آحمد صبحي منصور Ýí 2007-12-22
بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور
الموت والمعادلة الصفرية
1 ـ (س ) من الناس يملك ألف بليون دولار، و(ص ) شخص آخر لا يملك إلا دولارا واحدا. يأتيهما الموت . والموت عدم ، أى صفر. إذن المحصلة النهائية لذلك البليونير هى الف بليون دولار فى صفر = صفر. ونفس الحال مع الفقير المعدم الذى كان لا يملك سوى دولار واحد ، مصيره هو واحد فى صفر = صفر. أى بالموت ينتهى كل منا الى صفرغنيا كان أم فقيرا. هذه هى المعادلة الصفرية فى هذه الدنيا.
ثمة كلام منسوب لابن تيميه حول القول بفناء النار وأنه لا يليق بعدالة الله المطلقة ورحمته الواسعة أن يعذب اناسا في النار الى أبد الآبدين؟! ولست أدري ما مدى صحة هذه المقولة ومصداقية هذا الكلام المنسوب للعالم الفقيه ابن تيمية رغم الذبّ عنه من قبل بعض الفقهاء أمثال الصنعاني والشوكاني والالباني في عدم نطق ابن تيميه بمثل هكذا كلام!! في كتاب له - للشوكاني- بعنوان (كشف الاستار عن ابطال القول بفناء النار!!) تطرق الى هذه المسئلة الشائكة بين علماء الكلام بالتفصيل. وكما أتذكّر انه دافع وبشدّة عن ابن تيمية في عدم القول بفناء النار واخراج الناس منها الى رحمة الله الواسعة/الجنة يوماً ما! ورغم وضوح المسئلة من خلال آيات القرآن وتجليها في عالمنا الدنيوية الاّ أن الخلاف حول مسئلة الخلود السرمدي في نار جهنم لا يزال قيد البحث والدراسة من قبل المفكرين والفلاسفة وعلماء المنطق! خلاصة الكتاب المذكور, الوصول الى نتيجة حتميّة نهائية وهي انّ بقاء النار من عدالة الله المطلقة وبقاءها - النار - تكون ببقاء اللّه؟؟ ثمّ تطرق الشوكاني الى زيف تلك المقولة المنسوبة لابن تيميه وازال الستار عن هذه الاشكالية العقدية والالتباس التي رانت منذ القدم على الصدور وطغت في الجديد على الأمخاخ! لكنني الآن أنتظر على أحر من الجمر لمقالات ورسائل الدكتور صبحي منصور في حلّ اشكاليات تفسير النص وشرحه بمدلولات ومفهومات النص نفسه في جلّ النواحي وخاصة تلك التي تتعلق بغربلة التراث وتأريخ المسلمين وتصحيح المفاهيم السائدة والمصطلحات الشائعة والتفسيرات الرائجة والفتاوى الساذجة في الساحة الاسلامية بمعيار القرآن في ضوء الآليات التي يتمسّك بها الدكتور أحمد من خلال تدبّره الأمثل للقرآن, لأجل مناقشة هكذا مواضيع ايمانية وعقدية لازالة تلك الالتباسات وتحليل ثم تعليل اشكاليات تفسيرات التراث للقرآن الذي بين مواضيع الايمان ومسئلة الغيبيات باسلوب راق وبديع. لكن التفسير والشروحات التأريخية للنص يجعلنا احياناً هائمين حائرين لا نعرف أين المصير! وحتى لا نقع في الشرّ المستطير - لا سمح الله - ننتظر بعفاوة بالغة لمقال شاف وكاف أو رسالة خاصة - حول الخلود في النار والمزيد من البيان والتبيان في عدم الفرق بين المسلم العاصي والكافر وخلودهما في النار خالديْن!! ومسئلة القضاء والقدر حيث لا يزال بعض الشكوك يراودني في تينك المسئلتين - واستغفر الله - وذلك بسبب اعتمادي المطلق على العقل المجرد احيانا؟؟ وقد تأملت ولاحظت آيات القرآن في هذا الموضوع بالذات فوجدت انّ عبارة (خالدين فيها أبدا) جاءت في أكثر من موضع في القرآن الكريم مرتبطة بالجنات الاّ في موضعين أو ثلاثة جاءت ذكرها - اقصد ذكر كلمة (أبدا) مرتبطة بـ جهنّم وسعير النار!! والمواطن الثلاثة التي جاءت ذكر كلمة (أبدا) بعد النار وسعيرها هي سورة النساء- الآية 169. سورة الاحزاب- الآية 65. سورة الجن- الآية 23. فما العمل مع هذه النصوص التي لها أبعاد الاهية مرموقة في مخلوقاته في الماضي والحاضر والمستقبل واللامتناهي حيث لا زمان ولا مكان!! رغم انني اؤمن بمحدودية استدراكات العقل في عالم الغيبيات ومسائل الايمان واؤمن بالمطلق الذي يضيق له المكان في المحدودات/العقل الذي نعرف محدوديته من خلال الحواسات الخمس! وليس بمقدور المحدود استشفاف الامور المستقبلية في كلّ الاحيان فكيف بالامور الاخروية التي لا علم لنا بها الاّ من خلال نصوص واشارات الاهية في القرآن.. على العموم موضوع مقال الدكتور يدور في غير الفلك الذي كنا ندور حوله. وله منحى آخر ومغزى غزيرا وعزيزا يؤكّد من خلاله على فرص الحياة مادمنا نتنفس الصعداء. اذن لنشمّر على سواعد الساق - اذا جاز التعبير - ونزرع الخير والعمل الصالح ما دامت في العمر بقية! من قبل اي ياتي احدنا الموت ويقول ربي لولا أخرتني الى اجل قريب!!! بارك الله في مسعاكم - يا دكتور- وجعل ذلك الجهد والذخر في موزاين حسناتكم يوم اللقاء.
ماذا لو قرأ هذا المقال كل السارقين والناهبين لشعوبهم ليعلموا أن كل هذا لن يغني عنهم من الله شيئ ، وأن الأنسب لهم هو أن يتوبوا إلى الله ،قبل أن يجيئ الأجل الحتمي .. فهل هذا من أحلام اليقظة ؟؟
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,054,539 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
تساؤلات من القرآن لأهل القرآن (5)
تساؤلات من القرآن لأهل القرآن (3)
علاقة المرأة و الرجل فى أطار النكاح
دعوة للتبرع
نزّل / أنزل : ماهو الفرق بين ( نزّل الكتا ب ) و ( أنزل الكتا ب )...
دعاء الجماعة: فى قصة موسى واخيه جاء الإست جابة ...
هذا جائز : هل من الجائ ز قراءة احد الادع ية الموج ودة ...
معنى (يقص ): ما هو معنى الفعل يقص ومشتق اته فى هذه الآيا ت ...
إتفاق فى الهجص: ما أسباب تطابق بعض الروا يات السني ة ...
more
تقبل ارق التحية والتقدير