نجلاء محمد Ýí 2011-06-05
هيـــــــباشيـــــــا
إحدى فتيات مصر التي يحق لنا أن نفخر بها لأنها دفعت حياتها ثمنا لمبادئها وإيمانها بقيمها الدينينة والخلقية منذ أكثر من خمسة عشر قرنا من الزمان.
في خاطرة من خاطرات عقلي، التي دائما ما تأتيني كلما جلست مع نفسي وكثيراً ما أخلو بها أكثر من مرة في اليوم الواحد، وهذه الخاطرات التي كلما عاودت، سافرت بذاكرتي في ذلك المستودع الرهيب العجيب، مستودع "النفس" وما حوته من أسرار الماضي.
في إحدى تلك الخاطرات التي يختلي بها الانسان إلى أعماق ذاته، حتى تنصرف العين وكانها مغمضة عما حولها، والأذن وكأنها صُمّتْ لا تسمع الصوت، وجدت نفسي وجهاً لوجه مع تلك الفتاة، وكنت قد تعرفت عليها والتقيت بها على صفحات التاريخ، ولم أكد أبصر طيفها وشبحها في ثويها الأبيض كأنها القديسة في طهرها ونقائها، حتى تذكرتُ في وضوح ناصع، متى وأين التقيت بها، ووقفت معها طويلا؟
إنها "هيــــباشيـــــا" الاسكندرانـــــية، وقد نذرت حياتها ووهبتها للفلسفة، فهي في ذلك فريدة ومتميزة في تاريخ الفكر، فحفيظتي وذاكرتي الآن لا تسفعني بإسم آخر لإمراة ذكرها تاريخ الفلسفة على صفحاته.
لكن "هيباشيا" كانت فريدة في مصرعها على أيدي رجال قُساة فظاظ غلاظ القلوب يحملون على أعناقهم رؤوساً خاوية إلا من الهوس وأحلام الجنون.
كانت "هيباشيا" هي التي جاءتني بها خاطرة عقلي هذه المرة، رأيتها واقفة أمامي في رزانتها الرصينة، ففتحت عيني وأرهفتُ أذني وكأني سمعتها تقول: لقد دعوتيني فهأنذا.
قلتُ لا، لم ادعُكِ ولا توقعت قٌدُومٌكِ ولا وقوفكِ أمامي، فربما استدعاك ما كنت أفكر فيه.
_ قالت: وفيما كنتِ تُفكِرين؟
_ قلتُ في رجل الشارع، لكن دعينا الآن مما كنت أفكر فيه ولنا إليه عودة، أما الآن ... فقُصِّي عليَّ ما أصابكِ، إنني أعلم عنه شيئاً أضاع منه النسيان شيئاً وأبقى شيئاً.
_ قالت وكيف عرفْتِ مأساتي، وبيننا ستة عشر قرناً من الزمان، فأنا من أهل القرن الخامس الميلادي وأنتِ من بنات وسيدات القرن العشرين؟
_ قلتُ لها: قرأت عن مأساتك فيما كتبه وسطَّرِه عنِّكْ شيخ المؤرخين الإنجليز "إدوراد جيبون" ذلك المؤرخ الذي كان يكتب التاريخ بقلم الأديب وأسلوبه، يرسم الصور فتحيا ويحيا معها القارئ،فكان قلمه للأحداث هو نشور لها بعد قبور ودثور.
_قالت: كانت مأساتي ومعاناتي مروعة دامية، وأغرب وأعجب ما فيها أن جنايتي عند أولئك القساة الجفاة هى اشتغالي بالفلسفة وعلوم الرياضة. ولقد أوقعوا بي ما أوقعوا وساموني سوء العذاب والتنكيل باسم الدين.
_ قلت هيا يا فتاتي، حدثيني، فالأمس البعيد يبدو كاليوم، والانسان هو الانسان لا يغيره الزمان، حدثيني وأخبريني عما حــــــــــدث..
_ قالت: أراد بي ربي ألا ألهو مع اللاهيات من بنات عصري وجنسي فشغلتُ نفسي بالدراسة، ودفعني هوايَ وجذبني إلى أن تكون الفلسفة موضع حبي وإهتمامي، ولعلكِ تعلمين أن الفكر الفلسفي والفكر الرياضي قرينان متلازمان. لأنهما شبيهان في طريقة البدء ومنهج السير.
وذات يوم في ساعة الضحى، في هذه الأثناء كنت متنقلة في عربة أطوي وأقطع بها الطريق في مدينة الاسكندرية ، وأنعم بزرقة البحر ومن فوقي وفوقه زرقة السماء، والهواء منعش جميل ونسيم عليل.
إلا وقد دهمت عربتي التي استقلها جماعة اشتد بهم الهـــوس والجهل معا، فحسبوني خارجة عن الدين ومهرطقةً به، فلا هم يدركون حرفا مما أدرسه ، ولا هم يأخذون بكلمة مما يوصي به الدين.
جرّوني وانتزعوني من العربة انتزاعاً، وخلعوا عني الثياب عنوة وقسراً.
ودفعوا بجسدي العريان على الأرض، وشدوني إلى حبل وربطوني، ثم جروني جرّاً على حصى الأرض وحصباء الطريق.
حتى لقد تسلخ جسدي ونُهِشِ وكادت تظهر العظام مما كان يكسوها، فلما نقلوني وبلغوا بي حيث أرادوا وسولت لهم أنفسهم، وجدتُ رؤساءهم في انتظاري، وأقاموا من أنفسهم ما يشبه المحكمة الدينية لمحاكمتي!.
وعبثاً حاولت الكلام للدفاع عن نفسي، فالبدن منهوك القوى والطغاة لا يصغون، والحكم مقرر من ذي قبل وسلفاً ...
انقضّوا علىَّ بالسكين ذبحا، وأشعلوا ناراً، وأخذوا يكشطون ما بقي من لحم بمُدىً ومحارات مسنونة الأطراف، ويقذفون في النار بالأشلاء شلواً شلواً، وبقِطَِعِ اللحم قطعة قطعة، وكان بعضها يُلْقُونه في اللهب وهو لم يزل يرتعش ببقية من حياة.
_ قلت لها: يا لهول المأساة، هل لكِ أن توجزي فلسفتك وعقيدتك الإيمانية في عبارات قليلة وجمل قصيرة، لأوُازن بين الجريمة والعقاب؟
_ قالت: أتقولين "جريمة" عن فكر فاحص باحث دؤوب؟ لا ، لا ، إنه لا جريمة هناك، وما كانت عقيدتي وفلسفتي إلا ترجيعاً وصدى للفلسفة التي سادت الاسكنــــــــدرية منذ نحو قرنين من الزمان!
فلقد كانت الاسكنـــــدرية ـ ولابد أن تكوني على علم بذلك ـ نقطة التقاء الشرق والغرب في كل شئ، من تبادل السلع في دنيا التجارة، إلى تبادل المذاهب الفكرية في دنيا الفلسفة، وكانت الاسكندرية كذلك هى التي رفعت لواء الفكر، بعد أن وهنت دون حمله مدينة أثينا، وكان قد جائنا فيما جاءنا من اليونان فلسفة أفلاطون.
أخذنا فلسفلة اليونان ، لكننا طبعناها بطابع مصري أصيل، كشأن مصر دائماً في عصور قوتها، وماذا يكون الطابع المصري الأصيل إن لم يكن، التدين والتصوف؟ وبهذه الطريقة مزجنا الأفلاطونية اليوناينة، بنفحة مركزة من الدين والحس الصوفي، فنتج لنا بذلك ما يطلقون عليه "الأفلاطونية الحديثة" ، وكان الأوْلى أن تُدْعَى الأفلاطونية المصرية".
كان الفضل في إبداعها يرجع لذلك الأسيوطي "أفلوطين" الذي كان قد قَدِمَ إلى الاسكندرية من موطنه أسيوط في صعيد مصر جاء يطلب العلم وينشد الحكمة، وما أن إلا تابعة من أتباعه وتلاميذه.
_ قلتُ الحق أني لا أجد في تلك الرؤية الفكرية والعقيدة الايمانية ما يستحق العقاب.
_ قالت: أبداً، ليس فيها ما يعاب، فهى رؤية تؤكد وحدانية الله ودوام مشيئته، بالنسبة إلى مخلوقاته المتعددة المتغيرة الفانية، ثم هى تُقدم تفسيرا لخلق الله للعالم، إذ تشبه ذلك بالشمس يفيض عنها الضوء.
_ قلت لها : لا تحزني يا فتاتي، فالذين ـ واللائي ـ اغتالهم الجهل والتعصب كثيرون في التاريخ وتقفز إلى بؤرة شعوري للتو قصة ذلك التقي الورع "عبدالله بن حباب" الذي سبق وجودكِ في الحياة وجدوه بمائة عام أو يناهزها إذ فاجأته جماعة من الخوارج بمثل ما فاجأتكِ الجماعة المتهورة المتهوسة التي رويْتِ لي حكايتها.
قالت: ومن هم الخوارج، ومن هو عبدالله بن حباب؟
قلتُ: لقد انزل الله على العالمين بعد زمنكِ بأقل من قرنٍ دين الاسلام وكان محمد عليه السلام هو في ذلك هو نبي الله ورسوله، ومن بين أصحابه "عبدالله بن حباب" الذي بلغ من حبه للإسلام أن علق كتاب الله حول عنقه بخيط ليظل الكتاب على صدره.
أما جماعة الخوارج فهم جماعة اجتمعت فيهم المتناقضات وتأصلت، فبينما هم يوصلون في عبادتهم الليل بالنهار ويكثرون من السجود على الرمل والحصى، حتى لقد كانت جباههم تتقرح، وفي نفس الوقت كانوا قساة فظاظا غلاظ القلوب على من يخالفهم في الرأي!.
لا يترددون في قتل الآخر المخالف، والركيزة الأساسية عندهم في اختبار من يقع في طريقهم بالصدفة من المسلمين، هى أن يسألوه عن رأيه في أمير المؤمنين "علي بن أبي طالب" وهو الذي خرجوا على طاعته، عندما اعتقدوا أنه لم يلتزم كتاب في نزاع قام حول الخلافة.
الخوارج من وجدوه من المسلمين موالياً لعلي، قتلوه، فاسمعي ما جرى من حوار قصير بين نفر من هؤلاء الخوارج، وعبدالله بن حباب، وقد كان عبدالله هذا مع زوجته في داره، حين سمع صوتاً آتياً من الطريق، عرف منه أن رجالاً من الخوارج ، يجوبون الحي ليفتكوا بمن وجدوهم مخالفين لهم في الرأي.
خرج عبدالله بن حباب ومعه إمرأته، ليلوذا بالفرار حتى لا يصيبهما السوء ، لكنهما ما كادا يخرجان من دارهما، حتى أمسك بهما هؤلاء الرجال، ودار الحوار التالي:
_ الخوارج لابن حباب: إن هذا الذي في عنقك يأمرنا بقتلك.
_ ابن حباب: ما أحياه الله فأحيوه، وما أماته فأميتوه.
_ الخوارج: ما القول في علي بعد التحكيم؟
_ ابن حباب: إن علياً أعلم بالله، وأشد توقياً على دينه، وأبعد بصيرة.
_ الخوارج: إنك لست تتبع الهوى، على أسمائهم.
وبعد هذا الحوار القصير المقتضب دفعوه هو وزوجته إلى شاطئ نهر قريب، فأضجعوه، فذبحوه، ثم اتجهوا إلى إمرأته الحبلى، فبقروا بطنها.
وكانت تلك الفظاظة والفظاعة وقسوة القلب وغلظة الكبد، هى أيضاً بإسم الدين، كالذي حدث في مأساتك يا هيباشيا.
إن رسالات السماء يا فتاتي، إنما نزلت رحمة للعالمين، لكنه الانسان وما يكمن في صدره من غرائز الحيوان، هو الذي يضيق به الأفق فلا تقوى طبيعته على حمل الرسالة حتى وهو مؤمن بها فيما يظن.
الجماعة التي اغتالتْكِ يا هيباشيا على نحو ما فعَلَتْ، ربما جاءت لتتربص بكِ، بعد أن أدت شعائر الصلاة في الكنيسة، إذ تقول رواية التاريخ ، عن القديس كيرلس، راعي كنيسة الاسكندرية وقتئذٍ، كان هو مدير الاغتيال، صادراً في تدبيره ذاك عن إيمانه الديني كما صورته لهم روح التطرف، فالعلة _ إذن _ يا هيباشيا في التربية الدينية وعلى أي صورة ينبغي أن تكون.
يسأل القرآن الكريم عن الموءودة إذا سئلت، بأي ذنب قتلت؟ وعلى هذا الضوء الهادي، نسأل عن الذبائح البشرية في أنحاء العالم كله اليوم وفي مصرنا والعالم العربي على وجه الخصوص بأي ذنب ذبحت، وعن المعذبين والمعذبات في معتقلات مصر والعالم الثالث (العربي والاسلامي) وسجونه ، يلقون من التعذيب ما يشيب له الولدان، بأي ذنب عُذِّبوا، سيكون الجواب في هذا كله هو أنهم أصحاب رأي وعقيدة.
كانت هذه لمحة وومضة عن حياة فتاة مصرية عاشت منذ خمسة عشر قرنا في مصرنا المحروسة غُذبت وقتلت بسبب عقيدتها الدينية لكن قاتيلها وجلاديها ماتوا في ذاكرة الأمة وعاشت هيباشيا وخُلّدت في وجدان المصريين الأحرار.
المراجع من كتاب (في مفترق الطرق) للدكتور زكي نجيب محمود
استاذتنا الكريمة / نجلاء محمد سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته ... وبعد ... وافر التقدير والاحترام ... على هذا الجهد .. الكبير .. الذي أراه واضحاً في سلسة المقالات التاريخية والتي خصصتيها للمراة المصرية والفتاة المصرية عبر تاريخ مصر الطويل الذي لا نعرف عنه الا القليل من الكثير والكثير ..
وهذه الفتاة المصرية هيباشيا التي قدمت أنفس ما لديها وهو علمها ونفسها وعقلها وما كان يحمل من علم وعقيدة وفلسفة .. كما جاء بالمقال .. كانت ضحية للتطرف الديني المسيحي في ذلك الوقت ..
وكان المدبر لإغيتالها الراهب "كيرلس" راعي كنيسة الاسكندرية .. في ذلك الزمان البعيد أي ما يقرب من ألفي سنة ومائة عام او يزيد قليلا.
لكن اليوم رعاة الكنيسة المصرية أكثر فهما وعمقا في تفهم تغيير الانسان لعقيدته .. ولم يصبح عدهم نفس الغيظ والحنق عندما يغير مسيحي عقيديته مثل ماعند رجال الدين المسلمين عندما يغير انسان مسلم عقيديته .. ما هو السبب ..
هل لأنهم أقلية يعني 12 مليون أقلية مثلاً أم أن هناك شيئا آخر جعل رعاة الكنيسة المصرية اكثر تفهما وتحرراً؟
إن كان لديك رد ... ردي علينا والسلام عليكم ورحمة الله..
شكرا لك دكتور عثمان على مرورك الكريم على المقال وعلى تشجيعك .
وكما أشرت أن رجال الدين هم أس البلاء في زماننا هذا وما سبقه من أزمنة وما سجله التاريخ من قصص لا تعد ولا تحصى وتٌدمي لبعضها القلوب كالقصة التي بين أيدينا موضوع المقال تشهد لهم بذلك
سؤالك أستاذ فتحي محير ولكني سوف أحاول الإجابة عليه
ربما يكونوا أكثر تفهما أقصد رعاة الكنيسة المصرية لارتباطهم بالكنيسة العالمية ( الفاتيكان ) .
فبعد نهضة أوروبا وتسيد عصر الحرية وحقوق الإنسان ونشوء المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان كل هذه الأمور مجتمعه جعلتهم يغيرون نظرتهم المتعصبة لمن يترك المسيحية ويتحول عنها إلى دين أو عقيدة أخرى
وشكرا على مرورك ومداخلتك .
مقال ممتاز استاذة نجلاء ونشكرك كثيرا عليه وعلى سلسلة المقالات الرائعة عن المرأة ، فهذا المقال يكشف الغطاء عن قدرة المرأة العجيبة على تحمل الصعاب فى سبيل تحقيق هدفها ومشاركتها فى الحياة العلمية والثقافية والعملية ، المرأة فى إمكانها أن تواكب العصر وتجارى الاحداث وتدافع عن حقوقها وتسترد ما حاول ان يسلبه منها التدين السطحى الكاذب والخادع والذى حصر المرأة داخل زى غريب يغطيها من رأسها إلى قدمها وللأسف فهو قبل أن يغطى جسدها فقد قام بتغطية عقلها ومنعه من التفكير ولو للحظات لأستكشاف الحقيقة وهذا هو جل ما يطلبه من أراد لها الاختفاء وراء هذا الزى ، فلقد أراد لها أن تظل تابع له مسيرة وليست مخيرة تظل تخدمه وتلبى رغباته وتسجد له وتكاد تقدسه ، وفى النهاية فهى بالنسبة له ناقصة عقل ودين ، نتمنى ان تعود المرأة وتدافع عن نفسها وعن حقوقها وأولى خطوات تلك العودة هو التخلى عن هذا الزى الذى يشبه الليل الحالك الذى لا نهار له ، فنتمنى أن يعود النهار وتعود المرأة للتقدم العلمى والمعرفى والثقافى وتبرز دورها وجهدها فى بناء المجتمع .
أوجعت قلوبنا أخت نجلاد ، مما حدث ل هباشيا تلك الفتاة التي تنال الاحترام ممن يقرأ عنها أو يعرف قصتها ،
فالاستبداد الديني هو نفسه لا يتغير من عصر لعصر ، فالمستبدون هم الوحيدون الذين يمتلكون الحقيقة ،وهم ظل الآلهة في الأرض،. وما أشبه الليلة بالبارحة!!!!! ولكل عصر كهانه ،ولكل عصر ضحاياه من الفلاسفة والعلماء والمفكرين والشعراء، ، وباسم الحرية يتم الاغتيال والتصفية الجسدية ، والتشريد والنفى ورفع رايات الردة ، ودق طبول الكفر والإلحاد ، وعقد المحاكمات والأحكام بالقتل والتشريد والنفي ،فشبح الأخوان والسلفيين الآن يخيم على عقول الناس ، فقد أصبح أشجع االمثقفين خائفا ، لا يكاد يلم شتات نفسه ،عندما يسمع بقرب موعد الانتخابات ، لأنه يعرف جليا أنه لو قدر لمصر أن يصل الإسلامويون إلى سدة الحكم ، فقل على الدنيا السلام !! فشريعة المتطرفين شريعة خاصة بهم ،ليس لها علاقة بما يقوله القرآن !! يستخدمونها مع من أرادوا وقتما أرادوا !
الأستاذ المحترم / محمود مرسي شكرا على مرورك على المقال وإجابة على سؤالك الذي سألته وهو .
(لكنني بعد قراءة المقال لم أستطيع أن أحدد الفترة التاريخية التي عاشت بها هيباشيا أو على وجه التحدبد العام الذي تم فيه اغتيالها وقتلها على ايدي متطرفي الكنيسة بالاسكندرية في ذلك العصر )
ولدت سنة 370 ميلادية.. وقتلت عام 415 ميلادية عن عمر يناهز 45سنة، كانت أصغر أستاذة في جامعة الإسكندرية عند سن الثلاثين أى سنة 400 ميلادية. جاءت النهاية المأساوية لهذه الفيلسوفة الجميلة نتيجة للظروف التي دفعت المسيحيين الي مطاردة بقايا الوثنية، وتصفية الحساب مع الوثنيين الذين اضطهدوا المسيحيين، واذاقوهم العذاب في القرون السالفة،
الأخت الفاضلة نعمة علم الدين السلام عليكم ورحمة الله ، أشكر ك أختي على هذا الإطراء على سلسلة المقالات عن المرأة المصرية .
ونتمنى معك هذه الأمنيات التي ليست بعيدة المنال وهى كما قلتِ ( أن تعود المرأة وتدافع عن نفسها وعن حقوقها وأولى خطوات تلك العودة هو التخلى عن هذا الزى الذى يشبه الليل الحالك الذى لا نهار له ، فنتمنى أن يعود النهار وتعود المرأة للتقدم العلمى والمعرفى والثقافى وتبرز دورها وجهدها فى بناء المجتمع) .
فلو رجعت المرأة المصرية بذاكرتها إلي الفترة الزمنية التي كانت قبل أن يتغلب الفكر الوهابي على الفكر التنويري المتحضر الذي كان في مصر ، فسوف تعرف جيدا أنها بحاجة إلى تعليم هذا الفكر لكى تسترجع هذا التحضر وتستعيد مكانتها التي فقدتها جراء هذا الفكر البدوي الصحراوي المتخلف .
سلام عليك اختي الكريمة .
في البداية اتمنى لكِ الموفقية بما يرضي الله عز وجل .
اخت الكريمة ليس هناك موضوع شخصي بيننا انا وانتي فأنا لست سوى كلمات على صفحات الانترنت وانتي كذلك بالنسبة لي
ومرادنا هو ان نرضي الله عز وجل ان شاء الله .
من هنا أبدأ
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً }الكهف25
بسم الله الرحمن الرحيم
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف22
رغم أننا نعرف الفترة الزمنية المذكورة في قصة اصحاب الكهف لكن الناس اختلفوا على العدد وكل الاحتمالات كانت رجما بالغيب
لماذا لكون الغيب يختص به الله عز وجل فقط
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النمل65
فيا اختي العزيزة هذه التفاصيل تمثل جملة من رجم الغيب وأرجوا ان تتدبري موضوع الغيب من القرأن الكريم واتمنى ان اكون لك عونا بما يرضي الله سلام عليك
في البداية شكرا لك أستاذ يوسف على النصح والله أعلم بالنوايا ومكنون الصدور ولا يصح أخي أن نلغي علم التاريخ ونعتبره رجما بالغيب . فهذه وجهة نظرك ولك مطلق الحرية في اعتقاد ما تشاء . - مع أني مقتنعة بما أكتبه ومع هذا أشكرك على حرصك على النصح
. كما قلت أستاذ يوسف حسان أن كل منا يحاول أن يرضي الله حسب طريقته وحسب معتقده وقناعاته .
فكل منا له طريقته في توصيل مراده .وكنت أنتظر منك رأي في شخصية كهذه تستحق التقدير والاحترام لما لاقته من عذاب وقتل بسبب تمسكها بعقيدتها الدينية .
أم لكونها أنثى فهى من وجهة نظرك ليست جديرة بذلك ؟
شكرا لك أختي الكريمة عائشة حسين على مرورك الكريم على المقال . فالتاريخ أختي الفاضلة به الكثير من القصص التي توجع القلوب من كثرة الظلم والاضطهاد والتعذيب والقتل .
فالمستبد هو المستبد منذ أن خلق الله الإنسان وأوجده وحمله الأمانة وحملها .
تلك القصة الجميلة أراك أنت أستاذة نجلاء فيها
جزاك الله خير وسدد خطاك
شكرا أستاذ أسامة على هذا التشجيع ، وهذا شرف لى أن رأيتني في هذه القصة .
فشيء عظيم أن يدفع الإنسان منا حياته ثمناً لمبادئه وإيمانه بقييم دينيه نبيلة، فهذا ما أتمناه دائماً .
هيباشيا هذه الفتاة التي ضحت بحياتها ولم تعبأ بما كان من عفابات صارمة وقمع للحريات من قبل الكنيسة .
فما أحوجنا هذه الأيام بان تقتدي الفتيات المصريات بهذه الفتاة !
وما اشبه اليوم بالبارحة فما يحدث من قتل وتنكيل للأخوة الأقباط من قبل السلفية فكرني بما حدث من الكنيسة ورعاياها لهيباشيا وبما حدث لعبد الله بن المنذر وزوجته من الخوارج بما سيحدث للمسلمين المعتدلين على يد هذه الجماعات المتطرفة
فإن لم ننتبه لهذه الجماعات ومرشحيها فسوف تتحول مصر لإمارة سلفية يتم القتل والتنكيل فيها باسم الدين !
فالسلفية تقتل وتخرب باسم الدين والأدهى والأمر أنهم ربما كانوا من توهم في المسجد يؤدون الصلاة ، كما أن الجماعة التي اغتالت هيباشيا بعد أن أدت شعائر الصلاة في الكنيسة ،فما اشبه اليوم بالبارحة !!!! .
الاضطرابات النفسية لدى بعض المنتقبات
المنتقبات والتزوير وانتحال شخصيات
حكاية مواطن مصري بين الأزهر وأمن الدولة .. ج2
ماذا تفعل لو جاءك رسول الله عليه السلام في زيارة الأسبوع القادم .؟
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: من الاست اذ ( أبو أسامة ) جاءت هذه الأسئ لة : ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : كفر واحد قرآنى اسمح لى...
قبر الرسول: بعد وفاة الرسو ل الكري م محمد عليه السلا م ...
عن الملائكة: ارجوا تشرح دور الملا ئكه ولو بشكل مختصر . في...
أوثق مصادر التاريخ: نريد ان نعرف ماهى المصا در التار يخيه ...
more
قصة عظيمة ،وبأسلوب سلس وبسيط استاذة نجلاء .فمن الواضح ان من يسمون أنفسهم رجال الدين فى الماضى والحاضر هم اُس البلاء واساسه ،وبدايته ومنتهاه .وغالبا ما يُصب غضبهم وظلمهم وإستبدادهم على المُستضعفين فى الأرض من المخالفين لهم فى الدين والتدين ،وعلى النساء ،وبالتبعية النساء . فأحفاد أولئك الذين قتلوا (هيبا شيبة) فى التدين ،يسلبون المرأة حقوقها فى السعودية ،ويحاصرونها فى مصر ،ويقتلونها (لطلبها العلم ) فى باكستان وأفغانستان والصومال . والمُصيبة الكبرى أنهم يههدوننا بإبتعاث الماضى السحيق بظلماته ليحكموننا به مرة أخرى !!!! والأدهى والأمر أن هُناك من يُطبل ويزغرد لهم ويفرش طريقهم بالرمال والورود وهو مسكين لا يعلم انه سيكون أول قرابينهم على مذبح حثكمهم البئيس ...... حفظ الله مصر منهم ومن وصولهم للحكم .