الرد على الدكتور أحمد صبحي منصور حول الكفر السلوكي
لا اختلف مع الدكتور احمد فيما جاء به عن موضوع الكفر السلوكي حيث أرى انه قال الحق وأعطى لكل ذي حق حقه فيما يتعلق بالكفر السلوكي
كم أني لا اختلف معه في موضوع الكفر القولي من حيث النتيجة بيد أني لي وقفة طويلة معه من حيث المضمون , طبعا أقول الكفر القولي وهو بالطبع اعتقادي لما فيه من تصريح عما يعتقده الإنسان والإنسان يحاسب بميزان الناس بناء على ما يقوله ويفعله وأما ما يكنه في صدره فلا حكم لنا عليه لان الله وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور هذا في الحالة الطبيعية ولسنا بصدد غير ذلك فله ميزان آخر عند الله
وطبعا حين نحكم ؛؛؛؛؛؛؛؛نحكم حكم اعتقاد وقول لا حكم فعل فلكل عمل جزاء من مثله وجزاء الفعل بالفعل والقول وبالقول
وحتى الكفر العملي فلا يكون حكمه إلا بما حكم الله فيه فإن أمر الله بالقتل فالحكم هو القتل و إلا فلا
شرع الله حكم القتل حين القتل أي أن إزهاق الروح يماثلها إزهاق الروح والقتال يماثله القتال والاعتداء بالرد بالمثل وليس لنا غير ما شرعه الله في كتابه طبعا أقول هذا لئلا يلتبس على من يقرأ أن كل كفر يستحق القتل واعذر من يلتبس عليه فهي موروثات من رجال بدلوا دين الله على مر قرون حتى أصبحت من الثوابت التي يصعب تغييرها
البر والقسط للكافرين
قال عز وجل في كتابه الكريم(قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين) صدق الله العظيم نستخلص من الآيات الكريمة أنه موضوع فصل فيما بيننا وبين الكافرين في العبادة ليس لي عليهم سلطان ولا لهم علي سلطان اعبد ربي كما أريد ويعبدون آلهتهم كما يريدون لي ديني ولهم دينهم هو فصل فيما بيننا في العبادة ولا يمكن أن نفهم من تلكم الآيات أن يترتب على هذا الفصل سلوك اجتماعي يدعوني إلى مقاطعتهم أو الاعتداء عليهم أو قتالهم فليعبدوا ما يشاءون وأنا اعبد من أؤمن به وهو الباري عز وجل
وهذا ما تؤكده الآية الكريمة في موضع آخر ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)الآية تقول عن الذين لم يقاتلوكم في الدين يمكننا من خلالها أن نفهم انه يمكن أن يكون قتالا في غير الدين كأن يكون ثأرا قبليا أو غير ذلك فله حكم آخر غير الذي ذكره الله عز وجل في تلك الآية
طبعا ذكرت ذلك لأؤكد أني على اتفاق تام مع ما ذكره الدكتور أحمد من حيث النتيجة كما ذكرت سابقا
هل هناك كفر قولي
بالتأكيد هناك كفر قولي حسب ما ورد في كتاب الله عز وجل وقد ورد صريحا في القرآن الكريم ولا يمكننا أن نحمله على غير هذا المعنى وقد حكم الله بكفر صاحبه وحين يذكره الله في كتابه لنا إنما يذكره ليكون حكمنا نابعا من حكم الله عز وجل ولا مبدل لكلماته وهو السميع العليم
قال تعالى في كتابه الكريم ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ومالهم في الأرض من ولي ولا نصير)(( سورة التوبة الآية 74)) الكفر كفر قول ومن خلال قولهم الذي قالوه كفروا وهذا حكم الله ولا مبدل لكلماته وهو السميع العليم
قال الله في كتابه الكريم ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا * أاطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا)((سورة مريم الآية 77))الكفر هو كفر قول وهو أيضا كفر اعتقاد( كفر وقال لأوتين) والله لم يضطلعه على الغيب أو يعهد له بذلك
قال تعالى في كتابه الكريم( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا * كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا* وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا *ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا * قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا * لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا * ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا * فعسى ربي أن يؤتيني خير من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا * أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا ) المواقف هنا أقوال ولم يذكر المولى عز وجل أي أفعال وكان رد صاحبه له بعد أن قال أنا أكثر منك مالا ..... أن قال أكفرت لقد حكم ذلك الرجل الذي ضرب الله لنا منه مثلا بكفر صاحبه ولم يتأتى منه أي موقف سوى الموعظة والنصيحة هل هناك أوضح من هذا ؟!!!!!!
قال تعالى في كتابه الكريم(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم )((سورة التوبة الآيات 17 و 72))
قال تعالى في كتابه الكريم(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد )((سورة التوبة الآية 73))
أعود فأكرر هناك حكم بالكفر على أقوال وحكم بالكفر على أفعال والأقوال يقابلها أقوال والأفعال يقابلها أفعال
ولله الحكم أولا وأخيرا وهو خير الحاكمين
اجمالي القراءات
23557
ولكن عند التقسيم حسب التعامل فلدينا نوعان فقط من الكفر :
1 ـ الكفر العقيدى الذى يستقر فى القلب وقد يظهر فى اللسان قولا وقد يظهر فى تادية شعائره مثل تقديس البشر و الحجر ، وهذا ما يفعله أغلبية المسلمين ، ولكن لا يفرضون دينهم على أحد ، ولا يقاتلون الناس معتدين عليهم . هذا الكفر العقيدى يقع فيه الأغلبية العظمى من البشر ، وتتبع لفظ (أكثر ) فى القرآن الكريم لتتاكد من هذا ، ويكفى قوله تعالى ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) ..( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) ( يوسف 103 ـ 106 ) (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ) ( الأنعام 116 )
كيف نتعامل معهم ؟
الله جل وعلا هو الذى يتولى عذابهم فى الدنيا والاخرة ـ إن لم يتوبوا ، يقول تعالى ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ومالهم في الأرض من ولي ولا نصير)( التوبة الآية 74) لم يقل قاتلهم أو هاجمهم ، ولكن الله جل وعلا هو الذى سيتولى عذابهم ان لم يتوبوا