مسلسل تونة والأزهر ورواق إبن خلدون .
تونة هي بطلة مسلسل (فاتن أمل حربى ) للكاتب –إبراهيم عيسى ،والأزهر أقصد به شيخة وبعض مشايخ الأزهر وعلى رأسهم (احمد الطيب ) . أما عن رواق إبن خلدون فهو ندوة إسبوعية فكرية أنشأها المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور –أحمد صبحى منصور –بالإشتراك مع عالم الاجتماع الأستاذ الدكتور –سعد الدين إبراهيم –فى يناير 1996 ومازال حتى يومنا هذا .وقد شرُفت بان كُنت عضوا من أعضاء الرواق والمُعقبين الأساسيين فيه منذ تأسيسه ،وشاركت فيه بمحاضرات عديدة ،وأشرفت على إدارته سنة 2004 قبل هجرتى لكندا في يونيو2005...
ونبدأ الحكاية ::
من 17 سنة إلا شهر بالتمام والكمال يوم الثلاثاء الموافق 7-5 2005وقبل هجرتى لكندا ب4 أيام كانت أخر ندوة لى (كمُحاضر ) برواق إبن خلدون وكانت عن مخالفة قانون الأحوال الشخصية المصرى للمُسلمين للشريعة الإسلامية (شريعة القرءان ). وسبب هذه الندوة والمُحاضرة أن جاءنى قبلها بإسبوع صديق من أصدقاء الرواق (مسيحى) مُكتئبا وقال لى أريد أن أقول لك شيئا
توفى جارلى مُسلم وكان أكثر من أخ وصديق ورفعت أُسرته قضية (إعلان وراثة ) وإستدعونى للشهادة لأشهد أمام المحكمة أن هذه هي أُسرة المرحوم فلان ،ولكن القاضي والمحكمة رفضت لأنى (مسيحى ) وقالوا أنه لا يجوز ولا تقبل شهادة المسيحى في قضايا الأحوال الشخصية للمُسلمين ، فشعرت بأنى مواطن درجة عاشرة وأننى لست مصريا،مع العلم أن شهادتى تُقبل له أو عليه في باقى القضايا المدنية والجنائية فهل هذا فعلا في الإسلام ،وأنا حضرت لك ندوات وتعقيبات ورأيت أنك مُختلف عن المشايخ فقلت أسألك أنت ؟؟ .. فطيبت خاطره وقلت له لا مافعله القاضي مُخالف للإسلام والإشهاد في الإسلام لا يلزمه نوعية الدين ولكن يلزمه الشهادة بالحق والصدق فقط.وسأتحدث في هذا الموضوع للتوضيح اكثرفى ندوة الإسبوع القادم في الرواق .فأتصلت بصديقى الأستاذ (احمد شعبان ) مدير الرواق آنذاك وأستأذنت منه أن يُعطينى ندوة الإسبوع القادم وقد كان . فذاكرت قانون الأحوال الشخصية المصرى للمُسلمين،وتحدثت عن موضوع التمييز السلبى فيه في الشهادة بين المُسلمين والمسيحيين في قضايا إعلان المواريث والزواج والطلاق والخُلع .ثم تكلمت عن مخالفته للشريعة القرءانية جُملة وتفصيلا في الطلاق (من أول صيغة النطق به والهزل الذى يسمح بالطلاق بمجرد قول انت طالق ) وما يترتب عليه من حقوق للمُطلقة من نفقة لها ولأولادها وووو .وعن إمكانية العودة في الطلاق البائن ب(المُحلل وهل يلزم العلاقة الزوجية بين المُطلقة التي عقد نكاحه عليها قبل أن يُطلقها لتعود لزوجها الأول أم لا ) .ثم عرجت على الوصية في المواريث ومخالفة القانون للقرءان حيث أنه يمنع الوصية لأحد الورثة ،ويُحددها بأقل من ثلث التركة ،ويمنع توريث أصحاب الحقوق غير المُسلمين من تركة أزواجهم أوأهلهم المُسلمين .وقلت في نهاية الندوة أن قانون الأحوال الشخصية المصرى للمُسلمين مُخالف لتشريعات القرءان جُملة وتفصيلا في الزواج والطلاق والمواريث والشهادة أو الإشهاد عليهم ويُسبب مشاكل لا حصر لها ولن تنتهى لأنه يعتمد على أراء فقهاء السوء والضلال وتضاربهم وتنقضهم بعضهم مع بعض ولا يعتمد على القرءان الكريم وحده وتشريعاته ، وطالبت بإلغاء القانون كُلية وإعادة وضع مواده طبقا لتشريعات القرءان وحدها وأن يكون قانونا مدنيا تحت مظلة القانون المدنى العام مثل قوانين الشهرالعقارى والتسجيل والنزاعات التجارية وهكذا ،وأن تفصل المحاكم في قضاياه ومنازعاته في مدة أقصاها شهرين من تقديم ورفع الدعوى . وتابع الندوة ونشر عنها بعض الصحفيين ،ونُشر مُلخصا عنها ضمن النشر عن ندوات الرواق في مجلة المُجتمع المدنى الصادرة عن مركز إبن خلدون والتي تصل مجانا لكُل المثقفين والمراكز الحقوقية والصحفية في مصر والوطن العربى تقريبا . وكالعادة هاج وماج علىّ مشايخ الأزهروالسلفية بقيادة طنطاوى وأحمد الطيب وووو وإتهمونى بالكفر وأطلقوا صراح ألسنتهم ضدى بالسباب والخيانة والتآمرعلى الإسلام وهدم الإسلام ههههه .
نأتى لموضوع (تونة ) أو مسلسل (فاتن أمل حربى ) للكاتب – إبراهيم عيسى . فالمُسلسل له إيجابيات ومزايا ،وفيه سلبيات وعيوب وسأُناقشه بموضوعية وحيادية وإنصاف بعيدا عن المناقشة الدرامية (فهذا ليس موضوعى ولست مُتخصصا فيه ) ..
فإيجابيات المُسلسل أنه رمى حجرا في ماء راكد آسن (عفن) للتراث من خلال طرحه لقضية حقوق ما بعد الطلاق للمُطلقة من حضانتها لأولادها حتى لو تزوجت رجلا آخرغير أبيهم ، بسؤال البطلة لدار الإفتاء سؤالا جريئا يفتح الباب لأسئلة أخرى على نفس المنوال وهو ( هل هناك آية قرءانية تمنع الأم الحاضنة من أن تحتفظ بحضانة أولادها بعد زواجها من رجل أخرغير أبيهم ، وهل ربنا سبحانه وتعالى قال هذا بذاته ونفسه ؟؟؟) أي فتح الباب أمام التركيز في المسائل المصيرية المُتعلقة بالدين بأن يكون الحُكم فيها للقرءان وحده .وهذا شيء جيد . ثم أنه إستعان بأراء ومواد قانونية حقيقية كتبها وأشرف عليها قضاة ومستشارون ومحامون وأخصائيون إجتماعيون من المركز القومى للأمومة والطفولة .وهذا شيء جيد أيضا ويُحسب له أنه إستعان بالمُتخصصين في الأمورالعلمية المُتخصصة والمُتعلقة بالقانون في كتابة حوار العمل الدرامى ولم يعتمد على ثقافته هو الخاصة عن الموضوع .
أما عن سلبيات المُسلسل وعيوبه .
1- أنه قُتل بحثا دراميا وسينمائيا من قبل منذ فيلم (أُريد حلا ) للرائعة فاتن حمامة وقُتل ويُقتل بحثا ورفضا عقلانيا يوميا ألاف المرات بين المُتقاضين والمُحامين داخل أروقة المحاكم ومكاتب المُحامين وبيوت المصريين المُتضررين منه ،ولم يكُن يحتاج إلى هذا المط والتطويل ليصل إلى 30 حلقة وكان يكفيه أن يكون سهرة درامية واحدة لاتزيدعن ساعة ونصف.2
- أنه بدأ بداية قوية بسؤال البطلة لدار الإفتاء بقولها عن نزع الحضانة منها (هل هذا في القرءان ،هل ربنا قال كده بنفسه ؟؟) ثم تراجع المُسلسل تراجعا مُخزيا بأن أعادنا مرة أخرى بين دهاليز روايات وأحاديث وحكايات التراث في خُطب (الشيخ الكيوت الجميل الذى تعاطف مع تونة –هههه ) في مقابل روايات وحكايات وأحاديث عبدالله رُشدى (الذى كان يُمثله الشيخ المتشدد المتطرف الساعى للشُهرة والمال والترند على وسائل التواصل والميديا ) ، بمعنى روايات ترد على روايات وحضرتك تائها ومحتارا في النص تاخد بأى منها ؟؟وهل تستطيع إنكار روايات الشيخ المُتشدد التي أتى بها من قلب أُمهات كتب التراث ؟؟؟ هههه .بالطبع لا وإلا خرجت من ملتهم الملاكى ،وهذه هي طريقة (سعد الدين الهلالى-المستشار الدينى للمُسلسل ) الذى غازل به كاتب الدراما (إبراهيم عيسى ) التنويرين من ناحية على أنه شيخا مستنيرا (وهو لا مستنير ولا نيلة وعبارة عن صفحة جوجل تمشى على رجلين في فقه الضلال هههه) وغازل به الأزهر والمؤسسات الكهنوتية من ناحية أُخرى على أنه رجلا منهم ومحسوب عليهم وهو من رادع المُسلسل دينيا . وهذه هي عادة إبراهيم عيسى أن يبدأ منفعلا ثم يتراجع ويُداهن هذا وذاك وتلك وهؤلاء وأولئك حفاظا على مصالحه الشخصية وقد فعلها في المُسلسل .
3 - أن إبراهيم عيسى يعلم الحق القرءانى في هذا الموضوع وقد قرأه مرات ومرات من خلال مُتابعته لكتابات وفيديوهات (اهل القرءان ) عبر 30سنة،ولكنه للأسف تراجع عن إكمال قول الحق ومُحاججته به لأخطاء القانون المبنى على تراث فقهاء السوء والضلال والتضليل /ولم يستعن بردود قرءانية كان من المُمكن أن يكتبها له مجانا رواد الفكر القرءانى الذىن يعرفهم جيدا وينقل عنهم كثيرا في برامجه التليفزيونية (ولا يُشيرإليهم ولا لملكيتهم الفكرية كأبسط حقوقهم – وهم طبيعى لن يطلبوا منه اجرا و يطلبون الأجروالمُكافئة المعنوية والجزاء من الله سبحانه وتعالى وحده ) ليكون المُسلسل والعمل الدرامى من أجل الإصلاح الحقيقى حقا وصدقا .
4- أن – إبراهيم عيسى – أخطأ خطئا كبيرا في حق الإسلام ونبى الإسلام عليه السلام حينما نطق في حواره على لسان بطل مُسلسله الشيخ الهادىء الكيوت هههه برواية تُسىء للنبى عليه السلام إساءة بالغة وهى رواية محاولته مواقعة ومُباشرة (صفية بنت حُييى قبل أن يتزوجها) رغما عنها عندما كان عائدا من غزوة وهى أسيرة معه وأختلى بها في حديقة ومعها خادمتها وقال لها (هبى نفسك لى ،فقالت له وهل تهب الملكة نفسها للسوقة ؟؟ أعوذ بالله منك فقال لها لقد عُذتى بمُعاذ . وقال لمن معه : اعطوها راحلة وأكرموها ) فإستشهد إبراهيم عيسى بالرواية على حُسن خُلق النبى في تراجعه عن رغبته في مواقعتها ،وفى طلبه من أصحابه أن يكرموها ويعطوها طعام وشراب وكساء. فهل لم ينتبه إبراهيم عيسى وهل خفى عليه أن هذه الرواية تُسىء للنبى عليه السلام وتجعله قاطعا للطريق يطلب الفاحشة من امرأة أسيرة ويأخذهاهي وخادمتها أمام جموع المُسلمين العائدين معه من الحرب ويقول لهم (معلش إستنونى هنا لغاية لما ........ وارجع لكم ) ويدخل بها في بيت مهجور في حديقة على الطريق ثم يطلب مضاجعتها ،فتُعلمه هي الأدب وتقول له وهل تهب الملكة نفسها للسوقة ؟؟؟ من أنت لتواقعنى اعوذ بالله منك ؟؟؟
فهل هذه رواية تتماشى مع أخلاقيات النبى عليه السلام صاحب الخُلق القرءانى الرفيع والمُطبق الأول لتشريعات القرءان والتي تنص على أن العلاقة الزوجية لا تكون إلا بعد عقد نكاح صحيح ؟؟؟؟ فمن يؤمن بهذه الرواية وبصحتها فقد كفر بالقرءان وبأيات القرءان التي تحدثت عن حياة النبى عليه السلام وتاريخه وقد أساء للنبى عليه السلام وسيكون عليه السلام خصما عليه يوم القيامة .
5- أن إبراهيم عيسى ناقش بعض مواد الدستور التي على أساسها طالب بتحويل القانون للمحكمة الدستورية العُليا و تجاهل ولم يُناقش أهم مادة دستورية، والتي تُعد لغما وقنبلة موقوتة تنفجر في وجه كل المصريين إذا إقتربوا منها ،وهى مادة(أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدرالرئيسى للتشريع ) فهذه المادة مُخالفة للقرءان وللإسلام (وتحدثت عن مخالفتها للإسلام في ندوة كاملة برواق إبن خلدون سنة 2004 ربما أُعيد كتابتها في مقال أو في فيديو فيما بعد ) وأنها بوضعها الحالي تجعلنا ندور في دائرة مُفرغة بين ضلال وضلال من ضلالات الفقهاء الأقدمين وتعارضهم وتناقضهم مع بعضهم البعض وتجعل معاتيه الأزهر وتلامذتهم وكأنهم حراس الدين في مصر،ولا تجعلنا نعتمد على القرءان الكريم وحده في مثل هذه التشريعات المتعلقة بالزواج والطلاق والمواريث وما يترتب عليها من حقوق وإشهاد.
6- أن إبراهيم عيسى - حشر حشوا مُفتعلا لا داعى له داخل المُسلسل وهوالصداقة بين صاحبة الموضوع المُسلمة وصديقة لها مسيحية (مُغازلة للوحدة الوطنية ) وهذا حشو ظاهر قوى قوى أخذ من المُسلسل ولم يُضف إليه ،وكذلك عندما القى بالضوء سريعا على سيدة مسيحية رفعت قضية طلاق لأنها لم تعد قادرة على مواصلة الحياة مع زوجها والقاضى قال لها القانون يمنع الطلاق للمسيحيين إلا لعلة الزنا أو إختلاف الديانة .ولم يعطى إبراهيم عيسى تفاصيل ولم يُناقش الموضوع مناقشة تفصيلية واضحة في حلقات مُكتملة مثل قضية (تونة ) يُظهر فيها عوارهذه الحُجة الواهية في الأحوال الشخصية للمسيحيين ويُطالب بتغييرها وإستبدالها بقانون مدنى يسمح بالطلاق للمسيحيين. ولكنه كالعادة لابد أن يتراجع حرصاعلى الموائمة ومسك العصا من المنتصف مع الكنيسة أيضا.وهذا لا ينبغي أن يكون من مثقف يحسب نفسه ويحسبه بعض الناس على التيار التنويرى .
7- أما عن الأزهر ومشايخه .فطبيعى أن تجدهم يُهاجمون أي عمل درامى يقترب من سبوبتهم وأكلهم السُحت وأكلهم أموال الناس بالباطل ويقترب من كشف حقيقة تراثهم القذر العفن الضال لعوام النس ،او يقترب من عمامتهم ومكانتهم المزعومة كشخوص يسمون أنفسهم برجال الدين .فكان بيان الأزهر وشيخه بيانا باهتا تافها ساقطا يُدافع فيه عن نفسه ومشيخته ومصالحه وتراثه الأسن ،فلا قيمة له ولا لبيانه ولا لمن هاجموا المُسلسل من اتباعه نفاقا وتملقا له ولمشيخته .
8- هذه شهادة وكلمة حق أردت أن أُسجلها لأنى أعتبر نفسى من أوائل من ناقشوا من 17 سنة موضوع قانون الأحوال الشخصية المصرى للمُسلمين في ندوات عامة،وأظهرت عواره ومُخالفته للشريعة الإسلامية شريعة القرءان العظيم وطالبت بإلغاءه . وكشهادة منى على إيجابيات وسلبيات عمل درامى تناول القانون بعد ندوتى فكريا ودينيا عنه ب17 سنة كاملة، وكل سنة وانتوا طيبين .
اجمالي القراءات
2667