فوزى فراج Ýí 2008-10-19
فى الرد على الأستاذ شعبان
إمكانية أو إستحالة وضع "منهج" للتعامل مع القرآن
كتب الأستاذ أحمد شعبان تعليقا على الحلقة رقم 24 من تساؤلات من القرآن الى أهل القرآن , وجاء به ما يلى:
كل عام وحضرتك والأسرة الكريمة بكل خير
حقيقة أسعد دائما لرؤيتي أي تعليق لك على الموقع ، وذلك لأن آرائك دائما تحترم .
ولقد ترددت كثيرا بمشاركتي في هذا الموضوع ، وذلك لأن مداخلتي سوف تأتي كنصيحة مخلصة من أخ لأخيه .
وكأن ترددي من الخوف من إساءة فهمي " حقيقة " .
أنت على علم تام بما تبلورت به إحتياجاتنا على الموقع ، وتتمثل في وضع قواعد فكرية نستعين بها في تقريب رؤأنا .
وأصدقك القول أخي بأن مثل هذه التساؤلات التي أشرت تستخدم فعلا من قبل المنكرين ، والتي لم يكن لها إجابات شافية حتى الأن .
لذا أصبح من الضروري أن تطرح هذه التساؤلات مثلما فعلت حضرتك على هذا الموقع ، ورغم أن الفائدة من مناقشتها عظيمة على الأقل أنها تدربنا على التفكير الجماعي ، وعسى أن نصل إلى الإجابة عن بعضها ولكن يجب أن نرجئ ذلك إلى أن تتغير آلياتنا التي نستخدمها .
نتفق على قواعد محددة ، بعد معالجة كل القواعد المحتملة ، حتى لا تعود الاختلافات حين مناقشتنا للقضايا الفرعية والتي منها الإجابة عن التساؤلات .
في الأخير أرجوا أن تهتم حضرتك بوضع تلك القواعد وأنت قادر على ذلك. لنرى شبكة العلاقات داخل القرآن الكريم لكل شيء ، والتي ترشدنا للإجابة على التساؤلات
أقول هذا من منطلق الصدق والأمنيات الطيبة بإزدهار هذا الموقع وأهله جميعا ، ورفعة الإسلام .
قد أكون مخطئا في وجهة نظري ، فعذرا أن عرضتها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فقمت بالرد على تعليقه بما يلى:
كل عام وأنتم بخير,ومعذرة لتأخرى فى الرد على سيادتك, شكرا على تعليقك وعلى مرورك, فى الحقيقة لن أتمكن من الرد عليه فى تعليق مماثل لأهمية ما أثرته, ولذلك فأنى أعدك بالرد عليه بإسهاب فى مقالة فى أقرب فرصة أن شاء الله.
مع شكرى وتفديرى مرة أخرى
وكما وعدت , فسوف أقدم هذه المقالة كرد على تعليقة, وربما ونحن بصدد ذلك قد أتعرض لعدد أخر من الاشياء التى أرى أن لها علاقة مباشرة بالموضوع.
أولا, لا يمكن أن يخطر ببالى أن أسيئ الظن بما يقول الأستاذ أحمد شعبان, كما أننى أشكر له إخلاصه فى تقديم النصائح. وأعلم علم اليقين مدى رغبته فى أن يكون هناك منهاجا واضحا ومحددا للتعامل مع القرآن , وقد قرأت له كل ما كتبته من قبل بهذا الشأن, كما قرأت للأخرين ممن يوافقونه على ذلك.
أن التساؤلات التى عرضتها خلال الفترة منذ إفتتاح الموقع والتى وصلت الى أربع وعشرون حلقة حتى الأن, قد أثمرت المناقشات فى بعضها عن الوصول الى تفسيرات او إجتهادات من الأخوة والأخوات, مما إقتنعت أنا شخصيا به تماما, وكان بها من الفائدة لى على الأقل, وللكثيرين من قراء الموقع, ما يستحق لهم من الشكر والثناء على مجهودهم وعلى ما كرسوه من وقت للتفكير وللتدبر فى آيات الله البينات, وما أعتقد أنه كان نتيجة إيجابية لا يمكن تجاهلها. كما أن بعضها لم يثمر عن إجابات مقنعة لى على الأقل , وربما كانت مقنعة للبعض الأخر, غير أن الوقت الذى بذلناه فى تدبر تلك التساؤلات, لم يكن وقتا مهدرا , فإن عملية التفكير الجماعى والتركيز على نقطة تساؤل ما, لا يمكن أن تعتبر تضييعا للوقت, حتى عند عدم الوصول الى نتائج, فإنها تترك تلك التساؤلات فى مكان خلفى من العقل ( العقل الباطنى) تنتظر الوصول الى إجابة, حتى وإن لم يكن صاحبها متيقنا من ذلك.
إننى كما قلت فى تلك الحلقة من التساؤلات ( ومما لا جدال فيه أن التدبر والوصول الى تفسير لتلك التساؤلات سوف يغلق الباب نهائيا أيضا أمام بعض أعداء الإسلام الذين لن يسعدهم شيئا سوى أن تبقى تلك التساؤلات بلا إجابة محددة لكى تصبح ذخيرة فى ترساناتهم التى لا يترددون فى إستعمالها كلما حانت لهم الفرصة.) وقد يعتقد البعض أننى بعرضى لتلك التساؤلات خاصة ما لا نصل فيه الى إتفاق عام على الإجابة او على التفسير, إنما سيكون بمثابة إضافة للذخيرة لأعداء الإسلام, وأنا شخصيا لا أشارك ولا أتفق مع هذا الرأى, فهم لن يزيدهم ذلك عداء للإسلام كما لن ينقص من عدائهم أن نجيب على تلك الاسئلة, إضافة الى ذلك, إننى على يقين وثقة تامة من عقيدتى, ولن أدفن رأسى فى الرمال ولا أتعرض لما أراه يستوجب منا أن نتعرض له لتفسيرة وإزالة الغموض عنه, والحقيقة التى لا يمكن أن ننكرها أن هناك الكثير مما يتساءل عنه المسلم فى القرآن, وتجاهلنا لذلك خوفا من أن يستغله أعداء الإسلام لا يختلف عن تجاهل المريض ما يؤلمه خوفا من إكتشاف الحقيقة او ظنا أن ذلك سوف يزول من تلقاء نفسه. إننى مؤمن بالله وبكتابه , وقلت مرات كثيرة أن عدم فهمى لما جاء فى كتاب الله وتساؤلى إن هو إلا نتيجة لجهلى وقصورى العقلى وليس لعيب او نقص او تضارب فى كتاب وكلمات الله عز وجل, هذا ما أومن به ولا ولن يغيره شيئا ولا ولن أحيد عنه.
والأن نأتى الى ما يطلبه الاستاذ شعبان من تكثيف الجهد لإيجاد منهاج واحد لتفسير معانى القرآن , وفى إطار ذلك إيجاد ( قاموس) لشرح او إعطاء معنى يتفق عليه الجميع لكلمات القرآن, وقد طالب سيادته بذلك, وطالب معه البعض, وفى إعتقادهم أننا أن توصلنا الى وضع منهاج (((موحد))) للتعامل مع القرآن وتفسير كلماته فقد توصلنا الى حل لجميع المشاكل او حتى لمعظم المشاكل التى تواجهنا وتواجه المسلمين . وأجد نفسى مع تعاطفى وتفهمى لتلك الرغبه, مختلفا تماما مع كل من يدعو الى ذلك , إذ يجب أن لا نترك أحلامنا تسيطر علينا وتلقى بغشاوة على واقعنا, فالحلم شيئ جميل مخدر للعقل, غير أن الواقع هو شيئ أخر مختلف تماما, وكلما طال بنا الوقت بعيدا عن الواقع, كلما كانت الصدمة أكبر لدى العودة اليه , والعودة الى الواقع دائما واقعة ولامحالة فيها.
لقد طلب الاستاذ شعبان فى تعليقة منى أن أضع القواعد عندما قال (أرجوا أن تهتم حضرتك بوضع تلك القواعد وأنت قادر على ذلك. ) ومع شكرى له على ثقته بى فأرجو أن أوضح له رأيى فى ذلك فيما سوف يأتى لاحقا.
بداية, القرآن يتكون من مئة وأربعة عشر سورة, كل منها تتكون من عدد من الأيات, وكل آية تتكون من مجموعه من الكلمات , وكل كلمة تتكون من مجموعة من الحروف رصت بطريقة تعبر عن معنى الكلمة, أى أن الوحدة الأساسية فى القرآن هى الحروف العربية, والحروف العربية كما نعرف تختلف عن الحروف فى اللغات الأخرى, وتنقص او تزيد عددا من الحروف عنها, غير أن الفكرة فى جميع اللغات واحدة, وهى أن الحروف يتم ترتيبها بطريقة معينة لكى تصف او تعبر عن معنى ما, والمعانى هى الوحدة الأساسية فى كل فكرة, والأفكار هى طريقة للتواصل بين الناس, فمنها ما هو مقبول ومنها ما هو مرفوض ومنها ما هو جيد ومنها ما هو سيئ...الخ. والناس تتعامل مع بعضها البعض من خلال تلك الافكار التى يتم توصيلها عن طريق الكلمات, مسموعة او مقروءة وكذلك عن طريق الصور المرئية المصاحبة للكلمات وبطرق أخرى كثيرة, والسؤال هو هل اللغه العربية لها صفة خاصة تختلف عن جميع اللغات الأخرى؟؟, فمثلا كما ذكرت فى مقالتى ( خلاصة الكلام) أن هناك من المسلمين ممن لا يتحدث العربية حوالى أربعة لكل واحد ممن يتحدث العربية, وأن كنا كما يقول الاستاذ شعبان سوف ننظر الى معانى الكلمات العربية فى القرآن وأن كل كلمة لها معنى واحد مهما إختلف معناها فى سياق الجملة, فكيف نستطيع أن نوصل ذلك الى الأكثر من ثمأنون فى المئة من المسلمين الذين لا يتحدثون العربية , وأن كان ذلك من الأهمية فى فهم وتطبيق العقيدة الإسلامية كما يرى سيادته, فهل عاقب الله عز وجل كل هؤلاء بأن خلقهم فى مجتمعات وبلدان لا تتحدث العربية رغم أنهم أمنوا بالله وأمنوا بكتبه ورسله وأشهدوا العالم على أنهم مسلمين , كيف يمكن أن يدرك أحدهم معنى كلمة ( دين ) بكلا المعنيين الذى أشار لهما الاستاذ شعبان مهما حاولنا أن نشرحها لهم, وهذا مجرد مثال فقط على التركيز على اللغة العربية وتجاهل جميع اللغات الأخرى التى يعيش ويتعايش بها حوالى 80% من المسلمين, هل من الممكن أن يتحول ذلك الى نوع من ( العنصرية) , لأن العنصرية ليست فقط فى لون الجلد!! هل من الممكن أن يتهمنا الأكثرية من المسلمين بأننا نمارس تلك العنصرية "اللغوية", هل من الممكن أن نقول أن القرآن جاء باللغة العربية فأن كنتم ياسادة ياكرام لا تتحدثون العربية فهذه مشكلتكم أنتم وليست مشكلتنا, وإن كان لديكم شكوى فقدموها الى خالقكم الذى خلقكم هكذا, والأمثلة على ذلك لا تنتهى...................
ثم نأتى الى ما ذكر كثيرا على هذا الموقع ومواقع اخرى من أن الحروف العربية لها معانى!!!! فهناك من يقول أن حرف ( الخاء ) معناه كذا وكذا, وحرف ( العين) معناه كذا وكذا,وهذا الحرف يعنى شد خفيف وهذا الحرف يعنى ضغط قوى وهذا الحرف يعنى تردد وهذا الحرف يعنى مش فاهم آيه ومش عارف أيه............. وبوضع هذا الحرف مع ذلك نستنتج أن معنى الكلمة التى يتكون منها الحرفان بناء على ذلك هو كذا وكذا..........ومع إحترامى لمجهود هؤلاء, إلا أننى لا أتفق معهم بل أعتبر أنه هراء يمكن إثباته فى أى وقت بأمثلة لا تعد ولا تحصى بكلمات تشمل تلك الحروف ولا تعنى ما وصلوا اليه من قريب او بعيد. ثم نضيف الى ذلك, هل اللغة العربية هى اللغة الوحيدة فى العالم التى تتمتع بتلك الصفات وتلك الخواص التى تكون بها الحروف ذات معنى ومغزى, ورغم أنى لست خبيرا فى اللغات ولا أتحدث سوى لغة واحدة أخرى , لم اسمع أن الأنجليزية مثلا يمكن أن يطبق عليها اى شيئ مماثل, لم اسمع من يقول أن حرفى ال ( D , R ) فى كلمة مثل (Door) لهما صفات تتماثل او تقترب من معناهما فى كلمات مثل (doer , Dare, Dire,, Dear), وطبعا هناك عشرات الألاف من الأمثلة الأخرى, فإما أن اللغة العربية هى لغة خاصة جدا جدا جدا ( مما يعطيها صفة العنصرية أيضا), تختلف عن لغات العالم أجمع , وإما أن من ينحو نحو ذلك على خطأ تام فى تصورة وفى الإلتجاء الى تلك النظرية, بالطبع أزيد على ذلك ما قلته من قبل وما سوف اقوله وسوف أظل اقوله , وهو التساؤل عما بشأن ال 80% من المسلمين الذين لا يعرفون من العربية حرفا واحدا, بل كيف لنا أن نقول أن الإسلام رسالة عالمية بعد ذلك, وكيف يمكن أن يمتد الإسلام الى ما وراء ذلك أن كنا نعتقد ونؤمن بخصوصية ( عنصرية) اللغة العربية وحدها!!!!
نعود الى وضع المنهج والتفسير للقرآن الذى يطالب به أخى أحمد شعبان وأخرون معه, من الذى سوف يقوم بذلك ؟؟, هل هو كاتب هذه المقالة الذى لديه من التساؤلات أكثر مما لدى أحد أخر عن ما لم يستطيع أن يفهمه تماما وما يطلب من الأخرين أن يساعدونه فى فهمه وتدبره ؟؟؟, من ؟؟؟؟, صبحى منصور الذى لم يقل شيئا واحدا حتى الأن إتفق عليه الجميع رغم كل ما لديه من علم يشهد له الجميع به بلا إستثناء ؟؟؟؟؟, من ؟؟؟؟, لجنه من أعمدة الموقع كما يطلق عليهم أحيانا, وهم لم يستطيعوا أن يديروا هذا الموقع الصغير دون خلافات فيما بينهم ؟؟؟؟, من ؟؟؟؟, خلاصة من عمالقة المسلمين المخلصين لدينهم ومن ليس لهم أغراض او مكاسب شخصية ,فإن كان ذلك, فأين هم ومن هم ؟؟؟؟, من ؟؟؟؟, لو كانت هناك مسابقة ولو وهمية بين المسلمين من هذا العصر والعصور السابقة لوضع هذا المنهج, فمن له من الكفاءة والعلم والمعرفه بالقرآن يستطيع أن يضع هذا المنهج , الإئمة الأربعة الشافعى ومالك وبن حنبل وأبوحنيفه؟ من؟؟؟؟, الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى؟؟؟؟ , من؟؟؟؟, الرسول ( ص) , اليس الرسول الذى إستأثرة ربه بتبليغ رسالته هو أقرب وأعلم والأكثر كفاءة بهذا العمل من جميع المسلمين منذ عهده حتى الأن وما بعد الأن!!!, فلم لم يفعله, لماذا لم يضع هذا المنهاج بإفتراض الأهمية البالغة كما يدعى البعض لهذا المنهاج, لماذا حتى لم يقم بتفسير القرآن, هل أمرة الله بأن يفعل ذلك وخالف أمرة!!!!!, ام نسى أن يفعله!!!!,أم كان مشغولا بأشياء أخرى أكثر أهمية فلم يجد لديه الوقت الكافى,هل لم يكن النبى (ص) أهلا لتفسير القرآن, هل لم يكن أهلا وكفؤا لوضع ذلك المنهج للتعامل مع القرآن, هل أمرة الله بذلك سواء بتفسيره او وضع منهج للتفاعل او التعامل او تدبره غير أنه لم يعر ما أمره الله به إلتفاتا, او نسى ذلك او تناساه, من غير المعقول أن يعتقد اى بنى أدم أن أى من تلك الأشياء قد حدثت, او أن أى منها له ظل من الحقيقة, إذن لماذا لم يفعل الرسول ذلك, هل ترك الرسول ذلك الأمر لمن يأتى من بعده سواء من الصحابة او الأئمة, من مالك او البخارى او أحمد أو الشافعى, هل قال الرسول عليكم بأى واحد من هؤلاء فهم من تم تكليفهم بشرحه او من تم تكليفهم بوضع منهاج له, هل قال الرسول عليكم بالإنتظار حتى يأتى أهل القرآن وعلى رأسهم صبحى منصور ومعه فوزى فراج وأحمد شعبان وشريف هادى وحسن عمر وعثمان وغيرهم لكى يأتوا بهذا المنهاج, وكل من إعتنق الإسلام قبل ذلك لا حظ لهم . أم من الممكن أن او من المحتمل أن يكون الله عز وجل قد خطط ذلك بمعرفته وأنه لم يأمر الرسول بأن يفعل ذلك, بل أن كلمة من المحتمل لا تفى بالغرض , بل يجب أن تكون من المعروف او مما يجب أن يثق به كل مسلم ,أن الله لم يأمر الرسول بذلك لغرض إلهى يعرفه هو , فهل من الممكن أن يكون ذلك لأن الله أراد لكل مسلم على حدة بأن يفهم وأن يجتهد فى القرآن كيفما يسمح له مجهوده الذى مما لاشك فيه أنه يختلف عن كل أنسأن أخر فلا يوجد إثنين على وجه البسيطة يتفقان على كل شيئ, كل حسب إمكانياته العقلية والمعرفيه وفوق بل وأهم من كل شيئ كل حسب إيمانه وتقواه, ولا يعرف مخلوق عن إيمان كل منا وعن تقوى كل منا وعن صدق كل منا وعن نوايا كل منا شيئا, لكنه هو العليم الحكيم الذى يعرف ذلك بكل دقة وبكل تفصيل وهو وحده من سوف يحكم على ذلك. إذا, عندما يجتهد كل منا ويقدم ما لديه سواء فى الإجابه عن سؤال ما, او فى تقديم وجهة نظر, فليس لدى اى منا السلطة او القدرة على أن يكون ما نقوله هو القول الأول والأخير, وليس لأى منا السلطة على الحكم على أراء الأخرين, من الممكن أن نعترض او نختلف, ولكن ليس لأى منا أن يعتبر أن رأيه هو الرأى النهائى, او أن يتحدث بثقة لا متناهية وكأنه الوحيد الذى يعرف تفسير هذه الآيه او تلك , ومعنى هذه الآيه او تلك ,أو الغرض الذى جاءت بسببه هذه الآيه او تلك, فكل منا سيكون مسؤلا عن ما يفعل وعن مايقول وليس عن ما يعتقده الأخر او ما يقوله. لأن ذلك كان من إرادة الله بأن لا يكون للقرأن تفسيرا واحدا, بمعنى أن الله عز وجل له المقدرة على أن يحاسب كل أنسأن وفق ما أهتدى اليه ووفق ما وصل اليه بنية طيبة الى فهم نفس الأية او نفس التوجيه فى القرآن وهى مقدرة إلهية ليس لأى بشر منا أن يتخيلها بعقله المحدود.
دعونا الأن نرجع الى الواقع , وننظر بطريقة واقعية وأمينة مع أنفسنا على الأقل لما يحدث من حولنا سواء على هذا الموقع او غيره, هناك من يتصور أن "أهل القرآن " أى مجموعتنا, هى مجموعة جديدة أو فريدة من نوعها فى توجهها او فى مفاهيمها فيما يتعلق بالإسلام, او أننا أول من نادى وأمن بتلك المبادئ من أن القرآن هو المصدر الأول والوحيد لتعاليم الإسلام, والواقع أن ذلك أبعد عن الواقع بسنوات ضوئيه, من المستحيل أن نتصور أن (أهل القرآن) هم اول من أمن بالقرآن فقط على مدى 14 قرنا ولم يخطر ببال احد من عشرات المليارات من المسلمين طوال تلك الفترة أن يتساءل وأن يجتهد وأن يفكر فيما نفكر فيه تماما, اعتقد ,وأنا أتحدث عن نفسى,أنه من السذاجة بل من البلاهة أن أظن ذلك, أن الكثير مما يقال على هذا الموقع للأسف يقترح بشكل مباشر او غير مباشر أن الدعوة الى القرآن الكريم كمصدر واحد او أوحد للتشريع للمسلم والمسلمين لم يتواجد قط طوال 14 قرنا, وأنه إكتشاف حديث سواء من أحمد صبحى أو غيره, أى بمعنى أصح أن كل تلك المليارات من المسلمين لم يمارسوا الإسلام بطريقة سوية, إلا عن طريق المشايخ والأئمة أصحاب الأحاديث تبعا للفئات التى قسمت الإسلام الى شيعة وسنه وصوفيه ومعتزله....الخ الخ الخ. أى بمعنى أخر أنهم جميعا ضلوا عن السبيل, وأن إن لم يرحمهم الله عز وجل , فمصيرهم جهنم وبئس المصير, أعتقد أن من يظن ذلك يجب أن يفكر مرتين او أكثر!!!!! إن كل منا ممن يعتبر نفسه من أهل القرآن, لو لم توفر لنا التكنولوجيا الحديثة مثل الإنترنيت ما يسمح باللقاء وتبادل الأفكار على مثل هذا الموقع, لكنا رغم ذلك لازلنا من أهل القرآن سواء اتخذنا لنفسنا هذا الإسم او المسمى أم لا , لكنا لازلنا لا نؤمن بقتل المرتد لأننا فهمنا ذلك من القرآن, لكنا لازلنا لا نؤمن برضاعة الكبير او التبرك ببول النبى وشرب بول الإبل,او رجم الزانى , لكنا لازلنا لا نؤمن بتلك الأحاديث التى تثير السخرية والضحك خاصة عندما تتعارض مع القرآن, لكنا لازلنا نؤمن بأن القرآن هو المرجع الوحيد الذى نرجع اليه كلما تساءلنا عن شيئ لم نستقر عليه. نعم إن التفكير الجماعى وتبادل الأفكار الذى أتاحه لنا التقدم العلمى لا يمكن الجدل حول منافعه, غير أنه لم يكن السبب الرئيسى الذى أدى الى إنتمائنا الى ما نعتقده أو الى أهل القرآن, ربما يكون قد ساعد البعض فى معرفة الطريق الصحيح وربما يكون قد غير من رأى البعض من المنهج السلفى الى المنهج القرآنى, ولكنهم بالتأكيد كانت لديهم الرغبة ولديهم الإستعداد للدخول عبر هذا الباب, فلو لم يكن لديهم تلك الرغبة فى داخل وعمق داخلهم, لما كان مثل ذلك الموقع او عشرات من مثله قد غير رأيهم قيد أنملة, والدليل على ذلك أنه هناك من مئات الملايين ما لم يغيروا من تفكيرهم رغم تواجد هذا الموقع وأمثاله وتواجد هذه الأفكار ومثيلاتها.
القول بأن القرآن بفسر بعضه, وهو المنهح المبدئى الذى ذكر على موقعنا الكريم, وأننا يجب أن نفسر القرآن بالقرآن أو من القرآن, هو قول ذا معنى قد يبدو لأول وهلة منطقيا , كما أن له نغمة لا يستطيع الكثيرون أن يعترضوا عليها, ولكن دعونا أن نكون واقعيين مع أنفسنا, وأن نكون صادقين معها, هل قام أى كاتب او باحث بتفسير شيئ واحد من القرآن , شيئا واحدا كان محل نقاش او تساؤل أو جدل, وحاز الموافقة من ( الجميع ) بالإجماع, والجميع هنا هم العشرات فقط او على أكثر تقدير المئات من القراء والكتاب والمعلقين معا ( وليس ألف وثلاثمئة مليون), شيئا واحدا, مجرد شيء واحد!!!!!!!!!!!!!!! إن أبسط الآيات التى يعرفها السواد الأعظم من المسلمين ويحفظونها عن ظهر قلب, عندما تعرضت للتفسير, أختلف عليها الكثير من رواد الموقع, وكانت بعض الإختلافات بسيطة وبعضها ليست بتلك البساطة بل ربما كانت إختلافات بينة وشاسعة, هل هناك فى القرآن ما يشير "صراحة" الى هذا المنهج, أى تفسير القرآن بالقرآن؟؟ هل هناك توجيه من الله عز وجل بأن نلتزم بهذا المنهج لتفسير القرآن بالقرآن؟ أود أن أعرف بل أتمنى أن أعرف منكم جميعا إن كانت هناك آية تقول بصراحة مباشرة لا يختلف فيها إثنين . هل من الممكن كما يقال أن يتجرد كل إنسأن من كل ما يعرفه تماما, تماما, تماما, وأن يدخل الى القرآن وكأنه "صفحة بيضاء", ليس فى ذاكرته او مخيلته شيئا لكى يبدأ عملية التفسير لكلمة ما أو آية ما , وأن يبجث عن تفسيرها من سياق القرآن أو الآيات الأخرى, هل هذا شيئ ممكن بشريا وإنسأنيا ومنطقيا؟؟؟ هل ينسى او يتناسى كل إنسأن ما لديه من علم او معرفه , كل ما سمعه وكل ما قرأه طوال حياته لكى يكون حياديا فى تفسيرة, فيغلق الباب وراء كل تاريخة الفكرى ومحصلة معلوماته التى جمعها او تجمعت رغما عنه فى رأسه؟؟ هل هذا فى طاقة أى مخلوق؟؟؟ ..................لماذا لا ننظر الى ما حدث على هذا الموقع فقط عندما تعرضنا لموضوع الصيام, عند محاولة فهم وتفسير كلمة ( الذين يطيقونه), عندما تعرض الموقع الى مناقشة الصيام, وإن كان التدخين يفطر الصائم ام لا, وأود هنا أن أقول بأن من يؤمن بأن التدخين يفطر الصائم , ليس عليه أن يفعل شيئا سوى أن ينتظر حسابه أمام الله لأنه أساء فهم ما يفطر, ومن صمم على ان التدخين لا يفطر الصائم, فأرجو ان تكون لديه الشجاعة والإيمان بما يقول و أن يشعل سيجارة أمام الناس يوميا فى نهار شهر رمضان, مجرد سيجارة واحدة وأن يقول لهم ان التدخين لا يفطر الصائم, أما غير المدخنون, فأن يشعل سيجارة ويأخذ نفس واحد أمام الناس فى نهار رمضان مبررا انها لا تفطر, مجرد نفس واحد لن يجعله مدمنا ولن يضر بصحته كثيرا, ولكنه فى سبيل الله وفى سبيل إبراء ذمته امامه , يجب ان يثبت ذلك بالفعل وليس بالقول فقط!!!, ولا اود أن اذكر تقييم عملية التدخين فى حد ذاتها من حلال او حرام, او ما حدث عندما نوقشت الصلاة, وما قيل عن عدد ركعاتها أو عن طريقة أدائها, ( وسوف أكتب مقالة بهذا الشان إن شاء الله ), وعن التشهد فى الصلاة, بل وعن الشهادة بان محمدا رسول الله, أى منهج فى تفسير وتدبر القرآن كان أو سيكون به إجلاءا للحقيقة فى هذين الموضوعين فقط كمثال , ولا أقول فى عشرات الموضوعات الأخرى مثل الجدل حول ما هو محرم وما هو منهى عنه وما هو محلل وما هو غير ذلك, أو عن الزواج وعن الطلاق , عن الإيمان معناه ومتطلباته, ألم نشهد ان نفس الآية من القرآن يستخدمها البعض ضد البعض, بمعنى انها تعنى شيئا للبعض وتعنى شيئا مخالفا ومناقضا تماما للبعض الآخر!!
حسنا, ماذا لو أننا بمعجزة ما , كوننا لجنة من مفكرى الموقع, بمساعدة من مفكرين أخرين من خارج الموقع, ثم إستطعنا أن نحدد المنهج الواجب إتباعه والمعنى لكل كلمة من كلمات القرآن, .....ثم ماذا بعد ذلك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!, هل نكون بذلك إستطعنا أن نقضى على كل مشاكل العالم الإسلامى, من الذى سوف يتبع ذلك المنهج دون مناقشة ودون إعتراض مطلقا, من؟؟؟, أهل القرآن هنا, كم من المسلمين فى العالم سوف يتبع ذلك المنهاج ويرجع الى قاموسنا القرآنى كلما صادفهم ما يدعو الى ذلك, فلننزل الى عالم الواقع, كم من ال 1300 مليون مسلم سوف يسارع لتبنى ذلك المنهج , وكم من الزمن سوف يمر عليهم قبل ان يجد البعض - فى هذا الجيل او الجيل القادم او حتى بعد أجيال أخرى- ما سوف يعترضون عليه وما سوف يرفضونه لسبب أو أخر, هل فكر كل من الأئمة السابقين ان هناك من سوف يأتى من بعدهم كى يعترض و يعدل ويغير ما كتبوه من إجتهادات وتفسيرات .............الخ, والدليل على ذلك هو ...................نحن الآن!!
ما رأيك فى ذلك الرجل الذى ولد فى قرية فى مصر او السنغال او أوغنده او جبال تورا بورا, أو أندونيسيا, لا يعرف القراءة وتعلم من والديه قواعد الإسلام التى تعلموها هم عن أبائهم وهلم جرا, هذا الرجل الذى لا يقرأ القرآن ولكنه يقدسه, ويقبله ويعاملة بكل إحترام, هذا الرجل الذى تعلم الصلاة وورثها عن والديه, لا يحفظ سوى عدة سور قصيرة يؤدى بها صلاته,يصلى, ويصوم ويزكى ويعرف ما هو حلال وما هو حرام طبقا لتقاليد قريته الذى ولد بها وعاش فيها ومات ودفن تحت أرضها, هذا الرجل الذى يعمل كل ما وسعه لكى يرضى الله الذى عرفه طبقا لما علموه, يصلى الجمعة خلف أحد مشايخ القرية الذين ربما يضللونه بالأحاديث وما قال الرسول وما قال البخارى................الخ, هذا الرجل الذى يعرف ما هى الفاحشة طبقا لما تعلمه وما ورثه, هذا الرجل الذى عاش ومات دون أن يخرج من قريته شأنه فى ذلك شأن مئات الملايين من المسلمين حول العالم, وشأن مليارات المسلمين الذين انقضوا من قبل!!!!! هذا الرجل الذى يمثل بصورة حقيقية المسلم البسيط أو الأغلبية الساحقة من مسلمى العالم اليوم وبالأمس وربما غدا , هذا الرجل الذى لا يعرف التطابق فى معانى كلمة ( دين) على طريقة الاستاذ أحمد شعبان, ولا يعرف تفسير كلمة ( آية) ومعانيها المختلفة فى القرآن,أو أنه من الممكن ان نكتب بحثا مطولا او كتابا فى شرح كلمة ( صلاة) بل لا يهمه ولا يعنيه أن يعرف ذلك.........الخ. طبقا لما نعرفه نحن ( ؟؟؟؟) وطبقا لما نفهمه , هذا الرجل قد خالف تعاليم الإسلام كما نعرفها نحن, فهو قد أمن بالكثير او بكل ما سمعه من حديث عن شيخه, صلى وقرأ التحيات والتشهد طبقا لما يفعله السواد الأعظم بل اكثر من السواد الأعظم من المسلمين الذين يقرأونها اليوم كما قرأها أباءهم من قبل, شهد ان لا إله ألا الله وأن محمدا رسول الله, ...............الخ الخ..أعتقد أن الصورة قد أتضحت تماما لما أريد أن أقول, هذا الرجل عاش مسلما ومسالما ولم يعتدى على احد ولم يرتكب كل ما فهمه وعرفه انه من الفواحش, طبقا لبعضنا هنا, هذا الرجل كافر ومشرك, فهل يعتقد أحد ان هذا الرجل سوف يعاقبه الله العادل عقاب الكافر المشرك, أرجو ان يتولى الإجابة عن ذلك اى إنسان يقول نعم سوف يعاقبه الله على كفرة وعلى أنه صدق تلك الأحاديث التى تخالف القرآن وعلى انه بقوله فى صلاته التحيات لله والصلوات والطيبات...........الخ, قد أشرك بالله, وانه بقوله وأن محمدا رسول الله , قد كفر وقد أشرك بالله , وسوف أنتظر بفارغ الصبر هذا التعليق!!
والأن دعونا نرى ماذا قال الله عز وجل فى كتابه الكريم, ولنتمعن فيما قال فى بعض الآيات ولنحاول ان نربطها بما جاء أعلاه فى تلك المقالة.
ونرثه ما يقول ويأتينا فردا – مريم 80
وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا -الإسراء- 13
قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس الا عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون - الأنعام – 164
الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشاكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى - النجم 32
ذلك مبلغهم من العلم ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى - النجم 30
ومن آياته خلق السماوات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين . الروم - 22
أنا عن نفسي أرى بأن القرآن يدعوا الى قيم أساسية الا وهي الأيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات
أنظر االآيات الأولى من سورة هود:
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)
وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)
إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)
أما عن غيرنا فحسابهم على الله:
يقول رب العزة في سورة هود.
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9)
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10)
إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ(11)
لاحظ أستاذ فراج لم يحدد الله من هم هؤلاء "الذين صبروا وعملوا الصالحات", لم يقل أنهم من المسلمين أو الموحدين أو أي شيء من هذا القبيل.
لكن في النهاية هؤلاء حسابهم على الله.
نحن يجب أن نترك مالله لله وعلينا ان لانتدخل فيه الا بالكلمة الطيبة وحسن الظن. وعلينا أحترام الآخر ومحبته والدعوة له بالهداية, والتسامح معه.
بهذا لايكون هناك خلاف, بل يكون فقط أختلاف لايفسد للود قضية.
في الحقيقة أنا أتصور بأن كل أنسان يحاول أن يفسر القرآن فأنه سوف يخطي في معظم محاولاته, وكلما كثر أنتاج ذلك الأنسان التفسيري كلما كثرت أخطاؤة. وكل واحد منا له آراء يراها الآخرون بأنها مثيرة للغثيان, وآراء جيدة تصلح أن تكون نواة للتفكير السليم تجاة الآيات القرآنية.
عذرا للأطالة, لكن كنت أريد أن أبوح بمافي صدري.
مع كل التقدير والأحترام
القول بأن القرآن بفسر بعضه, وهو المنهح المبدئى الذى ذكر على موقعنا الكريم, وأننا يجب أن نفسر القرآن بالقرآن أو من القرآن, هو قول ذا معنى قد يبدو لأول وهلة منطقيا , كما أن له نغمة لا يستطيع الكثيرون أن يعترضوا عليها, ولكن دعونا أن نكون واقعيين مع أنفسنا, وأن نكون صادقين معها, هل قام أى كاتب او باحث بتفسير شيئ واحد من القرآن , شيئا واحدا كان محل نقاش او تساؤل أو جدل, وحاز الموافقة من ( الجميع ) بالإجماع ..
فقرة رائعة من مقال رائع ..
استمر في تساؤلاتك اخي الكريم .. فالتساؤل هي بداية الفهم الذي لن يكون عليه اجماع ابدا .. لأن الاحماع هو ضد الفطرة الانسانية .. ولو اجمعنا كلنا علي شيء واحد لما كاان للحياة معني و طعم او لون أو رائحة ..
هناك استحالة لوضع منهج واحد للتعامل مع القرآن .. ولو كان هناك هذا المنهج لعرفه المسلمون منذ عهد رسول الله ..
بصراحة هذا المقال من امتع ما قرأته لك اخى الحبيب فوزى.
ميزة ما تكتبه ـ أخى الحبيب ـ هو تلك الواقعية الصريحة التى يحتاج اليها كل مخلص يدعو لاصلاح قومه بالتى هى احسن .
ولقد قلت ـ وأكرر هنا ـ أننا لا زلنا فى أول خطوة فى طريق طويل وشاق ، ومهمتنا أن نقرأ القرآن الكريم محاولين فهمه من داخله وبداخله ، أى تفسير القرآن بالقرآن ، ولا بد أن تواجهنا مشكلة فهم مصطلحات القرآن الكريم ، وماهية وتطور اللغة العربية،وفى تدبر القرآن لا بد من ان نختلف ـ ليس فقط لأننا نحمل أوزارا من تراث يتحكم فى عقلية المسلين منذ 13 قرنا ولكن ايضا لاختلاف القدرات الفردية و الخلفيات الثقافية ـ حتى مع افتراض وجود الاخلاص لدى الجميع . وذلك الاختلاف يمكن أن يكون طريقا للتعلم كما يمكن أن يكون وسيلة للتباغض والتفرق حسب ظروف من يكتب ومن يعلق، ولكن المهم أننا الرواد فى فى هذه المرحلة ، وعلينا أن نفتح النقاش فى كل المسكوت عنه ، وأن نبحث عن حلول قرآنية (البناء ) لنواجه بها ما يتناقض مع القرآن الكريم من تراث المسلمين ( الهدم ). وعلى هامش البناء و الهدم تدور مناقشات وجدالات، وكل ذلك سيظل بعدنا للجيل القادم ، حيث يظل ما يكتبه كل منا شاهدا له أو عليه.
أؤكد : مهمتنا أن نتدبر فى القرآن و نفكر فى حلول مستقاة منه ، ويضع كل منا تصوره ، ويناقشه الآخرون ، ونترك للجيل القادم أن يختار منها ما يشاء ويرفض منها ما يشاء. وأذكر أن ثانى مقالة ظهرت لى فى جريدة الأخبار المصرية عام 1989 كانت بعنوان ( لنكن جيل الحوار ليكون أبناؤنا جيل الاختيار)، وهذا هو طريقى منذ عام 1979 ..وأتمنى أن يكون طريق (أهل القرآن ) ..وبالتالى فانى اعتقد أن الحديث حول توحيدنا فى هذه المرحلة هو نوع من الخيال وقفز مبكر سابق لأوانه.
نتمنى أن يصل الجيل القادم الى توحد فى المنهج و المصطلحات القرآنية بناء على ما نقوم به من اجتهاد ونقاش فى هذا الموقع.
تحياتي أستاذ فوزي فراج
مقالتكم قصيرة جداً، نعم لم أشعر بالوقت وأنا أقرأ. السهل الممتنع أهم صفات هذه المقالة، ورغم يقيني أنك قلت بعضاً مما يجول في خاطرك، إلا أنني لا ألومك على ذلك لأنني أعرف وأتفهم الأسباب.
وفقك الله وزادك علماً ونوراً.
صريح و يجعلنا ننظر للموضوع من جهة أخرى .. و هو مقال جميل كباقي كتابات الاستاذ فوزي المعهود بأفكاره النيرة.. و لكن بعيدا عن العواطف هذا المقال و إقرار الدكتور أحمد لنتيجته بقوله (الحديث حول توحيدنا فى هذه المرحلة هو نوع من الخيال ) إنما جاءت كلطمة للجهود الرامية للوصول الى نظام يجمع و يرتب طريقة التفكير في القرءان الكريم من خلال فهم القرءان نفسه... فالاستاذ فوزي يقول متكلما عن المنهج الذي كان يدعو له الاستاذ شعبان (بل يجب أن تكون من المعروف او مما يجب أن يثق به كل مسلم ,أن الله لم يأمر الرسول بذلك لغرض إلهى يعرفه هو , فهل من الممكن أن يكون ذلك لأن الله أراد لكل مسلم على حدة بأن يفهم وأن يجتهد فى القرآن كيفما يسمح له مجهوده الذى مما لاشك فيه أنه يختلف عن كل أنسأن أخر فلا يوجد إثنين على وجه البسيطة يتفقان على كل شيئ, كل حسب إمكانياته العقلية والمعرفيه وفوق بل وأهم من كل شيئ كل حسب إيمانه وتقواه) .. و هذا كلام جميل و رائع و لكن لا أجد له علاقة تربطه بما كان يدعو اليه الاستاذ شعبان... فهو (أي شعبان) لا يريد وضع طريق تحدد للناس كيف يفهمون القرءان فهما محددا و مقننا و مغلقا لا رجعة فيه.. و إنما يريد الوصول الى طريق تتقاطع فيها كل محاولات الفهم... و بالتالي تقلل مساحات الاختلاف.. و الحقيقة إن التشكيكية skepticism التي يأتي بها الاستاذ فوزي أحيانا إنما هي من سحب الاهداف على ما لا ينبغي. فمثلا في سؤاله (والسؤال هو هل اللغه العربية لها صفة خاصة تختلف عن جميع اللغات الأخرى؟؟,) لست أدرى لماذا سيكون الجواب الايجابي على هذا السؤال مدعاة الى " العنصرية اللغوية" كما يقول ، يعني إذا كانت اللغة العربية لها صفة خاصة فلماذا ستصبح هناك عنصرية للغة ؟ ألا يصب اختيار رب العزة للغة العربية لرسالته يصب في اتجاه معاكس لتلك العنصرية التي يتخوف من وجودها.. و من مثله أيضا إفتراض أن الاختلافات حول مسألة معينة هي اختلافات لا نهائية و بالتالي فإن العمل على وضع قواعد تتنبأ بالقدر الاعلى من تلك الاختلافات و تفسيرها إنما هو مضيعة للوقت .. و الجميع يعلم أن الاختلافات ما بين الافراد حول فهم نصوص القرءان إنما هي محدودة حتما و بالتالي من الممكن التنبؤ بها و بالتالي من الممكن حصرها و إخضاعها للمحاكمة و التمحيص. (أتكلم عن الفهم واختلافاته). أما حقيقة أننا سنصل الى نتائج قطعية فهذا منوط بمقدار تقدمنا في إيجاد ذلك المنهج... و لعمرك قد يكون فهم ما تصفهم بالمسلمين البسطاء في عقر ذلك التقاطع الحاصل للمعاني التي قد يأتي بها ذلك المنهج إن وجد..
و أما التساؤل (هل هناك فى القرآن ما يشير "صراحة" الى هذا المنهج, أى تفسير القرآن بالقرآن؟؟) فغريب!.... فالله قال لنا (ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم)أعراف.. كيف هذا؟ الله سبحانه يقول أنه جاء لنا بكتاب فصله هو نفسه لنا؟ كيف فصله هو نفسه لنا؟ هل كان الله بينهم يفصل لهم الكتاب حين ينزل لهم؟ .. و نحن نؤمن أن القرءان هو كلام الله و كلام الله هو القرءان .. و بالتالي يكون الله فصل لنا الكتاب (الذي هو كلامه) بكلامه نفسه (أي بالقرءان نفسه).. فأصبح مفصلا من ذاته (وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا)أنعام. (إلا ان يكون قد أرسل سبحانه كتاباً آخرَ لتفصيل القرءان .. ).... و الله سبحانه يأمر نبيه بأن يتبع القرءان أثناء "قراءة الله للقرءان؟" كيف يقرأ الله القرءان؟ إستمع (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ** إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ** فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ** ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) كيف يقرأه الله؟ نحن لا نملك كلاما لله سوى هذا الكتاب و بالتالي عند قراءة القرءان فإن بيانه (اي القرءان) بالقرءان نفسه. و أنظر أيضا قوله (وما كان هذا القران ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) يونس.. كيف يكون تفصيل الكتاب من رب العالمين و نحن لا نملك كلاما لله سوى القرءان؟ إذن تفصيل الكتاب هو من القرءان نفسه (بوصفه كلام الله أيضا) .. هذا عدا عن طلب الله المتكرر لنا بعدة طرائق بأن نتدبر القرءان (فقط).
تابع ../..
../.. تابع
و أما استغراب الاستاذ فوزي من كون أصوات اللغات قد تتقاطع في معاني ضمن علاقات منطقية.. فله الحق في ذلك و أنا نفسي متأرجح بين الايمان بذلك و بين الكفر به.. و سبب وجود هذا التأرجح هو قوله تعالى (و علم ءادم الاسماء كلها ) أي إن الاسماء ليست من اختراعات أدم كان يطلقها كيفما اتفق على المسميات و الاشياء.. بل لها أصل إلهي..و بالتالي بما أننا نعلم الان أن كل شيء خلقه الله يخضع لنظام متين ، فإن من المنطق أن نفترض أن اللغات كلها تتقاطع في مساحات جدا محدودة من ناحية علاقة الاصوات اللغوية للكلمات بمعانيها.. لكن السؤال الاخر و الاهم هو ما موقع ذلك في فهمنا للكتاب؟ إجابة هذا مرتبطة أيضا بمقدار تقدمنا في إنشاء العلم وراءه....و من المنطق جدا أن النتائج التي قد نحصل عليها من وراءه قد لا تكون فيصلا ما بين رضى الله من سخطه.. فكما أشرت أستاذ فوزي .. إنه من الظلم أن نفترض ان الله ربط رحمته بعباده بمقدار ما يبلغ الانسان من علم في الكتاب. و لكن كل ما يثار إنما يدور حول تركيز الجهود نحو المزيد من الفهم لهذا الكتاب .. و كما تعلم فإن اكتشاف قوانين الجاذبية قد أفضى الى نتائج مذهلة سببت المزيد من تقدم البشر.. و لكننا نعلم أن حياة البشر لم تكن متوقفه على هذه الاكتشافات الفذة في العلوم النظرية، و لكن سرعان ما حدثت فإن حياة البشر قد تأثرت بها... و بالتالي نحن لا نقول إن رحمة الله بعباده و دخولهم الجنة و النار متوقف على هذا المنهج أو ذاك.. و إنما نقول إن التقدم بسبيل تلك المنهجيات قد يأتينا بثمار تلذ و تطيب و يكون لها أثر طيب على تحسين فهمنا للكتاب و قد يمتد ذلك لا محالة الى حياتنا المادية و الروحية أيضا.
و أقول صراحة أنني استمتعت أيما استمتاع بقراءة ما تكتب .. دائما .. أستاذ فوزي .. و لا أستثني من مقالاتك أحدها...
و الله الموفق
مقالة متكاملة وفيها منهج ورؤية جديدة ايضا ،كونها وضعت لنا تصورا ،ألا وهو ربط التفسير بالواقع ،واعتبار الواقع هو المحك .الشيء الأخر أن التراث شئنا م أبينا يعيش في عقلنا الواعي واللاواعي ،وفي كثير بل وفي أغلب الاحيان نستمد منه رؤانا الفكرية .وأهم ما في المقالة أن وضع الاختلاف هو وضع طبيعي،ولن يصل الانسان الى فهم موحد إلا عند مثوله أمام رب العالمين الذي سيوضح لنا كل شيء.وأيضاً مقولة أن الحساب عند رب العالمين ،سيكون بالدرجة الاولى على الايمان بالله واليوم الأخر وأداء العبادات بخشوع وعمل الصالحات وهذا هو الاسلام والايمان البسيط والصحييح الذي أراده الله لعباده.اما التدبر الاكاديمي ،هو مطلوب من الذين أعطاهم رب العالمين القدرة والامكانية من أجل الوصول الى المعاني المقاربة في العصور المختلفة .جيث أن الفكر يسبق التطور الاجتماعي.
أما بشأن الأخ أحمد شعبان . فأني لا أعتقد أن مطلبه أيجاد منهج معين لفهم الكلمات هو مطلب حدي ،بل هو ركز على مطلبه الحدودي .بمعنى أن نجد للكلمات النتشابهة في القرآن الكريم والموزعة بين الآيات المختلفة معنى مقارب ،أو معاني مقاربة بحيث يتسع هذا المعنى لأكبر عدد من الكلمات المتشابهة.وهدف الأخ أحمد شعبان ،هو أنه بمنهجه الذي يطالب به ،العمل على ازالة الخلاف القاتل مابين الرؤى المختلفة ،وذلك لايجاد قاعدة قد يمكن التأسيس عليها من أجل وحدة اسلامية منشودة.
أخواني رواد وكتاب الموقع الكريم (أهل القرآن)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وبعـــــد
بلغني بعد أن أتصل بي بعض الأحبة من رواد الموقع أن الكثيرين ينتظرون ردودي على مقالتي أخي الدكتور أحمد الأخيرتين والمعنونتين (الحلال والحرام في تشريع الطعام فى الإسلام) و (فقه التحريم في تشريع القرآن الكريم – دراسة عملية) ، ووعدي لهم أنني لن أخيب رجاء أي منهم .
وكذلك عن المناقشة الفكرية الجميلة الدائرة بيني وبين كل من الأخوين الكريمين الأستاذ / أنيس صالح ، والمهندس / محمود دويكات ، لم تفرغ جعبتي بعد ، وأظن أن في جعبتيهما الكثير ، وأرغب في إستمرارها حتى نصل للحق بإذن الله ، على قاعدة من الحب والاحترام المتبادلين.
ولكن في الحقيقة مشكلتي مع الوقت ، فقد ابتلاني رب العالمين بمصيبة أن وقتي أقل بكثير من إلتزاماتي مهما حاولت إدارته ،ولذلك فأجور دائما على ساعات نومي وعلى جسدي الذي يعلن إعتراضه بين الحين والحين ،إما بالنوم الاضطراري أو بالمرض ، ومع ذلك أحب بل أصر على الالتزام بعهودي ووعودي مهما كلفني ذلك ، لذا أرجوا من أخواني الصبر ، ولكن اليوم وجدت أنه لزاما علي أن أدلوا بدلوي في الموضوع الذي أثاره اخي الكبير الكريم الأستاذ فوزي ، لما أثاره من قضاياهامة.
أخي الكبير فوزي فراج
لقد قرأت مقالكم (في الرد على الأستاذ أحمد شعبان) وأتفق معكم في كثير مما جاء بالمقال ، ولكن أختلف معكم في قضيتين على النحو التالي:
أولا: قضية اللغة:
جاء بمقالكم ما يلي (والحروف العربية كما نعرف تختلف عن الحروف فى اللغات الأخرى, وتنقص او تزيد عددا من الحروف عنها, غير أن الفكرة فى جميع اللغات واحدة, وهى أن الحروف يتم ترتيبها بطريقة معينة لكى تصف او تعبر عن معنى ما, والمعانى هى الوحدة الأساسية فى كل فكرة, والأفكار هى طريقة للتواصل بين الناس, فمنها ما هو مقبول ومنها ما هو مرفوض ومنها ما هو جيد ومنها ما هو سيئ...الخ. والناس تتعامل مع بعضها البعض من خلال تلك الافكار التى يتم توصيلها عن طريق الكلمات, مسموعة او مقروءة وكذلك عن طريق الصور المرئية المصاحبة للكلمات وبطرق أخرى كثيرة) أتفق معكم في هذه الفقرة بنسبة مائة بالمائة ، فلا يمكن أن نتواصل معا إلا بلغة حوار ، لها أبجديتها وقواعدها ، ولكل كلماتها مداليل تعبر عن المتكلم لتوصيل الفكرة ، وفي الحالات الخاصة تحل الإشارة كلغة مرئية محل اللغة المسموعة ، وهي لغة الرمز والإيحاء ، لقوله تعالى" قال رب اجعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار" آل عمران41 ، وهنا نرى أن الله سبحانه وتعالى إستثنى الرمز من أصل الكلام ، بما يفيد أن مادة الرمز من مادة الكلام ، ولقوله تعالى" فخرج على قومه من المحراب فاوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشيا" مريم 11 ، وهنا أعتبر الله سبحانه وتعالى الرمز المرئي نوعا من الوحي بين الناس بعضهم بعضا.
ثم جاء بمقالكم السؤال التالي (والسؤال هو هل اللغه العربية لها صفة خاصة تختلف عن جميع اللغات الأخرى؟؟) ، ولأهمية السؤال جعلتم تحته خطا ومظللا بالأحمر ، ولم تمهلونا للرد والتفكير ، ولكن كان جوابكم في الفقرة التالية (فمثلا كما ذكرت فى مقالتى ( خلاصة الكلام) أن هناك من المسلمين ممن لا يتحدث العربية حوالى أربعة لكل واحد ممن يتحدث العربية, وأن كنا كما يقول الاستاذ شعبان سوف ننظر الى معانى الكلمات العربية فى القرآن وأن كل كلمة لها معنى واحد مهما إختلف معناها فى سياق الجملة, فكيف نستطيع أن نوصل ذلك الى الأكثر من ثمأنون فى المئة من المسلمين الذين لا يتحدثون العربية , وأن كان ذلك من الأهمية فى فهم وتطبيق العقيدة الإسلامية كما يرى سيادته, فهل عاقب الله عز وجل كل هؤلاء بأن خلقهم فى مجتمعات وبلدان لا تتحدث العربية رغم أنهم أمنوا بالله وأمنوا بكتبه ورسله وأشهدوا العالم على أنهم مسلمين , كيف يمكن أن يدرك أحدهم معنى كلمة ( دين ) بكلا المعنيين الذى أشار لهما الاستاذ شعبان مهما حاولنا أن نشرحها لهم, وهذا مجرد مثال فقط على التركيز على اللغة العربية وتجاهل جميع اللغات الأخرى التى يعيش ويتعايش بها حوالى 80% من المسلمين, هل من الممكن أن يتحول ذلك الى نوع من ( العنصرية) , لأن العنصرية ليست فقط فى لون الجلد!! هل من الممكن أن يتهمنا الأكثرية من المسلمين بأننا نمارس تلك العنصرية "اللغوية", هل من الممكن أن نقول أن القرآن جاء باللغة العربية فأن كنتم ياسادة ياكرام لا تتحدثون العربية فهذه مشكلتكم أنتم وليست مشكلتنا, وإن كان لديكم شكوى فقدموها الى خالقكم الذى خلقكم هكذا)
وأقول بتوفيق الله ، بأن هناك فرق بين تميز اللغة وعنصرية اللغة ، فكل لغة من اللغات التي يتحدث بها البشر تتميز بصفات وخصائص لا يشترك معها فيها أي لغة أخرى ، ونحن نقر بذلك ونؤيده ، أما عنصرية اللغة تقوم على فكرة إزدراء باقي اللغات غير اللغة التي أتحدث بها ، وهي فكرة غير وارده في القرآن الكريم بل العكس تماما في القرآن أن جعل الله سبحانه وتعالى اللغات متساوية ، ومن يتحدثون بها متساوون أمام رب العالمين لقوله سبحانه وتعالى" ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين" الروم22
إذا فكيف يحدث التوافق بين التساوي كما جاء في الآية 22 من سورة الروم ، وبين التميز كما جاء في قوله تعالى" انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون" يوسف 2 وفي ستة مواضع مختلفة في القرآن الكريم؟
أخي الحبيب ، لقد جعل الله لكل لغة ميزة خصها بها عن باقي اللغات ، فمثلا اللغة (الإنجليزية) هي أميز اللغات قاطبة لمصلحة البشر ، لأنها تعطي بسهولة جدا أسماء لأشياء لم تكن معروفة من قبل (الراديو ، التلفيون ، التليفزيون ، السينما ، الفيديو ، الكاست ريكوردر ، الريموت كنترول) وغيرها كثيرا ، هذا بالإضافة إلي الأسماء العلمية والمعملية لكثير من الأمراض ، والمستحضرات الطبية ، وكل ما يمكن أن يكتشفه العلم الحديث تباعا وتخترعه الإنسانية ، فإن اللغة الانجليزية في إنتظار منحه أسما يتعارف به ويتداول للدلالة عليه وحده لا يشاركه فيه غيره ، إذا فهي ميزة ، يمكن معها أن نطلق على اللغة الانجليزية (لفة العلوم التطبيقية) والتي تأتي لنا كل يوم بجديد لم نكن نعرفه من قبل ، اللغة الفرنسية هي من أشد اللغات تفاعلا مع المجتمعات الغريبة ، فهي متميزة بالتفاعل ، فكل يوم يتمكن الفرنسيون من إضافة أفعال وأسماء للغتهم لم تكن موجودة من قبل تم تعلمها من مستعمراتهم والأدلة على ذلك كثيرة ، حتى أن أسم العلاقة بين الرجل والمرأة أخذوه الفرنسيون في لغتهم كفعل يتم تصريفه وفقا لقواعد اللغة الفرنسية.
والسؤال: هل يستطيع أحد أن يرميني بالعنصرية اللغوية لتقريري تميز اللغات الإنجليزية والفرنسية على باقي اللغات بما فيها اللغة العربية ،أحدهما كلغة للعلوم والثانية كلغة شابة متطورة متجددة ومتفاعلة مع باقي اللغات البشرية؟
طبعا لا وألف لا لأن إثبات التميز شيء والتفاخر به والتعالي به على باقي خلق الله شيئا آخر.
ولنأتي للغة العربية ، فكما أن اللغة الإنجليزية هي لغة العلوم التطبيقية بغير منازع نظرا لقدرتها على إختراع الأسماء للمسميات الجديدة ، فإن اللغة العربية أيضا متميزة في مجال العلوم الإنسانية بما فيها علوم الفلسفة واللاهوت والديانات وغيرها ، وحري أن يكون الكتاب الخاتم جاء بمفرداتها ، وتحدث بكلماتها ، فلا توجد لغة أخرى يمكن أن تسعفنا للإشارة إلي مبتغانا في العلوم الفلسفية مثل اللغة العربية ، لا يدانيها في ذلك إلا اللغة العبرانية ، وهي أيضا ضمن مجموعة اللغات السامية .
فاللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي عرفتها البشرية يكون للحرف فيها مدلول خاص ، فمثلا حرف الحاء (ح) ، يدل على طاقة تخرج من الكمون إلي التحرك (طاقة تفاعلية) ، فالكلمات التي تبدأ بحرف الحاء مثلا (حرارة ، حساء ، حشم ، حسم ، حزم ، حرب ، حب ، حض ، حكم ، حل ، حسب ، حلب ، حرر ، حم ، حن) وهكذا ، فكل هذه الكلمات مدلولها طاقة تفاعلية ، تخرج إلي العلن بأشكال مختلفة ، وهذه الخاصية لا تشترك لغة أخرى مع اللغة العربية فيها.
كما أن اللغة العربية ، هي لغة (المصدر) و (المشتقات) ، فمثلا نقول (حسن) مصدر لمعنى الحسن ، ومشتقاتها كثيرة (إحسان ، تحسين ، حسنات ، يحسن ، محسن ، أحسن ) وهكذا ، وهذه الخاصية لا يضاهيها فيها غير اللغة العبرانية فقط ، فلا عجب أن التوراة والأنجيل كانتا بها ، أما في اللغة الإنجليزية لو أردنا أن نقول (حسن) سنقولها (good) فلو قلنا أحسن (very good) فلا يوجد فيها مشتق من المصدر ولكن لا تسعيف اللغة المتحدث بها إلا أن يبحث عن كلمة أخرى ليلصقها باللغة لتعطي المعنى المطلوب ، بل وفي بعض الأحيان يتغير متن الكلمة كله في رحلة البحث عن مشتق ، فمثلا إذا أردنا أن نقول الأحسن فسيكون (the best) وهنا تغيرت الكلمة تماما
وهذا التميز ليس معناه أفضلية اللغة العربية على اللغات الأخرى ، ولكن معناه أن لكل لغة ما يميزها عن غيرها وفي النهاية أصحاب جميع اللغات (الألسنة) متساوون أمام الله لأن ذلك من آياته في الخلق ، أي سنته في الحياة ولن تجد لسنته تبديلا.
والسؤال ماذا عمن لا يعرف اللغة العربية؟ هل نقول له كما قال أخي فوزي لو لديكم شكوى قدموها لخالقكم؟
لا وحاشا لله أن نقول ذلك ، ولكن نقول تكفيهم لغتهم للفهم بمفرداتها ، لأن المدرس للغة إن كان من أهل لغتهم فسيجد الوسيلة من المفردات بل ومن كل طرق الكلام لتوصيل المعنى وهذا يكفي ، لذلك قال تعالى" وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون"التوبة 122 ، وهذه الآية تقول ببساطة إذا آمن قوم بالإسلام ، أتفقت لغتهم مع لغة القرآن أو اختلفت لا يهم ، يرسلوا نفرا من أبنائهم (فرقة تنفر منهم) لكي يتعلموا ويتفقهوا في الدين ، ثم ينذروا قومهم إذا رجعوا لهم ، وطالما أن الله ذكر القوم جميعا فإن ذلك يكون بلغتهم ووفقا لعاداتهم ، لعلهم يحذرون.
ثانيا: المنهج والمنهاج:
أراك أخي الحبيب لا تفرق بين المنهج والمنهاج في قولكم (الرسول ( ص) , اليس الرسول الذى إستأثرة ربه بتبليغ رسالته هو أقرب وأعلم والأكثر كفاءة بهذا العمل من جميع المسلمين منذ عهده حتى الأن وما بعد الأن!!!, فلم لم يفعله, لماذا لم يضع هذا المنهاج بإفتراض الأهمية البالغة كما يدعى البعض لهذا المنهاج) كان حديثكم عن المنهج في قولكم (نعود الى وضع المنهج والتفسير للقرآن) ثم أنتقلتم فجأة إلي المنهاج في عبارتكم السابقة .
إذا (المنهج) (التفسير) (المنهاج) كانت عندكم مفردات ، فوجب علينا جلاء الحقيقة ، فالمنهج هو الأسلوب الذي نتخذه للسير في طريق الوسيلة ، أي كما شرحنا من قبل إذا كانت الوسيلة هي الطريق ، فإن المنهج هو نوع المواصلات التي نرتادها للسير في الطريق ، أما التفسير فيحتاج لمنهج ، ولكن التفسير ليس هو المنهج ، والحقيقة أتفق معك تماما أنه من المستحيل الاتفاق على منهج وإلا ما حدث الاختلاف أصلا ، ولكن في النهاية فإن الله سبحانه وتعالى يعلم نياتنا جميعا ، ولذلك هو وحده الذي سيحكم بيننا في قوله تعالى " يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" المائدة 105.
أما المنهاج فهو التطبيق العملي للأمر الصادر من رب العالمين ، وهذا المنهاج يكون للنبي صاحب الرسالة ، وعلى المؤمنين إتباعه في ذلك ، لذلك قال الله تعالى" وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون" المائدة 48 ، ومن عظمة القرآن أنه قال (انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون) المائدة 44 ، ثم قال (وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل) المائدة 46 ، ثم قال (وانزلنا اليك الكتاب بالحق) المائدة 48 ، نفهم من ذلك أن هناك كتاب وهناك نبي ، ثم أنتهينا إلي قوله (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) ، فيكون الكتاب = الشرعة ، والنبي = المنهاج ، وسبحانه عندما تكلم عن بني إسرائيل لم يذكر موسى عليه السلام وحده نظرا لكثرة أنبيائهم ، ولكن عندما تكلم عن الأنجيل ، فكان ذلك من نصيب عيسى عليه السلام ، ثم القرآن من نصيب محمد عليه السلام ، فكل من أنبياء الله له منهاج في تنفيذ أوامر الحق الموجودة في رسالته ، وهذا المنهاج هو من وحي الله لأنه يتفق ومقصود رب العالمين من العبادة وطريقة أداءها ، فأصبح واجبا علينا إتباع المنهاج كما هو واجب علينا إتباع الشرعة (النص)
وأخيرا فأنا أتفق معك تمام الاتفاق في أنه من المستحيل أن يتفق الجميع على منهج واحد ، وسيكون لي في ذلك مقالة مستقلة ، وشكرا لك أخي الحبيب فوزي على ما تثيره من موضوعات تستحق البحث والدراسة
شريف هادي
تحية مباركة طيبة لكم جميعا وبعد
أولا : أعتذر عن تأخري في الرد ، وذلك لأني لم أعرف بوجود هذه المقالة إلا الآن .
ثانيا : أشكر الأستاذ الفاضل / فوزي فراج على وفائه بالوعد .
ثالثا : أشكر كل الإخوة المشاركين في الحوار بمنتهى الإخلاص والموضوعية .
رابعا لقد أغناني بعض الإخوة الكرام عناء الرد على بعض ما أثير من انتقادات حول المنهج .
خامسا : كنت قبل أن أكتب مقالة الخطوة الأولى أعتبر نفسي وحدي في هذه الدعوة بالإضافة إلى الإخوة الكرام الذين يشاركونني هذه الإطروحة ، علاوة على أنه يقع على عاتقي الدفاع عنها ، ولكن من خلال المداخلات فقد أشار على الأستاذ / محمود دويكات أن أقرأ لعالم سبيط النيلي ، وقد وجدته يأخذ هذا المنحى ولكن برؤية أكثر شمولا مما أدعو إليه وهذا ما تيقنت منه رغم عدم إتمام قراءتي لكتاب له بعنوان اللغة الموحدة ، لذا فقد طالبت بأن يقرأ هذا الرجل من خلال وضع كتاباته على صدر الموقع لأهميتها ، واعتبرت أن هذا الرجل هو دعامة لما أقوله من أفكار .
فهو ينظر بنظرة أكثر إتساعا منى لأنه ينظر إلى لغات العالم نظرة موحدة ، ويرجع جذورها إلى أصل واحد ، وبذلك عمل جاهدا على إيجاد لغة عالمية موحدة ، ولكني إكتفيت بالنظر إلى الموضوع من خلال ألفاظ القرآن الكريم فقط لأنه مبني ومعنى من عند الله .
ونقطة التلاقي التي وجدتها بيننا هى معاني الحروف ، لذا أنصح إخواني الأعزاء الذين يتعللون باللغات الأخرى غير العربية أن يقرؤا هذا الكتاب لأنه مفيد جدا في هذا المجال ، ولأنه انتقد كل من دي سوسير " مؤسس علم اللغات " وعبد القاهر الجرجاني حيث اتهم هذا العلم باللاعلم وأنه مبني بناء إعتباطيا وعشوائيا ، وهذا ما توارثناه ، ويطالب ويعمل على إعادة بناء اللغات على أساس منطقي وأن كل لفظ له قصديته .
والمشوار يمكن إعتباره طويلا إذا تقاعسنا ويمكن إعتباره قصيرا إذا اجتهدنا ، وكما قال أخي وصديقي الدكتور منصور " نتمنى أن يصل الجيل القادم الى توحد فى المنهج و المصطلحات القرآنية بناء على ما نقوم به من اجتهاد ونقاش فى هذا الموقع. .
وأقول له يمكن لنا أن نرى ذلك في حياتنا بزيادة جهدنا .
وفي النهاية سأقوم بعد أن أفرغ من قراءة كتاب اللغة الموحدة لعالم سبيط النيلي ، سوف أقول بعرض بعض موضوعاته على هذا الموقع التي تهمنا ولو أن كل ما كتبه يهمنا .
وبالنسبة لمعرفة سيدنا محمد بهذا المنهج من عدمه ، أقول بأنني قمت بالرد على ذلك بمقالة منفصلة بعنوان البلاغ على هذا الموقع .
وأخيرا أود القول بوجوب إتساع نظرتنا للموضوعات ، ولا نغلقها مثلما كنا فاعلين طوال تاريخنا .
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسمح لي أن أختلف معك في الرأي هذه المرة ( أتمنى ألا يعتبر هذا الإختلاف، من قبل بعض الأخوة، نوعاً من التضليل ومحاولة مكشوفة للخداع).
القارئ لتعليقكم الرباعي يتبادر إلى ذهنه أن اللغة العربية كانت حاجة لازمة لنزول القرآن، بمعنى أن الله كان محتاجاً للغة العربية كي يوصل للبشرية ما أراد في الرسالة الخاتمة، وكي يتمكن من جعل القرآن بهذه الروعة والإعجاز. وهذا في نظري يؤدي بنا إلى شر أكبر وهو أن يتبادر إلى الذهن أن الله تطرأ عليه أحوال الحاجة والإضطرار! تعالى عن ذلك الغني الحميد. اللغة العربية إرتقت وارتفعت بالقرآن، ولو كانت هذه اللغة هي اللغة الهيروغليفية وأراد الله أن ينزل القرآن بها لما أعجزه ذلك ولجاء قرآن الهيروغليفية بإعجازات لغوية تخلب العقول ولا تقل أبداً عما نراه في القرآن العربي. أي أن كل ما نراه في القرآن الكريم من دقة في المعنى وحساسية مفرطة لزاوية الرؤيا وكل ما نستشعره من حلاوة وطلاوة في لغة القرآن، كل ذلك ليس ناجماً عن طبيعة اللغة العربية، ولكنه نتيجة حتمية لمصدر الكلام وهو الله العلي القدير.
والله الموفق.
أخى فوزى بعد التحية
أحييك على مقالتك الأكثر من ممتازة وأؤكد لك أننى استفدت منها وأسعدتنى وشعرت اننى اشاركك كل تفكيرك بها فألف تحية لك
أخى واصل بعد التحية
أحسنت التعليق وأؤكد لك أنه تعليق أكثر من ممتاز وكنت أتمنى أن أكتبه بنفسى ولكن لا ضير ، أحسنت فعلاً فجمال القرآن ليس لأنه عربى ولكن لأنه من الله وصدق الله العظيم حين يقول ( أأعجمى وعربى قل هو للذين آمنوا هدى )
أشكركما
أخي العزيز الأستاذ واصل ، ليس ما ذهبت أنت اليه هو قصدي ، طبعا الله سبحانه وتعالى قادر على أن يتكلم بأي لغة يريدها وسيكون في كلامه الأعجاز ، وقطعا شرفا عظيما للغة العربية أن تكلم بها رب العزة وأنزل بها كتابه القرآن ، وأتفق معك في كل ذلك.
ولكن أردت أن أبرز المزايا التي ميز بها رب العزة اللغة العربية ، وقد ميز سبحانه كل لغة بمزايا وصفات خاصة ، فجائت اللغة العربية متميزة بأنها لغة علوم الإنسانيات ، لما لأحرفها من مدلولات ، ولمصادرها من مشتقات ، وليس لهذا أدنى علاقة بقدرة رب العزة سبحانه على التحدث بأي لغة يريد التحدث بها ، فهو سبحانه القادر على كل شيء ولا يعجزه سبحانه أي شيء.
ولأخي وتوأم الروح الدكتور حسن ، وقد استحسن تعليق أخي واصل أقول له هل تظن بي ذلك؟ وأعلم الإجابة جيدا وإلا ما كان توأم للروح ، ولكن لأن الأستناذ واصل قد أبرز شيئا قد يغم على الكثير وأراد أخي حسن إبرازه.
ولأخي الكريم الأستاذ أحمد ابراهيم ، أشكره في دفاعه عني والذي لمس به الحقيقة ، وأهمس في أذنه لي جد ليس عربيا ومع ذلك أترحم عليه ليل نهار ولا أفكر مطلقا في هدم قبره
وشكرا لكم جميعا
شريف هادي
أخى الحبيب وتوأم النفس المستشار شريف هادى تحية من القلب
قرأت تعليق الكريم المكون من أربعة أجزاء وأشكرك على ما فيه من علم ومجهود عبرت عنهما بإسهاب شديد ، ولكن الحق يقال فإن اللغة العربية ليس لها أى فضل يذكر فى كون القرآن نزل مكتوباً بحروفها ، وأعتقد لو أن اللغة مهمة جداً فى مسألة نزول كتاب إلهى عالمى مثل القرآن لنزل القرآن بكل لغات العالم وما ذلك على الله بعزيز ، ولكننى ارانى متفقاً مع أخى فوزى ومع د عمرو إسماعيل فى أن الدين الإسلامى ( أى دين الله تعالى ) هو مجموعة من القيم العليا والمثل السماوية التى يجب أن يفقهها كل باحث عن الحق وكل راغب فى إعتناق الحقيقة ، لذلك فلا يشعر بلذة الإعجاز اللغوى العربى غير فقيه فى اللغة العربية وليس كل ناطق بها .
لو اعتنق أى إنسان تلك القيم العليا والمبادى ء السماوية مهما كانت لغته أو لونه أو أصله أو عرقه فهو إنسان نموذجى وحسابه على الله تعالى .
وأخيراً تقبل خالص حبى واحترامى .
السلام عليكم درّة موقع أهل القرآن
لم أظن بك ظن السوء، ومثلك لا يظن به ظن السوء (بالنسبة لي على الأقل) لكنني نبهت إلى نقطة هامة رأيتك مخطئاً فيها، والفرق كبير بين الخطأ في الإجتهاد وتعمد الخطأ فيه. وأقول: كل ما نراه من مزايا اللغة العربية هي مزايا ناجمة عن هبة ربانية لهذه اللغة، فسبحان الذي حبب إلينا هذه اللغة وجعلها أغلى عندنا من التبر والورق! إن اللغة التي نزلت بها خاتمة الرسالات هي لغة خالدة متجددة خلود وتجدد الرسالة على مر العصور، نحمد الله ونشكره على نعمته وفضله. فرغم كل ما مرت به الشعوب الناطقة بالعربية من غزو وإستعمار ومآسي ومحاولات تغريب وفرنجة إلا أن اللغة العربية بقيت صامدة قائمة، ليس لأنها تمتلك عناصر الخلود بذاتها وتكوينها، ولكن لأن القرآن الكريم المحفوظ بأمر الله حفظها وصانها من الضياع.
ولكم الشكر.
وأدعو كل المجادلين على الموقع عن عمد أو غير عمد أن يحذو حذوه وأجمل ما فى المقال أن رغم أهمية الموضوع جاءت غالبية الإختلافات بأسلوب علمى مهذب وموضوعى
يقول الله سبحانه وتعالى
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4
عندما نتفكر فى تلك الآية الكريمة نجد أن اللغة وقواعدها ومفرداتها وأدواتها التعبيرية ليست هى القضية فى الوحى الإلاهى ولكن القضية هى المعانى والأحكام والمقاصد التشريعية فى هذا الوحى وعلى قدر رقى كل قوم فى مستوى علمهم ودراستهم للغتهم وقواعدها ومفرداتها وأدواتها التعبيرية يكون إقترابهم من فهم وإستيعاب ما أوحى الى رسلهم من رسالات الله [ والأهم من علمهم اللغوى تقوى الله ] التى هى شرط الفوز بالهداية التى أنزلها الله سبحانه وتعالى فى تلك الرسالات ولن يكون هناك هداية أو إهتداء وفهم يصل إليه أى إنسان لآيات القرآن الحكيم إلا بشروط القرآن التى نجدها فى قوله سبحانه وتعالى :
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة
وهنا تشترط الآية التقوى للفوز بما فى الكتاب من هدى
{فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }ة78 {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }الواقعة79
وهنا تشترط الآية التطهر من كل معتقد فاسد ومن رجس شياطين الإنس والجن ومفترياتهم على الله ورسوله
مع التحية والتقدير والشكر للأستاذ / فوزى فراج والأستذة المعلقين
الأستاذ والأخ عابد أسير, كما أقول دائما, أنتظر تعليقاتك ولم تخيب ظنى كعادتك, فجاء تعليقك متفقا معى , وأشكرك على ذلك, كما يسعدنى إتفاقك معى فى موضوع اللغة, لو كان الرسول يعيش فى الهند لجاء القرآن باللغة الهندية غير أنه لم يكن يتغير فى مضمونه قيد أنملة.
أخيرا, إن إعجاز القرآن كما أراه وما يجعلة كتابا لكل العصور وكتابا لكل الأماكن وكتابا لكل الألسنه على إختلافها, هو ما أردت أن أقوله فى المقالة, هو ربما عدم خضوعه ( لمنهج) واحد فى تفسيره أو فى تدبره أو فى فهمه, ولكنه رغم كل ذلك يحقق الغرض الذى أرسله الله من أجله , الا وهو هداية الناس الى الطريق المستقيم ,( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ), فمهما تفاوتت المفاهيم بين الناس, ومهما أختلفت الطرق فى تدبره بين شخص وأخر, فإن إعجازه يتجلى فى أنه يفى بالغرض. تصور دواء فيه شفاء لكل الأمراض مهما أختلفت تلك الأمراض, هذا هو إعجاز القرآن, اى تعاليم بشرية مهما بلغت من الرقى, ومهما كانت درجة الدقة فى وضعها, هى تعتبر مثل ما يقال هنا ( مقاس واحد يناسب الجميع), ولأن الجميع لايمكن أن يكونوا من مقاس واحد , لأن الجميع مختلفين من حيث الخلفية والعلم والمعرفه ودرجة الذكاء والمقدرة على التحصيل........الخ الخ الخ, فمن المستحيل ان يكون هناك كتاب مثل القرآن من عمل البشر يمكن له ان يؤدى المهمة والغرض , وليس لأى إنسان أن يستطيع أن يأتى بكتاب وكلمات يفهمها الجميع على إختلاف ألوانهم ومشاربهم كل بطريقته التى ربما قد تختلف قليلا او كثيرا عن الأخر, غير انها تؤدى الى نفس الغرض, ولكن القرآن, ولهذا السبب خاصة, ولأنه لا يخضع ولن يخضع لأى منهج من وضع البشر, فهو بذلك تحدى للبشر وكما قال ربى جل وعلا, لو إجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا, وصدق الله العظيم, وهذا كما ذكرت ما أراه معنى التحدى الذى جاء من الله عن مقومات هذا الكتاب.
تحية ملؤها القلب وبعد
لم أشأ أن أعلق بعد تعليق أخي الكريم الأستاذ / فوزي فراج .
ولكني أود أن ألفت النظر لشيء هام جدا ، وهو أن جميع علماء اللغات يقرون بأن البناء اللغوى هو بناء إعتباطي غير منطقي ، مما دفع بعض المخلصين ومنهم الأستاذ / سبيط النيلي أن يجعل للغة منطق .
وقد هداه تفكيرة إلى البحث عن لغة قياسية ، يضبط عليها كل اللغات ، فلم يجد أمامه إلا القرآن الكريم ليكون لغة قياسية تضبط عليها كل لغات العالم .
ويشرفني أن أجعل نفسي رأس الحربة لهذا الموضوع لأن الأستاذ / النيلي قد فارق عنا الحياة .
ولهذا أحاديث لاحقة بإذن الله تعالى .
ولا يفوتني أن أشكر كل السادة المعلقين سواءمن اختلف معي أو آزرني على إخلاصهم وجهدهم الذي بذلون في الإدلاء بآرائهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوة للتبرع
قيام الليل من تانى: هل صحيح كما قرأنا في الكتب ان النبي محمد عليه...
هم فى شقاق: سؤال لقد دلسوا علينا مفهوم الركن في الدين...
جَعَلَهُ دَكًّا : "وَلَ� �َّا جَاءَ مُوسَ ىٰ ...
نعيم الجنة : كنا فى جلسة مرح ، ومعنا شخص ملحد ـ سأل هل توجد فى...
حوارعن فلسطين: دار هذا الحوا ر وتشعب ، عن اسرائ يل وفلسط ين ...
more
تحية طيبة أخي الاكبر فراج
ويا كأنك تقول ما في نفسي. أنا أتفق معك في معظم ماقلته.
أنا أتصور أخ فراج بأننا قد نصل الى مساحة مشتركة بيننا, وعلى هذه المساحة المشتركة نبني فهمنا للقرآن وللدين, لكن في النهاية أعتقد بأنه سوف يكون هناك أختلافات.
المشكلة في نظري هي ليس الأختلاف, لكن الخلاف. الخلاف هو أختلاف فاصل أي حدي يكفر (بضم الياء, وفتح الفاء) بمقتضاه الآخر. وهذا هو الأختلاف الذي نهانا عنه القرآن(أي الخلاف).
أما الأختلاف فقد أشار القرآن نفسه لذلك: أنظر الى هذه الآية:
1) سورة النساء - سورة 4 - آية 82
افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
لاحظ أستاذ فوزي أن الآية لم تقل : لوجدوا فيه أختلافا.
بل قالت لوجدوا فيه أختلافا كثيرا.
أي ان الآية تتضمن وجود أختلاف عند تدبر القرآن لكنه أختلاف قليل.
لايوجد ذلك المنهاج المثالي الموضوعي التام الشمولي الموجود في عقل الأستاذ أحمد شعبان.
لكن نستطيع ان نقول بأن هناك مساحة مشتركة بيننا, هذه المساحة المشتركة هي:
1) أن نعتبر القرآن المصدر الألهي الوحيد لتفسير الأسلام, أي هو الكتاب المرجع الوحيد الذي نستقي منه تعاليم الأسلام.
2) أن لا نعطي للكتب الأخرى أهمية مثل التي نعطيها للقرآن, فكتب مثل البخاري ومسلم والكافي وغيرها كلها كتب روائية فيها الغث والسمين, ونحن فقط نأخذ بما يتوافق مع القرآن.
3) نحاول تدبر القرآن بطريقة أقرب ما تكون الى العلمية, أي نحاول أن نفهم الآيات التي تتناول موضوع ما بأستخدام مبدأ عدم التناقض.
وبأستخدام تفسيرات تبدوا لنا معقولة ولا تتناقض مع الحقائق العلمية المثبته في علم الفيزياء والكيماء والأحياء وغيرها...
وتتماشى مع قيم المجتمع المتحضر من قيم حقوق الأنسان, وقبل كل شيء تتماشى الأخلاق الفاضلة .
نحاول أن نفسر القرآن من دون الدخول برأي مسبق, هذا أذا كانت القضية لا علاقة لها بالأخلاق, أو الحقائق العلمية. أما أذا كانت القضية لها علاقة بالأخلاق التي بها أتينا للأسلام فطبعا لانستطيع ان نلغي آرائنا المسبقة لأنها هي التي أتت بنا في المقام الأول للأسلام, ومحاولة الغائها ستكون بحد ذاتها عمل متناقض غير مقبول.
4) أن القرآن في الآية 7 من سورة ال عمران أشار بوضوح الى أن الآيات المتشابهه في القرآن يكثر الأختلاف فيها, وتأويل القرآن أي تفسيرة النهائي هو بيد الله وحدة, ودعت الآية بوضوح الى عدم الأدعاء بالوصول الى التفسير النهائي للقرآن, وبأن التفسير النهائي للقرآن سوف يكون في الآخره فقط. لذلك فلا محل لمنهاج الأستاذ احمد شعبان الا يوم القيامة.
الأختلاف في فهم القرآن مصادره كثيرة
أولا: النية والأخلاص.
ثانيا: التراكم المعرفي
ثالثا: درجة الذكاء.
وطبعا كما هو معروف هذه تختلف من واحد لآخر.