تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | تعليق: 2 | تعليق: مرحبا دكتور محمد العودات . | تعليق: التحقيق في أقدم بناء عبادي | تعليق: جزيل الشكر لكم دكتور محمد العودات على الإضافة المهمة، | تعليق: ... | تعليق: السيسى بيبع كل حاجة تخدم فقراء مصر . | خبر: طالب إيران باستسلام غير مشروط.. ترامب: لن نقتل خامنئي حالياً | خبر: خامنئي يعلن بداية المعركة.. ويدعو للرد بقوة على إسرائيل | خبر: لجنة برلمانية تقرّ قانون الإيجارات المصري: قنبلة موقوتة | خبر: البرلمان المصري يقر موازنة 2025- 2026 بعجز 28.9 مليار دولار | خبر: ألمانيا تمنح جنسيتها في 2024 لعدد قياسي من الأشخاص والسوريون في الصدارة | خبر: إتلاف أكثر من ألف طن من المنتجات الفاسدة يثير قلقاً في المغرب | خبر: الأمم المتحدة: الجوع الشديد يهدد جنوب السودان ومالي بسبب الصراعات والتغير المناخي | خبر: ترامب يدعو الجميع إلى إخلاء طهران فورا وإيران تتوعد بمواصلة الهجمات حتى الفجر | خبر: محافظات مصر تتجاوز مساحات دول كبرى وتكشف اتساع خارطة الوطن | خبر: محكمة ألمانية تقضي بالسجن مدى الحياة ضد طبيب سوري عذّب معارضين للأسد | خبر: قافلة الصمود تتراجع عن إكمال مسيرتها بعد منعها شرقي ليبيا | خبر: كيف أصبح فرع لتنظيم القاعدة أحد أخطر التنظيمات الإرهابية في أفريقيا؟ | خبر: معهد وايزمان.. إيران تدمر العقل النووي لإسرائيل | خبر: مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.. ونتنياهو يعلق | خبر: رشقة صواريخ إيرانية جديدة تضرب ميناء حيفا وتل أبيب |
الآبرار المتقون

السبت ٢٤ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
سؤال من الاستاذ توفيق صفوا : ( السلام عليكم ورحمه الله وبركاته استاذنا وحبيبنا ومعلمنا دكتور احمد صبحي منصور . لي سؤال حول تدبر ايه قرانيه كريمه بارك الله فيك : { ۞ لَّیۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِیلِ وَٱلسَّاۤىِٕلِینَ وَفِی ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَـٰهَدُوا۟ۖ وَٱلصَّـٰبِرِینَ فِی ٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ وَحِینَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ } [سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٧٧]. ما الفرق بين اتى المال في الايه القرانيه الكريمه واتى الزكاه؟ اعلم ان الزكاه في القران الكريم هي في مجملها تزكيه للنفس تطهير لها ولكن عندما تكون مع الايتاء يكون المقصود هو المال ارجو التوضيح لو سمحت . )
آحمد صبحي منصور :

شكرا استاذ توفيق ، وأقول :

أولا :

تعرضنا للآية الكريمة فى مقدمة كتاب القرآن الكريم وعلم النحو العربى ، حيث يتهم بعضهم القرآن بأن فيه أخطاء نحوية ، وهم لا يعلمون أن القرآن الكريم الذى نزل بلسان عربى مبين هو الأمثل لهذا اللسان العربى من قواعد النحو المخترعة فى العصر العباسى ، وأنه لا توجد قواعد لأى لسان تحت السيطرة ، فاللسان البشرى متغير ولا يخضع لقاعدة شاملة . وذكرنا نماذج من آيات قرآنية تخالف قواعد النحو العربى ، كان منها الآية الكريمة :  (  لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ  ) ( البقرة 177 ) . وقلنا إنّه على حسب القاعدة النحوية كان ينبغي أن تكون كلمة ( البر ) الأولى مرفوعة لأنها أسم ( ليس ) وهي من أخوات ( كان ) التي ترفع الاسم وتنصب الخبر .. وكلمة ( البر ) الثانية في قوله تعالى ( ولكن البر ) جاءت منصوبة على القاعدة . فهي اسم ( لكن ) وهي من أخوات ( إن ) التي تنصب الاسم وترفع الخبر . وجدير بالذكر أن نفس كلمة ( ليس البر) جاءت في موضع آخر متمشية مع القاعدة النحوية ، في قوله سبحانه وتعالى (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا )  ( البقرة 189 ) . فكلمة ( البرٌ ) هنا مرفوعة لأنها اسم ( ليس ) . أي جاءت كلمة ( البر) على حسب القاعدة النحوية ، وجاءت مخالفة لها أيضا .

ثانيا :

الآية الكريمة توجز معالم الاسلام وصفات الأبرار المتقين أصحاب الجنة .

1 ـ ومن البداية فليس من البر ولا من الأبرار ذلك التدين السّطحى ، وهو الطابع الأساس فى الاحتراف الدينى والرياء والنفاق : (لَّیۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ   ) .

2 ـ ولكنه ( البرّ ) هو إيمان حقيقى يصدر عنه عمل الصالحات وفعل الخيرات .

2 / 1 : عن الايمان الحقيقى بالله جل وعلا إلاها قال جل وعلا : ( وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ ) ، أى إن الايمان الحق بالله جل وعلا الحق لا بد أن يتبعه إيمان حق باليوم الآخر ، يوم الدين الذى يملكه رب العالمين ، وإيمان بملائكة الله جل وعلا وكتبه ورسله . أو كما قال جل وعلا :

2 / 1 / 1 :(  آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة )

2 / 1 / 2 : ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة ).

2 / 1 / 3 : (  قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران  ).

2 /1 / 4  : يرفض هذا المسيحيون أو من يسمون أنفسهم ( أُمّة المسيح ) و المحمديون ، الذين يجعلون أنفسهم ( أُمّة محمد ). كل منهم يؤله البشر . وينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (152)  النساء ).

2 / 2 : عن هذا الايمان الاسلامى يصدر العمل الصالح وفعل الخيرات ، وهى :

2 / 2 / 1 : تقديم أحب المال لمستحقى الصدقات : ( وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِیلِ وَٱلسَّاۤىِٕلِینَ وَفِی ٱلرِّقَابِ ) . إعطاء أحب المال يعنى إذا كان معك دولارات وعملة محلية فأنت تقدم الصدقة من الدولارات . ونظير ذلك قوله جل وعلا عن الإطعام من ( أحب الطعام ) : (  وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) الانسان ). أى الإطعام ليس من بواقى الطعام بل من أفضلها ، وما تحبه أكثر تتبرع به لوجه الله جل وعلا دليلا على صدق إيمانك بالله جل وعلا ولقائه يوم الدين.

2 / 2 / 2 : إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة : ( وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ ) .

2 / 2 / 2 / 1 : إقامة الصلاة ليس مجرد تأديتها فى أوقاتها وبحركاتها ، بل هو أن تقيم الصلاة فى قلبك خشوعا وتقوى وأن تقيمها فى سلوكك إبتعادا عن الفحشاء والمنكر ، قال جل وعلا : ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)  العنكبوت ). وكل العبادات فى الاسلام ليست هدفا بل هى وسائل للتقوى ، قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة ). وحين تتحول العبادات الى طقوس مظهرية فما أسهل أن تتحول الى وسيلة لتبرير العصيان وتسويغه ، وهذا ما يقع فيه الارهابيون ، وقبلهم صحابة الفتوحات . كانوا يداومون على الصلاة لكى تعينهم على العصيان والظلم . وفى كوكب المحمديين ترتفع المآذن العالية فى مساجد الضرار بالمال السُّحت ، ويتقدم صفوف الصلاة أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين . قلوبهم شيطانية وأيديهم ملطّخة بالدماء والفساد.

2 / 2 / 2 / 2 : إيتاء الزكاة مرادف لإقامة الصلاة . الزكاة هنا هى التطهّر . وهذا معنى قوله جل وعلا : (  وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)  الشمس )( إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)  فاطر) ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) الاعلى ) .

ومن تزكية النفس تزكية المال الذى تملكه هذه النفس ، وهذه صفة المفلحين المتقين ، قال جل وعلا : (  وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) الليل ).

2 / 3 : من فعل الخيرات :

2 / 3 / 1 : ( وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَـٰهَدُوا۟ۖ ). الوفاء بعهد الله جل وعلا ، أى طاعة أوامره ، فالعهد يعنى الأمر . وإلا فيوم القيامة سيقول رب العزة جل وعلا لأصحاب النار : ( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64) يس ).

ومن العهد مع الله جل وعلا النّذر المعلق ، أى أن تعاهد الله جل وعلا إن حدث لك كذا أن تفعل كذا . هنا يكون إخلاف العهد جريمة كبرى ، قال جل وعلا عن بعض الصحابة : (  وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78) التوبة ) .

ثم هناك العهود بين البشر ، يجب الوفاء بها ، قال جل وعلا : (  وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً (34) الاسراء ) ،وخصوصا عندما يذكرون إسم الله جل وعلا شهيدا . قال جل وعلا : (  وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)  النحل ).

2 / 3 / 2 :  ( وَٱلصَّـٰبِرِینَ فِی ٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ وَحِینَ ٱلۡبَأۡسِۗ ) .

2 / 3 / 2 / 1 : هناك صبر سلبى بالخنوع والرضى بالذلّة ، وهو ما يقع فيه معظم المستضعفين . وهم بهذا يظلمون أنفسهم إذ يمكنون للمستبد أن يفعل بهم ما يشاء ، وهم مستكينون . ليس هذا من الاسلام .

2 / 3 / 2 / 2 : الصبر الاسلامى هو صبر إيجابى ، يتجلى فى الهجرة فى سبيل الله وفى الجهاد فى سبيله بالنفس والمال ، وفى تحمل الابتلاءات الباساء منها والضرّاء . نتأمل قوله جل وعلا :

2 / 3 / 2 / 2 / 1  : فى الهجرة والصبر :

( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) النحل )

( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110) النحل   ) .

2 / 3 / 2 / 2 / 2 : فى عقوبة المظلوم القادر على الهجرة ولا يهاجر بسبب تمسكه بالصبر السلبى : (  إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء ).

2 / 3 / 2 / 2 / 3 : أرض الله جل واسعة ، بينما العُمر محدد وقصير . )يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) العنكبوت ). الأرض كروية ، أى لا نهائية ، ومثل بطيخة تسير عليها نملة ، لا نهاية لسيرها . وهكذا نحن فى حياتنا الدنيا المؤقتة القصيرة . لا ينبغى أن نضيع عمرنا القصير فى مكان نعانى فيه من الذّل والاضطهاد . يجب الهجرة بقدر المستطاع . قال جل وعلا : ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)  الزمر )

2 / 3 / 2 / 2 / 3 : عن الصبر فى الجهاد الدفاعى  ، قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)آل عمران ).

2 / 3 / 2 / 2 / 4 : عن الصبر فى الابتلاءات قال جل وعلا: ) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة )

3 ـ أولئك هم الصادقون المتقون الأبرار . ( أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ }.



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2166
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5219
اجمالي القراءات : 61,462,779
تعليقات له : 5,495
تعليقات عليه : 14,893
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


كُتّاب الموقع : هل يمكن لكم أن تعطين ي اسماء كتاب الموق ع ...

إختلافهم ليس رحمة: هل إختلا ف المسل مين رحمة كما يقال ؟...

ولد علمانى مخدوع : أتفق معك فى الكثي ر ، ولكن أخالف ك فى أشياء ....

لا تصح : ما حكم الصلو ةجماع ةوراء إمام سني (حسب...

صاعقة على نافوخى: كتابك ( المسك وت عنه فى تاريخ الخلف اء ...

سلمويه الطبيب: هل ساد التعص ب ضد المسي حيين كل العصر...

هذا الشيخ الحمار.!: • بعد ايام قليلة سأتوج ه الى بيت الله لاداء...

نوم يوم الصيام: اتفق معك فى ان التدخ ين لا يفطر الصائ م أن...

المصادر التاريخية: نريد ان نعرف ماهى المصا در التار يخيه ...

خلع الحجاب: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبحي منصور انا...

مبروك مقدما: ، انا طالب ادرس الطب في روسيا لي صديقة روسية...

كورونا والضلال : مع الاسف الشدي د ؟ ـ منذ قرابة العشر ين سنة...

الصحابة: لماذا تهاجم صحابة رسول الله صلى الله عليه...

الحيض والتدخين: قال الله تعالى في سورة البقر ة ...

ميتة الدجاج : الدجا ج ليس من بهيمة الأنع ام فهل تجوز ميتته...

more