آحمد صبحي منصور Ýí 2011-09-30
مقدمة
اللفظ القرآنى ( كتب ) ومشتقاته يلعب دورا أساسيا فى حياتنا . فالله جل وعلا (كتب ) علينا الفرائض من صلاة وصيام وزكاة وحج ،وكتب على (نفسه ) إلتزاما ، وأنزل لنا ( كتبا ) أو ( كتابا ) سماويا ، كما إنه جل وعلا ( كتب ) علينا الحتميات أو القضاء والقدر الذى لا مفرّ منه ، ثم إنه جل وعلا له ملائكة ( تكتب ) اقوالنا وأعمالنا. ولا يخلو الأمر من قيام البشر ب ( كتابة ) رسالة أو خطابا أو تحريف فى الكتاب السماوى . جاءت تفصيلات هذا كله فى القرآن الكريم. وهذا المبحث نتوقف مع معنى (كتب وكتاب ) فى النسق القرآنى. وفى المقال الأول نبحث ( كتب و كتاب ) بمعنى الالزام والفرض والشرع ، وتقسيماتها ، فقد إلتزم رب العزة بنصرة المؤمنين ومقابل ذلك فقد ألزم وفرض على المؤمنين فرائض والتزامات وشريعة ، لو قاموا بها استحقوا نصرة الله جل وعلا. ونعطى بعض التفصيلات :
أولا : (كتب ) بمعنى إلتزام لله تعالى بوعده :
يتكرر ويتأكّد فى القرآن الكريم حقيقة أن الله جل وعلا لا يخلف وعده ولا يخلف الميعاد، نقرأ مثلا : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) ( آل عمران 9، الرعد 31)(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )( الروم 6 )( أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّوَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )( يونس 55 )(وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ؟) ( التوبة 111 )(فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ)( ابراهيم 47 )(كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا) ( االفرقان 16 ).وهذا الالتزام الالهى بالوعد يعنى الفرض المكتوب الذى ألزم رب العزة جل وعلا به ذاته . ونتوقف مع نوعى الالتزام المكتوب المفروض باستعمال مصطلح ( كتب ، كتاب ) بمعنى الفرض والالتزام :
(كتب ) فى الرحمة : الله جل وعلا كتب على نفسه الرحمة ،اى ألزم بها ذاته.
1 : يقول جل وعلا فى حكم عام (قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَة)( الأنعام 12 )
2ـ وجاء تخصيص هذه الرحمة بمن يستحقها من المؤمنين ، قال جل وعلا لرسوله الكريم خاتم المرسلين :(وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَأَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).(الأنعام 54 .).أى إنه جل وعلا كتب على نفسه الرحمة أى إلتزم بها لمن يستحقها من المؤمنين.
3ـ وأعلنها من قبل فى خطابه لموسى عليه السلام : دعا موسى ربه جل وعلا قائلا :(وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ ) وردّ عليه رب العزة : (قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف 156 ).أى إن عذابه يصيب به من يشاء من البشر الضلالة فيشاء الله جل وعلا له العذاب ، أمّا رحمته التى وسعت كل شىء فسيكتبها للمتقين المؤمنين ، والكلام هنا عن المستقبل فى اليوم الآخر حيث تحلّ رحمة الله جل وعلا بالمؤمنين فتنجيهم من عذاب النار. والمقصود هنا من يتبع القرآن الكريم :( قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ( الأعراف: ـ 157 )، لذا يقول رب العزة للمؤمنين بعد معركة بدر:(لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(الأنفال 68).أى لولا وعده والتزامه جل وعلا وما كتبه على نفسه لأخذهم بالعذاب عقابا لهم على أخذ الفداء المالى من أسرى بدر، وكان مفترضا المنّ عليهم باطلاق سراحهم.
(كتب ) فى الالتزام بنصرة المؤمنين وإنقاذهم وهزيمة الكافرين المعتدين:
1ـ كتب الله جل وعلا والتزم بنصرة المؤمنين المسالمين المتمسكين بالحق ضحايا الاضطهاد والاكراه فى الدين ، شأن مسيرة كل الأنبياء والرسل : (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِيإِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (المجادلة 21 .)
