( أجمعون ـ أجمعين ) والاستثناء فى لسان القرآن الكريم

آحمد صبحي منصور Ýí 2012-08-17


 

فى تعليق على مقالنا السابق  فى موقعنا ( أهل القرآن ) كتب الاستاذ الحسن الهاشمى: ( لا أخفيك يا دكتور أحمد أني ما زلت أجد إشكالا يمنعني من الاقتناع بأن إبليس كان من الملائكة، وذلك في قوله تعالى (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ )،  إذ أن إبليس لو كان من الملائكة ورفض السجود فكيف يثبت الله سجود(كل ) الملائكة!! فها هو واحد من الكل امتنع عن السجود، وأكد الله الكل ب( أجمعون)  ، فالإجماع يكون بنسبة 100%، فإن افترضت أن إبليس كان من الملائكة ساعة الأمر لهم كلهم جميعا بالسجود فامتناعه يعني أنه لا يصح أن يقال (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ )، إذا أتى الاستثناء بعد إثبات(كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ) فإن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه.) .

وأقول أولا :

1 ـ السائد فى قواعد النحو أن الاستثناء المتصل هو الأصل ، وهو أن يكون المستثنى من المستثنى منه ، فلايصح ان تقول ( نجح الطلبة أجمعون إلّا الذبابة) لأن الذبابة ليست من جنس الطلبة . وشذّ بعض النحويين فأخترع ما يطلق عليه الاستثناء المنقطع ، فأجاز أن يقال  ( حضرت النسوة إلّا رجلا أو إلا حمارا ) ، أجاز ذلك طبقا لفهم خاطى بأن ابليس من الجن ولم يكن من الملائكة ، فأتى بهذا الرأى الشاذ .

على أى حال فإن المفهوم والسائد أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه كأن تقول ( نجح الطلبة أجمعون إلّا طالبا )، كما أن من المفهوم أن يأتى الاستثناء بالبعض من نفس نوع المجموع  ومن نفس جنس ونوعية المستثنى منه، وعليه فقوله جل وعلا : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إلا إبليس )، يفيد الاستثناء بواحد من المجموع هو ابليس وأن هذا الفرد الوحيد من نفس جنس المستثنى منه وهو الملائكة. ونترك قواعد اللغة لنتدبر فى القرآن الكريم . ونتتبع مصطلح ( أجمعين ـ أجمعون ) مع الاستثناء وعدمه .

ثانيا :ـ

1 ـ بعيدا عن موضوعنا ( السجود لآدم ) يأتى هذا المصطلح ( أجمعون ـ أجمعين ) بمعنى ( معا ) أى يعبر عن ( نوعيات مختلفة ) يضمها معا مصطلح ( أجمعون ) ، فالجمع هنا هو على اساس النوعيات وليس على أساس الأفراد داخل كل نوعية. ومثل ذلك قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)( البقرة ). (أَجْمَعِينَ ) هنا تعنى رب العزة والملائكة والناس معا. ومثلها قوله جل وعلا عن الكافرين :( أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87)( آل عمران ).

2 ـ ومن هنا نفهم أنّ قوله جلّ وعلا:( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)(هود ) لا يعنى أن كل افراد الإنس والجن سيدخلون النار ، بل إن جهنم ستمتلىء بنوعى الجن والناس معا ، أى من النوعين ومن الصنفين ، ولا يعنى هذا شمول كل أفراد النوعين ، لأن منهما من سيدخل الجنة ولن يدخل النار .

ثالثا :

( أجمعون  ) بلا إستثناء : وتأنى ( أجمعون  ) بلا إستثناء طالما ليس فى الموضوع إستثناء وأنّ الحكم مطلق يشمل الجميع .   

1 ـ يقول جل وعلا:( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)(الانعام )، فليس جميع البشر مهتدين ، لأن الله جل وعلا شاء لهم الحرية فى إختيار الهداية أوالضلال، ولو شاء لجمعهم على الهدى بلا حرية لهم . ويقول جل وعلا فى نفس الموضوع :( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) النحل )

2 ـ ويأتى الرسل بالرسالات السماوية للهداية فيتدخل الشيطان بوحيه الكاذب وأعوانه فيضلّ الناس ، وفى القصص القرآنى كان الهلاك هو مصير الكفرة أجمعين بلا إستثناء ،ومنهم قوم نوح الذين غرقوا أجمعين : ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77) الأنبياء ) ومنهم قوم ثمود: ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) النمل ) وعنهم وعن قوم عاد يقول جل وعلا فى هلاكهم أجمعين دون إستعمال لفظ ( أجمعين ) : ( وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) ( النجم ) أى أهلكهم جميعا ولم يبق منهم أحدا، ويقول جل وعلا فى نفس الموضوع (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ( الحاقة )، أى لم تبق منهم باقية .

3 ـ وتسلّط ابليس على فرعون فتطرف فرعون فى الكفر، فجعله يقتل كل السحرة أجمعين بلا إستثناء:( لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) الاعراف )، ( قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) الشعراء) . وجاء الانتقام من فرعون وقومه بالغرق أجمعين بلا إستثناء : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)( الزخرف ).بينما أنجى الله جلّ وعلا موسى وقومه أجمعين قبل غرق فرعون وقومه :( وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) الشعراء )

4 ـ  وتسلّط الشيطان فنزغ بين يوسف وأخوته ، وفى النهاية قال يوسف قوله لإخوته :(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) يوسف )، أى كلهم أجمعين بلا إستثناء .

5 ـ  وفى أحوال الاخرة يقول عن جمع البشر جميعا يوم الحساب:( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) (الدخان ). فلن يهرب أحد من يوم الحساب ، ولن يتخلف كافر أو مؤمن عن المساءلة :( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) الحجر ). وعن دخول الكافرين أتباع ابليس النار يقول جلّ وعلا عنهم جميعا : (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) الشعراء )

رابعا :

أجمعون مع وجود إستثناء

ولكن لا يستقيم فى الواقع أن يحدث التعميم دائما فى كل الأحوال ، فلا بد أن يحدث إستثناء . والدليل الواضح هو ما حدث فى قصة لوط . يقول جل وعلا عن هلاك تلك القرية الظالمة قرية قوم لوط : (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ (36)( الذاريات ). ونجا أهل لوط  ( أجمعين ) ما عدا زوجته وهى من أهله ، وتكرر هذا الاستثناء فى القرآن الكريم فى قصة لوط : (  إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنْ الْغَابِرِينَ (60) الحجر)(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ (171)( الشعراء )، ( وَإِنَّ لُوطاً لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ (135)( الصافات ). هنا يأتى الإستثناء من ( أجمعين ) بواحدة هى ( زوجة لوط ) وهى من جنس المستثنى منه وهم ( أهل لوط ) .

خامسا :

( أجمعون ) فى الحالتين فى قصة سجود الملائكة لآدم : وفى قصة السجود لآدم يأتى مصطلح ( أجمعون) مطلقا بلا إستثناء ، كما يأتى مقيدا بالأستثناء حسب الواقع .

1 ـ فى سورة الحجر نجد الحالتين معا : أجمعين مع الاستثناء مرة ، ومرة أخرى مطلقة بلا إستثناء حسب الموضوع . يأتى الإستثناء فى سجود الملائكة كلهم أجمعين سوى واحد منهم هو ابليس الذى رفض السجود : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) ( الحجر ) كما يأتى فى نفس السورة وفى الحوار الذى دار بين رب العزة وابليس إستثناء آخر من ( أجمعين ) فابليس يتوعد بأن يغوى أبناء آدم أجمعين إلا العباد المخلصين : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (40)) ( الحجر ) ثم يأتى فى نفس السورة ونفس السياق ونفس الحوار ( أجمعين ) بلا إستثناء ، فيما يخص مصير ابليس وأتباعه من البشر ، وأنهم أجمعين وبلا إستثناء سيدخلون جهنم ، هى موعدهم أجمعين : ( قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) الحجر )

2 ـ ويتكرر هذا فى سورة ( ص ) فى نفس السياق عن السجود لآدم : فيأتى الاستثناء برفض ابليس السجود وحده دون أقرانه من الملائكة : ( فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74)( ص) ويأتى وعيد ابليس بغواية أبناء آدم أجمعين سوى المخلصين من عباد الرحمن:(    قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (83)( ص ) ثم يأتى وعيد الله جل وعلا بأن يملأ جهنم بابليس وأتباعه أجمعين بلا إستثناء : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) ص).

3 ـ ويتكرر هذا الوعيد الالهى المطلق بإدخال إبليس وأتباعه أجمعين وبلا إستثناء الى الجحيم ، ففى سورة البقرة :( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)، وفى سورة الأعراف : ( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) ( الاعراف ).

أخيرا:

سجد الملائكة كلهم أجمعون لآدم طاعة لأمر الله جل وعلا ، ما عدا واحدا فقط من الملائكة هو ابليس الذى أبى واستكبر وجادل رب العزة بكل وقاحة فعاقبه رب العزة بأن طرده وأهبطه الى مستوى الجن ، أى إن ابليس عصى ربه ف( كان ) أى أصبح من الجن .. وشرحنا من قبل أن مصطلح ( كان ) يعنى أحيانا ( اصبح ) و ( صار ) .

والله جلّ وعلا هو الأعلم .

اجمالي القراءات 27948

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   أحمد الجَحَاوى     في   السبت ١٨ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68417]

فى قراءة أخرى لكلمة (أجمعين)

نشكركم أستاذنا الفاضل دكتور أحمد على المقال القيم والشرح الوافى والقراءة المتدبرة لكتاب الله تعالى كما أمرنا سبحانه وبيان مفهوم كلمة "أجمعون".


وإذا أذنت لى بالتعقيب أو الإضافة، فإن كلمة (أجمعين) يمكن أن تُقرأ أيضاً كما يلى ولإقناع الأخ الكريم السائل:


اللحظة التى يسجد فيها الملائكة بعد الأمر الإلهى لهم بالسجود هى نفس اللحظة التى يستوجب فيها وصفهم بكلمة أجمعون (بالكامل) لأن إبليس فى نفس اللحظة لم يعُد منهم، وعندما يأتى الإستثناء تصاحبه كلمة (كان) للإشارة إلى الزمن الماضى قبل الأمر بالسجود.


كذلك الحال تماماً فى أهل لوط، عندما تحققت لحظة النجاة، إستوجب الناجون لفظ (أجمعون) لأن إمرأته لم تعد منهم (لم تعُد من أهله)، ثم تأخذ هى بعد ذلك لفظ (كانت) أو (قدّرنا) للدلالة على الأهلية فى زمن ماضى فى الحياة الدنيا. وذلك لأن الله تعالى هو أسرع الحاسبين.


وذلك فيما لا يتعارض أيضاً مع (أجمعين) للأجناس وليس للأفراد.


وإذن لى سيدى بأن أقوم قريباً بنشر موضوع يتعلق بقراءة خاصة فى كتاب الله تعالى عن الملائكة، وإنه لكم يسعدنى تفضلكم بالإطلاع والتعقيب رغم علمى بمدى ضيق الوقت لديكم، ولكن أسأل الله تعالى أن يبارك لكم فيه.


أحمد الجَحَاوى – كاتب بموقع أهل القرآن.


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٢٠ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68479]

شكرا مجددا أستاذ الحجاوى ..وآسف لأننى غفلت عن أهمية تعليقك

 وننتظر منك الكثير من أجتهاداتك فى موقعك وبيتك ( أهل القرآن ) .. وبهذا التعليق الذى أفادنى شخصيا ، يظهر مدى تعمقك فى فهم هذه الآيات ..


لا تعرف مدى سعادتى حين أستفيد شيئا جديدا من ابنائى الباحثين الشباب . هذا يزيد إيمانى بأن لاعقل يعلو على القرآن حتى لو تعايش مع القرآن أربعين عاما ..!!


هدانا الله جل وعلا الى الحق . 


3   تعليق بواسطة   الحسن الهاشمي     في   الثلاثاء ٢١ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68485]

لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ

أخي الكريم الدكتور أحمد صبحي منصور

كل عام وأنت بخير، وعيدكم مبارك سعيد

أحييك على ردك المنطقي بالدليل القرءاني، ففقد يستثنى من (الكل) جزء، وقد يستثنى فرد من (الجمع) ، فهل يستثنى جزء من الكل بعد تأكيد الكل ب(الجمع) ؟

إذا قلت لي : حضر الطلاب كلهم، ولم يكن خالد الطالب حاضرا، فإن من المتوقع أن تستثني خالدا بعد ذكر (كلهم).

كذلك إذا قلت لي : حضر جميع الطلاب ، ولم يكن خالد الطالب حاضرا، فإن من المتوقع أن تستثني خالدا بعد ذكر (جميع).

أما إذا أكدت (الكل) ب(الجميع) واستثنيت خالدا بدون أن تذكر مهنته فقد يكون خالد هو أستاذهم، واستدللت بمثل سابق أعيده هنا: أمر رئيس القاعدة العسكرية الضباط بالالتزام بمواعيد الدوام ففعلوا إلا حسين لم يلتزم بالأمر، قد يظن السامع أن حسينا هذا الذي عصى الأمر وعوقب أو طرد كان ضابطا من الضباط، والصحيح أنه لم يكن ضابطا ولكن كان عسكريا بدون أية رتبة .

حسين شمله الأمر لأنه كان يشتغل مع الضباط في مكتبهم.

هذا المثل استنتجت به أن إبليس لم يكن ملكا، فقد تأتي الآيات لتجيب عن السؤال الذي يخطر بالبال وهو : كيف يكون إبليس ملكا ويعصي أمر ربه!! فتأتي الآية التي تجيب على هذا السؤال: إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ .

ملائكة الآخرة قال الله تعالى فيهم: لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ .

وملائكة الدنيا قال الله تعالى فيهم: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، فالعرب قالوا : الملائكة بنات الله، فأنكر الله ما زعموه وأثبت أنهم عباد مكرمون، وأنهم لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، أي لا يعصون له أمرا ، فالملائكة صنف من الخلق وصفهم الله بأنهم مكرمون، والتكريم تقريب ، وبمعيار الحكمة فإن المقرّب (بفتح الراء) إذا عصى أمر المقرب (بكسر الراء الذي هو الله) فإن ذلك يقدح في حكمة الله وعلمه، فكأنه قرب إليه من لا يستحق القرب، ولو علم أنه سيخون الثقة ويسبقه بالقول ولا يفعل ما يأمره به لما خلقه ملكا.

إذاً إن قلتُ إن إبليس كان من الملائكة فاستدرك على الله وعصى أمره فهذا يعني أن كلام الله في الآيتين 26 و27 غير صحيح (سبحانه وتعالى عن ذلك) بدليل أن إبليس كان ملكا فاستدرك على الله ولم يفعل ما أُمر به.

ودمت بخير


4   تعليق بواسطة   أحمد الجَحَاوى     في   الثلاثاء ٢١ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68503]

شكرأُ لأستاذنا الدكتور أحمد منصور على هذه الشهادة وهذا وسام لى

أشكرك سيدى الكريم د. أحمد على هذا التقدير، وهذه مسئولية أسأل الله تعالى أن أكون على قدرها.


5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٢١ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68507]

شكرا لكم جميعا وأقول للأستاذ الحسن الهاشمى

 لا أحب كثرة الجدال ، ولقد أوضحت وجهة نظرى ، ولا أفرضها على أحد .. وكل منا يختار ما سيكون مسئولا عنه أمام الله جل وعلا يوم القيامة . فما نكتبه وننشره سنكون مساءلين عليه أمام الواحد القهّار رب العزّة . وهذا أمر خطير .. فما نكتبه هنا ليس ثرثرة فى السياسة وشئون الدنيا أو الرياضة والفنّ ، بل هو آراء فى الدين ، قد يضلّ بها القارىء وقد يهتدى .. ومن هنا تأتى مسئوليتنا عما نكتبه ..


نرجو من الله جل وعلا الهداية بالقرآن الكريم ، وأن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. !!


6   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ٢٨ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85135]

ونترك قواعد اللغة لنتدبر فى القرآن الكريم . ونتتبع مصطلح ( أجمعين ـ أجمعون )


السائد فى قواعد النحو أن الاستثناء المتصل هو الأصل ، وهو أن يكون المستثنى من المستثنى منه ، فلايصح ان تقول ( نجح الطلبة أجمعون إلّا الذبابة) لأن الذبابة ليست من جنس الطلبة . وشذّ بعض النحويين فأخترع ما يطلق عليه الاستثناء المنقطع ، فأجاز أن يقال  ( حضرت النسوة إلّا رجلا أو إلا حمارا ) ، أجاز ذلك طبقا لفهم خاطى بأن ابليس من الجن ولم يكن من الملائكة ، فأتى بهذا الرأى الشاذ .على أى حال فإن المفهوم والسائد أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه كأن تقول ( نجح الطلبة أجمعون إلّا طالبا )، كما أن من المفهوم أن يأتى الاستثناء بالبعض من نفس نوع المجموع  ومن نفس جنس ونوعية المستثنى منه، وعليه فقوله جل وعلا : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إلا إبليس )، يفيد الاستثناء بواحد من المجموع هو ابليس وأن هذا الفرد الوحيد من نفس جنس المستثنى منه وهو الملائكة. ونترك قواعد اللغة لنتدبر فى القرآن الكريم . ونتتبع مصطلح ( أجمعين ـ أجمعون ) مع الاستثناء وعدمه .بعيدا عن موضوعنا ( السجود لآدم ) يأتى هذا المصطلح ( أجمعون ـ أجمعين ) بمعنى ( معا ) أى يعبر عن ( نوعيات مختلفة ) يضمها معا مصطلح ( أجمعون ) ، فالجمع هنا هو على اساس النوعيات وليس على أساس الأفراد داخل كل نوعية. ومثل ذلك قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)( البقرة ). (أَجْمَعِينَ ) هنا تعنى رب العزة والملائكة والناس معا. ومثلها قوله جل وعلا عن الكافرين :( أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87)( آل عمران )ومن هنا نفهم أنّ قوله جلّ وعلا:( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)(هود ) لا يعنى أن كل افراد الإنس والجن سيدخلون النار ، بل إن جهنم ستمتلىء بنوعى الجن والناس معا ، أى من النوعين ومن الصنفين ، ولا يعنى هذا شمول كل أفراد النوعين ، لأن منهما من سيدخل الجنة ولن يدخل النار



7   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ٢٨ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85137]

( أجمعون ) بلا إستثناء :


 وتأنى ( أجمعون  ) بلا إستثناء طالما ليس فى الموضوع إستثناء وأنّ الحكم مطلق يشمل الجميع .   



1 ـ يقول جل وعلا:( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)(الانعام )، فليس جميع البشر مهتدين ، لأن الله جل وعلا شاء لهم الحرية فى إختيار الهداية أوالضلال، ولو شاء لجمعهم على الهدى بلا حرية لهم . ويقول جل وعلا فى نفس الموضوع :( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) النحل ) ويأتى الرسل بالرسالات السماوية للهداية فيتدخل الشيطان بوحيه الكاذب وأعوانه فيضلّ الناس ، وفى القصص القرآنى كان الهلاك هو مصير الكفرة أجمعين بلا إستثناء ،ومنهم قوم نوح الذين غرقوا أجمعين : ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77) الأنبياء ) ومنهم قوم ثمود: ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) النمل ) وعنهم وعن قوم عاد يقول جل وعلا فى هلاكهم أجمعين دون إستعمال لفظ ( أجمعين ) : ( وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) ( النجم ) أى أهلكهم جميعا ولم يبق منهم أحدا، ويقول جل وعلا فى نفس الموضوع (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ( الحاقة )، أى لم تبق منهم باقية .وتسلّط ابليس على فرعون فتطرف فرعون فى الكفر، فجعله يقتل كل السحرة أجمعين بلا إستثناء:( لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) الاعراف )، ( قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) الشعراء) . وجاء الانتقام من فرعون وقومه بالغرق أجمعين بلا إستثناء : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)( الزخرف ).بينما أنجى الله جلّ وعلا موسى وقومه أجمعين قبل غرق فرعون وقومه :( وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) الشعراء )



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,873,067
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي