أسامة قفيشة Ýí 2017-04-19
تساؤلات عن الأرض المباركة و الأرض المقدسة
أثار الأستاذ مكتب حاسوب عدة تساؤلات حول مقال ( الأرض المباركة و الأرض المقدسة ) , تلك التساؤلات كانت في غاية الأهمية , و أشكره شكراً جزيلاً على إثارتها و تفاعله مع ذلك المقال , كما اشكر اهتمامه بهذا الأمر .
تساءل قائلاً :
( السلام عليكم ، شكرا على المقال لي مجموعة من الأسئلة ،
1 - قُلت بأن "فرعون" هو الملك رمسيس الثاني، و معلوم بأن فرعون مات غرقا، في حين معلوم علميا بأن رمسيس الثاني مات من كبر السن "الشيخوخة" و ليس غرقا و كان عمره يزيد عن ال 90 سنة حين وفاته، فكيف تفسر هذا الإختلاف أو التناقض؟
2 - لماذا لم يخلف بنو إسرائيل أي شيئ عن وجودهم في مصر، بالطبع إذا كانت مصر "أرض الأقباط" هي المعنية حقا بالأرض التي تواجدوا فيها؟ أثريا، الحفريات لم تلاقي لا قبور لهم، لا معابد، لا بناية، لا كتابة، لا وجود مادي أو بشري، لا مخلفات فخارية، إلخ الخواء الكلي، بالإضافة لا يوجد أي ذكر لهم و لو هامشي من الآخرين لا المصريين القدماء و لا الممالك و الامبراطوريات القائمة في تلك العصور "في حوالي 1000 سنة قبل الميلاد"، كيف تفسر ذلك؟
3 - هناك آية في القرآن توحي بأن الأرض التي عاش فيها النبي لوط و التي تم تدميرها كانت على مقربة من المكان الذي عاش فيها قوم النبي محمد عليه الصلاة و السلام "وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ {37/137} وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {37/138"، فهل هذا يعني بأن هذه الأرض كانت قريبة من مكة أو المدينة أو أن النبي عاش في بلاد الشام؟ كيف تفسر ذلك؟
4 - هل البقعة المباركة و الواد المقدس هي أماكن جغرافية واسعة أو محدودة؟ يعني تخص تلك الأمكنة فقط أو يمكن توسيعها لتضم المدينة الموجودة فيها هذه البقعة أو ذلك الواد؟
5 - هل يوجد دليل قرأني يؤكد بأن "الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" هو المسجد الأقصى في فلسطين؟ ليس الغرض عندي التشكيك بل التثبيت بين التأويل و المذكور القرآني )
و عليك السلام و الرحمة و أقول :
1 - حين تحدثت عن ذلك الفرعون بكل تأكيد ما أقصده هو الفرعون الذي عاصر موسى عليه السلام , و قد ذكرته بإسم ( رمسيس الثاني ) كون هذا الاسم هو ما أجمع عليه الأغلبية , و قد لا يكون هذا اسمه الحقيقي , فلا أهمية لاسمه مطلقا , فالقصد واضح ,
و أما بالنسبة لعُمرهِ بأنه تجاوز التسعين عاما ً فهذا لا يعني شيء و لا أرى مشكله بأن يكون الفرعون الذي عاصر موسى عليه السلام بهذا العمر , فليس شرطاً بأن يكون شاباً صغيراً .
2 - من المعلوم و المؤكد و لا شك فيه بأن بني إسرائيل كانوا في مصر ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) ,
إلى أن جاء موسى عليه السلام و هو من بني إسرائيل , و بنو إسرائيل كانوا مستضعفين مقهورين مستعبدين من قبل الدولة أو المملكة الفرعونية , و من الأدلة القاطعة بأنهم كانوا يعيشون في قلب تلك المملكة الفرعونية و على أرضها هو ورود قوله جل وعلا ( قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ) , علينا الانتباه هنا للفظ ( المدائن ) , و هذا دليل على قلب المملكة الفرعونية , و لا يدل مطلقاً على أطرافها أو ما كانت تسيطر عليه من أرض ٍ خارج مصر , أو بصيغة أخرى ( ما كانوا يعرشون ) , و علينا الانتباه أيضاً لقوله جل و علا بعد خروجهم من أرض مصر و هي الأرض المقدسة و هي مركزية تلك المملكة و توجههم نحو الأرض المباركة ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ ) ( وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ ) نلاحظ لفظ ( القرية ) عكس المدائن ,
أما بالنسبة لآثارهم فلا أعتقد أن قوماً مستضعفين ملاحقين و مضطهدين مستعبدين سيكون لهم أي أثر كبير كي يبقى و يستمر حتى يومنا هذا .
3 - بالنسبة للوط عليه السلام و للقريه التي كانوا يمرون بها في قوله جل وعلا ( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) أقول :
لوط عليه السلام قد أنجاه الله جل و علا مرتان و ليس مرةً واحده و يجب الانتباه و عدم خلط الأمور ,
المرة الأولى مع إبراهيم عليه السلام :
حيث قال سبحانه ( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) , حيث أنجاه الله جل وعلا من قوم إبراهيم عليه السلام إلى الأرض المباركة ( أرض كنعان ) أي ما يعرف ببلاد الشام و على وجه الدقه نزل في أرض فلسطين المعروفه الآن , و هذا يؤكد بأنهم كانوا يعيشون خارج حدود الأرض المباركة , و بما أن قوم محمد عليه السلام كانوا يمرون على تلك الأرض التي كان فيها إبراهيم و لوط عليهما السلام فهذا دليل على قربها من مكة , و يجب الانتباه هنا بأن إبراهيم عليه السلام كان فتى أي لازال صغيراً في السن و لم يكن قد تزوج أي قبل زواجه .
المرة الثانية من قومه :
حيث قال جل وعلا ( فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) , و كان هذا على مسرح الأرض المباركة و بعد زمن ليس بقصير من نجاته أول مرة مع إبراهيم عليه السلام , و من المهم التذكير هنا بأن إبراهيم عليه السلام كان حينها متزوج فحين جاء الهلاك من الله عز و جل لقوم لوط كان التبشير حينها لإبراهيم عليه السلام بإسحاق و يعقوب عليهما السلام ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ * فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) .
4 - بكل تأكيد بأن الأرض المباركة و الأرض المقدسة هي أماكن محدودة و محددة , و هي بكل تأكيد مادية و حسية كونها تم تعريفها بأنها أرض ,
و البركة التي تتصف بها تلك البقعة تكون أيضا ملموسة و مادية و محسوسة و تعود بركتها على أهلها إن عملوا على كيفية استحقاقها و أدوا ما يجب عليهم من تأديته لنيل تلك البركة ,
و أما القدسية فهي معنوية تتعلق بأمر الله جل وعلا و قداسته , فهو وحده القدوس الذي يستوجب التقديس , و منحه صفة القدسية لذلك الوادي و تلك البقعة من الأرض هو شأن إلهي لا ندرك حيثياته .
من دلائل الآيات التي تناولناها و علمنا منها تقريباً جغرافية الأرض المباركة و جغرافية الأرض المقدسة فإننا نستطيع أن نجزم بأن المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم يقع في قلب الأرض المباركة و ليس خارجها ( الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) لورود الذي باركنا حوله , و لكن لا يمكننا القطع بأن ما يعرف بالمسجد الأقصى اليوم هو نفسه المراد به ذلك المسجد الذي اسري بالرسول محمد عليه السلام إليه .
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
سبحانك إني كنت من الظالمين
أوافقك الرأي بأنه لا يجوز لنا الطعن و عدم اتهام أحد ، خصوصا أنهم ماتوا و لم يعد ممكن لهم أن يدافعوا عن أنفسهم ,
كما أوافقك بأن رمسيس الثاني هو الاسم الشائع و ليس المجمع عليه , و هذا هو التعبير الأصح الذي كان يجب علي استخدامه ,
و كما اشكر لك اهتمامك .
شكرا أستاذ أسامة
يمكن مطالعة كتاب سعيد أبوالعينين - الفرعون الذي يطارده اليهود بين التوراه و القران - و هو ينبه لمسألة إتهام بعض اليهود للملك رمسيس الثاني
كما يمكن مطالعة كتاب عفيف البهسني - تاريخ فلسطين القديم من خلال علم الآثار - لفهم الأزمة التاريخية للكتاب المقدس لليهود مع علم الآثار، يمكن فهم أطروحة كمال الصليبي بعد ذلك بغض النظر عن قبولها أو ردها "يشير الكاتب للأطروحة بشيئ من الإيستهجان".
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
رحلة ابن بطوطة: ما تقييم ك لكتاب رحلةا بن بطوطة ؟ ...
قانون الجنسية: بعض الدول لا تعطى الجنس ية للمول ود فيها إن...
بثّ : ما معنى كلمة ( بثّ ) في القرآ ن الكري م ؟...
سنقرؤك فلا تنسى: ما قولكم في آية ( سنقرئ ك فلا تنسى إلا ما شاء...
الضياء والنور: بالنس بة لموضو ع الضوء والنو ر في القرآ ن ...
more
شكرا أستاذ أسامة على الإجابة و عندي بعض التعليقات
1. في الحقيقة لا يوجد أي إجماع يقول بأن الملك رمسيس الثاني هو فرعون موسى بل هو أمر شائع، و يعود هذا الشيوع لفيلم "الوصايا العشر"، أما عند علماء المصريات و الباحثين في تاريخ الديانات و علماء الأركيولوجية للشرق الأوسط فهم إما ممتنعين في الخوض في المسألة إما نافين أن يكون أيا من ملوك مصر القديمة هو فرعون موسى المقصود، لغياب أي أدلة توحي بذلك، و ما دام ذكر الإسم ليس بالأمر المهم فالأفضل عدم إتهام ناس بريئين، خصوصا أنهم ماتوا و لم يعد ممكن لهم أن يدافعوا عن أنفسهم
2. نعم "من المعلوم و المؤكد و لا شك فيه بأن بني إسرائيل كانوا في مصر"، نعم هي مصر من الأمصار و لكن ليس معلوما قرآنيا بأن مصر هي أرض الأقباط "Egyptos"، هذا قصدي من السؤال
3. إن لم أكن مخطئ فإن القرية التي دمرها الله و التي كان قوم محمد يمرون عليها مصبحين و بالليل "جملة توحي بقرب المكان" كانت في المرة الثانية و التي أُخبر بها النبي إبراهيم (هل يوجد سبب معين لإخباره بالأمر في الوقت الذي بُشر بالإبن و الحفيد و هل توجد علاقة بين الأمرين)
وشكرا