مهدي مالك Ýí 2024-02-23
لو انطلق حزب العدالة و التنمية من المرجعية الامازيغية الإسلامية ماذا سيحدث في مغرب العهد الجديد؟
مقدمة متواضعة
باصرار قوي نواصل التنظير لما اسميه بالمرجعية الامازيغية الإسلامية بكل التواضع حيث ان تاريخنا الإسلامي صانعه اجدادنا الأوائل منذ سنة 123 هجرية باعتبارها سنة الاستقلال عن المشرق العربي و خلافته المسماة بالاسلامية و بدء تأسيس الامارات و الدول تدور حول فلك الامازيغية و الإسلام كثابتان عرفا التعايش و التساكن و الترابط طيلة قرون من الزمان حتى الدولة الموحدية التي وصفت بالتطرف الديني و الدموية من طرف بعض رموز الحركة الامازيغية المعروفة على الصعيد الوطني بدون ذكر الأسماء لانني مازلت أتمنى ان ترجع علاقاتنا المتميزة مع هذه الرموز الى سابق عهدها في السنوات الماضية..
ان من حسنات الدولة الموحدية انها اعتمدت اللغة الامازيغية باعتبارها لغة الدين و رفع الاذان في اكبر رقعة جغرافية من شمال افريقيا و اسبانيا الحالية الخ من الأمور الإيجابية للدولة الموحدية كتجربة تاريخية لها ما و عليها ما عليها بصراحة لكنها دولة امازيغية إسلامية في ذلك السياق التاريخي حسب راي المرحوم احمد الدغرني و الأستاذ احمد الخنبوبي و المرحوم المؤرخ علي صدقي ازايكو الذي وصف المهدي بن تومرت بامير المؤمنين في احد كتبه ...
و بالإضافة الى انني مجرد كاتب متواضع يحتاج الى الكثير للاحاطة بالدولة الموحدية نظرا لكثرة المصادر المختلفة و لا انكر انني اسير على درب دعاة تأسيس حزب ذو المرجعية الامازيغية أمثال الأستاذ عبد الله بوشطارت و الأستاذ عمر افضن و الأستاذ الحسين بوزيت و الأستاذ عبد الواحد درويش الخ .....
ان اجدادنا الامازيغيين لم يكنوا كفارا او جهلاء على الاطلاق بل كانوا مسلمين علمانيين أي انهم لا يطبقون الحدود الشرعية كحد القتل الخ حيث اجتهدوا كثيرا بالعقلانية النادرة في انتاج قوانين لا تتعارض مع مقاصد الشرع الإسلامي و لا تتعارض مع الخصوصية الامازيغية ذات النزوع الطبيعي نحو الإنسانية و مصالحها المثلى لان علماء منطقة سوس الأقصى لهم دور أساسي في بناء اغلب دولنا الامازيغية الإسلامية المركزية من قبيل الدولة المرابطية و الدولة الموحدية و الدولة السعدية التي يقال عنها انها الأصل الشريف الخ من الأكاذيب الأيديولوجية التي تجمد المشرق و تحتقر المغرب الى عهد قريب ..
و كما ان علماء سوس الأقصى قد دافعوا عن العرف الامازيغي أي القوانين الوضعية الامازيغية بلغة عصرنا الحالي و دافعوا كذلك عن ميراث سوس الديني و الثقافي باشكال مختلفة للتعبير ان منطقة سوس كانت مجال واسع للتعايش بين العرف و الشرع الإسلامي بدون أي تعارض .
و يقول الأستاذ بوشطارت باعتباره باحث في التاريخ المحلي لسوس في مقاله الرائع تحت عنوان العلماء و الصلحاء في سوس أشياء جوهرية في سياقنا الحالي مثل ان رفض علماء فاس بيعة ملوك السعدين و عدم قبولهم وساطة علماء سوس راجع الى كون الدولة السعدية قد تاسست على عصبية جزولية أي سوس و في مقام اخر أشار الأستاذ بوشطارت الى ان الصراع الدائر بين علماء سوس و علماء فاس حول بيعة السلطان محمد الشيخ السعدي كان يخفي صراع ثقافي و ديني حول العرف و الشرع حيث جرى الاختلاف بين الطرفين حول اجتهاد يتعلق بالعقوبة بالمال اثناء حصار السعدين لمدينة فاس و احتد هذا الصراع على مشارف فاس بشان استعمال الأعراف الامازيغية و الشرع الإسلامي حيث انتصر علماء سوس آنذاك للعرف الامازيغي أي ان هذه الواقعة التاريخية تأكد على ان علماء و فقهاء سوس القدماء كانوا ينتصرون لاستعمال الأعراف الامازيغية في مجتمعهم المتدين أصلا مع وجود المدارس العتيقة و الزوايا الصوفية ..
و وجود كذلك عادات دينية اصيلة من قبيل عادة طائفة ايداولتيت التي تحدث الأستاذ بوشطارت عنها في مقاله الرائع او في برنامج خاصة بالقناة الامازيغية منذ سنوات .......
ان هذا السفر المقدس كما سماه عبر ربوع جزولة هو عبارة عن الذكر و قراءة القران الكريم الخ من اعمال الارشاد و الامداح النبوية بالامازيغية أي ان اجدادنا الكرام قد اخترعوا أنماط للتدين قبل ولادة الامام محمد عبد الوهاب بالحجاز بقرون عديدة ...
لكن مع بداية الاستقلال الشكلي قد قرر المخزن تبني أفكار ما يسمى بالحركة الوطنية السلفية و اكاذيبها الايديولوجية من قبيل اكذوبة الظهير البربري التي تحولت منذ ذلك الوقت الى أيديولوجية سياسية و دينية تجمد المشرق العربي و تقاليد اهل فاس الى ابعد الحدود و تحتقر الهوية الامازيغية الإسلامية الى ابعد الحدود عبر التراب الوطني من الريف الكبير الى الصحراء المغربية.
الى صلب السؤال
ان جذور الإسلام السياسي راجعة حسب اعتقادي المتواضع الى بعد سقوط الخلافة العثمانية في المشرق العربي سنة 1923 حيث ان المسلمين ذوي المرجعية السلفية هناك قد اعتقدوا ان الإسلام قد سقط بسقوط ما يسمى بالخلافة الإسلامية و لهذا السبب خلقت جماعة الاخوان المسلمين بمصر سنة 1928 للتنظير للمرجعية السلفية أي المرجعية الإسلامية كما يسمونها أي فقهاء الإسلام السياسي و الإسلام الوهابي لان الغرب المسيحي قد سمح بتاسيس المملكة العربية السعودية سنة 1932 لحاجة في نفس هذا الغرب المنافق .
و بالتالي فتيارات الإسلام السياسي المشرقية قد دخلت الى المغرب منذ سنة 1963 بامر من المخزن حسب شهادة الأستاذ عبد الوهاب رفيقي لان المخزن كان يريد تأسيس ما يسمى بالدروس الحسنية الرمضانية فاستقطب قيادات من جماعة الاخوان المسلمين بمصر لتاطير هذه الدروس و المجتمع بعد ذلك في عقد السبعينات و الثمانينات و التسعينات الخ بهدف صناعة وعي ديني عام تقليدي ينطلق من المرجعية السلفية ببعدها الاخواني و الوهابي بعد سنة 1979 حيث ان المخزن كان يريد القضاء على المرجعية الامازيغية الإسلامية بصفة نهائية بعد ظهور بحث جامعي تاريخي حول الواح جزولة و التشريع الإسلامي للمرحوم امحمد العثماني و ظهور كتاب العمل السوسي للمرحوم عبد جسثيمي الخ من ثمار فقهاء اهل سوس المنخرطين في الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي ...
لكن بعد سنة 1983 لم نسمع باي بحث جامعي قام به فقيه سوسي او ريفي او من الاطلس المتوسط او من الجنوب الشرقي حول العرف الامازيغي و التشريع الإسلامي الى الان حسب علمي المتواضع في إشارة صريحة لتواجد تيارات الإسلام السياسي و تيارات القومية العربية داخل اسوار الجامعات المغربية منذ ذلك الحين حيث هذا مجرد راي قد يصيب او يخطئ .
ان حزب العدالة و التنمية قد خرج من رحم التيار الإسلامي الدخيل الى المغرب منذ سنة 1963 كما سبقت الإشارة الى ذلك أي ان حزب العدالة و التنمية عندما تاسس سنة 1996 وجد دعم من طرف المخزن باي شكل من اشكال و وجد دعم من نخبتنا الدينية الرسمية لان خطابه السياسي يحترم امارة المؤمنين و يشجع الشعار الخالد الا و هو العروبة و الإسلام أي لا وجود لشيء اسمه الامازيغية كلغة و كثقافة و كتاريخ في أوراق الحزب التأسيسية سنة 1996 بالرغم من وجود بحث جامعي يتيم حول الواح جزولة و التشريع الإسلامي قد كتبه المرحوم امحمد العثماني و هو في نفس الوقت والد الدكتور سعد الدين العثماني الموقر و بالرغم من صدور كتاب السيرة النبوية بالامازيغية في أوائل التسعينات ادا كانت ذاكرتي قوية حيث كتبه سيدي الحسين جهادي اباعمران الغني عن التعريف ......
ان سؤال مقالي هذا المتواضع الا و هو لو انطلق حزب العدالة و التنمية من المرجعية الامازيغية الإسلامية ماذا سيحدث في العهد الجديد و هو سؤال خيالي بعيد كل البعد عن الواقع الراهن لكنني سافترض ان هذا الاحتمال قد وقع فعلا منذ خطاب اجدير التاريخي ليوم 17 أكتوبر 2001 حيث سيعمل هذا الحزب ذو المرجعية الامازيغية الإسلامية على دعم ادماج الامازيغية في التعليم و في الاعلام و في الشأن الديني الرسمي باعتبارها هوية إسلامية للمغرب طيلة 14 قرن من التاريخ المشترك بين الامازيغية و الإسلام كما فعل حزب العدالة و التنمية في تركيا ذات النظام العلماني المتطرف منذ عهد كمال اتاتورك ...
و كما سيعمل هذا الحزب ذو المرجعية الامازيغية الإسلامية على احياء العرف الامازيغي من جديد و ادماجه في منظومة العدالة ببلادنا مادام المغرب منذ سنة 1956 الى الان يتحاكم الى القانون الوضعي الفرنسي باستثناء مسائل الزواج و الطلاق الخ من هذه المسائل الشرعية حيث ننتظر صدور مدونة الاسرة الجديدة في الشهور القادمة على كل حال..
ان هذا الاحتمال هو بعيد المنال لان حزب العدالة و التنمية قد ترك اثاره الواضحة للعيان ........
توقيع المهدي مالك
الفاعل الامازيغي و إشكاليات الشأن الديني الرسمي بالمغرب اية مقاربة تاريخية و سياسية ؟
الذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء المباركة اية دروس في الوطنية الخالصة ؟
من اقبر قيم الإسلام الإنسانية ؟
تكريم سيدي الحسين جهادي اباعمران باعتباره قامة عظيمة من قامات المغرب المعاصر
دعوة للتبرع
إختلافهم لعنة : لقد قرات كتبا كثيرة وكلما زادت قراءا تى زاد...
اسحاق والد يعقوب: أليس إسحاق ويعقو ب هما أبناء إبراه يم ...
ثلاثة أسئلة: ) السؤ ال الأول من الاست اذ محمد العود ات ...
التمائم: هل التما ئم من الشرك ؟...
الحيض وصلاة الخوف: أنا لا زلت متشكك ة فى رأيك فى أن الحيض لاقطع...
more