الأطماع الاقتصادية فى الحروب الصليبية

آحمد صبحي منصور Ýí 2008-01-06


بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور
الموقع
http://www.ahl-alquran.com/arabic/main.php

الأطماع الاقتصادية فى الحروب الصليبية


ـ فى مؤتمر كليرمنت المشهور ( 27 نوفمبر 1095) الذى شهد الدعوة للحروب الصليبية بقيادة البابا أربان الثانى , أفلتت عبارة على لسان البابا تفضح الرغبة الحقيقية فى الغزوة الصليبية حين دعاهم إلى غزو بلادنا التى ( تفيض باللبن والعسل ). وكانت هذه العبارة كافية لإلهاب مشاعر الجَـوعى الفقراء وإثارة أطماع الفرسان والنبلاء .. فقد كانوا فى الظاهر يرفعون شعار الصليب , ولكنهم فى الواقع يدفعهم الجشع الرهيب ..



كانت أحوال أوربا فى القرن الحادى عشر الميلادى تدفعها إلى ضرورة العثور على حلول أقتصادية ترضى جميع الأطراف , ولأن العصور الوسطى كانت عصر التدين فإن المنتظر أن يجد أصحاب المشكلة حلا دينيا يرتضونه جميعا , لقد كانت المشكلة أقتصادية , وكان حلها داخل المجتمع الأوربى يعنى المزيد من الحروب و الانشقاقات , إذا كان هناك من يريد العدل , لذا أصبح الحل المتاح يكمن فى توجيه الفرقاء المتشاكسين نحو بلاد المسلمين , ففى ذلك تحقيق للاتحاد أمام العدو المشترك وتخليص لأوربا من عوامل النزاع وأصحاب القلاقل , ثم ـ وهذا هو الأهم ـ العلاج الناجح للمشكلة الاقتصادية ..
ـ أوربا فى ذلك الوقت كانت مجرد كيان جغرافى يغلب عليه الطابع الريفى الاقطاعى , يتصارع فيه على مستوى القمة الملوك وطبقة النبلاء والاقطاع والنفوذ البابوى , وعلى المستوى الاجتماعى يدور صراع آخر بين الطبقة التجارية البرجوازية الصاعدة والنظام الاقطاعى العتيد , ثم أغلبية جائعة من الفلاحين كانوا أرضية الصراع بين السادة ...
اهتم الملوك بتأكيد سلطانهم أمام النفوذ البابوى الذى يمثله بابا روما والذى يسيطر من خلال الكنائس على استثمارات مادية وعلى عقول الرعايا ، ويمارس سلطاته على أملاكه ورعاياه أمام ملوك أوربا ، والملوك يعرفون أن البابا يخلط بين منصبه الكهنوتى وأطماعه السياسية ويستخدم سلطته الروحية فى تأكيد سلطته السياسية , وفى نفس الوقت اهتم الملوك بتأكيد سلطتهم الداخلية أمام أمراء الاقطاع الذين توارثوا الحكم بأسماءالملوك ولكن تناسوا ذلك أحيانا بمرور الزمن وازدادت سطوتهم فى مناطقهم وزاد حرصهم عليها أمام أطماع سادتهم الملوك , و
الأطماع ليست سياسية فقط ، وإنما هى اقتصادية فى الأساس .. فالبابا يحرص على ايراداته الكنسية بقدر ما يحرص الاقطاعى على ثروته الاقطاعية , وبقدر ما يتمنى الملك أن يستأثر وحده بهذا وذاك دون شريك ...
ــ وكان من الممكن أن يظل الصراع دائرا بين البابا والملوك والأمراء الاقطاعيين فى داخل القارة الأوربية , وكان من الممكن أن تنشغل به أوربا عن بلادنا لولا أن حروب البيزنطيين مع السلاجقة المسلمين فى آسيا الصغرى أثارت انتباه الأوربيين خصوصا بعد أن استطاع السلطان ألب ارسلان هزيمة الإمبراطور البيزنطى رومانوس ديوجينيس وافناء جيشه وأسره فى موقعه ملاذكرد فى (رجب 463 هـ )أغسطس 1071 م ـ وتوسع بعدها السلاجقة فى آسيا الصغرى على حساب البيزنطيين , ومع أن البيزنطيين يخالفون أوربا فى المذهب إلا أن تلك الهزيمة المروعة أظهرت للبابا الكاثوليكى أن دوره قد حان ليتزعم المواجهة ضد المسلمين وليحل عن طريق ذلك كل مشاكله السياسية الاقتصادية مع الملوك , وفيما بين الملوك والأمراء والاقطاعيين ..
