعة سنين فستدخل نفسك فى برزخ ليس فيه إحساس بالزمن ، وعند البعث ستشعر ـ مثل الجميع ـ أنه مرّ عليك فى البرزخ يوم أو بعض يوم . أى إذا توفّاك الله جل وعلا متقيا فبينك وبين الجنة بضعة أشهر ويوم أو بعض يوم ،هذا يعنى أن جزاءك بالخلود فى الجنة قريب ، ويستوجب أن تبذل ما تبقى من حياتك صابرا متقيا محتسبا ذاكرا ربك جل وعلا شاكرا على الابتلاء . هذا من ناحية يخفف معاناتك فى هذا الزمن الأغبر ، ثم يعوّضك عنه بالجنة .  



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2415
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٠٣ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94420]

إقتراح أتمنى تطبيقه وتنفيذه فورا ...وهو :::


 


زيادة معاشات الذين خرجوا على المعاش قبل 2018 بنسبة 100% ، ومن بعد 2018 بنسبة 60% على الأقل . وينطبق هذا على أصحاب معاشات الضمان الإجتماعى والسادات وكرامة وووووو ....... فمنتهى الخسة والندالة أن تترك الدولة أصحاب المعاشات الذين فقدوا عُمرهم وصحتهم وأصبحوا مُثقلين بألأمراض ومُعاناة الحياة يتضورون جوعا وفقرا ولا يستطيعون الحصول حتى على العلاج والدواء .... هؤلاء الناس يجب حمايتهم ماليا وإجتماعيا وصحيا ........ هل تعلمون ان أصحاب المعاشات توفر لهم الدولة علاجهم مهما كان ثمنه مجانا ، ومن المُممكن أن يصلهم إلى منازلهم مُقسما وموزعا فى جرعات يومية  داخل عبوات مُخصصة لهذا . بمعنى تجهيزه فى الصيدلية حسب الأيام ،وفى كُل عبوىة أو قسم من العلبة كل الأدوية التى سيأخذها فى يومه ،وما عليه سوى أن يفتح القسم من العلبة ويُخرج مجموعة الأدوية ويتناولها كُلها ، وهذا خوفا عليه من النسيان أو تكرار جرعات من الدواء فى نفس اليوم الواحد ....اتحدث فى هذاعن كندا .. كونوا رُحماء بالناس يرحمكم الله فثروات بلادنا تكفى لأن يعيشوا بكرامة وسعادة ولا يتمنون الموت بسبب حُزنهم وتعاستهم وبؤسهم ويأسهم من الحياة .


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٠٣ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94422]

شكرا د عثمان ، أكرمك الله جل وعلا ، واقول


1 ـ نحن ننتمى الى المستضعفين فى الأرض ، وهذه الشريحة من أصحاب المعاشات من بينهم. 

2 ـ حين أخرجونى من الأزهر كان لى معاش عن خدمة 15 سنة. لم يكن المعاش وقتها يكفى إفطارا لمدة شهر . بعد هجرتى لأمريكا كتبت توكيلا رسميا موثقا من القنصلية المصرية لمن يصرفه عنى . وسرى هذا قليلا ، ثم بوصول السيسى للحكم منعوا صرف المعاش بهذا التوكيل ، فذهبت للقنصلية لتجديد التوكيل ، فرفضوا لأن السيسى منع القنصليات من التعامل مع المعارضين بالخارج .  

3 ـ الحمد لله جل وعلا أننى تخلصت من مصريتى التى كانت عارا فوق جبهتى ، واصبحت مواطنا أمريكيا ، يعطوننى معاشا بعد بلوغى السبعين . غيرى يمنعون تجديد جواز سفره إذا كان من المعارضة ، ويسعون الى ترحيله من المهجر الى سجونهم . 

4 ـ اللهم انتقم من هذا الفرعون القمىء واجعله عبرة لمن يخشى. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5126
اجمالي القراءات : 57,141,992
تعليقات له : 5,453
تعليقات عليه : 14,830
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


التدرج فى الدعوة: الموا طن المصر ى البسي ط يحب التدي ن و لا...

سؤالان : قال جل وعلا من صفات عباد الرحم ن : (...

لست عليهم بمسيطر: تحيات ى للوال د الدكت ور احمد صبحى منصور...

خمسة أسئلة : السؤ ال الأول : جدى جاوز الثما نين سنة ،...

ثلاثة أسئلة: سؤالا ن : ما معنى ( سواع ويغوث ويعوق ونسر ) فى...

أهل الذكر : احبك و احترم ك جدا و متابع كل مقالا تك و...

نصائح لابنى الحبيب: السلا م عليكم ابي الغال ي الدكت ور احمد...

العيدان : سيدي لقد قرأت لكم فتوى عن الأعي اد بأنها من...

معاقبة البشر: هل من المعق ول أن يكلف الله بشرا بمعاق بة بشر...

رأس الحسين: نريد بحثا عن مسجد الحسي ن المقا م على رأس...

عبد الله المذعور: لفت إنتبا هي إسم هذا الموق ع الذي يحمل...

لحظات قرآنية: تكلم في حلقات ك المصو رة الخرا فات ...

صيام وصوم: اريد ان اعرف ,,هل يوجد فرق بين الصيا م والصو م ...

طرف تطرف شطط غلو: من الكلم ات الشائ عة فى ثقافت نا كلمة...

الجوارى: الجوا رى فى الآية 32 من سورة الشور ى تعنى...

more