2 ـ هذا المعنى باستعمال ( كتب وكتاب ) يأتى أيضا بدون استعمال ( كتب وكتاب ) أى يأتى بتعبيرات أخرى تفيد الالتزام أيضا، كقوله جل وعلا يستعمل كلمة ( الحق ) ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ) ( يونس 103 )، أو يستعمل اسلوب التأكيد (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوافِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) ( غافر 51 ) ، أو يستعمل مصطلح السّنة الذى يعنى هنا المنهج اللازم المتبع بلا تغيير ولا تحوير : (وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً)( الاسراء 76 ـ )( اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)( فاطر 43 )(وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) ( الفتح 22 : 23 )
ثانيا: كتب بمعنى فرضية الشرع الالهى أو هو الشرع الالهى:
ويتنوع الفرض الشرعى هنا الى عدة أنواع يأتى فيها استعمال ( كتب ـ كتاب ) بمعنى الفرض الشرعى , ونعطى أمثلة :
1 ـ العبادات : فى الصلاة :(إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (النساء 103)، أى فرضا موقوتا. وفى الصوم :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَعَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(البقرة 183) ، أى مفروض عليكم الصيام كما كان مفرضا على من كان قبلكم .
2 ـ الحقوق :فى الوصية قبل الموت : (كُتِبَ عَلَيْكُمْإِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) ( البقرة 180 )، أى هو فرض عليكم الوصية عند الموت للأقارب والأرحام . وصلة الرحم :(وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِإِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )(الأنفال 75)،(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِمِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِمَسْطُورًا) ( الأحزاب 6). فى كتاب الله اى شرع الله .
3 ـ العقوبات فى القصاص :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُفِي الْقَتْلَى ) (البقرة 178) أى فرض عليكم القصاص.( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَأَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ).(المائدة 32 )أى فرضنا على بنى اسرائيل. (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَاأَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة 45 ).أى فرضنا عليهم فيها اى فى التوراة .
4 ـ القتال الدفاعى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُوَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ) ( البقرة 216 )،أى فرض عليكم القتال. (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْأَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ) ( النساء 66 )أى لو فرضنا عليهم .
5 ـ عدة النساء (وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ) ( البقرة 235 )،أجل الكتاب هنا أى فرضية العدة.
6 ـ المحرمات من النساء فى الزواج :(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ)(النساء 24 )،أى إن المحرمات المذكورات هو تشريع مفروض مكتوب .
إضافة : ( كتب ) بمعنى الكتابة العادية فى التجارة والمعاملات والمراسلات:
1 ـ كتابة الديون والمعملات التجارية :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ) ( وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُصَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ)(إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا)(وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌوَلاَ شَهِيدٌ) (البقرة 282 ). فى الآية الكريمة تكرر لفظ الكتابة ومشتقاتها بمعنى الكتابة العادية فى المعاملات التجارية والديون .
2 ـ كتابة عقد فى تحرير الرقيق الذى يشترى حريته:( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَمِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)(النور33 ).
3 ـ الكتاب بمعنى الرسالة المكتوبة بخط اليد :(اذْهَب بِّكِتَابِيهَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) (النمل 28 :29 )
4 ـ الكتاب العادى المعروف المألوف :( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ) (الأنبياء 104 ).
فالله جل وعلا (كتب ) علينا الفرائض من صلاة وصيام وزكاة وحج ،وكتب على (نفسه ) إلتزاما ، وأنزل لنا ( كتبا ) أو ( كتابا ) سماويا ، كما إنه جل وعلا ( كتب ) علينا الحتميات أو القضاء والقدر الذى لا مفرّ منه ، ثم إنه جل وعلا له ملائكة ( تكتب ) اقوالنا وأعمالنا. ولا يخلو الأمر من قيام البشر ب ( كتابة ) رسالة أو خطابا أو تحريف فى الكتاب السماوى . جاءت تفصيلات هذا كله فى القرآن الكريم. وهذا المبحث نتوقف مع معنى (كتب وكتاب ) فى النسق القرآنى. وفى المقال الأول نبحث ( كتب و كتاب ) بمعنى الالزام والفرض والشرع ، وتقسيماتها ، فقد إلتزم رب العزة بنصرة المؤمنين ومقابل ذلك فقد ألزم وفرض على المؤمنين فرائض والتزامات وشريعة ، لو قاموا بها استحقوا نصرة الله جل وعلا. ونعطى بعض التفصيلات :أولا : (كتب ) بمعنى إلتزام لله تعالى بوعده ،كتب بمعنى فرضية الشرع الالهى أو هو الشرع الالهى يتكرر ويتأكّد فى القرآن الكريم حقيقة أن الله جل وعلا لا يخلف وعده ولا يخلف الميعاد، نقرأ مثلا : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) ( آل عمران 9، الرعد 31)(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )( الروم 6 )( أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّوَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )( يونس 55 )(وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ؟) ( التوبة 111 )(فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ)( ابراهيم 47 )(كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا) ( االفرقان 16 ).وهذا الالتزام الالهى بالوعد يعنى الفرض المكتوب الذى ألزم رب العزة جل وعلا به ذاته . ونتوقف مع نوعى الالتزام المكتوب المفروض باستعمال مصطلح ( كتب ، كتاب ) بمعنى الفرض والالتزام :(كتب ) فى الرحمة : الله جل وعلا كتب على نفسه الرحمة ،اى ألزم بها ذاته. وكتب بمعنى فرضية الشرع الالهى أو هو الشرع الالهى ،و كتب ) بمعنى الكتابة العادية فى التجارة والمعاملات والمراسلات
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,872,789 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
وسائل المواصلات: وَتَح ْمِلُ أَثْق َالَك ُمْ إِلَى ٰ ...
الأخبار السياسية: لي عتاب واحد عليكم وهي بابا الاخب ار ...
أعمدة أهل القرآن: أولا جزاكم الله خيرا وأنا كنت عايزه أعرف لو ف...
المهر والتركة.: كان العرف في الارد ن قبل مءة عام مهر البنت...
عدة المطلقة : غاب عنها زوجها أربع سنوات ، وهو يعيش فى بلد...
more
كتابة عقد فى تحرير الرقيق الذى يشترى حريته:( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَمِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)(النور33 ).
السلام عليكم بحث رائع يا دكتور ، جزاك الله خيرا ، كتب وكتاب .. عند تحرير الرقيق أمر رب العزة المؤمنين بـــــــ " كاتبوهم " بشرط هو "إن علمتم فيهم خيرا " ولم يكتف رب العزة ــ الرحيم بعباده ــ بهذا فقط ، بل أمرهم كذلك بــ " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " السؤال هل يكون هذا الكتاب بإنهاء صك العبودية ،وكتابة كتاب أو شهادة بأنه حر أو بأنها حرة ؟ مع الأخذ في الاعتبار أن يحدث ذلك دون مقابل ، بل وإلزام المالك أو الكفيل بإعطائه أو إعطائها مال، وتذكيره بأن هذا المال مال الله في الأساس .. التنفيذ فيه صعوبة أيها الناس ،وهي تكمن في السيطرة على النفس التي تحب التملك و المال حبا جما ، لكنه الاختبار الذي يريده لنا رب العزة ! وهو الاختيار بين أمرين : إما تلبية أوامره سبحانه ونهي النفس عن الهوى ، إما اتباع الشهوات واختيار الدنيا بديلاعن الآخرة ، في طريق ذهاب دون عودة ، ودون عمل لهذه العودة . ولو نظرنا نظرة تأمل في كل دقائق حياتنا فسوف نراها بهذا الشكل فالإنسان في حالة اختبار واختيار دائمة والعبرة بالخواتيم