لقد اختلطت الدوافع الدينية بالسياسية بالاقتصادية فيما يخص الدعوة للحروب الصليبية , ولكن الواقع التاريخى الأوربى فى ذلك الوقت يقطع بأن الصليبين أتوا إلى بلادنا أساسا لأنها تفيض باللبن والعسل .. كانت الأطماع الاقتصادية هى المحرك الأساسى , وكان الدين مجرد شعار .. ولا يزال ..
ــ الفلاحون و الحرب الصليبية :
ـ كان الجياع الأوربيون هم وقود هذه الحرب الصليبية , وكانوا جندها وعمادها .. ولنلق نظرة على أحوالهم فى أوربا , تلك الأحوال التى جعلت خروجهم للحرب هى الحل الأمثل والمتاح ..
لم تكن درجة النمو الحضارى فى أوربا تسمح لها باستصلاح الأراضى بالقدر الذى يكفى النمو المطرد فى عدد السكان , فظلت الأراضى الزراعية محدودة بالقياس للبرارى والغابات والأراضى البور ، وكانت تلك البرارى موطنا للحيوانات المتوحشة وأساطير العفاريت التى تهدد أكواخ الفلاحين وعقولهم بعد يوم ملىء بالكدح الكثير والطعام القليل الحقير , وبسبب تأخر وسائل المواصلات ارتفعت تكلفة النقل للمحاصيل بين المناطق , فإذا تدهور المحصول فى منطقة عانى أهلها من المجاعة دون أن ينجدها أهل المنطقة القريبة هذا بالإضافة إلى ضعف السلطة المركزية واستقلال المقاطعات والاقطاعيات , وعدم اهتمام الأمراء المحليين بما يحدث للفلاحين ..
ـ ولم تكن المجاعات شيئا عارضا فى حياة الفلاحين بل كانت تتكرر كثيرا بسبب الفيضان , وقبيل الدعوة للحروب الصليبية سنة 1095م ـ شهد شمال أوربا مجاعة استمرت سنوات , وأحيانا كان يقترن الوباء بالمجاعة , أو يأتى الوباء منفردا فيحصد أغلبية الفقراء , وفى تلك المحن كان اللجوء للدين ضرورة حتمية ولم يكن الفلاحون يجدون أمامهم إلا قساوسة محدودى الثقافة ولكنهم كانوا شديدى التأثير , لذلك اندفع الفلاحون إلى الإنخراط فى الحرب الصليبية بمجرد أن دعاهم إليها اولئك القساوسة باعتبارها طريقا للخلاص فى الدنيا والآخرة ..
* وقد انقسم الفلاحون حينئذ إلى أحرار وأرقاء , وكان بعض الفلاحين يبيع نفسه بمحض إرادته ليكون عبدا للكنيسة يخدمها ويزرع فى أراضيها , وكانت الكنيسة تمتلك القسط الأكبر من أجود الأراضى الزراعية , ولم ينافسها فى ذلك إلا الأمراء , وعاش الأمراء الفرسان والقساوسة على عرق الفلاح سواء كان حرا أو عبدا ، وتسلط الاقطاعى على الفلاحين يشاركهم ثمرات عرقهم الفردى الذى يأخذونه لإطعام أطفالهم , فإذا صاد سمكا أو رعى بقرة أو خنزيرا , كان عليه أن يقدم جزءا من حصيلة انتاجه للاقطاعى لأنه استثمر وسائل الإنتاج التى يمتلكها السيد الاقطاعى , وفى المقابل فإن الفلاح كان يعمل بالسخرة فى حقل السيد وفى بيته وفى بناء حصونه وقصوره . وامتدت سلطة الاقطاعى إلى التحكم السياسى والقضائى فى حياة الفلاحين باعتباره ممثلا للملك اسميا , فأصبح هو المسيطر على الأمن والقضاء والتجارة والأسواق , وهو الذى يفرض الضرائب وهو الذي يقوم بتحصيلها , وهو الذي يعتقل خصومه وهو الذي يحاكمهم وهو الذي يتولى التنفيذ ..
ثم لا يكتفي الاقطاعي بذلك بل كان يزج بالفلاحين في معاركه الحربية ويجعلهم وقودا لجيشه يدفع بهم في مقدمة الحرب التي تندلع بينه وبين خصومه الآخرين , وهكذا كان الفلاح الأروبي يعانى الأمرَّين , من كوارث الطبيعة ومن ظلم السادة الحكام , لذا سارع الفلاحون بالاستجابة وانخرطوا فى الحرب الصليبية بصورة أدهشت البابا نفسه إلى درجة جعلته يأمرهم بالتريث وعدم الاندفاع ولكن قسوة الحرمان واليأس الذى عاشوا فيه فتحت لهم باب الخلاص إما بالموت وإما بالفوز , وفى كليهما فلن يخسروا شيئا لأنه ليس لديهم ما يخسرونه ..

الفلاحون فى الحملة الصليبية الأولى (حملة الشعوب) : ــ
ـ كان بطرس الناسك أبرز دعاة الحرب الصليبية ,وقد طاف أوربا سنة 1095 : 1096م راكبا حماره الأعرج وفى هيئة رثة يدعو الفلاحين إلى الإشتراك فى الحرب , ويرسل من لدنه مبعوثين على هيئته إلى باقى المناطق , وحيثما حلَّ يتبرك به وبحماره الجميع ، ويتبعونه حيثما سار , والفلاحون حملوا محاصيلهم وامتعتهم وأولادهم وزوجاتهم وأصبحوا جيوشا من البؤس تتبع ذلك الراهب , وبسبب كثرتهم وكثرة أثقالهم المحمولة على عربات بائسة فقد تكونت منهم فرقة حراسة يقودها مغامر يدل اسمه على شخصيته وهو والتر المفلس الذى جمع حوله طائفة من الأوباش صارت مقدمة للجماهير المحيطة ببطرس الناسك ...
ـ وتضخم هذا الجيش كلما مر على قرية أو مقاطعة , وقد عَبَرَ ألمانيا إلى المجر , ومنها إلى بلغاريا وكان قد انضم إليه أكثرية من العاطلين واللصوص فأثاروا الجيش إلى اتـِّباع طريق السلب والنهب فى القرى البلغارية ، مما جعل البلغاريين يهاجمونهم , فاضطر والتر المفلس بجيشه إلى الهرب ووصل إلى القسطنطينية مركز الامبراطورية البيزنطية التى يهدف بابا روما للسيطرة عليها , ولكن الامبراطور كومنين أمر والتر المفلس بأن يعسكر خارج أسوار القسطنطينية إلى أن يأتى بطرس الناسك بباقى جموعه ...
ـ وكانت جموع بطرس الناسك تتكون من جيش آخر كبير من المشاة والفرسان وأغلبية كبيرة من غير المحاربين من الرجال والنساء والأطفال , وقد عـَبَرَ ألمانيا فى 20ـ أبريل ـ 1096م وسمح له ملك المجر بعبور بلاده بشرط ألاّ يثير المتاعب , ولكن كان من المستحيل أن يسيطر بطرس على ذلك الجيش الذى يضم آلاف الجوعى والمجرمين وبنات الهوى والأفاقين , وقد أتيحت فرصة النهب والتدمير عند مدينة سملين على حدود المجر مع الإمبراطورية البيزنطية , ومع أنها مدينة مسيحية مسالمة فقد ذبح جنود بطرس الناسك أهلها وأحرقوها ونهبوا ما فيها , وخاف بطرس الناسك من انتقام ملك المجر فاختبأ بجنوده داخل الغابات , ثم تحرك الجيش ودخل حدود الإمبراطورية البيزنطية , وعلى طول مسيرتهم أحرقوا القرى ونهبوها , وتحرك جيش بيزنطى فهاجم جيش بطرس الناسك وهزمه , وفرت الجموع وتشتت بين القرى تواصل النهب والتدمير , ثم تجمعت مرة أخرى وسارت نحو صوفيا , وهناك التقى بهم مندوبو الإمبراطور البيزنطى بأوامر مشددة فى ألاّ يمكثوا بأى مدينة بيزنطية أكثر من ثلاثة أيام , وأخيرا وصلت جموع بطرس الناسك إلى أسوار القسطنطينية فى شهر أغسطس 1096م . وسمح لهم الإمبراطور بدخول القسطنطينية بعد أن أخذ على بطرس العهود والمواثيق بألا يثير المتاعب ولكن الجوعى من جنده حين بهرهم جمال القسطنطينية لم يملكوا أنفسهم فعاثوا فى الشوارع فسادا من سرقة للكنائس ونهب وإحراق فاضطر الإمبراطور لحملهم سريعا عبر المضايق إلى آسيا الصغرى ودعاهم إلى أن يسرعوا لملاقاة السلاجقةالمسلمين فيها ..
ـ وفى طريقهم فى الأملاك البيزنطية فى آسيا الصغرى ارتكب جنود بطرس الناسك أشد المذابح ضد السكان المسيحيين , وواصلوا تقدمهم إلى أملاك السلاجقة تسبقهم سمعتهم السيئة فى التدمير , وصبر السلاجقة عليهم إلى أن استدرجوهم إلى كمين وأفنوهم عن آخرهم , وهرب بطرس الناسك إلى القسطنطينية . ومن ناحية أخرى كانت هناك ذيول أخرى تتابعت خلف بطرس الناسك , وحاولت اللحاق به وسارت على طريقه فى السلب والنهب فتصدى لهم ملك المجر كولومان وهزمهم ..
ـ وإذا كانت حملة بطرس الناسك قد أفلحت فى شىء , فقد أفلحت فى توضيح السبب الإقتصادى فى الحرب الصليبية , فقد خرج أولئك الجوعى فى حملة انتحارية تخريبية يرفعون الصليب واسم الرب ويقتلون أخوة لهم فى الدين فى الدولة البيزنطية .. إلى أن كانت نهايتهم على يد الملك السلجوقى ـ قلج أرسلان ـ ..

الأمراء والفرسان والنبلاء فى الحروب الصليبية :ـ
ـ كان نظام الاقطاع مسيطرا على أوربا يستغل أرضها الزراعية والرعوية , وكان يقال " لا أرض من دون سيد إقطاعى " ويتكون النظام الإقطاعى من هرم يقف الملك على قمته وله السلطة الإسمية على كبار السادة الإقطاعيين , وكل الكبار يتقاسمون بينهم السيطرة على المملكة , كل حسب قوته ونفوذه ,وكل منهم يتبعه أمراء أقل , وكل أمير يتبعه عدة من الفرسان الكبار , إلى أن نصل إلى الفارس العادى الذى يتحكم فى أرض تكاد تكفيه وتعوله . وكان لكل عضو فى الهرم الإقطاعى واجباته تجاه سيده الأعلى , ولأن النظام الإقطاعى قام على أساس حربى , فقد كان التابع ملزما بتقديم الخدمة العسكرية لسيده الذى يعلوه , وهكذا تتدرج من الأعلى إلى من هو أعلى , وفى المقابل كان على السيد الإقطاعى أن يحافظ على تابعه الذى يليه , وتلك الرابطة لم تمنع من حدوث شقاق وحروب بين الأمراء فى داخل الإقطاع الواحد ..
والحرب كانت حرفة الفرسان الإقطاعيين , ينشأون عليها , ويعيشون عليها , وفى أوقات السلم لم تكن هناك لديه وسائل تسلية فى ذلك العصر المتخلف إلا فى الصيد أو اللذات الحسية البهيمية , وكان يحتاج إلى الكنيسة لتبرير ظلمه وهمجيته , لذا كان يخضع للكهنوت الكنسى دون مناقشة , وكان أمراء الإقطاع يكفرون عن ذنوبهم بتأسيس أديرة جديدة ولذلك كانت الدعوة للحروب الصليبية وما يصحبها من غفران مصدر إغراء لهذه الطبقة ..

ـ على أن العامل الإقتصادى كان الدافع الأكبر ..
فالزيادة السكانية كانت أكثر تأثيرا فى مجتمع السادة , فالأرض الزراعية لم تعد تفى بحاجة السادة , وقد أدت الحروب المتكررة إلى تقسيم الإقطاعات إلى إقطاعات أصغر , ومع ذلك فقد ظلت تلك الإقطاعات الصغرى الكثيرة العدد أقل من عدد الفرسان المتصارعين عليها , كما أنها لم تعد تكفى لسد احتياجات الأمراء الحائزين لها , وأصبحت الحاجة ماسة إلى العثور على مجال جديد يتم فيه استثمار الحيوية الحربية لأولئك الفرسان بدلا من تضييعها فى الحروب المحلية.. والبابا أربان الثانى فى مؤتمر كليرمونت قال للفرسان يعبر عن ذلك :ـ " هذه الأرض التى تعيشون عليها محاطة بالبحر من كل جانب , وتحوطها سلاسل الجبال وتضيق بأعدادكم الكبيرة , وهى لا تفيض بالثروات الكبيرة , وإنما تكاد تعجز عن توفير الطعام لمن يقومون بزراعتها , وهذا هوالسبب فى أنكم تشنون الحرب ضد بعضكم البعض وتقتلون بعضكم البعض " ..
ـ وبعض العائلات الإقطاعية حرصت على عدم تفتيت إقطاعها بأن يكون حق الإرث قاصرا على الابن الأكبر , وكان على باقى الأبناء أن يبحثوا عن منفذ إما بالإنضمام إلى الكنيسة وإما بالزواج من وريثة إقطاعية أو بالإنضمام إلى اللصوص وقطاع الطرق أو بأن يكون تابعا لأحد السادة الكبار .. ولكن زيادة السكان نتج عنها زيادة أخرى فى الأبناء ووجود نبلاء يحملون أسماء كبيرة دون إيراد, ويعملون على كسب الرزق باصطناع القلاقل والحروب ...
وقد جاءت فكرة الحرب الصليبية لتحقق طموح أولئك الفرسان , ليس فقط فى تحقيق أحلامهم فى الحصول على قطعة أرض بل فى حكم إمارة , وكانت فرصة لفرسان الدرجة الثانية أن يتحرروا من سيطرة الطبقة العليا وأن يشقوا طريقهم بسيوفهم لينشئوا لهم إمارات غنية فى بلاد تفيض عسلا ولبنا ..
والملوك وكبار الأمراء من ناحيتهم رأوا فى الحرب الصليبية متنفسا لطموحاتهم فى إنشاء إمارات غنية فى الشرق , وسبيلا يتخلصون من خلاله من عناصر القلق والفتن ومن سيطرة بعض الفرقاء المتنافسين .. والجميع كانوا يعتقدون أن بلادنا تكفى لتحقيق طموحاتهم كلها ...

