سؤال عن ملك اليمين في مفهوم شحرور.

عثمان محمد علي Ýí 2024-01-02


سؤال عن ملك اليمين في مفهوم شحرور.
السلام عليكم :
يقول الدكتور – محمد شحرور – عن (ملك اليمن ) أن الإسلام ألغى الرق، وقدم نظاما بديلا. والنظام البديل كان عليه أن يقوم بالوظائف التي كان يقوم بها الرق ويشمل ثلاث وظائف: عقود العمل جميعها: 1-فالموظف لدى الدولة هو ملك يمينها .
2 - عقود الخدمة المنزلية: فالخادمة أو مربية الأطفال هي ملك يمين ربة البيت.
3- عقود النكاح: وهي القائمة على العلاقة الجنسية ولا يدخل فيها ما يتضمنه زواج الميثاق من مودة ورحمة وعيش مشترك وسكن وأولاد وإرث، وهذه العقود يجب أن تتم وفق أعراف وقوانين المجتمع.
فهل هذا صحيح؟؟
==
التعقيب ::
مع إحترامى الكامل للدكتور – محمد شحرور يرحمه الله .إلا أنه أخطأ في هذا وإتبع هواه ووصل به لمرحلة الشطط .وهذه نتيجة طبيعية لنتائج من لا يتدبر القرءان من القرءان ولا بالقرءان حتى لو كان مُتمردا على التراث والروايات وفقه أئمة الضلال .فدراسة القرءان وتدبره شيئ آخر ولها قواعد أُخرى تتلخص في أن تمشى دُبر آيات القرءان لتستخرج معانيها منها هي ،ومفاهيم وحقائق مُصطلحاتها منها هي، وبالتالي تشريعاتها ومقاصد تشريعاتها وكيفية تطبيقها منها هي .فالدكتور شحرور لم يلتزم بهذا المنهج ولم يتخذه سبيلا،وإنما إعتمد على هواه هو وعلى بعض من معانى المصطلحات في القواميس العربية فأخطأ وشطت نتائجه في كثيرمن أقواله عن آيات القرءان العظيم وتشريعاته ومنها مسألة (ملك اليمين).
ونعود لموضوع ملك اليمين ..فمصطلح ملك اليمين يعلمه القاص والداانى بأنه يعود على (العبيد والإماء والجوارى ) فقط ، وأن الإسلام أوجد له حلولا ليقضى عليه سلميا من خلال (العتق المباشر ككفارة أو كصدقة) أو(بالمُكاتبة ) اى بالإتفاق المكتوب بين المالك والرقيق على أن يقوم الرقيق (عبدا أو جارية ) بتسديد ثمنه إلى مالكه على أقساط ثم يحصل على حُريته مباشرة بعد سداد كامل المبلغ .
ومنع الإسلام وحّرم مصادر الإسترقاق التي كانت موجودة قبل نزوله داخل الدولة الإسلامية من خلال الحروب ووووو.بأن حرّم السبى والغصب والخطف وووو وجعل عقوبةعلى مرتكبيهم تصل للقتل أو السجن أو النفى والإبعاد بعيدا عن الدولة كُلها (حد الحرابة ).
وأن الإسلام لم يخلط بين (الحرية وتحريرالعبيد ) وبين العمل العادى والتوظيف والإستخدام والإستئجار . فتحرير العبيد والإماء شيء وعمل وتوظيف موظفين وعمال وخدم لتنفيذ عمل شيء آخر.
فالعامل والموظف والخادم والخادمة يمتلكون حُريتهم الكاملة في أن يقبلوا العمل لدى الولة أو الشركات أوالأفراد أوأن يرفضوا ،وفى أن يقبلوا بالعمل في هذه المهنة والحرفة وفى أن يرفضوا العمل في تلك المهنة والحرفة ،ولهم الحرية في أن ينتقلوا للحياة في مدينة أو دولة أُخرى يجدون فيها فرصة عمل أفضل ومُناسبة لهم اكثر مما هي موجودة في مدينتهم أو دولتهم.أما (الرقيق ) فلا يملكون هذه الحُرية .. فالخلط بين(الرقيق والعامل )ومساواة العمل بالرق هو قصور في الفهم ،بل هو هذيان عظيم .
ولكم أن تُراجعوا قصص القرءان الكريم عن موسى ويوسف عليهما السلام .فموسى طلب منه الرجل الصالح أن يعمل معه 8 سنوات ثم يُزوجه إبنته بعدهم فلم يقل له (أمتلكك 8 حجج ) ولكن قال (تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ)
(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ.قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ.قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ.)
وعن يوسف عليه السلام قال القرءان الكريم (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) .. أي وظفنى وشغلنى وزير مالية وتموين .
فهناعلاقة عمل بين موسى والرجل الصالح ،وبين يوسف والملك ،ولم تكن علاقة عبودية. فالعبودية والرق والإسترقاق شيء والعمل والتوظيف شيء آخر .
==
وكذلك من قال أن الزواج ملك يمين فقد وقع في تخريف كبير.
الزواج قائم على الرضا والقبول بين الطرفين بداية ،ثم على العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين الطرفين (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ) ،وقائم على الإنفصال بالحق والمعروف لو إستحالت العشرة بينهما .فأين (العبودية والرق وملك اليمين فيه ؟؟؟).
فالزوج له الحق أن يُطلق زوجته ،وهى لها الحق في طلب الطلاق الفوري إذا وصلا معا إلى طريق مسدود وفشلت كُل طرق الإصلاح بينهما ،فلا هو يستعبدها ويجعلها ملك يمينه ،ولا هي تستعبده وتسترقه وتجعله ملك يمينها .وينفصلان أحرارا كما كانا ويبدءا حياتهما الجديدة أحرارا ،كل منهما في طريق جديد آخر.فلاهما عبيدا لبعض ولا عبيدا للمُجتمع ..
=
فما خلط به الدكتور شحرور - من مساواته للتوظيف والزواج مع العبودية وملك اليمين هو مزج وخلط لا محل له من الإعراب ،ولا يقترب من دين الله في شيء. فعلينا أن نتعامل مع المُصطلحات بمُسمياتها وكما هي ..ف(ملك اليمين ) شيء و(التوظيف والعمل ) شيء ،و(الزواج بعقوده ) شيء .
اجمالي القراءات 3178

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   د.محمد العودات     في   الثلاثاء ٠٢ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[94990]



القنوات أعطت الشهرة لشحرور وبالمقابل منعت الدكتور أحمد صبحي منصور من الظهور والتهميش ، القنوات التلفزيونية لا يهمها الحقيقه بل  لعب دور ابليس بالتدليس



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ٠٢ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[94992]

شكرا جزيلا دكتور محمد


وشكرا على السؤال ..... الإعلام العربى ليس إعلاما مُنصفا ولا مُحايدا ولا باحثا عن الحقيقة، وإنما يتظاهر بإستضافة من يوافقون هواه ،فيستضيف من يقول لهم ما يريدون ،ومن يتلون معهم حسب اللون الذى يريدونه ويقف عند الحد الذى يُشيرون إليه عنده .... فلذلك كان يستضيف الدكتور شحرور - وعدنان الرفاعى  وعدنان إبراهيم وإسلام بحيرى  واحمد ماهر ،و يخاف ويخشى من أن يستضيف الدكتور أحمد صبحى منصور  لأنه ليس لديه خطوط حمراء فى الحق ولا يوالى إلاالله جل جلاله ولا يخشى أحدا سواه ......ورغم ذلك فالحمد لله رب العالمين تيار الفكر القرءانى فى إزدياد يوما بعد يوم رغما عنهم وعن ملياراتهم التى يُنفقونها فى الصد عن سبيل الله .



3   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الخميس ٠٤ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[94996]

وجهة نظر


بغض النظر عن الطريقة التي نتبعها في فهم (تدبر) القرآن، فالعامل الأساسي في ذلك هو استعمال العقل، وأن يكون ما نتوصل إليه من تدبر معقولًا، ومصطلح "معقول"  يفترض عدم وجود تناقض بين تفاصيل أو جزئيات ما توصلنا إليه، أو مع العقل، وعند وجود أو ظهور أي تناقض، ينهار التدبر. معنى هذا أن التدبر يبقى صحيحًا طيلة عدم وجود ما يناقضه كليًا أو جزئيًا، وبهذا يبقى بطبيعة الحال نسبيا. لقد منح الله تعالى الإنسان العقل مطالبًا منه استعماله – عبارة "أفلا تعقلون" ومرادفاتها جاء تكرارها في القرآن. هذا يعني أن القرآن جاء مطابقًا للعقل البشري (ليس العقل الفردي)، وهذا يدعم فكرة النسبية في تدبر القرآن. القرآن ذاته يبقى وحدة واحدة وليس حمال أوجه.



نأتي الآن بعد هذه المقدمة المقتضبة لمسألة "ما ملكت أيمانكم". أنا أتدبر الأمر كالتالي:




أتفق معك أن القرآن جاء بكثير من الحلول للقضاء عليه، ولاداعي هنا لتكرار ماتفضلتم به.

قبل نزول القرآن كان ملك اليمين ظاهرة اجتماعية، وكثير من الناس كان قد أنفق مالًا لشراء العبيد، فمن الظلم إبطال هذا بين يوم وليلة لتكون خسارة لمن أنفق مالًا من أجل ذلك – من المعتاد عند صدور قوانين جديدة أن لا تكون رجعية إذا كان في ذلك ضرر لمصالح بعض الناس.

هذه الظاهرة الاجتماعية "الرق وملك اليمين" كانت ظاهرة عالمية تستدعي وجود سوق لها. هذا يعني أن التجار الذين كانوا يقومون بهذه المهنة (تجارة العبيد) يأمّنون هذه السلعة (البشر) عن عدة طرق مختلفة، منها السبي والسطو، ولقد كانوا يقومون لتأمين السلعة، كما يشتهي الزبون، بأبشع الطرق اللا إنسانية، مثل الخُصي أوحتى قطع الجهاز التناسلي للصبيان. معنى هذا أن السماح بشراء هذا الإنسان إقرار وقبول بهذه الفظائع. أنا لا أقتنع بأن رب العالمين يسمح بذلك.


لهذا أرى أن ماجاء في القرآن عن ملك اليمين يجب أن يراعي هذه الشروط. شخصيًا أجد في تكرار عبارة "ماملكت أيمانكم" جاءت دائمًا كفعل ماضي، بمعنا ماسلف، وهذا هو الحل الوحيد لاستبعاد أي تناقض في مسألة ملك اليمين، فأنت تتداول ما هو موجود في السوق فقط، مع منع هذه التجارة مستقبلًا. الاستاذ أحمد صبحي منصور يختلف مع هذا لاعتبارات لغوية. النتيجة هي أن كل إنسان مسؤول عن نفسه.


4   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٠٥ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[94997]

شكرا جزيلا لحضرتك استاذ Ben Levante


تعقيب ممتاز ورائع شكرا جزيلا لحضرتك عليه .... ماآخذه على الدكتور محمد شحرور -يرحمه الله -هنا أنه أفرغ ضمون ومفهوم (ملك اليمين ) من محتواه ،وجعله فى عصرنا الحالى هو كل ما يخص التعاملات المدنية ،وخاصة التوظيف ...وهذا شىء وذاك شىء ..وإعتمد فى هذا على قاعدة عنده هى (ان النص ثابت والمحتوى مُتغير ) بمعنى طالما لم يعد هناك (ملك يمين ) إذا نستخدم المصطلح فى أمور اُخرى بمزاجنا وتبعا لأهوائنا وكله يدخل تحت التدبروحرية الرأى .....وهذا خطأ ،وباب يسمح بالتلاعب فى معانى ومفاهيم مُصطلحات القرءان وتشريعاته ....مع أن المفروض ان نمشى خلف ودُبر آيات القرءان وخلف حقائقها وتشريعاتها ....



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق