أسامة قفيشة Ýí 2018-04-04
حول ما جاء في رحلتكم السياحية
بدايةً لا يسعني سوى تقديم التهاني للعروسين متمنياً لهما حياةً كريمةً سعيدة ,
أكتب هذا المقال رداً نقدياً تحليلياً لما أورده الدكتور منصور حول رحلته لأرض فلسطين و دولة إسرائيل , و لكن قبل البدء أود من توجيه لومي الشديد للدكتور منصور لكونه قد قدم إلى منطقتنا و لم يتواصل معنا و لم يجتمع بنا و كأننا غرباء لا نستحق استضافته و استقباله , و لو أنه فعل لوجد بيوتنا مفتوحةٌ له و لعائلته جمعاء , و لعملنا على راحته و لقدمنا له حسن الضيافة و كرم الاستقبال و حفاوة اللقاء و لكنه و من أسف قد آثر الاتصال بالطرف الآخر و التنسيق معه .
ها أنا أكتب اليوم و الفلسطينيون ممنوعون من زيارة أقاربهم في الداخل المحتل عام 48 أو الوصول إليهم لمدة أسبوعٍ من الإغلاق الأمني بسبب الأعياد اليهودية , كما يمنع العمال الفلسطينيين من الدخول أيضا و التجار كذلك الأمر و كل الأمور الحياتية و التجارية معلقه الآن حتى تسمح إسرائيل لهم مجدداً برفعها ما يسمى بالطوق الأمني , مع التنويه هنا بأن الفلسطيني لا يستطيع الدخول سوى بتصريح خاص تمنحه إسرائيل لعدد محدد من الفلسطينيين .
أكتب هذا المقال لأضع جميع رواد هذا الموقع في طبيعة الوضع القائم و حقيقته كي تتضح الصورة , مع يقيني الثابت و الراسخ بأن الحقيقة كما الشمس ساطعةٌ أمام أعين الجميع و لا يمكن حجبها أو زعزعة ركائزها بجرة قلم أو برحلةٍ قصيرةٍ خاطفه .
اكتب هذا المقال و كلي أمل برحابة صدر الدكتور منصور و تقبله لهذا النقد و التحليل لما أورده في مقالاته الأخيرة , و هنا سوف آخذ بحسن النية بأن الدكتور منصور يجهل طبيعة فلسطين و غير ملمٍ بواقعها و كتب ما كتب دون أن يحمل نفسه عناء البحث و الاستقصاء , مع بيان الرفض التام لتلك الشهادة التي أدلى بها كونها شهادةٌ مبتورةٌ و لا يؤخذ بها عند أدنى الحكام و المحققين و ذلك لعدة أسباب و منها :
لا يمكن اعتماد شهادة شخص لم يعايش الواقع إلا لبضع ساعات من خلال زيارةٍ سياحيةٍ خاطفه و لمكان لا يعرف حيثياته و ثناياه و تفاصيله الدقيقة , فعلى سبيل المثال لو ذهبت أنا اليوم إلى اليابان و تجولت بها و بمدنها الجميلة فأنا حتماً سأقول مندهشاً بأنه لا يمكنني التصديق بأن هذا البلد قد تعرض في يومٍ من الأيام لقنابل أمريكا النووية ! و سيتم اعتبار دهشتي بأنها تجافي الحقيقة و الألم العظيم الذي اختزله أهل هيروشيما و ناجازاكي بين ضلوعهم و تصبح شهادتي بلا معنى و لا محل لها من الإعراب .
لا يمكن لشاهدٍ بهكذا قضية بأن يشهد بالحق معتمداً على ما رأته عيناه في مناطق محدده و ضارباً بعرض الحائط كل التقارير الدولية و المنظمات الحقوقية و لجان التحقيق و الاستقصاء و المراقبة و غير آبهٍ بما يقوله المحققون الدوليون و ما يسجله الصحفيون بالصوت و الصورة كل يوم , و يعتمد في شهادته فقط على ما رأته عيناه خلال زيارته السياحية الترفيهية .
يتوجب على كل شاهدٍ يريد الشهادة بأن يأخذ بكل الدلائل و الإثباتات التي تخوله للشهادة , فزيارتك للمنطقة و عدم درايتك بخباياها لا تعطيك الحق بأن تكون شاهداً على معاناتها ما لم تستطع الوصول لترى بعينك ما لم تكن تنوي رؤيته , فقد كان بإمكانك الاتصال بي شخصياً كي أصطحبك لتلك المناطق و ترى بأم عينك حقيقة كل ما أوردته في مقالي ( حواجز القهر ) , و لكن لم يفت الأوان بعد , حيث بإمكانك الآن الدخول على محركات البحث و ترى بعينك بالصوت و الصورة كل تلك التقارير التي تم تسجيلها و توثيقها من قبل محققين عرب و أجانب و حتى يهود إسرائيليين لم يمنعهم انتماؤهم من قول الحقيقة و انحازوا إلى إنسانيتهم حيث قاموا برصد و توثيق كل ما أوردته في مقالي عن تلك الحواجز و المعوقات .
أريد أن أسألك هنا حول قولك بأنك قد صدقت قولي في مقال ( حواجز القهر ) حين كتبته سابقاً , و أنت الآن و بعد زيارتك السياحية الخاطفة تحاول تكذيب ما جاء به من بيانات معتمداً على عينك فقط و ما شاهدته خلال زيارتك القصيرة و هي المرة الأولى التي تزور بها المنطقة حسب قولك , و سؤالي حول ما قلته في مقال ( حواجز القهر ) , فما هو الشيء الذي اكتشفت بأنه غير صحيح و غير صادق أو حتى فيه نوعٌ من المواربة أو المبالغة ؟
و للتذكير فيما جاء به المقال , فهو قد تحدث عن الحواجز بأنواعها و وظائفها و بيّن ما يقصد بها و أماكن تواجدها , و حسب مسير رحلتك التي قمت بها يتحتم عليك مشاهدة جدار الفصل العنصري و بواباته , كما يحتم عليك مشاهدة تلك البوابات اللولبية و البوابات الإلكترونية و طوابير الناس أمامها و المستوطنات اليهودية التي باتت تلتف حول المدن الفلسطينية و تفصلها جغرافياً عن بعضها .
كما أن رحلتكم كانت رحلةً سياحيةً لا رحلةً من أجل البحث و الاستكشاف و التحقق و الاستقصاء , لأنه يتوجب على الباحث حين ينوي البحث بالأخذ بكل زوايا و أركان البحث و نقاطه , و يكون على دراية بحيثياته و علية أن يستقصي كل المعلومات و يسير خلفها لا أن يعتمد على ما رأته عينه في منطقه جغرافية محدده و في مكانٍ معين .
حول مقالكم الأول :
بالنسبة لصديقك اليهودي تشارلز جيكوب , هذا الصديق بلا أدنى شك بعيداً عن دينه كونه يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً فهو حتماً صهيوأمريكي مخضرم لأنه قد سعد و فرح حين أخبرته بأنك ذاهبٌ لإسرائيل ( دولته الروحية ) , و بما أنه قد أخذ صور جوازات سفركم و صور تذاكر الطيران لرحلتكم و موعد وصولكم فإنه حتماً قد عمل تنسيقاً و توصيةً لزيارتكم و تسهيل أموركم , و هذا التنسيق يفعله أيضاً جميع الساسة الفلسطينيين و أصحاب النفوذ في تنقلاتهم و جولاتهم يعني ( في آي بي ) , و هنا لا يسعني سوى أن أشكر تشارلز جيكوب على ما قدمه لتسهيل رحلتكم و تسيير أموركم , أما بالنسبة للناس الغلابة فكان الله في عونهم .
بالنسبة للمعلومات التي أوردتها في مقالي ( حواجز القهر ) و التي تتحدث عن حجم المعاناة فهي ليست معلومات خاطئة يا دكتور منصور , لأن تلك المعاناة و الألم هو فقط مخصص للفلسطينيين وحدهم و لا يشعر به غيرهم من الأجانب أو السائحين الوافدين لزيارة البلد , فأنا حين تحدثت في مقال ( حواجز القهر ) كنت أتحدث فقط عن معاناة الفلسطيني دون سواه و لم أتطرق أبداً لطبيعة الإجراءات المتخذة بحق غير الفلسطينيين ! و ما كنت أقصده بالفلسطينيين فهم أهل المناطق المحتلة عام 1967 فقط , أي حملة الهوية الفلسطينية و الجواز السفر الفلسطيني .
حول مقالكم الثاني :
جميلةٌ جداً تلك اللقاءات مع الطرف الآخر و تبادل أطراف الحديث و مناقشة الأفكار , فيا حبذا لو فعلت نفس الأمر في الطرف الفلسطيني و قمت بزيارة مراكز البحث و الدراسات و الجامعات و المعاهد الفلسطينية !
و بالنسبة للطائفة الأحمدية فلها ما لها و عليها ما عليها و لا مكان للحديث عنها في هذا المقام , و لكن أقول لشيخهم بأنه لا يوجد تهديد على حياته بالمطلق من قبل الفلسطينيين , فلو كان هدفاً لهم لوصلوا له منذ زمنٍ بعيد فهو يعيش بينهم في الداخل , فضلاً عن أني لا أصدق بأن شيخهم قد قال هذا الأمر , و لكن على كل حال فهم لا يتجاوزون عدد الأصابع و هذا لا يمكنهم من الاحتفاظ بلقب طائفة في هذه البلاد كالطائفة الدرزية أو البهائية أو الطوائف المسيحية على سبيل المثال .
حول مقالكم الثالث :
كما قلت مسبقاً حول تلك الحواجز و نقاط التفتيش فهي هاجس مقلق و خطر محدق للفلسطيني فقط أما لك يا دكتور منصور و لكل الأجانب الوافدين و لجميع حاملي الهوية الإسرائيلية من عرب 48 فلا مشكلة لهم و لا يعانون من تلك الحواجز فهم يعبرونها كما اليهود تماماً في مسالك خاصة بهم لا يجوز و لا يسمح للفلسطيني حامل الهوية الفلسطينية من أن يسلك تلك المسالك .
بالنسبة لتجربتك في اجتياز الحاجز للدخول إلى مدينة القدس في قدومك من مدينة نابلس فهذا الأمر لا يعني سهولة عبوره للفلسطيني , فأنت تستطيع اجتيازه بدون معاناة و هذا أمرٌ طبيعي كونك سائح و لست مواطناً مثلنا نحن , ناهيك بأنك تملك سيارة سياحية لشركة إسرائيلية تحمل لوحةً إسرائيلية , و السيارات التي تحمل لوحةً إسرائيلية فلها مسلك خاص بها كي لا تعاني ما يجب على الفلسطيني من معاناته , و هنا يجب التعريف للقارئ الكريم بأن الفلسطيني مثلي أنا لا يمكنه من عبور المسلك الذي سلكته حضرتك بسيارتك و لا يجوز لي أصلاً من عبوره راكباً بأي سيارة كانت , بل يتوجب على الفلسطيني من الترجل و العبور مشياً على الإقدام ليلاقي مصيره الذي تم إعداده له بشكلٍ خاص هذا إن تمكن من الحصول على تصريح يخوله دخول مدينة القدس , و أما عن الفتاة التي كانت في العشرينات من عمرها و التي حولت بصرها عنكم أي تفضلوا بسلام , فنحن الفلسطينيون المواطنون لا نعبر الطريق الذي كانت تقف عليه .
و كونك لم تذكر في مقالك اسم المعبر الذي عبرت منه لمدينة القدس فيتوجب التنويه بأن بعض المعابر المؤدية للقدس أو لداخل المناطق المحتلة عام 48 بأنه لا يجوز و لا يسمح للفلسطيني الدخول منها تحت أي ظرفٍ من الظروف .
فعن أي تجربةٍ تتحدث يا دكتور منصور و عن أي شهادةٍ تقدمها للقارئ الكريم حتى تقول بكل إصرار و ثقة بأن موضوع التعسف في نقاط التفتيش و الحواجز قد ثبت كذبها !!
أما في موضوع دخولكم بالخطأ بسيارتكم الإسرائيلية التي تستقلونها لتجدوا أنفسكم في مدخل مستوطنةٍ إسرائيلية و خروج حارس الأمن للحديث معكم و ابتسامته في وجهكم و القول لكم بأنكم قد ضللتم الطريق و قام بإرشادكم فاحمد الله جل و علا بأنك كنت تستقل سيارةً إسرائيلية ذات لوحةٍ سياحية , فلو كنت تستقل سيارة ذات لوحةٍ فلسطينية لكان الأمر مختلفاً , ففي مثل هذه الحالات يسارع الأمن بإشهار سلاحه في وجه من ضل الطريق تحسباً من انه ينوي تنفيذ عملية ضدهم , و ربما يطلقون النار عليه و يردونه قتيلاً أو مصاباً , و في أحسن الظروف يتم توقيف من في السيارة و تركيعهم على الأرض و تفتيشهم بشكلٍ دقيق و نبش سيارتهم و حقائبهم و التدقيق في هوياتهم و فحصها لدى الجهات الأمنية و المخابرات فإن ثبت حسن نواياهم و بأنهم فعلاً قد ضلوا الطريق و ليسوا متعمدين يتم الإفراج عنهم بعد أن يكونوا قد فقدوا عزيمتهم و عاشوا لحظاتٍ عصيبة من الخوف و الإذلال و الترقب و ضياع الوقت .
أما بالنسبة لحديثك عن مدينة نابلس فهي فعلاً جميله و رائعة و أوافقك الرأي بأنها تفتقر للنظام شأن جميع المدن العربية و بالأخص المدن القديمة فما بالك بمدينة نابلس و تاريخها القديم , و فعلاً هناك تقصير نوعاً ما في الخدمات و البنية التحتية و الطرقات و الأرصفة , و هناك إهمالٌ واضح للبلدة الأثرية القديمة فيها , و لا أعلم إن كنت قد تجولت بها أم آثرت التجوال في جبالها الشاهقة و بين قصورها ,
مدينة نابلس بلا شك هي من أرخص المدن الفلسطينية بعد غزة , و أغلا المدن هي مدينة رام الله بعد القدس طبعاً , حيث أن تكاليف الحياة بها يوازي أو يفوق أمريكا في جميع النواحي .
يبدو لي بأنك يا دكتور منصور لم تقم بزيارة إخواننا اليهود الفلسطينيين المتواجدين في مدينة نابلس على جبل جيرزيم ! فهم ليسوا بعيدين عن منطقة تجوالك , ليتك تكون قد زرتهم و تعرفت بشكلٍ مباشر على معتقداتهم و عاداتهم و إرثهم التاريخي , و للعلم فهم يقولون بأنهم يمتلكون التوراة القديمة ألا و هم السامريون و هم أيضاً يرفضون دولة إسرائيل و يرفضون قيامها و ادعاءاتها التي يعتبرونها كذبه دينية و كذبٌ باسم الدين و استغلالاً له .
لا أنكر عليك استئجارك لأحد القصور فيها و الاستمتاع برحلتك السياحة , و لكن ألوم على كل باحث يريد أن يدلي بدلوه و يقدم شهادته البحثية على واقع حياة مدينة من المدن و لا يتوجه لمشاهدة الوجه الآخر لتلك المدينة , فيا ليتك نزلت عن تلك الجبال العالية و تركت خلفك تلك القصور و توجهت نحو الشرق لترى بعينك و تنظر إلى واقع حياة مختلف عما عايشته و عما شاهدته , لتجد هنالك ما يفوق عن 41000 نسمة من اللاجئين الفلسطينيين يقبعون في مخيم بلاطة منذ أكثر من 68 عاماً يحلمون كل يوم بالعودة إلى منازلهم و قراهم و حقولهم التي اخرجوا منها بسبب العدوان الإسرائيلي , و لشاهدت بعينك سوء معيشتهم و ما يعانوه في كل دقيقة .
أما بالنسبة لخروجك من مطار اللد الذي أصبح اسمه مطار بن جوريون بعد أن سيطرت عليه إسرائيل فطبعاً ستخرج منه بكل يسر و ترحيب كونك سائح من الدرجة الأولى , أما نحن الفلسطينيون الغلابة فلا نستطيع السفر من هذا المطار أصلاً , فكل فلسطيني غلبان على أمره إن دعته الحاجة للسفر فعليه بالسفر براً إلى الأردن ثم يستخدم أحد المطارات الأردنية و يسافر عبرها لوجهته التي يريدها .
حول مقالكم الرابع و الخامس :
بالنسبة للعرب الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي المحتلة عام 1948 و يحملون الجنسية الإسرائيلية الآن لا يستطيعون ترك إسرائيل و القدوم إلى المناطق المحتلة عام 1967 , و ذلك بسبب حرصهم على التواجد الديموغرافي في تلك الدولة ناهيك عن كونهم لا يستطيعون الحصول على الجنسية الفلسطينية حرصاً على استمرار تواجدهم في الداخل ,
كما أنه يتواجد عدد كبير منهم في المناطق المحتلة عام 1967 و يقيمون و يعملون فيها و لديهم بيوت فيها , و في نفس الوقت يتوجب عليهم من الاحتفاظ ببيوتهم في الأراضي المحتلة عام 1948 كي يحفظوا حقهم في الإبقاء على جنسياتهم و تواجدهم في أماكنهم الأصلية لأن إسرائيل تحاول بكل جهد سحب جنسياتهم كي تخرجهم من دولتها لأنهم غير مرغوب فيهم كونهم عرب فلسطينيين و هذا هو السبب الحقيقي لعدم تركهم لجنسيتهم الإسرائيلية التي يحملونها اليوم و ليس بسبب تنعمهم بالعدل و المساواة فهم يعاملون في إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية .
كما أوافقك على نصحك و تحذيراتك لإسرائيل لأنها لا تخلوا من الصواب و لكن لا أعتقد من تلك الحكومة المتطرفة من إدراك هذه التحذيرات لأن عجرفتها و تغطرسها قد أعمى بصيرتها ناهيك عن الدعم الأمريكي الخسيس لها و تأيده لما تقدم عليه من تعقيدٍ للأمور و تأزيمٍ للموقف و دفعه نحو الانفجار .
أما بما يتعلق بمن صاحب الحق في تلك الديار الفلسطينية فهو بدون شك الشعب الفلسطيني بكل ألوانه و أطيافه و دياناته و معتقداته و طوائفه و مذاهبه دون هيمنة للوافدين من خلف البحار .
فلا حق للوافد المحتل الصهيوني من أن يفرض هيمنته بفعل ما يمتلك من قوة و نفوذ و دهاء على أهل البلاد الأصليين ,
هنا يجب التنويه و التحذير من بعض المفاهيم , و سأقتبس هنا كلاماً لأحد الأساتذة الكبار , ما يحكم إسرائيل هي الصهيونية و اليمين الأمريكي المتطرف , و تلك المنظمة العالمية ليست بشعب , لأن الشعب هو العنصر الأساس للدولة أما اليهود فهم طائفة دينية كسائر الطوائف الدينية الأخرى و ليسوا بشعب مستقل بحد ذاته , فمنهم العراقي و منهم اليمني و منهم المصري و منهم السوري و منهم الروسي و منهم الفرنسي و منهم الفلسطيني و هكذا ... فكل واحدٍ منهم يعد عنصراً أساسياً من شعب دولته ,
و من يعتبر بأن هناك شعباً يهودياً فهو إما جاهل أو خبيث , فلو اعتبرنا اليهود شعباً في أرض فلسطين فهذا يدفعنا للقول بأنه لا مكان للشعب الفلسطيني على أرض فلسطين , فالشعب الفلسطيني يشمل كما قلنا الجميع من مسلمين و مسيحيين و يهود و دروز و أرمن و شركس و كلاً بجميع طوائفه و مذاهبه ,
فلا يمكن لطائفةٍ أو ديانةٍ لوحدها من أن تصبح هي الشعب , فالأمر ليس اختيارياً , فلو صرخت أمريكا لمئة عامٍ قادمة بأن اليهود شعباً فهذا غير جائزٍ من الناحية التاريخية و الأخلاقية .
و إسرائيل ما هي إلا مستعمرة صهيونية أمريكية فلا عجب إن وجدت طرقاتها تتشابه مع الطرقات في أمريكا , و يجب التعامل معها على هذا الأساس لأنها تقوم على قومية يهودية و تطالب العالم للاعتراف بقوميتها اليهودية , و بالمناسبة فالشيعة هم طائفة و ليسوا شعباً و السنيون و المسيحيون هم كذلك , فلا يصح القول بأن هناك شعباً شيعياً أو شعباً سنياً أو شعباً مسيحياً , لذا لا يجوز القول بأنه يوجد شعباً اسمه الشعب اليهودي لأنه هذا سيكون واحداً من اثنتين , إما جهلاً سياسياً ديموغرافياً كبيراً أو تحطيماً للشعب الفلسطيني خدمةً للصهيوأمريكية .
فلسطين ستبقى و الشعب الفلسطيني بكل طوائفه و مكوناته باقٍ و اليهود سيبقون جزءاً من هذا النسيج أما إسرائيل و الصهيونية فهي إلى زوال في يومٍ من الأيام و لكنكم تستعجلون و تجهلون , لأن الظلم ظلامٌ دامس و الحق كما نور الفجر حتماً سيأتي و ينتصر .
أما بالنسبة لمشروع الدولة الفلسطينية الذي بموجبه تم الاعتراف بالدولة الإسرائيلية فهو لم يكتمل و تم وئده حين قتل اليهود رئيس دولتهم إسحاق رابين رفضاً منهم إقامة تلك الدولة و استولى على مراكز صنع القرار يمينهم المتطرف إلى يومنا هذا .
ملعون هذا المستبد العربي و ملعونةٌ هي إسرائيل في استبدادها و هيمنتها و ظلمها للفلسطينيين الغلابة .
أكتب هذا إيماناً مني و تصديقاً لشعار هذا الموقع بأن المبدأ الذي نسير علية هو بأن ما نكتبه هو وجهات نظر تحتاج للنقد و التصويب .
هذا ما لدي و الله على ما أقول شهيد
و لن أصفق ما حييت لأي ظالمٍ مهما كان و مهما علا في الأرض فساد
و سأنحاز دوماً للمغلوب على أمرهم و لكل المستضعفين حتى و إن كانوا لا دين لهم
بعد استيعاب ما جاء فى هذا المقال الكاشف وبعد قراءة التعليق الأخير للأخ بن ليفانت أعتقد أنه على الأخ الحبيب د صبحى أن يراجع نفسه لأن هذا المنحى الذى نحاه تسبب فى إيلام قلوب كثيرة تحبه وتتخذه مثلا وقدوة . تقول يا أخى بضرورة تنازل كل من الطرفين عن بعض حقوقه حتى يحدث التلاقى سبحن الله وهل بقى للعرب ما يتنازلون عنه بعد اتفاق أوسلو ؟ألم يعترفو بإسرائيل كدولة ذات سيادة ورضوا بأن يكونوا هم- أصحاب الأرض- كيانا هلاميا بلا جيش ولاسيادة ولاهوية إلا من خلال الإسرائيلى ؟ألم يضمنوا حماية الحدود بينهم وبين الكيان الغاصب ؟ ألم يتعهدوا بتسليم أى شخص لديهم تطلبه إسرائيل سواء كان مقاوما أو عميلا أوحتى إنسانا مسالما دون التزام إسرائيل بالمعاملة بالمثل؟ ثم أريد منك يا أخى أن تطلب من هؤلاء الملائكة الذين استقبلوك خريطة نهائية لدولتهم يعترف بها الجميع وأراهنك على أنهم لن يعطوك إياها أتدر لم؟ لأن دولتهم مازال أمامها مجال فسيح للمزيد والمزيد من التوسع .ولاحول ولا قوة إلا بالله العظيم.
واحشنا أخي أسامة حفظكم الله جل و علا .. عساكم بخير و بصحة و عافية .
رائعة كالعادة مقالاتك و أعتقد أن عبارتك : ( ملعون هذا المستبد العربي و ملعونةٌ هي إسرائيل في استبدادها و هيمنتها و ظلمها للفلسطينيين الغلابة ) تنسجم تماما مع مقالات ( رحلة الدكتور أحمد ) .
من يدقق في طبيعة رحلة الدكتور أحمد و الكم البسيط من المواقف التي تعرض لها يدرك أن مقالاته عن الرحلة كانت شفافة لأبعد الحدود و رؤيتة عطفا على الرحلة منسجمة تماما .
ليس المطلوب من الدكتور أحمد تقييم الوضع الراهن سياسيا و إجتماعيا و رصد المعاناة اليومية التي تلمسها و تشعر بها و تتذوق مرارتها - حفظك الله و سلمك من ظلمهم و قهرهم و طغيانهم - يكفيه فخرا الدكتور أحمد ان يقدم رأيا - قرانيا - قد يأتي من ياخذ به و لو بعد حين .
لا أجد تعارضا في مقالك عطفا على طبيعة الرحلة ... المهم أخي أسامة إستمرارك في الموقع و أن لا يكون لإختلاف الرأي سببا في المفارقة .. بكم نسمو فكريا و ننفض غبار الجهل و التخلف .. نعم لإختلاف الآراء و نعم للرأي و الرأي الآخر فنحن في مدرسة العقول و إن لم تتفق !
بالتأكيد هناك معاناة للفلسطينين فى ارضهم سواء من القيود الإسرائيلية المشفوعة بالدواعى والنواحى الأمنية ، أومن الساسة والقادة الفلسطينيين المُتاجرين بالدم والأمن والحُلم الفلسطينى فى قيام دولتهم المُستقلة على ارضهم وعلى الأقل على حدود 67 .. او كدولة واحدة ووطن واحد للفلسطينيين واليهود (كما أتمنى انا وادعو إلى هذا ) ....
وإذا كانت مقالات استاذنا الدكتور منصور قد أغضبت بعض القراء الأعزاء (من اهل القرآن ،او من خارجهم )) فهى فى النهاية فعلا وحق وصدقا لإنهاء معاناة الفلسطينيين ولحقن دمائهم ودماء الأبرياء اليهود ايضا ،ولتوفير الجُهد والطاقة والوقت لإستغلالهم فى معركة السلام فهى اشرس من معركة الحرب ،وللإصلاح ولبناء الدولة أو الدولتين على مفاهيم سلمية جديدة مبنية على حُرية الفكر والعبادة والسلام الدائم بين البلدين أو (البلد والوطن الواحد ))... فلنأخذ إيجابيات المقالات التى أتُفق عليها من الجميع ونبنى عليها بدلا من محاولات التشكيك فى صدق النوايا والميل لطرف على حساب طرف آخر لأنه غير موجود فى الأساس .
.حفظ الله كُل المُسالمين ودعاة الحق والإصلاح والسلام فى كل مكان فى الشرق و فى الغرب .
اسرائيل لا تفهم الا القوة اما السلام في مفاهيمها فهو الاستسلام التام و القبول بشروطها. وسوف يتحقق الوعد الالهي لا محالة. الحق لا يسقط بالتقادم طالما أن وراءه مطالب هو صاحب ذلك الحق الذين أخرجوا من ديارهم و أرضهم ظلما و عدوانا و ان الله على نصرهم لقدير.
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
مودة بالأوثان: ما معنى أوثان ا في قوله تعالى {وَقَ لَ ...
ثلاثة أسئلة: البخ يل وأنا أحد أصحاب ى من أثريا ء بلدنا...
الغراب وابن آدم : فى قصة ابنى آدم الذى قتل أحدهم ا أخاه فأرسل...
وهنا على وهن : ما هو الوهن في قول الله سبحان ه وتعال ى (...
تطور اللغة العربية : هل هناك أي دراسا ت أو أبحاث قام بها علماء...
more
قلتُ رأيى ، وقال الاستاذ أسامه قفيشة رأيه .
ولست فلسطينيا ، وأنا أريد السلام والأمان فى المنطقة ، واقدم نصيحة للطرفين بناء على ما لمسته فى زيارة قصيرة خاطفة . وما قلته هو لانهاء المعاناة التى يتحدث عنها الاستاذ قفيشة . وفى المفاوضات السياسية لا يأخذ طرف واحد كل شىء ، بل لا بد من إرضاء هذا وذاك ، وأن يتنازل هذا عن شىء مقابل تنازل الآخر عن شىء . والعرب لم يعرفوا سوى إما كل شىء ، وإما لاشىء، وبهذه العقلية العربية تسعد إسرائيل ، وبها توسعت من عام 1947 الى وقتنا هذا .
أعتقد اننى قمت بواجبى . ولا أملك فرض وجهة نظرى على أحد . فمنذ أن بدات طريق الاصلاح وأنا متمسك بأننى : لا افرض نفسى على أحد ، ولا أفرض فكرى وأيى على أحد ، ولا أطلب أجرا من أحد ، ولا أزعم الحقيقة المطلقة ، وأغفر لمن يتطاول علىّ بالسبّ والشتم.
قمت بواجبى وقلت وجهة نظرى ، وأدخل فى موضوعات أخرى ، كالعادة .
والسلام.