آحمد صبحي منصور Ýí 2016-07-19
مقدمة
طلب الاعلامى ( الشاب وقتها ) حافظ هريدى أن أكتب له تعريفات فى بعض المصطلحات الشائعة فى أواخر القرن العشرين ، كان يريد أن يقدمها ضمن إعداده برنامجا فى التليفزيون المصرى .كان حافظ هريدى من رواد ( رواق ابن خلدون ) الذى كنت أديره . كتبت له رأيى فى صورة مبسطة . ولم ير برنامجه النور . كان هذا فى عصر مبارك وصفوت الشريف . عثرت فى أوراقى القديمة على هذه التعريفات ، ورأيتها صالحة للنشر . وأنشر هنا الجزء الثانى منها :
الأصولية : ـــ
هناك أصوليات شتى: أصوليات دينية وأصوليات ماركسية وأصوليات وفدية ( حزب الوفد ).وناصرية وعلمانية. الأصولية هي التمسك بقشور الماضي ومحاولة فرضه على الحاضر والمستقبل.
ــ الـتـمــــرد :ـــ
هناك تمرد فكرى بالخروج على المألوف الثقافى أوالركود الثقافى والدينى وما وجدنا عليه آباءنا . وهو ضرورى ومطلوب . وهناك تمرد حركى سلمى طلبا لإقامة القسط والعدل بالمظاهرات والاعتصامات، وهذا إصلاح مطلوب . التمرد المسلح للوصول للحكم ــ كما يفعل الارهابيون ــ هو فساد في الأرض.
ــ الاغـتـراب :ـــ
1 ـ هناك اغتراب فكري مؤلم يعيشه المفكر الذي يسبق عصره ويحاول إصلاح عصره. وهناك إغتراب فردى يشعر به الانسان الحُرُّ فى نظام حكم مستبد يقهر الشعب ، ولا يحسُّ بهذا القهر إلا الأحرار أصحاب الوعى .
2 ـ وهناك اغتراب بأثر رجعي يعيشه المجتمع الذي تسيطر عليه الأفكار التراثية ، ويتخلف عن ركب الحضارة الإنسانية ، وهذا ما نخشى منه على مصر.
ــ الوطـن :ـــ
ليس مجرد الأرض والمكان بل هو مجموع الأفراد أو القوم الذين يعيشون على أرض واحدة داخل دولة واحدة مهما اختلفوا ، يقول تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ). أي ان فرعون حين حكم مصر استضعف بني إسرائيل ، وهم طائفة من أهلها ، أي من مصر ، أي أن القرآن جعل بني إسرائيل وهم أقلية حينئذ مصريين طالما يعيشون في نفس الوطن.
الوطن باعتباره البشر يتقسّم بالمساواة المطلقة على جميع الافراد فى هذا الوطن ، بغض النظر عن اللون والدين والمذهب والغنى والفقر والذكورة والأنوثة .
ــ مـصـــر : ـــ
هي البلد الوحيد الذي ذكره القرآن أربع مرات ، في القصص عن الأنبياء السابقين ، ولايزال موجوداً بنفس الخصائص تقريباً . وهي البلد الوحيد الذي يعني في القرآن معنيين ، معنى الوطن مصر ،ومعنى المصر أي المدينة المتحضرة.
ومصر في مدلولها السياسي أقدم دولة في العالم ، وهى بموقعها وبموضعها وعدد سكانها وتاريخها السياسى المؤثر حولها أكبر قوة إقليمية في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم العربي . إذا ضعفت يضعف بها العالم العربي وإذا قويت يقوى بها العرب.
الاستبداد المصرى العريق يجعل مصر متجسدة فى شخصية المستبد . إذا كان المستبد قويا قويت به مصر وصعدت بالمنطقة معها . وإذا كان المستبد المصرى ضعيفا ضعفت به مصر وهبطت بالمنطقة معها . ففى ضعف مصر يتقدم لقيادة المنطقة من ليسوا مؤهلين للقيادة فيحل الخراب ، إذ تتدخل قوى خارجية لملء الفراغ طبقا لمصلحتها فتنتشر الحروب والفتن .
ــ الـطــمــوح :ـــ
صفة أساسية للرقي والتقدم شريطة أن ترتبط بالتقوى أو مراعاة الضمير ، وإلا تحولت إلى فساد وإفساد ..
ــ الجنـس : ـــ
الحيوان يمارس الجنس لمجرد حفظ النوع .أما الإنسان فيمارس الجنس للاستمتاع ولحفظ النوع . ومن هنا حرصت الرسالات السماوية والتشريعات الوضعية على توضيح الفارق بين الجنس الحلال ـ أي الزواج ـ والجنس الحرام أي خارج الزواج. وهذا لضبط العلاقات البشرية وما يترتب عليها من أنساب وميراث .
صراع الأجيال :ـــ
يكون صراع الأجيال صحيا وصحيحا إذا كان جيل الأبناء أكثر تقدمية ونزوعاً للمستقبل من جيل الآباء، مع الحرص على الأصالة وتطويرها بما يناسب العصر. ويكون صراع الأجيال مخجلاً حين يتحول الشباب الواعد إلى قوة تريد الرجوع للوراء وعبادة السلف والانكفاء على الماضي كما يحدث فى مصر الآن . فهناك فارق بين جيل الآباء الذين عاشوا عصر عبد الناصر وجيل الأبناء اليوم ، يكفى إسترجاع الزى ..وحفلات ام كلثوم ..
ــ الغـزو الثـفـافـي:ــــ
هذا هو تعبير السلفيين الذين يدعون للعودة للماضى عجزا عن التفاعل مع الحضارة الراهنة . هم الذين يغزون بوهابيتهم الجاليات المسلمة فى الغرب ثم يتصورون الغرب يفرض عليهم غزوا فكريا . الغرب مشغول بإختراعاته ولا يهتم بترجمة إبداعاته الى اللغة العربية أو الفارسية أو الأردية .
الحـضــارة الغربية وصراع الحضارات:ـــ
( الحضارة الغربية ) تعبير خاطيء علمياً لأن الحضارة الإنسانية الحالية ليست صناعة غربية ، بل هي تراكم حضاري بدأ في مصر والعراق ثم انتقل لليونان ثم للرومان ، ثم للعرب ، ثم لأوروبا ، وأسهمت في النهضة الأوروبية الحديثة أبناء آسيا في القرن العشرين.
وحتى مع وجود خصائص حضارية إقليمية داخل هذه الحضارية الإنسانية نجده في الفوارق بين مجتمعات الشرق والغرب ، إلا أن هذه الخصائص لا تتصارع وإنما تتحاور . فإذا تصارعت لم تصبح حضارات ، بل تتقـزم إلى حركات تدمير للحضارة.
ـ العولمة : ـــ
هي القرية الكونية التي دخلتها البشرية فى هذا القرن العشرين ، وفيها زالت الحواجز والسدود والخصوصيات ، ويتعين على الإنسان أن يستخلص ثقافة يوازن فيها بين الأصالة والمعاصرة.
الغرب والشرق :ـــ
في بداية التاريخ بدا الصراع بين الغرب (مصر) والشرق ( الحيثيين) وفي العصور الوسطى إنتقل الصراع بين الغرب (اليونان) والشرق (فارس) ثم بين الرومان وفارس ، ثم بين الروم والمسلمين . وفي العصور الحديثة انتقل الصراع بين إنجلتره وروسيا ، ثم بين أمريكا والاتحاد السوفيتي . وربما بعد انتهاء النظام العالمي الجديد يحتدم الصراع بين أمريكا والصين . فالصراع مستمر في العالم بين الغرب والشرق.
هذا عن الصراع الحربى ، والذى تعززه مقولة ( الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيان ) . ولكن هناك علاقات مختلفة ليست صراعا بل هى تنافس حضارى فى المخترعات والاكتشافات نراها بين دول العالم المتقدمة من روسيا وأمريكا وأوربا واليابان . هذا هو المطلوب والذى ننتظر تطويره فى القرن القادم أملا فى مستقبل أفضل للبشرية .
ــ الاسـتـشــراق :ــــ
حين نهض الغرب في حركة النهضة أخذ عن العرب علومهم ، وهنا بدأ الاستشراق مرتبطا بالتوسع والاستعمار ، ولكن ما لبث الاستشراق أن أسهم في صحوة العرب والمسلمين .
ــ التـقـدم : ـــ
المنهج اليوناني في البحث في الطبيعة قام على الفلسفة النظرية دون تجارب علمية فجعل العالم يتجمد طيلة العصور الوسطى إلى أن نهضت أوروبا بالمنهج التجريبي وارتبط ذلك بالكشوف الجغرافية . ومن ذلك الوقت والبشرية في تقدم كان يقاس باليوم فأصبح يقاس بالثانية .
من أسف أن القرآن الكريم سبق الغرب فى الدعوة الى تقرير المنهج العلمى التجريبى وفى الدعوة الى السير فى الأرض .
ومن أسف أننا نتقدم الى الخلف ، الغرب وصل الى القمر ، وفقهاء السلفية مشغولون بالحجاب والنقاب وفقه المرحاض والنصف الأسفل من الرجل والمرأة.
ـــ الحداثة والأصالة :ــ
المجتمعات التراثية مثل مجتمعاتنا مطلوب منها أن توفق بين الأصالة والحداثة والمعاصرة . أي نأخذ بالتقدم العلمي وننهض بثقافتنا لتتوافق مع القيم الانسانية العظمى : الحرية ، العدل ، وكرامة الانسان . ونتجنب ثقافة العبيد من الخنوع وقبول الذل . مطلوب ان ( نغيّر ما بأنفسنا ) كما قال الله سبحانه وتعالى ـ كى نتغير الى الأفضل .
ــ الجمال :ـــ
الجمال الحقيقي في الأخلاق الحميدة . الجمال الحسي في الإنسان وفي الطبيعة يذبل وينتهي ، ولا يبقى إلا جمال النفس ، أي الأخلاق الحميدة.
ـــ الكتابة :ـــ
هي الخلود البشري. الموتى أصحاب المؤلفات السابقين لا يزالون احياء بكتاباتهم ، مهما إختلفنا مع كتاباتهم . فى الصراع بين السيف والقلم يفوز القلم دائما ويخسر السيف.
ـــ التقـليد :ــ
قد تكون التقاليد بالية متخلفة ، وقد تكون محترمة عريقة . والفيصل في ذلك هو الاحتكام على كتاب الله العزيز ، فبعض الناس كان يخالف كتاب الله ويقول هذا ما وجدنا عليه آباءنا.
ــ الـمثقف :ــ
المثقف : هو الذي تتكون لديه قاعدة معرفية واسعة ، وله رأي فيما يقرأ ويتابع ، فإذا وصل المثقف إلى اجتهاد يضيف جديداً للمعرفة فهو مفكر..
المثقف العربي: وهو نوعان : مثقف مركوب من السلطة تابع لها ، تتركز فيه حاليا كل نقائص العقل العربي. ومثقف حُرّ يعانى الفقر والتهميش والتخويف والاغتراب والتجويع .
وهذا بسبب قهر الاستبداد السياسى للمثقف ، فالمستبد يخشى المثقف ، ويفرض عليه أن يكون تابعا له مُسبّحا بحمده ، وإلا فالسجن والتعذيب والفقر والتهميش .
العقل العربي العام:
عقل سلفي ، منه ما يتمسك بالسلف في عصر ابن تيمية ومنه ما يتمسك بالسلف الذي يتمثل في ثورة 19 ، او بالسلف الشيوعي او السلف الناصري في الستينيات ... مطلوب من العقل العربي أن يتوقف عن عبادة الأبطال وأن ينظر للماضي نظرة نقدية وأن ينظر للمستقبل في عزم وقوة..
العلم البشرى :
منه العلم الطبيعى فى المادة والقائم على التجارب ، وهو فى تقدم باستمرار ويحيا به الانسان الآن ويتقدم . ومنه العلم الانسانى فى العلوم الاجتماعية ، ولها مناهجها ، ومجالاتها الابداعية ، وهى تقبل النقاش لأن نتائجها نسبية وليست كالعلم البشرى الفيزيقى الطبيعى .
ــ التكنولوجيا :ـــ
هي الوجه الجديد الذي يتجلى فيه العلم تطبيقيا في عصر السوق بحيث يكون في متناول يد المشترين بدءاً من الترانزستور إلى ثورة الاتصالات والمعلومات .
ــ الإبـداع :ــــ
هو اكتشاف الجديد في العلم والأدب والفن ، وبه تتقدم البشرية . ولكن لا ينمو ولا يتطور إلا فى المجتمعات الديمقراطية التى لا حجر فيها ولا رقابة فيها على الابداع .
ــ الرقـابـة :ــ
هى تدخل مرفوض فى الفكر والثقافة والابداع . يتمسك بها المستبد الذى يخشى من أن يتنور الشعب فيرفض سلطانه ، ويراها رجال الكهنوت فرصة للتحكم فى الناس . مهما إشتطّ الفكر ومهما تطرّف الابداع ومهما جنحت الثقافة فإن الحرية فى المجتمع المفتوح الخالى من المصادرة والرقابة كفيلة بالتصحيح . وليس فى الاسلام أو الدولة الاسلامية جهاز للمراقبة ، بل هو وعظ قولى بالأمر بمعروف والنهى عن المنكر ، يقول به الجميع حيث يتواصون بالحق وبالصبر.
السينـما :ـــ أزمة السينـما ، المسـرح ، ازمـة المسـرح ، حالة النـقـد
هناك أزمة في المجتمع على المستوى السياسي والثقافي والديني والاجتماعي والاقتصادي. ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الأزمة على مختلف الأنشطة في السينما والمسرح والنقد وغيرها. والحل هو بالإصلاح الشامل اقتصاديا واجتماعيا سياسياً ودينياً. ويبدأ الحل بتعديل الدستور ليواكب العصر، وبتحديث القوانين وضبطها على أساس الديمقراطية التي تبدأ بحرية الفكر والكلمة والتعبير وتنتهي بتداول السلطة وعلى أساس الحكم المحلي واللامركزية ، بحيث تستقل المحافظات عن القاهرة في إدارتها الذاتية ، وتتفرغ الحكومة للشئون العامة من الدفاع والري والسياسة الخارجية.
الثورة الإعلامية الفضائيات المصرية ::ـــ
هي التحدى الكبير الذي يفرض نفسه على مصر فى عصر القرية الكونية والتى زالت فيها الحدود الزمانية والمكانية.
ومصر هي المرشحة لقبول هذا التحدى ، إذا سمحت للعبقرية المصرية بالظهور ، ولن تظهر العبقرية المصرية إلا بالحرية الاعلامية والديمقراطية.
على الفضائيات المصرية أن تكون مجالا للعبقرية المصرية . هناك عبقريات مصرية تجدد مسيرة أحمد شوقى وحافظ ابراهيم وطه حسين والعقاد وأحمد أمين وتوفيق الحكيم والشيخ محمد عبده وسلامة موسى وجمال حمدان ..ولكنها ممنوعة من الوصول الى التليفزيون المصرى الذى يتحكم فيه موظفون من اهل الثقة معادون للإبداع والمبدعين .
التعددية :ــ
نحن نحتاج إلى الاعتراف بالتعددية السياسية والثقافية والدينية والمذهبية ، سواء للفرد أو الجماعات فى إطار سلمى تفاعلى لا مجال فيه للتكفير أو التخوين . هذه التعددية موجودة فى مصر ، وتتحاور حضاريا فى رواق ابن خلدون الذى أقوم بإدارته مساء كل ثلاثاء فى مركز ابن خلدون . خارج هذا الرواق يتم التعامل مع المختلف فى الرأى بمنطق النفي والاستبعاد والتخوين والتكفير . وسنتقدم بالاعتراف بالتعددية في كل شيء..
السياسة : ــ
الإدارة هي فن الممكن في الزمن الممكن مثل انشاء كوبري أو مصنع . أما السياسة فهي فن الممكن في الزمن المستحيل ، أو فن المستحيل في الزمن الممكن . أي أن السياسة هي عمل لا يقدر عليه إلا الخاصة من الناس بهدف تحقيق النفع للأمة .. وليس من السياسة في شيء أن يحاول السياسى تحقيق المستحيل في الزمن المستحيل . كما حاول صدام والقذافى فجلبوا لشعوبهم الحصار والدمار.
التنمية المطلوبة :ــ
هي في الواقع التنمية المفقودة حاليا ،وهي التنمية البشرية . ان يترك نظام الحكم الشباب العاطل ضائعا بين التطرف أو الانحلال .. ولو امكن استغلال هذا الشباب العاطل بتحويله إلى قوة تنموية لتغيير وجه مصر.
أما كيف يحدث ذلك.؟ فلن يحدث إلا بالإصلاح السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي والتشريعي بحيث يحس الشباب بالانتماء إلى بلده .. لا يمكن تحقيق تنمية فى وجود إستبداد سياسى . يكفينا تجربة عبد الناصر .!
السلام والحـرب :ــ
السلام هو الأصل : والحرب علاقة طارئة ..
الإسلام في التعامل بين البشر هو السلام ، وتشريع القتال في الإسلام إنما بهدف رد العدوان بمثله. ونرجو أن يكون القرن القادم الحادى والعشرين قرن السلام بين البشرية ، فالمنتظر أن تصل البشرية فيه الى تطور عقلى حضارى ينبذ الحرب ويلتزم بالسلام .
الاشتراكية :ـــ
كانت علاجاً لتطرف الرأسمالية في استغلالها ، فكانت الاشتراكية تطرفاً في الرأسمالية إذ حولت الرأسمالية التي كانت للنخبة إلى رأسمالية للدولة التي يملكها فرد واحد ..
الرأسمالية :ـــ
بعد الثورة الاشتراكية قلمت الرأسمالية أظافرها وبدأت تراعي البُعد الاجتماعي ثم تحولت الرأسمالية في عصر العولمة إلى تكتلات وشركات متعددة الجنسيات..
العدالة الاجتماعية :ــ
ليس مثل التشريع القرآني في مراعاته للعدالة الاجتماعية ، وتفصيل ذلك يطول لأنه مرتبط بقيام دولة حقوقية ذات ديمقراطية مباشرة تحترم الفرد من البشر ذكرا كان أم أنثى .
القومية العربية :ــ
كان الانتماء في العصور الوسطى للدين والمذهب الديني فانقسم العالم إلى دار الكفر ودار الإيمان بين العرب والغرب ، ثم دخل الغرب في عصر القوميات من القرن الثامن عشر . وتبعهم العرب في عصر القوميات في القرن العشرين ، إلا انهم اغفلوا وجود قوميات أخرى ، ثم توارى فكر القومية العربية ليحل محله الفكري الديني المذهبي الذى يهدد الشرق الأوسط الآن..
الشرق أوسطية :ـــ
كانت دعوة للانتماء الجغرافي بديلاً عن الانتماء القومي والديني لإدخال إسرائيل في جسم المنطقة تدعيما للسلام والتعاون الاقتصادى بين العرب واسرائيل ، وإدخال تركيا وايرن فى هذا الشرق الأوسط .
وقد عارضتُه فى البداية، وإشتركت فى مؤتمرات داخل مصر وخارجها فى رفض التطبيع مع إسرائيل ورفض مشروع شمعون بيريز فى (الشرق أوسطية ) . ثم تبين لى أنه مهم جدا لتعزيز ثقافة السلام والديمقراطية وتحجيم الاستبداد ، فالمستبد مع حرصه على السلام الواقعى مع إسرائيل ـ خوفا منها ـ فهو حريص على إبقاء كراهية شعبه لاسرائيل وإذكاء ثقافة الصراع ( اللفظى ) مع اسرائيل ليعزز نظرية المؤامرة الاسرائيلية ضد شعبه وليجعل اسرائيل حائط الغضب التى يفرز عليها العربى غضبه وإحباطاته.
(الشرق أوسطية ) كانت من صالح المواطن الفلسطينى لأنه به كان يمكن تحجيم فساد ياسر عرفات . وتم رفض الشرق أوسطية ومشاريعها التنموية كراهية فى اسرائيل . والبديل الآن هو صعود السعودية والوهابية التى تهدد بتقسيم الشرق الأوسط الى طوائف دينية متنازعة تخدم مصالح الغرب .
النظام العالمي الجديد :ــ
التاريخ العالمي هو الصراع بين الشرق والغرب ، وأثناء هذا الصراع بين الشرق والغرب قد يحدث فترة توقف لكنها تطول ، وهذا ما ينطبق على ما نطلق عليه النظام العالمي الجديد ، وستنتهي هذه الفترة بنهوض قوة شرقية لتقف امام أمريكا وربما تكون الاتحاد الروسى أو الصين او تجمعاً من اليابان والصين، أو البرازيل وأمريكا اللاتينية .
السياسة الوطنية :ـــ
تعبير فضفاض ، يطلق في النظم الاستبدادية على الكرامة الشخصية للحاكم الفرد ، الذي قد يدخل حرباً لمجرد خلاف شخصى بينه وبين احد الحكام، تحت شعار السيادة الوطنية .. مع أن تعبير السيادة الوطنية يعني أن كل مواطن هو سيد في وطنه وبالتالي فإن سيادة الوطن مسئولية كل مواطن .
الجهات السيادية :
تعبير فرعونى مصرى يعنى إستعلاء أرباب الدولة المصرية العميقة على الشعب المصرى وتسيدهم عليه.
القرن (21) وما سيحدث فيه
كل نواحي التقدم في القرن (21) ستزيل الفوارق بين الواقع والأحلام ، وبين الحقيقة والأوهام . هذا ما نتمنّاه .
المجتمع المدني ، حقوق الإنسان ، حقوق الأقليات ..
من أهم ملامح العولمة ثقافة المجتمع المدني وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات ، وكلها تؤكد على احترام الآخر والاعتراف بالتعددية ، ومن الغريب أن تشريعات القرآن تؤكد على هذه الحقوق التي أهملها تراث المسلمين وتاريخهم المكتوب.
الاستقرار والتغيير :ــ
الموتى فقط هم أصحاب الاستقرار والاستمرار .
أما الأحياء فهم في حالة تغير دائم وتطور مستمر . ولا يطالب بالاستقرار والاستمرار إلا الحاكم الذي ينفرد بمقاليد السلطة ولا يؤمن بتداول السلطة . ولا يمكن للاستقرار أن يستمر لأنه ضد قوانين الحياة والموت .
المشروع القومي :ـــ
تعبير خادع مثل المشروع القومي في عهد عبد الناصر والذى انتهى بهزيمة 1967 . المشروع القومى الحقيقى هو تحقيق الديمقراطية باصلاح دستورى وسياسى وتعليمى ، وبهذا ينهض الفرد ويتأسس على ثقافة الديمقراطية والمساواة واحترام الآخر . أى شعار لمشروع قومى آخر هو لخداع الجماهير وإلهائها بحُلم خادع وسراب هالك كى يسير الناس وراء المستبد بلا وعى ، وتتكرر مأساة عبد الناصر .. وصدام ..والقذافى . وكل منهم كانت له مشاريعه القومية التى هلّل لها الاعلام المأجور .
الهـويـة :ــــ
من الخطأ اختزال الهوية في كلمة واحدة ، لأن الإنسان يحيا في عدة دوائر متداخلة ، فأنا ــ مثلا ــ مثقف مفكر مسلم مصري عربي افريقي ، وأصلا من أسرة ريفية من محافظة الشرقية ، وبعد هذا فأنا شيخ ازهري إنساني النزعة . ولا أرى تعارضاً في كل تلك الدوائر المتداخلة .
ملاحظة أخيرة
هذا ما قلته فى مصر فى عصر مبارك وصفوت الشريف .
بالمناسبة : أين هما الان ؟!!.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,882,004 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
إقرأ لنا : كنت اريد قراء كتاب المسك ون عنه من تاريخ...
ليس نجسا: هل ما يخرج من الإنس ان نتيجة الشهو ة( المني...
مهين : هل ( مهين ) من الاها نة ؟ وهل تقع المها نة فى...
شيوخ الاعتدال: د. طه جابر العلو انی ; شکک فی استقل ال ...
ليس كمثله شىء: يكرر علينا الملح دون ان الله لا يجب ان تكون...
more
تعريفات هى شهادات على العصر الذي كتبت فيه والعصر الذي يأتي بعده، لانها تعريفات فيها خلاصة فكر الكاتب والمؤرخ الدكتور صبحي منصور، والباحث القرءاني الكبير، ومن هنا هذه التعريفات انا اعتبرها قوانينا اصلاحية يمكن ان تضاف للدستور في كل دول عالمنا العربي لو اراد صناع القرار فيه النهوض ببلدان العالم العربي!
لكني اعتقد ان الصين برغم ماهى فيه من قوة صناعية واقتصادية وتكنولوجية فلن تقدم على هذه الخطوة الحمقاء والتقدم لزعامة العالم ولعب دور الشرطي او البلطجي الذي تلعبه امريكا، الآن، لأن الصين تمثل ربع سكان العالم، ومن هنا فهى مسئولة عن اطعام واسكان ربع سكان العالم فمهما كانت قوتها العلمية والاقتصادية، فلن تقدم على القيادة حتى ولو هى مؤهلة لها وقادرة عليها.
العقيدة الكونفوشيوسية، تمنع من الغزو والاحتلال والسيطرة الجبرية بقوة السلاح كما يفعل الكبار في تاريخ العالم، ان الحكمة الصينية والتي تشربها القادة والزعماء في الصين القديمة والمعاصرة، تقرر انه " راقب العالم وانت داخل الحدود" وهذا ما حافظ على الصين الخمسة آلاف عام ومن قبل مصر الستة آلاف عام.!
من يلعب دور شرطي العالم او بلطجي العالم، يتحلل ويتفكك او يذبل ويضمر مثل المملكة المتحدة وفرنسا والمانيا، ولاحقاً الولايات المتحدة. التاريخ يؤكد ذلك.
والصين الحكيمة فهمت الدرس كله من التاريخ الانساني العالمي، ولن تقع في هذا الفخ ابدا، وسوف تظل القوة الاقتصادية التكنولوجية المتعاونة دوليا مع جميع اطياف الجنس البشري.
هذا رأيي اعرضه ولا أفرضه واقدر من يخالفه ولا يستسخفه