سامر إسلامبولي Ýí 2007-01-15
إن السارق إنسان ينتمي إلى المجتمع ، وبالتالي فالمجتمع مسؤول عنه . وإذا أراد المجتمع أن يردع أحد أفراده عن سلوك شائن ، يختار الأسلوب الرادع الزاجر المترافق مع العلاج النفسي لهذا الإنسان ، وما ينبغي أن يترتب على العقوبة التي مورست على الإنسان المريض عاهة تجعله عالة على المجتمع ، فيخلق المجتمع لنفسه مشكلة هو في غنى عنها ، لأن من واجب المجتمع أن يعتني بأفراده ، فكيف إذا كان الفرد الذي أصيب بعاهة نتيجة العقوبة ، متزوجاً وعنده أطفال وصار عاجزاً وكلّاً على المجتمع ، ولا يستطيع أن ينفق على أسرته أو يدير شؤونها !!.
فيكون المجتمع قد عالج مشكلة فردية بجلب مشكلة اجتماعية أكبر من الأولى ، وفجع الأسرة بمعيلها وجعلها أسرة مريضة وعالة على المجتمع سوف تكلفه الكثير من المسؤولية والمصروف ، وإذا أهملها المجتمع يكون قد حول المشكلة الفردية إلى مشكلة أسروية مع احتمال أن يصاب أفراد الأسرة بالمرض النفسي الذي يدفعها إلى الجناية فيما بعد ، فضلاً عن ظهور أفراد في المجتمع مبتورة الأيدي ، تكون وصمة عار على جبين هذا المجتمع !! فهل يعقل أن يأتي الشارع الحكيم بمثل هذه العقوبات البعيدة عن الرحمة والنظرة الإنسانية والاجتماعية ؟!.
قال تعالى : [ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم ] المائدة 38
فالنص ظاهر في أن دلالة كلمة ( قطع ) هي الجزاء والنكال من الله ، وليست هي ثواب ومكافأة ، ولكن لا ينفي ذلك وجود العلاج النفسي المترافق مع العقوبة . والسؤال المعروض هو ماذا تعني كلمة ( قطع ) ؟
قطع : كلمة تدل على قطع أو وقف شديد مع دفع وسط منته بعمق .
انظر إلى تلك الآيات :
1- [ أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ] العنكبوت 29
2- [ ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ... ] البقرة 27
3- [ ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ... ] التوبة 121
4- [ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ] محمد 22
5- [ ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ] النمل 32
فكلمة ( قطع ) تدل على توقف الأمر ودفعه بصورة وسط نحو جهة معينة منتهية بعمق . ومن هذا الوجه أتى الاستخدام لكلمة ( قطع ) بمعنى المنع والانتهاء والإبرام نحو قولنا : نص قطعي الدلالة . أي لا يحتمل إلاَّ وجهة واحدة من المعنى ، فهو منتهي ومبرم عليها .
لذلك أتى وصف النساء اللاتي رأين يوسف بكلمة ( قطعن ) في قوله تعالى :
[ وقطّعن أيديهن ] بمعنى أنهن قمن باعتراض أيديهن بالسكين إلى درجة عميقة حيث أصابتهن بحرح ولم يبترن أيديهن
ولو كان المقصد من كلمة ( قطع ) فصل اليد بصورة كلية عن الساعد لاستخدم الشارع كلمة ( بتر ) التي تدل على جمع متوقف خفيف منته بتكرار تلك العملية .
قال تعالى [ إن شانئك هو الأبتر ] الكوثر
أو أتى استخدام كلمة ( بتك ) التي تدل على جمع متوقف بدفع خفيف منته بقطع أو ضغط خفيف .
قال تعالى : [ ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ] النساء 119
إذاً كلمة ( قطع ) لا تدل على عملية ( البتر ) لليد ، وإنما تدل على عملية المنع والتعطيل والتوقيف لفاعليتها ، والعقوبة موجهة إلى نفس الإنسان لا إلى يده الجارحة !! فتكون عقوبة هذا الإنسان بإيجاد صورة رادعة زاجرة مؤلمة نفسياً نحو السجن لمدة معينة ، أو اختراع جهاز الكتروني يوضع على اليد فيكف حركتها ونشاطها لمدة من الزمن ، أو توضع اليد بقالب من حديد يتم توقيف فاعليتها لفترة من الزمن ، أو ما شابه ذلك مما يراه المجتمع عقوبة زاجرة ورادعة ومؤلمة نفسياً لهذا الإنسان ، حيث يترتب على العقوبة قطع يد السارق من وجهين : الأول توقيف ومنع فاعلية اليد وظيفياً ، الثاني : جعل السارق يتألم نفسياً من خلال شعوره بالخزي والعار أمام أسرته والمجتمع . والنتيجة أن هذا الإنسان هو ابن المجتمع يجب احتضانه والاعتناء به ، لا بتر أحد أطرافه !!
*********************************
السيد سامر
انا اتفق معك و مضمون بحثك يتفق مع سنة الله في رحمته و بعد
فالقطع هنا ليس معناه البتر و هذا واضح جدا لمن كان له سمع و بصر.
و أضيف معني و هو أنه إتخاذ كل التدابير الممكنه لقطع طريق السرقه و منعه و هذه التدابير تبدأ بتدابير سياسيه منها الكفاله الإجتماعيه كي تكفل من ليس لديه مال يكفي مأكله و مشربه , و تدابير علميه من البحوث اللازمه للتقليل من جريمة السرقه إلي التدابير الأمنيه مبتدأه بعملية تأمين لبضائع في المحلات ضد السرقه و تدريب العاملين علي التعرف علي السارق و متابعته أثناء تسوقه في المحلات و غيره ثم ننتهي بالعقاب القانوني من تغريم و حبس و تعليم(قطع)(كان هذا متبع في مصر أن يتم وشم السارق و المتهمين الذين قد سجنوا بخاتك علي ظهر أيديهم مما يسهل التعرف عليهم في المجتمع فيحذرهم. و لكن تم إلغاء هذا لما يتسبب في مشاكل أخري تعيق إصلاح هذا المتهم.
السلام عليكم
لو انها اليد الحسية لوردت يديهما بدل أيديهما
في حكم الحرابة قال الله تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ المائدة (33)
هنا القطع هو اليد و الرجل الحسية من خلاف
اذن فكيف لله يامرنا بقطع يد السارق و السارقة و لم يحدد لنا من اين
اخيرا اريد ان اعقب لي الاخ ان ستالين ليس مثلا يقتدى به و هو دكتاتور قتل الملايين لنقيس بقرارته حكم الله سبحانه و تعالى
بِسْم الله الرحمن الرحيم
ساتناول في تعليقي هذا أية قطع يد السارق بما فهمته من كتاب الله مستعينا بالله وحده..
أولاً علينا ان نعلم ان الله الرحيم الذي أرسل نبيه رحمة للعالمين لا يمكن ان يشرع حداً كبتر يد من سرق لياكل او ليسد رمقه فليس من الرحمة في شئ ان نعاقب احدا سرق مالًا من اجل اطفاله او طعاماً ليسد جوعهم ببتر يده وليس من العدل ان نعاقب بان نعامل من سرق مئة دينار كمن سرق مليون نفس العقوبة وهي قطع اليد فأين العدل في ذلك والآن دعونا ننظر الى الاية لنقترب من فهمها .. يقول تعالي والسارق والسارقة هذا يعني أنهما اتخذا من السرقة وسيلة للرزق بدليل استعمال اسم الفاعل اي أشخاص تعودوا على السرقة وليس اول مرة للسرقة بدليل لو كانت اول مرة لقال الحق سبحانه وتعالي ومن يسرق .. القطع في السورة لا يعني البتر كما وصف صاحب المقال ولا أزيد عليه ونأتي الان الى كلمة أيديهما وكما يعلم اي خبير باللغة العربية فان كلمة أيديهما لا تعني يداهما ولو كان المعنى هو هو البتر لوجب بتر أيديهما الأربعة وليس يداهما ثم وهو الأهم يقول المولى سبحانه وتعالى نكالاً وقد فسرها اهل الدين السنى عذاباً وأهملوا المعنى السياقي الاخر وهو القيد حيث ان معنى النكال هو قيد الدابة ونستخلص من ذلك ان المعنى بالقطع هو السجن ونرى العدالة الإلهية تتوفر عندما نضع لكل مبلغ معين من السرقات فترة سجن تتلائم مع الجرم فمن يسرق مئة دينار يسجن شهرين مثلا ومن يسرق مليون يسجن مؤبد ويتحقق الزجر والردع من العقوبة ثم بعد ذلك يأتي التخفيف من الحكم لمن تاب منهم ،نفهم عندها معنى توبة السارق اذ لو قطعنا يده فلا معنى للتوبة بعد ان نكون قد بترنا يد شخص كان يعتاش من عمل يده كالنقش او الرسم او اي صنعة يدوية وما قصص البتر الا كمثل آلاف الاحاديث التي نسبت زوراً وبهتاناً الى رسول الرحمة ولا أقلها حديث المرأة المخزومية التي ادعوا انها سرقت فكيف لحرة من نساء قريش ان تمد يدها لتسرق وسط أناس رغم جاهليتهم عرف عنهم الكرم والله المستعان والله اعلم
في الرد على مقالة (لا نفرق بين احد من رسله )
تمحيص نظرية النظام القرءاني عند النيلي – تمهيد
دعوة للتبرع
سبحان مالك يوم الدين: حضرة الاست اذ الدكت ور احمد صبحي منصور...
القضاء و القدر: هل لك ان تكتب لنا عن عقيدة القضا ء والقد ر ...
ذوق الموت : فى القرآ ن ان كل نفس ذائقة الموت ، فماذا النهى...
خطب الجمعة : طال انتظا رنا لخطب الجمع ة نعلم بضيق وقتكم...
كيف توزع هذه التركة؟: رسالة جاءتن ا من قارئ يقول إن زوجته ماتت...
more
هل سمعت عن القصة التي تروي كيف فاز ستالين في الحرب العالمية الثانية...
أراد أن يضم الشباب العاملين في هيئة المواصلات العامة إلى الجيش وخاصة الذين يقومون بعملية الجباية ، وعندما قال له المستشارون: لا يمكنك إجبار المواطن على أن يدفع ثمن رسم التوصيلة فبذلك ستؤذي إلى إضرار كبير بهذا القطاع فقال ببساطة: من يضبط يعدم.... وبالفعل تم ضبط حوالي ثلاثة أو أربعة شبان واعدموا على مرأى ومسمع من كل مواطن في الإتحاد السوفيتي ..... وما هي النتيجة....
لقد ظل المواطن السوفيتي يحرص وحتى هذه اللحظة على دفع رسم المواصلات العامة أو الخاصة وكأن ذلك أصبح جزأ من تكوينه السيكولوجي ، واستطاع بذلك ستالين أن يكسب الحرب.
هل فهمت ما أرمي إليه.....
سؤال...
هل الله يثق في عقولنا التي خلقها ناقصة أصلا لكي يعطينا حكما مبهما وينتظر منا تفسيره بعد أكثر من1400 سنة بالصورة الصحيحة ، ألا ترى في ذلك إجحافا من الله بكل السارقين الذين قطعت أيديهم طوال تلك المدة....
إن كنت لا ترى ذلك فأنا أرى ذلك
سيدي الكريم ... عندما تكون هنالك آية (صريحة) فلا داعي للتشويه والتحريف.
سؤال هل لو كان المر في الآية صريحا ب(البتر) لكان عنوان مقالك (بتر يد السارق لا يعني قطعها)