كلمة الله جل جلاله ويحيى وعيسى عليهما السلام .

عثمان محمد علي Ýí 2024-11-07


كلمة الله جل جلاله ويحيى وعيسى عليهما السلام .
ولماذا إتخذوا عيسى إلاها ولم يتخذوا يحيى معه ؟؟
أنبياء الله (عمران  وزكريا ويحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ) إرتبطوا دينيا وتاريخيا ببنى إسرائيل ،ولكننا هُنا لا نناقش مقارنة أديان ولكن نتدبر وندرس بعض من قصص القرءان الكريم عنهم .
س ::
هل كان عمران والد مريم أم المسيح عليهم السلام جميعا نبيا ورسولا لبنى إسرائيل أم كان شخصا عاديا ؟؟
ج::
يؤمن أهل الكتاب والمُسلمون بأن (عمران عليه السلام ) كان شخصا عاديا مؤمنا من مؤمنى بنى إسرايل ولم يكن نبيا من الأنبياء ..
ولكن من وجهة نظرى ومن تدبرى وبحثى في القرءان الكريم وجدت أنه كان نبيا ورسولا،وقد جاء هذا في قوله تعالى ((۞إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ (33) ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) آل عمران .
فقد ذكره رب العالمين جل جلاله مقرونا بأنبياء الله نوح وإبراهيم عليهم السلام ، وقرن المؤمنين من ذُريته بالمؤمنين من ذرية (آل ) نوح و(آل)إبراهيم عليهما السلام ،وجمع إصطفاءه عليه السلام ( إختياره) مع إصطفائهماعليهما السلام . ومن هُنا اؤمن بأن (عمران عليه السلام) والد (مريم أم المسيح عيسى عليهما السلام ) كان نبيا ورسولا من أنبياء ورُسل الله لبنى إسرائيل من بعد موسى وهارون وداوود وسُليمان عليهم جميعا السلام .
==
نأتى لمعنى كلمة ومُفردة(كلمة) في القرءان الكريم وعلاقتها بأنبياء الله ورسله (يحيى بن زكريا –و-عيسى بن مريم عليهما السلام ) .
جاءت كلمة ومُفردة كلمة في القرءان الكريم بمعان كثيرة منها:
1 – بمعنى إتفاق شفهى منطوق :
(قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ (64 آل عمران).
2 – جاءت بمعنى –تدبير وكيد ومكر .
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40التوبة).
3- جاءت بمعنى (الكلمة المنطوقة أوالمكتوبة )
(يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ وَهَمُّواْ بِمَا لَمۡ يَنَالُواْۚ وَمَا نَقَمُوٓاْ إِلَّآ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيۡرٗا لَّهُمۡۖ وَإِن يَتَوَلَّوۡاْ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِيمٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَمَا لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ (74) التوبة.
(أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ (24) تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ (26إبراهيم).
(مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٖ وَلَا لِأٓبَآئِهِمۡۚ كَبُرَتۡ كَلِمَةٗ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبٗا (5 الكهف).
4- جاءت بمعنى أمر الله وقدره ووعده ووعيده .
(وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ (110) هود.
(إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ (119) هود.
(أَفَمَنۡ حَقَّ عَلَيۡهِ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ (19الزمر).
5- وجاءت بمعنى كن فيكون –بمعنى تحويل المُستحيل إلى ممكن بامرمن الله . وجاء هذا في خلق يحيى وعيسى عليهما السلام . فيحيى قد خلقه الله جل جلاله ورزق به زكريا عليه السلام وهوعجوز وإمرأته عاقرا ومستحيل أن تحمل وتلد ، ولكنه رُزق به بكلمة كُن فكان
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ (38) فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٞ يُصَلِّي فِي ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحۡيَىٰ مُصَدِّقَۢا بِكَلِمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّدٗا وَحَصُورٗا وَنَبِيّٗا مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُ وَٱمۡرَأَتِي عَاقِرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكَ ٱللَّهُ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ (40) آل عمران ..
لاحظوا معى جملة(بِكَلِمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ) سنحتاجها حالا .
وعيسى عليه السلام خلقه رب العالمين جل جلاله من غير أب بكلمة كُن فكان
( إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ (46آل عمران ). وهنا أيضا جاءت جُملة ( بكلمة منه ).
في خلق يحيى عليه السلام جاءت جملة ( بكلمة من الله ) وفى خلق عيسى عليه السلام جاءت ايضا (بكلمة منه) وهما بمعنى واحد وهوأنهما خُلقا بأمرمن الله (كن فكانا) .
وهناسؤال المُهم :: عند المسلمين معنى (بكلمة منه ) أو (بكلمة من الله ) هو بأمر الله جل جلاله كُن فيكون فكانا ، فما معنى أن المسيح هو كلمة الله في المسيحية؟
ج:::
كلمة الله،أي جوهر المسيح، هو غير محدود وأزلي وغير مدرك بالحواس، ولكنّ الشكل الذي أخذه، أي الجسد، هو حادث ومحدود ومدرك بالحواس. في حين يفيد قرن «الكلمة» باسم «الله» بأنّ الكلمة قد تجسدت من الله وليس من العدم. أي أن المسيح جزء من ذات الله الأب أو تجسدالرب الأب في جسد المسيح الإبن .
وهنا نأتى للسؤال الأهم وهو ::
إذا كان يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم عليهما السلام قد خُلقا وولدا ب(كلمة الله )،وولدا في نفس الوقت ،وكانا رسولين ونبيين لبنى إسرائيل في نفس الوقت ،فلماذا عبد النصارى المسيح عيسى بن مريم وإتخذوه إلاها وربا لهم ولم يعبدوا يحيى بن زكريا ولم يتخذوه إبنا للرب مع عيسى مع إنهما مخلوقان بنفس الأمر (بكلمة من الله ) ؟؟؟؟
هل هُناك تفسير من علماء اللاهوت أو البابوات لهذا الموضوع وتبريراله ؟؟
==
الخلاصة :
== عمران والد مريم وجد عيسى بن مريم لأُمه كان نبيا ورسولا لبنى إسرائيل .
==جاءت مفردة (كلمة ) بمعانى متعددة في القرءان الكريم وهذا يُثبت أيضا بوجود الترادف في القرآن وأن المعنى المراد يُفهم من سياق الآية الذى ورد فيه.
==أنه بالرغم من أن يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم عليهما السلام خُلقا وولدا بأمر الله (وكلمة منه )،إلا انهم إتخذوا عيسى إلاها وربا وإبنا لله ،ولم يتخذوا يحيى معه ربا وإلاها، أليست هذه تفرقة وتمييزعنصري ؟؟؟هههههههههه
=
سبحانك ربى وكان جملة (كلمة من الله ) و( كلمة منه ) تُشير وتؤكد لنا على بطلان إتخاذهم لعيسى بن مريم إلاها لأنه مخلوق بنفس الكلمة والأمر من الله الذى الذى خُلق به يحيى ،وأنهم تعاملوا مع يحيى عليه السلام على أنه بشرا رسولا ،وبالتالى فإن عيسى عليه السلام وطبقا لمقاييسهم هم أيضا فإنه كان بشرا رسولا ،فلماذا وقعوا فى فخ وحبائل الشيطان وإتخذوه بعد وفاته رباوإلاها وإبنا لرب العالمين ؟؟؟؟؟؟؟
=
هذا للتأكيد على أن عيسى بن مريم عليه السلام هو عبدالله ورسوله وكان بشرا رسوله يأكل الطعام ويمشى في الأسواق ،وليس إلاها ،وأن البشر هم الذين صنعوا منه ربا وإلاها وإبنا لرب العالمين .وأنه سيأتى يوم القيامة يتبرأ منهم ومن كل هذا ويُعلنه أنه لم يقل هذا ولم يدعوهم ليتخذوه إلاها .
==
هذا المقال والبحث كما قلنا هو دراسة للموضوع من وجهة نظر إسلامية ولا علاقة له بمقارنة الأديان .وهو من أمور التواصى فى الحق بين المُسلمين ولمن يُريد أن يفكر فيما قلناه .
اجمالي القراءات 706

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق