محمد عبد المجيد Ýí 2008-04-15
لئلا يفشل، لا قدر الله، العصيان المدني في4 مايو، ويضرب بعدها الطاغيةُ مبارك شعبنا بيدٍ من حديد، ويضاعف استبداده، ويجن جنونه، ويدفع ثمنَ الفشل أهلنُا في معتقلاته، والمناضلون الذين يناهضون حُكمه الطاغوتي في كل يوم، نقدم ثلاثين نصيحة لعلها تساهم في نجاح يوم الرابع من مايو .. يوم تحرير مصر من عصابة مبارك وأسرته.
أولا: قطع الحيرة في وصف ما يحدث، فهو في الواقع ليس إضرابا يمكن أن ينتهي بعد ساعات، إنما هو عصيان مدني سلمي يهدف إلى استعادة مصر من مبارك وأسرته ولصوص عهده.
ثانيا: أي حديث عن تغيير حكومي أو تحميل آخر المسؤولية عن جرائم 26 عاما هو تبرئة للمجرم الحقيقي، وليكن هدفنا جميعا القبض على مبارك وأسرته ومعنا القائمة السوداء بأهم الذين آذوا مصر أمنيا واقتصاديا وإنسانيا، وكانوا امتدادا للطاغية.
ثالثا: التأكيد على أن الاستعانة بأي قوى خارجية، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، يصبح خيانة عظمى علنية، فالثأر بين الشعب المصري بكل فئاته وبين الطاغية مع كل زبانيته.
رابعا: لا نيأس من دعوة قيادات الإخوان المسلمين في كل يوم .. وفي كل ساعة أن ينتفضوا مع شعبنا، على الأقل من أجل الإفراج عن المعتقلين والمظلومين في سجون ومعتقلات مبارك. لقد إنتهى وقت المناورات السياسية ولم يبق أمامنا غير التوجه ناحية الهدف.
خامسا: الثورة الشعبية المصرية لا تحمل هوية غير حب مصر، ولا ترفع شعارا دينيا أو طائفيا أو حزبيا، ولا تُعلي من شأن جماعة او تجمع أو منظمة أو توجّه فكري أو أيديولوجي، فكلنا منصهرون في حب مصر.
سادسا: هناك فئة لم نتوجه إليها بعد وهي عشرة ملايين من العاطلين عن العمل، والطلب منهم أن يمكثوا في بيوتهم أو يمارسوا الإضراب هو طلب ساذج، فمكانهم الوحيد في شوارع وميادين وساحات مصر من أقصاها إلى أقصاها.
سابعا: ربات البيوت والنساء والأطفال وتلاميذ المدارس يمكن مع وجودهم بمئات الآلاف في شوارع مصر صباح الرابع من مايو أن يحركوا الأمن والجيش والمخابرات لينضموا إلى الشعب، فهؤلاء أهلهم وأولادهم وأقاربهم.
ثامنا: ينبغي أن لا ننسى ملايين من المصريين الذين سيتنازعهم الخوفُ الطبيعي، لذا فإن مَنْ رأى في نفسه الخوفَ أن يمارس العصيان المدني في أدنى صوره، أي الوقوف أمام باب البيت مع الأطفال والنساء والجيران، بعيدا عن قبضة الأمن، وبعيدا عن أي حجة لاعتقال البعض.
تاسعا: يجب البدء فورا في كتابة القائمة السوداء بأسماء ضباط الأمن المتهمين بالتعذيب والصحفيين والمثقفين الذين يقومون بحماية الطاغية، ونشرها على النت، وارسال رسائل بها إلى كل من نعرف.
عاشرا: الأقباط جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية المصرية، وعناق الهلال والصليب شرط لنجاح العصيان المدني، واقناع أقباطنا بأن مبارك كان عدوهم لأكثر من ربع قرن قد يساعد في انضمامهم إلى العصيان المدني.
حادي عشر: عدم الإعلان عن أماكن التجمعات وذلك لارباك قوى الأمن لحبيب العادلي التي تحمي الطاغية، ولكن رسائل الموبايل والنت والبريد الإلكتروني والمواقع نستعد لاعلانها صباح الأول من مايو، خشية أن يضرب الطاغية ضربته الأخيرة في الموبايل والنت في تعطيل كامل قبيل 4 مايو.
ثاني عشر: العصيان المدني اختبار لرغبة كل مصري في انعتاق وطنه وتحرره، لذا فأي معارك جانبية لن تصب في صالح التخلص من الطاغية، ونخص بالذكر المشاعر المتبادلة بين الإخوان المسلين والأقباط.
ثالث عشر: إن الإخوان المسلمين قوة لا يستهان بها، ولكن أعضاء الجماعة يطيعون القيادات والمرشد العام طاعة لا تحتمل أي رفض، لذا فإن المسؤولية الملقاة على القيادات والمرشد العام ستحدد لاحقا موقع الحركة في مستقبل مصر، فإما الانحياز إلى مصر أو مساندة الطاغية، إما الإنحياز إلى الله والحق أو اعطاء ضوء أخضر للفاسدين والطغاة بأن الحركة ليست ضدهم. إنه خيار لا يحتمل الحل الثالث.
رابع عشر: التجمعات في المساجد والكنائس طوال يوم 4 مايو، وهذا سيربك الأمن المركزي، وربما سيضعف من قسوة العساكر المساكين الذين سيترددون في مهاجمة الخارجين من دور العبادة.
خامس عشر: في كل مظاهرة يدفع حبيب العادلي إلى الشوارع بمئات من المسجلين الخطرين والمجرمين والبلطجية ولاعبي المصارعات الحرة، وهؤلاء قساة، غلاظ القلب، ويتحولون في الشوارع إلى حيوانات متوحشة، لذا فإن مراقبتهم، وتصويرهم بكاميرات المحمول مهمة جدا، وأن لا يتركهم المواطنون يقتادون أي مواطن إلى مكان مجهول، والحديث إليهم لا يجدي نفعا، وليس أمامنا غير مطاردتهم وإلا أفشلوا العصيان المدني.
سادس عشر: أهم الأماكن التي يجب الاستيلاء عليها: مبنى الإذاعة والتلفزيون ماسبيرو، قصر العروبة، قصر عابدين، مجلس الشعب، مقر الحزب الوطني الحاكم، أما مطار القاهرة الدولي فيحتاج إلى اندفاع 500 سيارة، في كل واحدة ثلاثة أو أربعة لا يتوقفون عند حواجز الأمن ، وهنا يمكن حماية أموال الدولة من الهروب، والتربص باللصوص والمسؤولين الذين سيتوجهون إلى الخارج.
سابع عشر: تبقى المشكلة الأكبر وهي شرم الشيخ التي تحولت إلى ثكنة عسكرية للطاغية، وتستعد طائرات للمغادرة بالأسرة واللصوص وأموال الدولة ومجوهرات وعملات صعبة وأرشيف كامل من أسرار الفساد، والوصول إليها صعب، والعصيان المدني فيها أكثر صعوبة، وإسرائيل تراقبها من قريب، ونترك النقاش حولها إلى من لديه أفكار عملية، فالأغلب أن الطاغية مبارك سيختبيء فيها لعدة ساعات ويطلب الدعم العسكري من إسرائيل والولايات المتحدة.
ثامن عشر: هناك احتمال أن يقوم مبارك بإطلاق عملية ارهابية كبيرة ضد أطفال ونساء وأبرياء ومصالح سياسية ومنشآت حيوية حتى يضمن خوف المصريين والتفافهم حوله خشية المستقبل المظلم، وهنا نحتاج إلى صوت العقل، وعدم الانفعال السريع الذي سيجعلنا لبعض الوقت نظن أنه الأمان لمصر، رغم أن مصائب وكوارث بلدنا جاءت على ايدي أسرة مبارك.
تاسع عشر: أنا أقترح أن يكتب المناضل مجدي أحمد حسين البيان رقم (1) الذي ستتم إذاعته فور هروب مبارك أو القاء القبض عليه، وقبل أن يستعين بقوى خارجية، وأن لا يشير البيان لأي هوية أخرى غير حب مصر، وأن لا يعلي من شأن فئة أو جماعة، وأن يراه كل مصري كأنه صادر عنه شخصيا.
عشرون: هناك أيضا ملايين من البسطاء والأميين وغير المتابعين لما يحدث، والاستعانة بهؤلاء للمشاركة هي مهمة أولادهم وبناتهم وأقربائهم من المنخرطين في العصيان المدني والمشاركين في الثورة الشعبية.
واحد وعشرون: لقد دفع الحزب الوطني والأمن بآلاف من المرشدين على الإنترنيت لتخريب الموضوعات، والايحاء بأن كل مصري تحت المراقبة، والدفاع عن مبارك وطغمته أو الادعاء بالخوف على مستقبل مصر، أو اتهام المعارضين للطاغية، أو ابعاد المشاركين والقراء عن فحوى الموضوعات، وهؤلاء يعملون على كل المحاور وفي معظم المنتديات والمواقع، وكثيرون منهم يتلقون التوجيهات من أقسام الشرطة، ويجب أن نكون أكثر صراحة في التعامل معهم وكشفهم
الثاني والعشرون: لابد من الاتفاق على أعضاء اللجنة للحكومة الانتقالية المكونة من عشرة من الشخصيات الوطنية التي لم تتعاون مع الطاغية مبارك، وربما احتلت منصبا ولم تتفق مع توجهات النظام ، وربما يكون من بينهم المستشار طارق البشري، والمستشارة نهى الزيني والدكتور محمد سليم العوا والدكتورة نادية مكرم عبيد والدكتور أحمد الجويلي والأستاذ محمد حسنين هيكل والأستاذ حمدي قنديل.
الثالث والعشرون: إصدار بيان موجّه لكل القوى الدولية بأن هذا شأن مصري خالص، وأن جميع الاتفاقات التي عقدها النظام البائد للطاغية مبارك تلتزم بها الحكومة الجديدة حتى يبدأ مجلس الشعب الجديد أولى جلساته بعد ستين يوما من قيام الحكم الوطني.
الرابع والعشرون: إن ثورتنا بيضاء، وأي اغتيالات أو قتل أو عنف أو دماء لن تكون في صالح النظام الجديد، ومن يقوم بها بأي دافع ولو كان ثأرا قديما فهو يعمل ضد الثورة.
الخامس والعشرون: حلّ مجلس الشعب ومجلس الشورى، ومنع الانتخابات بالطريقة الهزلية السابقة، وتعيين المجلس الجديد لمدة أربع سنوات قبل إجراء الانتخابات، وأن يكون التعيين قائما على الكفاءات ونسب معينة من العلماء والمثقفين وأساتذة الجامعات والخبراء كل في شأنه، وإلغاء نسبة العمال والفلاحين
السادس والعشرون: إفساح المجال للجيش لكي يضبط الأمن، فإذا أحاط المواطنون بمبنى الإذاعة والتلفزيون، فيمكن تسليمه للجيش شريطة أن لا يكون مبارك طليقا.
السابع والعشرون: المبالغة في القسوة ضد أفراد الشعب، سواء من جانب الشرطة أو أمن الدولة، أعني التبرع بالمبالغة لارضاء النظام يُدخل صاحبه في وقت لاحق في قائمة سوداء لمن سيتم القبض عليهم وتقديمهم لمحاكمة عادلة.
الثامن والعشرون: محاصرة جميع أقسام الشرطة، ووضع ضباطها بين خيارين لا ثالث لهما: إما الانخراط مع الثورة الشعبية، وإما الانحياز إلى الطاغية مبارك.
التاسع والعشرون: من الآن وحتى الرابع من مايو فإن جميع الاقتراحات ستكون موضع نقاش، قبول أو رفض، والأهم معرفة أسهل الطرق للوصول إلى محاصرة قصر الطاغية في شرم الشيخ، وهي أصعب مهمة في الثورة الشعبية لأن مبارك جعلها مكانا بعيدا ومحصنا وثكنة عسكرية والموقع الأخير قبل أن يهرب طالبا اللجوء السياسي في بلد آخر.
الثلاثون: لأول مرة منذ أكثر من ربع قرن تَعُمّ مصرَ حالةٌ من الفرح والتفاؤل، وتسري في قلوب المصريين شحنةٌ من الشجاعة، وتبتهج نفوسهم بقرب عيد الأعياد .. القضاء على النظام العفن والنتن والفاسد والارهابي والفاشي والاجرامي دون أن نحتاج لأي قوة غير مصرية.
مبارك لا يصَدّق أن ايامه أصبحت معدودة، وحبيب العادلي سيضرب بقسوة لعدة ساعات، وربما يقوم النظام بدعم من استخبارات أجنبية بعدة تفجيرات أو افتعال حريق القاهرة الجديد، ولكن هذا النمر الورقي لن يتحمل ثورة شعبية أكثر من 48 ساعة ليقف صف طويل من اللصوص والمجرمين، مسؤولين ووزراء ورؤساء تحرير صحف قومية ورجال أعمال ومساعدي ومستشاري الطاغية خلف كبيرهم وزوجته وابنيهما لتسليم أنفسهم إلى قيادة العصيان المدني.
على كل المصريين الشرفاء الانتباه إلى الأخبار والتسريبات والشائعات و التُهم الملفقة بالقبض على خلايا إرهابية وربما احراق كنائس أو مساجد واتهام الطرف الآخر بأنه يقف خلفها.
علينا الحذر من ألاعيب نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويهدم المعبد عليه وعلى أعدائه، وربما يستعين بقوات إسرائيلية وأمريكية.
فلتكن ثورة بيضاء، والاستثناء الوحيد هو التعامل مع المسجلين خطرين والبلطجية وأعداء الانسانية الذين سيطلقهم النظام من السجون، ويقوم بتسليحهم بعصي كهربية ومطاوى وربما أسلحة بيضاء أخرى، وهؤلاء هم القادرون على إدخال الفزع في التجمعات الجماهيرية.
إن سبعة ملايين مصري في الخارج هم إمتداد لمواطني الداخل.
الجيش يغلي، وأغلب الظن أن إنقلابا عسكريا قد ينقذ مصر قبل إذاعة البيان رقم (1)، وذلك عندما يأمر مبارك الجيش بالنزول إلى الشوارع، فيتحول أبطال العبور إلى مساندين للثورة، وحماة لأهلهم.
مرة أخرى،
4 مايو ليس إضرابا عن العمل واختباء داخل البيوت، فنصف المصريين بدون عمل، وثلث العاملنن لا يستطيعون تحدي رؤساهم، خاصة في أماكن العمل الصغيرة، لكنه عصيان مدني في طول مصر وعرضها.
إذا عرف ضباط الأمن والمخبرون والمرشدون والمثقفون والإعلاميون ورجال الأعمال وقيادات الحزب الوطني ولجنة السياسات ومنافقو مجلس الشعب أن هناك قوائم سوداء يتناقلها المصريون ليوم الحساب الشعبي معهم، فربما يعجّل هذا في انضمامهم للشعب.
كل الدلائل تشير إلى أن نجاح العصيان المدني لعدة ساعات سيجعل مئات الآلاف من الإخوان المسلمين يختارون الشعب وليس القيادات التي تطلب منهم عدم الانضمام إلى الثورة الشعبية.
نفس الأمر سينسحب على القوى القبطية المناضلة التي ستدفع إلى الشوارع بشركاء الوطن، فمصر ليست لمسلميها فقط، وماء النيل لا يعرف عقيدة من يرتوي به.
وأخيرا سيحتفل كل أحرار الدنيا مع المصريين، وستسقط من ذاكرة الوهم فكرة سلبية هذا الشعب، وسيعرف الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
عاشت مصر حرة، عزيزة، قوية، مستقلة، وعاش المصريون كراما، شجعانا، يتمتعون بخيرات وطنهم، ويطورون بلدهم، ويلحقون بركب الأمم المتقدمة.
الله أكبر والعزة لكل من يحب مصر ويحميها.
الموقع الخاص ببيان الثلاثين للعصيان المدني وبخطوات التحرك للقبض على مبارك ومحاكمته، وبمزيد من المعلومات عن 4 مايو
http://againstmoubarak.jeeran.com/archive/2007/4/202015.html
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com
دعوة للتبرع
ميراث النبى: يؤمن الشيع ة ان على بن ابى طالب وذريت ه هم...
المحافظة على الاسلام: لماذا لم يحافظ الله سبحان ه وتعال ى على...
سؤالان : سؤال ان السؤ ال الأول : هنا تحقيق بمن...
(أم ) و ( أو ) : ما الفرق بين ( أم ) و ( أو ) فى قواعد اللغة العرب ية ...
مؤمن آل فرعون: تبارك و تعالي يقول عن العبد المؤم ن ...
more