الجدل المثار من جراء صوت النداء للصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم.
*****
الجدل المثار من جراء صوت النداء للصلاة.
=====================
إنّ قضية النداء للصلاة، أي الأذان، كانت وما زالت مثيرة لجدل عنيف ومحموم بين المسلمين أنفسهم، ثم وبدرجة أكبر في حالة تواجد المسلمين في بلاد غربية معروفة بمسيحية أو بلا دينية أو علمانية وما إلى ذلك من نعوت.
فالمثال الظاهر في المدة الأخيرة هو في أوروبا وبفرنسا بالذات حيث أعداد المسلمين القاطنين يعدّ بالملايين، وقد يكون في تزايد. والظاهر أن ما زاد للطين بلة هو أن فرنسا مقبلة على انتخابات رئاسية، وأن مادة الاسلام ومسلمي فرنسا أصبحت مستثمرة من مختلف المرشحين لمختلف الأغراض.
فمن بين الفرنسيين من يعتبر بناء مساجد المسلمين هناك بمآذنها الناطحة للسحاب، والتي قد تتبعها ظاهرة فوهات مكبرات الصوت، وظاهرة تحويل الساحات والأرصفة إلى مصليات، منهم من يرى ذلك بعين غير راضية، ويعتبره مساسا أو دوسا مباشرا لقوانين الجهورية الفرنسية المتميزة بالعلمانية، أو يعتبر كل ذلك تجاوزا لحدود الحرية، وما إلى ذلك مما يراه خطيرا.
ونحن، عندما نكون منصفين ونرجع إلى تلك البلاد التي تعتبر مسلمة: ألا يكون هناك تضايق ما من هذه الظواهر أو المظاهر؟ وهي: ظواهر النداء للصلاة من خلال ستة أو ثمانية مكبرات الصوت في الأوقات الخمسة يوميا، انطلاقا من الفجر، بل حتى قبل الفجر بمدة ساعة إن لم تتجاوزها، بل في بعض البلدان كالمغرب الأقصى بحوالي ساعة قبل حلول وقت أذان الفجر في سرد أو تلاوة أدعية أو تسابيح ما، فارضين على الناس كل الناس تحمل تلك الأصوات تنطلق من حناجر المؤذنين المدعمة والمطورة، والمكبرة بدرجات تكون حتما تجاوزت عدة حدود.
ألا يكون من المعقول الاطلاع على ملخص عن حاسة السمع العجيبة التي خلقها الله سبحانه وتعالى؟ والملخص يقول ما يلي حرفيا : "الصوت هو حركة اهتزازية (موجبة) تنتقل عبر وسيط يكون عادة الهواء، لتصل إلى الأذن، (والديسيبل : (décibel وحدة لقياس شدة الصوت بالنسبة لقدراتنا البشرية على السماع، وتشكل مقياسا يستخدم لتقييم مخاطر تعرض الشخص للأذى نتيجة سماع صوت معين أو ضوضاء، ويشكل رقم 85 (ديسيبلا) على مقياس شدة الصوت عتبة يؤدي بلوغها أو تجاوزها إلى إصابة سامع الصوت بأضرار في الأذن، قد تكون دائمة، كما يمثل التلوث الضوضائي أيضا خطرا على الأذن والسمع،ويعرف هذا التلوث بأنه الضجيج المفرط الموجود في البيئة والذي يؤدي إلى أضرار صحية على البشر، مثل مشاكل السمع وزيادة مخاطر أمراض القلب، ومن الأمثلة على التلوث الضوضائي أصوات محركات الطائرات في المناطق القريبة من المطارات، وآليات منشآت البناء، وضجيج المصانع وأصوات حركة السيارات ووسائل النقل ف ي المدن المكتظة."(انهى الشرح).
حول السمع وقدرة استيعابه: وإنّ تناول هذا الموضوع الهام العجيب يذهب بنا إلى التفكر في وسائل التعذيب، ومنها الصوت المطلق الذي يتحول إلى صوت عذاب أو حتى إلى سوط عذاب، وهناك ا يسمى بالدروع الصوتية، يلجأ إليها العسكريون ورجال الشرطة لأنها تمكنهم من إضعاف المجرم أو العدو أو تفريق المظاهرات.
ومن جهة أخرى، لعل ما يشجع على المبالغة في التصويت بواسطة الآلات المكبرة للصوت إلى أقصى درجة، لعل السبب هو ذلك الحديث المنسوب إلى رسول الله عليه الصلاة والتسليم أن : "المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة"، مع الملاحظة أن ذلك الحديث إذا صحّ فقد يكون حتما يقصد صوت المؤذن الأصلي الذي لا يلحق أي إزعاج أو أي أذى بالأذن السامعة، وليس صوتا مستعارا أو حتى (مزورا) إن صح التعبير.
وأخيـــرا ومن يدري ؟ :
لعلّ تأملَ الآيتين التاليتين والتحديق فيهما سيكشف لنا مكنونا ما !? :
*)- الاية رقم 94 في سورة هود : (....وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ).
*)- الآية رقم: 19 في سورة لقمان: (.....وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ االحمير).
******
اجمالي القراءات
2373