ونراه قريبا..!!

الخميس ٢٥ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
أظن أنه لم يأت على العرب هوان مثل هذه الأيام بمناسبة ما يحدث فى غزة وأنا اعانى من الاكتئاب الذى أعيش فيه وأتعجل قيام الساعة . وفكرت فى آية سورة المعارج ( وَنَرَاهُ قَرِيباً ) ، وتساءلت متى يكون هذا القريب ؟ هل فى عصرنا وجيلنا أم أبعد من ذلك . والى متى نتحمل هذا الاستبداد وهم يمسكون البلد بيد حديدية ، وفظائعهم مع من يتخيلون انه معارض تفوق على ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين . قيام الساعة هو رحمة لنا . أرجوك الاجابة ، أنا مكتئب وتعبان .
آحمد صبحي منصور :

أولا :

عن إقتراب الساعة لجميع البشر

قال جل وعلا :

1 ـ (  سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) المعارج ).

2 ـ ( اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر )

3 ـ ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) الأنبياء )  

نزلت هذه الآيات من 14 قرنا . أى إقتربنا جدا من قيام الساعة .

ثانيا :

لا تتعجل :

1 ـ  قيام الساعة : لأن الجيل الأخير من البشر الذى سيشهد قيام الساعة سيرى عذاب مذهلا . قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج ).

2 ـ   إنتقام الواحد القهار جل وعلا من أكابر المجرمين :  قال جل وعلا : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) إبراهيم ) . أرجو أن تتدبر :

2 / 1 : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً ) : إسلوب التأكيد الثقيل فى ( وَلا تَحْسَبَنَّ ) وكلمة (غَافِلاً). وقع هذا هائل ، ولا مثيل له فى القرآن الكريم .

 ثالثا :

لا تغتر بمواكبهم وتقلبهم فى البلاد ، فهو متاع قليل ومأواهم جهنم وبئس المهاد .

قال جل وعلا : ( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) آل عمران ) كن ممّن قال عنهم ربك جل وعلا فى الآية التالية  :( لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ (198) آل عمران ) . ولتتذكر أن العمر قصير ويتآكل بسيرنا نحو الموت الذى لا مهرب منه .

رابعا :

قد يكون قد بقى على قيام الساعة ونهاية العالم عقود من الزمان أو قرون ، ولكن كل من مات ، وكل من سيموت تعود نفسه الى البرزخ حيث لا إحساس بالزمن ، وحين البعث يشعر أنه مات من ساعة أو يوم أو بعض يوم . قال جل وعلا :

1 ـ ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)

  النازعات )

2 ـ ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56)  الروم )

خامسا :

بالتالى نفهم قوله جل وعلا للكافرين :

1 ـ ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ )

2 ـ ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) (40)  النبأ ).

هذا قيل للكافرين فى مكة وقت نزول القرآن الكريم . كان قد بقى لهم سنوات يعيشونها ، ثم الموت ، وعند البعث سيشعرون أنهم لبثوا ساعة أو بعض ساعة أو عشية أو ضحاها . يعنى كان أبوجهل وقتها قد بقى له عامان مثلا . بينه وبين البعث عامان وساعة أو بعض ساعة .

أخيرا :

يعنى :

1 ـ بقى للأحياء منا على قيام الساعة والبعث : ما تبقى لنا من عُمر مضافا اليه ساعة أو بعض ساعة . يسرى هذا على المستبدين واكابر المجرمين .

2 ـ لا تكتئب ، ولكن سارع بالتقوى وعمل الخيرات .



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1680
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   حمد حمد     في   الخميس ٢٥ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95048]

بارك الله بعمرك وعلمك دكتور أحمد المحترم


ما أعظم هذه الآيات القرآنية آلتي تنذرنا بإقتراب الساعه وهولها ووصف حالة البشر في هذا اليوم العظيم ،عندما أرى مشايخ الضلال وهم يقرؤونها على المنابر وفي شاشات التلفاز ويدعوا الناس إلى الإتعاض  والخوف من هذا اليوم وهم أولى بأن يتعضوا ماأقسى قلوبهم وسفه عقولهم وتكبرهم على الله جل وعلا عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. 



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٦ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95052]

شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، وأقول :


هؤلاء الشيوخ وأتباعهم المهللون لهم هم فى حالة غفلة ، سيفوقون منها عند الاحتضار ، ويطلبون فرصة الرجوع للحياة ليصلحوا ، ولكن دون جدوى . وسيطلبون الخروج من النار دون جدوى . قال جل وعلا : (  حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108) المؤمنون ). 

اللهم لك الحمد والشكر على نعمة الهداية . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5144
اجمالي القراءات : 57,627,457
تعليقات له : 5,466
تعليقات عليه : 14,848
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الشهاب والشهُب: سؤال ي هو ما معني كلمة شهاب بالقر ءان ...

الحور العين : من هن الحور العين اللائ ى لم يطمثه ن انس ولا...

الدعاء بسورة (يس ): Salamu laikum Dr. Ahmed one of my friends advice me to read Surrah Alyaseen...

ابن سيرين والاحلام: هل كتاب ابن سيرين فى الأحل ام صادق 100% ؟...

العترة الطاهرة و...!: هل يوجد في الإسل ام عترة طاهرة و غير طاهرة ؟! ...

عذاب القبر وثعبانه: أشكرك على مقال عذاب القبر والثع بان الاقر ع ...

أخلاق القردة: يستخد م الأفا رقة حيلة عجيبة في صيد...

التصدق باللحوم: أنا محتار بين تقديم الصدق ة أموال ا أم إطعام...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : مام نى ( شطط ) التى جاءت فى...

سمع الله لمن حمده: مامع نى (سمع الله لمن حمده) ندما يقال...

Salat prayers: Salam Dr. Mansour, I was reading some of your articles from the site and also...

لا فارق بينهما: قرأت لك مقاله بعنوا ن تأصيل معنى (كتب وكتاب )....

إن الغيب إلا لله .!: ان الله يتحدث في كتابه الكري م بصيغة الماض ي ...

لا جدال فى آيات الله: الدك تور احمد صبحي منصور المحت رم ارجو...

إمامة المرأة: هل يجوز ان تؤم المرآ ة الرجا ل في الصلا ه؟ ...

more