القرآن الكريم نبع من الكنوز اللغوية لا ينضب.كل كلمة في القرآن الكريم لها معانيها ودلالاتها على أرض الواقع .هذه الدلالات اللغوية لها وجودها وحضورها في موقعها من الآية, لها دلالة ومعنى ,لا ينطبق إلا على هذا الموقع من الآية.
يقول الله تعالى عز وجUacute;ز وجل في القرآن الكريم .
الآية الكريمة ,هي من الآيات العظيمة التي أسست للحياة الزوجية كما أرادها الله عز وجل.والحياة الزوجية هي أساس تكوين العائلة المؤلفة من الوالد ,والوالدة ,والأولاد ....ذكوراً كانوا أم إناثاُ.هي أساس استمرار النسل والجنس البشري.وهي أساس المجتمعات البشرية التي يتكون منها عالم الجنس البشري على مدى العصور,وحتى نهاية العالم.
من تدبر الآية الكريمة ,نجد أن مشيئة الخالق وإرادته ,كونه عز وجل خلق لنا من أنفسنا أزواجاً .,خلق للذكر من نفسه زوجها ,وخلق للأنثى من نفسها زوجها .أي أن النفس هي الأساس الذي خلقت منها الأزواج. ولا معنى في هذا المقام لخلق المرأة من ضلع الرجل الأيسر والأقصر.وهذه كلها تأويلات إسرائيلية بعيدة كل البعد عما جاء في كتاب الله المهيمن .
وقد وصف الخالق عز وجل ,الحياة الزوجية بأنها سكن للطرفين ,وجعل بين طرفي الحياة الزوجية مودة ورحمة ...وهذه المودة والرحمة متبادلة بينهما لا كما جاء في بعض كتب التفسير أنها فقط من جانب الرجل إلى المرأة التي هي بحاجة للمودة ورحمة الرجل .وكأن الرجل في غنى عن هذه المودة والرحمة من قبل الزوجة.
لهذا اخترت نموذجين من تأويلات السلف جزاهم الله خيراً.
وبالعودة إلى العنوان الأساس ,نجد أن الله عز وجل وصف الأنثى التي هي طرف في العلاقة الزوجية بلفظ – امرأة- ,وفي مواقع أخرى وصفها عز وجل بالزوج. فهل هناك ترادف وتطابق في المعنيين ...معاذ الله
من تدبر الآيات القرآنية التي ورد فيهما اللفظين ,نلاحظ أن الله عز وجل قد استخدم لفظ –زوج- للزوجة ,إذا كانت العلاقة بين الزوجين علاقة مودة ورحمة , انسجام وتشابه ,وكونها تحقق وظيفتها في عملية الإنجاب.و مخلصة لزوجها حافظة لفرجها.
بينما استخدم لفظ- امرأة- ,في حالة الخلل في العلاقة الزوجية ,وذلك يتجلى في عدم إخلاص الزوجة لزوجها ,أو في عدم قدرتها على الإنجاب .أو عدم الانسجام والتشابه.
دعونا نستعرض في البداية بعض الآيات الكريمة التي ورد فيها لفظ -زوج- أو- إمرأة-.
قال عز من قائل : "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ"
وفي هذه الآية, نلاحظ أن حواء مثلت العلاقة المثالية كما أرادها الخالق في الحياة الزوجية.وأيضاُ كان في علمه .أنها ستنجب الأولاد الذين هم بداية الذرية البشرية بعد هبوطهما من الجنة.بذلك تكاملت شروط هذه العلاقة الزوجية .لهذا جاء وصف حواء بلفظ –جوزك-
في هذه الآية استخدم لفظ أزواجنا ....لأن قصد الدعاء _هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ....."وهذا لن يتم إلا بوجود علاقة زوجية تحقق ما أراده الله من الانسجام والتوافق والتشابه والأخلاص..
في هذه الآية نجد أن العلاقة الزوجية هي علاقة غير سوية ,كون الزوجة في هذه العلاقة مارست فعل الخيانة ,لذلك نعتها الله عز وجل في إطار العلاقة الزوجة بلفظ- امرأة-.
أشكرك أولا على هذه الأفكرا التى تطرحها لتجعلنا ندخل فى حالة نشاط عقلى نبحث معا ونتدبر ونفكر وهذا ما فرضه الله علينا فى التعامل مع القرآن الكريم
هناك آيات قرآنية أعتقد أنها تضيف مزيدا من الوضوح لما ذهبت إليه فى استخدام لفظ امرأة فى القرآن الكريم : في ثلاثة مواضع
يقول تعالى عن ملكة سبأ (() إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)النمل :23 ، وهنا لفظ امرأة معبرا عن ملكة تحكم شعبا ولكن لا تقيم علاقة زوجية مع كل هذا الشعب لا مستقرة ولا غير مستقرة
وهنا فى الآية الأولى السحرة الذين تعلموا التفريق بين المرء وزوجه ، والتفريق بين اثنين لابد ان تكون العلاقة بينهما سوية ، لأنه من غير المعقول أن نفرق بين شخصين على خلاف أو بينهما علاقة غير سوية أصلا
وفى الآية الثانية استبدال الزوجة واستخدام نفس اللفظ يؤكد من وجهة نظرى على أمر هام جدا ، وهو حتى لو اختلف الانسان مع زوجته وأرادا الانفصال والطلاق فلابد أن يتم هذا بالمعروف والاحسان وليس بالظلم والقهر وأكل الحقوق ، ويمكن الربط هنا بين قوله تعالى ((فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ..............) الطلاق:2 ، هذه وجهة نظرى المتواضعة
والله جل وعلا أعلى وأعلم
و أخيرا أشكر الأستاذ / زهير
2
تعليق بواسطة
آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ٢٧ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49702]
هنيئا لآخى الحبيب زهير هذا التدبر الرائع فى القرآن الكريم
لمحة جديدة لم تخطر على بالى من قبل ، وهو التفرقة حسب السياق بين الزوج (النثى ) والمرأة حين تكون زوجا .
أرجو من أخى الحبيب مواصلة هذا التدبر لنستفيد منه أكثر.
جزاه الله تعالى خيرا.
ويبقى سؤال لمجرد المداعبة : لو تخيلنا الاستاذ زهير قد بدأ الاهتمام بالتدبر القرآنى منذ أن تشكل وعيه ، وهو فى العشرينيات مثلا .. كم كنا سنستفيد من اجتهاداته ؟
لهذا نحرص منه على المزيد
3
تعليق بواسطة
زهير قوطرش
في
الثلاثاء ٢٧ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49708]
عزيزي رضا
أشكرك على مرورك الكريم. وأشكر لك إغناء المقالة بالأمثلة والآيات القرآنية. عزيزي بمقالتي أفتح الباب الموصد ,ولكني انتظر دائماً من الأخوات والأخوة التعليق وإغناء الموضوع لتعم الفائدة.
تحياتي العاطرة لك
4
تعليق بواسطة
زهير قوطرش
في
الثلاثاء ٢٧ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49709]
الأخ الكتور أحمد
أشكرك على مرورك الكريم ...وأحب أن أعلمك أنه رغم كبر سني ,بمقياس السنين ,لكني والحمد لله مازلت أحمل نفساً وكأنها في عز الشباب.لكن صدقني مازلت تلميذاً أغرف من بئر معارفك ومعارف الأخوة الكرام الثمينة .
أما ما تخيلته يا أخي ...فاعتقد أننا لا نستطيع في الكثير من الأحوال تغير الأقدار.وطالما فكرت ,بما تفضلت به ,لكني أعود وأشكر الله عز وجل على تجربة الحياة التي مررت بها , وأشكره على أنه ساعدني وفتح قلبي بعد ذلك للإيمان والتوحيد الخالص....هذه التجارب ,والخلفية الثقافية ,أعطتني رصيداً من الحكمة والمنطق ,جعلتني أقرأ مابين السطور عند تدبري آيات القرآن .ومازلت في بداية الطريق .وأرجو من الله أن يساعدنا جميعاً لانجاز ما وعدنا به أنفسنا أمام رب العالمين ,لنسلم الراية إلى جيل أهل القرآن الشاب حتى لا تموت هذه الجهود القيمة.