ـ ثم دخلت البرجوازية فى المضمار ..
كان التجار يمثلون القوة المالية ويتحكمون فى التجارة الداخلية والخارجية , وتلك القوة المالية كانت مهددة دائما من الفرسان الإقطاعيين , وكانت أحلام البرجوازية فى السيطرة على الحياة الأوربية مرتهنة بالقضاء على النظام الإقطاعى الجامد , وتلك الحروب الصليبية كانت تمثل للبرجوازية الفرصة المثلى لإنهاك الفرسان والأمراء الإقطاعيين أو على الأقل تصديرهم إلى الشرق ليخلوا للبرجوازية الجو فى أوربا لتنهض وتنتشر من غير إرهاب الفرسان .. ثم إن إقامة إمارات صليبية ينتج عنها فتح أسواق جديدة أمام البرجوازية الأوربية تضاف إلى عناصر قوتها وتدفع بدماء جديدة إلى شريانها وتعجل بانتصارها المأمول على الإقطاع ..
ـ وقد قامت فى إيطاليا جمهوريات برجوازية احترفت التجارة والتوسط بين العالمين المسيحى والإسلامى , وانقسمت فى نفس الوقت فى الصراع الدينى المسلح بين المسلمين والمسيحيين , خصوصا وقد كان مجاهد العامرى الأندلسى يقوم بغارات ناجحة على جزر البحر المتوسط وشواطىء ايطاليا .. وكانت الحرب الصليبية فرصة ذهبية للإنتقام خصوصا لجمهوريتى جنوه والبندقية , بالإضافة إلى تحقيق الآمال فى السيطرة التجارية والبحرية على البحر المتوسط ومن خلاله يمكن التحكم فى ثروات المسلمين وتحتل مكانتهم فى التجارة والتحكم دونهم فى التجارة الشرقية ..

حملة الأمراء الصليبية :
استعد الأمراء والنبلاء والفرسان للحرب ، وكان على كل أمير أن يواجه مشكلة التمويل , وبرز هنا دور البرجوازية المحلية , بينما أسهمت جمهوريات ايطاليا البرجوازية فى نقل بعض الحملات الصليبية عن طريق البحر , وفى أواخر صيف 1096م تكونت عدة جيوش على أساس من التقسيمات اللغوية والجنسية والإقطاعية , وبينما فشلت حملة الشعوب بقيادة بطرس الناسك فإن حملة الأمراء قد نجحت فى إقامة إمارات صليبية فى آسيا الصغرى والشام وبيت المقدس .
وإذا كانت تلك الدول الصليبية قد انتقلت إلى متحف التاريخ فإن استغلال الدين لتحقيق الأطماع الإقتصادية استمر فى أوربا , وكانت الكشوف الجغرافية أبرز دليل على ذلك , فتحت شعار الصليب وفى صحبة القساوسة اكتشفت أوربا العالم الجديد ثم احتلت سواحل العالم القديم والهند ...
ومع اختلاف الظروف بين أوربا فيما بين القرنين العاشر و الحادى عشر وبين العرب المسلمين فى القرن السابع الميلادى فان العامل الاقتصادى و الاندفاع نحو الأودية الخصبة فى الشام والعراق ومصر كان هو السبب الحقيقى فى الفتوحات الاسلامية و الحروب الصليبية .
وسبق تفصيل ذلك فيما يخص المسلمين فى الفصل السابق.
( عن كتاب : (غارات المغول و الصليبيين ) للمؤلف ، وقد صادرته جامعة الأزهر ضمن خمسة كتب ، وحوكم المؤلف بسببها عام 1985 ، وترك الجامعة عام 1987)

اجمالي القراءات 18915

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (11)
1   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الأحد ٠٦ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15230]

الغزوات الإسلامية ومن بعدها الصليبية

شكرا د. أحمد على هذه المقالة التاريخية الجميلة والتي عرضتها حضرتك من الزوايا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية. والحقيقة أن الكثيرين يخفون تلك الزوايا الهامة التي تدفعهم إلى الإرهاب تحت غطاء الدين. فليس لك أن تقتل لأنك جائع أو عاري أو مظلوم ولكن لك أن تقتل لأن الرب الأعلى أوحى لك بذلك وهذا ينطبق على كل الأديان المعروفة بما فيهم الديانة الهندوسية. فالقتل بإسم الله هو أقصر الطرق لتصحيح مشاكل الجوع والعطش.


ولكني لا أرى تشابها بين الغزوات الإسلامية لمصر والشام وبين الغزوات الصليبية لنفس البلاد. فالمسلمين لم يعيثوا في الأرض فسادا وهم في طريقهم لإحتلال بلد ما، نعم نهبوا خيرات تلك البلاد وحولوها إلى جزيرة العرب ولكنهم لم يقتلوا ويسفكوا الدماء يمينا ويسارا. والدليل على ذلك ثورة المصريين والعراقيين في عهد عثمان بن عفان وذهابهم إلى المدينة ومحاصرة بيت الخليفة بقيادة محمد بن أبي بكر ومن معه. فثورتهم هذه تدل على إنهم لم يلاقوا أذى في عصر الخليفة عمر بن الخطاب أو من والي مصر وقتها عمرو بن العاص. ولكن بمجرد أن شعروا بالأذى من أبي السرح قريب الخليفة عثمان ذهبوا إلى الخليفة في المدينة متأملين فيه الخير لنصرتهم، وما كانوا يفعلون هذا لولا شعورهم بأن هؤلاء المسلمين العرب سيعطونهم حقهم. صحيح أن عثمان لم يعطيهم حقهم وإنتهى الأمر بقتله ولكن يكفي أن نرى الفرق بين ما فعله الصليبيين الأوروبين في طريقهم إلى بلاد العسل وما فعله المسلمين أيضا في نفس الموقف. لقد كسب المسلمين ود أصحاب البلاد في حين أن همجية الشعب الأوروبي وقتها أكسبتهم كراهية العالمين. فالشعب الأوروبي ظل تحت وطأة الظلام حتى القرن الخامس عشر حيث بدأت ثورة مارتن لوثر وبدأ عصر جديد في عهد الملكة الرائعة إليزابث الأولى وإنتهت محاكم التفتيش المسيحية وبدأ عصر العلم والمعرفة، عقبالنا يا رب.


شكرا د. احمد على إتاحة الفرصة لي ولغيرى للتعليق على هذا الموضوع القيم


كل عام وحضرتك بخير


آية



2   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15237]

التاريخ بقلم أسناذ التاريخ

التاريخ بقلم أستاذ التاريخ لمن يعقل ويستوعب دروس التاريخ التى تضع الكثير من الامور والعقائد فى مكانها الصحيح فى فكر وعقول الأمم .


جزاكم الله خيرا أستاذى الفاضل على عطائكم لنا من فيض علمكم وإجتهادكم  الحثيث لسنوات طوال دون مقابل إلا إبتغاء وجة الله  


  فتقبل منا فائق الإحترام والحب والتقدير


3   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15258]

الأخت العزيزة أمل

قال تعالى" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون"

أختي العزيزة ، تعلمين جيدا أننا رحبنا بك أختا عزيزة علينا جميعا في موقع أهل القرآن ، مع علمنا بكونك مسيحية متدينة عملا بنص الآية الكريمة التي ذكرتها لكي ، كما تعلمين أني كنت دائما ممن يدافعون عن وجودك ويرحب بك كأخت عزيزة بيننا في بيتك وموقعك أهل القرآن ، وما زلت عند هذا الرأي.

ولكن اسمحي لي أختي العزيزة أن أنبهك أنا شروط النشر على هذا الموقع تمنع الكتاب والمعلقين أن يتعرضوا إلي عقائد أهل الكتاب بالنقد حفاظا منا على العلاقات الوثيقة التي تجمعنا بأهل الكتاب عملا بقاعدة (فاستبقوا الخيرات) ، فإن كان ذلك كذلك فمن باب أولى ألا نسمح لأي من أهل الكتاب التعرض أو حتى التعريض بديننا.

وأرى أن قلمك قد خانك في بعض الأحيان عند الكلام عن بعض رموزنا فالحجر الأسود مثلا ليس كباقي الرموز عند باقي الديانات فالبقرة عند الهندوس تعبد لذاتها وكذا تمثال بوذا عند البوذيين ، والصليب أختي العزيزة في الديانة المسيحية مقدس فهو الذي حمل جسد الابن الذي لم تستطيع السماوات والأرض حمله ، فهو إذا الصليب القوي ، أما الحجر الأسود لا يعدوا كونه مجرد حجر ، وقيام البعض بتقبيله شعيرة وليست عقيدة ، والشعائر تؤدى لله وليست لوسائلها أما إذا قام بعض الجهلاء بتقديسه فهذا شأنهم الذي لا دخل للدين به.

كما أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراك رفعت عنه صفة العدل بجرة قلم وما هو مقدار علمك وخليفتك التاريخية حتى تثبتي الصفات أو تنفيها عن بعض الشخصيات التاريخية (في التاريخ الإسلامي قطعا) ، واسمحي لي أن أذكر لك قاعدة منطقية ، يكفي الحاكم ليكون عادلا أن يعدل في قومه ومعهم ، فمثلا لا يمكن أن نطلب من بوش أن يعدل في المصريين أو من رئيس فنزويلا أن يكون عادلا مع الصينيين ، وعمر بن الخطاب بجميع المقاييس كان عادلا مع قومه من العرب ، بل أن عدله وصل إلي الحد الذي ظلم فيه نفسه من أجل شعبه ، وتحكي كتب التاريخ أن سلمان الفارسي وقف يحاسب عمر وهو على المنبر ويسأله من أين آتى بقميصه ، وعمر كان يقول للولاة الذين يعينهم على الأمصار أخرجوا إلي ولايتكم في الظهيرة وأرجعوا للمدينة في الظهيرة ، فممنوع أن يدخلوا المدينة ليلا ، هل تعرفي لماذا؟ لكي يرى ما مع الولاة من أموال عند تعينيهم وما معهم عند رجوعهم ، فلو زاد سلب منهم الزيادة لصالح كل الشعب.

كما أرى أن عاطفتك الجياشة وأنت المسيحية المتدينة تغلبك في بعض الأحيان فيختل حكمك على الأفراد والحوادث ويبقى تعليقك على الخبر المعنون (البابا شنودة يدعو الأقباط إلي الاحتمال وطول البال) من هذا النوع دون الدخول في تفاصيل ، ورغم اختلافنا مع الدكتور زغلول النجار فإنه يأذي مشاعر إخوانك المسلمين كلمات من نوعية (زغلولتي) التي ملأت بها تعليقك عنه

ويبقى تعليقك الزكي على هذه المقالة شاهدا على صحة ذهابي

أختي العزيزة أرجوكي رجاءا من أخ يحترمك ويقدرك أن تضبطي إيقاع قلمك ودمتي لنا أختا عزيزة نفتخر بها ونحترمها

عضو لجنة الإشراف على الموقع / شريف هادي


4   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15265]

الاخ شريف هادي المحترم , تحية طيبة

وطاب يومك


لا يظل الا خاطرك طيب , وانا اعتذر لو تعديت الحدود , واسالغي حالا كل تعليق ورد فيه ما تطرقت اليه , وشكرا لتنبيهك .


