فوزى فراج Ýí 2009-09-02
تساؤلات من القرآن لأهل القرآن- 29
نعود اليوم بعد غيبة بضعة شهور من التساؤلات الى الحلقة التاسعة والعشرون من التساؤلات, ونرجو من الله التوفيق.
نبدأ فى سورة الأعراف, الآية رقم 12
1- قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ
والسؤال هو عن التركيب اللغوى , وربما أكون مخطئا تماما . معرفتى ان نفى النفى هو إثبات, وما منعك هو النفى الأول, ثم ألا تسجد, هو النفى الثانى, كلمة ( ألا تساوى أن لا ), ورغم اننا نعرف تماما من سياق القرآن بأن إبليس لم يسجد لآدم, غير ان التركيب اللغوى هنا يحتوى على نفي النفى, فلو قلت لإبنى مثلا, ما منعك ان تذهب الى السوق لشراء لوازم البيت إذ أمرتك بذلك, فهى تعنى اننى أمرت إبنى بالذهاب الى السوق لشراء لوازم البيت ولكنه لم يذهب, وكذلك, لو كانت الآيه تقول ما منعك أن تسجد إذ أمرتك, فستعنى انه الله أمره أن يسجد ولكنه لم يسجد, ولذلك فإنى ارجو من خبراء اللغة التفضل بالشرح.
ثم فى الآيتين رقم 189 , 190
2 - هوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
على من تعود الآية, هل تعود على أدم بحكم أنه اول البشر الذى امر الله الملائكة ان تسجد له, وانه هو من خاطبة وحذره ان يأكل من الشجرة...............الخ, فلو كان هو أدم فكيف يمكن فهم الآيه التالية من انهما جعلا لله شركاء, وليس فى القرآن بأكمله ما يشير ان أدم عصى ربه سوى فى موضوع الشجرة, كما ان ذلك العصيان لا يسمى شركا بالله او ما يوصف بأنهما جعلا له شركاء كما نصت الآيه. ولو لو يكن أدم, فمن, وكيف نفسر سياق الآيه 189 والذى يبدو من معناها انه كانت هناك عملية خلق لنفس واحدة, ثم علمية خلق لزوجها, ثم عملية حمل , ثم دعوة من الإثنين لله ان يكونا من الشاكرين إذا وهبهما صالحا, ثم بعد ان أتاهما صالحا, أشركا بالله , حتى ان الآية تنتهى ب ( تعالى الله عما يشركون).
من سورة الأنفال فى الآيات من 32 الى 34 نجد ما يلى
3 - وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
هنا نجد فى الآية رقم 32 ومما قبلها ان الكفار لم يصدقوا ان القرآن من عند الله وقالوا انهم يستطيعون ان يقولوا مثله وانه من أساطير الأولين, ثم فى تحدى واضح لله وللرسول, طلبوا ان تمطر السماء عليهم حجارة او يأتيهم عذاب عظيم, فتأتى الآية التالية لتقول ان الله ( ما كان يعذبهم وأنت فيهم , من الممكن ان نفهم هذا الجزء , ولكن تستطرد الآية لتفول وما كان الله معذبهم وهم (( يستغفرون)), فهل كان الكفار المعنيين بهذا القول والتى نزلت الآيات تشير اليهم وبشأنهم, هل كانوا يستغفرون ؟؟ إنه من المعروف ان الذى يستغفر هو الذى يعترف ويقر بخطئه, وليس هناك ما يشير الى ان الكفار إعترفوا وأقروا بخطئهم, ثم تأتى الآية التالية لكى تؤكد ان الله سوف يعذبهم بسبب صدهم عن المسجد الحرام, فكيف نفهم تلك الآيات, هل سوف يعذبهم الله, ام أنه لن يعذبهم والرسول فيهم, ام أنه سوف يعذبهم لصدهم عن المسجد الحرام, علما بأن تلك الآيات هى من الآيات التى تخص الرسول وزمن الرسول وكفار الرسول كما أقرؤها أنا على الأقل.
وفقنا الله جميعا الى سبيله وكل عام وأنتم بخير.
كدت اعتقد ان تساؤلاتى إما قد أصبحت غاية فى الصعوبة , او لم تعد بذات أهمية , وكنت اعتقد والله أعلم انك ستكون اول من سيحاول الإجابة .
تفسيرك لرقم واحد فى ال حقيقة هو خير ما قرأته, ولا أعتقد ان هناك تفسرا منطقيا أخر, وربما اكون مخطئا فى ذلك فيأتى احد الأخوة بتفسير اكثر منطقية والله أعلم, ولكن ما قلت من ان ذلك يعد من بلاغة القرآن التى تحتاج الى الكثير من الجهد والإجتهاد أحيانا فى إدراك معناها.
بالنسبة لرقم 2 ورقم 3 , فقد يكون ما جئت به هو التفسير الوحيد , وهو أيضا منطقى الى حد كبير, ولكن أرجو ان يكون هناك من يستطيع ان يؤكد ذلك معك او من يستطيع ان يأتى بتفسير أخر, ونحن فى الإنتظار.
شكرا جزيلا اخى محمود وكل عام وأنتم بخير
أخي العزيز فوزي .. و بالطبع لم و لن تفقد أسئلتك قيمتها .. فستبقى تساؤلاتك واحة ً فكرية لتنشيط الأذهان. و أنا أحب أن أتابعها جميعا و أتابع التعليقات عليها خاصة إن لم أستطع الإجابة
وصلنى التعليق التالى من الأستاذ الفاضل أحمد بغدادى على بريدى الخاص, وقد رأيت ان أعرض وجهة نظره على الجميع , فقد يتفق معه البعض او قد يختلف.
------------------------------------------------------------------------------------------------
أستاذ فوزي :أنا من الحريصين على متابعة أخبارك ونشاطاتك... ولقد تابعت باهتمام مقالتك الأخيرة " متى نفطر مرةً أخرى" رغم أنني قرأت مقالتك الأولى عن وقت الإفطار..إلا أن ذلك لم يفتر همتي بقراءة الثانية...."متى نفطر مرة أخرى" التي أعدت فيها التأكيد على ثوابت المقال الأول.... وأتمنى ان نتدارس جميعاً كلام الله تعالى في ذلك الامر وكل امرٍ أمر به الله تعالى في كتابه الكريم..
لقد قرأت لك التساؤلات الجديدة...وأحب أن أقدم ما أؤمن به من معنى للآيات الكريمة موضوع التساؤلات....
يقول سبحانه وتعالى(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)...
اختلف مع الفكرة التي تقول أن هناك نفيين في قوله" ما منعك" ثم " ألا تسجد" ..فقوله تعالى ميسرٌ للفهم إن نحن قراناه بالنظر إلى عظمة وجلال ربنا الله تبارك وتعالى.....
لقد قام إبليس بشيئين : التفكر والاجتهاد في أمر الله تعالى فعصيانه ,
... ثم عدم القيام بذلك الأمر الإلهي...بغض النظر عن ماهيته...إن قوله تعالى "" ما منعك"" هو العصيان و ""ألا"" عدم القيام بالسجود.. بعبارة أخرى: هناك عصيان فكري للأمر الإلهي ثم عدم القيام بتنفيذ الأمر....
..لقد قام إبليس بأول عملية اجتهادية فكرية في تاريخ الإنسانية...لقد قدر انه أفضل من آدم بالنظر إلى ماهية الخلق وفيما كان الملائكة ساجدون بقي هو واقفاً يقارن ويجتهد( ما منعك").. فهذا عصيان لأمر الله تعالى.. قدر ثم قرر عدم السجود... ونفذ قراره( أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ )
أضرب مثلاً: هناك الكثير من المؤدين للصلواة الخمس الراكعون الساجدون, ولكنهم لا ينتهون عما نها الله تعالى عن فعله...فهذا ضلال فكري ترتب عليه عصيانٌ مادي...وأن تم تنفيذ الأمر بالصلاة...
ما قام به إبليس هو انه فعل الاثنين ....أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت..
ثانياً::: قوله تعالى ( - هوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )" صدق الله العظيم..
عندما يغفل الله تعالى الأسماء فذلك لحكمةٍ منه سبحانه حتى لا نغفل عن المقاصد والعبر من الآيات الكريمة... الخطاب في الآية الكريمة موجه بشكلٍ أساسي للجن وفيها دلالة هامة لهم لأصلهم ليؤمنوا بربهم , الله تعالى, ولا يشركوا به شيئاً, ثم لبني آدم ليأخذوا مها العبرة ولذلك لم يذكر تعالى أسماء الأبوين الذين أتى منهما الجن ...... تتحدث الآية الكريمة عن مولد إبليس.. وقد أشرك ابواه بعد ولادته... وكان إبليس من الصالحين .. ومعنى قوله تعالى(فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا) أن الأبوين رزقا بذكر وأنثى... وقد اصطفى الله تعالى إبليس وزوجه لأنهما كانا صالحين ,وعُرج بهما إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة.. ونظراً لطبيعتهما المختلفة عن الملائكة بسبب حاجة الجن للطعام والتكاثر.. فقد أسكنهما الله تعالى في الجنة...للعيش فيها...مر ألف عامٍ على الأرض خلال عروجهما إلى السماء..فتكاثر إخوة إبليس وملئوا الأرض حضارةً وكفراً...ترافق ذلك مع فسقٍٍ هائل وحروب سفكت فيها الكثير من الدماء.. أتى أمر الله بان يجعل له خليفةً في الأرض.. خلق آدم وزوجه... رفض إبليس السجود لهما..طرد إبليس والذي قبل أن يخرج زوجه من الجنة لعب على إشعال الفتيل الجنسي الموجود عند آدم عليه السلام وزوجه, والذي يعرفه إبليس جيداً, وذلك بان أغواهما بالمعصية: فكراً عصيا أمر الله, ثم فعلا خلافه...وكان ما كان..
نقرأ قوله تعالى في سورة الأعراف"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ179 الأعراف
صدق الله العظيم.. التساؤل الثالث غداً أرد بشأنه بحول الله تعالى
صحيح إذا قرأت الاية مع الوقف بعد "منعك" ، أي: (قال ما منعك ؟ - ألاّ تسجد إذ أمرتك ؟) ، أما إذا قرأت الأية على منوال واحد فلا مجال لتجاهل حقيقة أن في الاية نفي مزدوج (أو نفي النفي ) كما قال الأخ فوزي. و أما ذلك الخبر التي أخبر به الأخ أحمد عن إبليس و زواجه و عروجه الى السماء السابعة فغريب.
و الله أعلم بمراده
كل عام وأنتم بخير
ما منعك ألا تسجد
أستاذى الكريم / فوزى فراج أرجو ألا أكون متطفلا إذ وجهت تساؤلكم هذه المرة لمن لديه علم باللغة أو( خبراء اللغة ) حيث أقر أننى لست منهم ولكن إءذن لى أن أشارك على قدر ما يهدينى الله
الفعل (( منع )) هنا يأتى معبرا عن كونه من كنوز اللغة العربية [ لسان القرآن الحكيم ] إذ لو تتبعنا ه فى مواضعه فى القرآن الحكيم نجده جاء بإثنى عشر موضع ( البقرة 114 - النساء 141 - الأعراف 12 - التوبة 54 - يوسف 63 -الإسراء 59 -94 -الكهف 55 -طه 92 -الأنبياء 43 -ص 75 -الماعون 7 )
البقرة 114 لا تفيد نفى بل إثبات جريمة تخريب المساجد
النساء 141 لا تفيد نفى ولكن تفيد الحماية والمنعة
الأعراف 12 كذلك لا تفيد نفى ولكن تساؤل ( ما الذى جرأك وغرر بك حتى عصيت فما هو دليلك وحجتك التى ظننت أنها [ ستمنعك ] أى تحميك من عقاب الله على ما جرأت عليه من عصيان ) لذلك كان تعليله [ خلقتنى من نار وخلقته من طين )
التوبة 54 كذلك لا تفيد نفى بل هى تعليل عدم قبول الله لنفقاتهم
يوسف 63 تفيد الحرمان من الكيل
الإسراء 59 تعليل وسببية عدم إرسال الآيات
الإسراء 94 تعليل وسبب عدم إيمانهم وذلك انهم قالوا أبعث الله بشرا رسولا
وكذلك الكهف 55
طه 92 إستفهام عن سبب مكوث هارون مع من عصو وضلوا
الأنبياء 43 تفيد الحماية والمنعة
ص 75 بمعنى ما هى دوافعك وأسبابك لذلك عقب إبليس وجاء الإستفسار [ أستكبرت أم كنت من العالين ]ولذلك جاء تبرير إبليس [ خلقتنى من نار وخلقته من طين ]
الماعون 7 تفيد عدم القيام بمعونة المحتاج
فنجد الفعل منع يأتىفى كل موضع مؤديا بيانا غاية فى الدقة والإعجاز وصدق الله العظيم ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )
فتكون ( منعك ) فى الأعراف 12 ليس للنفى ولكن تعنى ( الحماية )
فى حين منعك من سورة ص هى التى تفيد النفى
وارجو أن أكون وفقت فى ذلك الى الصواب وإلا فأرجوا أن يفيدنى أساتذتى القرآنيين
2- الآية تشير ضمنيا لموضوع فى غاية الأهمية وهو أن عدم الشكر على النعمة قد يصل جرمه الى درجة الشرك أى إن عدم الشكر على النعمة هو كفر بمن أنعمها والعياذ بالله وهذ ما يعنيه وصم آدم وزوجه بالشرك أى عدم الشكر على النعمة بعد أن آتاهما صالحا
أما إن كان آدم عصى ربه من عدمه نعم قد أخبرت آيات القرآن عن معصية آدم لربه ( وعصى آدم ربه فغوى )طه 121
فشرك آدم هنا هو طاعة إبليس فيما وسوس لهما هو وزوجه أى اطاع إبليس مع طاعته لله
وقوله تعالى ( وجعلا له شركاء فيما آتاهما ) ذلك أنهما أرجعا سبب إنجابهما لغواية إبليس وليس لفضل الله عليهما عندما آتاهما صالحا والله أعلم
وعندما نقرأ قوله سبحانه وتعالى
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }ص72
والآيتان تتحدثان عن خلق آدم فهذا يؤكد أن المقصود فى الآية 189 الأعراف هو آدم ولا أحد سواه فتكون تلك النفس نفس آدم التى خلق الله منها زوجها حواء وفى آيات أخرى يقول سبحانه ( وبث منهما رجالا كثيرا ونساء )النساء 1
فهل بعد ذلك يكون هنا ك شك فى أن المقصود هو آدم بتلك النفس التى خلق الله منها زوجها
3 - لو تفكرنا فى قوله سبحانه وتعالى
وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
نجد صورة من الخضوع والتذلل فى قولهم ( اللهم ) وصورة من الإستغفارو الرضا بعقاب الله لهم على إنكارهم لهذا الحق فكان قول الله
وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{33}
ثم تتناول الآيات مواقف أخرى للكفار فى أزمنة واحوال متعاقبة الى أن يقال لهم يوم القبامة فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وليس معنى ترتيب الآيات وتعاقبها أنها تتحدث عن موقف واحد وزمن واحدومنها
وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
وتبين هذه الآية أن من الكفار من يصدون عن المسجد الحرام وهم ليسو اولياءه بل المتقون هم اولياءه ولوجود هؤلاء المتقون بينهم فلن يوقع الله بهم العذاب فى حياتهم الدنيا فيؤجل عذابهم الى ان يحشرو ا الى جهنم كما جاء فى نهاية الآيات
ثم تأتى الآية 36 تبين حال الذين ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله ومصيرهم وحسرتهم على تلك الأموال وحشرهم الى جهنم
والله سبحانه وتعالى أعلم
على هذه التسآولات التي تحرك الفكر أخي الأكبر فوزي فراج المحترم.
من ما قرأته عن أولا في كتب التفاسير فهناك ثلاثة آراء سوف أقوم بنقلها من مصادرها
أولا: التفسير الكبير للرازي
أقتباس:
ظاهر الآية يقتضي أنه تعالى، طلب من إبليس ما منعه من ترك السجود، وليس الأمر كذلك. فإن المقصود طلب ما منعه من السجود، ولهذا الإشكال حصل في الآية قولان:
القول الأول: وهو المشهور أن كلمة لا صلة زائدة، والتقدير: ما منعك أن تسجد؟ٰ وله نظائر في القرآن كقوله:
{ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ }
[القيامة: 1] معناه: أقسم. وقوله:
{ وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَـٰهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ }
[الأنبياء: 95] أي يرجعون. وقوله:
{ لّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَـٰبِ }
[الحديد: 29] أي ليعلم أهل الكتاب. وهذا قول الكسائي، والفراء، والزجاج، والأكثرين.
والقول الثاني: أن كلمة { لا } ههنا مفيدة وليست لغواً وهذا هو الصحيح، لأن الحكم بأن كلمة من كتاب الله لغو لا فائدة فيها مشكل صعب، وعلى هذا القول ففي تأويل الآية وجهان: الأول: أن يكون التقدير: أي شيء منعك عن ترك السجود؟ٰ ويكون هذا الاستفهام على سبيل الإنكار ومعناه: أنه ما منعك عن ترك السجود؟ٰ كقول القائل لمن ضربه ظلماً: ما الذي منعك من ضربي، أدينك، أم عقلك، أم حياؤك؟ٰ والمعنى: أنه لم يوجد أحد هذه الأمور، وما امتنعت من ضربي. الثاني: قال القاضي: ذكر الله المنع وأراد الداعي فكأنه قال: ما دعاك إلى أن لا تسجد؟ٰ لأن مخالفة أمر الله تعالى حالة عظيمة يتعجب منها ويسأل عن الداعي إليها.
اغلب المفسرين يذهبون الى أن "لا" في "لاتسجد" هي لغرض التوكيد أي تأكيد فعلة عدم السجود وهي ذنب عظيم.
كذلك الكثيرين منهم قال بأن "منعك" هنا جاء بمعنى "دعاك" وبأن المقصود من قوله تعال "ما منعك ان لا تسجد" معناها "مالذي دعاك الى ان لاتسجد".
كل المفسرين السابقين أجمعوا على أن ظاهر الآية نفي النفي لكنه ليس المقصود. وتبدوا تفاسيرهم بالنسبة لي على الأقل معقولة,وخصوصا وأن هناك أمثلة من القرآن على ذلك كما ذكرت أعلاه.
والله أعلم
بالنسبة للسؤال الثاني: ففي أحد تعليقاتي ذكرت بأنه ربما المعنى من خلق النفس الواحده معناه الجنين في رحم الام في الفترة الجنينية غير المتمايزة جنسيا, حيث يكون للجنين أعضاء أنثوية خارجيا و لكن الأجهزة التناسلية البدائية مختلفة كثيرا عنها عند البالغين, فيمكن أعتبار تلك النفس (أي الجنين في تلك الفترة) نفسا واحدة بمعنى غير متمايز جنسيا,وفي الحقيقة يمكننا ان نعتبره أنثى حيث ان اقرب الى الأنثى خارجيا, ثم بعد ذلك يذكر الله خلق "زوجها" اي من هذا الجنين يخلق الجنس الآخر وهو الذكر, ثم بعد ذلك تنتقل الآية الى البلوغ والزواج حين يغشى الرجل المرأة ويأتي بمولود جديد وهكذا تستمر الحياة.
والله أعلم
بالنسبة للسؤال الثالث فالأجابة صعبة وذلك لتباعد الأزمان بيننا ولأننا لم نشهد تلكم الأحداث, لكن يبدوا ظاهر الآية يقول بأن الكفار يستحقون العقاب وذلك لصدهم عن المسجد الحرام, ولكن الله لن يعذبهم لوجود الرسول فيهم ولأنهم كانوا يستغفرون الله في المسجد الحرام, فلذلكم السببين لم يعذبهم الله.
والله أعلم
مع كل التقدير والأحترام
ما علمته يا سيدي من خلال قراءتي للسان القرآني ( القرآن الحكيم ) بأن كلمة " منع " تفيد معنى حمى وشجع وساند ..
وقول الله سبحانه لإبليس اللعين ( ما منععك ألا تسجد إذ أمرتك ... ) يعني على ماذا إستندت لكي لا تسجد ...
وكما قال الأستاذ " أسبر " فإن كمة " منع " لا تعني " صد " كما نستعملها باللغة العربية الفصحة ولكن تعني المنعة والحماية
فقول الله سبحانه ( لا مقطوعة ولا ممنوعة ) أي لا محروسة من أحد ومحمية ولا محددة الكمية " مقطوعة " تنفد
أما كلمة منعك بسورة صاد فسأعود لها لأنني أعرف أنه ماكان لكلمة أن يكون لها الدلالة وعكسها بنفس الوقت إذ لابد أن هناك شيئاً في شكل الكتابة في السورة المذكورة أما المعنى فهو واحد لا يتغير ، وإعتبارنا أن كلمة " منعك بمعنى " صدك " قد يكون بذلك تبريراً للإبليس بعد السجود لآدم ، أليس كذلك ؟؟
على أي حال أستاذي الفاضل متى سنرتاح من ترجمة آيات كتابنا من لسان القرآن إلى ما تعنيه باللغة العربية ولماذا لا نتعلم التعرف على دلالات القرآن مباشرة بلاوسيط ؟؟ وشكراً
القراءة على النمط الذى ذكره الأستاذ أحمد بغدادى ليست مقبولة لدى, ولا أعرف كيف يمكن ان تقف كلمتى ما منعك وحدهما فى جملة مفيدة , ثم تأتى كلمات ألا تسجد إذ أمرتك أيضا وحدها فى جملة مفيدة.
أما بقية ما قاله, فهو مسؤول عما يقول ولا استطيع ان أرد نيابة عنه, وإن كنت لا أعرف مصدرا او أصلا لما جاء به.
تحياتى وكل عام وأنتم بخير وشكرا على مشاركتك.
وكما ترى قد إختلفت الأراء حول تفسير مفهوم الآيات , وليس ذلك بغريب كما نتوقع جميعا, ولكنى اود ان افهم من ما قلته فى ان الآية 114 من سورة البقرة كمثال لما أتيت به, كلمة منع لا تفيد النفى ولكن الإثبات, الآية تقول ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه, وسعى فى خرابها, اولئك.............الآية) كيف أصبحت تعنى إثبات ؟ مفهومى للآيه هو , من أظلم ممن منع أن يذكر إسم الله فى مساجد الله؟؟, وسعى فد ذلك فى خرابها, بمعنى أخر, هل هناك اظلم من هؤلاء الذين يمنعون ذكر إسم الله فى مساجده ويسعون فى خرابها..................................كيف يصبح ذلك إثبات, منع ذكر إسم الله فى مساجده تعنى منع او نفى لذكر إسم الله., اليس كذلك أم اننى قد فاتنى شيئ هنا.........................
مع وافر تحياتى وشكرى الدائم على مشاركاتك القيمة.
شكرا على تعليقك, مضت مدة لم نسمع منك او نقرأ لك, فأرجو ان تكون بخير, وكل عام وأنتم بخير.
بالنسبة للتفسير الأول, فلا زلت اعتقد ان تفسير الأستاذ دويكات هو أبلغ بالنسبة لى كما انه منطقى, اما بالنسبة لبعض التفاسير التى جئت بها, فلست أرى ان كلمة منعك تساوى او تعادل او يمكن إستبدالها بكلمة دعاك, وهذا هو رأيي بالطبع.
بالنسبة للتفسير الثانى بتوافر صفات الذكر والأنثى معا فى نفس الوقت, فلست أدرى إن كنت متحمسا له ام لا, ولن أرفضه تماما و لكنى اود ان اعطية وقتا اطول للبحث والتفكير
شكرا أخى زهير وفقك الله الى ما فيه الخير.
سلام الله عليك ورحمته وكل عام وأنتم بخير
أنا أدرك تماما ما قاله الأستاذ عابد أسير فى كلمة ( منع), ومعناها فى الحقيقة كما اتصور هو حماية , بعتمد ذلك على موقعها من الجملة وعلى المعنى المفهوم فيها بالمنطق والبداهة, غير ان تصورى كما قلت أعلاه اننى أتفق الى حد كبير مع ما جاء به الأستاذ دويكات, وشكرا جزيلا
ما قصدته بالإثبات فى الآية 114 البقرة هو إثبات جريمة تخريب المساجد على من يرتكبها بمنع ذ كر الله فيها
مع خالص تقديرى وإحترامى
وكل عام وأنتم بخير
اختصار الكلام في مقالتي الحلال والحرام في تشريع الطعام وفقة التحريم
قواعد النظام القرءاني عند النيلي – الحلقة الثانية (2)
دعوة للتبرع
النبى والجن: قال لي أحد المسي حيين : انه مكتوب عندهم في...
سؤالان : السؤا ل الأول : حدي صفيح ( أنا مقتنع تماما...
Quranists: Dear Mr Mansour, I am a German journalist (cf. www.guscha s.de) planing a...
الشهوة الجنسية : زوجى يقارب نى فى السّن ، وقد كبر الأول اد ...
اهلا بك : أود أن أبدي إعجاب ي وتقدي ري للموق ع أهل...
more
أخي الكريم فوزي جزاك الله خيرا على هذه الأسئلة الجميلة و أرجو لك من الله الصحة و العافية ـ سأحاول أن أرمي بسهمي لعلي أصيب شيئاً :
1-( ما منعك ألاّ تسجد إذ امرتك ) أعراف و ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) من ص. ملاحظتك و كلامك سليم أخي فوزي فالأية الأولى تحتوي على نفي النفي .. و لكن من الممكن فهم الأية إذا انتبهنا أن المقصود بالسؤال يختلف ما بين الآيتين: مثلا: الآية الأولى : ما منعك "أن+لا" تسجد = ماهو الذي منعك من عدم السجود = تكافيء = لماذا تسجد ؟ هناك جملة (إذ أمرتك ) تصبح الآية: لماذا تسجد إذ أمرتك؟ أي ما هو الذي يجعلك تسجد إذا أمرتك؟ الجواب المتوقع هو طاعة الله! و لكن إبليس أجاب مبتدئاً بـ (أنا) فقال أنا خير منه .. أي أن التي تجعل إبليس يسجد هي مسألة كون المسجود له خيراً أو غيرَ خيرٍ بغضّ النظر عن طاعة الله من عدمها.... يعني و كأن الحوار يصبح: ما الذي يجعلك تسجد ياإبليس إذا أمرتك بالسجود؟ الجواب لو كان آدم خيراً مني لسجدت و لكن لأنه ليس كذلك فلن أسجد (حتى و لو كنت أنت الآمر يا الله ) .... و لعل هذا الأسلوب من بلاغة القرءان
أما الاية الثانية فهي تحمل المعنى المعهود. لماذا لم تسجد؟.. الخ
2- أظن أن تلك الأيات تؤخذ على محمل العموم و ليست بها تخصيص لأحد و الله أعلم.
3- ( و ما كان الله معذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون ) من الأنفال. أعتقد أن الاية فيها جملتين مستقلتين: الاولى – ما كان الله معذبهم و أنت فيهم ! ) جملة تامة المعنى و الثانية : ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون أيضا تامة و لكن لاتعني أنهم كانوا يستغفرون فهي جملة إخبارية مشروطة . من مثل: المدير يقول للطالب: سأطردك إذا رسبت = لا يعني أنه رسب.
و الله تعالى أعلى و أعلم.