تحياتي العاطرة لك
5
تعليق بواسطة
أحمد فراج
في
الجمعة ٣٠ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49815]
حتى تكتمل الاضاءة القرءانية المراة الزوج البعل
تحية صادقة للجميع
-يطلق لفظ زوج على كل من الانثى البالغة والذكر البالغ فى حالة علاقة زوجية شرعية سليمة ونموذجيةوان يكون الاثنان على مغتقد ايمانى واحد وصحيح
-يطلق لفظ أمرأة على الزوج الانثى فى عدة حالات منها ان تكون على خلاف ومشاكل حياتية او فى حالة عدم وجود معاشرة جنسية او خلال عدة الطلاق او فى حالة عدم القدرة على الانجاب او فى حالة عدم حبها لزوجها او خيانته او ان تكون على مغتقد ايمانى غير معتقد زوجها وفى كل تلك الحالات يطلق على الزوج الذكر لفظ البعل ولنا فى حالات أمرأة ابراهيم عليه السلام قبل ان تنجب بقدرة الله وقولها عن زوجها ابراهيم عليه السلام وهذا بعلى شيخا وقول القرءان عن الزوج فى عدة الطلاق (وبعولتهن احق بردهن) وايضا (وان أمرأة خافت من بعلها نشوزا او أعراضا)
الأستاذ الفاضل / زهير
أشكرك أولا على هذه الأفكرا التى تطرحها لتجعلنا ندخل فى حالة نشاط عقلى نبحث معا ونتدبر ونفكر وهذا ما فرضه الله علينا فى التعامل مع القرآن الكريم
هناك آيات قرآنية أعتقد أنها تضيف مزيدا من الوضوح لما ذهبت إليه فى استخدام لفظ امرأة فى القرآن الكريم : في ثلاثة مواضع
يقول تعالى عن ملكة سبأ (() إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)النمل :23 ، وهنا لفظ امرأة معبرا عن ملكة تحكم شعبا ولكن لا تقيم علاقة زوجية مع كل هذا الشعب لا مستقرة ولا غير مستقرة
وفي موضع أخر فى سورة يوسف عن امرأة العزيز
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ ٱمْرَأَةُ ٱلْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)يوسف:30
(قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوۤءٍ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ)يوسف:51
واعتقد أن امرأة العزيز حين راودت يوسف عن نفسه كانت غير سوية سلوكيا ، وبالتالى من الممكن ان ينعكس هذا على علاقتها بعزيز مصر والله أعلم
، كما ان هناك استخدام للفظ زوج يؤيد نفس ما ذهبت إليه أيضا وهو فى موضعين يقول تعالى :
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ)البقرة:102
وَإِنْ أَرَدْتُّمُ ٱسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)النساء :20
وهنا فى الآية الأولى السحرة الذين تعلموا التفريق بين المرء وزوجه ، والتفريق بين اثنين لابد ان تكون العلاقة بينهما سوية ، لأنه من غير المعقول أن نفرق بين شخصين على خلاف أو بينهما علاقة غير سوية أصلا
وفى الآية الثانية استبدال الزوجة واستخدام نفس اللفظ يؤكد من وجهة نظرى على أمر هام جدا ، وهو حتى لو اختلف الانسان مع زوجته وأرادا الانفصال والطلاق فلابد أن يتم هذا بالمعروف والاحسان وليس بالظلم والقهر وأكل الحقوق ، ويمكن الربط هنا بين قوله تعالى ((فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ..............) الطلاق:2 ، هذه وجهة نظرى المتواضعة
والله جل وعلا أعلى وأعلم
و أخيرا أشكر الأستاذ / زهير