ما معنى ان تكون الدولة اسلامية في القرن 21 للميلاد ؟
ما معنى ان تكون الدولة اسلامية في القرن 21 للميلاد ؟
مقدمة متواضعة
لا وجود لشيء مطلق على مر التاريخ الانساني الواعي منذ ادم باعتباره ابو الانسانية حسب قول المرحوم المفكر الاسلامي المعاصر محمد شحرور اي ان الانسانية منذ عهد ادم عليه السلام الى الان قطعت العديد من الاشواط و المراحل مثل الانتقال من المملكة الحيوانية الى مملكة الانسان الواعي و من عهد القرى الاحادي الى عهد المدن اي المدنية و التمدن ....
لقد سمى القران الكريم مكة المكرمة بام القرى بينما سمى يترب بالمدينة و هذا الانتقال من حال الى حال اخر قد استغرق قرون طويلة من التطور و التطوير حتى وصلنا الى هذا القرن الميلادي الجديد و النسبي في ديمقراطيته و في حقوق الانسان و في علمانيته و في تدينه حتى اي لا توجد الاشياء المطلقة في هذا العالم منذ الازل الى يوم القيامة لان صفة المطلق هي من صفات الله سبحانه و تعالى لوحده .
ان الانتقال من السكن بالكهوف الى السكن بالبيوت او القصور الرفيعة بالخدم و بالحشم قد استغرق قرون طويلة من التطور و التطوير في الوعي العام الانساني بمعنى ان التطور لم ياتي بين عيشة و ضحوها ابدا بل اتى بالتدريج عبر مراحل عديدة مثل الانسان نفسه حيث كان طفلا في بطن امه ثم خرج منه الى الحياة يتطور مع الزمان حتى اصبح شاب ثم رجل ثم شيخ ثم يموت ثم انتهى امره اذا لم يترك علما من العلوم الدينية او الانسانية و ادا لم يترك صدقة جارية او ولد صالح يدعو له بالمغفرة و الرحمة ..
ان الدين الاسلامي نفسه قد مر بعدة مراحل من قبيل مرحلة مكة ثم مرحلة المدينة ثم مرحلة الخلفاء الراشدون ثم مرحلة سقوط الاسلام في اوحال الجاهلية و تحطيم مقدسات الاسلام المادية و المعنوية مع الدولة الاموية المارقة بالنسبة لبعض المسلمين كالامازيغيين و الشيعة و الخوارج الخ و العظيمة بالنسبة للسلفيين و الوهابيين و جل تيارات الاسلام السياسي الراهنة اي انني اعتقد ان الاسلام قد سقط في اوحال جاهلية بني امية بكل ما يحمل هذا المصطلح من ابعاد دينية او سياسية او اخلاقية...
فان الجاهلية كما يعلم القاصي و الداني تعني مرحلة ما قبل الاسلام في شبه الجزيرة العربية اي بمعنى اخر ما قبل المدنية لان مفهوم القرية في الجزيرة العربية يعني الاحادية في السلوك الانساني الواعي مع تعدد الاهية على شكل الاصنام و تقديس تراث الاجداد وقتها اي قبل نزول الوحي على رسولنا الاكرم عليه الصلاة و السلام .
ان الاسلام قد توقف عن التطور و عن التطوير منذ تلك العصور بالمشرق رغم ظهور بعض الفرق الاصلاحية كالمعتزلة في العصر العباسي على سبيل المثال لا حصر حيث ان الاسلام في اصله هو قابل للتطور و التطوير بحجج كثيرة منها بكل التواضع ان المسلم في القرن السابع للميلاد كان يفهم القران الكريم حسب ارضيته المعرفية داخل الجزيرة العربية و كان يتخيل الجنة حسب ارضيته المعرفية مثلا انها تعج بالخيول و بالنساء الخ
اما المسلم في هذا القرن فانه يفهم القران الكريم حسب ارضيته المعرفية الحالية و المتميزة بتقدم العلوم الانسانية و يتخيل الجنة الان بانها تعج بالسيارات الفاخرة و بالقصور المتطورة الخ و هذا من علم الغيب و لا يعلم الغيب الا الله سبحانه و تعالى و استغفر الله اذا قلت شيئا في هذا المقام باعتباري اريد ايصال الفكرة مفادها ان الاسلام هو دين صالح الى قيام الساعة بشرط الاجتهاد العميق في نصوصه كالقران الكريم بالدرجة الاولى و السنة النبوية بالدرجة الثانية الخ.......
الى صلب الموضوع
ليس من العيب حسب اعتقادي المتواضع على اقل استلهام قيم رفيعة في العهد النبوي في المدينة المنورة من قبيل الديمقراطية المباشرة كما سماها الاستاذ احمد صبحي منصور مؤسس موقع اهل القران هذا بامريكا و من قبيل المواطنة داخل دولة الرسول الاسلامية اي ان اليهود قبل غدرهم لقوانين تلك الدولة كما يقول الاستاذ عمور خالد كانوا مواطنين يتمتعون بحقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بالحرية و من قبيل مكانة المراة في صدر الاسلام حيث كانت مكانة عظيمة كفاعلة في تبليغ الدعوة الاسلامية و الاتفاق مع الرسول في بيعة العقبة الاولى و الثانية الخ من احداث سيرة الرسول الاكرم ص ...
لكن الان بعد 14 قرنا اصبح الاسلام فكر سياسي رجعي بفضل تراكم تاريخ الخلافة الظالمة الاسود و تراكمات ظهور الوهابية في الجزيرة العربية و ما تلاها من الاحداث المعروفة التي جعلت الاسلام يقف عند الماضي فقط دون انتاج نظريات اسلامية معاصرة تنتصر للدولة المدنية الاسلامية لمالا و لحقوق الانسان عموما و لحقوق النساء خصوصا و لقيم العيش المشترك بين جميع الديانات السماوية و الثقافات و التربية على قيم المواطنة اي الدين لله و الوطن للجميع دون الطعن في معتقدات الاشخاص .
لكن هذه الاحلام الجميلة تتعارض مع الخط السلفي الوهابي و الموجود في اغلب الدول الاسلامية باستثناء ايران التي كانت نموذجا لي للدمقراطية الاسلامية و الجمع بين الهوية الفارسية و الاسلام غير ان ايران تساند جبهة البوليساريو الانفصالية و هذا يعتبر خط احمر بالنسبة لنا كشعب مغربي دون ادنى شك ..
انني ارجوا ان اصل في يوم من الايام الى مستوى المرحوم المفكر الاسلامي المعاصر محمد شحرور الذي اعطى نصف قرن من حياته للاجتهاد في التنزيل الحكيم حيث اصدر العديد من الكتب من قبيل كتاب الكتاب و القران و كتاب الدولة و المجتمع الخ من كتبه القيمة حيث لا شك ان العالم الاسلامي الى امثاله و امثال الاستاذ اسلام بحيري و امثال الاستاذ عبد الوهاب رفيقي و الاستاذ سعيد ناشيد الخ .
توقيع المهدي مالك
اجمالي القراءات
2461