محمد صادق Ýí 2008-11-22
من هم الذين أنعم اللــه عليهم ومن هم المغضوب عليهم ومن هم الضالين
"صراطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ "
يقول اللـــه فى سورة الفاتحة:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ (1)الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) ص&ou6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
هذه الآية الكريمة حددت ثلاث أنواع من البشر، المُنعم عليهم والمغضُوب عليهم وأخيرا الضالين. ولنبدء أولا بالنوع الثانى وهو المغضُوب عليهم ثم نتطرق إلى النوع الثالث وهو الضالين ثم فى النهاية نتكلم عن المُنعم عليهم, والسؤال هنا يطرح نفسه، من هم المغضُوب عليهم ومن هم الضالين؟
هل نأخذ الإجابة من كتب التفاسير والتراث أم نعود إلى كلام رب العالمين الذى بيده الأمر والنهى وله الحكم فى الأولى والآخرة وهو القادر على كل شئ.
إن عامة المسلمين يعتقدون أن تفسير هذه الآية الكريمة من سورة الفاتحة هو المكتوب فى كتب التفاسير وما ينشره الدعاة على المنابر فى كل مناسبة. وإذا سألت أى مسلم من عامة الشعب ما هو معنى المغضوب عليهم يقول اليهود وإذا سالته من هم الضالين يقول بكل ثقة انهم النصارى. وبنفس المنطق إذا ذكرت كلمة مشرك أو كافر أو منافق إلى آخر هذه الصفات التى ورد الكثير منها فى القرءآن الكريم يقولون هذا لا ينطبق علينا المسلمين بل ينطبق على أى شخص من غير أمة محمد – عليه السلام.
من أين جاء هذا التعليل والتفسير؟ من أين جائت هذه الفكرة أن المغضوب عليهم هم اليهود بنوع الخصوص و الضالين هم النصارى ومعظم التفاسير تحصر المغضوب عليهم على اليهود والضالين هم النصارى على وجه الخصوص وهذا الحصر والقصر بهذه الصورة هى تخالف ما جاء فى القرءآن الكريم.
منذ سنين طويلة كان يقلقنى ما أقرأ فى كتب التفسير عن هذه الآية الكريمة والتى سببت بعض الفضول للوقوف على حقيقة هذا الأمر فقمت بإجراء تدبر ودراسة هذه الأية واضعا القرءآن هو المصدر الوحيد – والذى هو دائما المصدر الوحيد فى دراساتى القرآنية – للوصول إلى أقرب ما يمكن للحقيقة وقد قررت أن اشارككم فى ما توصلت إليه.
فدعنا نتجول مع بعض المفسرين الذين قاموا بتفسير هذه الآية الكريمة والأدلة التى بُنى عليها هذا التأويل:
تفسير ابن كثير
فَيَدُلّ عَلَى مَا قُلْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ إِنَّمَا جِيءَ لِتَأْكِيدِ النَّفْي لِئَلَّا يُتَوَهَّم أَنَّهُ مَعْطُوف عَلَى الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ وَالْفَرْق بَيْن الطَّرِيقَتَيْنِ لِيُجْتَنَب كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا فَإِنَّ طَرِيقَة أَهْل الْإِيمَان مُشْتَمِلَة عَلَى الْعِلْم بِالْحَقِّ وَالْعَمَل بِهِ وَالْيَهُود فَقَدُوا الْعَمَل وَالنَّصَارَى فَقَدُوا الْعِلْم وَلِهَذَا كَانَ الْغَضَب لِلْيَهُودِ وَالضَّلَال لِلنَّصَارَى لِأَنَّ مَنْ عَلِمَ وَتَرَكَ اِسْتَحَقَّ الْغَضَب بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يَعْلَم وَالنَّصَارَى لَمَّا كَانُوا قَاصِدِينَ شَيْئًا لَكِنَّهُمْ لَا يَهْتَدُونَ إِلَى طَرِيقَة لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا الْأَمْر مِنْ بَابه وَهُوَ اِتِّبَاع الْحَقّ ضَلُّوا , وَكُلّ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَّارِي ضَالّ مَغْضُوب عَلَيْهِ لَكِنْ أَخَصّ أَوْصَاف الْيَهُود الْغَضَب كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ " مَنْ لَعَنَهُ اللَّه وَغَضِبَ عَلَيْهِ " وَأَخَصّ أَوْصَاف النَّصَارَى الضَّلَال كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ " قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْل وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاء السَّبِيل " وَبِهَذَا جَاءَتْ الْأَحَادِيث وَالْآثَار.
نفهم من تفسير ابن كثير الآتى: يقول ان طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به، ولكن اليهود فقدوا العمل... فما هو الحق الذى يتكلم عنه ابن كثير، فالمعروف ان الحق هو رسالات اللــه التى جائت لهداية البشر أو بمعنى آخر هو رسالة موسى عليه السلام- التوراة – فماذا حدث منهم، قالوا ان العامة من شعبهم لا يستطيعون فهم المراد منها وعلى ذلك فقام رجال الدين لديهم بكتابة كتاب آخر مبسط حتى يمكن للعامة من الشعب أن يفهموه فأصدروا كتاب التلمود، فبهذا إبتعدوا عن الحق ولم يعملوا به. فما بال عامة المسلمين اليوم، هل هم يؤمنون بالحق الذى جاء من رب السماوات والأرض، أقول نعم، ولكن نرى أن رجال الدين فى الأمة المسلمة والأجهزة الدينية التى طالما توجههم فى دعوتهم التى ينشرونها ويعلمونها لشعوبهم لم يبتعدوا كثيرا عما فعله اليهود مع رسالتهم السماوية. فمنذ قديم الزمن وحتى اليوم نجد أن كتاب اللــه المنزل على رسوله عليه السلام، لا يُتبع برغم الإيمان به وبديلا له اخذوا فى وضع كتب أخرى لعامة المسلمين لكى يتبعوها وهى – على حسب زعمهم – انها أسهل فى الفهم وتفسر ما جاء فى كتاب اللــه الكريم واللـه يقول:
" وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا " الفرقان(33)، فجاؤوا بمئات الكتب والتى إخترعوا لها أسماء ما أنزل اللــه بها من سلطان فكان كتب الأحاديث النبوية والأحاديث القدسية وما سموه السنة النبوية الشريفة. فإذا كان تفسير ابن كثير مبنى على هذه النقطة بالنسبة لليهود فما هو تفسيره لما حدث من أمة محمد. فاليهود عندهم التلمود والمسلمين عندهم كتاب البخارى ومسلم وغيرهما من كتب الحديث. فإذا طبقنا طريقة تفسير ابن كثير فيجب ان نقول ان المسلمين منذ صدور هذه الكتب بين أيدى الناس، لا بد ان ينطيق عليهم ما قرره ابن كثير لليهود فعلى ذلك هل يمكن ان نقول ان أغلب المسلمين اليوم ,قد حل بهم غضب اللــه لأنهم علموا الحق ولم يتبعوه.
ولنقرأ ما يقوله رب العباد رب اليهود ورب المسلمين، رب كل شئ...
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)آل عمران
نعم إن اللــه سبحانه وتعالى قال " ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)آل عمران
فلا يصح ان نقف عند هذه الآية ونصدر حكما شاملا فالأولى ان نقرأ الآيات التى تلتها فيقول رب العزة
" لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)آل عمران
أنظر إلى التشابه فى الألفاظ بين :
الآية رقم # 110 " تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" (المسلمين)
والآيةرقم # 114 " يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(أهل الكتاب)
هذا بالنسبة لليهود فماذا عن النصارى، يقول ابن كثير، " وَالنَّصَارَى لَمَّا كَانُوا قَاصِدِينَ شَيْئًا لَكِنَّهُمْ لَا يَهْتَدُونَ إِلَى طَرِيقَة لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا الْأَمْر مِنْ بَابه وَهُوَ اِتِّبَاع الْحَقّ ضَلُّوا..."
يقول ابن كثير ما معناه ان النصارى ضلوا لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه وهو اتباع الحق فضلوا، والسؤال هنا يطرح نفسه فنقول هل اغلبية المسلمين فى الأرض أتوا الأمر من بابه أو بمعنى هل اغلبية المسلمون يتبعون الحق... وما هو الحق الذى نتكلم عنه، يقول رب العزة " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " النساء (170)
تفسير الجلالين:
"صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ" بِالْهِدَايَةِ وَيُبْدَل مِنْ الَّذِينَ لِصِلَتِهِ بِهِ . "غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ" وَهُمْ الْيَهُود "وَلَا" وَغَيْر "الضَّالِّينَ" وَهُمْ النَّصَارَى وَنُكْتَة الْبَدَل إفَادَة أَنَّ الْمُهْتَدِينَ لَيْسُوا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى وَاَللَّه أَعْلَم بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِع وَالْمَآب وَصَلَّى اللَّه عَلَى سَيِّدنَا مُحَمَّد وَعَلَى آله وَصَحْبه وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا
أما بالنسبة للجلالين فقد نهج تفسير ابن كثير وقد اضاف اليه هذه العبارة فى تفسيره " أَنَّ الْمُهْتَدِينَ لَيْسُوا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى". قد حكم فى تفسيره على ان اليهود والنصارى بالإجماع انهم غير مهتدين، ولنقرأ فى كتاب اللــه من سورة المائدة :
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) واقول هنا فى نقطة الهداية، انها ليس فى مقدورنا ان نحكم على من هم المهتدون بغير الأخذ بكتاب اللــه فيقول سبحانه لحسم هذا الأمر فى سورة الأنعام " إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "(117)
تفسير الطبرى:
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ سِمَاك بْن حَرْب , قَالَ : سَمِعْت عَبَّاد بْن حُبَيْش يُحَدِّث عَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم قَالَ : قَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ : الْيَهُود ". * - وَحَدَّثَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن , قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُصْعَب , عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة , عَنْ سِمَاك بْن حَرْب , عَنْ مُرِّيّ بْن قَطَرِيّ , عَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم قَالَ : سَأَلْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْل اللَّه جَلَّ وَعَزَّ : " غَيْرالْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ " قَالَ : " هُمْ الْيَهُود " . 164 -وَحَدَّثَنَا حُمَيْد بْن مَسْعَدَة الشَّامِيّ , قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْر بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن شَقِيق : أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحَاصِر وَادِي الْقُرَى فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تُحَاصِر يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ : " هَؤُلَاءِ الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ : الْيَهُود " . * وَحَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : حَدَّثَنِي اِبْن زَيْد , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : " الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ " الْيَهُود. قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَاخْتُلِفَ فِي صِفَة الْغَضَب مِنْ اللَّه جَلَّ ذِكْره ; فَقَالَ بَعْضهمْ : غَضَب اللَّه عَلَى مَنْ غَضِبَ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقه إِحْلَال عُقُوبَته بِمَنْ غَضِبَ عَلَيْهِ , إِمَّا فِي دُنْيَاهُ , وَإِمَّا فِي آخِرَته , كَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسه جَلَّ ذِكْرُهُ فِي كِتَابه فَقَالَ : " فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ " 43 55 وَكَمَا قَالَ : " قُلْ هَلْ أُنَبِّئكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَة عِنْد اللَّه مَنْ لَعَنَهُ اللَّه وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير "
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْوَلِيد الرَّمْلِيّ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر , قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة , عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد , عَنْ الشَّعْبِيّ , عَنْ عَدِيّ بْن أَبِي حَاتِم , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { وَلَا الضَّالِّينَ } قَالَ : " النَّصَارَى " * -حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , أَنْبَأَنَا شُعْبَة عَنْ سِمَاك , قَالَ : سَمِعْت عَبَّاد بْن حُبَيْش يُحَدِّث عَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم , قَالَ : قَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الضَّالِّينَ : النَّصَارَى " . * - وَحَدَّثَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن , قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِم وَعَبْد الرَّحْمَن , قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُصْعَب , عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة , عَنْ سِمَاك بْن حَرْب , عَنْ مُرِّيّ بْن قَطَرِيّ , عَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم , قَالَ : سَأَلْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْل اللَّه " وَلَا الضَّالِّينَ " قَالَ : " النَّصَارَى هُمْ الضَّالُّونَ " . 174
أما الطبرى فقد جاء بما قاله ابن كثير وايضا ما جاء فى تفسير الجلالين ولكنه اسند رأيه إلى حديث عدى ابن حاتم الذى كان نصرانيا واسلم وكان يشق عليه حين سمع قول اللـــه تعالى من سورة التوبة " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ... " 31
فجاء إلى الرسول وهومُعترض على انهم اى النصارى لم يعبدوهم، قال عدى ابن حاتم للرسول " انا كنت منهم ما عبدناهم..." فما كان جواب الرسول " الم يكن يحرموا ويحللوا لكم قال عدى نعم فرد الرسول عليه، فهذه عبادتكم ". فى الواقع انى إستشهدت بهذا الحديث لأنه جاء فى تفسير الطبرى إسم عدى ابن حاتم، والذى يقودنى إلى موقف المسلمين اليوم الذى هو ليس بغريب عن حال المسلمين بعد وفاة الرسول عليه السلام وحتى الآن. نستنتج من هذا ان الذى يُحلل ويُحرم ويضع القوانين للبشر هو اللــه وحده لا يشرك فى حكمه احدا. وان من أحد مفاهيم العبادة ان لا نأخذ تعاليمنا والحرام والحلال إلا من كتاب اللــه القرءآن الكريم فنجد ان اللــه سبحانه وتعالى يقول :
" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ...* قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ... " الأعراف 31-32
" قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ ..." هذا سؤال إستنكارى وفى نفس الوقت هو امر للرسول ان يعلنه لقومه ولأن اللــه يعلم انه سيأتى الوقت على هذه الأمة ان يبتعدوا عن كلام رب العزة ويتبعوا غير كلام اللــه واوامره ونواهيه، فنرى انهم يقولون ان الرسول قد حرم لبس الحرير والذهب للرجال. فإذا صح هذا القول فمعناه اولا ان الرسول يعصى امر ربه بعد ان قال له " قل " والأمر الثانى ان هذه الأمة إذا إتبعت هذا القول فإنهم قد وقعوا فى نفس المشكلة التى اقلقت عدى ابن حاتم وكان رد الرسول عليه بأن هذه عبادة. وحاشى للــه ان يقول ذلك رسولنا الكريم ويعصى اوامر ربه ولكن نحن الذى إتبعنا اوامر ونواهى من خارج كتاب اللــه وعلى ذلك يجب ان ينطبق علينا تفسير وتعليل الطبرى بأننا اليوم والبارحة اننا ضالين لأننا حرمنا ما أحل اللــه لنا واتبعنا غير كلام اللــه الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والأمثلة كثيرة فى هذا الموضوع تستحق بحث منفصل فى المستقبل القريبب.
تفسير القرطبى:
اُخْتُلِفَ فِي " الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ " و" الضَّالِّينَ " مَنْ هُمْ فَالْجُمْهُور أَنَّ الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ الْيَهُود , وَالضَّالِّينَ النَّصَارَى ; وَجَاءَ ذَلِكَ مُفَسَّرًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث عَدِيّ بْن حَاتِم وَقِصَّة إِسْلَامه , أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنَده , وَالتِّرْمِذِيّ فِي جَامِعه . وَشَهِدَ لِهَذَا التَّفْسِير أَيْضًا قَوْله سُبْحَانه فِي الْيَهُود : " وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّه " الْبَقَرَة : 61 وَآل عِمْرَان : 112 . وَقَالَ : " وَغَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ " [ الْفَتْح : 6 ] وَقَالَ فِي النَّصَارَى : " قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْل وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاء السَّبِيل " الْمَائِدَة : 77 . وَقِيلَ : " الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ " الْمُشْرِكُونَ . وَ " الضَّالِّينَ " الْمُنَافِقُونَ.
أما بالنسبة لتفسير القرطبى، فقد جاء بشئ مختلف عما قاله الباقين من المفسرين ولكن لم يخرج كثيرا عن الإطار العام لكل المفسرين إلا ان قال انهم اختلفوا فى معنى المغضوب عليهم والضالين ولكن رجع مرة ثانية وقال " فَالْجُمْهُور أَنَّ الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ الْيَهُود , وَالضَّالِّينَ النَّصَارَى" وجاء فى آخر تعليقه بأن المغضوب عليهم هم المشركون والضالين هم المنافقون.
والسؤال هنا يفرض نفسه، هل اللــه سبحانه وصف أهل الكتاب بأنهم مشركون؟ ومن هم المنافقون؟
ولنقرأ ما انزل اللــه فى كتابه الكريم فى سورة البقرة:
مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " البقرة 105
فى هذه الآية الكريمة نجد ان اللــه قال " الذين كفروا من أهل الكتاب " فهناك جزء قليل من أهل الكتاب ليسوا كفار والأغلبية عكس ذلك وأيضا وضحت الآية بأن هناك اناس مشركون، وإذا نظرنا إلى الآية التالية من سورة المائدة التى تقول:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " المائدة 72
فهنا بدء اللــه سبحانه بقوله " لقد كفر " فمن قال إن المسيح ابن مريم هو اللــه فقد كفر ولكن نلاحظ ان فى نهاية الآية وضع اللــه قانونه الإلهى بأن من يقول ويعتقد ذلك فقد أشرك انظر إلى ختام الآية الت قال فيها سبحانه " إنه من يشرك باللــه " فهنا من قال هذا القول فقد كفر وأشرك فى نفس الوقت.
أما تعريف المنافقون بإختصار ما جاء فى سورة التوبة غيرها كثير فى القرءآن الكريم نكتفى بواحدة منها: " الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ " التوبة 67,68
فالآيات فى هذا الصدد كثيرة ولكن هل نستطيع أن نقول أن غضب اللــه يحل على أهل الكتاب خاصة أم هناك رأى آخر يوضح هذه النقطة، والجواب هو أن نرجع إلى كتاب اللــه ونبحث عن الأسباب التى تحل بصاحبها غضب اللــه والأسباب التى يوصف مرتكبيها بالضلال، ولنبدء أولا بغضب اللــه.
عند تدبر آيات اللــه فى القرءآن الكريم نجد أن الآسباب التى تؤدى إلى غضب اللــه، نختصرها فى الآتى:
1- قتل مؤمنا متعمدا " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " {93} النساء
2- الجدال فى اسماء ما نزل اللــه بها من سلطان " قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ "{71} الأعراف
3- الهروب من الجهاد فى سبيل اللــه " وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {16} الأنفال
4- الكفر بنعمة اللــه " كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى " {81} طه
5- والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ {6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {7} وَيَدْرَؤا عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ {8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ {9} النور
5- الذين يحاجون فى اللــه " وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ {16} الشورى
6- المنافقين والمنافقات والمشركين (الظانين باللــه ظن السوء) " وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا {6} الفتح
7- الكفر بما أنزل اللــه " بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ {90} البقرة
ونلاحظ هنا ان فى بعض الأحيان يقترن الغضب مع اللعنة كما هو واضح من الآية 6 من سورة الفتح فى المنافقين والمنافقات والمشركين وفى النساء الآية 93 عن مؤمن يقتل مؤمنا عمدا. ونلاحظ أيضا ان هناك غضب مضاعف كما قال سبحانه فى سورة البقرة الآية 90 عن الكفر بما أنزل اللــه. والنوع الثالث من غضب اللــه انه يقترن بالرجس كما قال فى سورة الأعراف الآية 71 الجدال فى اسماء ما نزل اللــه بها من سلطان.
هذه هى بعض الآسباب التى تؤدى إلى إحلال غضب اللـــه على مرتكبى هذه الآثام والكبائر.
هل يمكن أن نستنبط من هذه الآيات الكريمة، وغيرها كثير، هل يمكن القول بأن المغضوب عليهم هم اليهود فقط، فإذا تدبرنا فى هذه الأمثلة القليلة نجد أن غضب اللــه يحل على أى إنسان يدخل ضمن هذه الآثام والذنوب التى من أجلها يحل غضب اللــه عليه وإن اللــه ليس بظلام للعبيد ولا يريد الكفرلعباده.
وإذا تدبرنا فى أسباب الضلال واللعنة فنجدها فى الآيات التالية:
1- المنافقين " وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ {14} اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {15} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ {16} البقرة
2- يكتمون ما أنزل اللــه "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {174} أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ {175} البقرة
3- الشرك باللــه " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا {116} النساء
4- الذين كفروا وصدوا " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيدًا {167}النساء
5- الكفر البين " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا {136}النساء
6- الإفتراء على اللــه كذبا " ..... فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {144} الأنعام
7- إتخاذ أولياء من دون اللــه " فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {30} الأعراف
8- الدعاء لغير اللــه " يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ {12}الحج
9- الظالمين " يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء {27} إبراهيم
10- إتباع الهوى " بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ {29} الروم
11- مخالفة أمر اللــه وعدم إطاعة الرسول " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا {36} الأحزاب
12- عدم الإيمان بالآخرة " أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ {8} سبأ
13- الإبتعاد عن ذكر اللــه " أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ {22} الزمر
14- عدم إتباع ما جاء به الرسل "قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ {50} غافر
15- التكذيب بالساعة " يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ {18}
16- عدم إستجابة الدعوة إلى اللــه " وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {32} الأحقاف
17- الغلو فى الدين وإتباع الهوى" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ {77} المائدة
18- تبديل النعمة وجعل للــه أندادا " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ {28} جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ {29} وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ {30} إبراهيم
لقد عرضنا فى ما تقدم نوعين من الناس الذى وصفتهم الآية الكريمة موضوع البحث وهم المغضوب عليهم والضالين، والآن ننتدبر الصنف الأول الذى ذكرته الاية الكريمة وهم " الذين أنعمت عليهم " او بتعبير آخر " الذى أنعم اللــه عليهم " فيجب أولا ان نتعرف على ما هى النعمة التى تتكلم عنها الآية الكريمة وثانيا من هم الذين أنعم اللــه عليهم.
يقول اللــه سبحانه وتعالى عن نعمه : " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" النحل18
إن هذه النعم لقد خلقها وجعلها وسخرها لكل الآنام، لكل البشر كفار ومشركين ومؤمنين ويهود ونصارى وحتى الملحدين فهم جميعا فيها سواء. هذه النعم التى لا تُعد ولا تُحصى فهذه النعم لكل البشر والآيات عن نعم اللــه كثيرة جدا فى القرءآن الكريم ولا تخلى سورة من سور القرءآن إلا واللــه سبحانه يذكر نعمه على البشر وما كان عمل هؤلاء بهذه النعم هل زادتهم إيمانا أم كفرا وعنادا. ولكن هناك نعمة أعظم وأجل من كل هذه النعم التى نتمتع بها فى الدنيا، أما هذه النعمة فهى نعمة خالصة للمؤمنين من أى نوع من البشر إذا آمن بها وإتبع ما جاء فيها سواءا كان يهوديا أو نصرانيا أو مسلما أو غير ذلك، طالما آمن بها وصدق هذا الإيمان بالعمل وإتبع ما جاء فيها من الحلال والحرام فقد فاز فوزا عظيما.
إنها نعمة القرءآن الكريم الذى تأذن اللــه بفضله على البشرية جمعاء فانزلها نعمة تُسمع وتقرأ ويتعبد بها فقال عز من قائل فى سورة البقرة 2-5:
" ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *
وقال سبحانه فى القرءآن الكريم عن القرءآن، ورسوله عليه السلام، " مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ" القلم (2 وقال له أيضا " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " الضحى (11
فما هى هذه النعمة التى أمر اللــه بها رسوله ان يُحدِّث بها، هى القرءآن الكريم " وذكر بالقرءآن من يخاف وعيد " .
فإذا سألت معظم عامة المسلمين اليوم وما اشبه اليوم بالبارحة، إذا سألت من هم الذين أنعم اللــه عليهم يكون الرد حاسما وبكل تأكيد انهم أمة محمد ونسى باقى خلق اللــه. فمن أين جائت هذه الفكرة اننا نحن أمة محمد "عليه السلام" فقط الذى أنعم اللــه عليهم دون سواهم. هذا يدل على ان الغالبية العظمى لا يتدبرون القرءآن ولا يتذكرون ولكن يتبعوا ما يقال على المنابر والدعاة فى كل مشارق الأرض ومغاربها وكل هذه الكتب والأحاديث التى هى ظنية والسنة التى نسبوها لرسولنا الكريم وخاتم الأنبياء ونسوا ان الرسول يوم القيامة سيتبرأ من أمته ويشكوا إلى ربه فيقول فى سورة الفرقان 27-30:
" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا* يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا * وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا *". ما هو سبيل الرسول... القرءآن، ما هو الذكر... القرءآن، وكيف كان هجر القرءآن؟ والجواب على هذا السؤال يحتاج إلى بحث منفصل. ولو تدبر عامة المسلمين ونفذوا ما أمرهم ربهم بتدبر القرءآن كما قال " أفلا يتدبرون القرءآن أم على قلوب اقفالها ؟ " فالتدبر نوع من العبادة وإطاعة اوامر اللــه سبحانه ولا نتكل على آراء الآخرين، يمكن أن نسمع ونقرأ ولكن فى النهاية لابد من التأكد من ما نسمعه أو نقرأه هو ما امر به الخالق فى كتابه الكريم. ألم يتدبروا قول اللــه ويتخذوا منه عبرة ودرس يجب الإنتباه له بكل جدية وحزم فى سورة العنكبوت 67:
" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ"
ألم يتدبروا قول اللــه فى سورة لقمان 20:
" أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ".
وفى موضع آخر وفى مناسبة اخرى قال سبحانه فى سورة الأحزاب 9:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ". وبعد بضعة آيات فى نفس السياق يقول سبحانه : وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12
هذه الآيات وغيرها الكثير تخاطب قوم قالوا انهم قوم محمد عليه السلام، ويخاطب فيها المؤمنون فهل هؤلاء قد انعم اللــه عليهم من دون باقى البشر...!
ما هو السبب الذى يجعلنا نعتقد ان الذين أنعم اللــه عليهم هم امة محمد عليه السلام، دون اى قوم آخر. لقد جاء القرءآن للعرب اولا ثم لباقى البشر ثانيا، فماذا حدث، هجرنا القرءآن الكريم......!
وأنظر إلى قول اللــه فى الذين أنعم اللــه عليهم، وأن هذه بعض الأمثلة فيجب أن نقرأ ما قبل وما بعد هذه الآيات حتى نُلم بكل حقائق هذه النعمة:
" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا * ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا " النساء 70,69
" أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا " مريم 58
" تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا " مريم 63
وفقنا اللــه لما يحب ويرضى ودائما وأبدا نقول فى كل دقيقة من حياتنا الدنيوية ونأمل من اللــه السميع العليم ان يتقبل دعائنا:
" اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ " (7)
مثلي كمثل أغلب المسلمين افهم سورة الفاتحة كالاتي:
إذا سألني شخص مثلا هات يا عمار مثال على المغضوب عليهم اجيب فورا أغلب اليهود و بعض النصارى و إذا سألني هات يا عمار مثال على الضالين أجيب فورا اليهود و النصارى لكن لا يخطر لي ابدا ان اليهود هم فقط المغضوب عليهم و لا يخطر لي ابدا ان النصارى هم فقط الضالين و افهم ان ليس كل اليهود مغضوب عليهم لكن كلهم ضالين والنصارى ايضا كلهم ضالين و بعضهم مغضوب عليهم المسلمين كذلك فيهم ناس مغضوب عليهم وفيهم ناس ضالين لكن الفرق المهم هنا ان اليهود و النصارى كلهم ضالين و بعضهم مغضوب عليهم و ليس بينهم احد على الصراط المستقيم اما المسلمين ففيهم ناس على الصراط المستقيم و فيهم ناس مغضوب عليهم و فيهم ناس ضالين فالمغضوب عليهم هم اسوء من الضالين يعني كل مغضوب عليه يكون ضال حكما بس مش كل ضال مغضوب عليه لان الضال هو كل شخص لا يتبع الحق الحق نفهمه نحن بانه موجود في القران و فقط في القران و الذي لا يؤمن بالقران اكيد شخص ضال و افهم كمان ان الفاتحة هي اول دليل يثبت كلامي لانها دعاء نطلب فيه من الله تعالى يهدينا و لا يجعلنا نعمل اشياء تسبب غضبه علينا وكذلك بالنسبة للضلال ندعوه ان لا نضل عن الصراط المستقيم معناها الفاتحة بحد ذاتها تشكل اقرار من المسلم ان غضب الله و الضلال عن الحق يمكن يصيب المسلم ايضا و ليس فقط يصيب غير المسلم كاليهودي والنصراني هكذا افهم الفاتحة و السلام عليكم
كل من طبق على نفسه التالى فهو على الصراط المستقيم .. بدون أى فلسفات .. أو أوهام .. أو تخيلات .. يضع فيها أى أحدا نفسه مُشرعا ( أستغفر الله ) فوق سبحانه تعالى :
{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .. الأنعام 151 - 153 ..
أى أن الصراط المستقيم .. كما أوضحه سبحانه تعالى هو :
1- عدم الشرك بالله ..
2- عدم عقوق الوالدين ..
3- عدم قتل الأولاد ..
4- عدم فعل الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
5- عدم قتل النفس بدون حق ..
6- عدم الصرف من مال اليتيم بالباطل ..
7- عدم القسط فى الكيل .. أى التجارة ..
8- عدم القسط فى الميزان .. أى التحكيم ..
9- عدم الشهادة الشهادة بالعدل حتى على أقربائك ..
10 - عدم الوفاء بعهد الله ..
إنتهى ..
نقف عند الجزئية التالية :
{ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ }
ونجزأها ..
1- ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .. من وصى الله بهذا ؟؟ .. وما هى الوصايا ؟؟.. ومن يقصدهم تعالى بقوله لعلكم تذكرون ؟؟.. ويذكرون ماذا ؟؟ ..
2- وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ .. الله هنا يكافئ الوصايا التى وصاها للسابقين بالصراط المستقيم قلبا وقالبا ..
السؤال .. ما هو الذى فى كتب السابقين من الوصايا مكافئ فعلا لبنود الصراط المستقيم ؟؟ .. وطالما قال تعالى { وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون } .. البقرة 41 .. فأحدا من أمرين .. أما أن تكون الأجابة موجوده فى كتب آهل الكتاب .. أو كذب القرآن ( وحاشا لله ذلك ) ..
إنتهى ..
اخواني الأعزاء قلت هذا فهمي للفاتحة و ا نا فعلا هيك افهمها ليس معنى كلامي ان فهمي هو الحق 100% حبيت انبه الكاتب انه بنى كل مقالته على فكرة ان المسلمين يقولون المغضوب عليهم هم اليهود و الضالين هم النصارى و كتبت المعنى الذي أؤمن به و قد يشاركني كثيرين فيه و لونته باللون الأزرق لاهميته و اعيده هنا كمان لكن لا يخطر لي ابدا ان اليهود هم فقط المغضوب عليهم و لا يخطر لي ابدا ان النصارى هم فقط الضالين معناها اريد من الكاتب ان لا يبني مقالته على فكرة نسبها للمسلمين و عممها عليهم يا ليت الكاتب يفند الرأي الذي بالأزرق لان هذا ما يؤمن المسلمون به و انا منهم اما كلامه في المقالة عن فهم المسلمين للفاتحة فليس صحيح يوجد ناس يقولون هذا لكن ليسوا اغلبية متعلمة بل اميين تماما لا يفكون الخط لماذا نكتب مقالة و نفرض ان المسلمين يقولون كذا و كذا هل ذلك من اجل ان يقول الكاتب انه يصحح المفاهيم فيبحث عن الحد الاقصى في الجهل و يجعلهم اغلب المسلمين طيب انا احد المسلمين نصف المتعلمين فلا انا امي و لا انا خريج جامعي اقول ما افهم و افند قول الكاتب ان المسلمين يقولون كذا و كذا و اقول هاي انا افهم شيء اخر قد يكون فهمي خطأ لكن يثبت ان المسلمين لا يقولون المغضوب عليهم هم اليهود و الضالين هم النصارى فهم يقولون اليهود من المغضوب عليهم والنصارى من الضالين و من طبعا للتبعيض يعني المغضوب عليهم أشكال و انواع بعضهم من اليهود والضالين ايضا اشكال و انواع و بعضهم من النصارى فلتتوجه المقالة للرد على الذين يقولون هذا الكلام لانه كلام يحتاج ان يرد عليه الكاتب ليه يبحث الكاتب عن الهدف السهل ويرد على الاميين اللي ما بعرفوا شو عم يحكوا يعني ما في اسهل من اثبات انو بعض المسلمين مغضوب عليهم و بعضهم ضالين. و الله يعطيكم العافية جميعا و شكرا لكم
يسيطة خالص يا اخوانا . .. أنتم مش فاهمين .. فالسيد أحمد إبراهيم ... وضح وقال قوله الفاصل :
{ يؤسفني الأخذ بمبدأ التعميم وكأن الله سيحاسب علي الأنتماء وليس علي السلوك الفردي}
{ فالحل والتوضيح موجودان في "من آمن وعمل صالحا" ولأجل ذلك كررت الآيات القرآنية بكثيرة في القرآن العظيم }
يا سلام .. حلو .. قوووووووى اللخبطان دا ..
يا راجل ما تكتب حاجة كويسة بقى ..
هى فيه حاجة بالقرآن من الدلفة للدلفة أسمها من أمن وعمل صالحا ..
أيها الموضح الأسف على غيرك .. كلمة أمن لابد ان يأنى مباشرة ورائها بماذا
هل يؤمن بالطاغوت ؟؟ .. أم بالشيطان ؟؟ .. ام بماذا ؟؟
والله العظيم لن أكتب أى مقال هنا حتى يُحسن الناس هنا الكتابة والقراءة أولا ..
دى أول حاجة علمها سبحانه تعالى لأدم هى الآسماء .. والذى لا يعلم الأسماء .. لا يجب أن يتجادل فى آيات الله أبدا ..
الخلاصة :
بالله عليكم .. من مأسوفا على من ؟؟
إنتهى ..
التالى منكم مخالفا لشروط النشر هنا :
{ مش مهم فأنا لست عمار ولست أسامة }
{ فإذا لم يقنعك عمار بمكونات الرجس الموضح تكوينه في نفس الآية، أمامه، فأنا لن أقنعك بما يتأتي أيضا في نفس الآيات بعد "من آمن"}
أما عن :
{أنا لم أفهم حقا، قصد كلمة "الدلفة" فأريد فهمها منك لكي تعلمني} ..
هذا شيئا راجعا لى أن أعلمك أياه من عدمه .. فأنا لا أتداخل لكى أعلمك كما تعتقد .. إنما أتداخل لعدم العك منكم فى الدين فقط .. وعليه أستعن بصديق لكم لكى تتعلم ..
إنتهى ..
يا شريف أفندي
لن أنزلق معكم فى الرد على هذا ..
وما كتبته أنت بأن الخمر ليست رجس
إقرأ جيدا .. نعم هذا ما أنتهيت إليه من تدبر .. أن الخمر كمادة قائمة بذاتها ليست رجسا .. وكتبته وأثبته بآيات الله البينات .. .. فالمرآه مثلا يُزنى معها ولكنها ليست برجسا .. وتناولكم لموضوع الخمر هنا مخالفة أخرى لشروط النشر .. فلم يمنعكم احدا من الكتابه والأدلاء ببراهينكم من الكتاب المنير هناك أمام ذهابى ..
والرجس ليس إثم ..
أنا لم أقل هذا هناك .. فهذا من عندكم أنتم .. وإقرأ جيدا ..
فأنا كنت أكتب ولم أفهم الحقيقة الباطنية لشروط النشر علي موقعكم
معذرة .. إقرأ جيدا .. وتفهم أولا .. أننى لست قرآنى .. أننى من أصدقاء آهل القرآن ..
إنتهى ..
بارك الله فيك يا استاذ -محمد صادق - على هذا البحث القيم .والذى جمعت فيه بين الحسنسن .توضيح معنى ومواصفات المغضوب عليهم ،والضالين ،فى كتاب الله ،ومفهومهما ومواصافتهما فى كتب التراث ،التى يعتمد عليها أئمة المنابر وعامة المسلمين ،والتى وصمت الإسلام بما ليس فيه من كراهية لأصحاب الديانات الآخرى ..فبارك الله فيك على ما تقوم به من تصحيحات لهذه المقولات التراثية البالية ،صاحبة ثقافة الكراهية والدمار ،وتبيان مخالفتها لما جاء فى كتاب رب العالمين ،جعلنا الله وإياكم على صراطه المستقيم .
السلام عليكم ورحمة اللــه وبركاته
الأخ الكريم عمار نجم والأخ الكريم أحمد إبراهيم،
هذه مقتطفات من المقالة لتوضيح بعض النقاط:
" إن عامة المسلمين يعتقدون أن تفسير هذه الآية الكريمة من سورة الفاتحة هو المكتوب فى كتب التفاسير وما ينشره الدعاة على المنابر فى كل مناسبة. " المقصود من عبارة عامة المسلمين بمعنى المسلم العادى الذى لايستطيع أن يتحقق من كل ما يسمع أو يقرأ لسبب ما، وعبارة عامة المسلمين بمعنى " رجل الشارع " بالمفهوم الجيد وليس بالمفهوم السيئ والذى يتلقى معلوماته من شرائط مسجلة أو الإستماع إلى محاضرات فى التلفزيون أو ما يقال فى معظم الأحيان على المنابر وما شاكلتها. وهم ليس لديهم القدرة على التأكد من صحة كل هذا فيكون جوابهم سمعنا وأطعنا. وإليكم ما قاله المفسرون بإختصار شديد مرة ثانية:
من أين جاء هذا التعليل والتفسير؟ أو بمعنى آخر من الذى أوجد هذا المفهوم فى عقول بعض الناس
تفسير ابن كثير
وَكُلّ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَّارِي ضَالّ مَغْضُوب عَلَيْهِ
تفسير الجلالين:
"غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ" وَهُمْ الْيَهُود "وَلَا" وَغَيْر "الضَّالِّينَ" وَهُمْ النَّصَارَى
أَنَّ الْمُهْتَدِينَ لَيْسُوا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى وَاَللَّه أَعْلَم بِالصَّوَابِ
تفسير الطبرى:
عَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم قَالَ : قَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ : الْيَهُود ".
عَنْ عَدِيّ بْن أَبِي حَاتِم , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { وَلَا الضَّالِّينَ } قَالَ : " النَّصَارَى "
تفسير القرطبى:
فَالْجُمْهُور أَنَّ الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ الْيَهُود , وَالضَّالِّينَ النَّصَارَى ; وَجَاءَ ذَلِكَ مُفَسَّرًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث عَدِيّ بْن حَاتِم وَقِصَّة إِسْلَامه
هذا ملخص ما جاء به هؤلاء المفسرين الأفاضل، فإن كان القارئ على فهم صحيح كما توصل إليه الأخ الكريم عمار نجم فهذا ما تقوله المقالة ولكل من توصل بتدبره ودراسته مثل الأخ عمار فإن هذه المقالة ليست موجهة إليه وعلى الذين يعترضون بدون تدبر فى المقصود من هذه الكلمات فهذا ليس ذنب أحد وعليه أن يناقش ويجادل مع المفسرين الذي ذكرتُ بعض منهم فقط على سبيل المثال.
وأقول لكل من يريد الجدال والمهاترات الذى لا تؤدى إلى أى نتيجة نستفيد منها جميعا فقرارى انه سوف لا اقوم بالرد على أى تعليق يتصف بهذه الصفات منعا من تضييع الوقت والجهد وأن وقتى لا يسمح بذلك وارجو ان لا يؤخذ هذا القرار على محمل شخصى وهذا نتيجة تجارب وجدالات حدثت فى هذا الموقع مع كثير من الكتاب الكرام فى موقعنا أهل القرءآن.
وفى النهاية كل منا حُر فى ما يعتقد حتى يحين اليوم الذى لاتملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ للـــه.
ولكم منى جميعا كل تقدير وإحترام
أخى الكريم عثمان،
أشكرك على قطع جزء من وقتكم للقراءة والتعليق على هذه المقالة المتواضعة بالرغم من المشاغل والمشاكل التى تأتى غير متوقعة وأشكركم على حسن ظنكم.
بارك اللــه فيك أخى الكريم وتقبل منى كل تقدير وإحترام
بعد التحية والسلام على الجميع ..
عندما يلقى عليكم السلام أربعة .. وتردون على ثلاثة منهم فقط .. فالآمر واضحا ..
وعندما يُقترن الرد والأستثناء أعلاه .. بالرد حتى على من يعارض ذهابكم .. وتستثنون من يوافق ذهابكم .. فالأمر واضحا .. مرة أخرى ..
كونكم تشيروا ضمنيا للناس ( بعدم رد السلام ) .. عن المُسلم الذى سأللكم عن البراهين الآسلامية التى جعلتكم تذهبوا لتشريك ..أكرر .. تشريك .. وليس تكفير كسابقكم .. تشريك فوق المليار ونصف مُسلما .. أكرر .. تشريك فوق المليار ونصف مُسلما لكونهم يرجمون الجمرات فى مناسك الحج ..التالى :
{ وأقول لكل من يريد الجدال والمهاترات الذى لا تؤدى إلى أى نتيجة نستفيد منها جميعا فقرارى انه سوف لا اقوم بالرد على أى تعليق يتصف بهذه الصفات منعا من تضييع الوقت والجهد وأن وقتى لا يسمح بذلك وارجو ان لا يؤخذ هذا القرار على محمل شخصى وهذا نتيجة تجارب وجدالات حدثت فى هذا الموقع مع كثير من الكتاب الكرام فى موقعنا أهل القرءآن. }
فالأمر بات واضحا .. وجليا ..
أما عن قواكم التالى :
{وفى النهاية كل منا حُر فى ما يعتقد حتى يحين اليوم الذى لاتملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ للـــه. }
فهذا هو ما أختلف قيد أنمله عن قول أحدكم هنا بالتالى :
{في النهاية.. من شاء فليجتنب ومن شاء فلينتهي ومن شاء ألا يفعل فهو حر }.. ( إضغطوا هنـــــــا ) .. وبات الآمر واضحا وجليا .. وبه إصرارا ..
وأعيد على أبصاركم .. ما كُتب .. لسابقكم .. وهو الآن موجهه لكم ..
{ في النهاية.. من شاء فليجتنب ومن شاء فلينتهي ومن شاء ألا يفعل فهو حر ..
هذا عسل .. ولكن بينه وبين نفسه .. وهى أيماناته الشخصية الخاصة .. حتى وإن كفر .. هو حر .. وإحنا مالنا .. يعمل اللى عاوز يعمله .. وإحنا مالنا .. وله أكثر من هذا أيضا .. }
{ في النهاية.. من شاء فليجتنب ومن شاء فلينتهي ومن شاء ألا يفعل فهو حر .. صحيح .. لكن بينك وبين نفسك .. ولكن .. عندما تريد أن تجاهر برآيك من تلقاء نفسك متطوعا .. وأين ؟؟ .. أكرر .. وأين ؟؟ .. فى مجلسا للذكر ( وهو مجلسا للعلم القرآنى ) .. جاهر بالبراهين القرآنية .. وقيل لكم هذا مرات ومرات ..}
وأنا بدورى أقول لكم فى النهاية لا تقل لى أننى لم أبلغكم وأبين لكم .. مسعى نهايتكم الواضح الجلى .. واللهم قد بلغت .. فاللهم فأشهد .. وكفى بالله شهيدا ..
إنتهى ..
الحقيقة كلام مدعم بالآيات يشرح بوضوح غير المغضوب عليهم ، الضالين ، والذين أنعمت عليهم ، وفرق كبير بين ما جاء في كتب التفسير والتي تجعل الهداية حصريا للمسلمين وتحددهم أيضا. أما المغضوب عليهم والضالين فتقوم بتوزيع هاتين الصفتين على اليهود والنصارى ، وعلى المتضرر اللجوء لكتب التفسير .
تعليق على مقال المغضوب عليهم والضالين
قرأت مؤخرا موضوع المغضوب عليهم والضالين بقلم السيد/ حسين الرفيعي وتعليقات الاخوة (بارك الله فيهم)، ولكنى أُحب تحديد المصطلحات حتى تكون الأمور واضحة ولا تلتبس علينا، ولذلك أقترح التعريفات:
من أنعم عليهم الله هم: من استجابوا لنعمة الله بإيمان لا يشوبه ظلم أو شرك
الضالون هم: من يظنون أنفسهم مؤمنين ولكنهم شابوا إيمانهم بالظلم والشرك
المغضوب عليهم هم: شديدو الضلال فهم كفار مُدركين لكفرهم مُصرين عليه
أو تعريف آخر:
من أنعم الله عليهم هم: من ساروا على الطريق المستقيم
والضالون: من انحرفوا عن الطريق المستقيم
والمغضوب عليهم: من هجروا الطريق المستقيم
ويُمكن جمع التعريفين معا.
برجاء التعقيب بعد مراجعة آيات القرآن الكريم لتحديد المصطلح القرآنى فى المعجم القرآنى بما قل ودل بحيث يكون واضحا فى أذهاننا، ويكون جامعا مانعا.
عزالدين محمد نجيب
24/6/2009
الموروث قال لنا أن الصلاة عماد الدين"”
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
دعوة للتبرع
الموالد من تاى : سلام دکتر احمد صبحي منصور : انا ليس من اهل...
غطاء عن ذكر الرحمن: ما معنى الذين كانت اعينه م فى غطاء عن ذكر الله...
ردة عمر البشر : عن الحكم بالرد ة الذى صدر بحق الزوج ة ...
التعمد فقط: هل يحاسب الله الإنس ان علي الألم النفس ي ...
الوصية الشيعية: انا شيعي واقول لك ان القرا ن أمر بالوص يه كتب...
more
بعد التحية والسلام ..
عندما يسوق هنا أحدا البراهين من القرآن .. وليس من تخيلاته الشخصية .. وأيضا تلك البراهين التى لها علاقة بالذهاب الذى يطرحه .. وليس ذلك النوع من الآستشهاد بالآيات القرآنية التى لا تمت .. لا من قريب .. ولا من بعيد .. للذهاب الذى يقدمه .. اللهم سوى حشر آيات قرآنية فى غير محل الآستشهاد تماما .. ويقول نحن أثبتنا .. معتقدا أن من تقرا لها عقول الأطفال .. أتذكر قوله تعالى ..
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ } .. الحج 8
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ } .. الحج 78
مقالكم يثبت أنكم لا ينطبق عليكم آيات الحج 8 و الحج 78 .. ونعم الأستشهاد منكم بالآيات القرآنية .. وأرجو أن تكونوا قد غطيتم جميع الآيات ( على مستوى الجذر ) التى بها المغضوب والضالين ..
تحياتى .. والسلام ..