عمر أبو رصاع Ýí 2009-11-16
لا اعتقد أن هناك سياسياً تحمل ما تحمله محمود عباس من اتهامات وإهانات عربياً ودولياً، من ناحية من يتهمه بالخيانة والعمالة ومن ناحية ثانية من يطالبه بتقديم تنازلات واحتمال المزيد والمزيد، والحقيقة أني لم أرى رجلاً في وضع سياسي أسوأ منه في عالم اليوم، وتحت كم من الضغوط التي يصعب تخيلها فضلاً عن احتمالها، ولكنه اليوم إذا فعلها سيقلب الطاولة فعلاً على رأس الجميع.
أقول كانت الاستقالة خطوة ذكية وبداية لحل هجومي يقلب الطاولة على رأس من يبتز الشعب الفلسطيني، فإسرا&;ئيل تبتز السلطة من خلال سياسات المماطلة ومحاولة فرض الأمر الواقع عليها، وتبتز الشعب الفلسطيني من خلال استثمار الخطأ السياسي الذي مارسته حماس منذ استولت على السلطة في غزة، ولاحقاً مجموعة الخطوات التي قذفت بها في حضن المشروع الإيراني، في خطوة تهدر جهوداً ناضل عرفات من أجلها طويلاً للحفاظ على استقلال القرار الفلسطيني، وما تبع ذلك من محاولات لإعادة تشكيل مرجعية القرار الفلسطيني العليا، وهدم المرجعية التاريخية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية أو تعديلها بحيث تنجرف في سياقات المشروع الإيراني وحليفه السوري، ولكن المسألة كانت أكبر دائماً من حماس ومن من يحاول أن يستغل المسألة من أجل حسابات إقليمية تخدم أجندته، إنها مصير ومستقبل الشعب الفلسطيني، هكذا نستطيع أن نقرأ المشهد اليوم والأوراق تتفتح أمامنا عن المعاني التي تقف خلف الاستقالة اليوم.
قبل أيام قليلة نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً ليوسي ساريد الزعيم اليساري الإسرائيلي الذي كان على رأس حركة ميريتس في ذروة قوتها، والمعروف بكونه الأكثر ميلاً في إسرائيل للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، قال فيه أنه هاتف عباس واقترح عليه أن يعلن الدولة من طرف واحد في ذكرى قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، وتوقع فيه أن تعترف 150 دولة بالدولة الجديدة وتحصل بالتالي فوراً على عضوية الأمم المتحدة.
قبل كذلك تكلم المندوب الأمريكي في الضفة الغربية كينيث دايتون، عن توقعه حصول مواجهات وانفجار الوضع قريباً بين الشرطة الفلسطينية وجماهيرها وبين المستوطنين إذا لم يتم الاتفاق وإعلان الدولة الفلسطينية في اقرب فرصة.
إعلان الدولة من طرف واحد والذهاب للأمم المتحدة في هذه المرحلة اعد له بشكل جيد، وهو يقلب الطاولة على رأس الجميع، من ناحية مهد له عباس بإعلانه عدم نيته للترشح تعبيراً عن استيائه وحالة الامتعاظ والإحباط التي تسبب بها تراجع الولايات المتحدة عن التزامها بوقف الاستيطان كمدخل للمفاوضات النهائية، ومن ناحية ثانية ما حملته الانتخابات الإسرائيلية، وهو نتنياهو، للسلطة في إسرائيل، والمعروف بتوجهاته المعادية للحل وللدولة وللقدس عاصمة لفلسطين ولكل قضايا الانسحاب والاستيطان، ومن جهة ثالثة إعادة توحيد الصف الفلسطيني خلف مشروع نضالي حقيقي وإنهاء حالة الميوعة والانقسام والنزاع السخيف بين حماس وفتح، وهو أيضاً يوقف حالة الاستنزاف والابتزاز السياسي الذي مارسته وتمارسه إسرائيل ضد السطلة وسياسة الأمر الواقع التي تعمل على فرضها.
خلوصاً إلى أن مشروع إعلان الدولة الآن وفي ظل الظروف الراهنة يستثمر التعنت الإسرائيلي، ويستثمر جواً عاماً دولياً مقتنع بأن عباس قدم كل ما لديه وذهب إلى أبعد نقطة وإسرائيل هي التي لا تريد المضي بالحل السلمي، وهو المشروع أيضاً الذي سيضع إسرائيل في مواجهة مفتوحة فإما أن تسارع إلى أمريكا لتقدم فروض الولاء والطاعة وما هو مطلوب منها على الطاولة، وإما أن تتحمل تبعات إعادة الاحتلال وانفتاح المشروع النضالي الفلسطيني ضده بكل الأشكال المتاحة، ناهيك عن الاحتمال الكبير لنجاح الفلسطينيين في نيل الاعتراف الدولي بالدولة الوليدة، وعندها تكون إسرائيل تحتل أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة مما يحسن موقف الطرف الفلسطيني سياسياً ويضعف موقف إسرائيل الدولي.
إن مشروع إعلان الدولة والاصطفاف الفلسطيني خلفه، ليس بديلاً بل هو مشروع نضالي وطني تحرري ينبغي أن تصطف الآن خلفه كل القوى الفلسطينية، ولا اعتقد أن هرولة نتنياهو الأخيرة إلا محاولة استباقية لإقناع الولايات المتحدة بالتدخل لوقف هذه الخطوة بعد أن فاجأه عباس بأنه ليس عنده ما يخسره ولن يتنازل عن إجباره على التراجع عن وعوده الانتخابية بشأن الاستيطان كمدخل لبدأ المفاوضات، إن الجو السياسي العام يجعل هذه الخطوة الآن مشروع دفاع بالهجوم من قبل الفلسطينيين والآن هي لحظته المناسبة.
تحياتي
وأنا أيضاً اتفق معك استاذ زهير أنه يجب أن لا يتم تفريغه من مضمونه أو عدم استغلاله بالشكل الصحيح لمصلحة القضية والشعب.
ما حدث ويحدث هو مهزلة سياسية بكل معنى الكلمة، ونحن نعي تماماً أن الضحية فيها هو الشعب، ونعي أيضاً أن الأطراف التي تعتاش على التمزق وعلى استمرار الوضع على ما هو عليها هي المستفيد الأول والأخير، وأن آخر ما يعنيها هو مصلحة الإنسان وكرامته وحياته ومستقبله.
لهذا كله مطلوب زيادة الوعي الشعبي بحقائق الأمور، بل لنقل كما قلنا دائماً إن تطوير شعوبنا وتنميتها هي الحل الحقيقي لأزمتها، والمقاومة الحقيقية لأي مشروع تخريبي هي في التنمية التي هي جوهر النهضة الحقيقية، التنمية التي معناها شعوب أقوى وأفضل وأقدر على الدفاع عن حقوقها وحماية منجزاتها.
تقبل التقدير
عمر
تاريخية المصحف -3- (في نقد المرجعية التراثية: أ- الأسس العقيدية)
تاريخية المصحف -2- (القطيعة المعرفية وعمى الزمن)
بناء الكنائس والدفاع عنها حق مقرر فىالاسلام
الاخوان المسلمون والحزب الوطنى ضد البهائيين المصريين .
عسكر أمريكان سعودية ... انتخابات إخوان سلفية
دعوة للتبرع
الرسول بمعنى القرآن : لقد جاء في موضوع القام وس القرآ ني حول فهم...
كالاعلام: ما معنى قوله جل وعلا : ( وَمِن ْ آيَات ِهِ ...
تعليم القرآن للأطفال: ماهي السور المن اسبة لأعما ر وعقول...
الله المستعان: أعذرن ى أستاذ ى الفاض ل على كثرة...
البطاقة الائتمانية: أريد أن أسألك عن الفائ دة السنو ية التي...
more
صدقني لا مصلحة لا للأسرائيل ولا لأوربا ولا لأمريكا ولا للأنظمة العربية ولا للإسلام السياسي في أيجاد حل للمشكلة أو للقضية الفلسطينة .الذي له المصلحة فقط المغلوب على أمره مثله مثل بقية الشعوب العربية والإسلامية.
أخي .لايوجد قائد فلسطيني ,تخلى عن ثوابت الحل للقضية الفلسطينية .أختلفت الرؤى واختلف التكتيك ,لكن حتى اليوم لم تحصل اسرائيل رغم تعنتها ,ورغم الاستيطان ورغم سرقت الأراضي ورغم وقوف العالم معها على تنازلات جوهرية تخص الشعب الفلسطييني. اسرائيل تعلم أنه حتى بإقامة دولتين لن تحصل على السلام الموعود ...
موقف عباس أنا شخصياً اتفق معك بأنه قلب الطاولة على رأس الجميع بما فيهم حماس والأنظمة العربية قبل أسرائيل وأمريكا . المهم يجب استثمار هذا الموقف بشكل صحيح ,حتى لايكون مناورة فارغة لا معنى لها.