الملك والملكوت:
كتاب الله بين عالمي الملك والملكوت

محمد خليفة Ýí 2011-11-26


كتاب الله

سورة

كتاب الله بين المـُلك والملكوت

سوف نورد هنا بعضا من مقتطفات مبحث الجـِذر   (  مـ . لـ . ك )

 

مَلِكْ وهو الشخص الذى يملك وذكر في القرآن إحدى عشر مرة.

ستة منها تشير إلى واحد من ملوك الأرض

أما الخمس اللواحق فهي تشير إلى الذات العلية

 

أولا : لفظة الملك التي تشير إلي واحد من ملوك الأرض

 

  تردد ظهور لفظ الْمَلِكُ كواحد من ملوك الأرض خمس مرات في سورة يوسف

 

 {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ ...أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ
 كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)}      

 { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ ....... إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}

 {  وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ
 (54) }
 { قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) }
 { فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ,,, كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
  ...   ..... عَلِيمٌ (76)}

 

أما سادسة تلك الإشارات فوردت في سورة الكهف

{  أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْمَلِكٌ
  يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)}

 

ثانيا : لفظة الملك والتي تشير إلى الذات العلية

 

{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي
  عِلْمًا (114) } سورة طه

{  فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) } سورة المؤمنون

{  هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
 الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) } سورة الحشر

{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)}
   سورة الجمعة

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) } سورة الناس

 

 

أما لفظة  " مُلّك "  وهى تعني المساحة التى تغطى سلطة المَلِكْ (42 مره) ،
 ولمن أراد التفاصيل الرجوع إلى مبحثنا في إشتقاقات الجذر (مـ . لـ . ك )

 

ونرى وعلى سبيل المثال  ذلك واضحاً فى الاّية 038035  من سورة ص وهو دعاء سليمان

" قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ"

وأنعم الله عليه بالملك الأتى:

الدعوة للإنس والجن ، وجنوده منهما ، معرفة كلام الطير والحيوان والحشرات ،غدو الرياح ورواحها، إساله عين القطر ، وورث داوود سليمان الذى ألان الله له الحديد ، هذه هى مساحة ملك سليمان والذى لم تمنح لأحد من بعده.

 

 

 

أما الملكوت فقد وردت فقط أربع مرات


   

     {  فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِمَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) } سورة يس


&  { قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ  تَعْلَمُونَ (88) }
         
سورة المؤمنون

&  {
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِيمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ
        يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ  يُؤْمِنُونَ (185) }
سورة الأعراف
 
& { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ  الْمُوقِنِينَ  (75)}
      سورة الانعام   


   وهكذا نرى أن نبي الله إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه هو الوحيد من بين أنبياء الله ورسله الذى نص الحق على أنه  أ ُر ِيَّ ملكوت السماوات والأرض.

والملكوتهو كل ما لا يظهر من المخلوقات، أى أسرار العالم الحقيقية، والقوانين التى تحركها، والطاقات الخفية، والعلاقات والروابط غير المرئية،  ونحن مطالبون بالبحث فيها ووراءها وقد يفتح الله على بعض المجتهدين من خلقه فيصل إلى بعض منها .

 

والملك يؤتى من عند الله وكذلك ينزع بأمر من الله، واقرأ معي الآية
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ
الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنتَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُإِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  (26) } سورة آل عمران

 

 

  يقول الحق في كتابه الكريم
  {
 إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ  وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} سورة الأعراف


     تبين هذه الآية أن الله جل وعلا بيده مقاليد العالمين عالم الأمر والغيب والملكوت، وأيضا عالم الخلق والشهادة.
   
     وعند الإشارة إلى عالم الخلق أي عالم المادة والزمان والمكان أشارالحق إلى خلق كل شئ ، وقد أورد الحق في هذا الصدد العديد من الآيات نذكر منها وعلى  سبيل المثال

  {
 قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) }  الرعد


  {  قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)} طه


  { الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ
     شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)
}  الفرقان


  { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62)}  غافر


  { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) } القمر

  إلا أن القانون العام الذي يحكم الكون أن الله ليس كمثله شئ
    {
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ
      فِيهِ  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ      (11)}  الشورى


  ثم أردف الحق قانون هلاك الأشياء
   {
 وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) } الأعراف


  {   كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) } الرحمن

 

وكان عدم التدبر لهذه الآيات جميعا، سبباً في خلط جوهري وسوء تقدير ملحظي وقعت فيه فرقة المعتزلة –  مع إحترامي الشديد لكثير من أفكارهم -  وهو إعتبار أن القرآن هو شئ...! من أشياء عالم الخلق، لذا فهو مخلوق ويجري عليه ما يجري على كافة مخلوقات عالم الشهادة من الهلاك والفناء، والخطأ يكمن في كون أن القرآن ليس بشئ من عالم الخلق، لكنه هو أحد موجودات عالم الأمر والملكوت وهوغيب ...منشأه غيب وانتهائه غيب ، وتأويله غيب وليس لنا نحن المسلمون أن نتناول الغيب في أحاديثنا أو مناقشاتنا، كما أنه لا طائل لنا  من أن نـُعمل فيه عقولنا فهو علم محجوب عنا وهو من أمر الله.

 

من هذا نستطيع أن نقول أن الكيان الوحيد الذي يجمع بين عالم الأمر والملكوت، وبين عالم الخلق والشهادة، هو كتابنا الكريم، فهو من أمر الله وهو موجود من مواجيد علم الله،

 لكنه.... أيضا له وجود ملموس  في كون الله، نستطيع أن نلمسه بأيدينا، ونبصره بعيوننا، ونسمعه بآذاننا، لكنه مع ذلك لم يتضح لنا كامل معانيه، وعجزنا عن تأويل آياته، وتفهم أبعاد كلماته، وسوف يبقى هذا العجز قائماً إلى يوم القيامة ذلك لأن الحق أورد في محكم كتابه

 

{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا
  الَّذِينَ  فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ
  تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
  إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
 } سورة آل عمران

 

هكذا قـَصـَر الله على نفسه العلم بتأويل كلماته والتي وردت في كتابه الكريم وقرآنه العظيم، وقد يرى البعض أن الحق قد أدخل في معيتة الراسخون في العلم في معرفة تأويل كلماته، وهذا قول يجافيه الصحة، هذا لأن حرف الواو التي تسبق الراسخون هي واو استئنافية أي أن مهمتها تقتصر فقط على استئناف العبارة، وليست بحال واو عطف والتي تتيح لهم القول بما ذهبوا خطأً إليه.

أيضا يردف الحق في إشارة صريحة موجهة إلى المؤمنين إلى أن الذكر القرآني سوف يفصح عن بعض ما يحتويه وعن بعض ما تحمله كلماته من معاني ومن أنباء، ذلك بعد  حين زمني غير محدد، وقد صبت الصياغة في قالب الإستمرارية المستمرة إلى أن تقوم الساعة..

{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) }
 سورة الواقعة

ثم يجزم الحق بأن الآيات سوف تترى في الآفاق وفي الأنفس


 {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ
   عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)
} سورة الصافات

ووجود حرف السين في صدر الآية تعني ديمومة الحديث عن المستقبل الكائن في علم الله، وهو غيب عنا، ولذا يكون من المهم أن نعي أن هذه السين موجودة إلى يوم يبعثون، بما يعني أن البشر لن يصلوا أبدا إلى كمالات المعاني ولا إلى أعماقها ولا إلى أبعاد التأويل وأسراره، فهو بذلك - القرآن -  سوف يبقى في عالم الأمر والغيب والملكوت، هذا ... مع وجود الكتاب ملئ أسماعنا وأبصارنا وجوارحنا...!!


ألا تكمن في هذا الذي أشرنا إليه آية عظمى من آيات القرآن ، أو واحدة من معجزاته،

 إي وربي إنها لآية كبرى.


 

اجمالي القراءات 29175

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   الأحد ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62377]

سيدي العزيز - اسمح لي بتصويب أمر الملكوت!

سيدي،


بما انك بدات تبني نظرية مؤسسة على فرضية الملكوت والروح ومعناهما فيجب إعطائهما حقهما من البحث، لأني أرى مقالات متلاحقة مبنية بعضها على بعض!


أما بالنسبة للجزء الأساسي من مقالاتك وهو (الملكوت) حيث تقول أنت أنه:


اقتباس:(والملكوتهو كل ما لا يظهر من المخلوقات، أى أسرار العالم الحقيقية، والقوانين التى تحركها، والطاقات الخفية، والعلاقات والروابط غير المرئية، ونحن مطالبون بالبحث فيها ووراءها وقد يفتح الله على بعض المجتهدين من خلقه فيصل إلى بعض منها .)


وهذا خطأ واضح وضوح اشمس، فقبل ذلك أنت ذكرت الآية التي يقول فيها تعالى:

{ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ

يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) } سورة الأعراف

فأرجوك توقف هنا لحظة وتدبر كامل قوله تعالى، فهو لا يقول لنا عبثا أنه يجب علينا النظر (في) ملكوته لنتدبر، وإذا كنا نستطيع سبر غور جزء من ملكوته فبناؤك الذي بنيته ليس بسليم، والله تعالى في الآية الأخرى أطله إبراهيم عليه السلام ليس على جزء بل عليه كله ولم يقل (بعض أو منه أو فيه)، فالملكوت هو الملك أيضا والجبروت هو الجبار أيضا، وإني والله أرى هنا بعض الرؤية القديمة من التراث وغيره، فمن القدماء من فصل الملك للمادة والملكوت للغيب والروح، وهذا أمر قديم ، وأنا أرى ملكوت الشيء هو (ملكة الشيء ..!) وهاك البرهان على ذلك:


بسم الله:


يقول تعالى في سورة يس 81:83: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)   ومن هنا يجب علينا بدء التدبر إن أردنا فهم الكلمات كما في المساق، حيث يعظنا الخالق تعالى بأن نتفكر في أمر خلق السماوات والأرض، ويقول لنا أوليس هو بقادر على خلق مثلهم؟ ويجيب  بتأكيد قدرته، ثم الآية التالية:(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وهنا المفتاح للملكوت سيدي، فأمره بين الكاف والنون وهذا استطراد لتأكيد قدراته وأخيرا يجب علينا الإعتراف بكل هذا وتكبير الله وتسبيحه على مثل هذا الملكوت (الملكة التي يتفرد بها في "كن") في الآية الأخيرة (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)


هكذا ننظر للكلمة، ليس في موقعها بل في مساقها

يتبع





2   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   الأحد ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62378]

سيدي العزيز - اسمح لي بتصويب أمر الملكوت! - تابع

أما الأية الثانية فأعد النظر فيها كذلك، يقول تعالى: (قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ * بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)

فكيف سيجيبونه أن بيده ملكوت كل شيء إن كان الملكوت هو الغيبيات والروحيات وأمر الله وما لنا بكل هذا من علم أو سلطان؟


بل إنهم -ونحن- نعلم (من) ملكوته ما يدعونا للإقرار بأن الباقي من ملكوته بيده سبحانه، فأنا أقر أنه عالم الغيب والشهادة، وبيده الملك وكل شيء لأنني أرى الكثير الكثير (بالنسبة لي) من ملكوته من حولي، حيث أنا نفسي من ملكوته سبحانه..وإن قرأت هذه السورة (المؤمنون) بتمعن سترى لاحقا بعد كل هذا الجدل مع من أشهر كفره وجحده بالله تعالى كيف ينهي الله تعالى الخطاب قائلا: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) وهنا ترى أن الملك الحق ليس كالملوك الغابرة، فالملك الحق هو الذي بيده ملكة كل شيء (ملكوت كل شيء) وهو رب العرش العظيم.


يتبع






3   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   الأحد ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62380]

سيدي العزيز - اسمح لي بتصويب أمر الملكوت! - تابع

أما قولك (لكنه هو أحد موجودات عالم الأمر والملكوت وهوغيب ...منشأه غيب وانتهائه غيب ، وتأويله غيب وليس لنا نحن المسلمون أن نتناول الغيب في أحاديثنا أو مناقشاتنا، كما أنه لا طائل لنا من أن نـُعمل فيه عقولنا فهو علم محجوب عنا وهو من أمر الله)


فهذا من غريب الكلام الذي أقرأه منكم، فالقرآن الكريم هو ليس كل كلام الله تعالى أولا، ولهذا قال المولى عز وجل أن البحار ستنتهي لو كانت حبرا قبل انتهاء كلمه، (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) الكهف - 109

فأنتم تصورون القرآن على أنه كل الكتاب، لا سيدي، وهناك مقال كامل للدكتور أحمد منصور يشرح فيه عن "كتب" الله تعالى، والقرآن كما فقهناه منه نفسه كانت الملائكة تنقله من اللوح المحفوظ الى الروح القدس الذي نزله على قلب الرسول عليه السلام، ومن القرآن "أجزاء " كاملة من التوراة والإنجيل، وهل نسينا التوراة والإنجيل؟ وبقية ما أنزل الله على رسله؟ فالكتاب لا يعلمه إلا الله وحده، بل ليس لكل الملائكة قدرة على الوصول اليه.


أما الغريب في كلامك هو نهيك عما أمرنا الله به بتدبر وقرائة وفهم القرآن الكريم! وكيف لا طائل لنا أن نعمل فيه عقولنا؟؟؟


أنت تسمح لنا بالتفكر بالروح والأمر والملكوت ولا نعمل عقولنا في كلام الله؟ بل إيماننا ينبع من إعمال عقولنا فيه، فلو أعمل السابقون عقولهم به ما كنا على ما نحن عليه الآن!


ومن نقض هدا المقال سأنتقل حالا للذي بعده لأني وجدت في الذي بعده أكثر مما هنا!

فأعد النظر جزاك الله خيرا وابتعد عن التصوف والتنسك فهو ليس من القرآن.


وشكرا




4   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   الأحد ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62381]

سيدي العزيز - اسمح لي بتصويب أمر الملكوت! - تابع

أما قولك (لكنه هو أحد موجودات عالم الأمر والملكوت وهوغيب ...منشأه غيب وانتهائه غيب ، وتأويله غيب وليس لنا نحن المسلمون أن نتناول الغيب في أحاديثنا أو مناقشاتنا، كما أنه لا طائل لنا من أن نـُعمل فيه عقولنا فهو علم محجوب عنا وهو من أمر الله)


فهذا من غريب الكلام الذي أقرأه منكم، فالقرآن الكريم هو ليس كل كلام الله تعالى أولا، ولهذا قال المولى عز وجل أن البحار ستنتهي لو كانت حبرا قبل انتهاء كلمه، (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) الكهف - 109

فأنتم تصورون القرآن على أنه كل الكتاب، لا سيدي، وهناك مقال كامل للدكتور أحمد منصور يشرح فيه عن "كتب" الله تعالى، والقرآن كما فقهناه منه نفسه كانت الملائكة تنقله من اللوح المحفوظ الى الروح القدس الذي نزله على قلب الرسول عليه السلام، ومن القرآن "أجزاء " كاملة من التوراة والإنجيل، وهل نسينا التوراة والإنجيل؟ وبقية ما أنزل الله على رسله؟ فالكتاب لا يعلمه إلا الله وحده، بل ليس لكل الملائكة قدرة على الوصول اليه.


أما الغريب في كلامك هو نهيك عما أمرنا الله به بتدبر وقرائة وفهم القرآن الكريم! وكيف لا طائل لنا أن نعمل فيه عقولنا؟؟؟


أنت تسمح لنا بالتفكر بالروح والأمر والملكوت ولا نعمل عقولنا في كلام الله؟ بل إيماننا ينبع من إعمال عقولنا فيه، فلو أعمل السابقون عقولهم به ما كنا على ما نحن عليه الآن!


ومن نقض هدا المقال سأنتقل حالا للذي بعده لأني وجدت في الذي بعده أكثر مما هنا!

فأعد النظر جزاك الله خيرا وابتعد عن التصوف والتنسك فهو ليس من القرآن.


وشكرا




5   تعليق بواسطة   احمد احمد     في   الأربعاء ٢٥ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[73085]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 بسم الله الرحمن الرحيم




والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه


من تلميذ فقير الي رضا وفضل ربه


أولا اعتذر لان ردي جاء متأخراً نحو اكثر من عامين


لقد قرأت ما كتبتم ما جاء علي لسان صاحب الموضوع وما جاء علي لسان من قام بالرد علي الموضوع واحببت ان اكتب جملة بسيطة قد تفيد او تكون فيها بعض الاضافة ليكم لما كتبتهم جميعاً ( الفرق ما بين الملك والملكوت )


 


( كل ما خلق الله هو ملك يدور في ملكوت الله )




فأنا وانتم ملك ندور في ملكوت الله


والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والسماء والارض والجن والانس والملائكة وكل ما خلق الله ملك في ملكوت الله


( فكفاكم اختلافاً اعذكم الله جل وعلا ) فكلامي هذا ليس بكلام عالم ولا شيخ ولا فقيه ولا مما تظنون بي


ولكني اكثر الناس ذنباً واعظمهم سيئة


والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-11-20
مقالات منشورة : 103
اجمالي القراءات : 1,594,513
تعليقات له : 5
تعليقات عليه : 107
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt