أ.د عبدالرزاق منصورعلى:
ماالفرق بين العرش والكرسى والملكوت؟

د. عبد الرزاق علي Ýí 2023-01-08


ماالفرق بين العرش والكرسى والملكوت؟
أ.د عبدالرزاق منصورعلى

تعددت الأساليب و الوسائل التي يستخدمها أعداء الاسلام فى محاربتهم له ، و لكن الأسلوب الأخطر الذي إتبعه الحاقدون كان أسلوب التشويش على عقائد المسلمين عن طريق إستخدام أدواتهم من المحليين المنتسبين إلى الإسلام ممن ألبسوهم زيَّ العلماء ليفسدوا على الناس دينهم ، ويموهوا عليهم بنشر عقائد الضلال و الفساد باسم الدين و العلماء ومشايخهم. ونحاول أن نتدبر آيات الله ونجتهد لكشف زيف هؤلاء.- لنتذكر بعض المصطلحات المهمه الآتيه:
العرش فى المعجم العربى: هو البيت والسقف والمُلْكُ. وفى القرآن الكريم يأتى ذكرالعرش دائما بعد خلق السماوات والأرض وهذا يعنى أن العرش هو إِكتمال بناء وخلق السماوات والأرض وتتويج ذلك بإستواء الله تعالى عليهم أى التمكن باﻷمر والنهي.
الكرسى فى المعجم العربى. كَرِسَ الرجلُ: إِزدحمَ العلمُ في صَدره والكُرْسِيُّ: مركزٌ علميٌّ في الجامعة يشغَله أُستاذٌ .ومنه الإسم الدارج كراس وكراسه التى يكتب فيها العلم. أى أن كلمة الكرسى مشتقه من العلم وليس من كرسى الخشب أوغيره.
الملكوت فى المعجم: هو ضبط كل شيء والقدرة عليه: ونلاحظ أن كلمة ملك وملائكه وملكوت مشتقه من جذر واحد مما يوحى بأن الملائكه لها دورأو وظيفه فى منظومة وبرنامج الملكوت وهذا بالفعل مانستشفه من آيات القرآن الكريم. إذن الملكوت هو برامج ضبط وتشغيل السماوات والأرض ومابينهما, قال الله تعالى
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)-يس83 . أى أن أمرالله يستلزم تنفيذه وجود ملائكه "لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون" لكى يكتمل معنى قوله تعالى "فسبحان الذى بيده ملكوت كل شيئ". إذن كل ملك أو مجموعه من الملائكه مبرمجه ومخصصه بوظيفه محدده لاتتجاوزها ولاتعرف غيرها فمثلا: الصافات صفا, الزاجرات, النازعات غرقا, المرسلات عرفا, المدبرات أمرا..الخ كل هذه هى أسماء وظائف الملائكه. أما حملة العرش فالمسمى الوظيفى لهم هو متابعة ورصد بنية العرش مثلما نقول أن فلانا يحمل على عاتقه مسؤؤلية ما. وتحديد الوظائف أشارلها الله تعالى بقوله على لسان ملائكته (وما منا إلا له مقام معلوم )-الصافات 164. إذن العرش والكرسى والملكوت لاتحمل أى معنى أوشكل للتجسيم إطلاقا.
أما المفهوم المجسم الذي وضعه التراثيون ورواة الأحاديث فهو مفهوم فى غاية التخلف الفكرى والشرك بالله تعالى لتشبيههم الله تعالى الخالق بمخلوقاته. ولم يكتف التراثيون ولم يتوقفوا فى شرح (عرش وكرسى الرحمن ) عند التجسيم والكيفية ،وتصويره بالكرسى الذي يجلس الرحمن عليه مثل الرؤساء والملوك (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)، ولكنهم وضعوا فيه رواية تقول (إهتز عرش الرحمن بموت سعد بن معاذ) فرحا بمقدمه. وكأن عرش الرحمن كان مُنتظرا لقدوم سعد بن مُعاذ لعله (والعياذ بالله ) يضعف ويهز العرش وينال من قوة وإستواء وهيمنة رب العالمين على عرشه ... بالتأكيد هى رواية مكذوبة على النبى عليه السلام مثل باقى الروايات. وبالمناسبه إذا ذكرهذا الحديث على مسامع بعض الناس سيصيحون بأعلى صوتهم "الله أكبر" مع أن الحديث يخالف ويناقض"الله أكبر" فهويصور"عرش الرحمن " بالمهتزالضعيف وينال من كبرياء الله تعالى ومقامه. وبعد كل هذا الإجرام فى حق الله تعالى وكل الإفتراءات الأخرى التى تزخر بها الأحاديث وكتب التراث لايزال الكثيرون يعتقدون فى التراث والأكاذيب ويقدسونها من دون الله تعالى ويفضلونها على القرآن الكريم وآياته البينات. ونحن بدورنا ننزه الله تعالى عن إفتراءاتهم وإجرامهم فى حقه ونعتذرله مما يقولون (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا).
2-الإستواء على العرش هوالتمكن باﻷمر والنهي. إذن عرش الرحمن= ملك السماوات والأرض+ السيطره على هذا الملك (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) ولكى يأمر الله تعالى وينهى فى ملكه لابد أن يعلم على ماذا يأمر وينهى. ومن هنا جاء مفهوم (الكرسي) حيث قال "وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" فالكرسى ِإذن هو علم الله الكامل المطلق المحيط بالسماوات والأرض وبكل العلوم وكل المعلومات التى نعرفها والتى لانعرفها ولاحتى نتخيلها.
ولأن الله تعالى هو الذى خلق الكون فهو يعلم من خلق ويعلم قوانين ونظام تشغيل الكون والأحداث الماضيه والحاضره والمستقبليه-(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير)-الملك.14
ولتقريب مفهوم الكرسى للأذهان دعنا نتخيل "حاسوب عظيم" يحتوى على كل برامج تشغيل السماوات والارض ومنظومة العمل فى كل المخلوقات بالاضافه إلى قاعدة بيانات عن كل الأحداث الماضيه والحاليه والمستقبليه من أكبر جرم سماوى الى أصغرمكونات الذره والحامض النووى لدرجة أن بيانات الحاسوب لاتغفل عن ذكرقصة بذره دقيقه فى أعماق الأرض أوسقوط ورقة ما من شجرة ما فى مكان ما فى زمان ما (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)-الأنعام 59 .وبديهى ان يكون لهذا الحاسوب باسوورد لانه سبحانه هو الذى صممه ووضع مفاتيح الحاسوب (الباسوورد). إذن مفتاح الحاسوب" الكرسى" لايعلمه إلا الله. (وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلاهو)-الانعام-59" – ولقد ورد ذكرالكرسى مره واحده فى القرآن الكريم (بعكس العرش) مما يعنى أنه كرسى واحد لإله واحد. أما العرش فقد ورد ذكره مرات عديده لأنه من الممكن أن يكون العرش لدى أى ملك أوحاكم طاغيه بعكس الكرسى فهو خالص لله وحده.
الخلاصه:العرش= ملك السماوات والأرض+ السيطره.*الكرسى=علم الله المحيط. *الملكوت= برنامج ضبط وتشغيل العرش
أمثله على الأحاديث والأقوال عن الكرسى والعرش لمن أراد التأكد من جريمة التجسيم والافتراء على الله تعالى ومقامه.
وأنصح بعدم قراءتها الا بعد أحذ جرعه كافيه من التدبر فى آيات القرآن الكريم لتكون محصنا ضد الفيروسات المدمره للعقل وهى التراث والأحاديث.

1-قال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض". إقرأ شرح العقيدة الطحاوية " ( ص 312 ، 313 )
- وقال ابن عثيمين فى كتاب التوحيد, والصواب : أن الكرسي موضع القدمين والعرش هو الذى استوى عليه الرحمن سبحانه.
2- عن ابن مسعود رضى الله عنه (بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش) رواه ابن خزيمة فى "التوحيد" والبيهقي"الأسماء والصفات" (291-2/290)
والألباني في مختصر "العلو" ص(103)-وقال إسناده صحيح
3-عن ابن عباس رضي الله عنهما "الكرسى موضع القدمين والعرش لايقدر أحد قدره" . رواه عبد الله بن أحمد في السنة، وابن خزيمة في التوحيد. وفى شرح موسوعة الاحاديث النبويه قالوا:
أي الكرسي الذي أضافه الله إلى نفسه هو موضع قدميه تعالى ، وهذا المعنى الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما في الكرسي هو المشهور بين أهل السنة، وهو المحفوظ عنه، وفي ذلك إثبات صفة القدمين لله تعالى على ما يليق بعظمته.
والآن عزيزى القارئ تأكدت كيف تمكن أعداء الإسلام من التراثيين ورواة الأحاديث وألبسهم زيَّ العلماء ليفسدوا على الناس دينهم ويهدموا دين الإسلام من داخله.






اجمالي القراءات 2571

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2016-01-10
مقالات منشورة : 84
اجمالي القراءات : 339,570
تعليقات له : 177
تعليقات عليه : 114
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt