احمد صبحى منصور في السبت ٢٤ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
يقول تعالى في سورة البقرة " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" البقرة / 245 .
ويقول تعالى في سورة الحديد " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ... الحديد / 11 – 12 .
والمعروف أن الله تعالى يضاعف الأجر على الصدقة في الدنيا قبل الآخرة , يقول تعالى " وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ: سبأ : 39 " والله يضاعف الرزق ويخلفه ليس فقط في المال ولكن في الصحة والسعادة والأولاد والطمأنينة النفسية والاجتماعية . وهكذا فإن حساب الثواب الدنيوي لا يقتصر على الرزق الظاهر ولكن الأهم منه هو الرزق الخفي الذي لا ينتبه له الكثيرون. وعن مضاعفة الأجر في الدنيا لمن يتصدق ويقرض الله تعالى قرضا حسنا, يقول تعالى "مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" فهذه الآية في سورة البقرة تتحدث عن مضاعفة الأجر في الدنيا .
أما الآية الأخرى في سورة الحديد فهي تتحدث عن مضاعفة الأجر للمتصدق في يوم الدين , اليوم الآخر بالإضافة إلى الدنيا , يقول تعالى " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَه" أي في الدنيا , " وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ" أي في الآخرة وفي هذا اليوم يسعى نورهم بين أيديهم وأيمانهم ويتلقون البشرى بالخلود في الجنة .. " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.. " .
وهذا هو الفارق بين الآيتين المتشابهتين وأجر المتصدق فيهما بين الدنيا والآخرة .
كل يوم يزيد ترابطنا بالقرآن من خلال تدبر آياته وسورة الحديد "ميزان القرآن " مليئة بالعلامات ففي مقال الأستاذ مراد الخولي دليل من سورة الحديد على تحديد يوم القيامة ذكره بالأرقام والحساب الدقيق للحروف ويكون بانصهار الحديد وخروج يأجوج ومأجوج قبل القيامة مباشرة واختلاطهم بعد إزالة الفاصل ،وفي سورة الحديد أيضا آية الآية"، 12 " التي تتحدث عن النور الذي يسعى بين يدي المؤمنين يوم القيامة والذي يتمثل في أجسامهم النورانية كل بحسب أعماله يكون نوره .. أما الآخر الذي على وجهه قترة فألئك هم الكفرة الفجرة كما يصفه القرآن .
{أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ }هود20
{يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً }الفرقان69
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً }الأحزاب30
من الآيات السابقة يتضح لنا أن المضاعفة تكون فى الثواب وفى العقاب على حدا سواء ، فالله سبحانه وتعالى يضاعف الأجر على الصدقة فى الدينا وفى الآخرة ، وأيضا يضاعف العذاب فى الدنيا وفى الآخرة ، ففى آية سورة الفرقان تكون المضاعفة للعذاب فى الآخرة {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً } أما فى الآيات الأخرى فتكون المضاعفة فى الدنيا ، وهذا هو العدل فى الثواب والعقاب ، فالله سبحانه وتعالى عادل .
من خلال قراءة هذا التدبر فى آيات الله جل وعلا التى وعد الله فيها كل مؤمن يقرض الله قرضا حسنا بمضاعفة ذلك له فى الدنيا والآخرة ، ورغم وضوح الآيات تماما إلا اننا نجد واقعا مؤلما فى تعامل المسلمين مع المال وفى نظرتهم للمحتاجين والفقراء ، وحبهم للمال والثروة ومعظمهم يدعى الإيمان وبعضهم يقرأ القرآن ليل نهار .
وسوف أعقد مقارنة بسيطة جدا تبين ضعف معظم المسلمين الإيمانى وبعدهم عن كتاب الله جل وعلا
تخيل أن مسلما ذهب لأحد البنوك أو شركات توظيف الأموال ليودعفيها مبلغا من المال ، فيقوم البنك او الشركة بإعطائة صحيفة بها مميزات الإيداع والفوائد التى ستعود عليه ، فيسارع بإيداع أمواله فى أكثر هذه البنوك فوائد ، وأفضلها فى المميزات ، ومن الممكن أن يفلس هذا البنك أو تلك الشركة وتتضيع اموال هذا الإنسان هباء ولن يستطيع أن يرجع هذا المال مهما فعل ، وحدث هذا مع ملايين المصريين الذين أودعوا أموالهم او تحوشة العمر فى بعض شركات توظيف الأموال واختفى اصحابها وهربوا خارج البلاد .
هذه الغيبوبة التى يعيش فيها معظم المسلمين هي بسبب بعدهم عن الله جل وعلا وبسبب هجرهم للقرآن الكريم كتاب الله ، لأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ، وهو سبحانه وتعالى وحده القادر الذي لا يمكن أن يخلف وعده لأحد من البشر ، فعندما يقول سبحانه وتعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضافعه له أضعافا كثيرة فهذا وعد من رب العالمين أن من يزكى و يتصدق ويخرج من ماله لله جل وعلا ويعطف على الفقراء والمساكين وأولى القربى واليتامى بماله سيرجع له المال أضعاف ما انفق وهذا معنى الآية ببساطة شديدة ورغم كل هذا الوضوح فى التعبير نجد معظم المسلمين يدافعون ويؤكدون ان الزكاة لها نسبة محددة وهذا يخالف كلام الله جل وعلا ، لأن هذه الآيات تحديدا تبين لكل مؤمن أن الزكاة والتصدق والانفاق ليس لهما حدود ، والسبب هو فى مصلحتك يا مسلم وأنت لا تعلم ، لو أخرج كل مسلم الزكاة بدون حسابات ، لو تصدق كل غنى بدون تحديد ، لو أنفق كل ذي مال بلا توقف ، ستكون النتيجة مضاعفة المال ، هذا ما وعد به المولى عز وجل ، ورغم هذا يخاف الناس الفقر ، ويحبون المال ويكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله ، ولا يثقون فى خالقهم ورازقهم كما يثقون فى البشر الذين يديرون البنوك وشركات توظيف الأموال.
والنصيحة هنا باختصار
يا مسلم جرب بنفسك من اليوم فصاعدا جرب خض التجربة بنفسك دون أن تسأل شيخا او مفتيا ، اخرج مالا لله جل وعلا دون تشغيل حاسبة الجيب ، أخرج مالا لله أو اقرض الله قرضا حسنا وانتظر النتيجة ، ولن يخلف الله وعده أبدا ، وصدقونى النتيجة فى الدنيا مهما كانت جميلة لا يمكن مقارنتها بثواب الأخرة .
ونصيحة أخرى وأخيرة
مالك يا إنسان من الممكن أن تستفيد منه ، ومن الممكن يضيعك فى الدنيا والآخرة ، من الممكن أن يعيش الإنسان يحب المال حبا جما ولا يزكى ولا ينفق فى سبيل الله ويموت ، وهنا يكون المال نقمة على صاحبة ، وعندها يتمنى لو كان فقيرا محتاجا للعطف والصدقة حتى لا يحاسب على هذا المال ، ويندم حيث لا ينفع الندم ، ومن الممكن أن يتحول هذا المال لوسيلة للسعادة فى الدنيا والآخرة .
رضا عبد الرحمن على
شكرا د منصور على إنارتك طريق المعرفة لنا وسوف يثيبك ربك على مابذلته من جهد في توصيل المعرفة .
وصدق الله العظيم ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ) وكذلك قوله تعالى ( وماأنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه...) و(ومثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسه عليم) وفعلا صدقت سيدي في إشارتك لنا بأن بلاغة القرآن يجب على الراسخين في العلم القرآني أن ينهلوا من علومه ويزدادوا معرفة وينيروا طريق المعرفة إلى غيرهم . وفعلا سوف يجد الذي يقرض الله قرضا حسنا ما يعود عليه بالنفع الدنيوي والأخروي . ودائما صدق الله العظيم في كتابه الكريم {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }التغابن17
الأجل
بَغْيًا بَيْنَهُمْ
البغى
المجرمون
الفتنة
العرش
سلطان
مصيبة
وكيل
اليتيــــم
الصـدقــة
المسكين
الثياب
وضع
وهب
فاجر فجور فجّار
حفيظ
أثر ـ آثار
عمى ويعمهون
الهوى
دعوة للتبرع
سورة الأنبياء: أرجو أن تعطين ا مضمون سورة الأنب ياء لأنى...
صعق قريش: ( فذرهم حتي يلاقو يومهم الذي فيه يصعقو ن.) هل...
هذا التخلف السُّنّى: يصعب علي ما تذهبو ن إليه كيف نترك الحدي ث ...
عهد الله جل وعلا: بسم الله الرحم ن الرحي م العم والوا لد ...
أم الكتاب : ما المقص ود بأم الكتا ب ؟ ...
more
من العلوم الجديدة فى البلاغة القرآنية ما يمكن تسميته بالاعجاز فى اختيار اللفظ القرآنى ، وهى ناحية جديدة تؤكد استحالة ان يكون القرآن الكريم قد كتبه محمد بن عبد الله .
المقال السابق اول تدبر فى هذه الناحية الجديدة ، وقد سبق لنا نشر هذه السلسلة ونعتبرها دعوة للتدبر معا والنقاش واضافة المزيد .
هيا بنا نتدبر