محمد خليفة Ýí 2014-07-20
الصوم والصيام نظرات متجددة
إعداد الباحث الإسلامي
المهندس / محمد عبد العزيز خليـــــــــفة داود
استشاري تصميم وبناء نظم معلومات الحــاسب الآلي
معهد الدراسات والبحوث الإحصائية - جامعة القاهرة
مقدمة :
الصيام هو أحد فروض أربعة فرضها الله على المسلم ليتمم نعمته عليه ويكمل له دينه، وقد تعهد سدنة الفقه القديم الموروث بالأخذ بأحكام للصيام ما أنزل الله بها من سلطان استنادا إلى روايات مدسوسة على رسول الله ملؤها الأكاذيب واستجلاب لأحكام مشوهة من الإسرائيليات واتخذوا كتاب الله مهجورا.
ونظرا لهذا فقد اجتهدنا في تدبر آيات الذكر الحكيم والتي تناولت أحكام الصيام وطبقا لمنهجية محددة الخطوات والمعالم لاستجلاء بعضا من النظرات المتجددة والتي تلمس هذا الموضوع.
تبدأ المنهجية في الخطوة أولا وثانيا بعرض بعض البيانات الاستهلالية والتي تخص الجِذر ( صـ . و . م )، ثم يعقبها في الخطوة ثالثا عرض جميع الاشتقاقات التي وردت للجذر ويتبع كل اشتقاق منهم الآيات التي ظهر فيها هذا الاشتقاق، وذلك حسب تصنيف المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، ثم يليها وفي الخطوة رابعا وبعد القراءة الممحصة والمتدبرة للآيات مجتمعة، ومراجعة للمعاني في بعض معاجم اللغة وخاصة تلك التي تتناول الدلالات المحورية ومقاييس اللغة، أن أعدنا ترتيب الآيات في حزم من المعاني المشتركة، بمعنى أن كل حزمة منها احتوت الآيات التي تجتمع على معنى بذاته، وبهذه الوسيلة سوف نقف على معاني جديدة ودائمة التجدد لكلمات الله.
يعقب ذلك وفي الخطوة خامسا تصنيف إحصائي لتوزيع ظهور الاشتقاقات في السور، ثم وفي الخطوة سادسا تصنيف إحصائي آخر يخص توزيع الاشتقاقات المختلفة في المعاني المشتركة، والخطوتان تهمان فقط الباحث المتخصص.
ثم تأتي مرحلة التقاط النتائج واستخراج العبر من النظرات المتجددة في الخطوة سابعا والتعليق على هذه المستخرجات، ومناقشتها بعمق وصولا إلى الجديد من المعاني، مثل الفارق بين الصيام والصوم، ومثل الزحزحة الزمنية لموعدي الفطور والإمساك، ومثل صيام الفرض وصيام التطوع بأجنحته الثلاثة ( النذر، والنفل، والكفارة)، ومثل تمام النعمة وكمال الدين، ومثل مناقشة تساؤل في أن الحائض ليس عليها جناح في أن تصوم وأن تحج وأن تصلي وأن تقرأ القرآن...!!
نسأل الله العلي القدير العون فيما نحن مقدمون عليه، ونسأله التوفيق والسداد، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
البيانات الاستهلالية للجِذر ( صـ . و . م )
أولا : الجذر ( صـ . و . م ) هو الجذر (60) من (65) جذرا هي جذور
حرف " الصاد "
ثانيا : صفحات المعجم من 399 – إلى 417
والجِذر يقع في صفحة 417
الجِذر له (07) اشتقاق ، وله (14) استخدام
ثالثا : عرض تفاصيل الاشتقاقات والاستخدامات والتي وردت
متعاقبة في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن
من نظم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ، طباعة المكتبة
الإسلامية – محمد أوزدمير، استانبول – تركيا - 1982
اشتقاقات الجِذر (صـ . و . م) والاستخدامات التي وردت فيها :
الاشتقاق (01) هو (تَصُومُوا) وله (01) استخدام،
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
الاشتقاق (02) هو ( فَلْيَصُمْهُ) وله (01) استخدام،
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
الاشتقاق (03)هو ( صَوْمًا ) وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
الاشتقاق (04)هو (الصِّيَامُ ) وله (08) استخدام
1. الاستخدام الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
3. الاستخدام الثالث
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
4. الاستخدام الرابع
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
5. الاستخدام الخامس
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
6. الاستخدام السادس
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
7. الاستخدام السابع
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
8. الاستخدام الثامن
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
الاشتقاق (05)هو ( صِيَامًا) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(05/07)]
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
الاشتقاق (06)هو ( وَالصَّائِمِينَ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(06/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
الاشتقاق (07)هو ( وَالصَّائِمَاتِ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(07/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
رابعا : عرض تفاصيل المعاني المشتركة، وكذا الاشتقاقات والاستخدامات تلك التي وردت ضمن كل معنى منها
بعد استعراض كافة اشتقاقات الجذر ( صـ . و . م ) ومعها الاستخدامات التي انضوت تحتها، وبعد القراءة المتدبرة، والتفكر في المعاني، ومراعاة المعاني المعجمية، وتوجهات المعاني الدلالية، وإشارات معاني الرسم القرآني، وكذلك المعاني المستخرجة من السياق العام، نرى أن إعادة توزيع الآيات بناء على وجود معنى مشترك بينها، سوف يفصح عن (06) من المعاني مشتركة :
المعنى المشترك (01) فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر
، وله (03) استخدام
المعنى المشترك (02)مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (03) صيام التطوع
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات
، وله (06) استخدام
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر
العظيم ، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام
، وله (01) استخدام
وفيما يلي سوف نستعرض تفاصيل هذا النوع من التقسيم، والذي يجمعها معنى بذاته في كل منها، والمعاني المشتركة والاستخدامات التي انضوت تحتها :
المعنى المشترك (01)فرض الصيام، والغرض منه التقوىوالشكر ، وله (03) استخدام
1. الاستخدام الأول في المعنى المشترك الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني في المعنى المشترك الأول
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
3. الاستخدام الثالث في المعنى المشترك الأول
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (02) مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها ، وله (01) استخدام
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (03) صيام التطوع ، وله (01) استخدام
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات ، وله (06) استخدام
1. فدية الاحصار في الحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
2. فدية التمتع بين العمرة والحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
3. كفارة القتل الخطأ
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
4. كفارة اللغو وعقد اليمين
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
5. كفارة قتل الصيد أثناء الإحرام
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
6. الوعظ بكفارة الظهار من النساء
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر العظيم ، وله (01) استخدام
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام ،
وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
خامسا : استكمال بيانات الجدول (5) وهو جدول لعرض تفاصيل
ظهور الاشتقاقات في السور القرآنية والتي ظهرت فيها.
الجدول (5) عرض تفاصيل توزيع الاشتقاقات على السور التي ظهرت فيها :
م |
ترتيب |
اسم الســــورة |
ترقيم الآية ونص ( الاشتقاق/ الاشتقاقات ) |
|
1 |
002 |
البقرة |
183 الصِّيَامُ& 184 تَصُومُوا& 185 فَلْيَصُمْهُ& 187 الصِّيَامِ& 196 صِيَامٍ |
|
2 |
004 |
النساء |
092 فَصِيَامُ |
|
3 |
005 |
المائدة |
089 فَصِيَامُ& 095 صِيَامًا |
|
4 |
019 |
مريم |
026 صَوْمًا |
|
5 |
033 |
الأحزاب |
035 وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
|
6 |
058 |
المجادلة |
004 فَصِيَامُ |
سادسا :
جدول (6) عرض توزيع الاشتقاقات والاستخدامات طبقا لورودها في التخريجات
ر |
المعنى المشترك |
الاشتقاقات |
1 |
فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر |
1.1 الصِّيَامِ 1.2 فَلْيَصُمْهُ |
2 |
مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها |
الصِّيَامِ
|
3 |
صيام التطوع |
تَصُومُوا |
4 |
الكفـَّارات |
فَصِيَامُ |
5 |
النتيجة المرجوة من الصيام |
وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
6 |
الصوم المختلف عن الصيام |
صَوْمًا |
سابعا : نتيجة البحث والتعليقات.
عرض نتائج البحث :
أولا :
تعريف الصيام :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن المأكل والمشرب وعن الاقتراب من النساء والتدخين عدة ساعات محددة من النهار .
تعريف الصوم :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن تصرف بشري بخلاف المأكل والمشرب وملامسة النساء، مثل الامتناع عن التكلم، وقد وردت الإشارة إليه ولمرة واحدة في الآية الكريمة
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
ثانيا :
مواقيت الصيام والمسموح به في غيرها :
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتضح من الآية الكريمة أن الإمساك عن المأكل والمشرب هو عندما يمكننا التمييز بين لوني خيطين أحدهما لونه أبيض والآخر لونه أسود، وهذا بالطبع لن يتأتى إلا في ضوء الفجر وهو ضوء قبل طلوع الشمس، والفجر بهذا المعنى يعني تفجر الضياء مع شفافية العتامة دون ظهور الشمس أو بزوغها عند الأفق، وهذا يعني المساحة الزمنية والتي تسبق شروق الشمس بمدة تتراوح بين العشرون والثلاثون دقيقة.
وحقيق بنا أن نشير إلى أنه بذلك يجب أن يتغير مفهوم لفظة الفجر في مفاهيمنا المعرفية المتواصلة والمتواترة من المواعيد التي هو عليها، إلى أن يصبح في نصف الساعة التي تسبق طلوع الشمس، وذلك يتوافق مع مطلوب الله في المواعيد والتي أشار إليها الحق في أفضل أوقات الذكر
011114 { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } هود
020130{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } طه
ومن الجدير بالذكر أن طرفي النهار هما وقتي الفجر وقبل طلوع الشمس، وما بعد الغروب وقبل دخول الليل.
والذي يستدعي الدهشة أن تراثنا الثقافي الديني، قد عجَّ بخلائط فكرية، تقول بعكس ذلك حيث جعلت من مواقيت قبل الشروق وقبل الغروب أوقات كراهة للصلاة والذكر، ألا يستدعي ذلك ضرورة مراجعة مثل هذه المدسوسات على رسولنا الكريم والتزامنا فقط بما ورد صراحة في كتاب الله الكريم حيث قطعية الدلالة وقطعية الثبوت.
وعود إلى الآية (187) البقرة حيث ورد توجيه أخر وهو ما يجب علينا التنبه إليه، وذلك عن الميقات الذي يتوجب فيه الإقلاع عن الصيام والإفطار من رزق الله، وهو إتمام الصيام إلى الليل، ولكي لا ندخل في متاهات الآراء في هذه النقطة ، سوف نفزع إلى قول الله تعالى
017012 {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) } الإسراء
حيث يذكر الحق " ... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً..." أي أن علامة استمرار النهار هو إبصار الأشياء بالعين المجردة وذلك بعد اختفاء قرص الشمس من خط الأفق، أي استمرار وجود للضوء بعد تمام الغروب، وتستمر هذه الحالة أيضا بين العشرون والثلاثون دقيقة بعد غروب الشمس، حيث يعد ذلك بداية الليل وكما عرَّفه الله لنا.
ويعني هذا أننا يجب علينا الانتظار صائمين حتى يجن الليل، ثم نفطر بعدها، أما ما يحدث الآن من الإسراع بالفطور لحظة آذان المغرب وطبقا لرواية منسوبة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من ضرورة تعجل الفطور، فهذه الرواية تعتبر غير متوافقة مع ما جاء في كتاب الله وعلينا ألا نلتفت إليها أو الأخذ بما جاء فيها.
ملحوظة مهمة :
وردت كلمة الحساب في عجز الآية
"......وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ...."،
حيث يبرز سؤال مهم، ذلك أن تعاقب الليل والنهار نعلم منه عدد السنين، فما هو ضرورة وسبب ظهور لفظ الحساب في الآية ؟
وتأويل ذلك أنه قد ورد في الآية الكريمة
".... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ....."
بما يعني حالتين للكون ولا ثالث لهما، حالة المحو وحالة الإبصار، فلو اصطلحنا على أن حالة المحو يرمز لها بالرمز "صفر"، وأيضا حالة الإبصار يرمز لها بالرمز الرقمي "واحد"، لحصلنا على رمزين رقمين ولا ثالث لهما، وهما ما يشكلان واقع الأمر طرفي النظام الرقمي الثنائي (Binary System )، وهي إشارة من الحق إلى أن الإنسان سوف يتوصل بعلمه النسبي حين يأذن الله بذلك إلى الوصول إلى نظام رقمي حسابي يقوم في الأساس على رقمين فقط وهم الصفر والواحد، وأن هذا النظام سيسيطر على كل العمليات الحسابية والمنطقية والتي بها سوف يكمل الإنسان طفرته العلمية وتقدمه نحو معالم وعوالم وآفاق غير مسبوقة، وهذا ما يفسر ورود لفظة " الحساب" في الآية، وفي هذا الصدد بحث خاص بالأرقام والترقيم في القرآن الكريم للكاتب.
ثالثا :
ما هو الفارق بين صوم التطوع وصوم الفرض ؟؟
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
صوم التطوع ليس له وقت محدد من العام، يأتي على ثلاثة أشكال ( النذر ، النافلة ، الكفارات )
أما صوم الفرض فمحدد له شهر محدد بذاته، ألا وهو شهر رمضان حيث قال الحق
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
عرض الحق لنوعي الصيام في الآيتين الكريمتين، وقد وردت فيهما عبارة مشتركة بنفس المعنى، وهو المقطع
"....فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...."
وقد وردت في صيام التطوع
".....فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر........." وقد وردت في صيام الفرض
على أن نلاحظ أن " مِنْكُمْ " قد اختلف ترتيب ظهورها في العبارتين، فقد ظهرت كثالث كلمة في نص الاستثناء بالإفطار في صيام التطوع، كما تصدرت فاء التحديد أداة التخصيص
" فَمَنْ "
أما في صيام الفرض فقد سبقت بظهورها العبارة بالكامل، وكما سبقت واو الاستئناف أداة التخصيص " وَمَنْ ".
كان هذا على المقطع المشترك بين الآيتين، أما عن الجزء المختلف فقد ورد في عجز الآية التي تشير إلى صيام التطوع، ثلاثة مقاطع، يحتاج كل منها إلى تبيان خاص به
المقطع الأول :
"...وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ..."
فقد وردت" وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ " ، فالعبارة واضحة وقاطعة، بأنه يمكن في صيام التطوع فقط، ( وأعود فأكرر أن هذا الاستثناء يمكن العمل به في حالة صيام التطوع ولا يجوز انسحاب ذلك الاستثناء على صيام الفرض ) ، على من يطيق الصيام، أي تمكنه حالته الصحية من أداء صيام التطوع يمكنه إذا ما أراد أن يفتدي صيام التطوع بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا أدري من أي أتى سدنة الفقه القديم الموروث بإضافة من عند أنفسهم تقلب المعنى رأسا على عقب، فقد أروى معظمهم إن لم يكن هناك إجماع منهم على أن المعنى المقصود هنا هو لا يطيقونه...!!!
وهذا يعني ببساطة أن القرآن به نقص وتطوعوا هم لإكماله بإضافة " لا " حيث تنفي حد الاستطاعة...!!!
يا سادة.... القرآن ليس به نقص ولا يحتاج لمن يتطوع لإكماله فقد ورد في معاني اكتمال القرآن وإحكامه لآياته
011001 { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) }
هود
040003 { حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) } فصلت
006038 { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
(38) } الأنعام
وأعود لأذكـِّر بأن هذا التخفيف يعـُمل به فقط في صيام التطوع بأشكاله الثلاثة.
المقطع الثاني : "....فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ....."
وهنا يؤكد الحق، أن الموضوع برمته هو تطوع، وسماحة نفس للتقرب من الله، بأداء نافلة صيام التطوع، والتي هي أحد بنود ثلاثة للإحسان
( فهناك إحسان التطوع والذي هو أداء نافلة على نفس شكل الفريضة، وإحسان التفضل وهو التفضل ببعض ما تملكه من فضل من مال أو قوة أو وقت أو سلطان لمساعدة الآخرين والذين هم في حاجة إلى ذاك الفضل، ويأتي في النهاية إحسان الإتقان وهو وضع مواصفات ومواقيت تنفيذ أي عمل ثم الالتزام الصارم بهذه المواصفات)
المقطع الثالث :
"....وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ...."
وفي هذا المقطع يؤكد الحق، أو هو يزيد من تأكيده، على أن الأفضل للعابد المتقرب إلى الله بنافلة الصوم، أن يمارس فعلا هذا الصوم، ولا يلجأ للاستثناءات المسموح بها في هذا المضمار إلا في أضيق الحدود وعند الاضطرار، لأن في ذلك ليس فقط مرضاة للرب، وإنما هو في ذلك الخير الوفير الذي يعود على الإنسان المؤمن من تحسن في صحتيه البدنية والنفسية، وأحاسيس الراحة التي تعتريه إزاء إحساسه باقترابه من ربه ومن قرب الله منه، مما يجدد من شحنه بالطاقات الإيجابية اللازمة لاستمرار الحياة وتطويرها إلى الأفضل والأحسن والأكمل.
ثم نأتي لفرعية أود لو ألقيت الضوء عليها وهي تخص تفاصيل أداء أحد الكفارات - القتل الخطأ - حيث أشار الحق
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
والسؤال الذي يفرض نفسه
هل نحمل التتابع الذي ورد في الآية على أنه معنى أم عددية محددة ؟؟
ونقوم بعرض السؤال بشكل أخر : هل في هذا التتابع أي استثناء من مرض أو سفر ؟؟
أم أنه يجب علينا أن نأخذ التتابع بشكل صارم ؟ أي بحرفيته دون معناه ؟
فإذا ما ذهبنا إلى ما قال به سدنة الفقه القديم الموروث من حدية العدد وصرامة تنفيذه؛
فما هو الوضع إذا ما أفطر هذا الذي عليه حد الصيام لشهرين متتابعين يوما منهم، أي أنه قطع التتابع ولم يحافظ عليه ؟؟
يقوم سدنة الفقه القديم الموروث بالإجابة على هذا السؤال، بإجابة تبدو غير منطقية، فهم يقولون بأن عليه أن يبدأ الصيام من جديد لشهرين متتابعين دون أي انقطاع...!!!
فإذا ما حدث ولم يحافظ على الاستمرارية فعليه أن يبدأ من جديد وهكذا يبقى صائما دوما...!!!
هذا إن كان المذنب رجلا، فما الحال لو كان القاتل بالخطأ سيدة، والمعروف أن السيدات تأتيهن دورات الطمث الشهرية ؟؟
وعلى حسب أقوالهم، فإن السيدة حين تأتيها دورة الطمث الشهرية، فإنها يجب أن تتوقف على الفور عن أداء الفرائض الثلاثة
( الصلاة ، والصوم ، والحج )، كما تتوقف عن ذكر الله بمتابعة قراءة القرآن، حيث أنها نجس ولا يصح منها لمس المصحف وهذا افتراء واضح على دين الله والذي ورد في محكم آياته وفي قرآنه الكريم، حيث قال الحق
002222 { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) } البقرة
الشئ الوحيد الذي أشار به الحق هو عدم مواقعة الزوجات في أثناء طمثهن، ولم يرد لا بالتلميح ولا بالتصريح أمر غير ذلك، وكل هذه الممنوعات والتي يتشدق بها سدنة الفقه، إنما هي من مدسوسات اليهود في روايات منسوبة إلى النبي، ما أنزل الله بها من سلطان، بل أزادوا الطين بلة إذ منطقوا رواية ادعوا فيها أن النساء ناقصات عقل ودين، استنادا على فكرة عدم أداء الفرائض في وقت الطمث فهن بذلك ناقصات دين، أما عن نقصان العقل فهو أنه تعتريها في أثناء أيام الطمث اضطرابات نفسية وبدنية تجعلها بعيدة عن القرارات المتعقلة أثناء هذه الفترة...!!!
هل هذا كلام يعقل ..؟ أو يمكن أن يوافق عليه بشر به شئ من عقل ؟
وقد يتحجج سدنة الفقه دفاعا عن روايات مشوهة منسوبة إلى نبي الرحمة، تذكر للنساء نقصان العقل والدين، بأن الله قد أورد في كتابه أن شهادتها مبتورة، ولو كانت شهادتها سليمة لاكتفى منهن بواحدة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)
والرد على مثل هذا الإدعاء، أن هذه الشهادة ليست شهادة جنائية أو ليست شهادة على عقد زواج، وإنما هي شهادة على أن هناك من يدين آخر بدين، فهي إذن شهادة لموقف خاص ولا يجوز تعميمه.
وأما الرد على المقطع" أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "
فالضلال الموصوف في الآية لا يعني رميها بنقصان العقل، بل يعني العكس من ذلك، فإن النساء صاحبات هوى، وقد يرين المصلحة من وجهة نظرهن في الأخذ برأي ما، قد يكون مخالفا للحقيقة والمفروض فيها أن تشهد بصحتها، لذا طلب الحق أن تكونا امرأتين لزوم التذكير إذا ما لزم الأمر، ولو كان الأمر كما يدعون من عدم رجاحة عقل المرأة أثناء فترة الحيض لاشترط الحق خلوهن من الطمث أثناء تأدية الشهادة.
اتقوا الله وعودوا إلى كتاب الله الذي اتخذتموه مهجورا .
وقد يتشدق قائل، بأن نص الآية ( 222 ) من سورة البقرة ينص على عدم الاقتراب من النساء حتى يطهرن، بما يعني أنهن يكن غير طاهرات أثناء دورات الطمث، وبذلك فلا تصح لهن صلاة ولا نسك...!!!
والرد على ذلك غاية في البساطة، وهو أن التطهر المشار إليه هنا في هذه الآية خاص بالتطهر لصلاحية الالتقاء بالأزواج وليس لغرض أخر من صلاة أو نسك، ودليل ذلك أن منقضات الوضوء والتي وردت في آيتين فقط من آيات الذكر الحكيم لم تحتويا على أي إشارة إلى أن الحيض من منقضات الوضوء فقد أورد الحق
004043 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) } النساء
005006 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) } المائدة
هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الطهارة المشار إليها في الآية (06) من سورة المائدة وردت في موقعين منها
الأول : وردت "...وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا...." ،
والجنب ليس هو ما يتنادى به سدنة الفقه من وقوع مواقعة مع الزوجة، وذلك لأنه ورد في نفس الآية وبعد اثنتي عشر كلمة منها "....أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاء...."، بما يغطي هذا النوع من نقائض الوضوء، وحقيقة الأمر أن الجنب هو الشخص الذي يتجنبه المصليين في المسجد، لتعلق ملابسه بشئ من القذر
( مثلا الشحم في ملابس فنيو إصلاح السيارات، أو الدماء ورائحتها المقززة على ملابس الجزارين، أو رائحة الزفرة المنتنة المتصاعدة من الصيادين وبائعو الأسماك .....)،
وقد أمر الحق بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
الثاني : وردت عبارة "....وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ...." بعد الإشارة إلى عدم وجود الماء، واللجوء حينها للتيمم بالتراب المتصاعد، في حالات القيام من المرض أو أثناء السفر بما يعني تأثر المرء بشعثاء السفر من أتربة واجهادات وعناء، أيضا العودة من الغائط، وأخيرا بعد ملامسة النساء، وكلها تعني التأثر بشكل ما بحالة من حالات نواقض الوضوء، ومعنى إضافة الأتربة المتصاعدة على الوجه واليدين أننا نزيد الطين بلة، فمن الشكل الظاهري أننا نزيد من مستوى الإحساس بعدم النظافة، بالمزيد من إضافة الجاف من التراب، فالموضوع المقصود هنا في هذا المقام ليس هو التطهر الظاهري بإزالة ما علق بالجسم، ولكن المقصود هو التطهر المعنوي وهو الذي يعقب نية الطهارة، فالطهارة بذلك تكون شيئا معنويا وجدانيا داخليا، ولا تدخل في نطاق التطهر الظاهري بشكله المرئي الملموس، أو الاغتسال والاستحمام بشكله المعروف فهذا يدخل في نطاق النظافة وليس في نطاق التطهر.
ونخرج من هذه الإشارات، إلى أنه لم يرد من قريب ولا بعيد أي حظر للمرأة الحائض من قيامها بأداء الفروض من صلاة وصيام وحج، وفي هذا حل لإشكالية صيام شهرين متتابعين للمرأة كفارة للقتل الخطأ، أيضا ينفي عن النساء أنهن ناقصات عقل ودين.
وتبقى إشكالية عدم مسها للقرآن أثناء دورة الطمث، وحل هذه الإشكالية يكمن في سورة الواقعة
056079 { إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) } الواقعة
فقد وردت فيها الآية" لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ "،
والمقصود بـ المطهرون هنا أنهم الملائكة الموكل إليهم التعامل مع اللوح المحفوظ، والمحفوظ به القرآن، وهم ملائكة مطهرون من قِبـَل الله فهم طاهرون دوما، ولا ينسحب هذا الحكم على البشر، فالبشر متطهرون، أي يمكن أن يكونوا غير طاهرين أحيانا،- حالات نواقض الوضوء - وهذا يعني أن الأمر بعدم مس كتاب الله إلا في حالة الطهارة لا يشملهم، فيمكن لمن ألم به طائف من نواقض الوضوء أن يقرأ القرآن وأن يتلوه حق تلاوته.
أما وقد أقررنا بعدم صحة الزعم بعدم طهارة الحائض، وأنها على الطهر إذا ما توضأت، - أو تيممت في حالة عدم وجود الماء - وهذا الحجم من الطهر لا يسمح لها بمعاشرة الزوج حيث نهى الحق عن ذلك، وهذا هو المنع الوحيد المنصوص عليه قرآنا يتلى ويتعبد بقراءته، إلا بعد انقطاع الطمث وتطهرها منه.
وهناك فريق من العلماء، المجددين يرى أن تأويل الآية يذهب إلى عمق ثان من أعماق التدبر السبع، وهو يركز الضوء على معنى الـ " مس " حيث أنهم يروا أن المس الوارد هنا ليس مسا ظاهريا فيزيائيا للقرآن، وإنما هو المس بمعنى الفهم المتدبر للقرآن، وهذا النوع من الفهم الراقي للقرآن لن يمنحه الله لغير المطهرين، والطهر عكسه النجس وهي كلمة وردت لمرة واحدة في القرآن في تفرد مطلق ( جِذر واحد واشتقاق واحد واستخدام واحد ) وقد وردت في الآية
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) } التوبة
وبذلك يكون المعنى المقصود من النجاسة هو الشرك بالله، - وليست النجاسة الظاهرية - وعليه يكون الطهر هو لمن يؤمن بوحدانية الله ولهذا المؤمن الطاهر والمطهر من عوالق الشرك وله فقط سوف تتفتح آفاق الفهم والتقاط أعماق المعاني، إذا ما تدبر القراءة وأحسن التفكر في التلاوة، واجتهد مخلصا في الترتيل.
ملحوظات مهمة :
أولا : ورد في نواقض الوضوء،
".... أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ...."،
والغائط هو الإخراج من أحد الدبرين، إما سائل البول أو الغائط المغلظ ( البراز )، بل يعتبر كذلك دم الطمث غائطا، وقد تصدرت هذه العبارة
" أَوْ جَاءَ " ويعني هذا أن هناك مكان مخصص لقضاء الحاجة وللتخلص من فضلات الطعام والشراب - الخلاء قديما وهي عبارة عن مسطح من الأرض تحجبه عن العيون بضع صخرات أو أسوار، أو دورات المياه حديثا - ويجب على من أتته الرغبة في التخلص من فضلات الجسم أن يتوجه بعيدا إلى الخلاء أو يغلق باب دورة المياه عليه، بمعنى أنه سوف تكون هناك حركة ذهاب ومجيء، لكن إخراج الريح لن يتطلبمثل هذا العناءمن الحركة، لذا فلا يجب أن ينسحب حكم العودة من الغائط على إخراج الريح، فضلا عن أنه لم ترد الإشارة الصريحة القاطعة إلى أن إخراج الريح من نواقض الوضوء، وحكم أن إخراج الريح من نواقض الوضوء أرى فيه تزيد وهو محمول على باب الأحوط.
ثانيا : ورد في كتب الروايات المنسوبة زورا إلى نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه، أنه كان يقبل نساءه نهار رمضان...!!!
· الرواية (1792) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت كان النبي يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه "
· الرواية (1827) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان رسول الله يقبل بعض زوجاته وهو صائم ثم ضحكت...."
· الرواية (25966) المسند
وكان الحديث يدور حول أم المؤمنين عائشة
" كان رسول الله يقبلها وهو صائم ويمص لسانها نهار رمضان..."
بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك، بأن الرسول - حاشاه - كان يباشر نساءه أثناء حيضهن، حيث جاء في مصنف البخاري الرواية (291) كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضا، وأراد رسول الله أن يباشرها، أمرها أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها.....
قالت وأيكم يملك إربه، كما كان النبي يملك إربه ؟ "
ووردت رواية بنفس المعنى في الرواية (292) مصنف البخاري
يا قوم....
اتقوا الله في نبيكم ولا ترموه بمثل هذه الترهات، والتي رماه بها أعداء الله
ورددتها من بعدهم ودون وعي أو فهم أقوام وأقوام، وقرون وقرون وأضفوا عليها من القداسة ما يجعلها تناطح كتاب الله، بل وزادوا وتزايدوا في غيهم وادعوا أن مصنف البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله، ثم تمادوا في الضلال وقالوا بحاجة القرآن إلى مذكرة تفسيرية، وهذه المذكرة التفسيرية والتي ادعوها، ضمنوها زورا مدسوسات المدلسين وأقوال المدعين، وتهويمات سدنة الكهنوت، وإبداعات عبدة الطاغوت
يا قوم ...
القرآن ليس به نقص، ولا يحتاج إلى مذكرات تكميلية، أو إضافات تفسيرية
والمرجو العودة إلى كتاب الله وعدم تركه مهجورا.
رابعا :
ما هو الفرق بين التمام والكمال ؟؟
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
· الثلاثة وحدها، وكذلك السبعة وحدها وليستا
متداخلتين (أي أن الثلاثة ليست ضمن السبعة)
· فيه الإشارة إلى عملية الجمع الحسابية
( مطلوب الإشارات القرآنية للعمليات الحسابية )
· الفرائض في الإسلام ظاهرها التكليف، لكنها في
مفهومها العميق نعمة من الله، حيث يدلنا الحق
على وسيلةالتواصل الدائم معه، وعلى عبادته
حق العبادة، والثابت أنأخر فَرض فـُرض في
الإسلام هو فريضة الحج،
( فـُرض الحج في العام التاسع الهجري، وحج
الرسولحجته المتفردة في العام العاشر الهجري
حيث خطب خطبته الشهيرة والتي سميت خطبة
الوداع)
وقد جمع الحق بين كمال الدين وتمام النعمة في آية واحدة
005003 {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) } المائدة
الإكمال : الأصل الإيماني موجود لكن الإكمال للأفرع الناقصة، والدين قد اكتمل بعد فرض فريضة الحج، وبذلك يكون من مات من المسلمين قبل فريضة الحج مسلما، لأنه مات على الأصل الإيماني.
الإتمام : نـِعَم الله الكثيرة كانت ناقصة لنعمة الحج، أي كان الأصل في النعمة ناقص والتمام كان بفرض فريضة الحج، وهي تمام نعمة الفرائض، وهناك إتمام للفريضة بإتمام أداء أركانها ، على ألا يتصور أحد أنه قد أكمل النسك، فمهما اجتهدت في الأداء فسوف يبقى دون الكمال، لذا ظهر طلب الاستغفار بعد إتمام أداء النسك في الآية
002199 { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) } البقرة
وقد اصطلح العرب على أن العدد التام هو ( سبعة )، وذلك لأنه يعقبه الثمانية وصولا إلى العدد الكامل ( التسعة ).
وواقع الأمر أن التسمية شابها بعض الخطأ أو فلنقل بعض الخلط، فبعد ظهور الحاسبات الإلكترونية، والتي سميت الحاسبات الرقمية
فقد تطلب الأمر تصحيح أو تضبيط التعريفات الخاصة بالأرقام وكذا بالأعداد، فقد صار التعريف كالآتي
الرقم : هو كم حسابي ذو طبيعة فردية يعبر عنه برمز خاص ،
ويكتب في خانة نظامية واحدة، وبذلك تكون منظومة
الأرقام محصورة بين رقمي الصفر والتسعة، أي أنها
عشرة أرقام.
العدد : هو حزمة من الأرقام يجمعها نظام رقمي رياضي،
ففي النظام العشري تبدأ منظومة الأعداد من العدد
(10) وتصاعديا إلى ما لا نهاية.
الشاهد أن رقم (7) هو رقم التمام، ذلك لأنه يليه رقمان لإتمام منظومة الأرقام كاملة، وبذلك يكون رقم (9) هو رقم الكمال.
خامسا : بعض المفاهيم الخاطئة لبعض المسلمين
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتخذ بعض المسلمين، البعيدين عن الفهم الحقيقي للكلمات القرآنية، من هذه الآية الكريمة حجة لمعاشرة زوجاتهم بشكل يومي، مدعين بأن الحـِلُ هنا إنما هو حَلُ لما هو ما كان محرم عليهم أثناء فترة الصيام وقبل الإفطار، فكما توجب تلبية شهوة الفم، فلابد من أن يصاحبها تلبية لشهوة الفرج، وصار ذلك دينهم وديدنهم، بل واتخذت هذه التصرفات قيمة قدسية في نفوسهم، وصار هناك إحساس بالتقصير في أداء الفرض، إذا ما الفرد توانى عن القيام به، وذاك خطأ في الفهم يوجب المراجعة، فالحـق قد أباح ذلك ولم يفرضه.
سادسا : التكبير في عيد الفطر
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
تركز الضوء في هذه الآية على صيام الفرض، والمحدد له شهر بذاته هو ثامن الأشهر القمرية، ألا وهو شهر رمضان، وكان هذا ما تصدر الآية، أما ما ورد في عجزها فكان إشارة إلى ضرورة إكمال عدة الشهر سواء أكان وترا ( 29 يوم )، أو كان شفعا (30) يوما، بعدها وبعد إكمال مجاهدة النفس والانتصار عليها بالصيام، يتوجب تكبير الله صبيحة الانتهاء من صيام الشهر الكريم في أول أيام عيد الفطر، إيذانا بانتهاء المجاهدة وفرحة بالنجاح في إتمام الفرض وانتظارا للجزاء الموعود.
التكبير بذلك يكون ضرورة لإعلان الفرحة ولإعلان النصر استجلابا لرحمات الله المتنزلة على عباده ذاك اليوم، وهو نوع من أنواع الشكر لله طمعا في رحمته وانتظارا لجزاءه.
سابعا : التعطر والتطيب نهار رمضان
يدعي سدنه الفقه القديم الموروث أنه لا يجوز للصائم غسل أسنانه بالفرشاة والمعجون المنعش والمعطر لرائحة الفم، متشدقين بمقولة نسبت زورا لنبي الرحمة تقول بأن
".....خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك... !!! "
أيضا واستمرارا لإدعاءاتهم المكرسة للكهنوت، والمتعبدة للطاغوت والتي تعمل على تزييف الدين بل الحرص على إنشاء دين مواز هو دين أبائهم، وهو لا صلة له بدين الله والذي تنزل على رسوله الكريم، يقولون بأنه يحظر على الصائم التعطر والتطيب نهار صومه، وكلها ادعاءات باطلة وما أنزل الله بها من سلطان، بل على العكس يحضنا الحق على العكس ، ذلك بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
كلمة أخيرة :
إن الأصل في الموضوع هو النية، والنية محلها القلب، والنية تصنع من الإنسان المؤمن قيـَّما على نفسه حارسا على أفعاله، فما من تصرف يقوم به الفرد إلا ويكون بداخله رقيب صارم يقوم على مراقبة النفس، وعلى ميزان أعماله بميزان غاية في الدقة من صنعه هـو.
بذلك تكون الطهارة نية؛ مع ما يكون من مظاهرها في التيمم من إضافة الأتربة على البدن.
والوضوء نية؛ فمهما كان كـَمّ الماء المتاح للوضوء، فيمكننا أن نكتفي بلمس بعض شعيرات من الشعر بالماء فإنها تفي بالغرض، كما يمكننا أيضا أن نمسح على الأرجل دون الغسيل الذي يتطلب كمية أكبر من المياه، فإذا توفر الماء فلا جناح على المتوضأ من الاغتسال، بل ومسح الرأس بالكامل.
ونعرج الآن على موضوع الاغتسال بعد ملامسة النساء، بما يعني ويشتمل على مواقعة المرء لزوجته، فإنه بعد إزالة آثار اللقاء من السوأتين بالاغتسال الموضعي ، يصير التوضؤ وكما أشار الحق في الآية (006) من سورة المائدة، وبذلك يتم التطهر من الحدث، وأما ما يتم الآن من ضرورة الاغتسال والاستحمام فإن فيها تزيد على أوامر الله وهو يصنف من باب النظافة وليس من باب التطهر.
والصوم نية؛ فإن سها الصائم وشرب مثلا فلا لوم عليه؛ وصومه صحيح وغير منقوص، أو ابتلع قليلا من الماء أثناء الوضوء دون قصد منه فصومه صحيح، ولا داعي للتقعر والمزايدة والحكم بضرورة إعادة الصوم أو الكفارة لأن في ذلك تكريس للكهانة وترسيخ للكهنوت.
الصوم والصيام نظرات متجددة
إعداد الباحث الإسلامي
المهندس / محمد عبد العزيز خليـــــــــفة داود
استشاري تصميم وبناء نظم معلومات الحــاسب الآلي
معهد الدراسات والبحوث الإحصائية - جامعة القاهرة
مقدمة :
الصيام هو أحد فروض أربعة فرضها الله على المسلم ليتمم نعمته عليه ويكمل له دينه، وقد تعهد سدنة الفقه القديم الموروث بالأخذ بأحكام للصيام ما أنزل الله بها من سلطان استنادا إلى روايات مدسوسة على رسول الله ملؤها الأكاذيب واستجلاب لأحكام مشوهة من الإسرائيليات واتخذوا كتاب الله مهجورا.
ونظرا لهذا فقد اجتهدنا في تدبر آيات الذكر الحكيم والتي تناولت أحكام الصيام وطبقا لمنهجية محددة الخطوات والمعالم لاستجلاء بعضا من النظرات المتجددة والتي تلمس هذا الموضوع.
تبدأ المنهجية في الخطوة أولا وثانيا بعرض بعض البيانات الاستهلالية والتي تخص الجِذر ( صـ . و . م )، ثم يعقبها في الخطوة ثالثا عرض جميع الاشتقاقات التي وردت للجذر ويتبع كل اشتقاق منهم الآيات التي ظهر فيها هذا الاشتقاق، وذلك حسب تصنيف المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، ثم يليها وفي الخطوة رابعا وبعد القراءة الممحصة والمتدبرة للآيات مجتمعة، ومراجعة للمعاني في بعض معاجم اللغة وخاصة تلك التي تتناول الدلالات المحورية ومقاييس اللغة، أن أعدنا ترتيب الآيات في حزم من المعاني المشتركة، بمعنى أن كل حزمة منها احتوت الآيات التي تجتمع على معنى بذاته، وبهذه الوسيلة سوف نقف على معاني جديدة ودائمة التجدد لكلمات الله.
يعقب ذلك وفي الخطوة خامسا تصنيف إحصائي لتوزيع ظهور الاشتقاقات في السور، ثم وفي الخطوة سادسا تصنيف إحصائي آخر يخص توزيع الاشتقاقات المختلفة في المعاني المشتركة، والخطوتان تهمان فقط الباحث المتخصص.
ثم تأتي مرحلة التقاط النتائج واستخراج العبر من النظرات المتجددة في الخطوة سابعا والتعليق على هذه المستخرجات، ومناقشتها بعمق وصولا إلى الجديد من المعاني، مثل الفارق بين الصيام والصوم، ومثل الزحزحة الزمنية لموعدي الفطور والإمساك، ومثل صيام الفرض وصيام التطوع بأجنحته الثلاثة ( النذر، والنفل، والكفارة)، ومثل تمام النعمة وكمال الدين، ومثل مناقشة تساؤل في أن الحائض ليس عليها جناح في أن تصوم وأن تحج وأن تصلي وأن تقرأ القرآن...!!
نسأل الله العلي القدير العون فيما نحن مقدمون عليه، ونسأله التوفيق والسداد، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
البيانات الاستهلالية للجِذر ( صـ . و . م )
أولا : الجذر ( صـ . و . م ) هو الجذر (60) من (65) جذرا هي جذور
حرف " الصاد "
ثانيا : صفحات المعجم من 399 – إلى 417
والجِذر يقع في صفحة 417
الجِذر له (07) اشتقاق ، وله (14) استخدام
ثالثا : عرض تفاصيل الاشتقاقات والاستخدامات والتي وردت
متعاقبة في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن
من نظم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ، طباعة المكتبة
الإسلامية – محمد أوزدمير، استانبول – تركيا - 1982
اشتقاقات الجِذر (صـ . و . م) والاستخدامات التي وردت فيها :
الاشتقاق (01) هو (تَصُومُوا) وله (01) استخدام،
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
الاشتقاق (02) هو ( فَلْيَصُمْهُ) وله (01) استخدام،
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
الاشتقاق (03)هو ( صَوْمًا ) وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
الاشتقاق (04)هو (الصِّيَامُ ) وله (08) استخدام
1. الاستخدام الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
3. الاستخدام الثالث
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
4. الاستخدام الرابع
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
5. الاستخدام الخامس
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
6. الاستخدام السادس
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
7. الاستخدام السابع
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
8. الاستخدام الثامن
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
الاشتقاق (05)هو ( صِيَامًا) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(05/07)]
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
الاشتقاق (06)هو ( وَالصَّائِمِينَ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(06/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
الاشتقاق (07)هو ( وَالصَّائِمَاتِ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(07/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
رابعا : عرض تفاصيل المعاني المشتركة، وكذا الاشتقاقات والاستخدامات تلك التي وردت ضمن كل معنى منها
بعد استعراض كافة اشتقاقات الجذر ( صـ . و . م ) ومعها الاستخدامات التي انضوت تحتها، وبعد القراءة المتدبرة، والتفكر في المعاني، ومراعاة المعاني المعجمية، وتوجهات المعاني الدلالية، وإشارات معاني الرسم القرآني، وكذلك المعاني المستخرجة من السياق العام، نرى أن إعادة توزيع الآيات بناء على وجود معنى مشترك بينها، سوف يفصح عن (06) من المعاني مشتركة :
المعنى المشترك (01) فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر
، وله (03) استخدام
المعنى المشترك (02)مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (03) صيام التطوع
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات
، وله (06) استخدام
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر
العظيم ، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام
، وله (01) استخدام
وفيما يلي سوف نستعرض تفاصيل هذا النوع من التقسيم، والذي يجمعها معنى بذاته في كل منها، والمعاني المشتركة والاستخدامات التي انضوت تحتها :
المعنى المشترك (01)فرض الصيام، والغرض منه التقوىوالشكر ، وله (03) استخدام
1. الاستخدام الأول في المعنى المشترك الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني في المعنى المشترك الأول
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
3. الاستخدام الثالث في المعنى المشترك الأول
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (02) مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها ، وله (01) استخدام
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (03) صيام التطوع ، وله (01) استخدام
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات ، وله (06) استخدام
1. فدية الاحصار في الحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
2. فدية التمتع بين العمرة والحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
3. كفارة القتل الخطأ
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
4. كفارة اللغو وعقد اليمين
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
5. كفارة قتل الصيد أثناء الإحرام
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
6. الوعظ بكفارة الظهار من النساء
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر العظيم ، وله (01) استخدام
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام ،
وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
خامسا : استكمال بيانات الجدول (5) وهو جدول لعرض تفاصيل
ظهور الاشتقاقات في السور القرآنية والتي ظهرت فيها.
الجدول (5) عرض تفاصيل توزيع الاشتقاقات على السور التي ظهرت فيها :
م |
ترتيب |
اسم الســــورة |
ترقيم الآية ونص ( الاشتقاق/ الاشتقاقات ) |
|
1 |
002 |
البقرة |
183 الصِّيَامُ& 184 تَصُومُوا& 185 فَلْيَصُمْهُ& 187 الصِّيَامِ& 196 صِيَامٍ |
|
2 |
004 |
النساء |
092 فَصِيَامُ |
|
3 |
005 |
المائدة |
089 فَصِيَامُ& 095 صِيَامًا |
|
4 |
019 |
مريم |
026 صَوْمًا |
|
5 |
033 |
الأحزاب |
035 وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
|
6 |
058 |
المجادلة |
004 فَصِيَامُ |
سادسا :
جدول (6) عرض توزيع الاشتقاقات والاستخدامات طبقا لورودها في التخريجات
ر |
المعنى المشترك |
الاشتقاقات |
1 |
فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر |
1.1 الصِّيَامِ 1.2 فَلْيَصُمْهُ |
2 |
مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها |
الصِّيَامِ
|
3 |
صيام التطوع |
تَصُومُوا |
4 |
الكفـَّارات |
فَصِيَامُ |
5 |
النتيجة المرجوة من الصيام |
وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
6 |
الصوم المختلف عن الصيام |
صَوْمًا |
سابعا : نتيجة البحث والتعليقات.
عرض نتائج البحث :
أولا :
تعريف الصيام :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن المأكل والمشرب وعن الاقتراب من النساء والتدخين عدة ساعات محددة من النهار .
تعريف الصوم :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن تصرف بشري بخلاف المأكل والمشرب وملامسة النساء، مثل الامتناع عن التكلم، وقد وردت الإشارة إليه ولمرة واحدة في الآية الكريمة
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
ثانيا :
مواقيت الصيام والمسموح به في غيرها :
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتضح من الآية الكريمة أن الإمساك عن المأكل والمشرب هو عندما يمكننا التمييز بين لوني خيطين أحدهما لونه أبيض والآخر لونه أسود، وهذا بالطبع لن يتأتى إلا في ضوء الفجر وهو ضوء قبل طلوع الشمس، والفجر بهذا المعنى يعني تفجر الضياء مع شفافية العتامة دون ظهور الشمس أو بزوغها عند الأفق، وهذا يعني المساحة الزمنية والتي تسبق شروق الشمس بمدة تتراوح بين العشرون والثلاثون دقيقة.
وحقيق بنا أن نشير إلى أنه بذلك يجب أن يتغير مفهوم لفظة الفجر في مفاهيمنا المعرفية المتواصلة والمتواترة من المواعيد التي هو عليها، إلى أن يصبح في نصف الساعة التي تسبق طلوع الشمس، وذلك يتوافق مع مطلوب الله في المواعيد والتي أشار إليها الحق في أفضل أوقات الذكر
011114 { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } هود
020130{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } طه
ومن الجدير بالذكر أن طرفي النهار هما وقتي الفجر وقبل طلوع الشمس، وما بعد الغروب وقبل دخول الليل.
والذي يستدعي الدهشة أن تراثنا الثقافي الديني، قد عجَّ بخلائط فكرية، تقول بعكس ذلك حيث جعلت من مواقيت قبل الشروق وقبل الغروب أوقات كراهة للصلاة والذكر، ألا يستدعي ذلك ضرورة مراجعة مثل هذه المدسوسات على رسولنا الكريم والتزامنا فقط بما ورد صراحة في كتاب الله الكريم حيث قطعية الدلالة وقطعية الثبوت.
وعود إلى الآية (187) البقرة حيث ورد توجيه أخر وهو ما يجب علينا التنبه إليه، وذلك عن الميقات الذي يتوجب فيه الإقلاع عن الصيام والإفطار من رزق الله، وهو إتمام الصيام إلى الليل، ولكي لا ندخل في متاهات الآراء في هذه النقطة ، سوف نفزع إلى قول الله تعالى
017012 {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) } الإسراء
حيث يذكر الحق " ... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً..." أي أن علامة استمرار النهار هو إبصار الأشياء بالعين المجردة وذلك بعد اختفاء قرص الشمس من خط الأفق، أي استمرار وجود للضوء بعد تمام الغروب، وتستمر هذه الحالة أيضا بين العشرون والثلاثون دقيقة بعد غروب الشمس، حيث يعد ذلك بداية الليل وكما عرَّفه الله لنا.
ويعني هذا أننا يجب علينا الانتظار صائمين حتى يجن الليل، ثم نفطر بعدها، أما ما يحدث الآن من الإسراع بالفطور لحظة آذان المغرب وطبقا لرواية منسوبة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من ضرورة تعجل الفطور، فهذه الرواية تعتبر غير متوافقة مع ما جاء في كتاب الله وعلينا ألا نلتفت إليها أو الأخذ بما جاء فيها.
ملحوظة مهمة :
وردت كلمة الحساب في عجز الآية
"......وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ...."،
حيث يبرز سؤال مهم، ذلك أن تعاقب الليل والنهار نعلم منه عدد السنين، فما هو ضرورة وسبب ظهور لفظ الحساب في الآية ؟
وتأويل ذلك أنه قد ورد في الآية الكريمة
".... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ....."
بما يعني حالتين للكون ولا ثالث لهما، حالة المحو وحالة الإبصار، فلو اصطلحنا على أن حالة المحو يرمز لها بالرمز "صفر"، وأيضا حالة الإبصار يرمز لها بالرمز الرقمي "واحد"، لحصلنا على رمزين رقمين ولا ثالث لهما، وهما ما يشكلان واقع الأمر طرفي النظام الرقمي الثنائي (Binary System )، وهي إشارة من الحق إلى أن الإنسان سوف يتوصل بعلمه النسبي حين يأذن الله بذلك إلى الوصول إلى نظام رقمي حسابي يقوم في الأساس على رقمين فقط وهم الصفر والواحد، وأن هذا النظام سيسيطر على كل العمليات الحسابية والمنطقية والتي بها سوف يكمل الإنسان طفرته العلمية وتقدمه نحو معالم وعوالم وآفاق غير مسبوقة، وهذا ما يفسر ورود لفظة " الحساب" في الآية، وفي هذا الصدد بحث خاص بالأرقام والترقيم في القرآن الكريم للكاتب.
ثالثا :
ما هو الفارق بين صوم التطوع وصوم الفرض ؟؟
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
صوم التطوع ليس له وقت محدد من العام، يأتي على ثلاثة أشكال ( النذر ، النافلة ، الكفارات )
أما صوم الفرض فمحدد له شهر محدد بذاته، ألا وهو شهر رمضان حيث قال الحق
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
عرض الحق لنوعي الصيام في الآيتين الكريمتين، وقد وردت فيهما عبارة مشتركة بنفس المعنى، وهو المقطع
"....فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...."
وقد وردت في صيام التطوع
".....فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر........." وقد وردت في صيام الفرض
على أن نلاحظ أن " مِنْكُمْ " قد اختلف ترتيب ظهورها في العبارتين، فقد ظهرت كثالث كلمة في نص الاستثناء بالإفطار في صيام التطوع، كما تصدرت فاء التحديد أداة التخصيص
" فَمَنْ "
أما في صيام الفرض فقد سبقت بظهورها العبارة بالكامل، وكما سبقت واو الاستئناف أداة التخصيص " وَمَنْ ".
كان هذا على المقطع المشترك بين الآيتين، أما عن الجزء المختلف فقد ورد في عجز الآية التي تشير إلى صيام التطوع، ثلاثة مقاطع، يحتاج كل منها إلى تبيان خاص به
المقطع الأول :
"...وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ..."
فقد وردت" وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ " ، فالعبارة واضحة وقاطعة، بأنه يمكن في صيام التطوع فقط، ( وأعود فأكرر أن هذا الاستثناء يمكن العمل به في حالة صيام التطوع ولا يجوز انسحاب ذلك الاستثناء على صيام الفرض ) ، على من يطيق الصيام، أي تمكنه حالته الصحية من أداء صيام التطوع يمكنه إذا ما أراد أن يفتدي صيام التطوع بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا أدري من أي أتى سدنة الفقه القديم الموروث بإضافة من عند أنفسهم تقلب المعنى رأسا على عقب، فقد أروى معظمهم إن لم يكن هناك إجماع منهم على أن المعنى المقصود هنا هو لا يطيقونه...!!!
وهذا يعني ببساطة أن القرآن به نقص وتطوعوا هم لإكماله بإضافة " لا " حيث تنفي حد الاستطاعة...!!!
يا سادة.... القرآن ليس به نقص ولا يحتاج لمن يتطوع لإكماله فقد ورد في معاني اكتمال القرآن وإحكامه لآياته
011001 { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) }
هود
040003 { حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) } فصلت
006038 { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
(38) } الأنعام
وأعود لأذكـِّر بأن هذا التخفيف يعـُمل به فقط في صيام التطوع بأشكاله الثلاثة.
المقطع الثاني : "....فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ....."
وهنا يؤكد الحق، أن الموضوع برمته هو تطوع، وسماحة نفس للتقرب من الله، بأداء نافلة صيام التطوع، والتي هي أحد بنود ثلاثة للإحسان
( فهناك إحسان التطوع والذي هو أداء نافلة على نفس شكل الفريضة، وإحسان التفضل وهو التفضل ببعض ما تملكه من فضل من مال أو قوة أو وقت أو سلطان لمساعدة الآخرين والذين هم في حاجة إلى ذاك الفضل، ويأتي في النهاية إحسان الإتقان وهو وضع مواصفات ومواقيت تنفيذ أي عمل ثم الالتزام الصارم بهذه المواصفات)
المقطع الثالث :
"....وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ...."
وفي هذا المقطع يؤكد الحق، أو هو يزيد من تأكيده، على أن الأفضل للعابد المتقرب إلى الله بنافلة الصوم، أن يمارس فعلا هذا الصوم، ولا يلجأ للاستثناءات المسموح بها في هذا المضمار إلا في أضيق الحدود وعند الاضطرار، لأن في ذلك ليس فقط مرضاة للرب، وإنما هو في ذلك الخير الوفير الذي يعود على الإنسان المؤمن من تحسن في صحتيه البدنية والنفسية، وأحاسيس الراحة التي تعتريه إزاء إحساسه باقترابه من ربه ومن قرب الله منه، مما يجدد من شحنه بالطاقات الإيجابية اللازمة لاستمرار الحياة وتطويرها إلى الأفضل والأحسن والأكمل.
ثم نأتي لفرعية أود لو ألقيت الضوء عليها وهي تخص تفاصيل أداء أحد الكفارات - القتل الخطأ - حيث أشار الحق
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
والسؤال الذي يفرض نفسه
هل نحمل التتابع الذي ورد في الآية على أنه معنى أم عددية محددة ؟؟
ونقوم بعرض السؤال بشكل أخر : هل في هذا التتابع أي استثناء من مرض أو سفر ؟؟
أم أنه يجب علينا أن نأخذ التتابع بشكل صارم ؟ أي بحرفيته دون معناه ؟
فإذا ما ذهبنا إلى ما قال به سدنة الفقه القديم الموروث من حدية العدد وصرامة تنفيذه؛
فما هو الوضع إذا ما أفطر هذا الذي عليه حد الصيام لشهرين متتابعين يوما منهم، أي أنه قطع التتابع ولم يحافظ عليه ؟؟
يقوم سدنة الفقه القديم الموروث بالإجابة على هذا السؤال، بإجابة تبدو غير منطقية، فهم يقولون بأن عليه أن يبدأ الصيام من جديد لشهرين متتابعين دون أي انقطاع...!!!
فإذا ما حدث ولم يحافظ على الاستمرارية فعليه أن يبدأ من جديد وهكذا يبقى صائما دوما...!!!
هذا إن كان المذنب رجلا، فما الحال لو كان القاتل بالخطأ سيدة، والمعروف أن السيدات تأتيهن دورات الطمث الشهرية ؟؟
وعلى حسب أقوالهم، فإن السيدة حين تأتيها دورة الطمث الشهرية، فإنها يجب أن تتوقف على الفور عن أداء الفرائض الثلاثة
( الصلاة ، والصوم ، والحج )، كما تتوقف عن ذكر الله بمتابعة قراءة القرآن، حيث أنها نجس ولا يصح منها لمس المصحف وهذا افتراء واضح على دين الله والذي ورد في محكم آياته وفي قرآنه الكريم، حيث قال الحق
002222 { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) } البقرة
الشئ الوحيد الذي أشار به الحق هو عدم مواقعة الزوجات في أثناء طمثهن، ولم يرد لا بالتلميح ولا بالتصريح أمر غير ذلك، وكل هذه الممنوعات والتي يتشدق بها سدنة الفقه، إنما هي من مدسوسات اليهود في روايات منسوبة إلى النبي، ما أنزل الله بها من سلطان، بل أزادوا الطين بلة إذ منطقوا رواية ادعوا فيها أن النساء ناقصات عقل ودين، استنادا على فكرة عدم أداء الفرائض في وقت الطمث فهن بذلك ناقصات دين، أما عن نقصان العقل فهو أنه تعتريها في أثناء أيام الطمث اضطرابات نفسية وبدنية تجعلها بعيدة عن القرارات المتعقلة أثناء هذه الفترة...!!!
هل هذا كلام يعقل ..؟ أو يمكن أن يوافق عليه بشر به شئ من عقل ؟
وقد يتحجج سدنة الفقه دفاعا عن روايات مشوهة منسوبة إلى نبي الرحمة، تذكر للنساء نقصان العقل والدين، بأن الله قد أورد في كتابه أن شهادتها مبتورة، ولو كانت شهادتها سليمة لاكتفى منهن بواحدة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)
والرد على مثل هذا الإدعاء، أن هذه الشهادة ليست شهادة جنائية أو ليست شهادة على عقد زواج، وإنما هي شهادة على أن هناك من يدين آخر بدين، فهي إذن شهادة لموقف خاص ولا يجوز تعميمه.
وأما الرد على المقطع" أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "
فالضلال الموصوف في الآية لا يعني رميها بنقصان العقل، بل يعني العكس من ذلك، فإن النساء صاحبات هوى، وقد يرين المصلحة من وجهة نظرهن في الأخذ برأي ما، قد يكون مخالفا للحقيقة والمفروض فيها أن تشهد بصحتها، لذا طلب الحق أن تكونا امرأتين لزوم التذكير إذا ما لزم الأمر، ولو كان الأمر كما يدعون من عدم رجاحة عقل المرأة أثناء فترة الحيض لاشترط الحق خلوهن من الطمث أثناء تأدية الشهادة.
اتقوا الله وعودوا إلى كتاب الله الذي اتخذتموه مهجورا .
وقد يتشدق قائل، بأن نص الآية ( 222 ) من سورة البقرة ينص على عدم الاقتراب من النساء حتى يطهرن، بما يعني أنهن يكن غير طاهرات أثناء دورات الطمث، وبذلك فلا تصح لهن صلاة ولا نسك...!!!
والرد على ذلك غاية في البساطة، وهو أن التطهر المشار إليه هنا في هذه الآية خاص بالتطهر لصلاحية الالتقاء بالأزواج وليس لغرض أخر من صلاة أو نسك، ودليل ذلك أن منقضات الوضوء والتي وردت في آيتين فقط من آيات الذكر الحكيم لم تحتويا على أي إشارة إلى أن الحيض من منقضات الوضوء فقد أورد الحق
004043 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) } النساء
005006 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) } المائدة
هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الطهارة المشار إليها في الآية (06) من سورة المائدة وردت في موقعين منها
الأول : وردت "...وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا...." ،
والجنب ليس هو ما يتنادى به سدنة الفقه من وقوع مواقعة مع الزوجة، وذلك لأنه ورد في نفس الآية وبعد اثنتي عشر كلمة منها "....أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاء...."، بما يغطي هذا النوع من نقائض الوضوء، وحقيقة الأمر أن الجنب هو الشخص الذي يتجنبه المصليين في المسجد، لتعلق ملابسه بشئ من القذر
( مثلا الشحم في ملابس فنيو إصلاح السيارات، أو الدماء ورائحتها المقززة على ملابس الجزارين، أو رائحة الزفرة المنتنة المتصاعدة من الصيادين وبائعو الأسماك .....)،
وقد أمر الحق بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
الثاني : وردت عبارة "....وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ...." بعد الإشارة إلى عدم وجود الماء، واللجوء حينها للتيمم بالتراب المتصاعد، في حالات القيام من المرض أو أثناء السفر بما يعني تأثر المرء بشعثاء السفر من أتربة واجهادات وعناء، أيضا العودة من الغائط، وأخيرا بعد ملامسة النساء، وكلها تعني التأثر بشكل ما بحالة من حالات نواقض الوضوء، ومعنى إضافة الأتربة المتصاعدة على الوجه واليدين أننا نزيد الطين بلة، فمن الشكل الظاهري أننا نزيد من مستوى الإحساس بعدم النظافة، بالمزيد من إضافة الجاف من التراب، فالموضوع المقصود هنا في هذا المقام ليس هو التطهر الظاهري بإزالة ما علق بالجسم، ولكن المقصود هو التطهر المعنوي وهو الذي يعقب نية الطهارة، فالطهارة بذلك تكون شيئا معنويا وجدانيا داخليا، ولا تدخل في نطاق التطهر الظاهري بشكله المرئي الملموس، أو الاغتسال والاستحمام بشكله المعروف فهذا يدخل في نطاق النظافة وليس في نطاق التطهر.
ونخرج من هذه الإشارات، إلى أنه لم يرد من قريب ولا بعيد أي حظر للمرأة الحائض من قيامها بأداء الفروض من صلاة وصيام وحج، وفي هذا حل لإشكالية صيام شهرين متتابعين للمرأة كفارة للقتل الخطأ، أيضا ينفي عن النساء أنهن ناقصات عقل ودين.
وتبقى إشكالية عدم مسها للقرآن أثناء دورة الطمث، وحل هذه الإشكالية يكمن في سورة الواقعة
056079 { إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) } الواقعة
فقد وردت فيها الآية" لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ "،
والمقصود بـ المطهرون هنا أنهم الملائكة الموكل إليهم التعامل مع اللوح المحفوظ، والمحفوظ به القرآن، وهم ملائكة مطهرون من قِبـَل الله فهم طاهرون دوما، ولا ينسحب هذا الحكم على البشر، فالبشر متطهرون، أي يمكن أن يكونوا غير طاهرين أحيانا،- حالات نواقض الوضوء - وهذا يعني أن الأمر بعدم مس كتاب الله إلا في حالة الطهارة لا يشملهم، فيمكن لمن ألم به طائف من نواقض الوضوء أن يقرأ القرآن وأن يتلوه حق تلاوته.
أما وقد أقررنا بعدم صحة الزعم بعدم طهارة الحائض، وأنها على الطهر إذا ما توضأت، - أو تيممت في حالة عدم وجود الماء - وهذا الحجم من الطهر لا يسمح لها بمعاشرة الزوج حيث نهى الحق عن ذلك، وهذا هو المنع الوحيد المنصوص عليه قرآنا يتلى ويتعبد بقراءته، إلا بعد انقطاع الطمث وتطهرها منه.
وهناك فريق من العلماء، المجددين يرى أن تأويل الآية يذهب إلى عمق ثان من أعماق التدبر السبع، وهو يركز الضوء على معنى الـ " مس " حيث أنهم يروا أن المس الوارد هنا ليس مسا ظاهريا فيزيائيا للقرآن، وإنما هو المس بمعنى الفهم المتدبر للقرآن، وهذا النوع من الفهم الراقي للقرآن لن يمنحه الله لغير المطهرين، والطهر عكسه النجس وهي كلمة وردت لمرة واحدة في القرآن في تفرد مطلق ( جِذر واحد واشتقاق واحد واستخدام واحد ) وقد وردت في الآية
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) } التوبة
وبذلك يكون المعنى المقصود من النجاسة هو الشرك بالله، - وليست النجاسة الظاهرية - وعليه يكون الطهر هو لمن يؤمن بوحدانية الله ولهذا المؤمن الطاهر والمطهر من عوالق الشرك وله فقط سوف تتفتح آفاق الفهم والتقاط أعماق المعاني، إذا ما تدبر القراءة وأحسن التفكر في التلاوة، واجتهد مخلصا في الترتيل.
ملحوظات مهمة :
أولا : ورد في نواقض الوضوء،
".... أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ...."،
والغائط هو الإخراج من أحد الدبرين، إما سائل البول أو الغائط المغلظ ( البراز )، بل يعتبر كذلك دم الطمث غائطا، وقد تصدرت هذه العبارة
" أَوْ جَاءَ " ويعني هذا أن هناك مكان مخصص لقضاء الحاجة وللتخلص من فضلات الطعام والشراب - الخلاء قديما وهي عبارة عن مسطح من الأرض تحجبه عن العيون بضع صخرات أو أسوار، أو دورات المياه حديثا - ويجب على من أتته الرغبة في التخلص من فضلات الجسم أن يتوجه بعيدا إلى الخلاء أو يغلق باب دورة المياه عليه، بمعنى أنه سوف تكون هناك حركة ذهاب ومجيء، لكن إخراج الريح لن يتطلبمثل هذا العناءمن الحركة، لذا فلا يجب أن ينسحب حكم العودة من الغائط على إخراج الريح، فضلا عن أنه لم ترد الإشارة الصريحة القاطعة إلى أن إخراج الريح من نواقض الوضوء، وحكم أن إخراج الريح من نواقض الوضوء أرى فيه تزيد وهو محمول على باب الأحوط.
ثانيا : ورد في كتب الروايات المنسوبة زورا إلى نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه، أنه كان يقبل نساءه نهار رمضان...!!!
· الرواية (1792) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت كان النبي يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه "
· الرواية (1827) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان رسول الله يقبل بعض زوجاته وهو صائم ثم ضحكت...."
· الرواية (25966) المسند
وكان الحديث يدور حول أم المؤمنين عائشة
" كان رسول الله يقبلها وهو صائم ويمص لسانها نهار رمضان..."
بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك، بأن الرسول - حاشاه - كان يباشر نساءه أثناء حيضهن، حيث جاء في مصنف البخاري الرواية (291) كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضا، وأراد رسول الله أن يباشرها، أمرها أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها.....
قالت وأيكم يملك إربه، كما كان النبي يملك إربه ؟ "
ووردت رواية بنفس المعنى في الرواية (292) مصنف البخاري
يا قوم....
اتقوا الله في نبيكم ولا ترموه بمثل هذه الترهات، والتي رماه بها أعداء الله
ورددتها من بعدهم ودون وعي أو فهم أقوام وأقوام، وقرون وقرون وأضفوا عليها من القداسة ما يجعلها تناطح كتاب الله، بل وزادوا وتزايدوا في غيهم وادعوا أن مصنف البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله، ثم تمادوا في الضلال وقالوا بحاجة القرآن إلى مذكرة تفسيرية، وهذه المذكرة التفسيرية والتي ادعوها، ضمنوها زورا مدسوسات المدلسين وأقوال المدعين، وتهويمات سدنة الكهنوت، وإبداعات عبدة الطاغوت
يا قوم ...
القرآن ليس به نقص، ولا يحتاج إلى مذكرات تكميلية، أو إضافات تفسيرية
والمرجو العودة إلى كتاب الله وعدم تركه مهجورا.
رابعا :
ما هو الفرق بين التمام والكمال ؟؟
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
· الثلاثة وحدها، وكذلك السبعة وحدها وليستا
متداخلتين (أي أن الثلاثة ليست ضمن السبعة)
· فيه الإشارة إلى عملية الجمع الحسابية
( مطلوب الإشارات القرآنية للعمليات الحسابية )
· الفرائض في الإسلام ظاهرها التكليف، لكنها في
مفهومها العميق نعمة من الله، حيث يدلنا الحق
على وسيلةالتواصل الدائم معه، وعلى عبادته
حق العبادة، والثابت أنأخر فَرض فـُرض في
الإسلام هو فريضة الحج،
( فـُرض الحج في العام التاسع الهجري، وحج
الرسولحجته المتفردة في العام العاشر الهجري
حيث خطب خطبته الشهيرة والتي سميت خطبة
الوداع)
وقد جمع الحق بين كمال الدين وتمام النعمة في آية واحدة
005003 {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) } المائدة
الإكمال : الأصل الإيماني موجود لكن الإكمال للأفرع الناقصة، والدين قد اكتمل بعد فرض فريضة الحج، وبذلك يكون من مات من المسلمين قبل فريضة الحج مسلما، لأنه مات على الأصل الإيماني.
الإتمام : نـِعَم الله الكثيرة كانت ناقصة لنعمة الحج، أي كان الأصل في النعمة ناقص والتمام كان بفرض فريضة الحج، وهي تمام نعمة الفرائض، وهناك إتمام للفريضة بإتمام أداء أركانها ، على ألا يتصور أحد أنه قد أكمل النسك، فمهما اجتهدت في الأداء فسوف يبقى دون الكمال، لذا ظهر طلب الاستغفار بعد إتمام أداء النسك في الآية
002199 { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) } البقرة
وقد اصطلح العرب على أن العدد التام هو ( سبعة )، وذلك لأنه يعقبه الثمانية وصولا إلى العدد الكامل ( التسعة ).
وواقع الأمر أن التسمية شابها بعض الخطأ أو فلنقل بعض الخلط، فبعد ظهور الحاسبات الإلكترونية، والتي سميت الحاسبات الرقمية
فقد تطلب الأمر تصحيح أو تضبيط التعريفات الخاصة بالأرقام وكذا بالأعداد، فقد صار التعريف كالآتي
الرقم : هو كم حسابي ذو طبيعة فردية يعبر عنه برمز خاص ،
ويكتب في خانة نظامية واحدة، وبذلك تكون منظومة
الأرقام محصورة بين رقمي الصفر والتسعة، أي أنها
عشرة أرقام.
العدد : هو حزمة من الأرقام يجمعها نظام رقمي رياضي،
ففي النظام العشري تبدأ منظومة الأعداد من العدد
(10) وتصاعديا إلى ما لا نهاية.
الشاهد أن رقم (7) هو رقم التمام، ذلك لأنه يليه رقمان لإتمام منظومة الأرقام كاملة، وبذلك يكون رقم (9) هو رقم الكمال.
خامسا : بعض المفاهيم الخاطئة لبعض المسلمين
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتخذ بعض المسلمين، البعيدين عن الفهم الحقيقي للكلمات القرآنية، من هذه الآية الكريمة حجة لمعاشرة زوجاتهم بشكل يومي، مدعين بأن الحـِلُ هنا إنما هو حَلُ لما هو ما كان محرم عليهم أثناء فترة الصيام وقبل الإفطار، فكما توجب تلبية شهوة الفم، فلابد من أن يصاحبها تلبية لشهوة الفرج، وصار ذلك دينهم وديدنهم، بل واتخذت هذه التصرفات قيمة قدسية في نفوسهم، وصار هناك إحساس بالتقصير في أداء الفرض، إذا ما الفرد توانى عن القيام به، وذاك خطأ في الفهم يوجب المراجعة، فالحـق قد أباح ذلك ولم يفرضه.
سادسا : التكبير في عيد الفطر
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
تركز الضوء في هذه الآية على صيام الفرض، والمحدد له شهر بذاته هو ثامن الأشهر القمرية، ألا وهو شهر رمضان، وكان هذا ما تصدر الآية، أما ما ورد في عجزها فكان إشارة إلى ضرورة إكمال عدة الشهر سواء أكان وترا ( 29 يوم )، أو كان شفعا (30) يوما، بعدها وبعد إكمال مجاهدة النفس والانتصار عليها بالصيام، يتوجب تكبير الله صبيحة الانتهاء من صيام الشهر الكريم في أول أيام عيد الفطر، إيذانا بانتهاء المجاهدة وفرحة بالنجاح في إتمام الفرض وانتظارا للجزاء الموعود.
التكبير بذلك يكون ضرورة لإعلان الفرحة ولإعلان النصر استجلابا لرحمات الله المتنزلة على عباده ذاك اليوم، وهو نوع من أنواع الشكر لله طمعا في رحمته وانتظارا لجزاءه.
سابعا : التعطر والتطيب نهار رمضان
يدعي سدنه الفقه القديم الموروث أنه لا يجوز للصائم غسل أسنانه بالفرشاة والمعجون المنعش والمعطر لرائحة الفم، متشدقين بمقولة نسبت زورا لنبي الرحمة تقول بأن
".....خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك... !!! "
أيضا واستمرارا لإدعاءاتهم المكرسة للكهنوت، والمتعبدة للطاغوت والتي تعمل على تزييف الدين بل الحرص على إنشاء دين مواز هو دين أبائهم، وهو لا صلة له بدين الله والذي تنزل على رسوله الكريم، يقولون بأنه يحظر على الصائم التعطر والتطيب نهار صومه، وكلها ادعاءات باطلة وما أنزل الله بها من سلطان، بل على العكس يحضنا الحق على العكس ، ذلك بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
كلمة أخيرة :
إن الأصل في الموضوع هو النية، والنية محلها القلب، والنية تصنع من الإنسان المؤمن قيـَّما على نفسه حارسا على أفعاله، فما من تصرف يقوم به الفرد إلا ويكون بداخله رقيب صارم يقوم على مراقبة النفس، وعلى ميزان أعماله بميزان غاية في الدقة من صنعه هـو.
بذلك تكون الطهارة نية؛ مع ما يكون من مظاهرها في التيمم من إضافة الأتربة على البدن.
والوضوء نية؛ فمهما كان كـَمّ الماء المتاح للوضوء، فيمكننا أن نكتفي بلمس بعض شعيرات من الشعر بالماء فإنها تفي بالغرض، كما يمكننا أيضا أن نمسح على الأرجل دون الغسيل الذي يتطلب كمية أكبر من المياه، فإذا توفر الماء فلا جناح على المتوضأ من الاغتسال، بل ومسح الرأس بالكامل.
ونعرج الآن على موضوع الاغتسال بعد ملامسة النساء، بما يعني ويشتمل على مواقعة المرء لزوجته، فإنه بعد إزالة آثار اللقاء من السوأتين بالاغتسال الموضعي ، يصير التوضؤ وكما أشار الحق في الآية (006) من سورة المائدة، وبذلك يتم التطهر من الحدث، وأما ما يتم الآن من ضرورة الاغتسال والاستحمام فإن فيها تزيد على أوامر الله وهو يصنف من باب النظافة وليس من باب التطهر.
والصوم نية؛ فإن سها الصائم وشرب مثلا فلا لوم عليه؛ وصومه صحيح وغير منقوص، أو ابتلع قليلا من الماء أثناء الوضوء دون قصد منه فصومه صحيح، ولا داعي للتقعر والمزايدة والحكم بضرورة إعادة الصوم أو الكفارة لأن في ذلك تكريس للكهانة وترسيخ للكهنوت.
الصوم والصيام نظرات متجددة
إعداد الباحث الإسلامي
المهندس / محمد عبد العزيز خليـــــــــفة داود
استشاري تصميم وبناء نظم معلومات الحــاسب الآلي
معهد الدراسات والبحوث الإحصائية - جامعة القاهرة
مقدمة :
الصيام هو أحد فروض أربعة فرضها الله على المسلم ليتمم نعمته عليه ويكمل له دينه، وقد تعهد سدنة الفقه القديم الموروث بالأخذ بأحكام للصيام ما أنزل الله بها من سلطان استنادا إلى روايات مدسوسة على رسول الله ملؤها الأكاذيب واستجلاب لأحكام مشوهة من الإسرائيليات واتخذوا كتاب الله مهجورا.
ونظرا لهذا فقد اجتهدنا في تدبر آيات الذكر الحكيم والتي تناولت أحكام الصيام وطبقا لمنهجية محددة الخطوات والمعالم لاستجلاء بعضا من النظرات المتجددة والتي تلمس هذا الموضوع.
تبدأ المنهجية في الخطوة أولا وثانيا بعرض بعض البيانات الاستهلالية والتي تخص الجِذر ( صـ . و . م )، ثم يعقبها في الخطوة ثالثا عرض جميع الاشتقاقات التي وردت للجذر ويتبع كل اشتقاق منهم الآيات التي ظهر فيها هذا الاشتقاق، وذلك حسب تصنيف المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، ثم يليها وفي الخطوة رابعا وبعد القراءة الممحصة والمتدبرة للآيات مجتمعة، ومراجعة للمعاني في بعض معاجم اللغة وخاصة تلك التي تتناول الدلالات المحورية ومقاييس اللغة، أن أعدنا ترتيب الآيات في حزم من المعاني المشتركة، بمعنى أن كل حزمة منها احتوت الآيات التي تجتمع على معنى بذاته، وبهذه الوسيلة سوف نقف على معاني جديدة ودائمة التجدد لكلمات الله.
يعقب ذلك وفي الخطوة خامسا تصنيف إحصائي لتوزيع ظهور الاشتقاقات في السور، ثم وفي الخطوة سادسا تصنيف إحصائي آخر يخص توزيع الاشتقاقات المختلفة في المعاني المشتركة، والخطوتان تهمان فقط الباحث المتخصص.
ثم تأتي مرحلة التقاط النتائج واستخراج العبر من النظرات المتجددة في الخطوة سابعا والتعليق على هذه المستخرجات، ومناقشتها بعمق وصولا إلى الجديد من المعاني، مثل الفارق بين الصيام والصوم، ومثل الزحزحة الزمنية لموعدي الفطور والإمساك، ومثل صيام الفرض وصيام التطوع بأجنحته الثلاثة ( النذر، والنفل، والكفارة)، ومثل تمام النعمة وكمال الدين، ومثل مناقشة تساؤل في أن الحائض ليس عليها جناح في أن تصوم وأن تحج وأن تصلي وأن تقرأ القرآن...!!
نسأل الله العلي القدير العون فيما نحن مقدمون عليه، ونسأله التوفيق والسداد، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
البيانات الاستهلالية للجِذر ( صـ . و . م )
أولا : الجذر ( صـ . و . م ) هو الجذر (60) من (65) جذرا هي جذور
حرف " الصاد "
ثانيا : صفحات المعجم من 399 – إلى 417
والجِذر يقع في صفحة 417
الجِذر له (07) اشتقاق ، وله (14) استخدام
ثالثا : عرض تفاصيل الاشتقاقات والاستخدامات والتي وردت
متعاقبة في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن
من نظم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ، طباعة المكتبة
الإسلامية – محمد أوزدمير، استانبول – تركيا - 1982
اشتقاقات الجِذر (صـ . و . م) والاستخدامات التي وردت فيها :
الاشتقاق (01) هو (تَصُومُوا) وله (01) استخدام،
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
الاشتقاق (02) هو ( فَلْيَصُمْهُ) وله (01) استخدام،
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
الاشتقاق (03)هو ( صَوْمًا ) وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
الاشتقاق (04)هو (الصِّيَامُ ) وله (08) استخدام
1. الاستخدام الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
3. الاستخدام الثالث
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
4. الاستخدام الرابع
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
5. الاستخدام الخامس
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
6. الاستخدام السادس
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
7. الاستخدام السابع
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
8. الاستخدام الثامن
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
الاشتقاق (05)هو ( صِيَامًا) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(05/07)]
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
الاشتقاق (06)هو ( وَالصَّائِمِينَ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(06/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
الاشتقاق (07)هو ( وَالصَّائِمَاتِ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(07/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
رابعا : عرض تفاصيل المعاني المشتركة، وكذا الاشتقاقات والاستخدامات تلك التي وردت ضمن كل معنى منها
بعد استعراض كافة اشتقاقات الجذر ( صـ . و . م ) ومعها الاستخدامات التي انضوت تحتها، وبعد القراءة المتدبرة، والتفكر في المعاني، ومراعاة المعاني المعجمية، وتوجهات المعاني الدلالية، وإشارات معاني الرسم القرآني، وكذلك المعاني المستخرجة من السياق العام، نرى أن إعادة توزيع الآيات بناء على وجود معنى مشترك بينها، سوف يفصح عن (06) من المعاني مشتركة :
المعنى المشترك (01) فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر
، وله (03) استخدام
المعنى المشترك (02)مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (03) صيام التطوع
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات
، وله (06) استخدام
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر
العظيم ، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام
، وله (01) استخدام
وفيما يلي سوف نستعرض تفاصيل هذا النوع من التقسيم، والذي يجمعها معنى بذاته في كل منها، والمعاني المشتركة والاستخدامات التي انضوت تحتها :
المعنى المشترك (01)فرض الصيام، والغرض منه التقوىوالشكر ، وله (03) استخدام
1. الاستخدام الأول في المعنى المشترك الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني في المعنى المشترك الأول
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
3. الاستخدام الثالث في المعنى المشترك الأول
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (02) مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها ، وله (01) استخدام
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (03) صيام التطوع ، وله (01) استخدام
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات ، وله (06) استخدام
1. فدية الاحصار في الحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
2. فدية التمتع بين العمرة والحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
3. كفارة القتل الخطأ
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
4. كفارة اللغو وعقد اليمين
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
5. كفارة قتل الصيد أثناء الإحرام
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
6. الوعظ بكفارة الظهار من النساء
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر العظيم ، وله (01) استخدام
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام ،
وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
خامسا : استكمال بيانات الجدول (5) وهو جدول لعرض تفاصيل
ظهور الاشتقاقات في السور القرآنية والتي ظهرت فيها.
الجدول (5) عرض تفاصيل توزيع الاشتقاقات على السور التي ظهرت فيها :
م |
ترتيب |
اسم الســــورة |
ترقيم الآية ونص ( الاشتقاق/ الاشتقاقات ) |
|
1 |
002 |
البقرة |
183 الصِّيَامُ& 184 تَصُومُوا& 185 فَلْيَصُمْهُ& 187 الصِّيَامِ& 196 صِيَامٍ |
|
2 |
004 |
النساء |
092 فَصِيَامُ |
|
3 |
005 |
المائدة |
089 فَصِيَامُ& 095 صِيَامًا |
|
4 |
019 |
مريم |
026 صَوْمًا |
|
5 |
033 |
الأحزاب |
035 وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
|
6 |
058 |
المجادلة |
004 فَصِيَامُ |
سادسا :
جدول (6) عرض توزيع الاشتقاقات والاستخدامات طبقا لورودها في التخريجات
ر |
المعنى المشترك |
الاشتقاقات |
1 |
فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر |
1.1 الصِّيَامِ 1.2 فَلْيَصُمْهُ |
2 |
مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها |
الصِّيَامِ
|
3 |
صيام التطوع |
تَصُومُوا |
4 |
الكفـَّارات |
فَصِيَامُ |
5 |
النتيجة المرجوة من الصيام |
وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
6 |
الصوم المختلف عن الصيام |
صَوْمًا |
سابعا : نتيجة البحث والتعليقات.
عرض نتائج البحث :
أولا :
تعريف الصيام :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن المأكل والمشرب وعن الاقتراب من النساء والتدخين عدة ساعات محددة من النهار .
تعريف الصوم :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن تصرف بشري بخلاف المأكل والمشرب وملامسة النساء، مثل الامتناع عن التكلم، وقد وردت الإشارة إليه ولمرة واحدة في الآية الكريمة
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
ثانيا :
مواقيت الصيام والمسموح به في غيرها :
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتضح من الآية الكريمة أن الإمساك عن المأكل والمشرب هو عندما يمكننا التمييز بين لوني خيطين أحدهما لونه أبيض والآخر لونه أسود، وهذا بالطبع لن يتأتى إلا في ضوء الفجر وهو ضوء قبل طلوع الشمس، والفجر بهذا المعنى يعني تفجر الضياء مع شفافية العتامة دون ظهور الشمس أو بزوغها عند الأفق، وهذا يعني المساحة الزمنية والتي تسبق شروق الشمس بمدة تتراوح بين العشرون والثلاثون دقيقة.
وحقيق بنا أن نشير إلى أنه بذلك يجب أن يتغير مفهوم لفظة الفجر في مفاهيمنا المعرفية المتواصلة والمتواترة من المواعيد التي هو عليها، إلى أن يصبح في نصف الساعة التي تسبق طلوع الشمس، وذلك يتوافق مع مطلوب الله في المواعيد والتي أشار إليها الحق في أفضل أوقات الذكر
011114 { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } هود
020130{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } طه
ومن الجدير بالذكر أن طرفي النهار هما وقتي الفجر وقبل طلوع الشمس، وما بعد الغروب وقبل دخول الليل.
والذي يستدعي الدهشة أن تراثنا الثقافي الديني، قد عجَّ بخلائط فكرية، تقول بعكس ذلك حيث جعلت من مواقيت قبل الشروق وقبل الغروب أوقات كراهة للصلاة والذكر، ألا يستدعي ذلك ضرورة مراجعة مثل هذه المدسوسات على رسولنا الكريم والتزامنا فقط بما ورد صراحة في كتاب الله الكريم حيث قطعية الدلالة وقطعية الثبوت.
وعود إلى الآية (187) البقرة حيث ورد توجيه أخر وهو ما يجب علينا التنبه إليه، وذلك عن الميقات الذي يتوجب فيه الإقلاع عن الصيام والإفطار من رزق الله، وهو إتمام الصيام إلى الليل، ولكي لا ندخل في متاهات الآراء في هذه النقطة ، سوف نفزع إلى قول الله تعالى
017012 {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) } الإسراء
حيث يذكر الحق " ... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً..." أي أن علامة استمرار النهار هو إبصار الأشياء بالعين المجردة وذلك بعد اختفاء قرص الشمس من خط الأفق، أي استمرار وجود للضوء بعد تمام الغروب، وتستمر هذه الحالة أيضا بين العشرون والثلاثون دقيقة بعد غروب الشمس، حيث يعد ذلك بداية الليل وكما عرَّفه الله لنا.
ويعني هذا أننا يجب علينا الانتظار صائمين حتى يجن الليل، ثم نفطر بعدها، أما ما يحدث الآن من الإسراع بالفطور لحظة آذان المغرب وطبقا لرواية منسوبة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من ضرورة تعجل الفطور، فهذه الرواية تعتبر غير متوافقة مع ما جاء في كتاب الله وعلينا ألا نلتفت إليها أو الأخذ بما جاء فيها.
ملحوظة مهمة :
وردت كلمة الحساب في عجز الآية
"......وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ...."،
حيث يبرز سؤال مهم، ذلك أن تعاقب الليل والنهار نعلم منه عدد السنين، فما هو ضرورة وسبب ظهور لفظ الحساب في الآية ؟
وتأويل ذلك أنه قد ورد في الآية الكريمة
".... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ....."
بما يعني حالتين للكون ولا ثالث لهما، حالة المحو وحالة الإبصار، فلو اصطلحنا على أن حالة المحو يرمز لها بالرمز "صفر"، وأيضا حالة الإبصار يرمز لها بالرمز الرقمي "واحد"، لحصلنا على رمزين رقمين ولا ثالث لهما، وهما ما يشكلان واقع الأمر طرفي النظام الرقمي الثنائي (Binary System )، وهي إشارة من الحق إلى أن الإنسان سوف يتوصل بعلمه النسبي حين يأذن الله بذلك إلى الوصول إلى نظام رقمي حسابي يقوم في الأساس على رقمين فقط وهم الصفر والواحد، وأن هذا النظام سيسيطر على كل العمليات الحسابية والمنطقية والتي بها سوف يكمل الإنسان طفرته العلمية وتقدمه نحو معالم وعوالم وآفاق غير مسبوقة، وهذا ما يفسر ورود لفظة " الحساب" في الآية، وفي هذا الصدد بحث خاص بالأرقام والترقيم في القرآن الكريم للكاتب.
ثالثا :
ما هو الفارق بين صوم التطوع وصوم الفرض ؟؟
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
صوم التطوع ليس له وقت محدد من العام، يأتي على ثلاثة أشكال ( النذر ، النافلة ، الكفارات )
أما صوم الفرض فمحدد له شهر محدد بذاته، ألا وهو شهر رمضان حيث قال الحق
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
عرض الحق لنوعي الصيام في الآيتين الكريمتين، وقد وردت فيهما عبارة مشتركة بنفس المعنى، وهو المقطع
"....فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...."
وقد وردت في صيام التطوع
".....فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر........." وقد وردت في صيام الفرض
على أن نلاحظ أن " مِنْكُمْ " قد اختلف ترتيب ظهورها في العبارتين، فقد ظهرت كثالث كلمة في نص الاستثناء بالإفطار في صيام التطوع، كما تصدرت فاء التحديد أداة التخصيص
" فَمَنْ "
أما في صيام الفرض فقد سبقت بظهورها العبارة بالكامل، وكما سبقت واو الاستئناف أداة التخصيص " وَمَنْ ".
كان هذا على المقطع المشترك بين الآيتين، أما عن الجزء المختلف فقد ورد في عجز الآية التي تشير إلى صيام التطوع، ثلاثة مقاطع، يحتاج كل منها إلى تبيان خاص به
المقطع الأول :
"...وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ..."
فقد وردت" وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ " ، فالعبارة واضحة وقاطعة، بأنه يمكن في صيام التطوع فقط، ( وأعود فأكرر أن هذا الاستثناء يمكن العمل به في حالة صيام التطوع ولا يجوز انسحاب ذلك الاستثناء على صيام الفرض ) ، على من يطيق الصيام، أي تمكنه حالته الصحية من أداء صيام التطوع يمكنه إذا ما أراد أن يفتدي صيام التطوع بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا أدري من أي أتى سدنة الفقه القديم الموروث بإضافة من عند أنفسهم تقلب المعنى رأسا على عقب، فقد أروى معظمهم إن لم يكن هناك إجماع منهم على أن المعنى المقصود هنا هو لا يطيقونه...!!!
وهذا يعني ببساطة أن القرآن به نقص وتطوعوا هم لإكماله بإضافة " لا " حيث تنفي حد الاستطاعة...!!!
يا سادة.... القرآن ليس به نقص ولا يحتاج لمن يتطوع لإكماله فقد ورد في معاني اكتمال القرآن وإحكامه لآياته
011001 { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) }
هود
040003 { حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) } فصلت
006038 { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
(38) } الأنعام
وأعود لأذكـِّر بأن هذا التخفيف يعـُمل به فقط في صيام التطوع بأشكاله الثلاثة.
المقطع الثاني : "....فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ....."
وهنا يؤكد الحق، أن الموضوع برمته هو تطوع، وسماحة نفس للتقرب من الله، بأداء نافلة صيام التطوع، والتي هي أحد بنود ثلاثة للإحسان
( فهناك إحسان التطوع والذي هو أداء نافلة على نفس شكل الفريضة، وإحسان التفضل وهو التفضل ببعض ما تملكه من فضل من مال أو قوة أو وقت أو سلطان لمساعدة الآخرين والذين هم في حاجة إلى ذاك الفضل، ويأتي في النهاية إحسان الإتقان وهو وضع مواصفات ومواقيت تنفيذ أي عمل ثم الالتزام الصارم بهذه المواصفات)
المقطع الثالث :
"....وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ...."
وفي هذا المقطع يؤكد الحق، أو هو يزيد من تأكيده، على أن الأفضل للعابد المتقرب إلى الله بنافلة الصوم، أن يمارس فعلا هذا الصوم، ولا يلجأ للاستثناءات المسموح بها في هذا المضمار إلا في أضيق الحدود وعند الاضطرار، لأن في ذلك ليس فقط مرضاة للرب، وإنما هو في ذلك الخير الوفير الذي يعود على الإنسان المؤمن من تحسن في صحتيه البدنية والنفسية، وأحاسيس الراحة التي تعتريه إزاء إحساسه باقترابه من ربه ومن قرب الله منه، مما يجدد من شحنه بالطاقات الإيجابية اللازمة لاستمرار الحياة وتطويرها إلى الأفضل والأحسن والأكمل.
ثم نأتي لفرعية أود لو ألقيت الضوء عليها وهي تخص تفاصيل أداء أحد الكفارات - القتل الخطأ - حيث أشار الحق
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
والسؤال الذي يفرض نفسه
هل نحمل التتابع الذي ورد في الآية على أنه معنى أم عددية محددة ؟؟
ونقوم بعرض السؤال بشكل أخر : هل في هذا التتابع أي استثناء من مرض أو سفر ؟؟
أم أنه يجب علينا أن نأخذ التتابع بشكل صارم ؟ أي بحرفيته دون معناه ؟
فإذا ما ذهبنا إلى ما قال به سدنة الفقه القديم الموروث من حدية العدد وصرامة تنفيذه؛
فما هو الوضع إذا ما أفطر هذا الذي عليه حد الصيام لشهرين متتابعين يوما منهم، أي أنه قطع التتابع ولم يحافظ عليه ؟؟
يقوم سدنة الفقه القديم الموروث بالإجابة على هذا السؤال، بإجابة تبدو غير منطقية، فهم يقولون بأن عليه أن يبدأ الصيام من جديد لشهرين متتابعين دون أي انقطاع...!!!
فإذا ما حدث ولم يحافظ على الاستمرارية فعليه أن يبدأ من جديد وهكذا يبقى صائما دوما...!!!
هذا إن كان المذنب رجلا، فما الحال لو كان القاتل بالخطأ سيدة، والمعروف أن السيدات تأتيهن دورات الطمث الشهرية ؟؟
وعلى حسب أقوالهم، فإن السيدة حين تأتيها دورة الطمث الشهرية، فإنها يجب أن تتوقف على الفور عن أداء الفرائض الثلاثة
( الصلاة ، والصوم ، والحج )، كما تتوقف عن ذكر الله بمتابعة قراءة القرآن، حيث أنها نجس ولا يصح منها لمس المصحف وهذا افتراء واضح على دين الله والذي ورد في محكم آياته وفي قرآنه الكريم، حيث قال الحق
002222 { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) } البقرة
الشئ الوحيد الذي أشار به الحق هو عدم مواقعة الزوجات في أثناء طمثهن، ولم يرد لا بالتلميح ولا بالتصريح أمر غير ذلك، وكل هذه الممنوعات والتي يتشدق بها سدنة الفقه، إنما هي من مدسوسات اليهود في روايات منسوبة إلى النبي، ما أنزل الله بها من سلطان، بل أزادوا الطين بلة إذ منطقوا رواية ادعوا فيها أن النساء ناقصات عقل ودين، استنادا على فكرة عدم أداء الفرائض في وقت الطمث فهن بذلك ناقصات دين، أما عن نقصان العقل فهو أنه تعتريها في أثناء أيام الطمث اضطرابات نفسية وبدنية تجعلها بعيدة عن القرارات المتعقلة أثناء هذه الفترة...!!!
هل هذا كلام يعقل ..؟ أو يمكن أن يوافق عليه بشر به شئ من عقل ؟
وقد يتحجج سدنة الفقه دفاعا عن روايات مشوهة منسوبة إلى نبي الرحمة، تذكر للنساء نقصان العقل والدين، بأن الله قد أورد في كتابه أن شهادتها مبتورة، ولو كانت شهادتها سليمة لاكتفى منهن بواحدة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)
والرد على مثل هذا الإدعاء، أن هذه الشهادة ليست شهادة جنائية أو ليست شهادة على عقد زواج، وإنما هي شهادة على أن هناك من يدين آخر بدين، فهي إذن شهادة لموقف خاص ولا يجوز تعميمه.
وأما الرد على المقطع" أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "
فالضلال الموصوف في الآية لا يعني رميها بنقصان العقل، بل يعني العكس من ذلك، فإن النساء صاحبات هوى، وقد يرين المصلحة من وجهة نظرهن في الأخذ برأي ما، قد يكون مخالفا للحقيقة والمفروض فيها أن تشهد بصحتها، لذا طلب الحق أن تكونا امرأتين لزوم التذكير إذا ما لزم الأمر، ولو كان الأمر كما يدعون من عدم رجاحة عقل المرأة أثناء فترة الحيض لاشترط الحق خلوهن من الطمث أثناء تأدية الشهادة.
اتقوا الله وعودوا إلى كتاب الله الذي اتخذتموه مهجورا .
وقد يتشدق قائل، بأن نص الآية ( 222 ) من سورة البقرة ينص على عدم الاقتراب من النساء حتى يطهرن، بما يعني أنهن يكن غير طاهرات أثناء دورات الطمث، وبذلك فلا تصح لهن صلاة ولا نسك...!!!
والرد على ذلك غاية في البساطة، وهو أن التطهر المشار إليه هنا في هذه الآية خاص بالتطهر لصلاحية الالتقاء بالأزواج وليس لغرض أخر من صلاة أو نسك، ودليل ذلك أن منقضات الوضوء والتي وردت في آيتين فقط من آيات الذكر الحكيم لم تحتويا على أي إشارة إلى أن الحيض من منقضات الوضوء فقد أورد الحق
004043 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) } النساء
005006 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) } المائدة
هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الطهارة المشار إليها في الآية (06) من سورة المائدة وردت في موقعين منها
الأول : وردت "...وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا...." ،
والجنب ليس هو ما يتنادى به سدنة الفقه من وقوع مواقعة مع الزوجة، وذلك لأنه ورد في نفس الآية وبعد اثنتي عشر كلمة منها "....أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاء...."، بما يغطي هذا النوع من نقائض الوضوء، وحقيقة الأمر أن الجنب هو الشخص الذي يتجنبه المصليين في المسجد، لتعلق ملابسه بشئ من القذر
( مثلا الشحم في ملابس فنيو إصلاح السيارات، أو الدماء ورائحتها المقززة على ملابس الجزارين، أو رائحة الزفرة المنتنة المتصاعدة من الصيادين وبائعو الأسماك .....)،
وقد أمر الحق بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
الثاني : وردت عبارة "....وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ...." بعد الإشارة إلى عدم وجود الماء، واللجوء حينها للتيمم بالتراب المتصاعد، في حالات القيام من المرض أو أثناء السفر بما يعني تأثر المرء بشعثاء السفر من أتربة واجهادات وعناء، أيضا العودة من الغائط، وأخيرا بعد ملامسة النساء، وكلها تعني التأثر بشكل ما بحالة من حالات نواقض الوضوء، ومعنى إضافة الأتربة المتصاعدة على الوجه واليدين أننا نزيد الطين بلة، فمن الشكل الظاهري أننا نزيد من مستوى الإحساس بعدم النظافة، بالمزيد من إضافة الجاف من التراب، فالموضوع المقصود هنا في هذا المقام ليس هو التطهر الظاهري بإزالة ما علق بالجسم، ولكن المقصود هو التطهر المعنوي وهو الذي يعقب نية الطهارة، فالطهارة بذلك تكون شيئا معنويا وجدانيا داخليا، ولا تدخل في نطاق التطهر الظاهري بشكله المرئي الملموس، أو الاغتسال والاستحمام بشكله المعروف فهذا يدخل في نطاق النظافة وليس في نطاق التطهر.
ونخرج من هذه الإشارات، إلى أنه لم يرد من قريب ولا بعيد أي حظر للمرأة الحائض من قيامها بأداء الفروض من صلاة وصيام وحج، وفي هذا حل لإشكالية صيام شهرين متتابعين للمرأة كفارة للقتل الخطأ، أيضا ينفي عن النساء أنهن ناقصات عقل ودين.
وتبقى إشكالية عدم مسها للقرآن أثناء دورة الطمث، وحل هذه الإشكالية يكمن في سورة الواقعة
056079 { إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) } الواقعة
فقد وردت فيها الآية" لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ "،
والمقصود بـ المطهرون هنا أنهم الملائكة الموكل إليهم التعامل مع اللوح المحفوظ، والمحفوظ به القرآن، وهم ملائكة مطهرون من قِبـَل الله فهم طاهرون دوما، ولا ينسحب هذا الحكم على البشر، فالبشر متطهرون، أي يمكن أن يكونوا غير طاهرين أحيانا،- حالات نواقض الوضوء - وهذا يعني أن الأمر بعدم مس كتاب الله إلا في حالة الطهارة لا يشملهم، فيمكن لمن ألم به طائف من نواقض الوضوء أن يقرأ القرآن وأن يتلوه حق تلاوته.
أما وقد أقررنا بعدم صحة الزعم بعدم طهارة الحائض، وأنها على الطهر إذا ما توضأت، - أو تيممت في حالة عدم وجود الماء - وهذا الحجم من الطهر لا يسمح لها بمعاشرة الزوج حيث نهى الحق عن ذلك، وهذا هو المنع الوحيد المنصوص عليه قرآنا يتلى ويتعبد بقراءته، إلا بعد انقطاع الطمث وتطهرها منه.
وهناك فريق من العلماء، المجددين يرى أن تأويل الآية يذهب إلى عمق ثان من أعماق التدبر السبع، وهو يركز الضوء على معنى الـ " مس " حيث أنهم يروا أن المس الوارد هنا ليس مسا ظاهريا فيزيائيا للقرآن، وإنما هو المس بمعنى الفهم المتدبر للقرآن، وهذا النوع من الفهم الراقي للقرآن لن يمنحه الله لغير المطهرين، والطهر عكسه النجس وهي كلمة وردت لمرة واحدة في القرآن في تفرد مطلق ( جِذر واحد واشتقاق واحد واستخدام واحد ) وقد وردت في الآية
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) } التوبة
وبذلك يكون المعنى المقصود من النجاسة هو الشرك بالله، - وليست النجاسة الظاهرية - وعليه يكون الطهر هو لمن يؤمن بوحدانية الله ولهذا المؤمن الطاهر والمطهر من عوالق الشرك وله فقط سوف تتفتح آفاق الفهم والتقاط أعماق المعاني، إذا ما تدبر القراءة وأحسن التفكر في التلاوة، واجتهد مخلصا في الترتيل.
ملحوظات مهمة :
أولا : ورد في نواقض الوضوء،
".... أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ...."،
والغائط هو الإخراج من أحد الدبرين، إما سائل البول أو الغائط المغلظ ( البراز )، بل يعتبر كذلك دم الطمث غائطا، وقد تصدرت هذه العبارة
" أَوْ جَاءَ " ويعني هذا أن هناك مكان مخصص لقضاء الحاجة وللتخلص من فضلات الطعام والشراب - الخلاء قديما وهي عبارة عن مسطح من الأرض تحجبه عن العيون بضع صخرات أو أسوار، أو دورات المياه حديثا - ويجب على من أتته الرغبة في التخلص من فضلات الجسم أن يتوجه بعيدا إلى الخلاء أو يغلق باب دورة المياه عليه، بمعنى أنه سوف تكون هناك حركة ذهاب ومجيء، لكن إخراج الريح لن يتطلبمثل هذا العناءمن الحركة، لذا فلا يجب أن ينسحب حكم العودة من الغائط على إخراج الريح، فضلا عن أنه لم ترد الإشارة الصريحة القاطعة إلى أن إخراج الريح من نواقض الوضوء، وحكم أن إخراج الريح من نواقض الوضوء أرى فيه تزيد وهو محمول على باب الأحوط.
ثانيا : ورد في كتب الروايات المنسوبة زورا إلى نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه، أنه كان يقبل نساءه نهار رمضان...!!!
· الرواية (1792) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت كان النبي يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه "
· الرواية (1827) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان رسول الله يقبل بعض زوجاته وهو صائم ثم ضحكت...."
· الرواية (25966) المسند
وكان الحديث يدور حول أم المؤمنين عائشة
" كان رسول الله يقبلها وهو صائم ويمص لسانها نهار رمضان..."
بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك، بأن الرسول - حاشاه - كان يباشر نساءه أثناء حيضهن، حيث جاء في مصنف البخاري الرواية (291) كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضا، وأراد رسول الله أن يباشرها، أمرها أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها.....
قالت وأيكم يملك إربه، كما كان النبي يملك إربه ؟ "
ووردت رواية بنفس المعنى في الرواية (292) مصنف البخاري
يا قوم....
اتقوا الله في نبيكم ولا ترموه بمثل هذه الترهات، والتي رماه بها أعداء الله
ورددتها من بعدهم ودون وعي أو فهم أقوام وأقوام، وقرون وقرون وأضفوا عليها من القداسة ما يجعلها تناطح كتاب الله، بل وزادوا وتزايدوا في غيهم وادعوا أن مصنف البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله، ثم تمادوا في الضلال وقالوا بحاجة القرآن إلى مذكرة تفسيرية، وهذه المذكرة التفسيرية والتي ادعوها، ضمنوها زورا مدسوسات المدلسين وأقوال المدعين، وتهويمات سدنة الكهنوت، وإبداعات عبدة الطاغوت
يا قوم ...
القرآن ليس به نقص، ولا يحتاج إلى مذكرات تكميلية، أو إضافات تفسيرية
والمرجو العودة إلى كتاب الله وعدم تركه مهجورا.
رابعا :
ما هو الفرق بين التمام والكمال ؟؟
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
· الثلاثة وحدها، وكذلك السبعة وحدها وليستا
متداخلتين (أي أن الثلاثة ليست ضمن السبعة)
· فيه الإشارة إلى عملية الجمع الحسابية
( مطلوب الإشارات القرآنية للعمليات الحسابية )
· الفرائض في الإسلام ظاهرها التكليف، لكنها في
مفهومها العميق نعمة من الله، حيث يدلنا الحق
على وسيلةالتواصل الدائم معه، وعلى عبادته
حق العبادة، والثابت أنأخر فَرض فـُرض في
الإسلام هو فريضة الحج،
( فـُرض الحج في العام التاسع الهجري، وحج
الرسولحجته المتفردة في العام العاشر الهجري
حيث خطب خطبته الشهيرة والتي سميت خطبة
الوداع)
وقد جمع الحق بين كمال الدين وتمام النعمة في آية واحدة
005003 {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) } المائدة
الإكمال : الأصل الإيماني موجود لكن الإكمال للأفرع الناقصة، والدين قد اكتمل بعد فرض فريضة الحج، وبذلك يكون من مات من المسلمين قبل فريضة الحج مسلما، لأنه مات على الأصل الإيماني.
الإتمام : نـِعَم الله الكثيرة كانت ناقصة لنعمة الحج، أي كان الأصل في النعمة ناقص والتمام كان بفرض فريضة الحج، وهي تمام نعمة الفرائض، وهناك إتمام للفريضة بإتمام أداء أركانها ، على ألا يتصور أحد أنه قد أكمل النسك، فمهما اجتهدت في الأداء فسوف يبقى دون الكمال، لذا ظهر طلب الاستغفار بعد إتمام أداء النسك في الآية
002199 { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) } البقرة
وقد اصطلح العرب على أن العدد التام هو ( سبعة )، وذلك لأنه يعقبه الثمانية وصولا إلى العدد الكامل ( التسعة ).
وواقع الأمر أن التسمية شابها بعض الخطأ أو فلنقل بعض الخلط، فبعد ظهور الحاسبات الإلكترونية، والتي سميت الحاسبات الرقمية
فقد تطلب الأمر تصحيح أو تضبيط التعريفات الخاصة بالأرقام وكذا بالأعداد، فقد صار التعريف كالآتي
الرقم : هو كم حسابي ذو طبيعة فردية يعبر عنه برمز خاص ،
ويكتب في خانة نظامية واحدة، وبذلك تكون منظومة
الأرقام محصورة بين رقمي الصفر والتسعة، أي أنها
عشرة أرقام.
العدد : هو حزمة من الأرقام يجمعها نظام رقمي رياضي،
ففي النظام العشري تبدأ منظومة الأعداد من العدد
(10) وتصاعديا إلى ما لا نهاية.
الشاهد أن رقم (7) هو رقم التمام، ذلك لأنه يليه رقمان لإتمام منظومة الأرقام كاملة، وبذلك يكون رقم (9) هو رقم الكمال.
خامسا : بعض المفاهيم الخاطئة لبعض المسلمين
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتخذ بعض المسلمين، البعيدين عن الفهم الحقيقي للكلمات القرآنية، من هذه الآية الكريمة حجة لمعاشرة زوجاتهم بشكل يومي، مدعين بأن الحـِلُ هنا إنما هو حَلُ لما هو ما كان محرم عليهم أثناء فترة الصيام وقبل الإفطار، فكما توجب تلبية شهوة الفم، فلابد من أن يصاحبها تلبية لشهوة الفرج، وصار ذلك دينهم وديدنهم، بل واتخذت هذه التصرفات قيمة قدسية في نفوسهم، وصار هناك إحساس بالتقصير في أداء الفرض، إذا ما الفرد توانى عن القيام به، وذاك خطأ في الفهم يوجب المراجعة، فالحـق قد أباح ذلك ولم يفرضه.
سادسا : التكبير في عيد الفطر
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
تركز الضوء في هذه الآية على صيام الفرض، والمحدد له شهر بذاته هو ثامن الأشهر القمرية، ألا وهو شهر رمضان، وكان هذا ما تصدر الآية، أما ما ورد في عجزها فكان إشارة إلى ضرورة إكمال عدة الشهر سواء أكان وترا ( 29 يوم )، أو كان شفعا (30) يوما، بعدها وبعد إكمال مجاهدة النفس والانتصار عليها بالصيام، يتوجب تكبير الله صبيحة الانتهاء من صيام الشهر الكريم في أول أيام عيد الفطر، إيذانا بانتهاء المجاهدة وفرحة بالنجاح في إتمام الفرض وانتظارا للجزاء الموعود.
التكبير بذلك يكون ضرورة لإعلان الفرحة ولإعلان النصر استجلابا لرحمات الله المتنزلة على عباده ذاك اليوم، وهو نوع من أنواع الشكر لله طمعا في رحمته وانتظارا لجزاءه.
سابعا : التعطر والتطيب نهار رمضان
يدعي سدنه الفقه القديم الموروث أنه لا يجوز للصائم غسل أسنانه بالفرشاة والمعجون المنعش والمعطر لرائحة الفم، متشدقين بمقولة نسبت زورا لنبي الرحمة تقول بأن
".....خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك... !!! "
أيضا واستمرارا لإدعاءاتهم المكرسة للكهنوت، والمتعبدة للطاغوت والتي تعمل على تزييف الدين بل الحرص على إنشاء دين مواز هو دين أبائهم، وهو لا صلة له بدين الله والذي تنزل على رسوله الكريم، يقولون بأنه يحظر على الصائم التعطر والتطيب نهار صومه، وكلها ادعاءات باطلة وما أنزل الله بها من سلطان، بل على العكس يحضنا الحق على العكس ، ذلك بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
كلمة أخيرة :
إن الأصل في الموضوع هو النية، والنية محلها القلب، والنية تصنع من الإنسان المؤمن قيـَّما على نفسه حارسا على أفعاله، فما من تصرف يقوم به الفرد إلا ويكون بداخله رقيب صارم يقوم على مراقبة النفس، وعلى ميزان أعماله بميزان غاية في الدقة من صنعه هـو.
بذلك تكون الطهارة نية؛ مع ما يكون من مظاهرها في التيمم من إضافة الأتربة على البدن.
والوضوء نية؛ فمهما كان كـَمّ الماء المتاح للوضوء، فيمكننا أن نكتفي بلمس بعض شعيرات من الشعر بالماء فإنها تفي بالغرض، كما يمكننا أيضا أن نمسح على الأرجل دون الغسيل الذي يتطلب كمية أكبر من المياه، فإذا توفر الماء فلا جناح على المتوضأ من الاغتسال، بل ومسح الرأس بالكامل.
ونعرج الآن على موضوع الاغتسال بعد ملامسة النساء، بما يعني ويشتمل على مواقعة المرء لزوجته، فإنه بعد إزالة آثار اللقاء من السوأتين بالاغتسال الموضعي ، يصير التوضؤ وكما أشار الحق في الآية (006) من سورة المائدة، وبذلك يتم التطهر من الحدث، وأما ما يتم الآن من ضرورة الاغتسال والاستحمام فإن فيها تزيد على أوامر الله وهو يصنف من باب النظافة وليس من باب التطهر.
والصوم نية؛ فإن سها الصائم وشرب مثلا فلا لوم عليه؛ وصومه صحيح وغير منقوص، أو ابتلع قليلا من الماء أثناء الوضوء دون قصد منه فصومه صحيح، ولا داعي للتقعر والمزايدة والحكم بضرورة إعادة الصوم أو الكفارة لأن في ذلك تكريس للكهانة وترسيخ للكهنوت.
الصوم والصيام نظرات متجددة
إعداد الباحث الإسلامي
المهندس / محمد عبد العزيز خليـــــــــفة داود
استشاري تصميم وبناء نظم معلومات الحــاسب الآلي
معهد الدراسات والبحوث الإحصائية - جامعة القاهرة
مقدمة :
الصيام هو أحد فروض أربعة فرضها الله على المسلم ليتمم نعمته عليه ويكمل له دينه، وقد تعهد سدنة الفقه القديم الموروث بالأخذ بأحكام للصيام ما أنزل الله بها من سلطان استنادا إلى روايات مدسوسة على رسول الله ملؤها الأكاذيب واستجلاب لأحكام مشوهة من الإسرائيليات واتخذوا كتاب الله مهجورا.
ونظرا لهذا فقد اجتهدنا في تدبر آيات الذكر الحكيم والتي تناولت أحكام الصيام وطبقا لمنهجية محددة الخطوات والمعالم لاستجلاء بعضا من النظرات المتجددة والتي تلمس هذا الموضوع.
تبدأ المنهجية في الخطوة أولا وثانيا بعرض بعض البيانات الاستهلالية والتي تخص الجِذر ( صـ . و . م )، ثم يعقبها في الخطوة ثالثا عرض جميع الاشتقاقات التي وردت للجذر ويتبع كل اشتقاق منهم الآيات التي ظهر فيها هذا الاشتقاق، وذلك حسب تصنيف المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، ثم يليها وفي الخطوة رابعا وبعد القراءة الممحصة والمتدبرة للآيات مجتمعة، ومراجعة للمعاني في بعض معاجم اللغة وخاصة تلك التي تتناول الدلالات المحورية ومقاييس اللغة، أن أعدنا ترتيب الآيات في حزم من المعاني المشتركة، بمعنى أن كل حزمة منها احتوت الآيات التي تجتمع على معنى بذاته، وبهذه الوسيلة سوف نقف على معاني جديدة ودائمة التجدد لكلمات الله.
يعقب ذلك وفي الخطوة خامسا تصنيف إحصائي لتوزيع ظهور الاشتقاقات في السور، ثم وفي الخطوة سادسا تصنيف إحصائي آخر يخص توزيع الاشتقاقات المختلفة في المعاني المشتركة، والخطوتان تهمان فقط الباحث المتخصص.
ثم تأتي مرحلة التقاط النتائج واستخراج العبر من النظرات المتجددة في الخطوة سابعا والتعليق على هذه المستخرجات، ومناقشتها بعمق وصولا إلى الجديد من المعاني، مثل الفارق بين الصيام والصوم، ومثل الزحزحة الزمنية لموعدي الفطور والإمساك، ومثل صيام الفرض وصيام التطوع بأجنحته الثلاثة ( النذر، والنفل، والكفارة)، ومثل تمام النعمة وكمال الدين، ومثل مناقشة تساؤل في أن الحائض ليس عليها جناح في أن تصوم وأن تحج وأن تصلي وأن تقرأ القرآن...!!
نسأل الله العلي القدير العون فيما نحن مقدمون عليه، ونسأله التوفيق والسداد، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
البيانات الاستهلالية للجِذر ( صـ . و . م )
أولا : الجذر ( صـ . و . م ) هو الجذر (60) من (65) جذرا هي جذور
حرف " الصاد "
ثانيا : صفحات المعجم من 399 – إلى 417
والجِذر يقع في صفحة 417
الجِذر له (07) اشتقاق ، وله (14) استخدام
ثالثا : عرض تفاصيل الاشتقاقات والاستخدامات والتي وردت
متعاقبة في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن
من نظم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ، طباعة المكتبة
الإسلامية – محمد أوزدمير، استانبول – تركيا - 1982
اشتقاقات الجِذر (صـ . و . م) والاستخدامات التي وردت فيها :
الاشتقاق (01) هو (تَصُومُوا) وله (01) استخدام،
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
الاشتقاق (02) هو ( فَلْيَصُمْهُ) وله (01) استخدام،
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
الاشتقاق (03)هو ( صَوْمًا ) وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
الاشتقاق (04)هو (الصِّيَامُ ) وله (08) استخدام
1. الاستخدام الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
3. الاستخدام الثالث
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
4. الاستخدام الرابع
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
5. الاستخدام الخامس
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
6. الاستخدام السادس
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
7. الاستخدام السابع
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
8. الاستخدام الثامن
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
الاشتقاق (05)هو ( صِيَامًا) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(05/07)]
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
الاشتقاق (06)هو ( وَالصَّائِمِينَ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(06/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
الاشتقاق (07)هو ( وَالصَّائِمَاتِ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(07/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
رابعا : عرض تفاصيل المعاني المشتركة، وكذا الاشتقاقات والاستخدامات تلك التي وردت ضمن كل معنى منها
بعد استعراض كافة اشتقاقات الجذر ( صـ . و . م ) ومعها الاستخدامات التي انضوت تحتها، وبعد القراءة المتدبرة، والتفكر في المعاني، ومراعاة المعاني المعجمية، وتوجهات المعاني الدلالية، وإشارات معاني الرسم القرآني، وكذلك المعاني المستخرجة من السياق العام، نرى أن إعادة توزيع الآيات بناء على وجود معنى مشترك بينها، سوف يفصح عن (06) من المعاني مشتركة :
المعنى المشترك (01) فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر
، وله (03) استخدام
المعنى المشترك (02)مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (03) صيام التطوع
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات
، وله (06) استخدام
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر
العظيم ، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام
، وله (01) استخدام
وفيما يلي سوف نستعرض تفاصيل هذا النوع من التقسيم، والذي يجمعها معنى بذاته في كل منها، والمعاني المشتركة والاستخدامات التي انضوت تحتها :
المعنى المشترك (01)فرض الصيام، والغرض منه التقوىوالشكر ، وله (03) استخدام
1. الاستخدام الأول في المعنى المشترك الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني في المعنى المشترك الأول
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
3. الاستخدام الثالث في المعنى المشترك الأول
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (02) مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها ، وله (01) استخدام
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (03) صيام التطوع ، وله (01) استخدام
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات ، وله (06) استخدام
1. فدية الاحصار في الحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
2. فدية التمتع بين العمرة والحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
3. كفارة القتل الخطأ
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
4. كفارة اللغو وعقد اليمين
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
5. كفارة قتل الصيد أثناء الإحرام
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
6. الوعظ بكفارة الظهار من النساء
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر العظيم ، وله (01) استخدام
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام ،
وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
خامسا : استكمال بيانات الجدول (5) وهو جدول لعرض تفاصيل
ظهور الاشتقاقات في السور القرآنية والتي ظهرت فيها.
الجدول (5) عرض تفاصيل توزيع الاشتقاقات على السور التي ظهرت فيها :
م |
ترتيب |
اسم الســــورة |
ترقيم الآية ونص ( الاشتقاق/ الاشتقاقات ) |
|
1 |
002 |
البقرة |
183 الصِّيَامُ& 184 تَصُومُوا& 185 فَلْيَصُمْهُ& 187 الصِّيَامِ& 196 صِيَامٍ |
|
2 |
004 |
النساء |
092 فَصِيَامُ |
|
3 |
005 |
المائدة |
089 فَصِيَامُ& 095 صِيَامًا |
|
4 |
019 |
مريم |
026 صَوْمًا |
|
5 |
033 |
الأحزاب |
035 وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
|
6 |
058 |
المجادلة |
004 فَصِيَامُ |
سادسا :
جدول (6) عرض توزيع الاشتقاقات والاستخدامات طبقا لورودها في التخريجات
ر |
المعنى المشترك |
الاشتقاقات |
1 |
فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر |
1.1 الصِّيَامِ 1.2 فَلْيَصُمْهُ |
2 |
مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها |
الصِّيَامِ
|
3 |
صيام التطوع |
تَصُومُوا |
4 |
الكفـَّارات |
فَصِيَامُ |
5 |
النتيجة المرجوة من الصيام |
وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
6 |
الصوم المختلف عن الصيام |
صَوْمًا |
سابعا : نتيجة البحث والتعليقات.
عرض نتائج البحث :
أولا :
تعريف الصيام :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن المأكل والمشرب وعن الاقتراب من النساء والتدخين عدة ساعات محددة من النهار .
تعريف الصوم :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن تصرف بشري بخلاف المأكل والمشرب وملامسة النساء، مثل الامتناع عن التكلم، وقد وردت الإشارة إليه ولمرة واحدة في الآية الكريمة
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
ثانيا :
مواقيت الصيام والمسموح به في غيرها :
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتضح من الآية الكريمة أن الإمساك عن المأكل والمشرب هو عندما يمكننا التمييز بين لوني خيطين أحدهما لونه أبيض والآخر لونه أسود، وهذا بالطبع لن يتأتى إلا في ضوء الفجر وهو ضوء قبل طلوع الشمس، والفجر بهذا المعنى يعني تفجر الضياء مع شفافية العتامة دون ظهور الشمس أو بزوغها عند الأفق، وهذا يعني المساحة الزمنية والتي تسبق شروق الشمس بمدة تتراوح بين العشرون والثلاثون دقيقة.
وحقيق بنا أن نشير إلى أنه بذلك يجب أن يتغير مفهوم لفظة الفجر في مفاهيمنا المعرفية المتواصلة والمتواترة من المواعيد التي هو عليها، إلى أن يصبح في نصف الساعة التي تسبق طلوع الشمس، وذلك يتوافق مع مطلوب الله في المواعيد والتي أشار إليها الحق في أفضل أوقات الذكر
011114 { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } هود
020130{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } طه
ومن الجدير بالذكر أن طرفي النهار هما وقتي الفجر وقبل طلوع الشمس، وما بعد الغروب وقبل دخول الليل.
والذي يستدعي الدهشة أن تراثنا الثقافي الديني، قد عجَّ بخلائط فكرية، تقول بعكس ذلك حيث جعلت من مواقيت قبل الشروق وقبل الغروب أوقات كراهة للصلاة والذكر، ألا يستدعي ذلك ضرورة مراجعة مثل هذه المدسوسات على رسولنا الكريم والتزامنا فقط بما ورد صراحة في كتاب الله الكريم حيث قطعية الدلالة وقطعية الثبوت.
وعود إلى الآية (187) البقرة حيث ورد توجيه أخر وهو ما يجب علينا التنبه إليه، وذلك عن الميقات الذي يتوجب فيه الإقلاع عن الصيام والإفطار من رزق الله، وهو إتمام الصيام إلى الليل، ولكي لا ندخل في متاهات الآراء في هذه النقطة ، سوف نفزع إلى قول الله تعالى
017012 {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) } الإسراء
حيث يذكر الحق " ... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً..." أي أن علامة استمرار النهار هو إبصار الأشياء بالعين المجردة وذلك بعد اختفاء قرص الشمس من خط الأفق، أي استمرار وجود للضوء بعد تمام الغروب، وتستمر هذه الحالة أيضا بين العشرون والثلاثون دقيقة بعد غروب الشمس، حيث يعد ذلك بداية الليل وكما عرَّفه الله لنا.
ويعني هذا أننا يجب علينا الانتظار صائمين حتى يجن الليل، ثم نفطر بعدها، أما ما يحدث الآن من الإسراع بالفطور لحظة آذان المغرب وطبقا لرواية منسوبة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من ضرورة تعجل الفطور، فهذه الرواية تعتبر غير متوافقة مع ما جاء في كتاب الله وعلينا ألا نلتفت إليها أو الأخذ بما جاء فيها.
ملحوظة مهمة :
وردت كلمة الحساب في عجز الآية
"......وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ...."،
حيث يبرز سؤال مهم، ذلك أن تعاقب الليل والنهار نعلم منه عدد السنين، فما هو ضرورة وسبب ظهور لفظ الحساب في الآية ؟
وتأويل ذلك أنه قد ورد في الآية الكريمة
".... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ....."
بما يعني حالتين للكون ولا ثالث لهما، حالة المحو وحالة الإبصار، فلو اصطلحنا على أن حالة المحو يرمز لها بالرمز "صفر"، وأيضا حالة الإبصار يرمز لها بالرمز الرقمي "واحد"، لحصلنا على رمزين رقمين ولا ثالث لهما، وهما ما يشكلان واقع الأمر طرفي النظام الرقمي الثنائي (Binary System )، وهي إشارة من الحق إلى أن الإنسان سوف يتوصل بعلمه النسبي حين يأذن الله بذلك إلى الوصول إلى نظام رقمي حسابي يقوم في الأساس على رقمين فقط وهم الصفر والواحد، وأن هذا النظام سيسيطر على كل العمليات الحسابية والمنطقية والتي بها سوف يكمل الإنسان طفرته العلمية وتقدمه نحو معالم وعوالم وآفاق غير مسبوقة، وهذا ما يفسر ورود لفظة " الحساب" في الآية، وفي هذا الصدد بحث خاص بالأرقام والترقيم في القرآن الكريم للكاتب.
ثالثا :
ما هو الفارق بين صوم التطوع وصوم الفرض ؟؟
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
صوم التطوع ليس له وقت محدد من العام، يأتي على ثلاثة أشكال ( النذر ، النافلة ، الكفارات )
أما صوم الفرض فمحدد له شهر محدد بذاته، ألا وهو شهر رمضان حيث قال الحق
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
عرض الحق لنوعي الصيام في الآيتين الكريمتين، وقد وردت فيهما عبارة مشتركة بنفس المعنى، وهو المقطع
"....فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...."
وقد وردت في صيام التطوع
".....فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر........." وقد وردت في صيام الفرض
على أن نلاحظ أن " مِنْكُمْ " قد اختلف ترتيب ظهورها في العبارتين، فقد ظهرت كثالث كلمة في نص الاستثناء بالإفطار في صيام التطوع، كما تصدرت فاء التحديد أداة التخصيص
" فَمَنْ "
أما في صيام الفرض فقد سبقت بظهورها العبارة بالكامل، وكما سبقت واو الاستئناف أداة التخصيص " وَمَنْ ".
كان هذا على المقطع المشترك بين الآيتين، أما عن الجزء المختلف فقد ورد في عجز الآية التي تشير إلى صيام التطوع، ثلاثة مقاطع، يحتاج كل منها إلى تبيان خاص به
المقطع الأول :
"...وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ..."
فقد وردت" وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ " ، فالعبارة واضحة وقاطعة، بأنه يمكن في صيام التطوع فقط، ( وأعود فأكرر أن هذا الاستثناء يمكن العمل به في حالة صيام التطوع ولا يجوز انسحاب ذلك الاستثناء على صيام الفرض ) ، على من يطيق الصيام، أي تمكنه حالته الصحية من أداء صيام التطوع يمكنه إذا ما أراد أن يفتدي صيام التطوع بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا أدري من أي أتى سدنة الفقه القديم الموروث بإضافة من عند أنفسهم تقلب المعنى رأسا على عقب، فقد أروى معظمهم إن لم يكن هناك إجماع منهم على أن المعنى المقصود هنا هو لا يطيقونه...!!!
وهذا يعني ببساطة أن القرآن به نقص وتطوعوا هم لإكماله بإضافة " لا " حيث تنفي حد الاستطاعة...!!!
يا سادة.... القرآن ليس به نقص ولا يحتاج لمن يتطوع لإكماله فقد ورد في معاني اكتمال القرآن وإحكامه لآياته
011001 { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) }
هود
040003 { حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) } فصلت
006038 { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
(38) } الأنعام
وأعود لأذكـِّر بأن هذا التخفيف يعـُمل به فقط في صيام التطوع بأشكاله الثلاثة.
المقطع الثاني : "....فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ....."
وهنا يؤكد الحق، أن الموضوع برمته هو تطوع، وسماحة نفس للتقرب من الله، بأداء نافلة صيام التطوع، والتي هي أحد بنود ثلاثة للإحسان
( فهناك إحسان التطوع والذي هو أداء نافلة على نفس شكل الفريضة، وإحسان التفضل وهو التفضل ببعض ما تملكه من فضل من مال أو قوة أو وقت أو سلطان لمساعدة الآخرين والذين هم في حاجة إلى ذاك الفضل، ويأتي في النهاية إحسان الإتقان وهو وضع مواصفات ومواقيت تنفيذ أي عمل ثم الالتزام الصارم بهذه المواصفات)
المقطع الثالث :
"....وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ...."
وفي هذا المقطع يؤكد الحق، أو هو يزيد من تأكيده، على أن الأفضل للعابد المتقرب إلى الله بنافلة الصوم، أن يمارس فعلا هذا الصوم، ولا يلجأ للاستثناءات المسموح بها في هذا المضمار إلا في أضيق الحدود وعند الاضطرار، لأن في ذلك ليس فقط مرضاة للرب، وإنما هو في ذلك الخير الوفير الذي يعود على الإنسان المؤمن من تحسن في صحتيه البدنية والنفسية، وأحاسيس الراحة التي تعتريه إزاء إحساسه باقترابه من ربه ومن قرب الله منه، مما يجدد من شحنه بالطاقات الإيجابية اللازمة لاستمرار الحياة وتطويرها إلى الأفضل والأحسن والأكمل.
ثم نأتي لفرعية أود لو ألقيت الضوء عليها وهي تخص تفاصيل أداء أحد الكفارات - القتل الخطأ - حيث أشار الحق
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
والسؤال الذي يفرض نفسه
هل نحمل التتابع الذي ورد في الآية على أنه معنى أم عددية محددة ؟؟
ونقوم بعرض السؤال بشكل أخر : هل في هذا التتابع أي استثناء من مرض أو سفر ؟؟
أم أنه يجب علينا أن نأخذ التتابع بشكل صارم ؟ أي بحرفيته دون معناه ؟
فإذا ما ذهبنا إلى ما قال به سدنة الفقه القديم الموروث من حدية العدد وصرامة تنفيذه؛
فما هو الوضع إذا ما أفطر هذا الذي عليه حد الصيام لشهرين متتابعين يوما منهم، أي أنه قطع التتابع ولم يحافظ عليه ؟؟
يقوم سدنة الفقه القديم الموروث بالإجابة على هذا السؤال، بإجابة تبدو غير منطقية، فهم يقولون بأن عليه أن يبدأ الصيام من جديد لشهرين متتابعين دون أي انقطاع...!!!
فإذا ما حدث ولم يحافظ على الاستمرارية فعليه أن يبدأ من جديد وهكذا يبقى صائما دوما...!!!
هذا إن كان المذنب رجلا، فما الحال لو كان القاتل بالخطأ سيدة، والمعروف أن السيدات تأتيهن دورات الطمث الشهرية ؟؟
وعلى حسب أقوالهم، فإن السيدة حين تأتيها دورة الطمث الشهرية، فإنها يجب أن تتوقف على الفور عن أداء الفرائض الثلاثة
( الصلاة ، والصوم ، والحج )، كما تتوقف عن ذكر الله بمتابعة قراءة القرآن، حيث أنها نجس ولا يصح منها لمس المصحف وهذا افتراء واضح على دين الله والذي ورد في محكم آياته وفي قرآنه الكريم، حيث قال الحق
002222 { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) } البقرة
الشئ الوحيد الذي أشار به الحق هو عدم مواقعة الزوجات في أثناء طمثهن، ولم يرد لا بالتلميح ولا بالتصريح أمر غير ذلك، وكل هذه الممنوعات والتي يتشدق بها سدنة الفقه، إنما هي من مدسوسات اليهود في روايات منسوبة إلى النبي، ما أنزل الله بها من سلطان، بل أزادوا الطين بلة إذ منطقوا رواية ادعوا فيها أن النساء ناقصات عقل ودين، استنادا على فكرة عدم أداء الفرائض في وقت الطمث فهن بذلك ناقصات دين، أما عن نقصان العقل فهو أنه تعتريها في أثناء أيام الطمث اضطرابات نفسية وبدنية تجعلها بعيدة عن القرارات المتعقلة أثناء هذه الفترة...!!!
هل هذا كلام يعقل ..؟ أو يمكن أن يوافق عليه بشر به شئ من عقل ؟
وقد يتحجج سدنة الفقه دفاعا عن روايات مشوهة منسوبة إلى نبي الرحمة، تذكر للنساء نقصان العقل والدين، بأن الله قد أورد في كتابه أن شهادتها مبتورة، ولو كانت شهادتها سليمة لاكتفى منهن بواحدة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)
والرد على مثل هذا الإدعاء، أن هذه الشهادة ليست شهادة جنائية أو ليست شهادة على عقد زواج، وإنما هي شهادة على أن هناك من يدين آخر بدين، فهي إذن شهادة لموقف خاص ولا يجوز تعميمه.
وأما الرد على المقطع" أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "
فالضلال الموصوف في الآية لا يعني رميها بنقصان العقل، بل يعني العكس من ذلك، فإن النساء صاحبات هوى، وقد يرين المصلحة من وجهة نظرهن في الأخذ برأي ما، قد يكون مخالفا للحقيقة والمفروض فيها أن تشهد بصحتها، لذا طلب الحق أن تكونا امرأتين لزوم التذكير إذا ما لزم الأمر، ولو كان الأمر كما يدعون من عدم رجاحة عقل المرأة أثناء فترة الحيض لاشترط الحق خلوهن من الطمث أثناء تأدية الشهادة.
اتقوا الله وعودوا إلى كتاب الله الذي اتخذتموه مهجورا .
وقد يتشدق قائل، بأن نص الآية ( 222 ) من سورة البقرة ينص على عدم الاقتراب من النساء حتى يطهرن، بما يعني أنهن يكن غير طاهرات أثناء دورات الطمث، وبذلك فلا تصح لهن صلاة ولا نسك...!!!
والرد على ذلك غاية في البساطة، وهو أن التطهر المشار إليه هنا في هذه الآية خاص بالتطهر لصلاحية الالتقاء بالأزواج وليس لغرض أخر من صلاة أو نسك، ودليل ذلك أن منقضات الوضوء والتي وردت في آيتين فقط من آيات الذكر الحكيم لم تحتويا على أي إشارة إلى أن الحيض من منقضات الوضوء فقد أورد الحق
004043 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) } النساء
005006 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) } المائدة
هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الطهارة المشار إليها في الآية (06) من سورة المائدة وردت في موقعين منها
الأول : وردت "...وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا...." ،
والجنب ليس هو ما يتنادى به سدنة الفقه من وقوع مواقعة مع الزوجة، وذلك لأنه ورد في نفس الآية وبعد اثنتي عشر كلمة منها "....أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاء...."، بما يغطي هذا النوع من نقائض الوضوء، وحقيقة الأمر أن الجنب هو الشخص الذي يتجنبه المصليين في المسجد، لتعلق ملابسه بشئ من القذر
( مثلا الشحم في ملابس فنيو إصلاح السيارات، أو الدماء ورائحتها المقززة على ملابس الجزارين، أو رائحة الزفرة المنتنة المتصاعدة من الصيادين وبائعو الأسماك .....)،
وقد أمر الحق بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
الثاني : وردت عبارة "....وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ...." بعد الإشارة إلى عدم وجود الماء، واللجوء حينها للتيمم بالتراب المتصاعد، في حالات القيام من المرض أو أثناء السفر بما يعني تأثر المرء بشعثاء السفر من أتربة واجهادات وعناء، أيضا العودة من الغائط، وأخيرا بعد ملامسة النساء، وكلها تعني التأثر بشكل ما بحالة من حالات نواقض الوضوء، ومعنى إضافة الأتربة المتصاعدة على الوجه واليدين أننا نزيد الطين بلة، فمن الشكل الظاهري أننا نزيد من مستوى الإحساس بعدم النظافة، بالمزيد من إضافة الجاف من التراب، فالموضوع المقصود هنا في هذا المقام ليس هو التطهر الظاهري بإزالة ما علق بالجسم، ولكن المقصود هو التطهر المعنوي وهو الذي يعقب نية الطهارة، فالطهارة بذلك تكون شيئا معنويا وجدانيا داخليا، ولا تدخل في نطاق التطهر الظاهري بشكله المرئي الملموس، أو الاغتسال والاستحمام بشكله المعروف فهذا يدخل في نطاق النظافة وليس في نطاق التطهر.
ونخرج من هذه الإشارات، إلى أنه لم يرد من قريب ولا بعيد أي حظر للمرأة الحائض من قيامها بأداء الفروض من صلاة وصيام وحج، وفي هذا حل لإشكالية صيام شهرين متتابعين للمرأة كفارة للقتل الخطأ، أيضا ينفي عن النساء أنهن ناقصات عقل ودين.
وتبقى إشكالية عدم مسها للقرآن أثناء دورة الطمث، وحل هذه الإشكالية يكمن في سورة الواقعة
056079 { إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) } الواقعة
فقد وردت فيها الآية" لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ "،
والمقصود بـ المطهرون هنا أنهم الملائكة الموكل إليهم التعامل مع اللوح المحفوظ، والمحفوظ به القرآن، وهم ملائكة مطهرون من قِبـَل الله فهم طاهرون دوما، ولا ينسحب هذا الحكم على البشر، فالبشر متطهرون، أي يمكن أن يكونوا غير طاهرين أحيانا،- حالات نواقض الوضوء - وهذا يعني أن الأمر بعدم مس كتاب الله إلا في حالة الطهارة لا يشملهم، فيمكن لمن ألم به طائف من نواقض الوضوء أن يقرأ القرآن وأن يتلوه حق تلاوته.
أما وقد أقررنا بعدم صحة الزعم بعدم طهارة الحائض، وأنها على الطهر إذا ما توضأت، - أو تيممت في حالة عدم وجود الماء - وهذا الحجم من الطهر لا يسمح لها بمعاشرة الزوج حيث نهى الحق عن ذلك، وهذا هو المنع الوحيد المنصوص عليه قرآنا يتلى ويتعبد بقراءته، إلا بعد انقطاع الطمث وتطهرها منه.
وهناك فريق من العلماء، المجددين يرى أن تأويل الآية يذهب إلى عمق ثان من أعماق التدبر السبع، وهو يركز الضوء على معنى الـ " مس " حيث أنهم يروا أن المس الوارد هنا ليس مسا ظاهريا فيزيائيا للقرآن، وإنما هو المس بمعنى الفهم المتدبر للقرآن، وهذا النوع من الفهم الراقي للقرآن لن يمنحه الله لغير المطهرين، والطهر عكسه النجس وهي كلمة وردت لمرة واحدة في القرآن في تفرد مطلق ( جِذر واحد واشتقاق واحد واستخدام واحد ) وقد وردت في الآية
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) } التوبة
وبذلك يكون المعنى المقصود من النجاسة هو الشرك بالله، - وليست النجاسة الظاهرية - وعليه يكون الطهر هو لمن يؤمن بوحدانية الله ولهذا المؤمن الطاهر والمطهر من عوالق الشرك وله فقط سوف تتفتح آفاق الفهم والتقاط أعماق المعاني، إذا ما تدبر القراءة وأحسن التفكر في التلاوة، واجتهد مخلصا في الترتيل.
ملحوظات مهمة :
أولا : ورد في نواقض الوضوء،
".... أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ...."،
والغائط هو الإخراج من أحد الدبرين، إما سائل البول أو الغائط المغلظ ( البراز )، بل يعتبر كذلك دم الطمث غائطا، وقد تصدرت هذه العبارة
" أَوْ جَاءَ " ويعني هذا أن هناك مكان مخصص لقضاء الحاجة وللتخلص من فضلات الطعام والشراب - الخلاء قديما وهي عبارة عن مسطح من الأرض تحجبه عن العيون بضع صخرات أو أسوار، أو دورات المياه حديثا - ويجب على من أتته الرغبة في التخلص من فضلات الجسم أن يتوجه بعيدا إلى الخلاء أو يغلق باب دورة المياه عليه، بمعنى أنه سوف تكون هناك حركة ذهاب ومجيء، لكن إخراج الريح لن يتطلبمثل هذا العناءمن الحركة، لذا فلا يجب أن ينسحب حكم العودة من الغائط على إخراج الريح، فضلا عن أنه لم ترد الإشارة الصريحة القاطعة إلى أن إخراج الريح من نواقض الوضوء، وحكم أن إخراج الريح من نواقض الوضوء أرى فيه تزيد وهو محمول على باب الأحوط.
ثانيا : ورد في كتب الروايات المنسوبة زورا إلى نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه، أنه كان يقبل نساءه نهار رمضان...!!!
· الرواية (1792) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت كان النبي يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه "
· الرواية (1827) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان رسول الله يقبل بعض زوجاته وهو صائم ثم ضحكت...."
· الرواية (25966) المسند
وكان الحديث يدور حول أم المؤمنين عائشة
" كان رسول الله يقبلها وهو صائم ويمص لسانها نهار رمضان..."
بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك، بأن الرسول - حاشاه - كان يباشر نساءه أثناء حيضهن، حيث جاء في مصنف البخاري الرواية (291) كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضا، وأراد رسول الله أن يباشرها، أمرها أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها.....
قالت وأيكم يملك إربه، كما كان النبي يملك إربه ؟ "
ووردت رواية بنفس المعنى في الرواية (292) مصنف البخاري
يا قوم....
اتقوا الله في نبيكم ولا ترموه بمثل هذه الترهات، والتي رماه بها أعداء الله
ورددتها من بعدهم ودون وعي أو فهم أقوام وأقوام، وقرون وقرون وأضفوا عليها من القداسة ما يجعلها تناطح كتاب الله، بل وزادوا وتزايدوا في غيهم وادعوا أن مصنف البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله، ثم تمادوا في الضلال وقالوا بحاجة القرآن إلى مذكرة تفسيرية، وهذه المذكرة التفسيرية والتي ادعوها، ضمنوها زورا مدسوسات المدلسين وأقوال المدعين، وتهويمات سدنة الكهنوت، وإبداعات عبدة الطاغوت
يا قوم ...
القرآن ليس به نقص، ولا يحتاج إلى مذكرات تكميلية، أو إضافات تفسيرية
والمرجو العودة إلى كتاب الله وعدم تركه مهجورا.
رابعا :
ما هو الفرق بين التمام والكمال ؟؟
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
· الثلاثة وحدها، وكذلك السبعة وحدها وليستا
متداخلتين (أي أن الثلاثة ليست ضمن السبعة)
· فيه الإشارة إلى عملية الجمع الحسابية
( مطلوب الإشارات القرآنية للعمليات الحسابية )
· الفرائض في الإسلام ظاهرها التكليف، لكنها في
مفهومها العميق نعمة من الله، حيث يدلنا الحق
على وسيلةالتواصل الدائم معه، وعلى عبادته
حق العبادة، والثابت أنأخر فَرض فـُرض في
الإسلام هو فريضة الحج،
( فـُرض الحج في العام التاسع الهجري، وحج
الرسولحجته المتفردة في العام العاشر الهجري
حيث خطب خطبته الشهيرة والتي سميت خطبة
الوداع)
وقد جمع الحق بين كمال الدين وتمام النعمة في آية واحدة
005003 {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) } المائدة
الإكمال : الأصل الإيماني موجود لكن الإكمال للأفرع الناقصة، والدين قد اكتمل بعد فرض فريضة الحج، وبذلك يكون من مات من المسلمين قبل فريضة الحج مسلما، لأنه مات على الأصل الإيماني.
الإتمام : نـِعَم الله الكثيرة كانت ناقصة لنعمة الحج، أي كان الأصل في النعمة ناقص والتمام كان بفرض فريضة الحج، وهي تمام نعمة الفرائض، وهناك إتمام للفريضة بإتمام أداء أركانها ، على ألا يتصور أحد أنه قد أكمل النسك، فمهما اجتهدت في الأداء فسوف يبقى دون الكمال، لذا ظهر طلب الاستغفار بعد إتمام أداء النسك في الآية
002199 { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) } البقرة
وقد اصطلح العرب على أن العدد التام هو ( سبعة )، وذلك لأنه يعقبه الثمانية وصولا إلى العدد الكامل ( التسعة ).
وواقع الأمر أن التسمية شابها بعض الخطأ أو فلنقل بعض الخلط، فبعد ظهور الحاسبات الإلكترونية، والتي سميت الحاسبات الرقمية
فقد تطلب الأمر تصحيح أو تضبيط التعريفات الخاصة بالأرقام وكذا بالأعداد، فقد صار التعريف كالآتي
الرقم : هو كم حسابي ذو طبيعة فردية يعبر عنه برمز خاص ،
ويكتب في خانة نظامية واحدة، وبذلك تكون منظومة
الأرقام محصورة بين رقمي الصفر والتسعة، أي أنها
عشرة أرقام.
العدد : هو حزمة من الأرقام يجمعها نظام رقمي رياضي،
ففي النظام العشري تبدأ منظومة الأعداد من العدد
(10) وتصاعديا إلى ما لا نهاية.
الشاهد أن رقم (7) هو رقم التمام، ذلك لأنه يليه رقمان لإتمام منظومة الأرقام كاملة، وبذلك يكون رقم (9) هو رقم الكمال.
خامسا : بعض المفاهيم الخاطئة لبعض المسلمين
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتخذ بعض المسلمين، البعيدين عن الفهم الحقيقي للكلمات القرآنية، من هذه الآية الكريمة حجة لمعاشرة زوجاتهم بشكل يومي، مدعين بأن الحـِلُ هنا إنما هو حَلُ لما هو ما كان محرم عليهم أثناء فترة الصيام وقبل الإفطار، فكما توجب تلبية شهوة الفم، فلابد من أن يصاحبها تلبية لشهوة الفرج، وصار ذلك دينهم وديدنهم، بل واتخذت هذه التصرفات قيمة قدسية في نفوسهم، وصار هناك إحساس بالتقصير في أداء الفرض، إذا ما الفرد توانى عن القيام به، وذاك خطأ في الفهم يوجب المراجعة، فالحـق قد أباح ذلك ولم يفرضه.
سادسا : التكبير في عيد الفطر
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
تركز الضوء في هذه الآية على صيام الفرض، والمحدد له شهر بذاته هو ثامن الأشهر القمرية، ألا وهو شهر رمضان، وكان هذا ما تصدر الآية، أما ما ورد في عجزها فكان إشارة إلى ضرورة إكمال عدة الشهر سواء أكان وترا ( 29 يوم )، أو كان شفعا (30) يوما، بعدها وبعد إكمال مجاهدة النفس والانتصار عليها بالصيام، يتوجب تكبير الله صبيحة الانتهاء من صيام الشهر الكريم في أول أيام عيد الفطر، إيذانا بانتهاء المجاهدة وفرحة بالنجاح في إتمام الفرض وانتظارا للجزاء الموعود.
التكبير بذلك يكون ضرورة لإعلان الفرحة ولإعلان النصر استجلابا لرحمات الله المتنزلة على عباده ذاك اليوم، وهو نوع من أنواع الشكر لله طمعا في رحمته وانتظارا لجزاءه.
سابعا : التعطر والتطيب نهار رمضان
يدعي سدنه الفقه القديم الموروث أنه لا يجوز للصائم غسل أسنانه بالفرشاة والمعجون المنعش والمعطر لرائحة الفم، متشدقين بمقولة نسبت زورا لنبي الرحمة تقول بأن
".....خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك... !!! "
أيضا واستمرارا لإدعاءاتهم المكرسة للكهنوت، والمتعبدة للطاغوت والتي تعمل على تزييف الدين بل الحرص على إنشاء دين مواز هو دين أبائهم، وهو لا صلة له بدين الله والذي تنزل على رسوله الكريم، يقولون بأنه يحظر على الصائم التعطر والتطيب نهار صومه، وكلها ادعاءات باطلة وما أنزل الله بها من سلطان، بل على العكس يحضنا الحق على العكس ، ذلك بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
كلمة أخيرة :
إن الأصل في الموضوع هو النية، والنية محلها القلب، والنية تصنع من الإنسان المؤمن قيـَّما على نفسه حارسا على أفعاله، فما من تصرف يقوم به الفرد إلا ويكون بداخله رقيب صارم يقوم على مراقبة النفس، وعلى ميزان أعماله بميزان غاية في الدقة من صنعه هـو.
بذلك تكون الطهارة نية؛ مع ما يكون من مظاهرها في التيمم من إضافة الأتربة على البدن.
والوضوء نية؛ فمهما كان كـَمّ الماء المتاح للوضوء، فيمكننا أن نكتفي بلمس بعض شعيرات من الشعر بالماء فإنها تفي بالغرض، كما يمكننا أيضا أن نمسح على الأرجل دون الغسيل الذي يتطلب كمية أكبر من المياه، فإذا توفر الماء فلا جناح على المتوضأ من الاغتسال، بل ومسح الرأس بالكامل.
ونعرج الآن على موضوع الاغتسال بعد ملامسة النساء، بما يعني ويشتمل على مواقعة المرء لزوجته، فإنه بعد إزالة آثار اللقاء من السوأتين بالاغتسال الموضعي ، يصير التوضؤ وكما أشار الحق في الآية (006) من سورة المائدة، وبذلك يتم التطهر من الحدث، وأما ما يتم الآن من ضرورة الاغتسال والاستحمام فإن فيها تزيد على أوامر الله وهو يصنف من باب النظافة وليس من باب التطهر.
والصوم نية؛ فإن سها الصائم وشرب مثلا فلا لوم عليه؛ وصومه صحيح وغير منقوص، أو ابتلع قليلا من الماء أثناء الوضوء دون قصد منه فصومه صحيح، ولا داعي للتقعر والمزايدة والحكم بضرورة إعادة الصوم أو الكفارة لأن في ذلك تكريس للكهانة وترسيخ للكهنوت.
الصوم والصيام نظرات متجددة
إعداد الباحث الإسلامي
المهندس / محمد عبد العزيز خليـــــــــفة داود
استشاري تصميم وبناء نظم معلومات الحــاسب الآلي
معهد الدراسات والبحوث الإحصائية - جامعة القاهرة
مقدمة :
الصيام هو أحد فروض أربعة فرضها الله على المسلم ليتمم نعمته عليه ويكمل له دينه، وقد تعهد سدنة الفقه القديم الموروث بالأخذ بأحكام للصيام ما أنزل الله بها من سلطان استنادا إلى روايات مدسوسة على رسول الله ملؤها الأكاذيب واستجلاب لأحكام مشوهة من الإسرائيليات واتخذوا كتاب الله مهجورا.
ونظرا لهذا فقد اجتهدنا في تدبر آيات الذكر الحكيم والتي تناولت أحكام الصيام وطبقا لمنهجية محددة الخطوات والمعالم لاستجلاء بعضا من النظرات المتجددة والتي تلمس هذا الموضوع.
تبدأ المنهجية في الخطوة أولا وثانيا بعرض بعض البيانات الاستهلالية والتي تخص الجِذر ( صـ . و . م )، ثم يعقبها في الخطوة ثالثا عرض جميع الاشتقاقات التي وردت للجذر ويتبع كل اشتقاق منهم الآيات التي ظهر فيها هذا الاشتقاق، وذلك حسب تصنيف المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، ثم يليها وفي الخطوة رابعا وبعد القراءة الممحصة والمتدبرة للآيات مجتمعة، ومراجعة للمعاني في بعض معاجم اللغة وخاصة تلك التي تتناول الدلالات المحورية ومقاييس اللغة، أن أعدنا ترتيب الآيات في حزم من المعاني المشتركة، بمعنى أن كل حزمة منها احتوت الآيات التي تجتمع على معنى بذاته، وبهذه الوسيلة سوف نقف على معاني جديدة ودائمة التجدد لكلمات الله.
يعقب ذلك وفي الخطوة خامسا تصنيف إحصائي لتوزيع ظهور الاشتقاقات في السور، ثم وفي الخطوة سادسا تصنيف إحصائي آخر يخص توزيع الاشتقاقات المختلفة في المعاني المشتركة، والخطوتان تهمان فقط الباحث المتخصص.
ثم تأتي مرحلة التقاط النتائج واستخراج العبر من النظرات المتجددة في الخطوة سابعا والتعليق على هذه المستخرجات، ومناقشتها بعمق وصولا إلى الجديد من المعاني، مثل الفارق بين الصيام والصوم، ومثل الزحزحة الزمنية لموعدي الفطور والإمساك، ومثل صيام الفرض وصيام التطوع بأجنحته الثلاثة ( النذر، والنفل، والكفارة)، ومثل تمام النعمة وكمال الدين، ومثل مناقشة تساؤل في أن الحائض ليس عليها جناح في أن تصوم وأن تحج وأن تصلي وأن تقرأ القرآن...!!
نسأل الله العلي القدير العون فيما نحن مقدمون عليه، ونسأله التوفيق والسداد، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
البيانات الاستهلالية للجِذر ( صـ . و . م )
أولا : الجذر ( صـ . و . م ) هو الجذر (60) من (65) جذرا هي جذور
حرف " الصاد "
ثانيا : صفحات المعجم من 399 – إلى 417
والجِذر يقع في صفحة 417
الجِذر له (07) اشتقاق ، وله (14) استخدام
ثالثا : عرض تفاصيل الاشتقاقات والاستخدامات والتي وردت
متعاقبة في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن
من نظم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ، طباعة المكتبة
الإسلامية – محمد أوزدمير، استانبول – تركيا - 1982
اشتقاقات الجِذر (صـ . و . م) والاستخدامات التي وردت فيها :
الاشتقاق (01) هو (تَصُومُوا) وله (01) استخدام،
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
الاشتقاق (02) هو ( فَلْيَصُمْهُ) وله (01) استخدام،
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
الاشتقاق (03)هو ( صَوْمًا ) وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
الاشتقاق (04)هو (الصِّيَامُ ) وله (08) استخدام
1. الاستخدام الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
3. الاستخدام الثالث
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
4. الاستخدام الرابع
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
5. الاستخدام الخامس
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
6. الاستخدام السادس
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
7. الاستخدام السابع
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
8. الاستخدام الثامن
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
الاشتقاق (05)هو ( صِيَامًا) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(05/07)]
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
الاشتقاق (06)هو ( وَالصَّائِمِينَ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(06/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
الاشتقاق (07)هو ( وَالصَّائِمَاتِ ) وله (01) استخدام
ويرمز له [(01/01)؛(07/07)]
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
رابعا : عرض تفاصيل المعاني المشتركة، وكذا الاشتقاقات والاستخدامات تلك التي وردت ضمن كل معنى منها
بعد استعراض كافة اشتقاقات الجذر ( صـ . و . م ) ومعها الاستخدامات التي انضوت تحتها، وبعد القراءة المتدبرة، والتفكر في المعاني، ومراعاة المعاني المعجمية، وتوجهات المعاني الدلالية، وإشارات معاني الرسم القرآني، وكذلك المعاني المستخرجة من السياق العام، نرى أن إعادة توزيع الآيات بناء على وجود معنى مشترك بينها، سوف يفصح عن (06) من المعاني مشتركة :
المعنى المشترك (01) فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر
، وله (03) استخدام
المعنى المشترك (02)مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (03) صيام التطوع
، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات
، وله (06) استخدام
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر
العظيم ، وله (01) استخدام
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام
، وله (01) استخدام
وفيما يلي سوف نستعرض تفاصيل هذا النوع من التقسيم، والذي يجمعها معنى بذاته في كل منها، والمعاني المشتركة والاستخدامات التي انضوت تحتها :
المعنى المشترك (01)فرض الصيام، والغرض منه التقوىوالشكر ، وله (03) استخدام
1. الاستخدام الأول في المعنى المشترك الأول
002183 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } البقرة
2. الاستخدام الثاني في المعنى المشترك الأول
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
3. الاستخدام الثالث في المعنى المشترك الأول
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (02) مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها ، وله (01) استخدام
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
المعنى المشترك (03) صيام التطوع ، وله (01) استخدام
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
المعنى المشترك (04) الكفـَّارات ، وله (06) استخدام
1. فدية الاحصار في الحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
2. فدية التمتع بين العمرة والحج
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
3. كفارة القتل الخطأ
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
4. كفارة اللغو وعقد اليمين
005089 { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْفَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } المائدة
5. كفارة قتل الصيد أثناء الإحرام
005095 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } المائدة
6. الوعظ بكفارة الظهار من النساء
058004 { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } المجادلة
المعنى المشترك (05) النتيجة المرجوة من الصيام، المغفرة والأجر العظيم ، وله (01) استخدام
033035 {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } الأحزاب
المعنى المشترك (06) الصوم المختلف عن الصيام ،
وله (01) استخدام
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
خامسا : استكمال بيانات الجدول (5) وهو جدول لعرض تفاصيل
ظهور الاشتقاقات في السور القرآنية والتي ظهرت فيها.
الجدول (5) عرض تفاصيل توزيع الاشتقاقات على السور التي ظهرت فيها :
م |
ترتيب |
اسم الســــورة |
ترقيم الآية ونص ( الاشتقاق/ الاشتقاقات ) |
|
1 |
002 |
البقرة |
183 الصِّيَامُ& 184 تَصُومُوا& 185 فَلْيَصُمْهُ& 187 الصِّيَامِ& 196 صِيَامٍ |
|
2 |
004 |
النساء |
092 فَصِيَامُ |
|
3 |
005 |
المائدة |
089 فَصِيَامُ& 095 صِيَامًا |
|
4 |
019 |
مريم |
026 صَوْمًا |
|
5 |
033 |
الأحزاب |
035 وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
|
6 |
058 |
المجادلة |
004 فَصِيَامُ |
سادسا :
جدول (6) عرض توزيع الاشتقاقات والاستخدامات طبقا لورودها في التخريجات
ر |
المعنى المشترك |
الاشتقاقات |
1 |
فرض الصيام، والغرض منه التقوى والشكر |
1.1 الصِّيَامِ 1.2 فَلْيَصُمْهُ |
2 |
مواقيت الصيام، والمسموح به في غيرها |
الصِّيَامِ
|
3 |
صيام التطوع |
تَصُومُوا |
4 |
الكفـَّارات |
فَصِيَامُ |
5 |
النتيجة المرجوة من الصيام |
وَالصَّائِمِينَ & وَالصَّائِمَاتِ |
6 |
الصوم المختلف عن الصيام |
صَوْمًا |
سابعا : نتيجة البحث والتعليقات.
عرض نتائج البحث :
أولا :
تعريف الصيام :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن المأكل والمشرب وعن الاقتراب من النساء والتدخين عدة ساعات محددة من النهار .
تعريف الصوم :
هو ما يعبر عنه بالامتناع عن تصرف بشري بخلاف المأكل والمشرب وملامسة النساء، مثل الامتناع عن التكلم، وقد وردت الإشارة إليه ولمرة واحدة في الآية الكريمة
019026 { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) } مريم
ثانيا :
مواقيت الصيام والمسموح به في غيرها :
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتضح من الآية الكريمة أن الإمساك عن المأكل والمشرب هو عندما يمكننا التمييز بين لوني خيطين أحدهما لونه أبيض والآخر لونه أسود، وهذا بالطبع لن يتأتى إلا في ضوء الفجر وهو ضوء قبل طلوع الشمس، والفجر بهذا المعنى يعني تفجر الضياء مع شفافية العتامة دون ظهور الشمس أو بزوغها عند الأفق، وهذا يعني المساحة الزمنية والتي تسبق شروق الشمس بمدة تتراوح بين العشرون والثلاثون دقيقة.
وحقيق بنا أن نشير إلى أنه بذلك يجب أن يتغير مفهوم لفظة الفجر في مفاهيمنا المعرفية المتواصلة والمتواترة من المواعيد التي هو عليها، إلى أن يصبح في نصف الساعة التي تسبق طلوع الشمس، وذلك يتوافق مع مطلوب الله في المواعيد والتي أشار إليها الحق في أفضل أوقات الذكر
011114 { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } هود
020130{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } طه
ومن الجدير بالذكر أن طرفي النهار هما وقتي الفجر وقبل طلوع الشمس، وما بعد الغروب وقبل دخول الليل.
والذي يستدعي الدهشة أن تراثنا الثقافي الديني، قد عجَّ بخلائط فكرية، تقول بعكس ذلك حيث جعلت من مواقيت قبل الشروق وقبل الغروب أوقات كراهة للصلاة والذكر، ألا يستدعي ذلك ضرورة مراجعة مثل هذه المدسوسات على رسولنا الكريم والتزامنا فقط بما ورد صراحة في كتاب الله الكريم حيث قطعية الدلالة وقطعية الثبوت.
وعود إلى الآية (187) البقرة حيث ورد توجيه أخر وهو ما يجب علينا التنبه إليه، وذلك عن الميقات الذي يتوجب فيه الإقلاع عن الصيام والإفطار من رزق الله، وهو إتمام الصيام إلى الليل، ولكي لا ندخل في متاهات الآراء في هذه النقطة ، سوف نفزع إلى قول الله تعالى
017012 {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) } الإسراء
حيث يذكر الحق " ... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً..." أي أن علامة استمرار النهار هو إبصار الأشياء بالعين المجردة وذلك بعد اختفاء قرص الشمس من خط الأفق، أي استمرار وجود للضوء بعد تمام الغروب، وتستمر هذه الحالة أيضا بين العشرون والثلاثون دقيقة بعد غروب الشمس، حيث يعد ذلك بداية الليل وكما عرَّفه الله لنا.
ويعني هذا أننا يجب علينا الانتظار صائمين حتى يجن الليل، ثم نفطر بعدها، أما ما يحدث الآن من الإسراع بالفطور لحظة آذان المغرب وطبقا لرواية منسوبة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من ضرورة تعجل الفطور، فهذه الرواية تعتبر غير متوافقة مع ما جاء في كتاب الله وعلينا ألا نلتفت إليها أو الأخذ بما جاء فيها.
ملحوظة مهمة :
وردت كلمة الحساب في عجز الآية
"......وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ...."،
حيث يبرز سؤال مهم، ذلك أن تعاقب الليل والنهار نعلم منه عدد السنين، فما هو ضرورة وسبب ظهور لفظ الحساب في الآية ؟
وتأويل ذلك أنه قد ورد في الآية الكريمة
".... فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ....."
بما يعني حالتين للكون ولا ثالث لهما، حالة المحو وحالة الإبصار، فلو اصطلحنا على أن حالة المحو يرمز لها بالرمز "صفر"، وأيضا حالة الإبصار يرمز لها بالرمز الرقمي "واحد"، لحصلنا على رمزين رقمين ولا ثالث لهما، وهما ما يشكلان واقع الأمر طرفي النظام الرقمي الثنائي (Binary System )، وهي إشارة من الحق إلى أن الإنسان سوف يتوصل بعلمه النسبي حين يأذن الله بذلك إلى الوصول إلى نظام رقمي حسابي يقوم في الأساس على رقمين فقط وهم الصفر والواحد، وأن هذا النظام سيسيطر على كل العمليات الحسابية والمنطقية والتي بها سوف يكمل الإنسان طفرته العلمية وتقدمه نحو معالم وعوالم وآفاق غير مسبوقة، وهذا ما يفسر ورود لفظة " الحساب" في الآية، وفي هذا الصدد بحث خاص بالأرقام والترقيم في القرآن الكريم للكاتب.
ثالثا :
ما هو الفارق بين صوم التطوع وصوم الفرض ؟؟
002184 { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) } البقرة
صوم التطوع ليس له وقت محدد من العام، يأتي على ثلاثة أشكال ( النذر ، النافلة ، الكفارات )
أما صوم الفرض فمحدد له شهر محدد بذاته، ألا وهو شهر رمضان حيث قال الحق
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
عرض الحق لنوعي الصيام في الآيتين الكريمتين، وقد وردت فيهما عبارة مشتركة بنفس المعنى، وهو المقطع
"....فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...."
وقد وردت في صيام التطوع
".....فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر........." وقد وردت في صيام الفرض
على أن نلاحظ أن " مِنْكُمْ " قد اختلف ترتيب ظهورها في العبارتين، فقد ظهرت كثالث كلمة في نص الاستثناء بالإفطار في صيام التطوع، كما تصدرت فاء التحديد أداة التخصيص
" فَمَنْ "
أما في صيام الفرض فقد سبقت بظهورها العبارة بالكامل، وكما سبقت واو الاستئناف أداة التخصيص " وَمَنْ ".
كان هذا على المقطع المشترك بين الآيتين، أما عن الجزء المختلف فقد ورد في عجز الآية التي تشير إلى صيام التطوع، ثلاثة مقاطع، يحتاج كل منها إلى تبيان خاص به
المقطع الأول :
"...وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ..."
فقد وردت" وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ " ، فالعبارة واضحة وقاطعة، بأنه يمكن في صيام التطوع فقط، ( وأعود فأكرر أن هذا الاستثناء يمكن العمل به في حالة صيام التطوع ولا يجوز انسحاب ذلك الاستثناء على صيام الفرض ) ، على من يطيق الصيام، أي تمكنه حالته الصحية من أداء صيام التطوع يمكنه إذا ما أراد أن يفتدي صيام التطوع بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا أدري من أي أتى سدنة الفقه القديم الموروث بإضافة من عند أنفسهم تقلب المعنى رأسا على عقب، فقد أروى معظمهم إن لم يكن هناك إجماع منهم على أن المعنى المقصود هنا هو لا يطيقونه...!!!
وهذا يعني ببساطة أن القرآن به نقص وتطوعوا هم لإكماله بإضافة " لا " حيث تنفي حد الاستطاعة...!!!
يا سادة.... القرآن ليس به نقص ولا يحتاج لمن يتطوع لإكماله فقد ورد في معاني اكتمال القرآن وإحكامه لآياته
011001 { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) }
هود
040003 { حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) } فصلت
006038 { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
(38) } الأنعام
وأعود لأذكـِّر بأن هذا التخفيف يعـُمل به فقط في صيام التطوع بأشكاله الثلاثة.
المقطع الثاني : "....فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ....."
وهنا يؤكد الحق، أن الموضوع برمته هو تطوع، وسماحة نفس للتقرب من الله، بأداء نافلة صيام التطوع، والتي هي أحد بنود ثلاثة للإحسان
( فهناك إحسان التطوع والذي هو أداء نافلة على نفس شكل الفريضة، وإحسان التفضل وهو التفضل ببعض ما تملكه من فضل من مال أو قوة أو وقت أو سلطان لمساعدة الآخرين والذين هم في حاجة إلى ذاك الفضل، ويأتي في النهاية إحسان الإتقان وهو وضع مواصفات ومواقيت تنفيذ أي عمل ثم الالتزام الصارم بهذه المواصفات)
المقطع الثالث :
"....وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ...."
وفي هذا المقطع يؤكد الحق، أو هو يزيد من تأكيده، على أن الأفضل للعابد المتقرب إلى الله بنافلة الصوم، أن يمارس فعلا هذا الصوم، ولا يلجأ للاستثناءات المسموح بها في هذا المضمار إلا في أضيق الحدود وعند الاضطرار، لأن في ذلك ليس فقط مرضاة للرب، وإنما هو في ذلك الخير الوفير الذي يعود على الإنسان المؤمن من تحسن في صحتيه البدنية والنفسية، وأحاسيس الراحة التي تعتريه إزاء إحساسه باقترابه من ربه ومن قرب الله منه، مما يجدد من شحنه بالطاقات الإيجابية اللازمة لاستمرار الحياة وتطويرها إلى الأفضل والأحسن والأكمل.
ثم نأتي لفرعية أود لو ألقيت الضوء عليها وهي تخص تفاصيل أداء أحد الكفارات - القتل الخطأ - حيث أشار الحق
004092 { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) } النساء
والسؤال الذي يفرض نفسه
هل نحمل التتابع الذي ورد في الآية على أنه معنى أم عددية محددة ؟؟
ونقوم بعرض السؤال بشكل أخر : هل في هذا التتابع أي استثناء من مرض أو سفر ؟؟
أم أنه يجب علينا أن نأخذ التتابع بشكل صارم ؟ أي بحرفيته دون معناه ؟
فإذا ما ذهبنا إلى ما قال به سدنة الفقه القديم الموروث من حدية العدد وصرامة تنفيذه؛
فما هو الوضع إذا ما أفطر هذا الذي عليه حد الصيام لشهرين متتابعين يوما منهم، أي أنه قطع التتابع ولم يحافظ عليه ؟؟
يقوم سدنة الفقه القديم الموروث بالإجابة على هذا السؤال، بإجابة تبدو غير منطقية، فهم يقولون بأن عليه أن يبدأ الصيام من جديد لشهرين متتابعين دون أي انقطاع...!!!
فإذا ما حدث ولم يحافظ على الاستمرارية فعليه أن يبدأ من جديد وهكذا يبقى صائما دوما...!!!
هذا إن كان المذنب رجلا، فما الحال لو كان القاتل بالخطأ سيدة، والمعروف أن السيدات تأتيهن دورات الطمث الشهرية ؟؟
وعلى حسب أقوالهم، فإن السيدة حين تأتيها دورة الطمث الشهرية، فإنها يجب أن تتوقف على الفور عن أداء الفرائض الثلاثة
( الصلاة ، والصوم ، والحج )، كما تتوقف عن ذكر الله بمتابعة قراءة القرآن، حيث أنها نجس ولا يصح منها لمس المصحف وهذا افتراء واضح على دين الله والذي ورد في محكم آياته وفي قرآنه الكريم، حيث قال الحق
002222 { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) } البقرة
الشئ الوحيد الذي أشار به الحق هو عدم مواقعة الزوجات في أثناء طمثهن، ولم يرد لا بالتلميح ولا بالتصريح أمر غير ذلك، وكل هذه الممنوعات والتي يتشدق بها سدنة الفقه، إنما هي من مدسوسات اليهود في روايات منسوبة إلى النبي، ما أنزل الله بها من سلطان، بل أزادوا الطين بلة إذ منطقوا رواية ادعوا فيها أن النساء ناقصات عقل ودين، استنادا على فكرة عدم أداء الفرائض في وقت الطمث فهن بذلك ناقصات دين، أما عن نقصان العقل فهو أنه تعتريها في أثناء أيام الطمث اضطرابات نفسية وبدنية تجعلها بعيدة عن القرارات المتعقلة أثناء هذه الفترة...!!!
هل هذا كلام يعقل ..؟ أو يمكن أن يوافق عليه بشر به شئ من عقل ؟
وقد يتحجج سدنة الفقه دفاعا عن روايات مشوهة منسوبة إلى نبي الرحمة، تذكر للنساء نقصان العقل والدين، بأن الله قد أورد في كتابه أن شهادتها مبتورة، ولو كانت شهادتها سليمة لاكتفى منهن بواحدة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)
والرد على مثل هذا الإدعاء، أن هذه الشهادة ليست شهادة جنائية أو ليست شهادة على عقد زواج، وإنما هي شهادة على أن هناك من يدين آخر بدين، فهي إذن شهادة لموقف خاص ولا يجوز تعميمه.
وأما الرد على المقطع" أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "
فالضلال الموصوف في الآية لا يعني رميها بنقصان العقل، بل يعني العكس من ذلك، فإن النساء صاحبات هوى، وقد يرين المصلحة من وجهة نظرهن في الأخذ برأي ما، قد يكون مخالفا للحقيقة والمفروض فيها أن تشهد بصحتها، لذا طلب الحق أن تكونا امرأتين لزوم التذكير إذا ما لزم الأمر، ولو كان الأمر كما يدعون من عدم رجاحة عقل المرأة أثناء فترة الحيض لاشترط الحق خلوهن من الطمث أثناء تأدية الشهادة.
اتقوا الله وعودوا إلى كتاب الله الذي اتخذتموه مهجورا .
وقد يتشدق قائل، بأن نص الآية ( 222 ) من سورة البقرة ينص على عدم الاقتراب من النساء حتى يطهرن، بما يعني أنهن يكن غير طاهرات أثناء دورات الطمث، وبذلك فلا تصح لهن صلاة ولا نسك...!!!
والرد على ذلك غاية في البساطة، وهو أن التطهر المشار إليه هنا في هذه الآية خاص بالتطهر لصلاحية الالتقاء بالأزواج وليس لغرض أخر من صلاة أو نسك، ودليل ذلك أن منقضات الوضوء والتي وردت في آيتين فقط من آيات الذكر الحكيم لم تحتويا على أي إشارة إلى أن الحيض من منقضات الوضوء فقد أورد الحق
004043 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) } النساء
005006 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) } المائدة
هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الطهارة المشار إليها في الآية (06) من سورة المائدة وردت في موقعين منها
الأول : وردت "...وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا...." ،
والجنب ليس هو ما يتنادى به سدنة الفقه من وقوع مواقعة مع الزوجة، وذلك لأنه ورد في نفس الآية وبعد اثنتي عشر كلمة منها "....أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاء...."، بما يغطي هذا النوع من نقائض الوضوء، وحقيقة الأمر أن الجنب هو الشخص الذي يتجنبه المصليين في المسجد، لتعلق ملابسه بشئ من القذر
( مثلا الشحم في ملابس فنيو إصلاح السيارات، أو الدماء ورائحتها المقززة على ملابس الجزارين، أو رائحة الزفرة المنتنة المتصاعدة من الصيادين وبائعو الأسماك .....)،
وقد أمر الحق بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
الثاني : وردت عبارة "....وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ...." بعد الإشارة إلى عدم وجود الماء، واللجوء حينها للتيمم بالتراب المتصاعد، في حالات القيام من المرض أو أثناء السفر بما يعني تأثر المرء بشعثاء السفر من أتربة واجهادات وعناء، أيضا العودة من الغائط، وأخيرا بعد ملامسة النساء، وكلها تعني التأثر بشكل ما بحالة من حالات نواقض الوضوء، ومعنى إضافة الأتربة المتصاعدة على الوجه واليدين أننا نزيد الطين بلة، فمن الشكل الظاهري أننا نزيد من مستوى الإحساس بعدم النظافة، بالمزيد من إضافة الجاف من التراب، فالموضوع المقصود هنا في هذا المقام ليس هو التطهر الظاهري بإزالة ما علق بالجسم، ولكن المقصود هو التطهر المعنوي وهو الذي يعقب نية الطهارة، فالطهارة بذلك تكون شيئا معنويا وجدانيا داخليا، ولا تدخل في نطاق التطهر الظاهري بشكله المرئي الملموس، أو الاغتسال والاستحمام بشكله المعروف فهذا يدخل في نطاق النظافة وليس في نطاق التطهر.
ونخرج من هذه الإشارات، إلى أنه لم يرد من قريب ولا بعيد أي حظر للمرأة الحائض من قيامها بأداء الفروض من صلاة وصيام وحج، وفي هذا حل لإشكالية صيام شهرين متتابعين للمرأة كفارة للقتل الخطأ، أيضا ينفي عن النساء أنهن ناقصات عقل ودين.
وتبقى إشكالية عدم مسها للقرآن أثناء دورة الطمث، وحل هذه الإشكالية يكمن في سورة الواقعة
056079 { إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) } الواقعة
فقد وردت فيها الآية" لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ "،
والمقصود بـ المطهرون هنا أنهم الملائكة الموكل إليهم التعامل مع اللوح المحفوظ، والمحفوظ به القرآن، وهم ملائكة مطهرون من قِبـَل الله فهم طاهرون دوما، ولا ينسحب هذا الحكم على البشر، فالبشر متطهرون، أي يمكن أن يكونوا غير طاهرين أحيانا،- حالات نواقض الوضوء - وهذا يعني أن الأمر بعدم مس كتاب الله إلا في حالة الطهارة لا يشملهم، فيمكن لمن ألم به طائف من نواقض الوضوء أن يقرأ القرآن وأن يتلوه حق تلاوته.
أما وقد أقررنا بعدم صحة الزعم بعدم طهارة الحائض، وأنها على الطهر إذا ما توضأت، - أو تيممت في حالة عدم وجود الماء - وهذا الحجم من الطهر لا يسمح لها بمعاشرة الزوج حيث نهى الحق عن ذلك، وهذا هو المنع الوحيد المنصوص عليه قرآنا يتلى ويتعبد بقراءته، إلا بعد انقطاع الطمث وتطهرها منه.
وهناك فريق من العلماء، المجددين يرى أن تأويل الآية يذهب إلى عمق ثان من أعماق التدبر السبع، وهو يركز الضوء على معنى الـ " مس " حيث أنهم يروا أن المس الوارد هنا ليس مسا ظاهريا فيزيائيا للقرآن، وإنما هو المس بمعنى الفهم المتدبر للقرآن، وهذا النوع من الفهم الراقي للقرآن لن يمنحه الله لغير المطهرين، والطهر عكسه النجس وهي كلمة وردت لمرة واحدة في القرآن في تفرد مطلق ( جِذر واحد واشتقاق واحد واستخدام واحد ) وقد وردت في الآية
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) } التوبة
وبذلك يكون المعنى المقصود من النجاسة هو الشرك بالله، - وليست النجاسة الظاهرية - وعليه يكون الطهر هو لمن يؤمن بوحدانية الله ولهذا المؤمن الطاهر والمطهر من عوالق الشرك وله فقط سوف تتفتح آفاق الفهم والتقاط أعماق المعاني، إذا ما تدبر القراءة وأحسن التفكر في التلاوة، واجتهد مخلصا في الترتيل.
ملحوظات مهمة :
أولا : ورد في نواقض الوضوء،
".... أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ...."،
والغائط هو الإخراج من أحد الدبرين، إما سائل البول أو الغائط المغلظ ( البراز )، بل يعتبر كذلك دم الطمث غائطا، وقد تصدرت هذه العبارة
" أَوْ جَاءَ " ويعني هذا أن هناك مكان مخصص لقضاء الحاجة وللتخلص من فضلات الطعام والشراب - الخلاء قديما وهي عبارة عن مسطح من الأرض تحجبه عن العيون بضع صخرات أو أسوار، أو دورات المياه حديثا - ويجب على من أتته الرغبة في التخلص من فضلات الجسم أن يتوجه بعيدا إلى الخلاء أو يغلق باب دورة المياه عليه، بمعنى أنه سوف تكون هناك حركة ذهاب ومجيء، لكن إخراج الريح لن يتطلبمثل هذا العناءمن الحركة، لذا فلا يجب أن ينسحب حكم العودة من الغائط على إخراج الريح، فضلا عن أنه لم ترد الإشارة الصريحة القاطعة إلى أن إخراج الريح من نواقض الوضوء، وحكم أن إخراج الريح من نواقض الوضوء أرى فيه تزيد وهو محمول على باب الأحوط.
ثانيا : ورد في كتب الروايات المنسوبة زورا إلى نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه، أنه كان يقبل نساءه نهار رمضان...!!!
· الرواية (1792) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت كان النبي يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه "
· الرواية (1827) مصنف البخاري
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان رسول الله يقبل بعض زوجاته وهو صائم ثم ضحكت...."
· الرواية (25966) المسند
وكان الحديث يدور حول أم المؤمنين عائشة
" كان رسول الله يقبلها وهو صائم ويمص لسانها نهار رمضان..."
بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك، بأن الرسول - حاشاه - كان يباشر نساءه أثناء حيضهن، حيث جاء في مصنف البخاري الرواية (291) كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض
" عن أم المؤمنين عائشة قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضا، وأراد رسول الله أن يباشرها، أمرها أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها.....
قالت وأيكم يملك إربه، كما كان النبي يملك إربه ؟ "
ووردت رواية بنفس المعنى في الرواية (292) مصنف البخاري
يا قوم....
اتقوا الله في نبيكم ولا ترموه بمثل هذه الترهات، والتي رماه بها أعداء الله
ورددتها من بعدهم ودون وعي أو فهم أقوام وأقوام، وقرون وقرون وأضفوا عليها من القداسة ما يجعلها تناطح كتاب الله، بل وزادوا وتزايدوا في غيهم وادعوا أن مصنف البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله، ثم تمادوا في الضلال وقالوا بحاجة القرآن إلى مذكرة تفسيرية، وهذه المذكرة التفسيرية والتي ادعوها، ضمنوها زورا مدسوسات المدلسين وأقوال المدعين، وتهويمات سدنة الكهنوت، وإبداعات عبدة الطاغوت
يا قوم ...
القرآن ليس به نقص، ولا يحتاج إلى مذكرات تكميلية، أو إضافات تفسيرية
والمرجو العودة إلى كتاب الله وعدم تركه مهجورا.
رابعا :
ما هو الفرق بين التمام والكمال ؟؟
002196 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) } البقرة
تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
· الثلاثة وحدها، وكذلك السبعة وحدها وليستا
متداخلتين (أي أن الثلاثة ليست ضمن السبعة)
· فيه الإشارة إلى عملية الجمع الحسابية
( مطلوب الإشارات القرآنية للعمليات الحسابية )
· الفرائض في الإسلام ظاهرها التكليف، لكنها في
مفهومها العميق نعمة من الله، حيث يدلنا الحق
على وسيلةالتواصل الدائم معه، وعلى عبادته
حق العبادة، والثابت أنأخر فَرض فـُرض في
الإسلام هو فريضة الحج،
( فـُرض الحج في العام التاسع الهجري، وحج
الرسولحجته المتفردة في العام العاشر الهجري
حيث خطب خطبته الشهيرة والتي سميت خطبة
الوداع)
وقد جمع الحق بين كمال الدين وتمام النعمة في آية واحدة
005003 {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) } المائدة
الإكمال : الأصل الإيماني موجود لكن الإكمال للأفرع الناقصة، والدين قد اكتمل بعد فرض فريضة الحج، وبذلك يكون من مات من المسلمين قبل فريضة الحج مسلما، لأنه مات على الأصل الإيماني.
الإتمام : نـِعَم الله الكثيرة كانت ناقصة لنعمة الحج، أي كان الأصل في النعمة ناقص والتمام كان بفرض فريضة الحج، وهي تمام نعمة الفرائض، وهناك إتمام للفريضة بإتمام أداء أركانها ، على ألا يتصور أحد أنه قد أكمل النسك، فمهما اجتهدت في الأداء فسوف يبقى دون الكمال، لذا ظهر طلب الاستغفار بعد إتمام أداء النسك في الآية
002199 { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) } البقرة
وقد اصطلح العرب على أن العدد التام هو ( سبعة )، وذلك لأنه يعقبه الثمانية وصولا إلى العدد الكامل ( التسعة ).
وواقع الأمر أن التسمية شابها بعض الخطأ أو فلنقل بعض الخلط، فبعد ظهور الحاسبات الإلكترونية، والتي سميت الحاسبات الرقمية
فقد تطلب الأمر تصحيح أو تضبيط التعريفات الخاصة بالأرقام وكذا بالأعداد، فقد صار التعريف كالآتي
الرقم : هو كم حسابي ذو طبيعة فردية يعبر عنه برمز خاص ،
ويكتب في خانة نظامية واحدة، وبذلك تكون منظومة
الأرقام محصورة بين رقمي الصفر والتسعة، أي أنها
عشرة أرقام.
العدد : هو حزمة من الأرقام يجمعها نظام رقمي رياضي،
ففي النظام العشري تبدأ منظومة الأعداد من العدد
(10) وتصاعديا إلى ما لا نهاية.
الشاهد أن رقم (7) هو رقم التمام، ذلك لأنه يليه رقمان لإتمام منظومة الأرقام كاملة، وبذلك يكون رقم (9) هو رقم الكمال.
خامسا : بعض المفاهيم الخاطئة لبعض المسلمين
002187 { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة
يتخذ بعض المسلمين، البعيدين عن الفهم الحقيقي للكلمات القرآنية، من هذه الآية الكريمة حجة لمعاشرة زوجاتهم بشكل يومي، مدعين بأن الحـِلُ هنا إنما هو حَلُ لما هو ما كان محرم عليهم أثناء فترة الصيام وقبل الإفطار، فكما توجب تلبية شهوة الفم، فلابد من أن يصاحبها تلبية لشهوة الفرج، وصار ذلك دينهم وديدنهم، بل واتخذت هذه التصرفات قيمة قدسية في نفوسهم، وصار هناك إحساس بالتقصير في أداء الفرض، إذا ما الفرد توانى عن القيام به، وذاك خطأ في الفهم يوجب المراجعة، فالحـق قد أباح ذلك ولم يفرضه.
سادسا : التكبير في عيد الفطر
002185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
تركز الضوء في هذه الآية على صيام الفرض، والمحدد له شهر بذاته هو ثامن الأشهر القمرية، ألا وهو شهر رمضان، وكان هذا ما تصدر الآية، أما ما ورد في عجزها فكان إشارة إلى ضرورة إكمال عدة الشهر سواء أكان وترا ( 29 يوم )، أو كان شفعا (30) يوما، بعدها وبعد إكمال مجاهدة النفس والانتصار عليها بالصيام، يتوجب تكبير الله صبيحة الانتهاء من صيام الشهر الكريم في أول أيام عيد الفطر، إيذانا بانتهاء المجاهدة وفرحة بالنجاح في إتمام الفرض وانتظارا للجزاء الموعود.
التكبير بذلك يكون ضرورة لإعلان الفرحة ولإعلان النصر استجلابا لرحمات الله المتنزلة على عباده ذاك اليوم، وهو نوع من أنواع الشكر لله طمعا في رحمته وانتظارا لجزاءه.
سابعا : التعطر والتطيب نهار رمضان
يدعي سدنه الفقه القديم الموروث أنه لا يجوز للصائم غسل أسنانه بالفرشاة والمعجون المنعش والمعطر لرائحة الفم، متشدقين بمقولة نسبت زورا لنبي الرحمة تقول بأن
".....خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك... !!! "
أيضا واستمرارا لإدعاءاتهم المكرسة للكهنوت، والمتعبدة للطاغوت والتي تعمل على تزييف الدين بل الحرص على إنشاء دين مواز هو دين أبائهم، وهو لا صلة له بدين الله والذي تنزل على رسوله الكريم، يقولون بأنه يحظر على الصائم التعطر والتطيب نهار صومه، وكلها ادعاءات باطلة وما أنزل الله بها من سلطان، بل على العكس يحضنا الحق على العكس ، ذلك بأخذ الزينة عند كل مسجد
007031 { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } الأعراف
كلمة أخيرة :
إن الأصل في الموضوع هو النية، والنية محلها القلب، والنية تصنع من الإنسان المؤمن قيـَّما على نفسه حارسا على أفعاله، فما من تصرف يقوم به الفرد إلا ويكون بداخله رقيب صارم يقوم على مراقبة النفس، وعلى ميزان أعماله بميزان غاية في الدقة من صنعه هـو.
بذلك تكون الطهارة نية؛ مع ما يكون من مظاهرها في التيمم من إضافة الأتربة على البدن.
والوضوء نية؛ فمهما كان كـَمّ الماء المتاح للوضوء، فيمكننا أن نكتفي بلمس بعض شعيرات من الشعر بالماء فإنها تفي بالغرض، كما يمكننا أيضا أن نمسح على الأرجل دون الغسيل الذي يتطلب كمية أكبر من المياه، فإذا توفر الماء فلا جناح على المتوضأ من الاغتسال، بل ومسح الرأس بالكامل.
ونعرج الآن على موضوع الاغتسال بعد ملامسة النساء، بما يعني ويشتمل على مواقعة المرء لزوجته، فإنه بعد إزالة آثار اللقاء من السوأتين بالاغتسال الموضعي ، يصير التوضؤ وكما أشار الحق في الآية (006) من سورة المائدة، وبذلك يتم التطهر من الحدث، وأما ما يتم الآن من ضرورة الاغتسال والاستحمام فإن فيها تزيد على أوامر الله وهو يصنف من باب النظافة وليس من باب التطهر.
والصوم نية؛ فإن سها الصائم وشرب مثلا فلا لوم عليه؛ وصومه صحيح وغير منقوص، أو ابتلع قليلا من الماء أثناء الوضوء دون قصد منه فصومه صحيح، ولا داعي للتقعر والمزايدة والحكم بضرورة إعادة الصوم أو الكفارة لأن في ذلك تكريس للكهانة وترسيخ للكهنوت.
دعوة للتبرع
اسرائيل والمستبد : هل اسرائ يل قوة معتدي ة ام لا ؟اذ كانت...
تكفيرى: يقولو ن عن الاره ابيين إسم ( تكفير يين ) ، هل...
بحر / بحار: السؤا ل : فى القرآ ن الكري م كلمة ( البحر ) . هل...
الغش التجارى : قل لنا بصراح ة عن هذا الغش الذى ساد مصر...
صلاة الفجر فى موعدها: شاب لاينا م حتى يصلى صلاة الفجر في وقته . لكن...
more