وطاب يومك بكل خير


امل


5   تعليق بواسطة   محمود عودة     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15267]

الى الشريف الهادي و نسخة الى الاخت امل

الاخ الشريف الهادي تحية طيبة و بعد:

لن اقول احسدك و لكني أغبطك حقا على اسمك..

كما اغبطك على العدل و سرعة اظهارك للحق ..

و كالعادة لم تترك مجالاً بقولٍ او لفظ ..



لكن رغم هذا اعذرني على اضافة همسة بسيطة:



المعذرة، قالت سمكة البحر. أنت أسنّ مني وأخبر. فهلا أخبرتني أين أجد ذلك الشيء الذي يسمونه البحر؟

ردت السمكة العجوز: البحر هو ما أنت فيه الآن.

آه ، هذا؟! إنْ هذا إلا بركة ماء. ما أريد هو البحر، قالت السمكة الخائبة وهي تسبح مبتعدة لتفتش في مكان آخر.



كفاك بحثاً أيتها السمكة الصغيرة. ليس ثمة ما تفتشين عنه.

كل ما عليك هو أن تنظري وحسب.



لربما كان على السمكة ان تحيا في بركة صغيرة قبل عيشها في البحر


6   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15268]

الاخ شريف هادي المحترم

تحية طيبة


اعتفد لقد قمت بالواجب .


طاب يومك بكل خير


امل


7   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15269]

الاخ محمود عودة المحترم

وتحية طيبة لحضرتك


صدقني لا افهم ما تكتبه ,


واعتقد لو كتبت لي بشكل مباشر وبدون الغاز كان الافضل اليس كذلك  ؟؟وارجو ان توضح ما كتبته رجاءا !!!!و كما كتب الاخ شريف وكلامه واضح جدا . اما الالغاز فبلاش منها كما يقول الاخوة المصريون والصراحة راحة كما نستعملها نحن العراقيين.


وانا بانتظار توضيحك للحكاية الجديدة التي كتبتها يا سيد محمود !!!! 

وتصبح على خير لان الوقت متأخر عندنا,


امل


8   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الثلاثاء ٠٨ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15273]

السمكة الحلوة الصغيرة

الأخت والسيده الفاضلة / أمل

شكرا لكي أختي العزيزة على تقبلك للنصيحة ، فأنت دائما كعهدنا بك ، وشكرا على حذف بعض مداخلاتك بمبادرة مشكورة منكي ، حتى ولو لم يكن قصدنا حذفك لهذه المداخلات بقدر ما كان قصدنا نصيحتك للاحتراز مستقبلا ، فتقبلي شكري وامتناني

أما عن مداخلة الأخ الكريم / محمد عوده

فأنا أيضا أرجوه ألا يتحدث مع الأخت الكريمة أمل ، بالأمثال ، والحكايات التصويرية والتي قد تحمل على أكثر من محمل ، وليسمح لي أن أشرح لأختنا أمل ما فهمته من حكاية السمك والبحر ، فهو يرى أنني السمكة العجوز وأن الأخت العزيزة أمل هي السمكة الجميلة الصغيرة ، وأن موقعنا هو البحر الذي تظن السمكة الصغيرة أنه بركة ماء ، ولكنه في الحقيقة البحر الذي يمكن أن يشمل في طياته كل الأطياف ، وستعرف ذلك السمكة الجميلة بالصبر والخبرة ، فلو كان فهمي صحيحا فليوافقني عليه وإن كان غير صحيح فليردني فيه ، وتعقيبي أن الأخت أمل الفاضلة لديها من العقلية الراجحة والخبرة لتعرف موقعها بالضبط في البحر أو في البركة الصغيرة

وشكرا لكما ودمتما بألف خير

شريف هادي


9   تعليق بواسطة   محمود عودة     في   الثلاثاء ٠٨ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15291]

نقاط على الحروف الى الاخت امل و الى الاخ شريف هادي

تحية إلى الأخ العزيز شريف هادي كما التحية للأخت العزيزة أمل

ما بين الوقوف مع أو ضد الحق شتان .

لعل الموعظة أحيانا تكتب بعدة كلمات و لا بد للحق من تبيان .

أخ شريف ليس مدحا لك اكتب و لكن سبقك للحق أجمل عنوان .

أخت أمل تسرعك في الأحكام و سرعة اعتذارك يدل على حبك إلى كل ما هو إنسان

أما أنا كما الغير فقد أخطئ أحيانا كما يخطئ الغلمان .

لا اقصد الإساءة إلى احد فمن شعر أني أسأت إليه فعذرا إليه بكل كلمات و معاني الاعتذار .

أخي شريف كنت أحيانا سباقا لكتابة ما يجول في خاطري من أفكار

اكتب تعليقاتي أحيانا لكن لا املك في بعثه خيار فأقف أمامه حائر - و امسح الكثير منه منعا للتكرار- .

أختي أمل

اكره الإساءة إليك أو لعقيدتك كما اكره إساءتك في غير موقع .

و جلّنا يبحث عن شيء وكما تعلمين فلكل بحث موقع .

و حسن النوايا فينا جمعتنا في هذا الموقع .



بالنسبة للقصة أعزائي :

لا أظن أن واحدا منا يملك العلم كاملا و لو ادعى ذلك . – ولا مدعي لذلك -

و لا أظن أن عاقلا يصدر حكما من دون علم و عناء البحث أو ما يدل على ذلك . – ولو أخطا هنا أو هنالك -

السمكة التي ستضنى في البحث عن البحر كما سنضنى نحن في البحث عن الحقيقة كذلك . – و للحصول على العلم مسالك و مهالك –



السمكة الصغيرة في القصة تدل على نفسي وعلى كل من يبحث عن الحقيقة .

أما السمكة العجوز التي عرفت ما هو البحر و نجت من أهواله تدل على العالم المتبحر في العلوم العديدة واستخلص علومه و بواطنها العميقة .

العيش في البركة الصغيرة للدلالة على وجوب أن ينمّي الإنسان معارفه الجديدة قبل الخوض في علومٍ بالفتن مليئة .

القصة قد تفهم بنواحي عديدة و مفهوم الشريف هادي للقصة قريبة.

القصة تحمل في طياتها عبرة لي قبل كل شيء و أضعها في موضعها نصرة للحق و للحقيقة .



و حتى لا يقال أيضا أن كلامي غير واضح أوضح بشكل فاضح :

ارفض أن تتناولي أختي و أتناول عقائدنا بشكل جارح .

اعترض على كل ما يمس تاريخنا دون دليل واضح .

اعترض على النسبية في التزكية ( بذكرك ما معناه : كما المسلمين فيهم أهل سوء كذلك المسيحيون ليسوا كلهم ملائكة فيهم الصالح و الطالح - ممن تمسحوا بالاسم فقط - فالقليل جدا منهم طوالح )

و أخيرا فالقصة لا تعبر لكم إلا عن أخ لكم لله معترض بأسلوب ناصح .



و إلى قصة جديدة بوضوح اشمل في تعليق على الحج في أشهر معلومات .

فلا بد من وضع نقاط على حروف غير ظاهرات .

دمتم و دامت الإخوة بين الإخوة و الأخوات .






10   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الأربعاء ٢٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34851]

القتل والنهب والسحل بإسم الدين

الأنسان هو هو سواء كان شرقيا أو غربيا ، هو نفسه الأنسان بإطماعه ، بظلمه ، بجبروته ، والأدهى من كل هذا هو أستغلال الدين بهدف أضفاء المشروعية الدينية على كل هذا القتل وسفك الدماء والسرقة ،لقد كانت فترة القرون الوسطى في أوربا فترة مظلمة خرجت منها إلى طريق الحضارة وحقوق الانسان ، أما نحن في الشرق فلا زلنا أسرى لهذه الفترة يدين معظمنا لها ثقافيا ودينيا ، وشيوخنا هذه الأيام هم أمتداد لهؤلاء الشيوخ والنساك الذين يعطون الظلم المشروعية الدينية .


هذا البحث الجاد عن الحروب الصليبية (الأطماع الاقتصادية فى الحروب الصليبية ) عندما نقرأه لكأنما نحس أنه في عالمنا الاسلامي مع فارق في الدرجة ، ما كان يحدث عندنا هو نسخة مخففة من هذا ، ولكن المضمون واحد ، وهو الأستغلال والقتل والأعتداء على الغير ، وسلبه ونهبه والقتل الجماعي كل هذا مغلف بحجج دينية ، والدين الحقيقي منه برئ ،لقد أفاقت أوربا من غيبوبتها فمتى نفوق نحن من غيبوبتنا .


 


11   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الأربعاء ٢٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34865]

التشابه كبير

التشابه كبير فيما كان يحدث في القرون الوسطى في كلا من الشرق والغرب ،وهذا ما يؤكده هذا المقال عن الأطماع الأقتصادية في الحروب الصليبية ، وكأن هذه كانت ثقافة العصور الوسطى ،هكذا كانت معيشتهم وتعاملهم مع بعضهم ، أما في عصرنا نحن عصر حقوق الأنسان والديمقراطية فالوضع مختلف وإن كان هناك بعض الخروقات المتمثلة في المقابر الجماعية وحوادث الأبادة الجماعية وأستعمال الأسلحة المحرمة دوليا ، ولكن النغمة العامة واللهجة العامة والثقافة العامة هي مع حقوق الأنسان ، فيما عدا بلادنا السعيدة فما زالت هناك مجموعات تريد العودة بنا للماضي ، وترى فيه الأمل بالنسبة لها .وهناك بعض الحكومات المستبدة التي تعشق الأستبداد وعندها التصاق غير عادي بكراسيها .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,350,841
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي