زميل من زملائي في العمل ليس إخوانياً ولكنه ممن تبدلت مواقفهم بعد عزل مرسي وأصبح يخاصم الجيش ويصف الفريق السيسي بأوصاف بذيئة.... في يومٍ من الأيام عاتبني على موقفي الشديد تجاه الإخوان وما يفعلونه فرددت عليه رداً مطوّلاً سأنقله لكم دون زيادة أو نقصان بإذن الله:
إسمع ياأخي..لقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم.."لإيلاف قريشٍ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف"..
انتبه لهذا الترتيب في السياق القرآني الفريد، لقد أمر الله قريشاً أن تعبده ولكن بعد أن أنعم الله عليهم بنعمتي.."الأمن والطعام"..فالله يستحيل عليه أن يرسل الرسل بشريعته لمجموعة من الجوعى أو لمجتمع تعمه الفوضى والخراب، وقد كانت قريش أكثر القبائل أمنا ورفاهية، بل كانت تُشرف على أهم مكان تحجه العرب كل عام.
ما يفعله الإخوان هو هدم لمنظومة الأمن في مصر، والتي سيعقبها هدم لمنظومة الطعام، وتلك المنظومتين مُقدمتان على الدين والعبادة، فبدون الأمن ستموت الضمائر وتحيا نزعات الانتقام، وسيسود منطق البقاء للأقوى وللشريف.
ياسيدي إن الدين والمنطق يفرضان على الإخوان أن لو ظنوا في أنفسهم الحق أن يتنازلوا لشئٍ واحد ألا وهو المصلحة العامة..فالدين الذي يرفعون شعاراته لن يجدوه فيما لو انقسم الجيش..والشعب الذي يبني الدولة"الإسلامية"لن يجدوه لو احترب احتراباً أهليا..!
باختصار...الجيش هو آخر خطوط الأمن في الدولة، ومحاولات الإخوان لشق صفه هي بمثابة هدم لدولة الأمن في مصر..حتى أنه لن ينعم أحد بما يريد بمن فيهم الإخوان، وسيطول ذلك الأهل والأقارب بل سيطال ذلك لقمة العيش والرزق الكَفاف.
أنا إخواني سابق وأعلم البعض من تفكير الإخوان، بل وأعلم ماذا فعلوا في سوريا حتى وصل هذا البلد الحبيب لهذا الوضع،إنهم يفعلون في مصر ما فعلوه في سوريا بالضبط، ويُساندهم في ذلك إعلام قوي وشائع وهو إعلام الجزيرة القطرية.
إن موقفي اليوم مهما كان شديداً إلا أنه أخفّ مما قد نحتمله فيما لو انقسم الجيش المصري، أو أن احترب الشعب على السلطة، وما رأيته في 30-6 هو شبه اجتماع شعبي على موقف واضح ومحدد، لذلك قلت يومها أن الإخوان ضعفاء وأنهم لن يصمدوا أمام تحالف الشعب مع مؤسساته الأمنية، وأنه من الدين أن يتنازلوا خيراً لهم وللناس..وأسوةً بتنازل رسول الله في الحديبية وعقده لهُدنة ثبتت أنها كانت لصالح المسلمين.
وما يُدريك ياأخي لعل تنازل الإخوان أن يكون خيراً لهم على مستوى التنظيم أو أن ينظروا في منهجهم فينقوه من الشوائب، منا منا لا يُخطئ؟...لو لم نُخطئ فلن نكون من العُقلاء، فالعاقل هو الذي يُخطئ فيتعلم، أما ما يفعله الإخوان الآن ليس له علاقة بالعقل ولا بالدين..
لقد أضاعوا أنفسهم ويريدون أن تضيع بلادهم معهم، ولكننا لن نسمح بذلك وسندافع عن أنفسنا وعن ديننا وعن ضمائرنا وعن أهالينا مهما حدث.
اجمالي القراءات
7122